إذ توالت
الأيام تباعاً ووصل المهرجان الى نقطة المنتصف، فإن النظرة الى الخلف تُفيد
بأن بعض الأفلام التي هاجمها النقاد هنا ربما لا تزال أفضل من سواها. في
المقدّمة فيلم “لياليّ التوت” الذي تم افتتاح الدورة الحالية به، والفيلم
الروسي “الصد” الذي تلاه. كلاهما استحوذ على رد فعل فاتر. لكن في حين
يستحقّ الفيلم الأول تقليم أظافر وإعادة تجميل، الا أن الفيلم الثاني لا
يستحق “الصد” الذي لاقاه في البداية.
ولا ننسى
فيلم “أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع ويومين” الروماني. طبعاً ليس بقوّة الفيلم
الروماني السابق قبل عامين “موت السيد لازارسكو” لكنه في أسلوبه الخاص مؤثر
في سرده حكاية إجتماعية في زمن (1984) كان الناس فيه يعيشون على حافّة
الفاقة وأكثر ما كانوا يستطيعون فعله هو تحاشي التعبير عن مشاعرهم تاركينها
تقبع في الظلمات الى أن تموت ثم تبقى ميّتة الى الأبد.
مع أن
الأيام السابقة شهدت أفلاماً لا يمكن اعتبارها مرشّحة الآن الى الجوائز مثل
“أغاني الحب” الفرنسي و”تحيليم” “الإسرائيلي”، الا أن بعضها قد لا يكون في
وارد الفوز بجائزة أفضل فيلم، لكنها تحوي احتمالات الفوز في مجالات أخرى
كأفضل تمثيل او سيناريو او فيلم أول.
على هذا
المستوى يلفت أن الممثلة الرومانية أناماريا مارينكا التي تلعب دور الفتاة
الشابة التي تواجه المصاعب في سبيل مساعدة صديقتها الحامل على الإجهاض من
دون علم السلطة، ربما كانت في مقدّمة من سيتم النظر الى أدوارهم بكثير من
الاهتمام. ومع أنه ليس من المحتمل أن يخرج أي من أبطال فيلم “لا مكان
للمسنين” بجوائز، الا أن الفيلم نفسه أعجب معظم النقاد ما قد يدفع به الى
المقدّمة في مجالات الإنتاج والإخراج والكتابة.
والفيلم
الكوبي “تنفّس” لمخرجه كِم كي دوك انزلق من دون أثر يُذكر كما لو كان وصوله
أساساً تم بالصدفة. لكن ليس هناك من فيلم أثار الامتعاض لوجوده في المسابقة
أكثر من الفيلم الألماني لأولريخ سيدل “استيراد وتصدير” حيث نية المخرج لم
تبتعد كثيراً عن حدود توفير مشاهد ساخنة هي من أبقت المشاهدين في الصالة
بانتظار المزيد منها في نهاية الشوط.
الأفلام
ما زالت تتوالى، وبعضها يعد من دون أن يكون هناك وعد بأنها ستكون حسب ما
نتمنّاه. لكن المؤكد أن المستوى بين الفيلم والآخر أحياناً ما هو دقيق يشبه
الخط النحيف ما سيجعل المهمة، بعد خمسة أيام من اليوم شاقّة بلا ريب.
رجل من
لندن (A
Man From London)
المخرج
الهنغاري بيلا تار يقدّم فيلماً آخر من أعماله الداكنة. احتفال مبهر
أحياناً ومجرد في أحيان أخرى لرواية من أعمال الكاتب جورج سيمنون تحت ذات
العنوان. في الأساس هي رواية حول موظّف سكّة حديد يشهد حادثة قتل الضحية
فيها رجل كان يحمل حقيبة مليئة بالمال. لكن إذ يهرب القاتل من دون الحقيبة،
ويسقط القتيل في البحر ويغرق، يهرع مراقب المحطّة الى المكان ويلتقط
الحقيبة ويأخذ ما فيها من مال. تداعيات ذلك تتضمّن تحقيق التحري الذي يكشف
عن أن رجلاً إنجليزياً متورّطاً في القضية وكيف تتلبّد في أجواء موظف
السكّة لا تهمة السرقة فقط، بل تهمة القتل. هذا في المختصر.
