كتبوا في السينما

سينماتك

الجوائز تذهب لأصحابها..والروماني مونغيو ينال السعفة الذهبية عن جدارة

«كان» يحتفي في ختام دورته الستين بالشباب و إنجازاتهم

كان ـ عرفان الزهاوي

مهرجان كان الـ 60

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

أسدل أحد أقدم المهرجانات السينمائية الستار على تظاهراته بالاحتفال بالشباب. وكما أصر مهرجان «كان» السينمائي الدولي على تأكيد غياب التجاعيد عن سحنته الستينية فقد منحت لجنة التحكيم الدولية غالبية جوائزها إلى الأفلام المُنجزة من قبل المخرجين الشباب أو الأفلام التي تتحدث عن الشبيبة وتتناول إشكاليات حياتهم.

وبرغم أن المعلومات تؤكد أن اللجنة اضطُرّت إلى تسوية فيما بين أعضائها بعد نقاش طويل في عملية توزيع الجوائز، فقد جاءت السعفة الذهبية الممنوحة إلى شريط «أربعة شهور، ثلاثة أسابيع ويومان» للمخرج الروماني الشاب كريستيان مونغيو، أكثر من مُستحقّة. فقد سجّل هذا الشريط منذ عرضه في اليوم الثاني من المهرجان موقعاً مهما وغامر الكثير من النقاد (وأنا من بينهم) إلى توقّع حصوله على جائزة ما. وكنت ممّن يرون احتمال فوز ممثلته آنّا ماريا مارينكا بجائزة التمثيل النسائي لأن أداءها كان من الكثافة بحيث مكّن فيلماً بميزانية ضئيلة وبأدوات فقيرة للغاية، من القفز إلى مقدمة الأفلام المنتظر فوزها ولا غرابة أن الصحف والمجلات المتخصصة التي كانت تصدر في أيام المهرجان وضعته ضمن الأفلام «المسعّفة ذهبياً» إلى جانب شريط «لا وطن للرجال الشيوخ» من إخراج الأميركيين ناثان وجويل كوين ومن أداء النجم الأوسكاري الكبير تومي لي جونس.

باستفادته المُطلقة من أسلوب الواقعية الإٌيطالية الجديدة والمعتمد على الاختزال في حركة الكاميرا الموضوعة في مستوى النظر وعلى أداء الممثلين وعلى تحويل المكان إلى بطل أساسي، تمكّن المخرج كريستيان مونغيو من رواية أكوام من المآسي التي عانى منها الشعب الروماني إبان حكم الديكتاتور نيكولاي شاوشيسكو.

نحن لا نرى حتى صورة واحدة للديكتاتور إلاّ أننا نجد ظله الثقيل في كل صورة من صور الشريط. لقد استفاد مونغيو من تلك التجربة الرائعة التي منحها المخرجون الإيطاليون ما بعد انهيار ديكتاتورية موسّولينيني، وهو بهذا الفيلم أقرب بكثير إلى تجربة المخرج الكبير فرانتشيسكو روزي الذي أظهر في شريطه «أياد فوق المدينة» ثقل يد المافيا على مدينته نابولي.

وإذا لم تكن جائزة التمثيل النسائي ذهبت إلى الممثلة الرائعة آنا ماريا مونغيو فقد جاء منحها إلى الممثلة الكورية الجنوبية جون دو يون عن فيلم «الشروق السري» للمخرج لي تشانغ ـ دونغ هي الأخرى بدورها مستحقّة.

وربما كانت هذه الجائزة الأكثر سجالاً بين أعضاء لجنة التحكيم الدولية لأن دورة المهرجان لهذه السنة حفلت، داخل المسابقة الرسمية وخارجها، بعدد كبير من الأدوار النسائية الكبيرة ومن بينها النجمة الروسية الكبيرة غالينا فيشنيفيسكايا التي أدت بطولة فيلم «آليكساندرا» من إخراج المبدع الروسي آليكساندر سوخوروف والممثلة اليابانية الشابة ماتشينكو أونو في شريط «جبل الحداد» للمخرجة اليابانية المبدعة ناوومي كاواسي والتي منحت بأدائها كثافة هامة للشريط ما جعلته يستحق عن جدارة جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

جائزة أفضل ممثل ذهبت هي الأخرى باستحقاق إلى النجم الروسي قسطنطين لافرونينكو لبطولته في فيلم «الإقصاء» للمخرج الروسي الشاب اندريه زفياجينستيف الذي كان من بين أقوى المرشحين لنيل السعفة الذهبية وقد سبق له أن فاز بشريطه الأول «العودة» بجائزتي الأسد الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي لعام 2003 إضافة إلى الأسد الذهبي لأفضل عمل أول.

أما الجائزة الخاصة بمناسبة العيد الستين للمهرجان فقد مّنحت إلى غوس فان سانت عن فيلمه (منتزه الجنون). وبرغم ان سانت بلغ الخامسة والخمسين من العمر ولم يعد مخرجاً شاباً فإنه يواصل التعامل مع عالم الشباب وإشكالياته ويتناول في هذا الشريط ما يُلمّ بعالم المراهقين من مصائب وإشكاليات.

جائزة الإخراج مُنحت إلى من كان حتى وقت قصير يُعتبر «دخيلاً» على عالم السينما، أي المخرج والرسام الأميركي جوليان شنابل الذي عُدّ دخوله إلى عالم السينما بشريط «باسكيا» نوعاً من دلع الرسامين المشهورين الذين يحبّون تجريب الأدوات الفنية. وعاد شنابل وأنجز شريطه الثاني «قبل حلول الليل» الذي فاز به النجم الإسباني خافيير بارديم بجائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في عام 2000 ما رسّخ هذا النجم على الصعيد العالمي وثبّت قدرات شنابل في إطار الإنجاز السينمائي.

الجائزة الحالية مُنحت إليه عن شريطه «بدلة الغطّاس والفراشة» والذي روى فيه مأساة صحافي كبير يُصاب بجلطة في الدماغ لكن بدون أن تتمكن تلك الجلطة من إطفاء ذكائه وقدرته على التفكير فيستطيع من خلال مساعدة مُختصة صحيّة من رواية مأساته من خلال ضربات رموش عينيه وتتحول رواية الرموش تلك إلى قصة ـ وصية وبمجرد إنهائها بوقت قصير يفارق الحياة.

الجائزة إلى شنابل، المولود في الولايات المتحدة في عام 1951 قد تبدو خروجاً على توجه لجنة التحكيم بمنح الشباب جوائزها، لكن شنابل الذي بلغ فيلمه الثالث يُعد في عرف الإنجاز السينمائي في بداية الطريق لذا فهو شاب بمعنى من المعاني.

أما جائزة أفضل سيناريو فقد مُنحت إلى المخرج والكاتب الالماني التركي فاتح اكين عن فيلم «حافة الجنة». وبرغم التوقعّات الكبيرة بصدد إنجاز هذا المخرج المبدع الشاب فإنه لم يذهب أبعد من هذه الجائزة التي يمكن أن تُعدّ هي الأخرى مُستحقة لأن السيناريو وأداء الممثل المخضرم تونسيل كورتيز كانا أفضل ما في الشريط، ولم يأت العمل بما كان يوحي بكونه مفاجأة جديدة لفاتح أكين الذي عوّد الجمهور والنقاد منذ أشرطته الأولى على المفاجآت.

البيان الإماراتية في 29 مايو 2007

 

سينماتك