أكد محمد هنيدى أن الفن لن يتأثر بسيطرة التيارات الدينية على المشهد
السياسى، وقال لـ«المصرى اليوم»: إن الناس متعطشة لأعمال تتحدث عنها وترسم
الابتسامة على وجوهها، لأن معظمنا يحتاج إلى علاج نفسى بسبب الأحداث
الجارية، موضحا أنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه بوقوفه أمام فنانين كبيرين
بحجم سميحة أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة اللذين يشاركانه بطولة أحدث أفلامه
«تيتة رهيبة» الذى انفردت «المصرى اليوم» بتصوير شخصيته داخل البلاتوه.
■
ما سبب حماسك لفيلم «تيتة رهيبة»؟
- فى هذا الفيلم نتناول لأول مرة العلاقة بين البطل وجدته وليس مع
الأم والأب مثل أفلامى السابقة، وأركز فى الأحداث على الاختلاف بين
الأجيال، وذلك من خلال رسالة إنسانية نكشف فيها عن العلاقة التى تربط الجدة
بالحفيد، لأن هناك جدة تتميز بالطيبة الشديدة وأخرى حادة وصارمة والنموذج
الثانى هو ما نقدمه فى الفيلم لأنها كانت تعيش فى ألمانيا واعتادت على
الالتزام وتتعامل مع حفيدها «رؤوف» بنفس الأسلوب منذ طفولته وبعد وفاة
والديه مما يسبب فى إصابته بعقدة فى حياته وجعلناها «رهيبة» بهدف الإطار
الكوميدى للفيلم وستؤدى دورها النجمة الكبيرة سميحة أيوب، وأرى ظهورها
شرفاً كبيراً لنا جميعاً وبصراحة كنت أحلم أن أمثل معها. كما أكرمنا الله
بالفنان القدير عبدالرحمن أبوزهرة، والذى سيؤدى دور جدى لأجد نفسى فجأة
محاطاً بين قوسين من التاريخ وهو ما يسعدنى فى هذا الفيلم وإيمى سمير غانم
فى دور زوجتى وباسم السمرة فى دور شقيقها ومحمد فراج ولاعب المصارعة ممدوح
فرج فى شخصيته الحقيقية ويقدم دور الجار الذى يحاول إعادة تأهيل رؤوف
وتحفيزه باستمرار.
■
وهل ترى أن اختيار سميحة أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة فى فيلم كوميدى قد يكون
مغامرة؟
- إطلاقاً لأننى أؤمن بأن الممثل القوى يستطيع أن يؤدى كل الأدوار
باستثناء الممثل «الكوميدى» لأنه مختلف بالطبع. كما أن الأستاذ «أبوزهرة»
الذى سبق أن قدم أدوارا كوميدية على خشبة المسرح بينما السيدة سميحة أيوب
تمتلك كل الأدوات التى تؤهلها لتقديم أى دور. كما أن الأسلوب والحوار الذى
كتب به السيناريو يضعهما فى إطار من الجدية. مما يساهم فى رفع سقف
الكوميديا بصورة كبيرة ولا أنكر أننى كانت لدى «هيبة» من الوقوف أمام سميحة
أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة، ولكنى تجاوزتها مع أول بروفة ترابيزة.
■
وما هى التفاصيل الخاصة بشخصية رؤوف التى تقدمها فى الفيلم؟
- رؤوف طفل معذب من طفولته بسبب أسلوب جدته فى تربيته وعندما يكبر
ويسافر إلى ألمانيا يضطر للعيش مع جده الذى يحاول أن يغير مسار حياته ويعيد
إليه توازنه من جديد، ولكن يتوفى هذا الجد وتعود الجدة فجأة إلى رؤوف
ويستعيد معها الذكريات السوداء ليصاب بأزمة نفسية تدفعه إلى الإضراب عن
الزواج، ولكنها تبدأ معه الرحلة من جديد وقد نجح الأستايلست إسلام يوسف فى
اختيار شكل وملابس تتناسب مع الشخصية التى تتحدث بـ«لدغة» بسبب حالة القهر
النفسى التى كان يعيش فيها، ولكن الشخصية بشكل عام تسير فى إطار ثابت
وتتطور بتطور الأحداث مع جدته.
■
وكيف ترى تعاونك الأول مع إيمى وباسم وفراج، بالإضافة لسميحة وعبدالرحمن
أبوزهرة وأيضا المنتج وليد صبرى؟
- دائما ما أفكر فى التغيير وأبحث الاختلاف، ولكن فى النهاية الدور
ينادى صاحبه وأرى أن كل شخص تم اختياره فى هذا الفيلم هو أكثر شخص مناسب
لدوره. كما أننى لا أرى فى ذلك أى مغامرة لأن السيناريو مكتوب وواضح ونعرف
جميعا اتجاه الشخصيات والأحداث. أما بخصوص تعاونى مع المنتج وليد صبرى فأرى
أنها خطوة تأخرت كثيراً نظراً للصداقة الكبيرة التى تجمعنى به منذ سنوات.
