كتبوا في السينما

سينماتك

لجنة تحكيم «كان»..

أسماء كبيرة ومفاجآت محتملة

كان ـ عرفان الزهاوي

مهرجان كان الـ 60

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

أوركسترا استثنائية من ثمانية أعضاء، وقائد لا يقل استثنائية عنهم. أسماء تمثّل في مجملها تجربة الإبداع السينمائي والروائي العالمي المعاصر اختارتها إدارة مهرجان «كان» للحكم على الأفلام التي ستُعرض في المسابقة الرسمية للدورة الستين للمهرجان والتي انطلقت مساء الأربعاء الماضي بفيلم المخرج وونغ كار-واي من هونغ كونغ «ماي بلوباري نايتس» (أمسياتي العنابية)، وسيُختتم في السابع والعشرين من الشهر الجاري بفيلم الكندي دينيس آركاند «زمان الظلمة» المعروض ضمن البرنامج الرسمي، لكن خارج المسابقة.

يترأس لجنة التحكيم الدولية المخرج البريطاني ستيفن فريرز الذي أتحف جمهور السينما في العالم منذ شهر سبتمبر الماضي بفيلمه الجميل «الملكة»، وحقق للممثلة البريطانية هيلين ميرين جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة، وقبلها جائزة «كأس فولبي لأفضل ممثلة» في الدورة الأخيرة لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

أما أعضاء اللجنة الثمانية فهم يمثلّون نجوم السينما والأدب العالمي مثل الكاتب التركي الفائز بنوبل للآداب العام الماضي أورهان باموق والممثل والمخرج الفرنسي ميشيل بيكولي والمخرج الإيطالي ماركو بيلّوكيو والمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيسّاكو والمخرجة والممثلة البرتغالية ماريا دي ميدييروس والممثلة ماغي تشيونغ من هونغ كونغ والممثلة الأسترالية توني كولّيت والممثلة الكندية سارا بولّي.

وبقدر أهمية المحكّمين الثمانية ورئيسهم ستيفن فريرز، فإن منهاج المسابقة الرسمية الذي صاغه المدير الفني للمهرجان تييري فريمو لا يقل أهمية وإثارة لشتى التوقعات، سواء للتنوع الكبير الذي يمثله المخرجون الذين يعرضون أعمالهم في دورة هذه السنة، أو لتباين الأساليب التي أنجز بها هؤلاء المبدعون أعمالهم.

وعلى الرغم من التباين في التجربة السينمائية والإبداعية لدى غالبية أعضاء لجنة التحكيم، فإن المُعطى الأهم الذي يكاد يوحّد بينهم، هو أنهم إما أنجزوا أو ساهموا في أعمال تُعطي الأولوية للخيال ولقصص الناس الاعتياديين، وإذا كان المخرجون منهم مثل رئيس اللجنة ستيفن فريرز وماركو بيلّوكيو عُرفا بتفضيلهم لدور الممثل والأداء، فإن الممثلين منهم ميشيل بيكولي وماريا دي ميدييروس،

أكدا بأدائهما الرائع في أعمال كثيرة على أهمية دور الممثل في العمل السينمائي. يُضاف إلى ذلك فإن غالبية أعضاء لجنة التحكيم، كما هي الحال بالنسبة للمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيسّاكو والكاتب التركي أورهان باموق، يشتركون في تفضيل رواية واقع مجتمعاتهم انطلاقاً من قصص وحكايات يومية معاشة، تمتزج فيها السياسة بالتاريخ وبالرغبة في تغيير الأمور والنضال ضد المظالم.

لكن وبالرغم من الانسجام الكبير بين غالبية أعضاء اللجنة، فإن للشريط السينمائي ولساعة وظروف عرضه سحراً وقوة لا يقاومان بسهولة، ويفرضهما الشريط على المشاهد أياً كان تكوينه الثقافي والمهني والاجتماعي، وليس مستبعداً أن تأتي النتائج التي ستُعلن عنها اللجنة يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري عن مفاجآت مثيرة.

فلو نظرنا إلى الاختيارات على الورق، لوجدنا أن شريط «دليل الموت» للمخرج الأميركي المتميّز كوينتين تارانتينو، على سبيل المثال، سيواجه صعوبة بالغة في إقناع التيار الأوروبي في لجنة التحكيم، إلاّ أن تلك الصعوبة النظرية، لا تعني إطلاقاً عجز طاقة خلاقة مثل تارانتينو عن إثارة الاهتمام بعمله الجديد.

ويكفي أن نتذكّر المفاجأة التي وقعت قبل ثلاثة أعوام عندما منحت لجنة التحكيم الدولية التي ترأسها تارانتينو نفسه جائزة السعفة الذهبية إلى مواطنه مايكل مور عن شريطه «فهرنهايت 11 - 9» المناهض لسياسة الرئيس الأميركي جورج بوش (الإبن) ولسياسات والده ولمجمل تيار (النيوكون) المحافظ في الولايات المتحدة.

صحيح أن تلك اللجنة كانت تضم في صفوفها لبوءتان أوروبيتان عُرفتا بمواقفهما السياسية المناهضة لسياسات الرئيس الأميركي وهما البريطانية تيلدا سوينتن والفرنسية الحسناء إيمانويل بيار، وساهمتا بالتأكيد في شحذ التصويت لصالح مايكل مور، إلاّ أن الجائزة ما كانت لتُعطى إلى مور، لو لم يكن تارانتينو موافقاً عليها ومصوُتاً لصالحها.

وبصرف النظر عن الموقف لصالح أو ضد شريط مايكل مور، فقد جاءت السعفة الذهبية لشريطه «فهرنهايت 11-9» لتسجّل سابقة مهمة في تاريخ المهرجان، حيث مُنحت لشريط وثائقي. وعلى أية حال، فإن توليفة اللجنة الدولية وطابع المهرجان وأهمية هذه الدورة الستينية، تضع المخرجين المتنافسين على خط الانطلاق وتعطي كلاً منهم الحظوظ ذاتها في جولة غاية في القسوة.

البيان الإماراتية في 20 مايو 2007

 

سينماتك