حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عادل إمام في مواجهة التشدد الديني ضد الفن

قضية عادل إمام أبعد من الفن والسجن والحرية !

إبراهيم العريس

منذ اللحظة الأولى التي ثارت فيها تلك القضية التي ستعرف من الآن فصاعداً بقضية عادل إمام، ترد على خاطر كاتب هذه السطور صورة من ماض قريب. كان ذلك منذ عقدين من السنين في عزّ ايام النضال والتقدم. يومها تزوّج صديق لنا كان من أكثرنا تقدماً واندفاعاً وليبرالية. احتفلنا بعرسه متحمسين بخاصة ان العروس كانت بدورها صديقة لنا ولا تقلّ عن عريسها تقدماً واندفاعاً وليبرالية. كان العرس فخماً وانشدنا فيه كثيراً اغاني الوطن والنضال والحرية والمقاومة. شتى انواع المقاومة. ثم انقضى الحفل وذهب كلّ الى شؤونه والعريسان الى ليلة دخلتهما. في اليوم التالي، اذ التقينا العريس سألناه بودّ كيف كانت ليلته... فأجاب بكلّ حماسة ورجولة:... لقد أدنيتها مني منذ اللحظة الأولى وصفعتها على وجهها صفعة ألقتها أرضاً. ذهلنا وسألناه هل تراها ارتكبت، معاذ الله خطأ؟ اجاب: فشر! كلّ ما في الأمر انني أحببت ان أفهِمها منذ البداية انني الرجل في البيت، افعل ما اشاء وما عليها هي سوى أن تطيعني.

ما يهمنا هنا من هذه الحكاية يتوقف عند هذه النقطة... كما اننا سنترك للقارئ اللبيب مهمة تفسير العلاقة بين ما نرويه وبين ما نودّ ان نقوله في السياق الذي نتحدث عنه هنا: سياق قضية الحكم الصادر على الفنان عادل امام في مصر، والذي لو نفّذ سيضعه في السجن ثلاثة اشهر وقد تزيد... لا ندري تماماً.

سيضحك في سجنه

نتخيّل عادل إمام في السجن... ونتخيّل انه لا شك سوف يضحك كثيراً هناك. سوف يعتبر الأمر برمّته مزاحاً... حتى ولو كان مزاحاً ثقيلاً. لكنه لن يشعر بالضيق على الأرجح. فعادل إمام فنان حقيقي. وفي وسع الفنان الحقيقي ان يتقمّص كل الحالات ويضع على وجهه قناع ما تيسّر من شخصيات، بما في ذلك شخصية السجين. وهو على اية حال تقمص الشخصية في بعض اجمل افلامه (من «الأفوكاتو» الى «حب في الزنزانة» وغيرهما)... ولكن نجم النجوم – وهذا هو لقبه الشعبيّ وسيظلّ يحمله لأن الشعب هو الذي منحه اياه لا أيّ نظام ولا اية جماعة -، نجم النجوم هذا سوف يشعر بكثير من الأسى ليس لحاله، بل لحال وطن وأمة وقوم لم يستوعبوا كما يبدو اياً من دروس التاريخ، فأعادوا – بالديموقراطية من فضلكم! – أغلالاً كانت ثورة يناير أعتقتهم منها. ولحال مجموعات من الناس لم تعرف ماذا تفعل بالحرية التي اهدتها اياها تلك الثورة. وبخاصة لحال قوم لا يحاكمون هذا الفنان الكبير بالجنحة التي يتحدثون عنها – اي التجني على الإسلام – بل بتهمة اخرى تشرّفه كثيراً: تهمة الدفاع عن الإسلام الحقيقي، إسلام الشعب والأفئدة... في وجه الذين لم يتوقفوا منذ عقود عن الإساءة الى الإسلام باسم «دين غريب» عن الإسلام شعاره الإرهاب وأدواته تجهيل الجماهير وأدلجتها لمآرب سياسية لا علاقة لها بالدين... بأي دين على الإطلاق. وهنا ليعذرنا القضاء المصري الذي نجلّ ونحترم في مخالفتنا رأيه طالبين منه التفضل بمشاهدة «براهين الجرم»، اي افلام عادل امام ومسرحياته وأقواله، بدلاً من «الحكم غيابياً» على طريقة ذلك الشيخ الجليل الضرير – شفاه الله - الذي اذ ساجلناه على شاشة احدى المحطات حول قضية عادل امام سألناه وقد وجدناه متحمسّاً ضد الرجل مطالباً بأن تنزل به عقوبة اقسى من السجن بسبب افلامه: ولكن كيف تحكم على افلام لم تشاهدها ايها الشيخ المحترم؟ فأجاب: وهل يحتاج المؤمن الى مشاهدة مثل هذه الأفلام الكافرة حتى يحكم على صاحبها؟... ولكم تذكّرنا في تلك اللحظة ذلك الإرهابي الأرعن الذي حاول اغتيال اديبنا الكبير نجيب محفوظ حيث انه حين سئل هل تراه قرأ رواية للأديب الكبير حتى يقرّر قتله، اجاب: لا لم اقرأ له سطراً!!

