لدار
مهرجان «كان» السينمائي الدولي ظهره لظاهرة أفلام العنف التي اجتاحت عروض
المسابقة الرسمية لدورته الستين، حيث أعلن رئيس لجنة التحكيم، المخرج
البريطاني ستيفن فريرز، ان السعفة الذهبية ذهبت للفيلم الروماني «4 اشهر و
3 أسابيع ويومان» من إخراج الروماني كريستيان مونجيو. وتدور قصة الفيلم
الذي تلعب بطولته النجمة آن ماريا مارينكا حول رومانيا في عهد الدكتاتور
الراحل نيكولاي تشاوشيسكو من خلال حكاية فتاة تريد التخلص من حملها.
وقال
مونجيو،39 عاما، وسط تصفيق الحضور «بالنسبة لي انه حلم يتحقق».
وأضاف
«آمل في ان تكون السعفة الذهبية بمثابة نبأ سار للمخرجين غير المعروفين في
دول صغيرة لأنه يبدو لي اننا لم نعد بحاجة الى ميزانية كبيرة وأسماء لامعة
في عالم الفن السابع لانتاج فيلم يثير اهتمام الجميع».
ويعكس هذا
الفيلم الحيوية الشديدة للسينما الرومانية الجديدة التي حصلت مساء السبت
على جائزة قسم «نظرة ما» المسابقة الرسمية الموازية للمهرجان عن
«كاليفورنيا دريمن» كريستيان نيميسكو. وكان نيميسكو لقي مصرعه في أغسطس
(آب) الماضي عن 27 عاما في حادث سيارة.
وذهبت
جائزة لجنة التحكيم الكبرى للفيلم الياباني«غابة موغاري» لليابانية ناومي
كواسي،38 عاما.
وفاز
المخرج جاس فان سانت بجائزة مهرجان «كان» الخاصة بمناسبة الاحتفال بعامه
الـ60 عن فيلمه «بارونايد بارك».
وأما
الفيلم الإيراني للرسوم المتحركة «بيرسيبوليس» فقد حصل مخرجاه مرجان
ساترابي وفانسان بارونو على جائزة لجنة التحكيم. كما أثار الفيلم وهو الأول
للفرنسية الايراني ساترابي الذي تنقل فيه الى الشاشة الكبيرة سلسلة رسومها
المتحركة عن الحياة في ايران بعد الثورة الاسلامية اعجابا شديدا. وقالت
رئيسة لجنة تحكيم قسم «نظرة خاصة» المخرجة الفرنسية باسكال فيران خلال حفل
توزيع الجوائز «كان أكثر الأفلام التي شاهدناها حيوية وحرية خلال الأيام
العشرة الماضية».
وتنافس
على جائزة هذا القسم بالمهرجان 20 فيلما. وقالت فيران إن لجنة تحكيم قسم
«نظرة خاصة» رفضت في بادئ الأمر إشراك «كاليفورنيا تحلم» بالمسابقة لأن
مخرجه توفي، لكنها تراجعت عن القرار بعد عرض الفيلم بالمهرجان.
ويركز
فيلم نيميسكو على أحداث حرب كوسوفو عام 1999 عند يوقف مدير محطة سكة حديد
بقرية رومانية صغيرة قطارا تابعا لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينقل عتادا
عسكريا. ويمر القطار الذي يخضع لإشراف الجنود الأميركيين عبر الأراضي
الرومانية دون وثائق رسمية اعتمادا على موافقة شفهية من الحكومة الرومانية.
وفي قسم
نظرة خاصة أيضا فاز المخرج الاسرائيلي إيران كوليرين بجائزة عن فيلمه
«زيارة الفرقة» الذي يحكي عن زيارة فرقة عازفين صغيرة من الشرطة المصرية
لإسرائيل للعزف في حفل افتتاح مركز فنون عربية لتتقطع بهم السبل في المطار
ويجدوا أنفسهم ببلدة إسرائيلية مهجورة في الصحراء.
