بعد نهاية مهرجان الدراما الرمضانية.. يبقى الحديث مستمراً.. وتبقى
هناك تساؤلات كثيرة.. ربما لم ولن نجد لها إجابات شافية.. أولها: كيف
أصبح شهر رمضان مهرجاناً للدراما التليفزيونية.. كيف بدأ هذا التقليد..
وكيف تطور.. وكيف هو الآن عن الماضي..؟! وإذا تجاوزنا لمثل هكذا
تساؤلات.. لابد لنا من طرح تساؤلات أخرى.. مثل: هل نجحت الدراما هذا
العام في جذب اهتمام المتلقي.. وكيف حدث هذا..؟!
ربما تحتاج هذه التساؤلات لخبير فني ومتابع جيد لكل ما تنتجه
الاستوديوهات العربية من دراما.. من مصرية وعربية ومحلية..!! وهو الأمر
الذي سيكون عصياً علينا باعتبار أننا لم نتشرف بمتابعة كل ما أنتج وقدم
في رمضان هذا العام.
إلا إننا نجحنا ـ إلى حد كبير ـ في عمل رصد ومسح لكل ما كتب في الصحافة
الإنترنيتية عن دراما رمضان.. في ذلك المسح الصحفي الذي أجريناه عن
دراما رمضان ـ والذي سيجده القارئ في موقعنا الإلكتروني الشخصي في ملف
خاص باسم "رمضان المسلسلات" ـ استطعنا جمع ما يقارب المائة وسبعين
مادة.. ما بين مقال ولقاء وتغطية صحفية.. فقط لنتخيل حجم هذا الكم
الرهيب من المادة الصحفية..!!
وعبر ما قرئناه من كل هذا.. كانت هناك نتائج هامة....
أول نتيجة مفاجأة لنا.. كانت عن ذلك النقد الذاتي الذي وجدناه في أقلام
الصحافة والكتاب المصريين أنفسهم عن الدراما المصرية هذا العام.. كانت
هذه المقالات بالفعل تشير إلى التحسر من أفول نجم الدراما المصرية
ونجومها، والحديث عما يجب عمله للنجاح في جعل هذه الدراما تعود إلى
مكانها المتميز في قلوب الجماهير.. إضافة إلى ذلك المدح من المصريين
للدراما السورية التي كانت متفوقة بدرجات عالية.. وهذا بحد ذاته يعد
ايجابية يمكن الاعتماد عليها في المساهمة بالتطوير.. فقط كبداية.. ومن
ثم يأتي دور المسئولين عن إنتاج هذه الدراما في المستقبل.
النتيجة الثانية.. هو الإحساس بالفقد لعدم متابعتنا للدراما السورية
بشكل يتناسب وأهميتها هذا العام.. حيث أن أغلب ما كتب عنها يشير إلى
تطورها ونجاحها في جذب اهتمام المتفرج.. فكان هناك المخرج المتميز حاتم
علي.. في دراما امتدحها الجميع.. "عصي الدمع".. ومسلسلات مثل: ملوك
الطوائف.. الظاهر بيبرس.. بقعة ضوء.. نزار قباني.. والشمس تشرق من
جديد...
هذا إضافة إلى اكتشافنا أيضاً بأننا لم نشاهد ـ للأسف ـ أفضل ما أنتجته
الاستوديوهات المصرية هذا العام.. مثل: أماكن في القلب (بشير الديك)..
مباراة زوجية (نادية رشاد).. ريا وسكينة (مصطفى محرم).. أحلام البوابة
(أسامة أنور عكاشة).. مما جعلنا نفكر كثيراً منذ الآن.. كيف لنا أن
ننجح في اختيار ومتابعة الجيد في رمضان القادم.
|