مشاهدة
فيلم (أرق
INSOMNIA)،
مشاهدة مليئة بالإثارة والترقب.. حيث يبرز العملاق آل بتشينو في
دور متميز ومؤثر.. فخبرة هذا الممثل تعطيه الأحقية لأن يقوم بهذا
الدور المليء بالقلق والتحولات النفسية الكثيرة والمتناقضة.. حيث
نجح كعادته بأن يسخر كل طاقاته الأدائية، وخصوصاً عضلات وجهه لخدمة
الدور، وجعلنا نعيش معه كمتفرجين، هذا الأرق الذي عاشه طوال
الفيلم.
(أرق)
دراما اجتماعية تتناول عمق الهموم الإنسانية، ويحكي عن ذلك المحقق
الشهير في لوس أنجليس ويل دورمر (آل بتشينو)، والذي يتم إرساله مع
صديقه المحقق هاب الكهارت (مارتين دونوفان) إلى منطقة ألاسكا من
أجل التحقيق في جريمة قتل بشعة لفتاة مراهقة، لتشهد هذه المدينة
الصغيرة تقلبات عنيفة بعد اكتشاف الجريمة، فالمدينة لم تعرف مثل
هذه الجرائم من قبل.
يلاحظ
المحقق الشهير دورمر، بخبرته الطويلة، أن الفتاة قد تعرضت لضرب
مبرح بآلة حادة، وأن المجرم نفذ الجريمة البشعة بدم بارد وقسوة
شديدة. كما تقوده بعض الأدلة نحو الكاتب الروائي المحلي والتر فينش
(روبن ويليامز)، الذي يعيش حياة مغلفة بالغموض، إذ كانت تربطه
بالضحية علاقة غامضة. ومع ذلك فقد كان للمحقق دورمر بعض الأسرار
والمفاتيح التي يكشف عنها بالتدريج. إلا أنه يجبر بواسطة المتهم
الرئيسي والتر على الدخول في لعبة القط والفأر، بعد مقتل زميله في
العمل، وهناك وبمساعدة المحققه المحلية إيلي (هيلاري سوانك) يبدأ
في لعبة نفسية خطيرة أصبحت تهدد حياته بالخطر والموت. فيصاب بذلك
الأرق الذي يجبره على التفكير ـ في لحظة من لحظات الضعف ـ بالتخلي
عن تاريخ حافل بالإنجازات على صعيد عمله كمحقق.
مقتل
صديقه في العمل، وعلى يده هو، يعد تحولاً هاماً في مسار الأحداث
بالنسبة لشخصية هذا المحقق، حيث نتعرف على جوانب مخفية من هذه
الشخصية. المحقق الشهير الذي جاء إلى هنا، مخلفاً وراءه إرثاً
زاخراً بالإيجابيات والسلبيات.. لدرجة أن الوساوس والشكوك من نتائج
أفعاله كل هذه السنين، تبدأ في الظهور من جديد، جينما يحكي لموظفة
الفندق عن إحداها. كذلك نراه عندما يوجه المحققه المحلية، بأن
اسمها سيكتب على التقرير، وعليها التحري جيداً والتأكد من كل شيء،
حتى ولو أن هذا لن يكون في صالحه. هذا بالرغم من أنه قد بدأ يخفي
الحقيقة في مقتل صديقه، عندما يستبدل الرصاصة والمسدس أداة
الجريمة. ثم إصراره على عدم ترك المجرم يفر هارباً بجرمه، حتى ولو
استدعى ذلك نهايته.
كذلك
تلك الحالة النفسية التي يعيشها في غرفته بالفندق.. تكون أشبه
بالكوابيس، نجح المخرج في استخدامه للمؤثرات الصوتية المضخمة
واللقطات السريعة للحظات عاشتها الشخصية، لدرجة أنه لا يعرف كيف
سيواجه تلك الأحداث المتشابكة التي تظهر في طريقه.
ثم
تأتي النهاية التي أكدت مصداقية هذه الشخصية، عندما يطلب المحقق من
مساعدته الإحتفاظ بالرصاصة الحقيقة، لتكون عوناً لها لإظهار
الحقيقة كاملة، حتى ولو أدى ذلك إلى تورطه كقاتل.
|