وفازت
المخرجة الإيطالية فاليريا بروني تيديسكي بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن
«أحلام الليلة السابقة». ويحكي الفيلم عن ممثلة تعاني هوسا من دور ناتاليا
بيتروفنا بطلة مسرحية «شهر في البلدة» للكاتب الروسي إيفان تورجينيف حيث
تجد صعوبة في حفظه. وتتحول أحلامها في الليلة السابقة إلى ما يشبه الكابوس.
والأفلام
الأخرى التي جذبت الاهتمام هي «من الجانب الآخر» للمخرج الألماني التركي
فاتح أكين الذي يرسي فيه جسرا بين ثقافتيه التركية والألمانية، والأميركي
«نو كانتري فور اولد مان» (لا بلد لرجل عجوز). ويروي الفيلم الأميركي رحلة
تحول مريض عقلي والذي أخرجه باقتدار الأخوان كوين.
وقد حصل
فيلم فاتح أكين السبت على جائزة لجنة التحكيم المسكونية، فيما منحت جائزة
موازية هي جائزة النقاد الدوليين الى فيلم كريستيان مونجيو.
ومن
الأفلام التي أثارت اهتماما كبيرا «الكسندرا» للمخرج الروسي الكسندر
سوكوروف الذي يتناول بصورة انسانية مؤثرة النزاع الشيشاني حسب تقرير وكالة
«أ.ف.ب».
وهناك
ايضا «سيكرت صن شاين» للكوري لي شانغ دونغ و«لو سكافاندر ايه لو بابيون» (صدرة
الغواص والفراشة) الفرنسي الانتاج للمخرج الاميركي جوليان شنابيل المستوحى
من السيرة الذاتية لجان دومينيك بودي المصاب بالشلل. وقد اثر بعمق في رئيس
لجنة التحكيم ستيفن فريرز.
لكن
التكهنات نادرا ما كان لها تأثير على خيار لجان تحكيم كان المكونة هذا
العام من تسعة اعضاء بينهم حائز «نوبل» للأدب، اورهان باموك، والنجم ميشال
بيكولي، بل كثيرا ما يكون العكس هو الصحيح.
ومنذ ايام
قال رئيس المهرجان جيل جاكوب ساخرا «تبدو هذه التوقعات الشهيرة وكانها دعوة
الى لجنة التحكيم لاتباع الرأي العام. لكن فجاة وكرد فعل تسلك اللجنة دربا
شائكا.. وهذا من يضفي سحرا على المهرجان».
وإذا كانت
السمة العامة للأفلام الروائية المعروضة في كان شديدة القتامة فان نوعية
الاعمال الـ22 المتنافسة كانت على مستوى الحدث التاريخي الذي تشكله هذه
الدورة التذكارية للمهرجان.
ويقول
الصحافي في «نيويورك تايمز» ايه.او سكوت «يشتهر النقاد السينمائيون بأنهم
مثيرو جدل، لكن شيئا قريبا من الإجماع يقول ان هذا المهرجان وجد حيوية
جديدة في عامه الستين».
ومع ذلك
ابدى العديد من النقاد خيبة أملهم حيال الأعمال الأخيرة لمخرجين كبار مثل
وأمير كوستوريكا وكوينتن تارانتينو.
ويبدو من
خلال الجوائز ان رئيس لجنة التحكيم ستيفن فريرز يرفض أفلام العنف ويدعو الى
سينما تناقش قضايا الإنسان المعاصر وقضاياه في كل مكان.
* جوائز
«كان»
* أفضل
مخرج: الأميركي جوليان شنابيل ـ عن فيلمه «لو سكافاندر ايه لو بابيون» (صدرة
الغواص والفراشة).
* أفضل
سيناريو: التركي فاتح اكين لفيلمه «من الجانب الآخر».