بين الإسلام والإرهاب

في يقيننا هنا، إذاً، ان المفترين على عادل امام، ومحاكميه، لا يفعلون ذلك انتصاراً للإسلام. من يشاهد اعمال عادل امام يعرف تماماً ان معركة الرجل العنيفة كانت مع الإرهاب وليس مع الإسلام. من هنا نعتقد ان جريمة هذا الفنان كانت في تفريقه الحاسم بين الإسلام والإرهاب. بل اننا اذا ما شاهدنا افلامه ومسرحياته (من «الإرهابي» الى «طيور الظلام» و «الإرهاب والكباب» و «حسن ومرقص» و«الزعيم»...الخ) سنجد بسرعة ان منطق عادل امام يقوم على خوض حرب الإسلام ضد الإرهاب... ومن هنا لا بد من التأكيد على الفور ان ما يحدث في مصر من حول عادل امام اليوم، انما هو انتقام الإرهابيين من فنان حاولوا مراراً ان يؤذوه وأن يتخلصوا منه لكنهم عجزوا عن ذلك، ما استدعى تأمين حماية عسكرية له طوال سنوات.

ومع هذا يعرف عشرات ملايين العرب والمصريين من الذين يحبون عادل امام ويتابعون افلامه وأعماله، ان الرجل كان في الوقت نفسه شوكة في خاصرة النظام السابق وكل نظام سابق. فهو كفنان مبدع كان ولا يزال يعرف ان الدور الحقيقي للفنان هو ان يدلّ الشعب على طريق الحرية ومناهضة الفساد ومحو عبادة الماضي وتأليه الزعيم كل زعيم، وهذا الدور كان عادل امام ولا يزال، وسيظلّ يلعبه لأنه يعرف ان ما من دور سواه للفنان الى جانب الحضّ على حب الحياة والفرح والتمتع بكون جميل مقبل دائماً على المستقبل يتناقض تماماً مع بلادة ثقافة التجهّم والموت والخمول التي تعدنا بها الجماعات المؤدلجة، سواء اكانت في السلطة ام في المعارضة. وفي هذا الإطار يلوح لنا ان ثمة تهمة ثانية خطيرة يتهم بها عادل امام وكلّ فنان كبير من طينته: حب الحياة وتعليم الناس من طريق العدوى كيف يحبّونها.

نعم... هذه التهمة لا تطاول عادل امام وحده بل كلّ الجسم الفني والفكري في مصر وغيرها من البلدان العربية وغير العربية في زمن «الثورات» هذا... ولعل الوقت حان هنا للعودة الى حكاية صاحبنا الذي صفع عروسه ليلة الدخلة، انما كذلك من دون ان نسرف في الشرح وفي المقارنة.

اصل الحكاية

ان الحكاية بالنسبة الينا ليست هنا حكاية عادل إمام...الأمر اعمق وأبعد من ذلك بكثير...