■
تأجيل تصوير الفيلم لأكثر من عامين هل ترى أنه فى صالح الفيلم؟
- بالتاكيد كان فى صالح الفيلم بنسبة ١٠٠% لأننا طوال الفترة الماضية
كنا نعقد جلسات عمل لزيادة جرعة الكوميديا وقام السيناريست يوسف معاطى
بكتابة أكثر من ١٠ نسخ للفيلم. مما أدى إلى ترابط الأحداث بشكل قوى ونجح
معظم الممثلين فى التعايش مع الشخصيات. بينما لم يحدث أى تغيير على مستوى
السيناريو وتغير موقع الأحداث فتم نقل شقة رؤوف من شارع قصر العينى إلى مصر
الجديدة بسبب توتر الأحداث فى وسط القاهرة.
■
وما حقيقة إضافة مشاهد خاصة بالثورة؟
- إطلاقاً.. ومنذ بداية التصوير ونحن على اتفاق ألا يكون هناك أى شىء
يخص الثورة، وأعتقد أن الوقت غير مناسب لتقديم عمل عنها لأنها من وجهة نظرى
لم تنته، ولابد من أن تستكمل أهدافها حتى يكون الحديث عنها وافياً. كما أن
الجمهور نفسه يريد أن يرى شيئاً مختلفاً ويضحك لأننا الآن فى أشد الاحتياج
للابتسامة لأن معظم أفراد الشعب يحتاج إلى علاج نفسى.
■
وما رأيك فى تحول المنافسة بين عادل إمام والسقا ومحمود عبدالعزيز وكريم من
السينما إلى التليفزيون؟
- معظم المشاريع التى يخوضها البعض منهم كانت مؤجلة وبعضها جديد
وتصادف عرضها فى نفس التوقيت، كما أننى أرى أن التحرك البطىء فى السينما
ساهم فى ذلك وجعل البعض يلتفت إلى التليفزيون. كما أننى أرى أن العمل
التليفزيونى اختلف كثيرا وأصبح تكنيك التليفزيون هو نفسه تكنيك السينما.
■
وهل هذا يعنى عودتك قريبا إلى التليفزيون؟
- إذا وجدت النص المناسب سأعود فوراً لأنى لم أعد أخشى فكرة التواجد
التليفزيونى وتجربتى فى مبروك أبوالعلمين أكدت لى ذلك.
■
ولهذا فكرت فى برنامج تليفزيونى لرمضان المقبل؟
- لم أفكر فى هذا بهدف التواجد، ولكنى قررت خوض هذه التجربة لأنها فقط
موجهة للأطفال وبصراحة أرى أن الطفل العربى واجه العديد من الاضطرابات طوال
الفترة الماضية ومن حقنا أن نهتم به، ورغم أننى تعاقدت مع إحدى شركات
الإنتاج على تقديم البرنامج. إلا أننى لم أستقر بشكل نهائى على الفكرة
ولايزال هناك اجتماعات للوقوف على شكل واضح لها.
■
وما حقيقة عودتك للمسرح خلال الفترة القادمة؟
- هذا حقيقى لأن المسرح وحشنى جداً. كما أن الجمهور بعد الثورات يحتاج
إلى علاقة مباشرة مع الفنان، وقد استقررت على رواية من تأليف يوسف معاطى،
ولكنى أنتظر استقرار الأوضاع لنبدأ التحضير لها بشكل فعلى.
■
وهل ترى أن خريطة الفن المصرى ستشهد تغييرا بعد صعود التيار الدينى؟
- أرى أن أى فنان يقدم ما يقتنع به وما يخدم مجتمعه بعيداً عن أى
حسابات أخرى، لأن العمل الجيد لا يجعل الشخص يشعر بقلق وما تقتنع به تستطيع
أن تدافع عنه أمام الجميع، وبصراحة الشعب المصرى لا يستطيع أن يعيش دون فن
ولا أحد يستطيع أن يوقفه لأن الناس متعطشة لأعمال تتحدث عنها وأعمال تسعدها
لأن معظمنا يحتاج إلى علاج نفسى.
■
وما رأيك فى الحكم الذى صدر بحبس عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان؟
- أعتقد أن توقيت الحكم هو ما جعلنا نشعر «بالخضة»، ولكنى بصراحة لا
أجد شيئا «يخوف» لأن «مفيش حاجة اسمها نحبس فنان»، ورغم أننى غضبت من
الحكم. فإننى لم أقلق فلكل شخص وجهة نظره، ولكن الشعب المصرى والفنانين لن
يصمتوا إذا تعرض الفن لأى شىء، ولكنى أطالب كل الفنانين بأن يعملوا ويقدموا
ما يحتاجه الجمهور.
