فتتح مهرجان "كان" يوم الأربعاء دورته الستين بمجموعة متنوعة من الأفلام
وعدد كبير من نجوم الشاشة الفضية، بما يتناسب مع أكبر مهرجان سينمائي في
العالم. ويبدأ المهرجان الذي يعقد في منتجع "كان" المشهور بنخيله، والمطل
على الريفييرا الفرنسية، بفيلم جديد للمخرج الصيني وونج كار واي هو "ليالي
التوت" الناطق بالإنكليزية ومن بطولة المغنية نورا جونز، وذلك في ظهورها
الأول على الشاشة الفضية وجود لو. واشتهر المخرج الصيني لدى الجمهور الغربي
بفيلمه "مستعد للحب". ويطلق فيلم الإفتتاح مدة أحد عشر يومًا، تشهدهذه
الأيام نشاطًا محمومًا في العلاقات والإتفاقات والحفلات التي يشارك فيها
آلاف من صناع السينما الذين يزورون كان كل عام.
وفيلم
"ليالي التوت" هو واحد من 22 فيلمًا داخل المسابقة الرسمية، لكن هناك مئات
الأفلام الأخرى ستعرض في كان منها أفلام من إنتاج هوليوود عاصمة السينما
الأميركية،بحيث تجيء بنجوم أمثال أنجلينا جولي وبراد بيت وجورج كلوني
وليوناردو دي كابريو ومارتن سكورسيزي وشارون ستون، إلى الشاطئ الجنوبي
لفرنسا. واختار المنظمون ما لا يقل عن خمسة أفلام أميركية لتشارك في
المسابقة الرسمية على الرغم من أن اثنين منها عرضا تجاريًا في الولايات
المتحدة ولقيا استقبالاً فاترًا. ويعرض كوينتين تارنتينو الذي يعشقه رواد
كان لأسلوبه المثير فيلم "برهان الموت" الذي يحوي قصتين متتاليتين والذي
سقط في شباك التذاكر. كما يعرض ديفيد فينشر في المهرجان فيلمه "برج
الحظ"، بطولة جاك جيلينهال وروبرت داوني الابن، في فيلم مأخوذ عن قصة
حقيقية لسفاح. ويقول جاي ويسبيرج الناقد في مجلة فارياتي، إن هناك دائمًا
عدم توافق بين ما يعجب النقاد الأميركيين وما يعجب النقاد الأوروبيين. ومثل
تارنتينو فإن الإخوة كوين وجاس فان سانت هم مخرجون أميركيون، حازوا على
جائزة السعفة الذهبية من قبل، ويحلمون بإعادة هذا النجاح. لكن من المتوقع
أن يواجهوا منافسة ضارية من اثنين من المخرجين الروس الكبار هما أندريه
زفياجينتسيف الذي يعرض فيلم "النفي"، وألكسندر سوكوروف الذي يدور فيلمه "ألكسندرا"
في الشيشان.
وستعرض
أيضًا في مهرجان كان أفلام من إيران ورومانيا وأوكرانيا والنمسا والمكسيك
وتركيا واسرائيل.
ومثل كل
عام، فإن الأفلام المعروضة خارج المسابقة الرسمية تهدد بسرقة الأضواء مع
انطلاق العرض الأول للجزء الثالث من فيلم "عصابة أوشن الـ13" بطولة جورج
كلوني وبراد بيت، والدعاية التي تقوم بها انجلينا جولي لفيلم "القلب
الكبير" والمأخوذ عن قصة حياة الصحافي الاميركي دانيال بيرل الذي قتل في
باكستان. لكن لا تعرض في مهرجان كان هذا العام أفلام ضخمة الانتاج، على عكس
ما حدث في عام 2005، عندما أطلق الجزء الأخير من فيلم "حرب النجوم"، أو ما
حصل عام 2006، عندما بدأ عرض فيلم "شفرة دافينشي" الذي حقق أرباحًا بلغت
758 مليون دولار في شتى أنحاء العالم رغم النقد اللاذع الذي لقيه في كان.
