مابين مشهد هجوم عدد من السلفيين علي مسرحيين تونسيين, وتكسير
معداتهم وأدواتهم أثناء الاحتفال باليوم العالمي للمسرح, مؤخرا وتظاهر
المسرحيون والمثقفون التونسيون ضد ما حدث.
ومشهد هجوم السلفيين واشتباكهم مع هيئة الدفاع عن النجم عادل إمام
بمحكمة6 أكتوبر بالهرم والتي تأجل الحكم فيها وهي القضية المرفوعة ضده من
قبلهم حيث اتهموه بازدراء الأديان, تساؤلات كثيرة أصبح من الضروري طرحها
تتعلق بمستقبل الفن, والطريقة التي قد يتعامل بها الإسلاميون المتشددون مع
الفن والثقافة وذلك علي الرغم من التأكيد الدائم لبعض كوادرهم ومتحدثين
باسمهم علي أهمية الفن واحترامهم له ولدوره في النهوض بالمجتمع وذلك كما
جاء مثلا في البرنامج الخاص للشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل المرشح للرئاسة
والذي عندما قال أن صناعة السينما يجب أن تنمو وتستمر.
الكثير من المبدعين المصريين ذهبوا الي أن ما حدث في تونس مرشح بقوة
للتكرار في مصر, ويبدو أن التجمع السلفي الذي شهدته جلسة محاكمة الزعيم هو
خير دليل علي أن القادم قد يكون أسوأ في الفترة المقبلة إذ لم ينتفض
المبدعون ضد تلك الظواهر, ويطالبوا أيضا بوجودهم في اللجنة التأسيسية
للدستور, خصوصا في ظل الصعود الديني في المنطقة العربية, وإذا أصرت هذه
النماذج الإسلامية المتشددة علي الوقوف في وجه الإبداع, والذين باتوا
يصفونه بأنه رجس من عمل الشيطان.
الكاتب والمبدع بشير الديك يرجع هذا المد الإسلامي إلي الإدارة
الفاشلة منذ الحرب العالمية الثانية والتي لم تستطع أن تصنع نهضة حقيقية في
المنطقة إلا في فترة عبد الناصر ولكنها سرعان ما انتكست تلك النهضة علي يد
السادات.
وشدد الديك علي أن المنطقة العربية لن تتطور إلا بتطور رؤيتنا
للإسلام, وللأسف ما يحدث يعيد للأذهان ما كانت تقوم به الجماعات الإسلامية
في السبعينيات, والثمانينيات حيث كانوا يفضون التظاهرات والأنشطة الفنية
بالقوة ووصل بهم إلي منع إقامتها في بعض الجامعات المصرية.
وأكد المبدع داود عبدالسيد أن ما نشهده حاليا لا يبشر بالخير فهؤلاء
المتأسلمين
من بينهم تيارات شديدة التخلف, يقفون بكل قوة ضد الإبداع, وكلمة الإبداع
تعني يعني ببساطة إننا نعمل شيئا مختلف وجديد وهم ضد الجديد والمختلف, ومن
هذا المنطلق فان حرية الإبداع وحرية الفكر والرأي ستعاني, وأضاف داود أن ما
يحدث الآن يحمل خطورة أكثر مما كنا نشهده في السبعينات والثمانينات, وأسوأ
بكثير لأن وقتها كان النظام السياسي هو الذي يستخدمهم, ولكن حاليا أصبحوا
هم أصحاب اليد العليا والمتحكمون في الحكومة والبرلمان, ولا أعرف اذا كانت
قياداتهم تحمل قدرا من التعقل الحقيقي, أم أن ما يقومون به الان لا يخرج عن
كونه حملات علاقات عامة..ولذلك لا أستطيع الرهان عليهم.
وشدد عبد السيد علي ضرورة تشكيل جبهة واسعة للحريات الشخصية
والإبداعية تضم المستنيرين من كل التيارات بما فيها التيارات الإسلامية,
وعلي هؤلاء المستنيرين أن يشكلوا مظلة حماية حقيقة, لان ما يحدث لا يبشر
بالخير ويقول أن القادم أسوأ.
اليوم السابع المصرية في
14/04/2012
لا عزاء فى سينما ولا قضاء
حنان شومان
ذهبت إلى الدوحة مشاركة فى مهرجانها للأفلام التسجيلية، وظننت خطأ
أنها ستكون استراحة محارب فى أحضان فن لا يكذب ولا يتجمل، فالسينما
الوثائقية لمن لا يعرفها أو يقدر قيمتها- إن كانت جيدة الصنع- أقوى من كل
فنون الدنيا، وهى أكثر تعبيراً من كل كلمات البشر وصحف العالم، وجميع برامج
المحطات الفضائية والأرضية.
