فيلم المواطن
كينCitizen Kane (1941)
هو
أكثر الأفلام تكريماً في تاريخ السينما على الإطلاق، بسبب وجود
العديد من المشاهد أو الصور التي تستحق الذكر. تبدو أحد أعظم هذه
المشاهد
في نهاية الفيلم وذلك عند ما يتم الكشف عن سر الكلمة
Rosebud
وهي آخر كلمة تخرج من فم شارلز لوستر كين (أورسون ويليز) قبل أن
يموت. بعدها تتحرك الكاميرا على أرضية السرداب لترينا التكديسات
التي لا تصدق لكل مكتسبات كين طوال حياته ثم تنزلق الكاميرا ببطء
عبر سنين من البضائع التي تتكون من أجزاء من المواد ومواد فنية
مجموعة تبدو مثل لعبة مكسورة للصور المقطعة، فهناك مدينة ناطحات
سحاب مهجورة أو مدينة كبرى مصورة من الأعلى، كما يوجد في أكوام
الممتلكات أيضا: إطار مكواة سفلي، وعلبة ألعاب خشبية مفتوحة (توجد
فيها بعض الدمى وصورة لكين في وقت زواجه الأول)، وكومة من الصحف
القديمة ملفوفة، وصورة لكين وهو ولد صغير مع والدته، ومزلجة ثلج
(التقطها أحد العاملين). تظهر حياة كين كمجموعة مفككة لنشاط فاشل
في استخدام مصادر خاصة بصورة إنتاجية. وفي القبو أسفل كساندو، نرى
العمال وهو يقومون بإزالة الأعداد الضخمة من النفايات والمقالات
المرتبة، فهنا عامل يفرز ممتلكات كين ويضعها في صناديق بالقرب من
حارقة القمامة، وهي فرن مستعر تلقى فيه الأشياء التي تعتبر
نفايات. كما نرى ريموند، رئيس الخدم، يطلب من العامل الذي يحمل
المزلجة في يده بأن "يلقي بتلك النفاية" في لهب المحرقة لكي يتم
التخلص منها، بالإضافة إلى تراكمات من ممتلكات أخرى. المزلجة، التي
كان يلعب بها شارلز عند ما كان مع أبوه وأمه في بدايات الفيلم، هي
رمز جميل وباقي من حياة كين واسم
Rosebud
(وزهوره المزخرفة) التي ترى مختصرة على المزلجة في لقطة مقربة قبل
أن يلتهم اللهب الخشب، وتذيب الحرارة الطلاء الموجود على سطح الخشب
ويتم القضاء على المزلجة عن طريق اللهب. مزلجة
Rosebud
هي تذكار من طفولة كين مع والدته، وهي طفولة اعترضتها فرص الثراء
والحظ التي مُنحت له، وقد فرض كين المزلجة على تاتشر (جورج
كولوريوس) عند ما تم أخذه بعيداً بالقوة إلى نيويورك لينشأ في محيط
أكثر وفرة، وترمز المزلجة إلى البراءة والجمال والحب الذين فقدهم
كين، وهو الحب الذي تملص من ذاكرة رجل محتضر لممتلكات طفولته التي
تحمل معنى خاص.
|