لم تكن
الدورة الستون لمهرجان "كان" كأي السنوات السابقة ـ أو هكذا كان يفترض أن
تكون ـ على الأقل على صعيد الحضور الكثيف لهذه الدورة. صالات العرض لم تكن
تكفي لاستيعاب الطوابير المصطفة لساعة أو أكثر، ثم لا يلبث أن عاد بعض
المنتظرين أدراجه لعدم وجود مقاعد شاغرة في صالات العرض. حدث هذا لأكثر من
مرة، وحدث أيضا مع عدد من أهم الصحافيين ونقاد السينما، لكن السؤال الذي
يتبادر في هذا الموقف: هل قدمت الدورة الستون ما كانت تعد به، وهل أرضت شغف
هذا الحشد الهائل ولبت طموحاته؟ بكل أسف فأي من ذلك لم يتحقق. فعلى صعيد
الفعاليات لا جديد يستحق الذكر سوى التسبب بمزيد من الارتفاع في المعيشة
وكلفة الإقامة التي تصل إلى أرقام جنونية مقارنة بأقرب المناطق السياحية
إليها، وهذا سيؤدي حتما على المدى المتوسط والبعيد إلى نتائج سلبية من حيث
الإقبال على المهرجان، ومن غير المستبعد أن تكتفي الكثير من المطبوعات
المتوسطة الدخل ـ على الأقل ـ عندئذ باستقاء أحداث المهرجان من وكالات
الانباء العالمية والقنوات الإخبارية الرسمية للمهرجان، اضافة الى عزوف ذوي
الدخول المتوسطة عن المهرجان إلى مهرجانات اقل كلفة.
المهرجان
اختتم فعالياته يوم الأحد الماضي كما هو المعتاد بحفل حاشد، وأعلنت لجنة
التحكيم برئاسة المخرج الانجليزي ستيفن فريز نتائج اختيارات أعضائها، التي
أظهرت بصورة أو أخرى اعتراضا ضمنيا على سياسة التصنيف والمحاباة التي بدت
في السنوات القليلة الفائتة أوضح من أي وقت مضى في إدارة المهرجان، والتي
أغفلت معايرها الأبعاد الفنية مقابل استقطاب أسماء معروفة في سماء المهرجان
وإفساح المجال لسينمات أكثر شعبية بهدف إعطائه صورة شعبوية اكبر وبعدا
إعلاميا أوسع، فاختيارات المسابقة الرسمية لهذا العام لم تتجاوز في معظمها
تاريخ أسماء صناعها التي صنعت منهم الإدارة أيقونات وعلامات تجارية بارزة
لمهرجانها العريق، فمن بين الاختيارات الاثنين والعشرين في المسابقة
الرسمية لم تتجاوز الأعمال الجيدة بضعة منها. افتتح المهرجان فعالياته
بفيلم " ليالي فطائر التوت
My Blueberry Nights"
للمخرج الصيني ونق كار واي الذي تجاوز به حدوده الإقليمية والثقافية ليخوض
تجربته الأمريكية الأولى، والذي كان استمرارا لبحوث المخرج الأولى حول الحب
في كينونته وسيرورته بلغة اقل نخبوية من أعماله السابقة وصالحة لأن تكون
مادة قريبة من المشاهد البسيط في الغرب، إلا انه لم يقدم فيه أي جديد غير
أسماء نجومه وطاقمه الذي قدم أداء متميزا ربما يجد له حضوراً في مسيرة
المسابقات السينمائية الأمريكية وجوائزها. الحضور الفرنسي تمثل في فيلمين "Love
songs"
و"An
old mistress" لكريستوف اونر والمخرجة كاثرين بيرلات على التوالي، وكلا
الفيلمين كان حضوره تحصيل حاصل، ففيما افتقد الأول إلى هوية واضحة وفكرة
متينة تستند اليه منظومته الموسيقية، كان الآخر استكمالا لإشباع رغبات
مخرجته الجنسية وفراغا فكريا يماثل في نمطيته أفلام التابو الفرنسية التي
بلغت أوجها في سبعينات القرن الماضي. ومن جانب آخر فإن السينما الأمريكية
الهوليوودية أصبحت تحتل مساحات أوسع سنة بعد سنة في مسابقات كان الرسمية.