السينما التسجيلية أفلام تحكى بالصوت والصورة حقائق لا تقبل التشكيك،
وشهادات حق عن أحداث ما كان للناس معرفتها إلا من خلالها. ورغم ذلك وربما
لهذا السبب فالسينما التسجيلية سينما يتيمة، لا تجد لها أبا أو أما، مقارنة
بالسينما الروائية التى تكذب كثيراً وتتجمل دائماً. فربما يعرف كل حكام
الأرض قوة تأثير هذه السينما إذا انتشرت، ولهذا لا يلقى لها الإعلام الموجه
بالاً، قصداً أو جهلاً.
المهم، لقد سافرت متصورة أننى سأهرب من مشاكل مصر لأحضان سينما تنسينى
هموم بلادى ولو قليلاً، فإذ بى أقع فريسة لهموم كل بلاد الدنيا شرقها
وغربها، شمالها وجنوبها، شاهدت أفلاما تفطر القلب عن فظائع الحرب الأمريكية
فى العراق، وأخرى عن هؤلاء المرابطين فى الأرض المحتلة وكيف يواجهون العدو،
وفيلما آخر باسم السرقة من الفقراء يصور كيف تسرق أوروبا الأسماك من شواطئ
أفريقيا الفقيرة، وتحرم أهلها من خيراتها، شاهدت هموم وأحزان الفقراء فى
أمريكا الجنوبية، وحتى أوروبا القارة التى تبدو بيضاء غنية مستقرة،
ففقراؤها يعيشون عيشة أكثر ضنكاً من عيشة سكان العشوائيات فى مصر.وخلاصة
الأمر أننى هربت من مشاكل بلادى لأرتمى فى أحضان مشاكل الدنيا، وكأن لسان
حال القدر يقول لى لا مهرب ولا سفر كفيل بأن يريحك من ظلم الإنسان للإنسان.
وها أنا عدت لأجد عناوين الأخبار تشمل عشرات الأحداث، ولا شىء فيها
يسر القلب أو يحيى أملا أو ينبئ بتغيير فى بلد ثار ومازال.
كل رموز الزمن البائد مازالوا يتصدرون المشهد، كل رموز الإسلام
السياسى مازالوا يقتنصون الفرصة تلو الأخرى لسرقة بلد بمن فيه طمعاً فى
دنيا لا دين، كل رموز الحكم مازالوا ودنا من طين وأخرى من عجين، والقضاء
الذى نقول بين الحين والآخر إنه الحصن الحصين صار مطية للأهواء، ولأحكام
عجيبة لا تتفق مع قانون أو منطق، سواء فى براءة أو إدانة.
الأخبار تعلن أن المحكمة أيدت حكم الحبس لعادل إمام ثلاثة أشهر بسبب
أفلام قدمها منذ أكثر من عشرين عاما كانت تهاجم الإرهاب المتمثل فى لحية
وجلباب، فاعتبروها تزدرى الدين، ولن أتحدث هنا عن منطق حرية الإبداع
والتعبير، ولكننى أتساءل عن أشياء منطقية ما ناقشها أحد ولا طرحها تساؤل.
عادل إمام إن كانت هناك تهمة توجه لأفلامه، فهو آخر المتهمين لأنه ليس هو
الكاتب ولا المخرج، أصحاب الفكرالأصيل فى هذه الأفلام، بل هو مجرد وسيلة
نقل، فهل يجوز مثلاً اتهام جهاز التليفون بالإباحة لأن عن طريقه أتتنا
مكالمة فيها قلة أدب؟! عادل إمام فى أفلامه مثل غيره من الممثلين، ناقل
للكفر أو الإيمان أو القبح أو الجمال، وناقل الكفر لو فعل ليس بكافر،
فلماذا يصدر حكم بحبسه؟!
وما سبق ينقلنا بالتبعية للسؤال التالى: فإذا كان الأمر كذلك، لماذا
وجّه ذلك المحامى سهامه للناقل وليس للفاعل الأصلى؟ وأظن أن الإجابة لا
تتحمل إلا جوابا واحدا، لأن عادل هو الأشهر، فهو بالنسبة لمتهميه الفرصة
للضوء والفرصة للتخويف الأكبر.
