اليوم هو
يوم السينما اللبنانية في الدورة الستين لمهرجان
كان السينمائي الدولي· أمس وأمس الأول كان دور السينما الهندية، وغداً مخصص
للأفلام
البولونية، ويوم الاربعاء للدول الافريقية، والخميس للكولومبية والجمعة
للسلوفينية،
وذلك في العام الثالث على التوالي من تظاهرة كل سينمات العالم،
في محاولة لتنويع
مصادر الثقافات السينمائية من أنحاء العالم·
وأشارت
إدارة المهرجان الى أنها أرادت إظهار قوة هذا البلد الصغير، وإصرار
فنانيه على العمل في ظروف صعبة من تاريخ درامي·
هي أربعة
أفلام تقدم هذا النهار سبق وعرضت كلها على شاشاتنا المحلية، ولفَّت
العالم القريب والبعيد، مشاركة في مهرجانات وتظاهرات، وحظيت بتقدير وإحترام
نقدي
وجماهيري واسع:
1-
لما حكيت
مريم، لـ أسد فولادكار، مع قصة مؤثرة أسهم في لمعانها على الشاشة
برناديت حديب ومشاعر إمرأة شابة تهيمن عليها مشاعر الامومة المستحيلة،
وطلال الجردي
الزوج المتألم من دون أولاد والخاضع لضغط المجتمع إنطلاقاً من
والدته (رينيه ديك)،
مع صياغة مؤثرة جداً في النص والاخراج لفتت الانتباه بقوة الى
فولادكار عربياً وها
هو
يترجم ذلك من خلال اشتغاله منذ أشهر على مسلسل في القاهرة وتحضيره لأول
فيلم من
ضمن الصناعة المحلية المصرية·
-
الرجل
الأخير، لـ غسان سلهب، في انتاج فرنسي لبناني مع كارلوس شاهين في الدور
الرئيسي وهو أصلاً ممثل مسرحي في باريس منذ 21 عاماً، يقوم هنا بدور طبيب
مع الرداء
الأبيض يخبئ تحته رجلاً من مصاصي الدماء، في رمزية مثيرة كون
عالم الطب مأخوذ الى
كوكب ونطاق آخر من الاستقلالية، بالاشتراك مع باقة من الممثلين اللبنانيين
(كريستين
طعمة)·
-
فلافل، لـ
ميشال كمون جمع فيه عدداً كبيراً من الفنانين اللبنانيين معظمهم
كانوا ضيوف شرف دعماً لهذا المخرج، فإلى جانب إيلي متري الممثل المسرحي
هناك ملكة
جمال لبنان السابقة غبرييلا أبي راشد، عصام بوخالد، عمار شلق،
رفيق علي أحمد، روجيه
عساف،
وآخرون، حيث يرصد كمون ليلة كاملة في حياة شاب ما بين عمله ومحاولة عيش
حياته
مع
أصدقائه وحيثيات كل التناقضات في المجتمع اللبناني·
-
يوم آخر،
للمخرجين الزوجين خليل جريج وجوانا حاجي توما ودور قوي لـ جوليا قصار
أرملة مخطوف تخطى عمر اختفائه الـ 15 عاماً وإضطرارها مع نجلها الوحيد
لإعلان وفاته
في
الدوائر الرسمية، ومن ثم المشاعر المتناقضة التي تعتمل في داخله من جراء
كونه
بات يتيماً ولا يعرف كيف يتابع حياته بشكل مختلف، وفي ظروف
أقرب الى انعدام التوازن
خصوصاً في مجال العاطفة·
كان 60
يتواصل·
ودورة هذا
العام أعطت الكثير للبنان وسينماه، حيث يتضح أننا بحاجة لحركة
سينمائية نشيطة وسنجد العالم الى جانبنا·
اللواء اللبنانية
في 21 مايو 2007
سكر بنات ورجل ضائع يكشفان واقع النساء
الشرقيات
كان -صوفى
ماكريس:
يروى
الفيلمان اللبنانيان "سكر بنات" و"رجل ضائع" اللذان يعرضان ضمن تظاهرة
اسبوعى المخرجين فى مهرجان كان، واقع النساء الشرقيات بين نزعة التحرر
والقيود الاجتماعية.