وهناك
أيضًا عدد أقل من الافلام السياسية، على الرغم من وجود الفيلم الوثائقي (سيكو)
من اخراج مايكل مور الذي ينتقد فيه نظام الرعاية الصحية الأميركي، والمتوقع
أن يثير الجدل مثلما حدث مع فيلمه المناهض للرئيس الاميركي جورج بوش (فهرنهايت
9) الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية عام 2004.
ويأتي إلى كان أيضًا النجم المحبوب ليوناردو دي كابريو بفيلمه (في اللحظة
الاخيرة) (11th
Hour)
وهو فيلم وثائقي عن ارتفاع درجة حرارة الارض. وعلى الرغم من عدم
مشاركة أي
فيلم بريطاني في المسابقة الرسمية في هذا العام، إلا أن مجموعة من اكبر
الأفلام الموسيقية البريطانية ستضيء الشاسة الفضية. ويدور فيلم "التحكم"
حول حياة النجم السينمائي ايان كورتيس وموته المفاجئ، بينما يتناول فيلم
"المستقبل لم يكتب بعد" حياة مغني فرقة كلاش جو سترامر. (رويترز)
مسابقات أخرى
والدورة
الستون هذه لا تختلف عن سابقاتها، إذ لا تقتصر على المسابقة الرسمية فهي
تشمل أيضًا "نظرة ما" ومسابقات موازية أخرى (أسبوع المخرجين وأسبوع النقاد
الدولي)، مما يسمح بعكس صورة عالمية للسينما. ويعقد على هامش المهرجان سوق
الفيلم الذي يلتقي فيه خبراء هذا المجال. وفي كواليس هذا المهرجان سيؤمن
نحو ألف شرطي بمساعدة أكثر من مئة كاميرا لمراقبة أمن نحو 60 ألف محترف
و200 ألف زائر.
أما
الفنادق الفخمة المطلة على الكورنيش الشهير فهي تزخر بالحركة. وأشهر هذه
الفنادق مثل "ماجيستيك" و"مارتينيز" و"كارلتون"، تضاعف عدد العاملين فيها
خلال المهرجان. لكن هذا الأمر مبرر، إذ إن فندق "ماجيستيك" مثلاً يقدم
الطعام لنحو 25 ألف شخص خلال 12 يومًا، ويحقق خلالها 10% من رقم أعماله
السنوي.
والجميل
في الملصق الرسمي لهذا العام، إنه جاء تعبيرًا عن رغبة المشرفين على
المهرجان بالتوجه نحو المستقبل. وقد استطاع المصمم كريستوف رينار أن يستوحي
من معرض المصور الإيطالي اليكس ماغولي المخصص عن نجوم السينما العالمية،
فكرة رائعة تعبر عن القفزة نحو الأمام وعن الطاقة السينمائية ولذة مشاهدة
الأفلام، فعمل مونتاجًا لتسع شخصيات سينمائية على شكل باقة بشرية منفجرة
فرحا وضحكا، والنجوم التسعة هم: بنيلوب كروز، وونغ كارواي، جولييت بينوش،
جيرارد ديبارديو، بروس ويليس، صاموئيل جاكسون، جان كامبيون، سليمان زيسيه
والمخرج الأسباني بيدرو المودوفار.
وبهذه
المناسبة خصصت "إيلاف" فريقًا من الصحافيين والاخصائيين لمتابعة المهرجان
ساعة تلو الساعة وتغطيته بتقارير خبرية وتحليلية وحوارات مع مخرجين وممثلين
وممثلات... لكي يكون قراء إيلاف على علم بكل أخبار المهرجان وبنتائج كل
الجوائز التي ستمنح هذه السنة، حال إعلانها.
موقع "إيلاف"
في 16 مايو 2007
|