رغم قوة الأفلام
وشدة المنافسة بين المتسابقين على مستوى الدول
العربية إلا أن فيلمي "بنت مريم" الإماراتي
و"غياب" البحريني، قد نجحا في الظفر بأبرز جوائز
مهرجان الفيلم العربي بروتردام ضمن مسابقته
للأفلام القصيرة، وذلك في دورته الثامنة التي عقدت
فعالياتها في المدينة الهولندية خلال الفترة من 18
إلى 22 من الشهر الماضي.. فقد حصل فيلم "بنت
مريم" للمخرج الإماراتي سعيد سالمين على جائزة
الصقر الفضي، وهو عمل يرصد الحالة الوجدانية لفتاة
في رحلتها بحثاً عن السعادة. كما حاز فيلم "غياب"
للمخرج محمد راشد بوعلي على جائزة لجنة التحكيم
الخاصة، وهو فيلم يعالج الشعور الحاد بالعزلة في
مجتمع يسير بوتيرة متسارعة.
وهذا الاستحقاق
لكلا الفيلمين، لهو حدث مهم، كان لابد أن يحتفى به
بشكل يليق به.. وهذا بالفعل ما حدث في الإمارات،
حيث كان الإماراتي سعيد سالمين، هو نجم الساحة
الفنية هناك.. فزفت له التهاني.. وعملت له
اللقاءات.. وهو بالفعل يستحق كل هذه الحفاوة..
بسبب تلك الحساسية الفنية الفطرية التي يملكها هذا
الفنان، من خلال أغلب ما قدمه في مجال الفيلم
القصير..!!
أما في البحرين..
فماذا حصل..؟!
لولا تلك الأخبار
المقتضبة عن الفوز والاستحقاق الذي استحقه المخرج
الشاب محمد راشد بوعلي بفيلمه الثالث (غياب)..
أقول لولا تلك الأخبار، والتي في أغلبها كانت
مصنوعة من قبل أصحاب المناسبة.. لكان قد مر هذا
الخبر المهم.. مرور الكرام.. كما يقولون..!!
ولولا تلك اللفتة
الكريمة من وزير الإعلام السيد جهاد بوكمال، الذي
تفاعل مع هذا الحدث وطلب على أثره مقابلة المخرج
وكاتب السيناريو شخصيا،.. أقول لولا هذه اللفتة
المشجعة، كنا قلنا بأن البحرين لا تفرح
لمبدعيها..!!
في دبي
بالإمارات.. كرمت إدارة مهرجان الخليج السينمائي
بدبي هذين الفيلمين، باعتبارهما قد تضمنا دورته
الأولى التي عقدت في أبريل هذا العام.. كرمت
الفيلمين بعد أن حازا على جائزتي روتردام..!!
وقد أشاد مدير
مهرجان الخليج السيد مسعود أمرالله آل علي، بهذا
الإنجاز المشرف للفيلمين الإماراتي والبحريني..
وقال: (...يسرنا أن نرى أفلام من منطقة الخليج
تحظى بهذه المشاركة المهمة، وهي النقطة الأهم في
رسالة مهرجان الخليج السينمائي للخروج بالسينما
الإقليمية إلى العالمية، والتعريف بها على نطاق
دولي واسع النطاق...).
وأكد مسعود أمر
الله على إن مثل هذه المحافل المهمة تساهم في
إبراز مدى التقدم المتحقق لصناعة السينما في
المنطقة ومدى تطور الطاقات والقدرات الفنية في
العالم العربي.. هذا هو نصيب الفنان والمبدع
البحريني في كافة المجالات.. يكرم ويحتفى به خارج
وطنه، قبل أن ينال التكريم داخل الوطن..!!
ختاماً.. لابد من
التأكيد على أن هذا الحدث لم يمر مرور الكرام في
الوسط السينمائي العربي فقد أثار الكثير من الجدل
في مهرجان روتردام وخارجه، باعتبار أن الخليج كان
خارج الخارطة السينمائية العربية.. وقد جاء هذا
الحدث لينبه الجميع بأن الخليجيين قادمين..
فانتظروهم أينما كنتم..!!
|