وليسمح لنا فناننا الكبير بأن نقول هنا انه ليس سوى «مثال» (فأر اختبار إذا شئتم) يستخدم في الأمر كله، مثال ذو وزن لكنه مثال لا اكثر. ذلك ان من الواضح بالنسبة الينا ان الضربة الموجهة الى عادل امام انما يقصد بها الجسم الفني والفكري والإبداعي في مصر – وربما العالم العربي كلّه -. وجهت «الضربة» الى الزعيم كي يخاف الباقون ويصمتوا او يرحلوا او ينتحروا... كي يختفوا باختصار. وذلك بكل بساطة لأن الإبداع مرفوض في هذه الحقبة من ازمان ما كان الى فترة يسيرة يعتبر «ربيعاً عربياً»... كل صوت يتوق الى الوعي والى الحرية الحقيقية مرفوض في ازمنة الزعيق بالشعارات والخطابات «الشعبوية» و«الانتصارات» الخادعة. فالذين سرقوا الثورات بفضل ديموقراطيات الجهل وديكتاتورية العدد، يعرفون جيداً ان استيلاءهم الكامل على السلطة لا يستقيم الا بإسكات الصوت الوحيد الذي يمكنه ان «ينافسهم» على الوصول الى آذان وأفئدة الجماهير، بعدما قمعت أو أسكتت او سكتت طواعية كل الأصوات الأخرى من حزبية وسلطوية... فلم يبق سوى صوت المبدعين الذين سيعرفون بفنونهم الواصلة الى الجمهور كيف يفضحون كل خلل وتهافت وقمع... كما فعلوا دائماً ومنذ فجر التاريخ تجاه كل نظام وكل قمع وكل سلطة. هذه الفنون هي التي يريد المتزمتون اليوم تدجينها... وبدءاً من «ليلة الدخلة»... وأيضاً بالطرق القانونية طالما ان كل السلطات، بما فيها السلطات الأمينة على القانون والدستور هي في يدهم وستصبح كذلك اكثر وأكثر في ظل سلطوية شعبوية تنطلق من الجهل والتجهيل لتصب في ممارسة للسلطة نعرف جميعاً ليس فقط انها في ما تعدنا به، لا تختلف عما كانت تمارسه السلطة السابقة بل ستكون – إذ يقرأ المكتوب من عنوانه – أشرس وأشدّ مكراً حتى ولو وعدت بأن تكون – سطحياً على الأقل -، اقلّ فساداً. وهي لكي تتمكن من هذا، تعرف ان عليها ان تسكت الصوت الوحيد الذي يمكنه منافستها على وعي الجمهور وفؤاده: صوت الفن وصوت الإبداع.

ونعرف طبعاً ان ليس في هذا اي جديد... فالثورات جميعها مهما كانت درجة نزاهتها وصواب تطلعاتها، سواء أكانت ثورة فرنسية ام بولشفية روسية ام ايرانية ام جزائرية ام اي شيء آخر، كان اول ما فعلته حين «انتصرت» ان أكلت أبناءها ودمّرت احلام فنانيها ومبدعيها... ليس المجال كافياً هنا للتفاصيل، لكن كل من يقرأ التاريخ يعرف هذا. لكنه يعرف ايضاً ان من بين أبناء الثورة جميعاً الذين يؤكلون ويقمعون ما ان تتحول الثورة الى سلطة – او الى كاريكاتور سلطة! –، وحدهم الفنانون ينهضون ويعودون الى لعبة الحرية والإبداع، فللأفكار اجنحة به تطير وتحلّق كما علمنا يوسف شاهين... ويقيناً ان عادل امام، حتى في سجنه – إن سجن – سيكون اقوى ألف مرة من جلاديه. ففي نهاية الأمر زوروا اليوم بيت صاحبنا، عريس اول هذا الكلام، لتروا بأم أعينكم كيف تتحكم به زوجته وتعامله كأنه حمل وديع مطيع!

الحياة اللندنية في

27/04/2012

 

رفض دعوى «ازدراء أديان» أخرى ضد عادل إمام

نقابة المهن التمثيلية تعقد مؤتمرا للدفاع عن قضيته

القاهرة: عالية قاسم  

قضت محكمة العجوزة بمحافظة الجيزة أمس برفض دعوى قضائية أخرى مقامة ضد الفنان عادل إمام ومجموعة من العاملين بالقطاع السينمائي من كتاب ومخرجين ممن شاركوا إمام في أعماله على مدار مشواره الفني، وهم: الكاتبان وحيد حامد ولينين الرملي، والمخرجون شريف عرفة ونادر جلال ومحمد فاضل.

