كتبوا في السينما

سينماتك

كريستيان مونغيو متفائل رغم ضعف السينما الرومانية

كان ـ مسعود أمر الله

مهرجان كان الـ 60

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

انحسار الأضواء وتراجع الأصوات، بعد النهاية الحافلة بالمفاجآت لمهرجان كان، لم يعن انتهاء اهتمام النقاد بالفيلم الذي حظي بالسعفة الذهبية عن جدارة، وهو «أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع ويومان» للمخرج الروماني الشاب كريستيان مونغيو، الذي حرص الكثيرون منذ عرضه في اليوم الثاني من أيام المهرجان على متابعة ما يطرحه مخرجه ونجومه وعلى وضعه في السباق الأشمل للسينما الرومانية.

وقد كان مونغيو موضوعياً وصريحاً إلى أبعد الحدود في الحديث عن السينما الرومانية المعاصرة، حيث لم يتردد في القول إن صناعة السينما في بلاده ضعيفة لعدم وجود نظام النجوم فيها، وبالتالي فإن الاهتمام بأعمالها في المهرجانات المختلفة مثل مهرجان كان يعود عليها بفائدة كبيرة ويساعدها في تحقيق توزيع أفضل للأفلام التي تنتجها.

وعلى الرغم من أن هذه الرؤية تبدو متشابهة إلى حد ما، ربما مثل فيلم مونغيو نفسه، إلا أن المخرج الروماني يبادر إلى القول: على الرغم من كل شيء، فإنني متفائل بأن السينما الرومانية ستواصل النمو والتطور.

وعلى الرغم من أن بطلة الفيلم أنا ماريا مارينكا لم تحضر فعاليات المهرجان لانشغالها بتصوير فيلم آخر، إلا أن باقي فريق الفيلم كان له حضوره المتميز خلال المهرجان، وبصفة خاصة الممثلون لورا فاسيليو وفلاد إيفانوف والكس بوتوسيان بالإضافة إلى المصور أوليج موتو.

وبالصراحة نفسها يبادر مونغيو إلى القول عن فيلمه إنه لم يعتزم تقديم فيلم يدور حول الإجهاض أو حول الشيوعية، وإنما مضى الفيلم إلى ما يتجاوز ذلك بكثير، حتى ان هناك إيماءات في الفيلم إلى الشيوعية، على نحو مشهد تناول الوجبة.

وهو ينتقل إلى القضية الأخرى الشائكة وهي قضية الإجهاض، فيوضح أنه حتى عام 1966 كان الإجهاض غير مشروع في رومانيا، فقد كان هناك ذلك القانون الشهير الذي سنه شاوشيسكو الذي فرض حظراً تاماً على الإجهاض لكي تكون هناك أجيال كبيرة العدد من أبناء رومانيا تحقق توقعات العالم الشيوعي.

وكانت النتيجة هي أنه في السنوات التي أعقبت إصدار القانون مباشرة وحتى عام 1971 كانت هناك أربعة أو خمسة أجيال تضم أعداداً هائلة من الرومانيين تفوق بمقدار أربعة أو خمسة أمثال ما كان الوضع عليه من قبل، ولم تكن الرومانيات على استعداد على الإطلاق لمواجهة تبعات هذا الموقف فقد كن بحاجة إلى بعض الوقت والكثير من الاستعدادات والتدابير، وعلى هذا النحو جاء الكثير من الأطفال إلى الدنيا في رومانيا.

ويقول مونغيو إنه كان واحداً ممن أقبلوا إلى الدنيا بهذه الطريقة، ولهذا شعر بضرورة تقديم مثل هذا الفيلم.

المدهش أن الإجهاض، على الرغم من هذا القانون وربما بسببه، أصبح شائعاً في رومانيا، حقاً أنه لم يكن قانونياً لكن الكثيرين جربوا اللجوء إليه، ولم تكن المسألة تتعلق بتوافر المال من عدمه وإنما تتعلق بالوضع الاجتماعي.

وبسبب ضغوط نظام شاوشيسكو فإن النساء والعائلات حرصت أشد الحرص على عدم ضبطها وهي متورطة في مثل هذا الوضع غير القانوني، بحيث انها لم تمنح دقيقة واحدة للتفكير في القضية من جانبها الأخلاقي. بحيث انقلبت الأمور رأساً على عقب، وأصبح من أولى المؤسسات الدالة على الحرية في رومانيا بعد سقوط النظام الشيوعي جعل الإجهاض قانونياً مرة أخرى، وفي العامين الأولين اللذين أعقبا سقوط النظام أجريت في رومانيا مليون عملية إجهاض بينما عدد السكان لم يكن يتجاوز 20 مليون نسمة.

ويتوقف مونغيو عند الجوانب والتفاصيل الدقيقة في عمله، فيشير إلى اعتقاده بأنه وفي موقف حقيقي وبيئة حقيقية، فالمشاهد والديكورات في كثير من صناعات السينما على امتداد العالم غالباً ما تكون تقليدية للغاية بحيث ان الأمر يقتضي من الممثل أن يبذل جهداً إضافياً لدخول الموقف في مكان لا يبدو على الإطلاق مكاناً حقيقياً وقادراً على إقناع الجمهور، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن المشهد المعد بهذا الشكل لا يمكن أن يعطي المذاق أو النكهة اللذين يعطيهما المكان الحقيقي.

وهو يشير إلى أن من الأمور التي يجب أن يوظفها كثير من أفلامه العلاقة بين الداخل حيث يجري التصوير وبين الآخر. وهو يريد أن يرى من الغرفة التي يجلس فيها أن هناك حياة تجري وتنطلق في الخارج، فلا أحد يكترث حقاً بما يجري في الداخل.

ولكن ماذا عن المشاهد الطويلة التي توقف عندها النقاد في فيلم مونغيو؟

يقول المخرج الروماني الشاب في معرض الإجابة عن هذا السؤال: «لقد أردت أن تكون لدي مجموعة طويلة من اللقطات المتتابعة لكي أعطي الوقت الضروري لتصاعد العواطف واحترام المشاعر، ولو أن الأمر كان ممكناً من الناحية التقنية لجعلت مجموعات اللقطات في الفيلم أطول مما قدمتها بالفعل، وبالفعل، وبالطبع، فإن ذلك يجعل الأمور أصعب على الممثلين، خاصة وأنني طالبتهم بحفظ أدوارهم بالكامل وصولاً إلى أدق التفاصيل.

ويلتقط المصور أوليج موتو طرف خيط الحديث من مونغيو ليتحدث عن تعاونهما في الفيلم الذي حصد سعفة كان الذهبية فيقول: «قال كريستيان إنه يريد مناخاً واقعياً في الفيلم، ولم يرد أن يكون مصدر الإضاءة واضحاً للغاية، وعادة ما يكون الوصول إلى هذا النوع من التأثير صعباً نوعاً ما، ولهذا نجري الكثير من البروفات ثم نضيف الإضاءة في وقت لاحق، وقد استغرق هذا كله وقتاً طويلاً، وكان هناك مجال محدود للغاية، كما كانت لدينا كاميرا كبيرة أيضاً، ففكرنا في الأمر طويلاً قبل التصوير، ولكننا لم نتوصل إلى الأسلوب الذي تبنيانه في نهاية المطاف إلا خلال التصوير الفعلي.

البيان الإماراتية في 31 مايو 2007

 

سينماتك