أصبح الاثنين ٣٠ يوليو الماضي يوماً خاصاً في تاريخ السينما،
ففي الصباح فقدت السينما المخرج السويدي إنجمار برجمان، وفي المساء فقدت المخرج
الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني (٢٩/٩/١٩١٢ - ٣٠/٧/٢٠٠٧)، وأغلق قوس ثان لأحد
عظماء السينما في كل تاريخها،
ففي اختيارات
النقاد والمؤرخين لأهم مخرجي السينما في المائة عام الأولي من تاريخها لابد وأن
يكون هناك برجمان وأنطونيوني رغم الاختلاف الكامل بينهما علي الصعيدين الفني
والفكري، فلكل منهما رؤيته الخاصة للإنسان والعصر اللذين عاشا فيه (القرن
العشرين كاملاً)، ولكل منهما أسلوبه الخاص في التعبير عن هذه الرؤية.
أخرج أنطونيوني ١٤ فيلماً روائياً طويلاً في ٣٠ سنة من ١٩٥٠
إلي ١٩٨٠، وأصابه مرض أقعده عن الحركة وأفقده القدرة علي النطق، ولكنه تمكن من
إخراج فيلمه الخامس عشر «ما وراء السحب» بمساعدة المخرج الألماني فيم فيندرز
عام ١٩٩٥، بل وأخرج فيلماً قصيراً كجزء من الفيلم الطويل «ايروس» عام ٢٠٠٤.
وكان قد سبق أن أخرج فيلمين كجزء من فيلم «الحب في المدينة»
١٩٥٣، و«ثلاثة وجوه» ١٩٦٥. كما أخرج ٧ أفلام قصيرة روائية وتسجيلية من ١٩٤٧ إلي
١٩٥٠ قبل أن يخرج فيلمه الروائي الطويل الأول. وفي تاريخه الحافل فيلم تسجيلي
طويل عن الصين أخرجه عام ١٩٧٣، وهو مخرج وكاتب سيناريو ورسام أقام عدة معارض
لرسوماته، وله عشرات المقالات عن فن السينما.
أفلام أنطونيوني الـ١٤ هي «وقائع قصة حب»، ١٩٥٠ «المهزومون»
١٩٥٢، «السيدة من دون زهرة الكاميليا» ١٩٥٣، «الصديقات» ١٩٥٥، «الصرخة» ١٩٥٧،
وثلاثيته الكبري «المغامرة» و«الليل» و«الخسوف» من ١٩٦٠ إلي ١٩٦٢، ثم «الصحراء
الحمراء» أول أفلامه بالألوان والذي فاز بالأسد الذهبي في مهرجان فينسيا ١٩٦٤،
و«تكبير الصورة»، الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان «كان»
١٩٦٧، حيث التقيت معه لأول مرة، و«زابريسكي بونيت» ١٩٦٩، و«المهنة صحفي» ١٩٧٤،
و«لغز أوبرفالد» ١٩٧٩، و«هوية امرأة» ١٩٨٠ آخر أفلامه قبل أن يمرض.
وفي المكتبة العربية كتاب واحد عن أنطونيوني مختارات من
مقالاته وأحاديثه نشرته وزارة الثقافة في دمشق عام ١٩٩٩ تحت عنوان «بناء
الرؤية» ترجمة أبيه حمزاوي.
المصري اليوم
في 04 أغسطس 2007
وفاة «برجمان» فيلسوف السينما وأحد كبار مبدعي
القرن
العشرين
بقلم
سمير
فريد
غاب عن عالمنا يوم الاثنين الماضي «انجمار برجمان» بعد ١٥
يومًا من عيد ميلاده الـ ٨٩ في ١٤ يوليو، وهو من كبار مبدعي العالم في القرن
العشرين الميلادي، وليس فقط في بلده السويد، أو في أوروبا.
كان كبار فناني السينما في شمال أوروبا قد ساهموا مساهمة
رئيسية في التعبير عن إمكانيات اللغة الجديدة (لغة السينما) كلغة تملك القدرة
علي تجاوز الواقعية إلي الحلم وما بعد الواقع، وذلك منذ السينما الصامتة، ومن
هذه السينما العريقة جاء برجمان عام ١٩٤٦ عندما أخرج أول أفلامه، ووصل بهذا
الاتجاه إلي ذروته في السينما الناطقة ثم في السينما المصورة بالألوان، واستحق
عن جدارة أن يلقب بـ «فيلسوف السينما».
بدأ برجمان حياته الفنية مع فرق الطلبة المسرحية، ثم عمل
كاتبًا للسيناريو، وأخرج للمسرح والسينما والراديو والتليفزيون، أما أفلامه فقد
بلغ عددها ٤٧ فيلمًا منها ٤٣ فيلمًا روائيًا طويلاً وأربعة أفلام تسجيلية ومن
أهم أفلامه «ابتسامات ليلة صيف» ١٩٥٥، و«الختم السابع» و«الفراولة البرية»
١٩٥٧، وثلاثية «عبر زجاج معتم» و«ضوء الشتاء» و«الصمت» (١٩٦١- ١٩٦٣)، و«برسونا»
١٩٦٦، و«ساعة الذئب» و«عار» ١٩٦٨.
ومن تحفة الألوان «صرخات وهمسات» ١٩٧٣، و«وجهًا لوجه» ١٩٧٦،
و«فاني والكسندر» ١٩٨٢. وفي المرحلة الأخيرة من ١٩٨٤ إلي ٢٠٠٣ قدم ما يمكن
اعتباره «ثلاثية الموت» في «بعد البروفة» و«لتكن الضوضاء وليقم الأحمق بدوره»
١٩٩٨، ثم «ساراباند».
فاز برجمان بالعديد من الجوائز في المهرجانات الكبري للسينما
ولكن ذكر هذه الجوائز مهما كانت يبدو تقليلاً من قيمته ونحن نتحدث في وداعه،
وإنما الأفضل أن نذكر أن عدد الكتب التي صدرت عنه بمختلف اللغات كبير إلي درجة
ربما لا يفوقها إلا عدد الكتب التي صدرت عن شارلي شابلن، وفي المكتبة العربية
أربعة كتب هي سيناريو «ابتسامات ليلة صيف» الذي ترجمه الكاتب الكبير علاء الديب
وصدر عن روزاليوسف عام ١٩٧٢، و«برجمان» تأليف دينيس ماريون وترجمة هنرييت عبود
عن دار الطليعة في بيروت ١٩٨١، وعن وزارة الثقافة في دمشق صدر «المصباح السحري»
ترجمة باسل الخطيب ١٩٩٤، و«صور» ترجمة زياد خاشوق ٢٠٠٣.
المصري اليوم
في 02 أغسطس 2007
|