على
الشاشة تتحرّك الأمور تبعاً للخط العريض المذكور أعلاه مع تحويرات صغيرة
هنا وهناك لكنها كافية لأن تجعل الفيلم يبدو كما لو أنه موضوع آخر من تلك
التي يكتبها بيلا تار بنفسه. أساساً، الفيلم يستمد الكثير من عناصره من
فيلم بيلا تار الأسبق “تانغو الشيطان”: الأبيض والأسود، الحانة حيث يعزف
واحد على الأكورديون وحيت تعيش شخصيات قليلة فيه كلّما زرناه وحيث البلدة
الغارقة في العزلة الكاملة. لا أحد يمشي في شوارع بيلا تار وحين يلتقط
مشهداً طويلاً عامّاً للمدينة فإنها تبدو خالية تماماً من الناس والشبابيك
أشبه بأعين مقلوعة ولا تعكس حياة في الداخل.
سينما تار
لا تكترث لضروريات الحبكة ولا لعنصر التشويق وما يفعله المخرج هنا إذ يقتبس
رواية بوليسية كتبها سواه هو إلغاء عنصر التشويق مع الحفاظ على عنصر اللغز
ومعالجة عنصر اللغز على نحو يحوّل الفيلم عن جادّة العمل البوليسي. النتيجة
أنه فيلم من البحث الإنساني في حاضر أوروبا. ليس أن هناك تعليقاً محدّداً
حول هذا الحاضر او حول أوروبا، لكن الصور هي التي تتحدّث طوال الوقت عن هذا
الوضع الذي كان أكثر مباشرة في فيلمي تار السابقين “ألحان وايرمستر” و”تانغو
الشيطان”.
حركة
الممثلين بطيئة والكاميرا أبطأ منها. مطلع الفيلم كاميرا تصعد من سطح البحر
ببطء شديد وتستمر في الصعود الى أن تصل الى مستوى الباخرة، ولا تتوقّف هناك
بل تستدير فإذا بها الآن داخل برج مراقبة حيث يمضي الموظّف لياليه عاملاً.
هذه اللقطة تأخذ من عمر الفيلم عشر دقائق ولمن لم يشاهد فيلماً لهذا المخرج
من قبل فإنها مجرد تمهيد للكثير من المشاهد المصنوعة بنفس الإسهاب والتأمّل
والبطء.
بيرسيبولس
يختلف هذا
الفيلم الكرتوني عما يُشاهد عادة من أفلام من هذا النوع.
بداية،
وعلى صعيد الأسلوب الفني المستخدم، تلغي كل ما تنتجه هوليوود من أعمال،
جيّدة او غير جيّدة.
تلغي كذلك
الصنف الياباني من هذه السينما، وتبحث في إطار التجارب الأوروبية الشرقية
حيث كانت هناك -قبل انهيار الأنظمة- السينما البلغارية واليوغوسلافية
والمدرسة الألمانية او المجرية. هناك سنجد تشابهاً لهذا الفن او مدرسة
تناسبه. فهو عبارة عن كرتون مجرّد من الافتعال والمؤثرات البصرية ورسم
بالأبيض والأسود المناسب تماماً لفكرة لا تتحمّل التزيين.
الفيلم
كرتوني سياسي من إخراج مرجان ساترابي وفنسان بارونو. كلاهما يقدّم هنا
تجربته الأولى في السينما، كرتونية او حيّة. لكن الحكاية هي واقعية ومُعاشة
مرّت بمرجان ساترابي نفسها. في هذا الصدد، نحن نتحدّث عن مخرجة قرّرت أن
تضع في إطار الفيلم الكرتوني قصّة حياتها هي كأنثى وُلدت في العام 1969 في
طهران وعاشت سنواتها الأولى مدركة الوضع الناجم عن حكم الشاه ثم الحكم الذي
جاء بعده وقرارها بالهجرة الى أوروبا حيث واجهت فصلاً جديداً من حياتها حمل
في طيّاته حقيقة الإطار الذي يعمد الأوروبيّون لوضع الإيراني فيه كشخص أقل
مستوى حضاري من سواه. واجهت، لجانب المواقف العنصرية، شظف العيش بعدما
طُردت من البيت الذي كانت أستأجرته وبعدما خانها صديقها. أصبحت بلا مأوى
تعيش على القمامة الى أن جمعت قواها واتصلت بأمها وسألتها أن تعود شريطة أن
لا تُسأل عن حياتها هذه. وكان لها ما أرادت.