* غبن
السينما الروسية
* تجدر
الإشارة إلى أننا نتحدث عن سينما يتركز معظم إنتاجها الجيد على الأغلب
نهاية العام, تحضيرا للجوائز الأمريكية الكبرى والإصرار على إعطاء أولوية
لها على حساب سينمات أخرى، ولا يضيف إلى المهرجان سوى مزيد من الضحالة
والهشاشة. فمن بين الأعمال الستة التي عرضت في ليالي المهرجان كان فيلم "
No Country for Old Man
"لا موطن للمسنين" للأخوة كوين كما هو المتوقع الأبرز والأكثر تميزا.
الفيلم لا يخرج عن تيمتهم المعتادة حيث الجريمة والعنف في المجتمع الأمريكي
إلا أن عقليتهما التي لا تنضب لا تزال قادرة على خلق شخصيات جديدة وإحداث
الصدفة اللامعقولة بسخرية لاذعة ومتوازنة، والقدرة في ذات الوقت على تشخيص
الرغبات الكامنة والمكبوتة. الفيلم الآخر الذي وجد وضعه بين الأعمال الجيدة
المعروضة هو فيلم "Zodiac"
لديفيد فينشر الذي حقق ردود أفعال ايجابية، إلا انه لا يحقق معايير فيلم
المهرجان المنافس. المخرج جن فان سانت الذي يبرز كأحد أهم المخرجين
التجريبيين في أمريكا والذي سبق وان فاز عن إحدى هذه التجارب بسعفة كان عن
فيلم "Elephant"
قدم أفضل أفلامه منذ ذلك الحين في فيلم "
Paranoid
Park
حديقة بارانويد ". ابرز انجاز حققه الأمريكيون كان فوز فيلم المخرج جوليان
شنابل عن فيلم "The Diving Bell and the Butterfly
" في ثالث أعماله السينمائية بعد غياب سبع سنوات منذ عمله المتميز "Before
Night Falls
" إلا أن الفيلم من إنتاج فرنسي مشترك. ومن بين أكثر الأفلام شاعرية يبرز
الفيلمان الروسيان "
Alexandra"
لاندرية سوكوروف و "
The Banishment
العقاب " لأندريه سيفاكونسيف، وفي الفيلمين ظهرت قسوة السينما الشعرية
الروسية في قراءة الروح العاطفية والنزعات البشرية نحو تشويه نضارة الطبيعة
وكسر إيقاعها المتناغم، وكان من الممكن أن يكون لأي منهما حضور في نتائج
المسابقة إلا أن الجفاء الذي شهده المهرجان تجاه السينما الروسية منذ نشأته
لم يزل ممارسا حتى دوراته الحالية. ومن بين أفضل الأفلام الآسيوية المعروضة
تأتي قراءة شعرية أخرى من المخرجة الصينية ناعومي كواسكي في فيلم "The Mourning Forest"
الذي حفل باستعارات مجازية وخطاب شعري موغل في شاعريته. الفيلم فاز
بالجائزة الكبرى التي تأتي بعد السعفة الذهبية من حيث أهميتها. المخرجة
الإيرانية مرجانه سترابي وفي فيلم التحريك السياسي اللاذع "
PERSEPOLIS
" نالت جائزة لجنة التحكيم بالمناصفة، وهو، بالرغم من الافتراض انه حكاية
لقصة مخرجته مرجانه سترابي إلا انه لم يخل من إلماحات بروباغاندية واضحة.
ذهبت الجائزة أيضا إلى المخرج المكسيكي كارلوس رودريغاس عن فيلم "
SILENT LIGHT
"، وهو الفيلم الذي دفعت مهارة الصورة البالغة وتوظيفها في انتقالات رائعة
للزمن الحقيقي والمجازي في آن واحد، كما في المشهد الافتتاح المدهش، إلى
فوزه بالجائزة، عدا ذلك فرورديغس مارس في الفيلم ـ كما هي غالبية أفلام هذه
الدورة ـ إطالة لا حاجة لها في عرضه لحالة يمكن بيانها في اقل من ذلك
بكثير.
