يفتتح
اليوم مهرجان كان السينمائي الدولي الذي يعتبر الأكبر والأهم من نوعه
في العالم والأعرق بعد مهرجان فينسيا.
دورة
كان 2007 التي تعلن جوائزها 27 مايو الحالي غير عادية لأنها الدورة رقم
60. وبهذه المناسبة يجتمع فيها حشد غير مسبوق من كبار نجوم ومخرجي
السينما من مختلف الدول. وخاصة من أمريكا وأوروبا وآسيا مع غياب كلي
للسينما المصرية. بل وأفريقيا كلها. وتقتصر المشاركة العربية علي 11
فيلماً لبنانياً تعرض في البرامج الموازية التي تقام أثناء المهرجان.
غياب
السينما المصرية الكامل علي هذا النحو غير مبرر. وليس هناك أي تقصير من
جانب المهرجان. ولكن من جانب الأجهزة السينمائية في مصر سواء الحكومية
أم غير الحكومية. فإذا لم يكن لدينا الفيلم الطويل الذي يشترك في
المسابقة أو خارج المسابقة. فلدينا افلام قصيرة كان يمكن أن تشارك في
مسابقة الأفلام القصيرة أو مسابقة أفلام الطلبة. وحتي إذا لم يكن لدينا
أفلام قصيرة. فمن الممكن أن نشترك في سوق الفيلم الدولي مثل الكثير من
صناعات السينما التي ليس لها أفلام في برامج المهرجان. ولكنها تشترك في
السوق حتي يكون لها مكان علي خريطة السينما في العالم.
ظل
صندوق التنمية الثقافية يشارك في السوق لسنوات طويلة. ومن قبله صندوق
دعم السينما. ثم توقف الصندوق الثاني كلما توقف الأول من قبله. ولم يعد
للسينما المصرية وجود إلا في المهرجانات الصغيرة.
ملصق
المهرجان
اليوم
تبدأ ادارة مهرجان كان حصد ثمار عمل جدي استمر عامين للاحتفال بالدورة
الستين. فمثل أي مؤسسة جديرة بهذه الصفة. بدأ الاعداد لهذه الدورة
التاريخية قبل عامين. وربما أكثر. وحتي ملصق الدورة.. ففي العام الماضي
قام المصور الفوتوغرافي أليكس ماجولي بتصوير كبار صناع السينما من ضيوف
المهرجان وهم يقومون بحركات راقصة تعبر عن الحيوية والتفاؤل والفرحة.
واختار مصمم الملصق كريستوف رينار تسع شخصيات صنع منهم تصميم الملصق.
الشخصيات التسعپمن المخرجين والنجوم يمثلون كل قارات وثقافات العالم:
من فرنسا جيرار ديبارديو وجولييت بينوش ومن أسبانيا بيدرو آلمودوفار
وبينلوب كروز ومن أمريكا صامويل ل. جاكسون وبروس ويلز. ومن استراليا
جين كامبيون ومن أفريقيا سليمان سيسي. ومن آسيا وونج كار واي.
لجان
التحكيم
بنفس
الرؤية الفكرية التي تؤكد دولية المهرجان وانفتاحه علي كل الثقافات تم
تشكيل لجان التحكيم الثلاث.. تكونت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة
برئاسة فنان السينما البريطاني ستيفن فيرارس. وعضوية أربعة نساء وأربعة
رجال. وهم الممثلة الصينية ماجي شوينج والاسترالية توني كوليني
والبرتغالية ماريا دي ميديروس والكندية سارة بولي. وفنان السينما
الايطالي ماركو بيلوكيو. والممثل والمخرج الفرنسي ميشيل بيكولي.
والمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو. والكاتب الروائي التركي أورهان
باموك الفائز بجائزة نوبل للآداب العام الماضي. وهي بذلك تجمع شخصيات
من كل الأديان والعقائد والثقافات والقارات.
القصيرة والطلبة
تكونت
لجنة تحكيم مسابقتي الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة برئاسة المخرج
الصيني جيا زانج كي الفائز بالأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا العام
الماضي. وعضوية امرأتين ورجلين وهم الممثلة والمخرجة الإيرانية نيكي
كاريمي. ومصممة الأزياء الأمريكية ديبورا نادولمان. ومن فرنسا الكاتب
جان ماري لي سيلزيو والمخرج دومينيك مول.
ولعلنا نتعلم من مهرجان كان. وهو المثل الأعلي للمهرجانات الفصل بين
الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة. فالجمع بينهما في مسابقة واحدة كما
يحدث في مصر ودول عربية أخري خطأ علمي فادح. لأنه لا يمكن المساواة بين
فيلم يعبر عنه مبدعه. وآخر يتم تحت اشراف أساتذة من أجل النجاح في
الامتحان. وهذا بالطبع لا يقلل من قيمة أفلام الطلبة. وانما يضعها في
اطارها الصحيح.
هناك
لجنة تحكيم ثالثة لجائزة واحدة هي "الكاميرا الذهبية" لأحسن مخرج في
فيلمه الطويل الأول ويرأس فنان السينما الروسي بافل لونجيني وعضوية
مدير التصوير السويسري ريناتو بيرتا. ومن فرنسا المخرجة جولي بيرتو
شيللي والممثلة كلوديا كواريو. ولا أحد يدري لماذا لم تتشكل من عدد
فردي حتي لا يكون لرئيس اللجنة صوتين عند الاختلاف. وجائزة الفيلم
الأول كانت من بين جوائز مسابقة الأفلام الطويلة. ثم انفصلت بلجنة
أخري. وأصبحت تشمل الأفلام الأولي في البرنامج الموازي من برامج
المهرجان "نظرة خاصة". وكذلك البرنامجين الموازيين اللذين يقامان أثناء
المهرجان. ولا تختار أفلامهما ادارة المهرجان "برنامج نقابة نقاد
السينما وبرنامج نقابة مخرجي السينما".
جوائز
أكثر
في
السنوات الأخيرة أصبحت هناك جوائز خاصة للبرامج الثلاثة الموازية داخل
وخارج المهرجان ولكل منها لجان تحكيم خاصة. وهو أمر يجعل عدد الجوائز
أكثر من اللازم. وتدرك إدارة المهرجان ذلك. ولهذا تعلن علي مسرح الختام
جوائز مسابقتي الأفلام الطويلة والقصيرة فقط بالاضافة إلي الكاميرا
الذهبية وجائزة اللجنة الفرنسية العليا للحرفية السينمائية. وحتي جوائز
مسابقة أفلام الطلبة لا تسلم علي مسرح الختام. وإن كانت تذكر ضمن
الإعلان الرسمي المطبوع عن الجوائز.
الجمهورية المصرية
في 16 مايو 2007