* أفضل
ممثل: الروسي قسطنطين لافروننكو عن فيلم «القصاب».
* أفضل
ممثلة: الكورية الجنوبية دو لون جون عن فيلم «سيكرت سانشاين».
* جائزة
لجنة التحكيم الخاصة: مناصفة بين الفيلم الإيراني الكرتوني «برسيبوليس»
للمخرجين مرجان ساترابي وفنسان بارونو، وفيلم «ضوء صامت» للمكسيكي كارلوس
ريغاداس.
* جائزة
الكاميرا الذهبية: للفيلم الإسرائيلي «زيارة الفرقة» (بيكور حاتزيموريت)
للمخرج عيران كوليرين.
* جائزة
الدورة الستين: للمخرج الأميركي غاس فان سانت عن مجمل أعماله وفيلمه الأخير
«بارانويد بارك» (حديقة الهذيان).
الشرق الأوسط
في 28 مايو 2007
مارتن
سكورسيزي : روبرت دي نيرو «أيقونة» أفلامي
المخرج الأميركي أشاد بفيلم «الحال» وبمخرجه
المعنوني وبالموسيقى المغربية
كان: عبد
الستار ناجي
قال
المخرج الاميركى الكبير مارتن سكورسيزى، انه يمتلك علاقات وطيدة مع عدد من
السينمائيين فى العالم العربى والشرق الاوسط بشكل عام، وانه يتمنى تفعيل
دور السينما فى العالم العربي لتكون جزاء من حالة التغيير التي تعيشها
الكثير من دول المنطقة.
ويزور
سكورسيزي مدينة كان الفرنسية هذه الايام، وشارك في تقديم «درس السينما»
الذي يعتبر من الانشطة البارزة في مهرجان كان السينمائى الدولي، حيث يتم
استقدام احد المبدعين فى كل عام فى مجالات الاخراج والتمثيل والموسيقى
لتقديم محاضرته السينمائية التي أطلق عليها «درس السينما».
وسلط
سكورسيزي الضوء على جوانب من مشواره وعلاقته مع القضايا التي قدمها في جملة
أعماله والنجوم الذين تعاون معهم. ووصف النجم الكبير روبرت دي نيرو بأنه «ايقونة»
أفلامه وأكثر النجوم الذين استوعبوا القضايا التى يقدمها في أعماله.
وأشار
سكورسيزي إلى أنه زار العديد من دول العالم العربي وتربطه علاقات وطيدة مع
عدد من المخرجين والشخصيات الرسمية، ولمس الاحترام الذي تحظى به السينما.
وأشار إلى انه وخلال وجوده في كان قدم إعادة جديدة للفيلم المغربي «الحال»
الذي أخرجه الفنان المغربي احمد المعنوني، والذى يتناول حياة ومشوار فرقة
«جيل جلالة» المغربية الشهيرة. وقال سكورسيزي إنه لا يزال مسحورا بذلك
الفيلم وأجوائه الاحتفالية، بالإضافة الى الموسيقى الساحرة التي قدمتها تلك
الفرقة. وقال واصفا الفيلم والمخرج احمد المعنوني إن «الفيلم يمثل اطلالة
حقيقية على الموسيقى المغربية الثرية بالأنغام، وان المعنوني هو احد
المبدعين الاوفياء للتراث والموروث الشعبي المغربي».
ونوه الى
انه كان قد تم تكريمه من قبل مهرجان مراكش السينمائي منذ عامين، وكانت فرصة
ايجابية بالنسبة له للتواصل مع نتاجات السينما العربية والأفريقية، كما
اطلع على الخدمات الكبيرة التي تقدمها استديوهات مدينة ورزازات المغربية
جنوب مراكش، والتي باتت تمثل إحدى أهم المدن القادرة على تنفيذ اهم
المشاريع السينمائية الضخمة الانتاج.
الشرق الأوسط
في 28 مايو 2007
|