تعهد
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأحد بالإبقاء على دعم الدولة لصناعة
السينما الفرنسية وتعهد بالمحافظة على مفهوم البلاد التقليدي المتمثل في
«هويتها الثقافية الفريدة». وجاء في بيان تلته باسم ساركوزي في مهرجان كان
السينمائي وزيرة الثقافة المعينة حديثا كريستين ألبانيل «أنا فخور ببلدنا
الذي يجسد ويدافع عن هويته الثقافية الفريدة». وقال ساركوزي «يتعين على
فرنسا الدفاع عن هذه الآلية الرائعة للدعم المالي التي يجب ألا تفهم خطأ
على أنها مجرد معونة مالية بسيطة.
إنها تخلق
دائرة فعالة خارج شباك التذاكر مع ذهاب الأموال نحو الإبداع في حركة يؤمل
ان تكون دائمة». وعلى الرغم من التكهن على نطاق واسع بأنه سيحضر بنفسه
وبصورة رسمية مهرجان كان فإن ساركوزي لم يزر المهرجان أول من أمس الأحد لكن
بيان ألبانيل وضع الرئيس الجديد بقوة على نهج سياسات أسلافه. كما تعهد
الخطاب بالمحافظة على نهج فرنسا الصارم فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية
التي تمثل أولوية أساسية في بلد ذي باع كبير في صناعة السلع الفاخرة وهي
عرضة للتقليد غير المشروع فضلا عن الإنتاج السينمائي والموسيقي النابضة
بالحياة. وقال البيان «الثورة الرقمية فرصة رائعة استغلها المهرجان من خلال
فتح أبوابه لهذا النوع الجديد من التوزيع» لكنه حذر من أن التقنيات الجديدة
فتحت أيضاً الباب أمام «القرصنة على نطاق واسع». وجاء في البيان
أخيراً«سأكون يقظا في هذا المجال. على الجميع لعب دورهم في العمل على حماية
الحقوق. يمكنكم الاعتماد عليّ».
عرض
«المزامير»
في هذا
الوقت تابع مهرجان كان أعماله وعرض للمرة الأولى الأحد فيلم «المزامير» وهو
للمخرج الفرنسي المولد رافاييل نجاري ويدور حول عائلة تتعامل مع الضياع.
ولكن القصة التي تقع أحداثها في القدس بؤرة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
تدور حول كيفية مواجهة إحدى العائلات للعذاب الناجم عن اختفاء الأب المفاجئ
وهو ما يؤدي بشكل محتوم إلى رسم خطوط متوازية ومتماثلة للأحداث مع التوترات
التي تموج بها المدينة والمنطقة.
وبالتأكيد
فإن فيلم تيهيليم وهي كلمة عبرية تعني المزامير لا يشير مباشرة إلى الصراع
الذي يحيط بالمدينة، ويقبل نجاري بسهولة أن قصة فيلمه عن التأثير المزعج
على هذه العائلة يمكن أن ينظر إليها بسهولة بوصفها استعارة لتأثير أزمة
الشرق الأوسط على الحياة اليومية بالمنطقة. وقال عقب عرض الفيلم في كان إن
القدس مكان للكثير من الآلام والمعاناة.
كان هناك
الكثير لنعثر عليه عندما انتهى الفيلم»، وأضاف: «في النهاية إنه يعكس
الوضع» وأن هذا غالبا ما يتضمن قدرا لا بأس به من الرمزية. ولكنه يصر رغم
ذلك على أنه «لا يستطيع تقديم أجوبة عالمية. لم نكن أبدا نرغب في أن نقدم
وجهة نظر سياسية للعالم أو الأمة». ولكن بالنسبة للممثلة ليمور جولدشتاين
التي تلعب دور الأم التي انقلبت حياتها رأسا على عقب عندما اختفى زوجها بعد
حادث مروري صغير فإن من الصعب تجنب التوازي بين الإحساس بالضياع الذي تشعر
به الأسرة والمعاناة التي يعانيها الآخرون جراء الصراع.
وقالت
خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا عرض الفيلم: «الأمر الأكثر صعوبة هو عدم
المعرفة». هناك ثلاثة جنود لا نعرف ما إذا كانوا أحياء أم لا .الأمر متشابه
للغاية. في بعض الأحيان من الأفضل أن تعرف ما حدث». وتعتقد كل شخصية في
الفيلم الأم ألما وابناها أنها تعرف ما حدث للأب وفي كل مشهد في الفيلم
يثير تساؤلات حول ما يمكن أن يكون قد حدث. هل سئم من الحياة الأسرية
والشجار بين الابنين والتوتر بشأن الدين وقرر أن يستغل الحادث للهروب منهم.
أم هل حدث
شيء أكثر مأساوية؟ هل يمكن أن يكون قد اختطف؟. وتيهيليم هو خامس الأفلام
الروائية لنجاري وهو إنتاج فرنسي إسرائيلي مشترك وهو فيلم منخفض التكاليف
يستعين في بعض الحالات ممثلين غير محترفين ويلجأ الممثلون إلى الارتجال في
كثير من المشاهد. ويبدو نجاري تواقا من خلال الفيلم لسبر غور التوتر الذي
يحيط في العادة بالدين في إسرائيل بين أولئك الساعين لاعتناق نهج أكثر
تقليدية لليهودية وأولئك الراغبين في الخروج من الحياة الدينية.
وفي لحظة
معينة تطلب ألما من أهل زوجها الذين اجتمعوا خلال جلسة خاصة أن يغادروا حتى
تتمتع ببعض الفراغ الخاص. ولكن نجاري يصر على أن فيلمه لا يحاول الإجابة عن
أسئلة بشأن الدين أو حاجة بعض الأشخاص للصلاة. ويقول إن «إخراج فيلمي لا
يقوم على الهوية. إن ما يهم هو الإنسانية».
رويترز
و د.ب.ا
البيان الإماراتية
في 22 مايو 2007
|