على بعد
يومين من إسدال الستار على الدورة الستين من مهرجان كان السينمائي الدولي،
ارتفعت الحرارة بشكل ملحوظ، ارتفاعا لم يزد المدينة الصغيرة القابعة في "الكوت
أزور" إلا امتلاء. في كان كل الزوار يشتركون في عشق الحياة وملذاتها. فتيات
بقوام رشيق واهتمام كبير حد المغالاة بأجسادهن ورجال حريصون على مظهرهم
كثيرا. الكل دائم الابتسامة، يعتقد أنه في جزيرة تلغي كل أشكال التمييز
العرقي والديني واللغوي. الفرنسيون المبالغون بدفاعهم عن لغتهم وأصحاب فكرة
"الاستثناء الثقافي" أكثر قبولا للغات العالم في هذه المنطقة التي يحكمها
اليمين خاصة اللغتين الإنكليزية في قصر المهرجان والإيطالية في الشوارع
والقطارات.
كان أضحت
طوال أيام المهرجان قبلة لكل نجوم الفن السابع، بالإضافة إلى قرابة أربعة
آلاف صحافي من كل القارات. السينما ترد الجميل الى هذه المدينة العالمية
الصغيرة، وحسب صحيفة "نيس ماتان" فإن سكان كان وعمدتها أسعد الناس، إذ من
المتوقع أن يدر هذا المهرجان 150 مليون يورو على الاقتصاد المحلي. توقعات
قد تتجاوز هذا الرقم إذا ما استمر عدد السياح وعشاق الفن السابع في التوافد
إلى المدينة نهاية الأسبوع الجاري. الفنادق حققت أرباحا فاقت بـ 6 في المئة
أرباح السنة المنصرمة، حيث ضاعفت ثمن الإقامة خلال أيام المهرجان، غرف
بفندق نجمتين انتقلت بسهولة من 60 يورو إلى 195 يورو، ورغم ذلك فالعثور على
غرفة في فندق، قبل بداية المهرجان أمر مستحيل، و بعض هذه الفنادق حجزت
للدورة 61 من المهرجان الذي سينظم السنة المقبلة.
في كان
الكل خرج رابحا، مطاعم وفنادق وشقق ووسائل نقل ومتاجر المدينة ضاعفت
أرباحها، والزوار قضوا أياما أشبه بفيلم سينمائي سعيد النهاية. سهرات ليلية
واستمتاع بشمس كان وبحرها، عشاق السينما تابعوا أفلاما سينمائية جميلة
ومختلفة سينمائيا، و الراغبات في النجومية تعرين على شاطئ المدينة للمصورين
كي تنشر صورة من صورهن في إحدى المجلات.
ملاحقو
النجوم من البابارادزي والمهووسين بالنجوم حققوا مبتغاتهم فالتقوا نجومهم
أمثال براد بيت وأنجيلينا جولي وجورج كلوني وشارون ستون ومات دامون....كان
حضورهم في كان حدثا كبيرا زاد تواضعهم وميلهم الكبير إلى المرح من شعبيتهم
وبحث الناس عنهم. تجار الفن السابع عقدوا اتفاقيات كبيرة ونجوم استثمروا
مرورهم في كان للترويج لأعمالهم أو للدعوة إلى التعبئة من أجل قضايا
إنسانية كما فعل الممثل جورج كلوني بخصوص إقليم دارفور والنجمة شارون ستون
في معركتها ضد السيدا.
مجلات
سينمائية وقنوات تلفزيونية وصحف خصصت طبعات أو صفحات لهذا الحدث السينمائي
وجنت من ورائه ملايين الدولارات من خلال الإعلانات وشركات عالمية في كل
أنواع الموضة استثمرت الحدث لترويج آخر ابتكاراتها. فالسينما والمال وجهان
لعملة واحدة في مهرجان كان.
و سيعلن
عن الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السبت المقبل، لن يهتم الكثير لهذا
الاسم، لكن الجميع سيتذكر حضوره للدورة الستين من هذا العرس السينمائي
العالمي الذي يلغي الحدود ويؤسس لعلاقات إنسانية مبنية أكثر على الاحترام
وقبول اختلاف الآخر.
موقع "إيلاف"
في 26 مايو 2007
|