في حفل
افتتاح خاص بتظاهرة "نظرة ما" عرض فيلم (رحلة البالون الأحمر) من إخراج
التايواني هو سياو سيين. وحظي الفيلم باحتفاء كبير ومميز إذ سار مخرجه
وأبطاله على البساط الأحمر الرئيسي باتجاه قاعة العرض الموازية، كما حدث من
قبل مع يوسف شاهين حين عرض فيلم "اسكندرية نيويورك". ولم يكن هذا الاحتفاء
استثنائيا لأنه يخص أحد أكبر المخرجين الصينيين فحسب ـ سبق له الفوز بجائزة
التحكيم الخاصة وهي الأقرب إلى السعفة الذهبية عام 1993 عن فيلم "سيد الدمى
ـ بل يعود هذا الاحتفاء المميز أيضا إلى أن الفيلم من إنتاج فرنسي، موله
متحف أورسي الباريسي الذي يعرض الفن الانطباعي في المقام الأول. كذلك فإن
النجمة الفرنسية القديرة جولييت بينوش والحائزة على أوسكار أفضل ممثلة
مساعدة عن فيلم "المريض الانجليزي" هي التي تقوم ببطولته.
و هو
هسياو هسيين من المعتادين على مهرجان كان السينمائي فهو يشارك فيه للمرة
السابعة. وقد نال عددا من الجوائز العالمية منها جائزة الأسد الذهبي
لمهرجان البندقية 1989 عن فيلم "مدينة الآلام" وجائزة النقد الدولية في
مهرجان برلين عام 1985 عن فيلم "وقت للحياة وقت للموت".
وعلى
الرغم من جنسية المخرج التايوانية وعدم معرفته باللغة الفرنسية، فإنه ينقل
المتفرج إلى أجواء باريسية جدا تتنقل فيها شخصيات الفيلم المستوحى من فيلم
قصير عرض عام 1956 ونال السعفة الذهبية عنه المخرج البير لاموريس. يروي
الفيلم حكاية أم شابة "سوزان" يتوزع وقتها بين عملها في مسرح للدمى ودروسها
الجامعية وطفلها الذي تربيه وحيدة، في خضم انشغالها لا تجد وقتا لابنها
الحالم "سيمون" 7 سنوات، فتلجأ إلى صبية تايوانية "سونغ" لتساعدها على
الاعتناء بطفلها أثناء انشغالها. يقضي الطفل وقتا طويلا مع مربيته الحالمة
أيضا والتي تدرس السينما، يسحبها معه عبر طرقات ومقاهي الحي الباريسي الذي
يعيش فيه، يرافقه طوال الوقت صديق غريب من نوعه هو عبارة عن بالون أحمر
يحلق فوق أسطحة بيوت باريس وليس بوسع أحد سوى سيمون رؤيته.
وبين عمل
الأم ووحدة الصبي وتحليق البالون الأحمر تتالى الأحداث بعفوية، دون حبكة
درامية وكأن سوزان وحياتها حالة ارتجالية فوضوية، ترسم بارتجاليتها كما
بعفوية الفيلم صور مشاهد بريئة لحياة عادية.. مشاهد لفضاءات وانشغالات
باريس اليومية. فالفيلم يكاد يكون من دون سيناريو، صحيح أنه يصور بصنعة
مخرج معلم وموهوب، لكن الصمت والعمق الذي عهدناه في أفلامه الصينية غاب عن
تجربته الفرنسية التي تتوقف بأناقة أمام بعض أنماط الحياة الفرنسية أو
الباريسية جدا بالأحرى.
ما نراه
في تجربة هسيين الفرنسية هو أقل إقناعا وجاذبية من تجاربه الصينية، ولولا
الثقل الذي يتمتع به المخرج لما استحق هذا الفيلم الاهتمام الذي اولى له
ولما كان مبررا اختياره لافتتاح تظاهرة كان الموازية، كما أن مستواه لا
يبرر مشاركة ممثلة قديرة وموهوبة بوزن جولييت بينوش فيه.