* عودة
مخيبة
* كثر
الحديث قبل المهرجان عن أن ستينيته هي عودة الكبار، غير أن هذه العودة لم
تكن بقدر الانتظار، ومخيبه للآمال، فكان ال ريش سيدل، راففائل ناجارادي،
كيم كي دوك، كونتن تارنتينو، امير كوستريكا، مابين أعمال لا تقدم الجديد
وأخرى بليدة فارغة او مسرحيات هزلية رخيصة. وانتهت هذه الدورة بسباق
ماراثوني نال فيه الجيل الشاب بعضا من أهم الجوائز التي توجت بفوز الدراما
الرومانية الرائعة "4months،
3weeks
And 2days
" لمخرجه الشاب كريستيانو مونقيو، وهو استمرار للحركة الرومانية الشابة
التي استطاعت وخلال سنوات قليلة لفت الأنظار إليها باستخداماتها الجديدة
للسينما الواقعية وإبراز جوانب لم تكن قد طرقت من قبل والتي فتحت بها
مساحات واسعة لهذا النوع من السينما. استطاعت هذه الحركة وبعد سنتين من
مشاركتها في المهرجان رسميا لأول مرة قبل سنتين في فيلم "
The Death of Mr. Lazarescu
"- الدخول في المسابقة والفوز بجائزتها الأولى.
الشرق الأوسط
في 01 يونيو 2007
ضياع
دانيال.. ولبكي تعيد للسينما اللبنانية اعتبارها
دورة «كان» الستون هي الأضعف من ناحية الحضور
العربي
كان: محمد
الظاهري
تقول
دانيال عربيد لمجلة «سن سكريين» قبل عرض فيلمها «رجل ضائع»: «أنا لا أقدم
الجنس لأجل المتعة وحسب، وإنما أقدمه لأنه يمكننا قراءة الكثير من خلال
الجنس»، مثل هذه العبارة تعطي انطباعا ايجابيا جيدا حول ما يمكن أن تعرضه
عربيد من خلال كسرها لقيود تقليدية على الفيلم العربي، إلا أن الفيلم وبعد
تمهيد جيد وجذاب في افتتاحيته يضل طريقه ويضيع فكرته بين سيل من المشاهد
الجنسية المتواصلة من جهة وبين دور الليل وبائعات الهوى من جهة أخرى والتي
لا تحمل طياتها أي أهداف أو رؤى فنية واضحة. الفيلم يدور حول شخصية غامضة
ومجهولة الهوية، عدا إشارات في بداية الفيلم تشير إلى لبنانيته، إلا انه
يجوب البلاد العربية بدون دوافع واضحة توحي بتيه تعاني منه. يلتقي هذا
الرجل بمحض الصدفة بمصور فوتوغرافي فرنسي ويعمل لديه كمترجم مرافق إلى حيث
المراقص الليلية والبارات. لكن المصور الذي بدأت شخصية هذا الرجل تثير
اهتمامه يسعى جاهدا إلى البحث عن حقيقة هذا التائه. لقد عملت عربيد على
تسطيح قضيتها التي كان من الممكن أن تتم معالجتها بصورة أكثر عمقا وتأثيرا،
لكن كل ذلك تضاءل على حساب إثبات مقدرتها على تحدي القيود والتمرد على
التقليد. الفيلم يدور، كما قلنا، حول رجل واحد بدون هوية، إلا ان كل شخصيات
الفيلم كانت بدون هوية، فالبلد العربي لدى دانيال لا يعدو كونه بيتا
لبائعات الهوى التي نشاهدها في المرقص والفندق والشارع وحتى الحدائق
والمزارات السياحية. لقد سعت المخرجة لترويج ذلك الجانب في المانشتات
الصحافية والملصقات الدعائية التي كانت توجه جمهورها نحو مشاهده مثيرة
للغرائز وحسب. الفيلم هو من بين فيلمين لبنانيين ضمن اختيارات «كان»
الرسمية والحاضر العربي الوحيد. وقد قدم لبنان في السنوات القليلة الماضية
عددا جيدا من الأعمال السينمائية المتميزة التي وجدت أصداء عالميه واسعة.
