جيل جاكوب
رئيس مهرجان 'كان' السينمائي
الدولي، كان قد اعلن في مؤتمر صحفي بسيط، عقد بفندق كريون الشهير بالقرب من
ساحة
الكونكورد في باريس. عن فعاليات ومحاور الدورة الستين، التي بدأت يوم 16
مايو
الحالي وتنتهى اليوم،. وقد كشف من خلال أفلام قائمة 'الاختيار
الرسمي'، التي شملت 47
فيلما، عن
إرادة إدارة مهرجان 'كان' في 'تجديد' شبابه، بدم سينمائي جديد، من
خلال اختيار مجموعة من الأعمال الأولى لمخرجيها، تصل إلى 13 فيلما تضمنتها
قائمة
الاختيار الرسمي، وشاركت إما في المسابقة الرسمية للمهرجان،
وإما في تظاهرة 'نظرة
ما' على هامشها، لكي يصبح 'كان' في عيده الستيني، وبحضور أكبر حشد لنجوم
السينما
العالمية من ممثلين ومخرجين، بمنزلة احتفاء وتكريم ل 'التراث' السينمائي
العالمي،
والتقاليد التي أرساها كبار المخرجين المبدعين، وإطلالة من
خلال أعمال السينما
الشابة الجديدة على 'حداثة' القرن السينمائية.. والى حد كبير لقد تحققت
نبوءة
جاكوب: هذا العام كان حافلا بالافلام والنجوم وقد توافد على المهرجان سلمى
حايك
وانجلينا جولي وبراد بيت وجورج كلوني وشارون ستون وغيرهم من
عشرات نجوم ونجمات
السينما العالمية.
شارك في
مسابقة المهرجان الرسمية 21 فيلما، انتمى بعضها
لسينما المؤلف، أي لبعض المخرجين المخضرمين الكبار ـ العتاولة ـ الذين سبق
لهم
الفوز بجائزة 'السعفة الذهبية' من قبل، مثل المخرج الصربي أمير كوستاريكا،
والمخرجين كوينتين ترانتينو، وجوس فان سانت، والأخوين جويل
واثان كوين، من أميركا،
بالإضافة الى المخرج الكسندر سوخوروف من روسيا، والمخرج بيلا طار من المجر،
وغيرهم،
ولذلك ترتفع حمى المنافسة بين تلك الأفلام الفنية الواعدة، عكس
تيار الفيلم التجاري
الاستهلاكي الهوليوودي المهيمن، واشتد الصراع هذه المرة لمتعتنا ولمصلحتنا
ـ بين
هؤلاء المخرجين الكبار، للفوز بسعفة 'كان' الذهبية.
وقد عرض
المهرجان ضمن قائمة
الاختيار
الرسمي 17 فيلما جديدا في تظاهرة 'نظرة ما' UN CERTAIN REGARD
على هامش
المسابقة الرسمية، وقد اشتملت تلك التظاهرة على أكبر عدد من
الأفلام الاولى
لمخرجيها الذين يلجون باب السينما الروائية الطويلة لأول مرة، ويمثلون
'حداثة'
السينما في القرن الواحد والعشرين، ويمنحون بأفلامهم دفقة حياة جديدة لذلك
المهرجان
الذي لن يهرم ابدا ولن يشيخ مادام بقي منفتحا على تجارب السينما الفن، التي
تتواصل
بإبداعاتها وابتكاراتها مع عصرنا، وتعمل على تطوير فن السينما
من داخله، ليكون مرآة
لواقعنا، وأداة تفكير في تناقضات مجتمعاتنا الإنسانية.