يشار إلى
أن تظاهرة "نظرة ما" بدأت عام 1987 ويتم سنويا اختيار عشرين عملا ضمن
فعالياتها تعد جزءا أساسيا من التظاهرة لكن لا تدخل المنافسة على السعفة
الذهبية.
الفيلم
الفرنسي "أغاني
الحب"
كوميديا موسيقية عن الحب
وعرض ضمن
المسابقة الرسمية الفيلم الفرنسي "أغاني الحب" وهو كوميديا موسيقية تشمل
14 أغنية تدخل في نسيج الفيلم ولا تبدو محشورة قسرا. يتحدث الفيلم عن مراحل
الحب الأربعة : اللقاء، الثنائي العاشق، الانفصال واللقاء من جديد. لكن
الأحداث لا تجري وفق تسلسل المراحل الأربعة والثنائي هو ثلاثة هنا
والانفصال لا عودة عنه واللقاء مجدد لا يصالح الأطراف، لأن الموتى لا
يمكنهم الغفران. أما الأغاني فهي هيكل الفيلم الذي تدور حوله الحكاية بكل
ما تحتويه من مشاعر. باريس المدينة لكن الليلية حاضرة أيضا في هذا الفيلم.
تراجيديا عائلية في فيلم روسي
ويعرض
مساء ضمن المسابقة الرسمية، الفيلم الروسي
izgnanie وترجمته النفي أو الإقصاء للمخرج اندريه زفياجنتسيف.
ويتناول الفيلم التغيرات التي طرأت على عائلة مكونة من أب وزوجته وولديهما
(بنت وصبي). العائلة التي كانت تعيش في مدينة صناعية ، تقرر الانتقال إلى
الريف والاستقرار في منزل قديم يملكه الجد حيث عاش الوالد طفولته.
في هذا
الفيلم المستوحى من رواية للكاتب الأميركي الأرمني ويليم سارويان، لا تبدو
المدينة كمكان للشر كما جرت العادة، بل كالمكان الذي يشيع البهجة داخل
العلاقات الأسرية وتخلق حتى وهما بالسعادة والحب. أما المكان الجديد الساحر
والقاسي فسيشهد الاعترافات الأليمة. وتعترف فيرا (الزوجة) لزوجها بأنها
حامل من رجل آخر، اعتراف صاعق يكون بداية تراجيديا عائلية يتحمل الابن فيها
قسوة الأب وعذاب ضميره وسط صمت وغموض. يشار إلى أن المخرج حصل عام 2003 على
جائزة الدب الذهبي في مهرجان فينسيا عن فيلم "العودة".
فريق
لتغطية مهرجان كان
بمناسبة
الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي الدولي، خصصت "إيلاف" فريقًا من
الصحافيين والاخصائيين يقوده الزميل قصي صالح الدرويش. والزميل الدرويش
كاتب سياسي مميز اضافة الى خبرته النقديه الطويله فى مجال السينما والفن
ويساعده الزميلان احمد نجيم ومسئول قسم السينما في إيلاف محمد موسى في
متابعة المهرجان ساعة تلو الساعة وتغطيته بتقارير خبرية وتحليلية وحوارات
مع مخرجين وممثلين وممثلات... لكي يكون قراء إيلاف على علم بكل أخبار
المهرجان
وبنتائج كل الجوائز التي ستمنح هذه السنة، حال إعلانها.
ازاحة الستار عن مهرجان كان في دورته
الستين
قصي صالح الدرويش:
ليالي
التوتية يفتتح المسابقة الرسمية
زودياك يعرض في مهرجان كان هذا
المساء
مهرجان كان.. 60 عاما من الإبداع
إحتفاء مميز بـ رحلة البالون الأحمر
موقع "إيلاف"
في 18 مايو 2007
|