ويتناول
فيلم "سكر بنات" للمخرجة الشابة نادين لبكى بطريقة طريفة ودرامية فى آن معا
حياة سيدات لبنانيات من أجيال ومن خلفيات اجتماعية مختلفة ويعملن فى صالون
تجميل يعكس واقع السيدات اللبنانيات فى مجتمع لا يزال متأثرا بالقيود
الاجتماعية.
وهذا
العمل الروائى الطويل الذى سيخوض المنافسة على جائزة الكاميرا الذهبية فى
كان هو الاول للبكى الآتية من عالم اخراج الفيديو- كليب حيث اشتهرت
باخراجها لكليبات نانسى عجرم وماجدة الرومى ويورى مرقدي، والتى لطالما قالت
ان طموحها هو الاعمال السينمائية.
وتقول
لبكي" حتى لو بدا لبنان بلدا منفتحا وعصريا، فان التمسك بالتقاليد لا يزال
قويا. ان نظرة الآخرين يحسب لها حساب وكذلك والشعور بالندم والذنب. النساء
يبحثن عن هويتهن. واردت ان اتكلم عن هذا النضال".
ووضعت
نادين لبكى سيناريو فيلمها بالتعاون مع كل من جهاد حجيلى ورودنى الحداد،
وهى تؤدى دورا تمثيليا فيه بعد ان سبق ان ظهرت فى دور بطولة فى فيلم "بوسطة"
لفيليب عرقتنجي.
ومن
شخصيات الفيلم ليال "30 عاما" شابة عازبة تقيم لدى والديها وهى عالقة فى
دوامة قصة حب مع رجل متزوج، وصديقتها نسرين التى تستعد للزواج بشاب مسلم
يجهل انها لم تعد عذراء، وريما التى تشعر بالارتباك حيال انجذابها لاحدى
الزبونات السمروات، وجمال الخائفة من فكرة الشيخوخة والتى تحتال للدفع الى
الاعتقاد بأنها لم تبلغ سن الياس.
وتضيف
لبكى "لسن نساء حزينات، انهن يحاولن التغلب على مصاعب حياتهن من خلال
السخرية. انا ارى انهن مناضلات".
لكن
النضال بالنسبة لنادين لبكى ليس موازيا للتمرد وتقول "ان شخصياتها يتأقلمن
مع الوضع ويحتلن عليه ويحاولن القيام بما يردنه بذكاء. فى هذه البلاد، لا
اظن ان التمرد هو دائما الحل".
وينعكس
هذا التحفظ على حركة الكاميرا التى لا تلتقط الا بعض النظرات واللمسات
بعيدا عن كل ما يمكن ان يصدم المشاهد.
اما فى
فيلم "رجل ضائع"، فلا تتردد المخرجة دانييل عربيد فى تصوير كل تفاصيل
مغامرات مصور صحافى فرنسى فى ليالى بيروت وعمان على خلفية قصة صداقة بين
رجلين.
وهذا
العمل الروائى الثانى لعربيد التى سبق ان اخرجت العديد من الافلام
الوثائقية والافلام القصيرة.
فالتمرد
هو بحث طويل الامد عن الذات بالنسبة لهذه المخرجة منذ رحيلها عن لبنان عن
عمر 17 سنة بسبب شعورها بانها سجينة فى بلدها.
ويعرض
الفيلم وهو من بطولة دارينا الجندى للحياة الليلية فى الشرق من خلال
مغامرات المصور توماس داغاتا "الممثل ملفين بوبو" التائه فى الملاهى
والحانات والنزل حيث يثمل الرجال وتختبرن النساء الجنس بدون محرمات.
وتصور
المخرجة احيانا مشاهد جنسية لا تكتفى فقط بالايحاء انما لا تغرق فى المقابل
فى الابتذال. وتقول عربيد انها لا تريد ان تشدد على خصوصية العالم العربي،
معتبرة ان الجنس بحد ذاته لا يختلف بين منطقة واخرى.
وكان فيلم
دانييل عربيد الاول "معارك حب شارك" فى مهرجان كان فى نفس التظاهرة قبل
ثلاث سنوات.
العرب أنلاين
في 21 مايو 2007
|