فيلم
(أرق
INSOMNIA)
لمخرجه كريستوفر نولان، لا يختلف كثيراً عن فيلمه الأسبق (تذكار
Memento)،
ولكنه إعادة لفيلم نرويجي شهير يحمل نفس الاسم إنتاج عام 1997. ثم
أن نولان هذه المرة لم يكتب سيناريو الفيلم، بل استعان بالكاتب
هيلاري سيتز، لأمركة الفيلم الأوروبي.. حيث ينجح في صياغة سيناريو
ذكي، ويتناول شخصيات مرسومة بعناية، وعلاقات معقدة ومتشابكة فيما
بينها تتميز بنقلات مفاجأة يتخللها الغموض من مشهد إلى آخر، ويقدم
مبررات منطقية لتلك التأثيرات السلبية والإيجابية لأحداث الفيلم
على مجتمع المدينة الصغيرة التي تقع في قلب ألاسكا والتي تتسم
بالهدوء. حيث كان اختيار منطقة ألاسكا لمواقع التصوير موفقاً..
باعتبار أن الشمس لا تغيب في الصيف.. مما جعل هذا تبريراً قوياً
لبطل الفيلم الذي يعاني من مشكلات قديمة في النوم، ليس لفقدانه
الظلام فحسب، وإنما لقلقه من تطور أحداث درامية يتورط فيها كقاتل.
فالأحداث تدور معظمها في حجرات مغلقة مظلمة وموحشة، حتى عندما تخرج
الكاميرا للخارج، نراها في مشهد مخيف تهرب عن أشعة الشمس، عندما
يحبس البطل تحت الماء في لحظات تحبس الأنفاس. كما ينجح مدير
التصوير في تجسيد مشاهد رائعة لأنهار الجليد المتعرج، من وجهة نظر
الطائرة، في إعطاء إحساس بالوحشة لدى المتفرج.
يحقق
أل بتشينو، صاحب الإحدى وستون عاماً، خطوة جريئة مع المخرج نولان،
عندما ينقلان لنا هذا الإحساس بالأرق الحقيقي: الحيرة، ضعف الرؤية،
القلق. على نحو مذهل. إلا أن الخطوة الأكثر جرأة بالنسبة لنولان،
هو اختياره للممثل روبن وليامز في دور استثنائي. بعد ظهوره المتأخر
عن بداية الفيلم بنصف ساعة، ليشكل انطلاقة متجددة للأحداث.
صحيح
بأن (أرق
INSOMNIA)
ليس بقوة (تذكار
Memento)،
إلا أنه يعطي نولان الفرصة مرة أخرى لإثبات نجاحه في التخلص من
سلبيات سينما هوليود التقليدية.
|