بعد نتائج مهرجان كان هذا العام.. وحصول الأمريكي الأشهر مايكل مور على سعفته
الذهبية.. فإن الإقرار بالمصداقية الفنية لهذه الجائزة كان أمراً مشكوكاً
فيه.
نحن هنا.. آثرنا الإشارة إلى هذا الأمر.. ولسنا في مجال لمناقشتة.. بل إننا
قد خصصنا جزءاً ليس بالصغير لهذا المخرج وفيلمه في موقعنا "سينماتك"، يتناول
كل ما كتب عن الفيلم الذهبي، ومخرجه المشاغب (على حسب الرئيس الأمريكي جورد
دبليو بوش). هذا الملف إحتوى على ثلاثون مقالاً.. تصوروا كم أصبح هذا المشهور
أكثر شهرة بعد ذهبية كان الـ 57.
من بين أهم المقالات.. هناك بحث قدمه الناقد المصري الدكتور مذكور ثابت من
حلقتين.. يتناول فيه بشكل متخصص، المقارنة بين واقعتين سينمائيتين متشابهتين
(في قوة وتفرد سخونتهما السياسية، حيث تأتيان في سياق ما أسماه صاحب الواقعة
الأسبق المخرج الأمريكي آلان فرانكوفيتش في عام 1980 «عملية نمو الضمير
الأمريكي»!!). أما صاحب الواقعة الحديثة، فهو بالطبع الأمريكي مايكل مور.
في هذا البحث.. لم يقدم الدكتور ثابت نقداً لفيلم (Farenheit
9/11) الجديد.. حيث ذكر بأنه لم يشاهده بعد. وإنما
كانت تلك المقارنة القوية والمهمة.. إضافة جديدة بأسلوب مشوق سلس.. يمكن
اعتبارها من نوادر البحوث في هذا المجال.
هناك أيضاً.. لقاء صحفي لصاحب الفيلم.. يوضح كيف أن هذا الفنان ليس فقط صاحب
شعارات وهتافات.. وإنما يحمل وجهة نظر متمردة وربما صحيحة وصائبة سياسيا..
مبدياً في هذا اللقاء قدرة فائقة على شحذ عباراته، وإضفاء طابع عقلاني وواعي
عليها.
فهو يقول مثلاً: (إن فيلمي يمضي جل وقته وهو يطرح أسئلة أكثر مما يحاول
العثور على أجوبة بالضرورة, لكنه - أي الفيلم - سرعان ما يطلب من المتفرجين
أن ينضموا إليه فكرياً ويحاولو تصور ما يمكن أن تكون عليه الأجوبة. ونحن
حينما جربنا عرض الفيلم أمام جمهور محدود في ميدويست, لاحظنا كيف أن الناس
تحركوا في شكل عميق جداً, تاركين الصالة وهم يفكرون في مسؤوليتهم الشخصية,
وضرورة أن يتحركوا ويتصرفوا كمواطنين متحدين في أمة ديموقراطية...).
هكذا تكلم مايكل مور.. بكل هذه الجرأة.. إلا أن هذا لا يشفع للجنة التحكيم في
كان الـ 57، من إعطائه السعفة الذهبية.. مع وجود أفلام متميزة أحق من فيلمه
هذا، مثل "الحياة معجزة" للبوسني أمير كوستاريكا، و"يوميات صاحب دراجة"
للبرازيلي والتر ساليس، و"2046" للصيني وونج كار واي، أفلام حضيت بإعجاب كبير
من قبل المتواجدين في كان.
|