احتفالية
خاصة
في اطار
التظاهرة او الاحتفالية الخاصة بمرور ستين عاما على تأسيس
المهرجان، عرض 'كان'
فيلما
طويلا
TO EACH HIS OWN CINEMA
أو 'لكل سينماه' اشرف على انتاجه الرئيس جيل
جاكوب بنفسه، ليحكي فيه 35 مخرجا من 25 دولة عن علاقتهم بصالة العرض او
قاعة
السينما، كل بالطريقة التي تعجبه، فى ثلاث دقائق وشارك في فيلم عيد ميلاد
'كان'
الستيني مجموعة كبيرة من أعظم وأشهر المخرجين في العالم، من ضمنهم مخرجنا
العربي
يوسف شاهين، والبريطاني كين لوش واليوناني ثيو انجلوبولس والفرنسي كلود
ليلوش
والايطالي ناني موريتي والدانمركي لارس فون تراير والتيواني هو
سياو سين والروسي
اندريه كونشالوفسكي والالماني فيم فندرز والبرازيلي والتر ساليس والصيني
زانج ييمو
والفرنسي رومان بولانسكي والبرتغالي مانويل دو اوليفييرا
والسويدي بيل اوجست
والنيوزيلندية جين كامبيون والياباني تاكيشي كيتانو والكندي آتوم اجويان
والاخوين
البلجيكيين جان بيير ولوك داردن، والفرنسي ريمون دو باردون
والفلسطيني ايليا
سليمان والاسرائيلي آموس جيتاي والايراني عباس كيارستمي وغيرهم. ونظم
المهرجان
بمناسبة ذلك الاحتفال تظاهرة خاصة لتكريم نجم السينما الاميركية والعالمية
الراحل
الممثل الكبير هنري فوندا، وكرم المهرجان ايضا على هامش
الاحتفالية الممثلة
البريطانية جين بيركين وعرض لها فيلم 'صناديق'BOXES
والمخرج الفرنسي كلود ليلوش
وعرض له
فيلم جديد من انتاجه بعنوان 'رواية المحطة' والمخرج الايطالي ايرمانو اولمي
وعرض له فيلم CENTOCHIODI
والمخرج
الالماني فولكر شلندورف وعرض له فيلم OLZHAN
اولزهان.
براندو
وبصمات
وضمن
تظاهرة 'كلاسيكيات كان'، عرضت اربعة افلام
تسجيلية تسلط الضوء على حياة أشهر الفنانين السينمائيين من ممثلين ومخرجين
وفنيين،
أي
هؤلاء الذين وضعوا بصمتهم على تاريخ وتطور الفن وصناعة السينما في العالم،
من
ضمنها فيلم بعنوان 'براندو'
BRANDO
ساعتان
و45 دقيقة للمخرجة الاميركية ميمي
فريدمان وفيلم عن المخرج الفرنسي موريس بيالا، وفيلم ثالث عن المخرج
البريطاني
لندساي اندرسون، وفيلم رابع عن المخرج الفرنسي بيير ريسينيه، وتنضم تلك
التظاهرة
الى حساب 'كان' في منحى التعريف بالتراث السينمائي العالمي،
والاضافات التي تحققت
على يد هؤلاء الفنانين السينمائيين الكبار وإضافاتهم الغنية الباهرة الى فن
السينما. ذلك الفن الذي دخل حياتنا من أوسع باب، وشكل وجداننا وذاكرتنا،
وصارت
أفلامه العظيمة عربية وأجنبية يا سادة قطعة منا، قطعة نحملها
معنا اينما ذهبنا في
ترحالنا تحت بوابات العالم.
ترميم
الكلاسيكيات
درس
السينما في الدورة الستين
قدمه
المخرج الاميركي الكبير مارتين سكورسيزي وحكى في الدرس عن علاقته بفن
السينما،
ولخص كما
فعل شاهين من خلال محاضرة فى دورة سابقة، عن تجارب مشواره الفني السينمائي
الطويل، وكان سكورسيزي كما هو معروف حصل على جائزة السعفة الذهبية في
مهرجان 'كان'
عام 1976 بفيلمه التحفة 'سائق التاكسي' الذي اطلق نجومية روبرت دونيرو في
العالم
بعبارته
المشهورة وهو يتحدث الى نفسه في المرآة: 'هل تكلمني يا هذا؟ والبقية
تعرفونها. وسيينتهز سكورسيزي فرصة حضوره الى المهرجان للاعلان عن تأسيس
مؤسسة
السينما العالمية التي ستجعل مهمتها ترميم كلاسيكيات السينما العالمية
والحفاظ
عليها من الاندثار والضياع، اذ ان تلك الافلام الكلاسيكية تعتبر شاهدا على
تاريخنا
وحياتنا، وجزءا لا يتجزأ من تراثنا الفني الانساني لنا
ولاولادنا من بعدنا، ولكل
العصور.كما قدم درس الممثل سيرجيو كاستليتو من ايطاليا ودرس الموسيقي هوارد
شور،
ونظم المهرجان احتفالا موسيقيا كبيرا في الهواء الطلق على شاطئ مدينة كان
قدمت فيه
مجموعة من اشهر موسيقى الافلام التي عرضت في المهرجان عبر
تاريخه
الطويل.
مسابقات
الى جانب
مسابقة المهرجان الرسمية للافلام الروائية الطويلة
كانت هناك اربع مسابقات اخرى مهمة هي مسابقة 'الكاميرا الذهبية' وتنافست
فيهاالافلام الاولى لمخرجيها في جميع اقسام المهرجان بالاضافة الى الافلام
الاولى
في التظاهرات الموازية الاخرى في 'كان' ـ تظاهرة 'نصف شهر
المخرجين' وتظاهرة 'أسبوع
النقاد'، وقد ترأس لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية المخرج الروسي بافل لونجين.