الفيلم الآخر هو «سكر بنات» وهو التجربة السينمائية الأولى لمخرجته نادين
لبكي، الذي أثبتت نجاحا متميزا في إخراجها لعدد من الأغاني العربية على
الفيديو كليب. لقد كان «سكر بنات» يمثل إعادة اعتبار للأعمال اللبنانية في
«كان». لبكي كانت تعرف ما تريد تقديمه، وفيلمها كان أكثر احتراما للمشاهد
واقدر على إيضاح فكرته. الفيلم يدور حول خمس فتيات لبنانيات يجدن في صالون
للعناية التجميلية يقمن بإدارته مأوى آمنا لأسرارهن، فمن فتاة على علاقة مع
رجل متزوج، إلى أخرى تجد في فقدها لعذريتها إحدى إشكاليات زواجها المقبل،
ومنهن من تعيش مراهقة متأخرة، وأخرى لا تخفي ميولها المثلية. كوميديا سوداء
طريفة وخفيفة الظل، إلا أنها لا تتعدى عباراتها المنطوقة بين افتعال لبعض
مواقفه الساخرة، كما افتقد الفيلم إلى العمق في تكوين شخصياته التي بنيت
بشكل أساسي على حوارات شخصياته وحسب، حيث لم يكن للموقف السينمائي أي حضور
يذكر في بنيتها عدا بعض المشاهد كما في مشهد انتظار ليلى لحبيبها في إحدى
الفنادق الرخيصة أو ترقب روز للفرنسي الذي وجدت فيه حلما كانت قد أضاعته
لعنايتها بأختها الكبرى، وهذا ما اكسب العلاقات المفترضة ضحالة كانت
لتتواءم مع كوميديا مسرحية ساخرة. وعلى المستوى التقني، يبدو تأثر الفيلم
بنمطها في إخراج فيديو كليباتها السابقة سواء من حيث ألوان ديكوراته
الزاهية أو صورتها القريبة التي تفتقد إلى عمق الصورة الذي كان متناغما مع
إيقاع الفيلم الخفيف. ومهما يكن من أمر فإن الفيلم الذي وجد إقبالا
جماهيريا ضخما أعطى انطباعا جيدا في دورة هي الأضعف من حيث الحضور العربي
الذي يكاد محصورا في هذين الفيلمين اللبنانيين.
الشرق الأوسط
في 25 مايو 2007
مهرجان
«كان»: تظاهرات خاصة تتناسب مع دورته الستين
لم يزل يواكب المستجدات السينمائية ويساير
موضاتها
محمد
الظاهري
يفتتح
مهرجان «كان» السينمائي في السادس عشر من هذا الشهر فعاليات دورته الجديدة،
التي من المنتظر أن تشهد تظاهرات خاصة تتناسب مع دورته الستين، فقد قررت
إدارة المهرجان التحضير للعديد من الفعاليات الخاصة بهذا الحدث. هذا
المهرجان الذي أظهر ومنذ أولى دوراته نضجا قياديا لم ينتظر هذه السنوات
الطوال حتى تكتمل أركانه، وإنما أرسى قواعده على مبادئ طليعية استمر خلالها
الأبرز بين مهرجانات العالم. وهو إلى ذلك لم يزل يواكب المستجدات
السينمائية ويساير موضاتها. والدورة القادمة هي استمرار لهذا النهج، الذي
لا يتعارض مع ميوله التقليدية إلى سينما المؤلف. وسنتعرض في الأسطر القادمة
وبنظرة سريعة إلى بعض أفلام المهرجان الرسمية واهم الشخصيات التي ستكون
حاضرة في كرنفال «كان» وعرسها السينمائي. يفتتح المهرجان أولى فعالياته
مساء الأربعاء القادم بفيلم منتظر ضمن المسابقة الرسمية للمخرج الصيني ونغ
كار واي، الذي يعد وطوال العقدين الماضيين احد ابرز صناع السينما
الآسيويين، والذي يتميز برؤية سينمائية شديدة الخصوصية تتميز بها أفلامه
التي يأتي في مقدمتها فيلم «Happy
Together»
الذي أخرجه عام 1977 وشارك فيه في المهرجان ذاته وفاز عنه بجائزة أفضل مخرج
كأول صيني يحظى بهذه الجائزة، إلى جانب فيلمه الآخر «In
the Mood for Love»
الذي أيضا شارك به في دورة عام 2000 ودورة 2004 بفيلم «2046». كار واي الذي
رأس لجنة تحكيم الدورة الفائتة يخوض تجربة جديدة ويدلو بدلوه حول الحلم
الأمريكي في فيلم «My Blueberry
Nights».
