لأن السينما في مصر قد بدأت
مبكراً، فإن الحديث والجدل عنها بدأ مبكراً أيضاً، خصوصاً بأن العروض
السينمائية في مصر جاء بعد عام واحد فقط من العروض العالمية للسينما.
وبالتالي كانت الصحافة قد علقت على هذه العروض، وكان أولها صحيفة (المؤيد) في
تعليقها على أول عرض في عددها الصادر في 26 يناير 1896م.
وبدأت السينما تكتسب جمهوراً
يتزايد يوماً بعد يوم، بعد أن كان الجمهور متوجهاً بشكل عام للمسرح. فبدأت
صالات السينما تتزايد، تلبية لرغبات هذا الجمهور المتشوق لهذا الفن الوليد.
وتكون ما يسمى بـ (هواة السينما)، هؤلاء الذين بُهروا بهذا الفن، بل وفكروا
بالانخراط في ممارسته، وعلى رأس هؤلاء الهواة كان محمد كريم، ويوسف وهبي،
ومختار عثمان، وغيرهم كثيرون. حتى أصبح هذا الفن يشكل الهم الأكبر، ما دفعهم
مراسلة شركات الإنتاج المحلية والأجنبية.
وفي الفترة التي واكبت ثورة
1919، بدأ محمد كريم الكتابة عن السينما في الصحف المحلية، وكان تفكيره يتجه
إلى الكتابة عن تمصير السينما، في مقالات تحمل عناوين مثل (فكروا في إنشاء
شركة للسينما) أو (مصروا صناعة السينما).
أما أول مقال نشر عن السينما
في مجلة (الهلال) المصرية، فكان الذي كتبه الناقد السيد حسن جمعه تحت عنوان
(السينما الناطقة: ماضيها وحاضرها ومستقبلها)، ونشر في عدد ديسمبر 1929م. وهو
نفس الكاتب الذي كتب أول مقال عن الأفلام المصرية نشر في مجلة "الهلال"
المصرية، تحت عنوان "الأشرطة المصرية على اللوحة الفضية"، وكان في عدد نوفمبر
1931.
اهتمت الصحافة المصرية بوجه
عام، والصحافة الفنية بشكل خاص، بهواة السينما، بل وساعدت على ازدياد عددهم.
فكانت مجلة "الصباح" ـ على سبيل المثال ـ تواظب على نشر صور هؤلاء الشبان
الهواة الذين كانوا يعرضون استعدادهم للتمثيل. وبالمثل حذت حذوها مجلة "العروسة"،
وكانت صفحة "السينما والملاهي" في جريدة الأهرام تواظب ـ منذ ظهورها عام 1933
ـ على نشر رسائل القراء والرد عليها فيما يتعلق بالسينما وشئونها، كما فتحت
أبوابها لكتابات الهواة عن السينما، وشجعت بعضهم على الاستمرار في الكتابة.
مما ساهم في تطور كتاباتهم عن السينما بعد إنشاء أستوديو مصر. وفي أحد أعداد
أكتوبر 1934، تلقت الصفحة عدة رسائل من القراء حول نادي السينما للهواة.
وكان هواة السينما يشكلون
احتياطياً مستمراً للعاملين بالسينما، فقد جاء من صفوفهم جميع المشتغلين
بالسينما في مختلف عناصرها. هذا إضافة إلى أن الهواية كانت وراء ظهور العديد
من الأفلام المصرية القصيرة والطويلة. ولعل أبرز فيلم من صنع الهواة في تاريخ
السينما المصرية هو فيلم (تيتاوونج).
أما أول مجلة مصرية متخصصة عن
السينما، فكانت مجلة (الصور المتحركة)، التي صدرت عام 1923، وتوقفت عام 1925.
|