حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عادل إمام في مواجهة التشدد الديني ضد الفن

عادل إمام صديق المخلوع.. كيف؟

خالد محمود

أوحت صحيفة النيويورك تايمز أن ما زاد الأمر تعقيدا فى قضية الفنان عادل إمام هو صداقته للرئيس المخلوع مبارك، وهو إيحاء ربما جاء نتيجة قراءة الصحيفة الشهيرة للمشهد العام فى مصر، وهو الإقصاء والانتقام لكل من حُسب على نظام الرئيس السابق، لكن مَن قال إن الفنان الكبير كان صديقا لمبارك؟

إننى أعتبر ذلك محض افتراء، ومخالفا للحقيقة، ومغايرا لواقع ينبثق من تاريخ فنى لهذا النجم قدم خلاله مجموعة من الأفلام وحتى المسرحيات التى وجهت انتقادات شديدة للنظام المصرى وسياسته التى ساهمت فى تراجع وإحباط وانكسار المواطن المصرى، وشعوره بالانهزام، أمام متطلبات المجتمع، وأمام سياسات اقتصادية وتعليمية وأيضا قرارات سياسية أصر النظام المصرى على السير فيها وبها على أحلام وآمال الوطن والمواطن، وتعالوا نتذكر معا كيف شكل عادل إمام ثنائيا رائعا مع المبدع الكاتب وحيد حامد وقدما معا أعمالا سينمائية كانت بمثابة صرخات تحذيرية مهمة مما يسير عليه المجتمع، مثلما شاهدنا «طيور الظلام» و«الإرهاب والكباب» و«النوم فى العسل» و«اللعب مع الكبار» و«المنسى» وأفلام أخرى مثل «الإرهابى» و«حسن ومرقص» و«كراكون فى الشارع» ومن قبلها «الغول» و«عمارة يعقوبيان» حتى ثلاثيته الفانتازية «رجب فوق صفيح ساخن» و«شعبان تحت الصفر» و«رمضان فوق البركان».. كانت جميعها رسائل سينمائية مهمة كشفت عن عوار حقيقى لنظام سياسى، والواقع أن إمام كان أكثر النجوم ــ ربما ما يتمتع به من شعبية ــ جرأة فى تناول أعماله.

طرح عادل إمام فى «الغول» فساد الكبار، وفى «المنسى» طرح فكرة فساد تزاوج رجال السلطة بالمال، وفى طيور «الظلام» طرح العلاقة السرية بين التيارات الدينية والحزب الوطنى، وفى «الإرهاب والكباب» كشف المصاعب اليومية التى يعانى منها المواطن المصرى نتيجة خلل النظام الإدارى، وفى «اللعب مع الكبار» كان هناك فساد الكبار فى صورة مزعجة، وفى «النوم فى العسل» وجدنا الكبت والديكتاتورية وكيف أثرت على عاطفة الشعب المصرى.. كل هذا كان فى عصر الرئيس المخلوع وتقولون إن إمام كان صديقا لمبارك!

واقع الأمر أنه حينما تحتار فى حكم قضائى ــ وليس تعترض ــ تطفو على السطح تأويلات وتفسيرات لهذا الحكم خاصة إذا كان واقعة كالصدمة أو المفاجأة غير المتوقعة، لكن فى قضية عادل إمام ربما كان التأويل أو التفسير الوحيد الذى ملأ وجدانى كان بمثابة تساؤل: ترى إلى أين نسير، وفى أى اتجاه؟ كيف سيكون مستقبل الإبداع المصرى وكيف سيتعامل الفنان مع أدواره؟

فى وقت أصبح فيه لا يعلم حقيقة ما هو دوره القادم!!

الشروق المصرية في

27/04/2012

 

عادل إمام يبحث عن أدلة البراءة فى تراخيص الرقابة

أحمد فاروق 

أكد الدكتور سيد خطاب، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، أن دفاع الفنان عادل إمام طلب ــ فور تأييد حكم حبسه ــ التصاريح والتراخيص التى منحها الجهاز لأعماله المتهم فيها بازدراء الإسلام، وكذلك القوانين التى تنظم عمل الرقابة للاستشهاد بها فى المحكمة كأدلة براءة.

وأشار خطاب إلى أن المستشارين القانونيين لنقابتى السينمائيين والممثلين وبعض القانونيين عقدوا جلسة ــ عقب النطق بالحكم مباشرة ــ أكدوا خلالها أن ما حدث «لا يخرج عن كونه عوارا قانونيا، وأنه لا يوجد أى مبررات قانونية لمحاكمته بأثر رجعى عن أعمال جسدها فى الماضى».