رافق نظر الدعوى الثانية ضد إمام أمام محكمة العجوزة حشد من الجماهير المحبة للفنان، وعدد كبير من زملائه الفنانين، احتشدوا منذ صباح أمس أمام مقر المحكمة تضامنا مع إمام، في مسيرة دعت إليها جبهة الإبداع المصرية، وتقدمها كل من الفنانين حسين فهمي وسامح الصريطي وماجد المصري والمخرج خالد يوسف والفنانات إسعاد يونس وجيهان فاضل، وفور صدور حكم المحكمة برفض الدعوى، وهو ما يعني ضمنيا براءة إمام من التهم الموجهة ضده علت أصوات الفنانين بقاعة المحكمة مهللة «حرية.. حرية.. يسقط يسقط حكم المرشد».

ومن المقرر أن ينعقد ظهر اليوم مؤتمر بنقابة المهن التمثيلية وذلك للدفاع عن قضية إمام وحرية إبداع الفنانين، ودعا لهذا المؤتمر الفنان خالد الصاوي وعدد من أعضاء النقابة. وذلك وسط قلق متصاعد تعيشه الحياة الفنية والثقافية من تشدد بعض التيارات الإسلامية وممارستها ضغوطا وقيودا على حرية الفن والإبداع في مصر، بشكل يعود بالبلاد – بحسب وصف بعض الفنانين - إلى ظلام العصور الوسطى.

وكانت محكمة جنح الهرم قد أصدرت حكما يوم الثلاثاء الماضي برفض اعتراض إمام وتأييد حبسه لمدة ثلاثة أشهر بتهمة ازدراء الدين الإسلامي والذي كان صدر ضده غيابيا في فبراير (شباط) الماضي.

ومن جانبه علق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية، على الواقعة من خلال حسابه الشخصي على موقع التواصل «تويتر» قائلا إن: «الإسلام أعز من أن يتم ازدراؤه من أي شخص أيا ما كان، ومجابهة الرأي حتى لو اختلفنا معه تكون بالحوار المجتمعي لا بسلطة الحكم، ولنجعل القضاء آخر السبل». بينما قال عمرو موسى المرشح لرئاسة الجمهورية: «إنني أحيي الفنان الكبير عادل إمام، وأؤكد على مبدأ حرية الرأي والتعبير سواء اتفقنا معه أم لم نتفق».

وأيضا علق خالد علي المرشح الرئاسي على القضية لافتا إلى أن «الاختلاف مع المواقف السياسية لعادل إمام لا يجب أن يمنع كل أنصار الحريات من التضامن معه والدفاع عنه وعن حقنا في حرية الفكر والرأي والتعبير».

ومن جهة أخرى صرح طارق مرتضى المتحدث الإعلامي باسم نقابة الموسيقيين بأن النقابة تقف مع الزعيم من أجل حرية الإبداع.

الشرق الأوسط في

27/04/2012

 

عادل إمام .. التهمة ممثل

كتبهدعاء رجب

(هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط)