تلامس
المخرجة في الفيلم الأمور السياسية المختلفة التي نعلم جميعاً قدر
مسؤوليّتها في تغيير مقادير بعض الناس. لكن الفيلم يبدو في نحو نصف ساعته
الأولى كما لو كان سيتحوّل الى بروباغاندا مفتوحة ضد الشاه، ثم ضد الثورة،
هذا من قبل أن ينجلي عن أن الأحداث الحقيقية التي مرّت بها بطلة الفيلم لا
تستوجب مطلقاً الذهاب باتجاه السينما الدعائية. إنه لا يرسم صورة مزدهرة
لإيران، لكن الواضح أيضاً انه لا يتجنّى.
أفلام
مرشحة للسعفة
الذهبية
تقييم:
*: رديء، **: وسط، ***: جيد، ****: ممتاز، *****: تحفة
الأفلام
التي تبدو آيلة لجائزة أكثر من سواها تتضمن:
No
Country For Old Men ***
قد يخرج
“لا بلد للمسنين” بالسعفة الذهبية أو، على الأقل، بجائزة أفضل إخراج.
The
Banishment ****
“الصد”
آيل الى جائزة ما الا إذا تجاوزه فيلم بيلا تار (أعلاه) او فيلم ألكسندر
سوخوروف.
The Man
From London ****
هل تنال
تيلدا سوينتون أفضل ممثلة أم أن الفيلم بأسره آيل الى جائزة كبرى؟
My Blue
Berry Nights ***
لا أتوقع
ل “لياليّ التوت” الذهبية، لكن نورا جونز وديفيد ستراذرن أدّيا عرضاً
جيّداً.
4 Months,
3 Weeks, 2 Days ***
ثالث فيلم
أوروبي شرقي في هذه اللائحة (ولا يزال لدينا “ألكسندرا”) برهان على نشاط
هذه السينما، وإذا ما فاز فيلمان شرقيان، واحد مثل “الصد” وهذا الفيلم
بجائزة أصغر، فإن ذلك سيكون بمثابة تقدير لسينما آن لها الخروج من كبوتها.
غايل برنال: "نقص" عمل
سياسي يحمل هموماً اجتماعية
حظي
الممثل المكسيكي غايل غارسيا برنال بالإعجاب منذ أن شوهد في أول أفلامه
“الحب عهر” قبل عدّة سنوات. إنه ممثل شاب بوجه لا تستطيع أن تتذكّره لتميّز
صاحبه إذا ما شاهدته ذات يوم في الدكان الذي تشتري منه حاجيّاتك. لكن إلى
جانب التمثيل في أفلام مكسيكية ثم أمريكية من إخراج مكسيكيين هو سينمائي في
أولى خطواته كمخرج، ووصل الى “كان” لعرض فيلمه الأول في هذا المجال “نقص”.
قبله شوهد
في “وأمّك أيضاَ” و”مفكرة الدراجة” و”تعليم سيئ”، فيلم بدرو ألمادوفار ما
قبل الأخير. “نقص” يعرض في نطاق “نصف شهر المخرجين” وسألناه:
·
هذا الفيلم الأول لك يدور حول فتى ثري يفقد الاتجاه السليم في الحياة ويسعى
لفك ارتباطه بأي قضية اجتماعية. ما الذي جعلك تقبل على هذا العمل؟
- تم ذلك
بالتدريج. الكاتب كيزا تيرازاز وأنا تداولنا بعض الأفكار وخرجنا بهذه
الفكرة التي بدت هشّة في البداية لكن بعض خيوطها كانت مثيرة لنا. كتب
تيرازاز السيناريو الأول فوجدنا أن الفكرة أصبحت أوضح ومع النسخة الثانية
من السيناريو أدركت أنني أود أن أختارها لعملي الأول وراء الكاميرا.
