السينما الفنية، حديثا لم ينتهي بعد.. وأعتقد بأنه لن ينتهي، على الأقل في الوقت الحالي، باعتبار أن المصطلح غامض للكثيرين، وبالذات لمن يختلف معنا في المفهوم أساساً..!!

أتذكر حواراً جانبياً مع المخرج المبدع داود عبدالسيد، عند لقائي به في مهرجان الخليج السينمائي، وكان حينها رئيساً للجنة التحكيم.. حينما قال وأكد على ضرورة الاهتمام من قبل هؤلاء الشباب بالسينما الفنية.. التي تسعى إلى السينما كفن وإبداع، باعتبارها لا ولن تنجح في مجاراة ما تصنعه استوديوهات هوليوود وبوليوود والقاهرة..!!

وربما يتساءل أحدهم.. ما المقصود بـ"السينما الفنية".. وهل هو مصطلح متفق عليه أم مجرد مزحة..؟!

السينما الفنية، من وجهة نظر شخصية.. ربما لا تشكل مصطلحاً بالمعني التقني للكلمة.. ولكنه بالطبع مشتقاً من المفهوم الدلالي للكلمة.. أي أنها السينما التي تسعى لتقديم الفن والصورة المعبرة عن مشاعر وأفكار وحالات معينة.. متحاشية الخوض في التفسير والتكرار للمعنى من غير سبب. وهي بالتالي ستختلف عما تسعى إليه غالبية الأفلام التقليدية.. بالمناسبة.. هذه الأيام يعرض فيلم المخرج محمد خان الأخير في صالات السيف بالبحرين.. وهو مثال واضح للسينما التي نتحدث عنها.. السينما الفنية..!!

وقد ذكرنا بأنه ليس هناك مواصفات متفق عليها لهذه السينما.. وإنما الصفة الرئيسية التي تفرقها عن السينما الأخرى، بأنها لا تقع تحت شروط العرض والطلب.. بالرغم من أنها أيضاً سينما مطلوبة من قطاع كبير من المتفرجين.

ثم لا ننسى التأكيد على أن الأفلام القليلة التي تنتج في البحرين أو في دول الخليج الأخرى، لم ولن تنجح في تغطية مصاريفها الإنتاجية من ثمن بيع التذاكر، وذلك نظراً للكثير من الأمور، أبرزها تلك الكثافة السكانية الضئيلة في المنطقة..!!

هنا يبرز السؤال التالي: لماذا إذن التعويل على السينما الشعبية أو الجماهيرية في هذه الدول، هذا بالرغم من أن إيرادات شباك التذاكر من هذه النوعية من الأفلام لن تحسم القضية لصالحها..؟!

أخيراً.. نريد التأكيد من جديد.. على أن صانع الصورة عندنا عليه أن لا يسعى لصنع السينما الشعبية التي نشاهدها تملئ دور العرض عندنا.. فمن يتفرج على هذه العروض، سيرى بأن شبابنا غير قادرين على مجاراة هذه السينما، بما تحمله من إمكانيات وميزانيات ضخمة تحاول بها النيل من اهتمام هذا المتفرج.. لذا من المفيد أن يتجه شبابنا لصنع السينما الفنية، التي هي أيضاً ناجحة في صالاتنا عند عرضها من حين إلى آخر..!!