امر بعيني على الأخبار اليومية، نظرة سريعة على العناوين تحمل الذاكرة المرئية خلالها كلمات منفردة تحمل كم هائل من التعقيد، أعود بنظري حتي أتأكد، نعم نفس الكلمات ونفس المعني "تأييد حكم الحبس على عادل إمام"، لا أفهم اقرأ الخبر لعل وعسي، نعم أعرف القضية من قبل، لكن كنت أتخيل أن الطعن المقدم أمر مفروغ منه، وسيتم تبرئة إمام، لازلت وسط محاولتي للاستيعاب، أفهم أن عادل إمام سيتم حبسه، لكن لا أفهم لماذا؟! لأنه جسد دور إرهابي في أحد أفلامه، هكذا يقول الخبر، أتذكر الفيلم جيداً، أبتسم عندما أتذكر مشهد إمام وهو يحاول إقناع  مصطفي متولي (الذي يجسد دور هاني القبطي بالفيلم) بضرورة الحكم بالشريعة الإسلامية وتنحية النصاري جانباً وهو لا يعرف أنه قبطي، وأضحك حين تطل ملامح وجه إمام على ذهني وهو يكتشف أن هاني (مصطفي متولي) قبطي، أتذكر أيضاً مشاهد النهاية بالفيلم والتي يحاول فيها إمام حماية العائلة التي عاش في كنفها لفترة من الزمن لظروف خارجة عن إرداته، أتذكره وهو يحاول حمايتهم من الأفكار المتطرفة التي كان يؤمن بها والتي كانت العائلة نفسها سبباً في تغيرها، أعود مرة أخري لمحاولة الفهم البائسة الخبر يؤكد أن عادل إمام الممثل سيتم سجنه بسبب دور مثله في أحد أفلامه، أتذكر طفولتي عندما كانت تجتمع الأسرة لمشاهدة أحد أفلام الرعب، ألتصق بأمي لتطمئني بعدها "انتِ خايفة ولا أيه! دول بيمثلوا"، إذاً يا أمي هل يحاسبون الممثلين على تمثيلهم!

أعود لأري تعليقات القراء على الخبر وكالعادة الآراء منقسمة بين معارض للحكم وتحجيم حرية المبدع في تقديم فنه بالطريقة التي يراها، وبين مؤيد للحكم، لكن ما استوقفني بشدة هو التعليقات من نوعية "أحسن" أو "دا يستاهل الشنق"، اتسأل عن عقلية القارئ الذي يتمني الشنق لممثل لم يفعل سوي أنه مثل مئات الأفلام التي أضحكته هو شخصياً من قبل، هل كان هذا الشخص هكذا طوال الوقت يري أن عادل إمام يستحق الشنق؟ هل شاهد يوماً الشاب المستهتر بهجت الاباصيري وهو يقول " كل واحد يخلي باله من لغلوغه" هل ضحك وقتها؟  هل إبتسم حتي؟وهل تغير موقفه الآن؟ طب هل وصله وقتها نفس الشعور الغريب بالكره واللي يخليه يوصل لمرحلة تمني الشنق لممثل؟!

هل عاش مراحل من عمره يحلم فيها بقصة حب رومانسية كتلك التي عاشها إمام في الزنزانة ومنديل سعاد اﻷخضر، عادل لم يستكثر على المسجون الحب في حين أن البعض حالياً يسكثر هذه المشاعر الطيبة بين المرء وزوجه، هل صرخ معه مرة احنا بتوع الأتوبيس، هل شاركه ذات يوم أزمة كراكون في الشارع، أو نادي نداءه الشهير "الكباب الكباب لا نخلي عيشتكو هباب"، هل رأي يوماً في شمس الزناتي قدوة في نصرة المظلوم، أو أحرز يوماً "جول" عظيم في ماتش بالشارع ليدعوه زملاؤه بالحريف، هل رأي يوماً نموذج للحرامي التائب الذي يعيش دوماً على أمل أن ترفع عنه تهمة المشبوه، أو هل أعجبه يوماً دهاء إبراهيم الطاير؟

الواقع سواء اتفقنا أو اختلفنا يبقي عادل إمام قيمة فنية كبيرة وفنان حاول بكل جهده إسقاط الضوء على الظواهر اﻹجتماعية المختلفة الموجودة بمجتمعه حتي ولو كان بتوجيه من اﻷنظمة السابقة، سيظل أيضاً مثال حي لتسلق سلم النجومية من أوله، فمن دسوقي أفندي في "انا وهو وهي" مروراً بالكمبارس سامح في "نص ساعة جواز" وحتي أصبح بما هو عليه اﻵن من نجومية، هذه النجومية التي قد يقدرها البعض بإنها نتاج جهد وموهبة ويراها البعض اﻷخر إنها صناعة نظام سابق، إلا أن المؤكد أن من يحاولون تكمييم فمه اﻵن لا يعنيهم النظام السابق بقدر ما يعنييهم فرض حصار على الفن واﻹبداع بشكل عام، وبقدر ما يريدون تقويض هذا الفن الذي كان دائماً وابداً بالمرصاد لطيور الظلام، لن أقول أنه رمز لا يستحق اﻹهانة أو العقاب إن اخطأ، لأنني ببساطة ضد التأليه والفرعنة، لكن اتسأل بصدق عن الخطأ الذي إقترفه ليعاقب عليه، هل أصبح الفن والتمثيل تهمة !