وكشف أن تراخيص الرقابة تنص على عدم مخالفة أفلام عادل إمام للقانون المصرى، وبالتالى فهذه التصاريح حمايه للمبدع فى وجه أى جهة تحاول النيل منه، مضيفا: «من رابع المستحيلات أن تجيز الرقابة أى عمل فنى يسىء للأديان السماوية على مر عصورها».

وأوضح خطاب أن الطلاب المعاهد الفنية يدرسون فى كتب فن «التمثيل» أن تجسيد شخصية يتطلب القيام بأقوال وأفعال لا يمكن المحاسبة عليها على الإطلاق.

وتابع: عندما يجسد ممثل شخصية «أبولهب» ويسب الرسول عليه الصلاة والسلام، فهل هذا يعنى أن هذا الممثل كافر؟.. فهناك دائما ضرورة لإظهار جميع الشخصيات الإيجابية والسلبية.

وبغضب شديد وصف رئيس الرقابة ما يحدث بأنه «ردة وإرهاب فكرى، ويشعر جميع المبدعين بالخطر لأن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولات أخرى تؤذى الفنانين والمبدعين، وتعوقهم عن الإبداع».

وطالب خطاب أن تعلن قوى الإسلام السياسى عن مواقفها من الإبداع حتى تكون نية كل تيار واضحة أمام الجميع، كما طالب المجلس العسكرى بأن يفى بوعده الذى أعلنه يوم أن تولى قيادة البلاد، وهو: «أن يحافظ على تسليم مصر دولة ديمقراطية مدنية حديثة»، وأطالبه أيضا بألا يترك المبدعين المصريين يواجهون «الإرهاب الفكرى».

الشروق المصرية في

27/04/2012

 

مرشحو الرئاسة متضامنون مع «عادل إمام»

وقفة امام محكمة امبابة تضامنا مع عادل امام - تصوير مريهام صالح

ربا نور الدين - أحمد البرماوى - أسماء فتحى 

·         صباحى: هجمة ضد الإبداع.. وموسى: القوانين بحاجة إلى إصلاح.. وأبو الفتوح: الإسلام أعز من ازدرائه..

·         علِى: الحريات فى خطر

الحكم بعدم قبول الدعوى الثانية ضد عادل إمام لرفعها من غير ذى صفة، لم يمنع عدداً من مرشحى الرئاسة أن يعبروا عن رأيهم فى القضية الأولى التى صدر فيها حكم ضده بالسجن ثلاثة أشهر لما قالت المحكمة إنه بسبب ازدرائه الأديان. حمدين صباحى أدان ما سماه بالهجمة الشرسة ضد حرية الفكر والإبداع، وأعلنت حملة دعم حمدين صباحى «واحد مننا رئيسا لمصر» فى بيان لها انضمامها إلى كل الأصوات والجهات المتضامنة والمدافعة عن حرية الرأى والتعبير.

من جانبه قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، معلقا على تأييد حكم حبس الفنان عادل أمام 3 أشهر إن «الإسلام أعز من أن يتم ازدراؤه من أى شخص أيا ما كان، ومجابهة الرأى حتى لو اختلفنا معه بالحوار المجتمعى لا بسلطة الحكم»، مضيفا، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، إن اللجوء إلى القضاء يجب أن يكون آخر السبل. عمرو موسى اعتبر أن الحكم الذى صدر بحق الفنان عادل إمام يؤكد أن القوانين المتعلقة بحرية التعبير تحتاج إلى إصلاح جذرى». وأضاف موسى فى حسابه الخاص على «تويتر» أن حرية التعبير يجب أن تكون مكفولة فى الجمهورية الثانية، ولا ينبغى محاكمة المبدعين والمفكرين وأصحاب الفكر على آرائهم وحرية فكرهم.

ولأنه محامى حريات قبل أن يكون مرشحا رئاسيا، اعتبر خالد على الحكم الصادر ضد الفنان عادل إمام تعديا واضحا على الحريات و«جرس إنذار يدق فوق رؤوس الجميع» معربا عن صدمته البالغة إزاء هذا الحكم. وقال على فى بيان صدر عن حملته أمس الخميس: هذا الحكم هو تنبيه للمخاطر التى تتعرض لها الحريات الأساسية من قبل أطراف متعددة، وأضاف المرشح الرئاسى أن «على الجميع أن ينتبه إلى وضع الحريات فى الدستور الجديد».