·
لماذا قررت أيضاً أن تمثّل فيه؟
- هذا
الأمر يعود الى أن السؤال الأول الذي كان يُطرح عليّ كلما تحدّثت مع شركة
إنتاج ما إذا كنت سأمثّل فيه أيضاً. وحين كنت أجيب بالنفي كان بعض المنتجين
يترددون او حتى ينسحبون. حالما قررت أن أقول نعم سأكون في الفيلم تلاشت
معظم المصاعب التمويلية. كان وجودي صعباً كممثل وكمخرج معاً، لكنه لم يكن
أكثر صعوبة من إيجاد التمويل لو أنني رفضت البطولة.
·
“نقص” هو فيلم عن نهاية البراءة... أنت قلت
ذلك؟
- نعم.
·
لكنه أيضاً فيلم سياسي يحمل هموماً اجتماعية وهذا هو أيضاً شأن الأفلام
التي اشتركت فيها ممثلاً حتى ولو كانت أعمالاً مأخوذة على أساس أنها
دراميات اجتماعية. هل الفيلم السياسي هو ما تقصد التخصص فيه؟
- لا أدري
إذا ما كنت أريد التخصص حسب المعنى المجسّد في الكلمة، لكني أميل إليه. في
المكسيك يتأثر كل فرد بالحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي
يعيشها البلد. هناك مشكلات وشجون ومواقف وهناك شح في المال لدرجة أن أي شيء
يقع يؤثر في المواطنين وأسرهم.
·
كيف كان تصوير هذا الفيلم من حيث شروط العمل
عموماً؟
- كان
التصوير متحرراً من القوالب السلفية. كنا مجموعة من السينمائيين المختلفين
نحقق ما نشعر بالعاطفة الفعلية تجاهه، وأعتقد بأن ذلك انعكس على الفيلم.
صوّرت الفيلم بكاميرا دجيتال وبفريق صغير، ما يضمن بروز وجهة النظر الشخصية
أكثر مما لو كان التصوير تم بإمكانيات السينما الكبيرة.
سجل
المهرجان...
1965
"الموهبة"
*
البرازيلي، من أصل لبناني، وولتر هوغو خوري عرض “إيروس” الذي استقبل جيّداً
لكنه خرج من دون جوائز. الياباني ماساكي كوباياشي قدّم “قصص أشباح” وكان
هناك فرانشسكو روزي قدّم “لحظة الصدق”. اما السينما المصرية فمثّلها هنري
بركات بفيلم “الحرام”.
* فيلم
السعفة: “الموهبة، وكيف تحصل عليها” (رتشارد فلايشر- بريطانيا)
بأسلوبه
الحيوي قام ريتشارد لستر، الذي كان حقق لفرقة البيتلز أول فيلم لها “يوم
ليلة صعبة” قبل عامين، بإنجاز هذا التسجيل لعصر الستينات الشبابي. لم يوفّق
باختيار المعالجة القصصية، لكن براعته الشكلية وحرارة إيقاعه دفعت لجنة
التحكيم لمنح فيلمه السعفة. حافظ رتشارد لستر على حيويّته حتى حين انتقل
لإخراج أفلام تجارية بحتة مثل “الفرسان الثلاث”.
1966
"رجل وامرأة"
* لجنة
التحكيم هذه السنة تحت إدارة الممثلة صوفيا لورِن التي كان لديها العديد من
الأفلام المتنافسة لبعض الأشهر: ديفيد لين (“دكتور زيفاغو”)، أورسن وَلز
(“أجراس منتصف الليل”)، جوزف لوزاي (“مودستي بليز”) وأندريه فايدا
(“الرماد”).
* فيلم
السعفة: “رجل وامرأة” (كلود ليلوش- فرنسا)
ربما
الزمن الذي خرج فيه فيلم ليلوش ملائم لفيلم رومانسي أنوك إيمي وجان-لوي
ترتنيان يتعارفان ويتحدّثان ويدركان أنهما واقعان في الحب في النهاية.