ومسابقة
الفيلم القصير شارك فيها 11 فيلما، ومسابقة 'سيني فونداسيون' التي عرضت
افضل نماذج
الفيلم القصير من انتاج طلبة المعاهد السينمائية في العالم
وتجعلها تتنافس (16
فيلما) في ما بينها، وقد خصص المهرجان لهما لجنة تحكيم واحدة يترأسها
المخرج الصيني
جيا زانج، ومسابقة تظاهرة 'نظرة ما' 17 فيلما وتترأس لجنة تحكيمها المخرجة
الفرنسية
باسكال فيران.
قرية
عالمية
السينما
العربية في 'كان' الستين كانت حاضرة من
خلال تظاهرة 'كل سينمات العالم' التي عقدت في قرية السينما داخل خيمة كبيرة
على
شاطئ البحر بالقرب من قصر المهرجان وخصصت يوما كاملا ـ يوم الاثنين 21 مايو
ـ لعرض
نماذج من أفلام السينما اللبنانية الجديدة التي تعكس 'طفرة'
سينمائية بارزة على
الرغم من المعاناة التي يعيشها لبنان وأهله، غير ان تلك المعاناة لم تكن
أبدا
معوقا، بل كانت في ظننا محفزا لخلق سينما جديدة متوهجة، وظهور مخرجين
فنانين
سينمائيين جدد وهم جميعهم يساهمون في تشكيل حساسية سينمائية
عربية جديدة، تتواصل
بحيوية فائقة مع أعمال وتجارب السينما الجديدة في العالم. وعرض 'كان' في
القرية
العالمية ايضا لسينمات عدة دول افريقية والهند وبولندا وكولومبيا وسلوفينيا
الى
جانب لبنان.
والجدير
بالذكر ان المخرجين اللبنانيين خليل جورجي وجوانا حاجي
شاركا في 'ورشة كان' بمشروع فيلمهما الروائي الثالث بعنوان 'لا أستطيع
العودة الى
الوطن' من ضمن 15 مشروعا جرى اختيارها بمعرفة ادارة المهرجان
من انحاء العالم،
ودعوة أصحابها لحضوره، ومساعدتهم في عرض مشروعاتهم على المنتجين الموجودين
في
المهرجان، للمشاركة في تمويلها.
وشارك في
الورشة المذكورة مخرجان من المغرب هما
هشام فلاح وشريف تريباك بمشروع لفيلمهما الروائي الطويل الاول بعنوان 'بين
الاقواس'
وكنا شاهدنا لهما فيلما قصيرا بديعا بعنوان 'شرفة على المحيط' كشف عن موهبة
سينمائية حقيقية، تحتاج الى كل دعم وتشجيع. والجميل ان يكتشف كان (جمهورية
السينما)
تلك المواهب، ويلمعها، ويساعدها على انجاز وصنع افلامها. اليوم ستعلن
النتائج بعد
ايام حافلة وصاخبة من الافلام والاحداث ونحن فى الانتظار. وربما توقفنا عند
بعض
المحطات المهمة نتحدث فيها بعيدا عن الضوضاء عن افلام جذبتنا بسحرها
وجعلتنا نحلم
ونشعر بالدهشة. وما أجمل ان تساعدك الافلام على الحلم والدهشة.
اخبار
كان
كان
(فرنسا) ـ رويترز ـ حول بطلا الجزء
الثالث من فيلم 'عصابة أوشن' براد بيت وجورج كلوني وباقي طاقم الفيلم
ماكينة
الدعاية الخاصة بعاصمة السينما الأميركية هوليوود لحملة لجمع الأموال
لمصلحة لاجئي
دارفور.
وقد عرض
الجزء الثالث من 'عصابة أوشن' لأول مرة في مهرجان كان الخميس
الماضي والفيلم الذي يتألق فيه بيت وكلوني كلصوص لطفاء يسرقون الملاهي
الليلية هو
فيلم بسيط مثل الجزأين الأول والثاني اللذين حققا نجاحا ساحقا.
وقد أسعد
الجزء
الأول من الفيلم الجمهور وحصد 450 مليون دولار في كل أنحاء
العالم، بينما أحبط
الجزء الثاني بعض المعجبين والنقاد، الا انه حصد عائدا جيدا بلغ 363
مليونا.