 فنانون: حرية الإبداع سقف ممنوع التعدى عليه ولن يتم تكبيل الفن

رضوى الشاذلى - محمد مهران

انقلبت الهتافات.. وأصبحت الملامح أكثر ارتياحا. يمكنهم الآن أن يهتفوا للحرية ولو قليلا، دون أن ينسوا مصدر القلق الأول بالنسبة إليهم، لذا كان طبيعيا أن تتزامن هتافات الفنانين للحرية ظهر أمس (الخميس) أمام محكمة جنح العجوزة، التى حكمت برفض الدعوى المقامة ضد عدد من الفنانين أبرزهم عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان مع نداءاتهم بسقوط السلطة الدينية: «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«يا اللى بتسأل يسقط ليه.. مصر بتغرق أهى بإيديه»، و«يا مشير قول لعنان.. لن يحكمنا الإخوان»، ثم استرجعوا هتافات الثورة الأولى: «حرية حرية»، و«عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».

العشرات تجمعوا منذ الحادية عشرة صباحا أمام المحكمة فى الوقفة التضامنية التى دعت إليها جبهة الإبداع، وظلوا يهتفون حتى بعد النطق بالحكم فى الثانية ظهرا، وكاد عدد منهم أن يدخل فى مشادات مع مجموعة من الملتحين الذين تجمهروا أمام المحكمة أيضا وكانوا يتمنون الحبس لمن شملتهم الدعوى، حيث وجهوا كلامهم إلى الفنانين: «جايين تدافعوا عن واحد كافر؟!»، مما أثار غضب الدكتور سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وحاول أن يشرح لهم الأمر، ثم بعد ذلك غادر غاضبا.

وقد جاءت تلك الوقفة بعد يومين فقط من تأييد الحكم بحبس عادل إمام ثلاثة أشهر فى قضية ازدراء الدين الإسلامى، وهى قضية أخرى، جاء الحكم فيها صادمًا للوسط الفنى، بينما شملت القضية أمس كلا من وحيد حامد وشريف عرفة ومحمد فاضل ولينين الرملى، وكان من بين المشاركين فى الوقفة التضامنية أمس البطل أحمد حرارة، والمخرج خالد يوسف، وفتحى عبد الوهاب، ونقيب الممثلين أشرف عبد الغفور، ونقيب السينمائيين مسعد فودة، ووكيل نقابة الممثلين سامح الصريطى، وماجد المصرى، وأروى جودة، والسيناريست مدحت العدل، ونبيل الحلفاوى، وفتحى عبد الوهاب، والمخرج جلال الشرقاوى، وجيهان فاضل، والمنتج محمد العدل، وحسين فهمى، ومحمود قابيل، وأحمد عبد الوارث، وشريف حلمى، ومهندس الديكور فوزى العوامرى، ورفعوا فى البداية لافتات «مدنية مدنية»، و«حتى السلطة كمان هياخدوها الإخوان»، وظلوا واقفين أمام المحكمة إلى تم السماح لعدد منهم بالدخول إلى قاعة المحكمة وفور النطق بحكم البراءة تعالت الهتافات المنادية بالحرية.

التحرير المصرية في

27/04/2012

 

عادل إمام وفتاوى الشيخ مارنجوس الأول

علاء عريبي 

تأييد الحكم الصادر ضد الفنان عادل إمام بالحبس ثلاثة أشهر وكفالة مائة جنية، أثار مخاوف لا حد لها بين المثقفين والفنانين، حتى العامة انتابها نوع من القلق: هى البلد رايحة على فين؟، هو صحيح أصحاب الفكر المتشدد هيركبوا على البلد؟، هى مصر هتتحول لدولة طالبان؟.

في رأيي أن هذه المخاوف تعود لثلاثة أسباب، الأول: إن الحكم جاء عن أفلام قديمة للفنان الكبير مرت عليها سنوات طويلة، الثاني: إن الجريمة هي ازدراء الأديان، الثالث: إن السلفيين توعدوا بتحريم الفن والثقافة، وقد خرج العديد من مشايخهم، بينهم الشيخ مارنجوس الأول، وهاجموا الفن والفنانين، كما هاجموا الفنان عادل إمام هجوما وصل حد التسفيه بتاريخه.

