ها هو شهر رمضان (شهر المسلسلات) قد
شارف على النهاية.. وأنا مازلت أبحث عن أفضلها.. فأمام هذا الكم
الخرافي من المسلسلات.. لابد أن أكون في موقف لا أحسد عليه.. لذا أجدني
هذا العام قد كنت متساهلاً في البحث عن الجيد.. فمنذ أول يوم تابعت أول
أربع مسلسلات وجدتها أمامي.. لم أختر الجيد من الرديء..!! فكانت
عشوائياً من نصيب.. يحيي الفخراني.. حنان ترك.. يسرا.. محمد صبحي.. على
التوالي.
اعتدت من صديقي كل عام حديثه عما
نشاهده من مسلسلات رمضان.. والعام الماضي أذكر بأنه نصحني بمشاهدة
مسلسل معين ليحيي الفخراني.. هذا العام كان سؤاله غريباً بعض الشيء..
كم مسلسلاً تشاهد هذا العام..؟!! تصوروا السؤال.. كم مسلسلاً يمكنني
مشاهدته كل ليلة..؟! أعتقد بأن للمرء طاقة محددة.. ولا يمكنه أن ينجز
المستحيل.. ولكنني أعرف أصدقاء يشاهدون من سبعة إلى عشرة مسلسلات كل
ليلة.. يا الله.. هذا رقم خرافي.. وعصي بالطبع على قدراتي كمتفرج..
فالوقت المخصص الذي حددته للمسلسلات اختزلته في ساعتين تقريباً..
ساعتان أشاهد فيها أربع مسلسلات.. تصوروا.. ربما يكون هذا الأمر غريباً
بعض الشيء.. لكني استعين بفقرات الإعلانات على النجاح في مسعاي.. وهذه
ربما الحسنة الوحيدة التي جاءت من وراء هذه الإعلانات. فإذا كان
المسلسل مدته ساعة أو أقل.. فإن الإعلانات المتخللة له تتراوح مدتها من
20 على 30 دقيقة.. لذا يكون من السهل التنقل من مسلسل إلى آخر أثناء
هذه الإعلانات.. واختصار الوقت من أربع ساعات إلى ساعتين.. لأربع
مسلسلات.. ربما يكون هذا الفعل مستغرباً من الكثيرين.. ولكنني أنجح فيه
بنسبة 90% إلى 95%.
الأن أصل للحديث عما أشاهده.. يحيي
الفخراني في مسلسله (المرسى والبحار).. الذي بدأ مشوقاً وجعلني أحرص
على متابعته أولاً.. إلا أن الترهل كان له بالمرصاد وبدأ الملل يبدو في
ثنايا أحداثه.. خصوصاً بعد سفر الفخراني إلى أوروبا والمغرب.. كان
السيناريو أشبه بالخطب المباشرة عن العربي الكريِم.. والأخلاق العربية
الحميدة.. ربما بدأ الآن يستعيد بعضاً من عافيته بعد عودة الفخراني
لمصر.. في حضن أمه.. مما جعلني أستمر في متابعته.
الثاني من المسلسلات كان لحنان ترك
(سارة) في دور جديد عليها مع المتألق أحمد رزق.. الفكرة جميلة وجديدة..
لكن المسلسل لم ينجو من التطويل الممل الذي سمح لي بمتابعة المسلسلات
الأخرى.
لم أتابع أحداث مسلسل بسرا أولاً بأول
هذا العام.. باعتباره جاء ثالثاً في الترتيب الذي وضعته لي.. فقط أحترم
هذا التألق الدائم ليسرا في دور جديد نجح في إظهار الكثير من قدرات هذه
الفنانة الخلاقة.. أتابع هذا التنوع في أداء شخصيات مختلفة في الطباع
والتصرفات.. نجحت بالفعل في تجسيد ذلك.
مسلسل (أنا وهؤلاء) لمحمد صبحي.. نجح
في الاستحواذ على مشاعري وجعلني أصنفه أولاً ضمن الأربعة.. أجده
مختلفاً عما قدمه في مسلسه الأخير (فارس بلا جواد).. بل مختلفاً عن كل
هذا الكم الدرامي الذي نشاهده في مسلسلات هذا العام.. (أنا وهؤلاء) جاء
كوميدياً اجتماعياً خفيفاً.. الكثير من القضايا الاجتماعية والأخلاقية
الخاطئة المتفشية في مجتمعاتنا العربية، يناقشها بالكثير من السخرية
والنقد السلس.. ونجح في جذب اهتمامنا وزرع الابتسامة على شفاهنا.
وللحديث بقية مع نهاية طوفان
المسلسلات.....
|