وبالتبعية أيضاً، لابد أن نطرح سؤالا حول الجلباب واللحية التى
اعتبروها مقدسة وجزءا أصيلا من الدين، وبالتالى فأى تهكم منها أو من
أصحابها يعد تعدياً على الدين ذاته، وفى ذلك أقول: الرسول عليه الصلاة
والسلام كان صاحب لحية ويرتدى جلبابا، ولكن أبو لهب أيضاً، رأس الكفر فى
مكة والتاريخ، كان صاحب لحية ويرتدى جلبابا، فلا أحد يستطيع أن يعطى اللحية
والجلباب قداسة، لأنه بذلك يمنح أبا لهب، رأس الكفر، قداسة.
وأخيراً وليس آخراً، أفلام عادل إمام تسخر وتفضح رؤوس الإرهاب وأصحابه
الذين يتلفحون بالدين، ومن العجب أن يخرج أحد ليدينه إلا لو أن واحدا منهم
هاله أن يرى صورته فى مرآة واضحة جلية فكرهها ولم يرد مواجهتها، لذا قرر أن
يكسر المرآة بحكم قضائى.
ويظل السؤال: أى قضاء هذا الذى يحكم على الناقل، ويرى الدين فى اللحية
والجلباب، ويدافع عن إرهاب وقتل باسم الدين الحنيف؟.. ولا عزاء لسينما تكذب
أحياناً وتتجمل أو لا تفعل، وقضاء كذلك!
اليوم السابع المصرية في
27/04/2012
في زمن "علي واحدة ونص".. الإبداع للخلف در!
كتبت- حنان أبوالضياء
في زمن أصبح فيه الصوت العالي شجاعة، والسخافة والخروج عن حدود الأدب
بطولة واللعب بمقدرات الشعوب نضال فلا عجب أن يصبح الإبداع سجين الأفكار
المتزمتة وقتيلا بأيدي مدعي البطولة والباحثين عن الشهرة وتسليط الأضواء.
والحكاية ليست حكما قضائيا من المتعارف عليه عدم الاعتراض عليه
احتراما لقدسية القضاء ولكن الأمر تعدي ذلك الي حد أصبح فيه الخلط بين
الحابل والنابل أمرا مستساغا للجميع، وعدم تقدير الوقت في طرح موضوعات
ملغمة بالأفكار الهدامة تصرف طبيعي يقدم عليه الكثيرون بلا تقدير للوقت
الذي تمر فيه مصر الآن.
فمن المستحيل طرح قضايا حرية الإبداع الآن في ظل حالة اللا قانون التي
يعيشها الوطن في زمن ترفع فيه التيارات الدينية الأفكار علي أسنة الرماح
ويصبح فيه التعقب عنوانا لكل فكرة ومضادا لأي رأي، لذلك لم يكن عجيبا.
في الشهور الماضية عندما هاجم طلاب التيارات السلفية داخل الجامعات
أبطال مسلسل «ذات» بطولة نيللي كريم بادعاء أن أبطال العمل يرتدون ملابس
مخلة بالآداب رغم أن الممثلين كانوا يلبسون ملابس فترة السبعينيات التي
تدور فيها أحداث المسلسل، ومن المنطقي أن تكون ملابسهم علي هذا النمط الذي
كان موجودا في تلك الفترة الزمنية وإلا أصبحت الأزياء غير محاكية للأحداث
في تلك الفترة وللأسف أن هذا التصرف الي جانب ما حدث مع عادل إمام كان
بمثابة أمر للإبداع بالعودة للخلف در الي زمن سحيق لا يعترف بحرية الإبداع
الذي عاشت أزهي عصوره في ظل الاحتلال وما بعد ثورة يوليو 1952، وبدأ يعاني
من حالة الاختناق مع قدوم التيارات المتشددة وللأسف أن ما بعد ثورة 25
يناير وما نعيشه الآن من فوضي كان مناخا جاذبا لتلك التيارات لتعيث في
الإبداع فسادا.
والغريب أن دستور 54 كان ينص علي أن حرية العقيدة مطلقة فما بالك
بحرية الإبداع التي يجب ألا يقف أمامها إلا ضمير المبدع نفسه، فهناك
بديهيات وثوابت وأعراف اجتماعية لا يخرج عنها أي مبدع يحترم نفسه وذاته
ويؤمن بأن الدين ليس قيدا للفكر والثقافة والإبداع، وأن الثقافة تحرير
للإنسان من سلطة الجهل ولكنه مع ذلك لا يقع في براثن الفن الهابط المدعوم
بمشاهد المخدرات والجنس من أجل الجنس ولا يهدر الطاقات الإبداعية في مخاطبة
الغرائز واللعب علي أوتار تحفيز الشهوات.. لذلك فإن السؤال: لماذا لم تقم
الدنيا وتقعد أمام أعمال مسفة علي شاكلة أغاني الكليبات العارية والأفلام
التجارية أمثال «شارع الهرم» و«علي وحدة ونص» هل لأنها أفلام يقوم بها
أشخاص رفضوا من المجتمع.