ويلتزم
الجزء الثالث من 'عصابة أوشن' بمعادلة الجزأين الأول والثاني
نفسها. كثير من الضحك والحيل الساذجة وسرقة كبرى، ويدعو داني اوشن الذي
يقوم بدوره
كلوني شركاءه في الجريمة بمن فيهم اللص البارع راستي رايان
(بيت) والعبقري غريب
الأطوار ليناس كولدويل (مات ديمون) للتخطيط لسرقة ملهى جديد في لاس فيغاس
يفتتحه
رجل أعمال مخادع هو ويلي بانك (آل باتشينو)، لكن هذه المرة هناك اختلاف فهم
لا
يفعلون هذا من اجل المال.
وقال
كلوني: 'لسنا سياسيين، ولا نملك القدرة على اتخاذ
القرارات وليست لدينا القدرة على فعل أي شيء الا تحويل الانتباه الى شيء ما
وهذا هو
ما
نستطيع فعله'.
واختلف
كلوني مع أي شخص يشكك في دوافعه، وقال: 'هل يتصور احد
ان
ايا منا بحاجة الى المزيد من الشهرة، أنا لن أدافع عما أعتقد انه فعل الشيء
الصواب، نحن نفعل هذا لأن كلنا نعتقد اننا سنكون مجرمين لو لم
نتخذ خطوة اخرى في
هذا الصدد'.
ضمن فئة
الأفلام المميزة.. عرض فيلم ' أنت في
معترك الحياة'
كان
(فرنسا) ـ د.ب.أ ـ عرض فيلم 'أنت في
معترك الحياة' للمخرج السويدي روي اندرسون، وهو من أفلام كوميديا تجمع بين
الضحك
والمأساوية، في مهرجان كان للحصول على احدى الجوائز ضمن فئة الأفلام
المتميزة.
وتتناول
قصة الفيلم أساسا الحالة الانسانية أو السلوك الانساني، وهي
تدور حول الأشخاص الذين لا هم لهم في الحياة سوى ان يحملونا على الضحك
والبكاء،.
فالحياة،
كما صورها فيلم اندرسن، حافلة بالشخصيات وقد تمكن المخرج في
هذا الفيلم من اضفاء اجواء كئيبة عليه من خلال استخدامه للألوان.
ويعرض احد
مشاهد الفيلم امرأة وهي تجلس على مقعد يسمع صريره في حديقة ذات
يوم كئيب وقد بدأت
تنتحب وتندب حظها لأنها لم تكن تملك دراجة. ومن ثم ترفض الفتاة العودة الى
البيت مع
حبيبها وسرعان ما تبدأ في نهاية الأمر في دفن أحزانها في أغنية شدت بها.
ومع هذا
فانها ظلت تتساءل ما اذا كانت وجبة العشاء جاهزة.
وفي مشهد
آخر، يقوم رجل بسحب
مفرش من
المائدة التي وضع عليها طقم عشاء يرجع تاريخه الى 200 عام بينما راح حوالي
30
شخصا
ينظرون اليه. بيد انه ما من أحد فكر في ان يردعه عن هذا التصرف كما لم يصرخ
أحد منهم أو يغضب، ولولا صوت الآنية الفخارية لكان بوسع جمهور المشاهدين
سماع صوت
الابرة، وهي تسقط في تلك الغرفة المفعمة بالحياة والحركة.
وهناك
ايضا المزيد من
المفاجآت التي يزخر بها الفيلم من قبيل شارة الحزب النازي على
المائدة الخشبية
المعدة للطعام التي كانت مخبأة أسفل المفرش.
اشلي جود.. العمل
الخيري سرقني من السينما
كان ـ
كونا ـ اعترفت النجمة الأميركية آشلي
جود ان نشاطها بالعمل الخيري سرقها بعض الشيء من السينما، مشيرة الى انها
باتت تقضي
خلال العامين الأخيرين اكثر من ستة أشهر تتجول خلالها في عدد
من دول العالم
الثالث.
وأشارت في
تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الى انها اكتشفت ان
للحياة معنى جميلا من خلال مشاركة الآخرين همومهم وقضاياهم والاقتراب من
ظروفهم
الحياتية.
وكانت
آشلي قد قامت بزيارة الى الهند لتقديم المساعدات للنساء
المحتاجات والعمل من اجل حرية اكبر وظروف اجتماعية واقتصادية أفضل.
وتقوم
آشلي
جود هذه الأيام بزيارة لمهرجان كان السينمائي من أجل الترويج
لعدد من مشاريعها
السينمائية الجديدة ومن ابرزها فيلم 'دبل جبرتي' وفيلم 'البرغوث' وفيلم
'قبل
الفتيات' الذي قدمته الى جوار الممثل الأميركي المخضرم مورغان فريمان.
القبس الكويتية
في 27 مايو 2007
|