والحقيقة أن القضية ليست بهذا الحجم ولا تستدعى هذه المخاوف، صحيح الشيخ مارنجوس الأول «هاى هيت» أفتى بتحريم الفن واتهم السينما بالعرى والدعارة والرذيلة، وأعلن الحرب على جميع الفنون وطالب بإحراق الأفلام جميعا، لكن فى هذه القضية على وجه التحديد الفنان عادل إمام يتحمل جزءاً كبيراً من المسئولية، ليس لأنه ازدرى الأديان كما ادعى المحامى السلفي في دعواه أمام المحكمة، بل لأن الفنان الكبير لم يقدم الاحترام لهيئة المحكمة، كيف؟، المحامى السلفي أقام دعواه أمام محكمة الجنح، وهيئة المحكمة في هذه المحاكم تتمثل في قاض واحد فقط، وغالبا ما يكون شابا فى مقتبل حياته، فى نهاية العشرينات أو في الثلاثين من عمره، «وشباب القاضي هنا لا يقلل أبدا من إلمامه بالقوانين أو الإجراءات»، القاضي الشاب مثل سائر القضاة حدد موعدا لنظر القضية، وتم إخطار الفنان الكبير بموعد الجلسة، في الموعد المحدد لم يذهب الفنان الكبير ولا محاميه حضر أمام القاضي، وهذا في عرف القضاء يعد عدم احترام، كما يعد تعطيلاً لسير العدالة، والقاضي الشاب أمامه العديد من القضايا التي يجب أن يفصل فيها، وتكرار عدم حضور المتهم فيه تعطيل للقضايا، وعدم انجاز القاضي لعمله المكلف به، ماذا يفعل القضاة في حالة مثل هذه؟، هل ينتظرون تكرم المتهمين على المحكمة بالحضور عندما يوافقهم مزاجهم؟، القضاة في هذه الحالة يصدرون الحكم غيابيا، والمتضرر يجرى خلف حقوقه.

بعض القضاة حسب ما حكاه لي احد الأصدقاء من المستشارين، يقضى بأقصى العقوبة ضد المتهم غيابيا، لماذا؟، لكي يهتم ويحضر في الجلسة التالية، وقد كان وأصدر قاضى محكمة الجنح بالحبس ثلاثة أشهر على الفنان الكبير وغرامة مائة جنيه تعفيه من تنفيذ الحكم، والقاضي الشاب بحكمه هذا كان رحيما بالفنان الكبير، لأنه كان من الممكن أن يضع أقصى العقوبة فى حكمه، فالحكم في النهاية غيابي ولن يؤخذ به، لكنه اختار أضعف العقوبات، وهذا لا يعنى أن القاضي الشاب قد نظر موضوع القضية وشاهد الأفلام وتأكد مما ادعاه المحامى السلفي بأن الفنان ازدرى الأديان، بل أن الواقع يؤكد أن القاضي أصدر حكمه بناء على الادعاء.

ومن المعروف أن المتهم بعد صدور الحكم ضده يسرع إلى المحكمة ذاتها والقاضي نفسه لكي يطعن فى الحكم، والمتبع قضائيا أن القاضي يرفض هذا الطعن، وهو ما حدث بالفعل، حيث رفض القاضي الشاب الطعن المقدم من محامي الفنان عادل إمام وقضى بتأييد الحكم، وهذا ما أثار الفزع والخوف، وطرح مائة ألف علامة استفهام: هل هذا يعنى أن القاضي أصدر حكمه في الموضوع؟، هل يعنى أن الفنان ازدرى الأديان؟، هل يعنى هذا أن السلفيين سوف يطبقون فينا شريعة طالبان؟، وهل معنى هذا أننا سنمتثل لفقه الشيخ مارنجوس الأول؟، بالطبع الإجابة بالنفي، لا القاضي شاهد الأفلام وتأكد أن الفنان ازدرى الأديان، ولا المحامى السلفي كسب جولة في محاصرة الفن أو تقدم خطوة فى تعقب وجلد الفنانين، والعمل؟.

المتبع فى مثل هذه الحالات أن يتقدم المتهم او الذى صدر ضده حكم غيابى، إلى محكمة الاستئناف لكى يبدأ معها رحلة نظر القضية شكلا وموضوعا، وهو ما سيقدم عليه الفنان الكبير عادل إمام، خاصة ان هيئة المحكمة فى هذه الدرجة تتكون هيئتها من عتاة القانون، وسينظر القضية ثلاثة قضاة وليس قاضيا واحدا، ومن المؤكد أن هيئة المحكمة سترفض ادعاء المحامي السلفي من حيث الشكل، وستقضى ببراءة الفنان الكبير من تهمة ازدراء الأديان، لكن هل هذا الحكم يعنى إغلاق ملف فقه الشيخ مارنجوس الأول؟، ألن تشهد المحاكم قضايا مماثلة من محامين آخرين يتبنون فتاوى مارنجوس الأول؟، للحديث بقية.