وهل تم تسليط الأضواء علي أعمال عادل إمام ووحيد حامد ولينين الرملي
كوسيلة لشد الانتباه وإصابة هدف في مرمي الأضواء والشهرة، إننا للأسف نخطو
تجاه الهاوية لنسقط في براثن التشدد الذي لن يكون من التيار الإسلامي فقط
ولكن من المسيحي أيضا وليس الأمس ببعيد عندما رفض المجمع المقدس في الكنيسة
الأرثوذكسية عرض الفيلم الأسباني «أجورا» لاتهامه متشددين مسيحيين في القرن
الرابع الميلادي بقتل الفيلسوفة المصرية الشهيرة «هيباتيا» بعد محاضرة عن
الجاذبية الأرضية، والجميع يعرف أيضا هذا الهجوم العنيف تجاه رائعة يوسف
زيدان «عزازيل» التي اقتربت من تلك المنطقة أيضا.
إننا للأسف مقدمون علي حالة من الهراء و التشدد سيدفع فيها الوطن ثمنا
غاليا لأنه لا تقدم بدون إبداع يتم اغتياله وقتله بنضال التشدد والتزمت
وادعاءات ازدراء الأديان.. والقادم أسوأ.
الوفد المصرية في
27/04/2012
الفنانون يحتفلون ببراءة عادل إمام
كتب: احمد حمدي
جاء قرار محكمة جنح العجوزة برفض الدعويين المقدمتين ضد الفنان عادل
امام بردود أفعال واسعة أمام محكمة شمال الجيزة ، حيث خرج العشرات من
الفناين من بينهم الفنان اشرف عبد الغفور وجلال الشرقاوي وخالد يوسف وماجد
المصري ، مرددين هتافات "حرية ..يحيا العدل ..الفنانين اهم
".
ومن جانبه أعرب الفنان ماجد المصري عن سعادته بحكم المحكمة ، وقال إن
القضاء هو الحصن للحفاظ عل حقوق المواطنين ، قائلا إنه لا يعرف أسباب تقديم
هذه الدعوى ، ولماذا حدثت هذه الضجة ، ولماذا استهدف الفنان عادل امام ،
مؤكدا أن القانونيين أكدوا انها سيحكم فيها بالبراءة
.
ومن جانبه قال الفنان سامح الصريطي إن الفنانين سيتصدون لمحاولات
تشويه صورة الاسلام بعد الثورات السياسية في المجتمع للوصول الي غايتهم
للوصول الي الحكم تحت عباءة الدين ، وأضاف أن حرية الإبداع لن تسمح لأي
تيار سياسي سواء إسلاميا او غيره الاقتراب منه
.
فيما قال المنتج محمد العدل إن عادل امام قامة كبيرة فى الوطن العربي
، ويستحوذ علي ثلث الرصيد الفني للسينما المصرية
.
عبد الغفور: نطالب بمواد دستورية لحرية الإبداع
كتب- أحمد حمدى:
انضم للفنانين المحتجين أمام محكمة شمال الجيزة لمساندة الفنان عادل
إمام الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين وسامح الصريطى وأحمد عبد الوارث
وفتحى عبد الوهاب.
ومن جانبه قال أشرف عبد الغفور إن الوضع الراهن يتطلب وضع مواد فى
الدستور القادم للمحافظة على حرية الإبداع والثقافة فى المجتمع،مشيرا إلى
أنهم سيطالبون لجنة التشريع بمجلس الشعب بوضع مواد دستورية تصون حرية
الإبداع والفكر فى المجتمع خاصة وسط تخوفات الوسط الفنى من وصول الإسلاميين
للحكم. وأضاف ان كافة التخوفات سيتم مناقشتها مع جميع القوى السياسية ليضمن
كل طرف حقه وحريته. وصرح انه لا يمكن الجزم بأن المحامى صاحب الدعوة ينتمى
للتيار الإسلامى ولكنه يبحث عن الشهرة والمجد.
الوفد المصرية في
26/04/2012 |