وهو يدور حول شابة تبدأ رحلة بحث عن الذات وبحثا عن مفهوم الحب عبر أمريكا
والتي تلتقي فيها بالعديد من الشخصيات الغريبة والشاذة. ومن بين أهم
الأسماء المشاركة في المسابقة الرسمية يأتي المخرج البوسني الشهير أمير
كوستريكا بفيلم «Promise
Me This»
الذي تقع أحداثه خارج بلغراد حول رجل مسن يؤرقه وضع ابنه الذي يسعى جاهدا
إلى الذهاب إلى المدينة والبحث عن إمرأة يتزوجها. ويعد كوستريكا احد ابرز
مخرجي يوغسلافيا السابقة وهو احد الأسماء القليلة التي فازت بسعفة «كان»
مرتين عن كل من فيلم «When Father Was Away on Business»
عام 1985، وفيلم «Underground»
عام 1995، كما فاز بجائزة أفضل مخرج عن فيلم «Time
of the Gypsies»
عام 1988. ومن هنغاريا يقدم المخرج الطليعي بيلا تار فيلم «The
Man from London
». وتار مخرج طليعي وهو من أهم مخرجي الواقعية في أوربا الشرقية طوال
العقدين الفائتين وهو يحضر كان للمرة الثانية بعد انقطاع دام عشرين عاما
منذ فيلم «Damnation»
عام 1988. ويحكي فيلمه الجديد الذي يعتمد على رواية للكاتب جورجو سيمنون
حادثة غريبة وفاجعة تقع على مرأى من مراقب احد المرافئ في إحدى ليالي
أوروبا الدافئة. وعودة إلى آسيا وتحديدا كوريا التي تعيش نهضة سينمائية
نشطة منذ بداية الألفية الجديدة، يشارك عن كوريا المخرج كاي دوك كيم للمرة
الأولى في المهرجان وذلك عن فيلم «Breath». وهو في هذا العمل لا يحيد كثيرا عن موضوعات أعماله
المعتادة، التي عادة ما تدور حول الوحدة والإنسان كوحدة مستقلة. يدور
الفيلم حول سجين يقع في حب الشابة المسؤولة عن تنظيم زنزانته. ومن كوريا
أيضا يشارك المخرج لي تشانغ دونغ الحائز على جائزة أفضل مخرج في مهرجان
فينسيا عام 2002 عن فيلمه الرومانسي اللطيف «
Oasis»،
وهو يشارك في المهرجان بفيلم عاطفي وقصة حب أخرى في فيلم «
Secret
Sunshine».
ومن امريكا، الحاضر الأكبر في المهرجان، يعود هذا العام عدد من أهم شخصيات
«كان» المألوفة، فالأخوة كوين وفيلمهم الجديد «No
country for Old men»
وفيلم جريمة آخر وشخصيات شاذة وغريبة يحضر بها الإخوة دورة هذا العام، كما
ويشارك كونتين تارنتينو عن فيلم «
Death Proof»
الذي حقق نتائج جيدة في أمريكا عند عرضه مطلع الشهر الماضي، وهو احد أجزاء
فيلم «
Grindhouse»
الذي قام بإخراجه عدد من المخرجين في إعادة سينمائية لبعض أشهر الثيمات
السينمائية الرخيصة والعنيفة في سبعينات القرن الماضي. ويشارك أيضاً المخرج
جس فان سانت الفائز بسعفة كان وجائزة أفضل مخرج عام 2003 عن فيلمه الشهير «Elephant».
وسانت مخرج متمكن ويحظى بقبول واسع بين النقاد الأمريكيين والأوروبيين على
حد سواء على الرغم مما يثيره أسلوبه السردي من جدل ونقاش. فيلم «
Paranoid
Park
» يحكي صراح يعيشه متزلج تسبب في مقتل حارس امن عن طريق الخطأ. ومن بين
الأسماء العالمية الشهيرة المشاركة في مسابقة «كان» الرسمية المخرجان
الروسيان اندريه زافياجنتيف والكسندر سوكوروف، ابرز المخرجين الروس في
السنوات الأخيرة، وحققا اثنين من أشهر الأفلام وأفضلها وأكثرها إبداعا خلال
السنوات العشر الماضية في فيلمي «
The Return»
و«
Russian Ark»
على التوالي. كما ان المخرجة الفرنسية المثيرة للجدل كاثرين برليات التي
حققت طوال العشرين سنة الماضية بعضا من أكثر الأفلام صدامية وجرأة، ومن
بينها أفلام «
Junior Size 36S
» و«
Romance»
و« Perfect Love»
وفيلم «
Fat Girl»
التي فازت عنه بأحد جوائز كان الفرعية عام 2001. وعلى الرغم من الصخب
الكبير الذي يصاحب المسابقة الرسمية إلا أن الفعاليات الأخرى ضمن
الاختيارات الرسمية تبدو أكثر جاذبية وهي ما ينتظر "كان" من مفاجآت
وإبداعات سينمائية تجديدية. وحتى ذلك الحين يبقى الحدس غير وارد في مثل هذه
الأحوال.
الشرق الأوسط
في 11 مايو 2007
|