Alaaalaa321@hotmail.com

الوفد المصرية في

27/04/2012

 

عادل إمام والجيزاوي في مصر الجديدة

بقلم - سمر المقرن: 

لم تتضح لي حيثيات الحكم الصادر بحق الفنان المصري عادل إمام، بالحبس ثلاثة أشهر مع غرامة مالية، فما ظهر من حيثيات في وسائل الإعلام يفتقر إلى المنطقية! وذلك بعد مشوار فني امتد لأكثر من أربعين عاماً.

فأراد المصريون (الجدد) معاقبته، معتبرين أن تمثيله لشخصية «إرهابي» أو «متشدد» فيها سخرية من اللحية، ولا أفهم هل كانوا يريدون منه تجسيد شخصية إرهابي مثلاً بشكل رجل حليق؟ بلا شك أن قضية الإرهاب التي ذقنا مرارتها، ومصر كذلك من الدول التي تجرعت آلام الفكر الإرهابي وما يتبعه من عمليات تخريب وقتل وتفجير، قامت على أيدي –متطرفين- دينياً، وهذا الواقع، فلماذا يعتبرون أن تجسيد هذه الشخصيات فيه إساءة للإسلام، أليست الإساءة الحقيقية للإسلام هي الأفكار الإرهابية؟ أم إن شخصية الإرهابي صارت «خطاً أحمر» في مصر –الجديدة- ولا أقصد هنا الحي بل أقصد الجديدة فكراً وأسلوباً وتطرفاً عند البعض من الناحيتين: الدينية والسياسية.

وأنا هنا لا أعمم، لأن أرض الكنانة وأهلها هم من أهل الشيم والأخلاق، لكنني أتحدث هنا عن المصريين الجدد، الذين لا يتوانون في إظهار فتوَّتهم الدينية بإقامة محاكم التفتيش التي تريد معاقبة الفنان عادل إمام، وكذلك المصريون الجدد في السياسة الذين يريدون قلب موازينها دون احترام للدول الجارة، والتي ارتبطت مع مصر بمواثيق الدين والعروبة والأخوة، وما حكاية المحامي الجيزاوي ببعيدة، وما قرأناه في تحوير تلك القضية من مثقفين كنا نراهم في يوم من الأيام «أعلاماً»، بينما فشلوا في سنة أولى حرية، وظهر الفجور الثقافي والإعلامي مبروزاً بالكذب والتلفيق والسب والشتم، ولم يحترموا لا حكومة ولا شعباً ولا روابط صداقة ولا نسباً ولا أخوة ولا جيرة، ومارس –بعض- المثقفين للأسف حريتهم التي كانوا يبحثون عنها في عصر –قمع- محمد حسني مبارك، لكنهم فشلوا في الحرية، وفشلوا في الكلمة، وفشلت مصداقيتهم لدينا، فكيف لمثقف أن يدافع عن مروج مخدرات، أين أخلاقيات الثقافة، وأين سلوكيات المثقفين التي يُفترض أن ترفض هذه السموم المخدرة التي هي وبال على كل العالم، وليس العالم العربي فقط؟

إن الأخبار الآتية من مصر مؤلمة للغاية، ولا تبشر بالخير، والحل بيد المصريين وحدهم، فهم أول من سيتضرر من هذه السلوكيات الفردية –اللامسؤولة- سواء في سياستهم الخارجية مع دول الجوار، أو في فتح الأبواب أمام التطرف الديني الذي يلتهم العقول فلا يجعلها قادرة على التمييز، وها هي النتيجة، يريدون محاكمة عادل إمام، وهو رمز للكوميديا العربية قبل المصرية، ويريدون أن يختموا مشواره الطويل داخل (التخشيبة) بدلاً من أن يتم تكريمه على جهوده المبذولة في رفعة الثقافة الفنية، ومنها ما قام به من نقد للتطرف والإرهاب بشكل كوميدي رائع، والنتيجة أن المصريين الجدد الآن يريدون عمل محاسبة للفن، وتفتيش في النوايا، وما سنراه في المستقبل القريب قد يكون أكثر من هذا..

لذا أيها النبلاء، فإنها كلمة من محبة لكم، لا تسلموا مصر لمن يريد استخدامها لنفسه، فمصر هي وطن العرب وليست وطنكم وحدكم، نريدها كما عهدناها، بل نريدها أجمل وأفضل.

نقلا عن صحيفة العرب القطرية

الوفد المصرية في

27/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)