ريما يحلو للبعض التساؤل.. لماذا لم أتابع الدراما السورية أو
البحرينية.. أو حتى الخليجية.. ولماذا جاء اختياري العشوائي مصرياً
فقط..
لا أعتقد بأن أحداً يمكنه اتهامي بالتحامل ضد الدراما العربية
عموماً.. ومتحيزاً للمصرية.. كل المسألة هي ظروف أوقات عرضها ربما
لم تسمح لي بمتابعتها.. هذا أولاً.. وثانياً لأنني بشكل تلقائي أجد
في الدراما المصرية بتاريخها الطويل وبحثها عن أشكال جديدة للمتعة
الدرامية بعضاً من الخبرة أكثر منه تميزاً.. فأراها قد ابتعدت
كثيراً عن البكائيات.. بعد أن استهلكتها.. هذه البكائيات التي
مازالت تسيطر على الدراما المحلية مثلاً.. والدراما الخليجية
عموماً.
وأنا في هذه المساحة.. لا أقول بعدم تألق الدراما السورية مثلاً
والعربية عموماً.. بل إن هناك أعمال هامة في مشوارها.. أعمال لابد
أن يشار لها بالبنان.. مثل تلك الملاحم التي قدمها نجدت أنزور
وغيره من المبدعين السوريين. كذلك فالدراما المحلية كان لها
فرسانها في التسعينات.. أمثال المتميز أحمد المقلى والفنان المتعدد
المواهب عبدالله يوسف.. وغيرهم.
ولكني أشير بأنه لا يمكن لأحد أن ينسى دور الدراما المصرية التي
ترعرعنا معها.. وعودتنا على نمط معين من الدراما البكائية.. هذا
الطابع التي خلفته ورائها الآن لتنحو نحو أشكال أخرى.. خصوصاً بعد
أن جاء غول الدراما المتميز.. أسامة أنور عكاشة.. هذا الذي افتقدته
هذا العام.. ولا أعرف بالضبط في أي قناة يعرض مسلسله الجديد (أحلام
على البوابة) للمتميزة سميرة أحمد.. هناك أيضاً المخرج محمد فاضل..
الذي أضاف الكثير وساهم في تغيير نمط الدراما التقليدية.. له
إسهاما جديداً هذا العام.. لكني لم أعثر عليه.
هذا الثنائي.. عكاشة/ فاضل.. جعلا للدراما المصرية طابعاً
مختلفاً.. حرص الكثيرون على متابعته.. وأعمالهما تشهد لهما بذلك..
وجاء بعدهما جيلاً أخر حرص على التقرب من أسلوبهما في صياغة دراما
جديدة.. لم تنجح في مجاراتهما في غالب الأحيان.
الدراما العربية بشكل عام تفتقد إلى النجوم.. المتفرج يشتاق
لمتابعة نجومه.. لذا نرى بأن الدراما المصرية بعد أن شعرت بأن
الدراما السورية مثلاً بدأت تزحف وتشكل تهديداً لها ويمكنها أن
تسحب البساط من تحت قدميها.. استعانت بهالة كبيرة من نجوم السينما
لإنقاذها.. هذا إضافة إلى نجومها في الدراما التلفزيونية.. الذي
جعلوا من شهور رمضان الماضية مهرجاناً من الدراما لا يمكن تناسيه
على الإطلاق.. نجوم أمثال.. يحيي الفخراني.. إلهام شاهين.. نور
الشريف.. سميرة أحمد.. والكثير من النجوم الكبار وحتى من الجيل
الجديد.
فمثلاً.. عندما كانت الدراما الكويتية تحضى بنصيب متميز لدى
المتفرج الخليجي.. كان هذا بالطبع بسبب تألق نجومها وقربهم من روح
المتفرج (عبدالحسين عبدالرضا.. خالد النفيسي.. إبراهيم الصلال..
غانم الصالح.. سعاد عبدالله.. حياة الفهد).. وعندما اختفى هؤلاء في
فترة ما.. نرى كيف أصبح حال الدراما الكويتية.
كذلك الدراما السورية.. فبعد تألق السوري أيمن زيدان في التسعينات
من القرن الماضي.. وارتفاع رصيد المخرج نجدت أنزور ومجموعة من
الفنانين من الذين عملوا معه.. بدأت بورصة الدراما السورية في
الارتفاع.. إلا أننا قد لاحظنا بأن هؤلاء النجوم لم يستمر تألقهم
كثيراً.. بل كانت لهم فترات هبوط وصعود.. لذا لم تثبت الرؤية
كثيراً لدى المتفرج.. ولم تكن بالطبع في صالح هؤلاء جميعاً.
وأخيراً.. كل عام ومسلسلاتنا العربية بألف بخير..
|