ينتقل المخرج من الأبيض والأسود الى الألوان والعكس كما كانت هناك مناسبة “فلاشباك”.
ليس فقط أن الفيلم نال فيلم السعفة بل واصل نجاحه بالحصول على أوسكار أفضل
فيلم أجنبي أيضاً.
أوراق ناقد ... السيارة
11
يُشاهد
النقاد، والصحافيون الأفلام في عروض خاصّة بهم. معظم المدعوّين من
السينمائيين أنفسهم، لا علاقة لهم بتلك العروض ولا معظم النقاد يستطيعون
حضور العروض المخصّصة للحفلات الليلية- اي تلك التي يؤمّها الطرف الأول.
ولذلك لا نحضر حفل الافتتاح الرسمي للدورة ولا الحفلات السموكينغ الأخرى
التي تليها. لا نسير على البساط الأحمر ولا نحتار أين نوجّه رؤوسنا بينما
الكاميرات تلمع من حولنا. وبالتالي لا نصل بسيارات “الليموزين” بل نستخدم
السيارة “11” وهي سيّارة ذاتية الحركة.. تضع قدماً أمام أخرى فتتقدّم، تعيد
الحركة على نحو مستمر فتجد نفسك، بعد ربع ساعة من المشي المثابر، قد أصبحت
أمام قصر المهرجانات. لا تحاول الدخول فلا يزال عليك الانتظار لحين فتح
الأبواب.. تختلط بالناس وتندفع حالما يبدأ “الماراثون” محاولاً قفز السلم
العريض المؤلف من نحو ثلاثين درجة بخطوة واحدة. لكن مهلاً.... مهلاً
سيفحصونك للتأكد من أنك لم تدخل وفي نيّتك تفجير نفسك لأي سبب كان حتى ولو
لسبب سينمائي، مثل أن يكون الممثل أبلهاً او الفيلم يضرب على كل وتر خطأ او
أن الجالس خلفك يخبط الكرسي من الوراء كلّما تحرّك، أو أن المخرج أصرّ على
أن يكتب الموسيقا.
حفل
الافتتاح في “كان” هذه السنة كان لافتاً.
حسب شاهد
عيان، صعد الممثلون وتم النداء على أعضاء لجنة التحكيم فخرج كل منهم من
وراء الستارة وعلى شفتيه تلك الابتسامة العريضة التي قد تقول: “لا أعرف كيف
يثقون برأيي لكني سعيد على أي حال”. وبعد تقديم بالفرنسية وإعادة تقديم
بالإنجليزية وخطبة من هنا وأخرى من هناك مرّت نصف ساعة، حسب المتحدّث،
والآن سأتركه يقول الباقي بنفسه:
“حين
انتهى هذا الاستعراض خرج عمّال الى المسرح، وأخذوا ينزعون الديكور وينقلونه
والمفاجأة هي تقدّم عاملات وعمّال لتنظيف المسرح بالآلات. كل هذا أمام
المشاهدين المندهشين، إذ عوض أن يبدأ الفيلم كان علينا الآن أن ننتظر
انتهاء تنظيف المسرح. لقد كانت حفلة تقديم غير موفّقة”.
وهل سمعت
بالممثلة العربية التي وصلت لعرض فيلم بعنوان “مفيش غير كده؟”. الفيلم
معروض في السوق التجاري والحضور لم يزد، حسب رواية أولى عن أربعة وحسب
رواية ثانية عن ستّة وبينهم المتحدّث، مع أن عروض الأفلام التجارية ليست
رسمية. كل ما هو مطلوب إطفاء الأضواء وترك الفيلم يمر، الا أن الممثلة
المذكورة قررت الوقوف أمام المقاعد وتنظر الى هذا العدد الضئيل جداً من
الروّاد ثم تبدأ بطبع قبلاتها على كفّها وتوزيعها:
“كانت
تنظر في أرجاء الصالة، كما لو أنها مملوءة، لكننا كنا أربعة أشخاص” أكد
المتحدث الأول.
الخليج الإماراتية
في 25 مايو 2007
|