محمد
خان ورؤوف توفيق من خلال فيلمهما (مشوار عمر ـ 1985)، يأخذانا مع
شخصية عمر (فاروق الفيشاوي) في مشوار مليء بالمفاجآت استغرقت
أحداثه ثمان وأربعون ساعة فقط. فعمر هذا هو ذلك الشاب الذي يملك كل
شيء دون أن يؤدي أي شيء. فبالرغم من أنه يحمل مؤهلاً جامعياً إلا
أنه لا يجد ضرورة لأن يعمل، معتمدا علي ثروة والده تاجر المجوهرات
في تأمين حياة رغدة وسهلة له. ولهذا نراه شاباً مدللاً ومستهتراً
وغير مسئول، لا يخطط للوصول إلى هدف معين ويعيش حياته بلا معنى
بعيدة عن الاستقرار الاجتماعي والنفسي. فهو يملك سيارة فخمة وثمينة
اشتراها له والده.. هذه السيارة بشكلها وطرازها الأخاذ تتحدى كل من
يراها، وتترك في عيونه نظرة هي مزيج من الحسد والإعجاب، وهي بالطبع
جزء لا يتجزأ من شخصية عمر، لا يعيش إلا بها ولها، ولا يتركها إلا
ليعود إليها. فكل أحداث الفيلم تسير بشكل متواز معه ومعها، لذلك
تظل ماثلة أمامنا دائماً حتى عندما تسرق، وذلك عندما نلاحظ التغيير
المفاجئ الذي يحدث لشخصية عمر بسبب فقدها، وكأنما يفقد بذلك كل
مكونات شخصيته.
هذا
الشاب يتعرض للاستجواب من قبل فتاة (سمية الألفي) كانت تربطه بها
علاقة عاطفية عندما كان يسكن نفس الحي الشعبي الذي تسكنه، وقبل أن
ينتقل إلى حي آخر أنيق يناسب مركزه المالي، ناسياً أصوله
الاجتماعية وناسياً جيرانه ورفاقه. هذه الفتاة تحاول استفزازه
عندما تواجهه ببعض الحقائق التي لا يرغب في مواجهتها. ولكن هذه
اللحظة ليست هي محور الفيلم، بل يتجاوزها محمد خان سريعاً
باعتبارها بداية الامتحان الصعب والتجربة الحياتية الهامة التي
يعدها لعمر.
وفي
النهاية نرى عمر وقد قذفت به ظروف مشواره في مكان مهجور، بعد أن
نجح سائق الشاحنة في سرقة المجوهرات، هنا يجد نفسه في مواجهة ذاته،
فأما أن يعيد النظر في مشوار حياته القادمة، أو يكرر المشوار ذاته.
|