السؤال هو متي وأين سخر عادل إمام من الإسلام وهل لأنه جسد أشخاص وتناولهم بطريقة ساخرة كما هو متوقع من اي ممثل كوميدي ساخر هل بذلك يكون قد سخر من الأسلام ككل، هل يستطيع أي شخص أن يؤكد لي أن الاسلام الدين اﻷلهي العظيم يمكن أن يمثله أشخاص مهما كان تعمقهم بالدين!! وهل لو ظهر علينا إمام غداً ليعلن أنه سيتناول شخصية نائب مجلس الشعب "البلكيمي" صاحب عملية التجميل في فيلم سينمائي، هل سيستطيع السيد.عسران وقتها رفع قضية ضد إمام يتهمه فيه بإزدارء الإسلام؟ وكيف بالأساس وصلنا لهذه المرحلة من الإزدواجية لنري شخصاً يدافع عن الإسلام من كل قلبه وهو يضع صورة لبروفايل "فيس بوك" خاصته قد يعتبرها البعض خليعة، كيف وأكثر المنادين بحبس إمام ﻷنه تجرأ وتناول شخصية المسلم في أعماله هما من ذهبوا للسينمات بمجرد نزول فيلم
 شارع الهرم 
ليشاهدوا جسد دينا وهو يهتز على إيقاع مبتذل لمغني تملأ نغمات أغانيه هواتفهم المحمولة!!

للحق لقد أُصبت بكم كبير من اﻹحباط عندما قرأت الخبر ليس لأنني واحدة من مريدي عادل إمام الممثل، ولكن لما يُمارس على الفن من تضييق وخناق، لكن أكثر ما ضايقني فعلاً هو تعليقات البعض والتي تنم عن قدر كبير من اﻹزدواجية والرجعية، هل كانت هذه الصفات متأصلة دائماً بداخلنا أما أنها صفات مكتسبة جديداً.

سهير المرشدى:

أختلف مع عادل إمام سياسياً وفنياً لكننى ضد محاكمته تحت مسمى الإرهاب الفكرى 

خرجت الفنانة الكبيرة سهير المرشدي عن صمتها أخيراً لتبدى رأيها عن كل ما يحدث الآن فى مصر من إنتهاك لحرية الإبداع والفن متسائلة: لماذا تتم محاكمة عادل إمام الآن فقط؟ ولماذا تتم محاكمته على أعمال سبق وقدمها منذ عدة سنوات؟ وأنهت أسئلتها قائلة: أخشى أن يكون ما يحدث الآن هو مؤشر يشير إلى المصير الذي سيناله كل من يمارس الحريه في الابداع.

وأضافت الفنانة القديرة سهير المرشدى: لقد قدم عادل هذا الفيلم منذ ما يزيد عن عشر سنوات، لذا يجب فى هذه الحالة محاكمة ذلك العصر بكل ما فيه وبمن كانوا فيه من حكماء ومثقفين ومبدعين وجمهور، نحن نحاكم عصر بأثر رجعي، وهذا هو العجيب فى القضية.

وتابعت قائلة: رغم اختلافي مع عادل إمام سياسياً و فنياً إلا أنني مؤمنة بحرية الإبداع والفكر، وفى الحقيقة أنا مذهولة، وغير مستوعبة لفكرة تقديم فنان إلى المحاكمة لمجرد تقديمه لشخصيات موجودة بالفعل فى المجتمع، فهذا بمثابة محاكمة فرد عن خطايا مجتمع بأكمله.

موقع السينما العربية في

27/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)