من الواضح
أن بعض المشاهدين لا يزالون معجبين بالممثل الذي شّق طريقه كبطل رياضي من
الطبقة الشعبية عبر أفلام مبكرة مثل “كيكبوكسر” و”ليونهارت” و”مذكرة موت”
الخ ... بعد ذلك، تعبت أفلامه منه وتعب الجمهور منها، وانحدرت أعماله نوعاً
وايراداً الى الحضيض. ليس أنها كانت أعمالاً فنيّة جيّدة، لكن تلك التي
احتفت به حملت عناصر انتاجية كبيرة الى حد ما.
على أنها
لم تهبط الى الحضيض وحدها. فان دام عانى من الادمان على الكوكايين واحتجب
وعاد ثم احتجب وعاد وفي كل مرّة بنتيجة تجارية أضعف من سابقها.
الآن هو
في فيلم جديد يباشر عروضه في صالات الامارات بعنوان “حتى الموت” ويؤدي فيه
شخصية تحري مدمن هيرويين ومكروه من رفاقه لهذا السبب. في أحد الأيام يتم
نقله الى المستشفى على مشارف الموت وحين يفيق من “كوما” طويلة يقرر أن
الأوان آن للاستقامة مهما صَعبت.
ليس
هيّناً أن يمثّل ممثل جزءاً من مشكلته على الشاشة، ولم أشاهد الفيلم لكن
المرء يتمنّى أن يكون جهده فيه أفضل من جهوده في أفلامه الأخرى السابقة
طوال السنوات العشر الأخيرة. كل منا يستحق فرصة أخرى في نهاية المطاف. هذا
ثاني فيلم بين فان - كلود والمخرج سايمون فيلوز بعد “الثاني في القيادة” في
العام الماضي، وفيلوز أخرج “مباركة” كوميديا مع هيذر غراهام و”سبع ثوانٍ”
مع ويسلي سنايبس.
سجل
الأفلام
“مطعم
أليس” سيرة تدافع
عن الفوضى
للمخرج
آرثر بن العديد من الأفلام الرائعة، فيلم “مطعم أليس” ليس من بينها.
أفلام
آرثر بن من فيلمه الأول “ذو المسدس الأيسر” (1958) الى “رجل صغير كبير”
(1970) تعاملت مع المؤسسة من زاوية ناقدة ومع المجتمع الأمريكي من وجهة نظر
يسارية. بعد ذلك، حافظ المخرج على قدر من المعاداة لما هو مؤسسة او ادارة
او جهة حكومية، لكن أفلامه، مثل “حركات ليلية” (1975) و”ضفاف الميسوري”
(1976) وصولاً الى “في عز الشتاء” (1987) ارتاحت على نمط أراد توظيف القصة
في خدمة منحى قريب من النقد لكنه لا ينطلق منه أو بسببه.
“مطعم
أليس” ينتمي اذاً للنصف الأول من أعمال بن، وهو النصف الذي قدّره النقاد
أكثر من غيره، ولو أن أسلوب بن السردي العريض غير المحدد وسخريته التي
تحاذي الكاريكاتيرية يجعلان الفيلم أقل قدرة على ايصال رسالته بقوّة وتحد،
في أحيان تنقلب المشاهد التي يُراد بها نقد المؤسسة الى مواقف مطوّلة تختلط
فيها الأمور منجزة رسالة موازية انما ضد ما يتبناه الفيلم وليس معه.
أرلو غثري
عرف شهرة بين مغني البلوز الأبيض من شبيبة الهيبيز في أواخر الستينات،
ومواقفه في أغانيه كما في حياته العامة، كانت مناهضة لحرب فيتنام ومؤيدة
للقضايا الاجتماعية وناقدة لمؤسسة السلطة، وهو ابن وودي غثري، المغني الذي
صنع عنه المخرج المهم الآخر هال آشبي فيلمه الممتاز “آيل الى المجد”
(1976).
هنا يؤدي
أرلو نسخة من شخصيته (ما يعني أن البحث عن موهبة تمثيلية فيه أمر غير مجد)
في سلسلة من المشاهد التي تجمع مشاكل فردية متعددة في اطار واحد، أرلو يزور
والده المريض (قام به جوزف بولي) ثم نراه يدلف الى مطعم أليس (كوِن) الذي
كان كنيسة وأصبح الآن مأوى للشباب الهيبي يجتمع ويغني ويأكل ويرتاح من عناء
حياة مفعمة بالمتاعب الاجتماعية التي يهرب منها أو يأوي الى المكان بانتظار
المواجهة التالية بينه وبينها، يقبض البوليس على أرلو لرميه القمامة في
الشارع، والمشاهد المتفحّصة لهذه الجناية التي تؤدي بأرلو لتفادي دخول
الجيش على أساس أن لديه سوابق، ممطوطة الى حد بعيد كما لو كانت قضية بحد
ذاتها.
خرج “مطعم
أليس” في ذات العام الذي خرج فيه فيلم شبابي آخر هو “ايزي رايدر” لدنيس
هوبر الذي انتقد أيضاً مجتمعه بشدّة لكنه ترك تأثيراً أكبر لا في التيار
الشبابي الهيبي الواسع آنذاك فقط، بل أيضاً في هوليوود، اذ أنتجت بعده عدة
أفلام معظمها ممسوخ ومصطنع حول المسألة ذاتها.
حول
“سبايدر مان 3”
هل هناك
من لاحظ أن حكايات سبايدرمان وباتمان وسوبرمان وديردفيل تتلاقى أكثر مما
تختلف؟ باختصار:
* كل واحد
من هؤلاء الأبطال خسر أباه قتلاً (سواء أكان والده الحقيقي أو والده
بالتبنّي) باكراً في حياته.
* كل واحد
من هؤلاء لديه مشكلة مع نفسه انه يبحث عن هويّته الذاتية وليس معه خارطة.
* كل واحد
من هؤلاء يحب امرأة ولا يعرف ماذا يصنع بحبّه؟ سبايدرمان يريد أن يتزوّج.
سوبرمان يجدها تزوّجت. باتمان يُعاين الوضع منتظراً تطوّراً ما.
* كل واحد
من هؤلاء يعاني من أزمة الهويّة المزدوجة، او ما أسميها (مع الاحتفاظ
بالحقوق القانونية) “حالة دكتور جايكل ومستر هايد”. باتمان ينطلق برغبة
عاصفة للانتقام قبل أن يعرف كيف يتخلّص من تلك الرغبة ويستبدلها بطلب
العدالة. ديردفيل أصبح محامياً أعمى لكنه يرى أكثر من المبصرين حين يقارع
الأعداء. سوبرمان يضعف نصف الفيلم ثم يعود الى قوّته. أما سبايدرمان فيصبح
شريراً ثم يعود بطلاً.
الى كل ما
سبق ... جميعهم يطيرون (كان “سوبرمان” أول الطائرين بلا أجنحة لكنه حين عاد
في جزئه الأخير وجد الفضاء مزدحماً، كلهم يطيرون الآن)، وجميعهم يتلقّفون
ضحايا محتملين يقعون من الطوابق الشاهقة. لا أحد يقع من الطابق العاشر، بل
من الطابق المائة وما فوق وفي آخر لحظة، في كل مرّة، تصل اليد الحانية لهذا
البطل الخارق لتنقذ الجسد المتسارع الى الأرض قبل أن يتناثر.
“سبايدر
مان 3” فيلم جيّد، لكنه ليس ممتازاً وحالة “دكتور جايكل ومستر هايد” منتشرة
بين جميعه. هناك أكثر مما يجب من أشرار وأكثر مما يجب من شخصيات وكلها
مزدوجة. نحن لسنا أمام خمس شخصيات رئيسية بل عشر. باختصار أيضاً:
*
سبايدرمان (توبي مغواير) كما ذكرنا، ينتقل من الخير الى الشر ثم الى الخير.
* صديق
الطفولة هاري (جيمس فرانكو) ينتقل من الشر الى الخير الى الشر ثم الى الخير
مجدداً.
* حبيبة
القلب ماري (كرستن دانست) تحبّ سبايدر. تقرر الخروج من العلاقة ثم تقرر
العودة اليها.
* الشرير
فلينت بريء - لا بل مجرم - لا. هو بريء فعلاً، اتهم بجريمة لم يرتكبها.
يريد تحطيم سبايدرمان، لكنه في النهاية لا يفعل ذلك، وسبايدرمان يسامحه..
يسامحه على ماذا؟
* ثم
هناك، ولدرجة أقل ذلك المصوّر الصحافي ايدي روك (توفر غريس) الذي هو ليس
انساناً محبوباً من البداية لكنه يصبح لاحقاً أكثر شرّاً منهم جميعاً. الى
حد كبير هو الوحيد المفهومة خطوطه المنحدرة تلك.
زومبيز
الفيلم
الذي أثار اعجابي (ورعبي أيضاً) هو “بعد 28 أسبوعا”. الجزء التالي لفيلم
الزومبي الشهير “بعد 28 يوماً”. ذلك الفيلم الذي خرج سنة 2002 من اخراج
البريطاني داني بويل. الفيلم الجديد أفضل وهو من اخراج الإسباني جوان
كارلوس فرسناديللو. ومن أفضل ما في هذا الفيلم انه جاد في تخويفه وبعيد عن
الكليشيهات، اذ تقع أحداثه في المستقبل القريب. نجد لندن ( للمرة الثانية
بعد التحفة “أطفال الرجال” للمكسيكي ألفونسو كوارون ) بعدما داهمها الوباء
ثم انتشر بين من تبقّى من الأصحاء، وخلال العرض كل ما تتوقّعه يحدث ضدّه
وهذه علامة من أهم علامات الفيلم الجيّد.
م.ر.
merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية
في 19 مايو 2007
|