المصري اليوم في
12/03/2012
قضية يثيرها الحگم بحبس عــــادل إمــــــام
قانون الحسبة وحرية الإبداع يفتحان أبواب الصراع
تحقبق
:
وليـد عـبيد
مصطفى حمدى
يفرض الغموض الذي يغلف الاحداث علي الساحة المصرية،
نوعا آخر من التفكير والتحليل وجاءت قضية الفنان
عادل إمام والتي صدر فيها الحكم عليه بالحبس لمدة ثلاثة اشهر وغرامة الف
جنيه بدعوي اساءته للدين الاسلامي في اعماله الفنية لتكون مقدمة لباب جديد
من أبواب أوجه الصراع الفكري الذي يشغل الساحة المصرية ليس فقط علي المستوي
الفني والاجتماعي
ولكن علي المستوي السياسي..
أخبار اليوم تحاول من خلال هذا التحقيق فك خيوط العنكبوت التي تحكم كل
ظاهرة يشهدها الشارع تكون لها ابعاد مخفية اكثر مما هي ظاهرة للعيان.
ومن هذا المنطلق يتم تسليط الضوء من خلال هذا التحقيق علي مشكلة حرية
الابداع التي يري البعض انها تتعرض لهجوم من التيار الديني في مصر في
محاولة من الاخير للسيطرة عليها وفرض ايديولوجيته..
في حين يري مراقبون ان ظهور هذه القضية في الوقت الحالي ما هي
الا بالونة اختبار لقياس المردود المجتمعي لها ويري اخرون انها تمثل احد
أوجه الصراع بين التيار الاسلامي من جهة والولايات المتحدة
والغرب من جهة بدليل وضع هذا الخبر علي رأس قائمة الاخبار في كبري القنوات
الاعلامية الغربية..
ويؤكد فريق ثالث ان القضية تفتح المجال امام الاسلاميين للانتقام من كل من
اساء اليهم وهاجمهم خلال فترات سابقة ..
التفاصيل في هذا التحقيق
يقول الفنان عمرو واكد:
ربما نختلف مع عادل امام سياسيا وفكريا وربما فنيا ولكن النظر للامور بهذا
الشكل من قبل التيار الديني ينذر بمعركة قادمة مفادها ان من ينتقدهم سيكون
مصيره الوقوف خلف القضبان..
فهم تحدثوا عن حرية الابداع واحترامهم للفن ولكن بشروطهم والآن
تكشف التجربة جانبا من هذه الشروط وهي الا
يتم انتقادهم وان تكون الافكار المطروحة في الاعمال الفنية متوافقة إلي حد
ما مع رؤيتهم وهذا ينفي تماما فكرة الاختلاف التي ترسخها التجربة
الديمقراطية وانا كفنان ارفض تماما اي وصاية فكرية يفرضها اي تيار علي
المبدع باستثناء ماقد يتعارض مع اخلاقيات وقيم المجتمع التي نرتضيها جميعا.
جبهة المبدعين
الفكرة التي طرحها عمرو واكد هي في الاساس كانت الدافع وراء تأسيس جبهة
المبدعين المصريين والتي تسعي للوقوف في وجه اي تجاوز ضد حرية الابداع من
قبل التيار الديني وذلك بعد التصريحات النارية التي شنها عبدالمنعم الشحات
ضد روايات نجيب محفوظ واتهامه لها بالتحريض علي الكفر وازدراء الاديان..
تصريحات الشحات انطلقت في وقت كان التيار
الديني يسعي فيه لكسب الشارع باي شكل قبل الانتخابات البرلمانية بايام
ولكنها جاءت لتلفت الانظار نحو رؤيتهم للثقافة والفن قبل النظر إلي
اهتمامهم بالقضايا الاخري المهمة مثل رغيف العيش وازمة البوتاجاز حتي ولو
كانت علي رأس أولوياتهم وهي الفكرة التي يتحدث عنها الفنان خالد صالح مشيرا
إلي أن هناك قضايا اكثر اهمية يجب ان ينظر لها التيار الديني باعتباره
اغلبية في البرلمان ومنها رغيف العيش وازمة البوتاجاز والانفلات الامني
بدلا من التركيز علي قضايا اخري لاتفيد الشارع بشكل مباشر في الوقت الحالي
فالثأر من عادل امام ومحاسبته علي مواقفه الفنية لن يفيد تلك التيارات بقدر
ما سيؤثر علي شعبيتها فالناس لديها ازمة في لقمة العيش بينما هم يصفون
حساباتهم مع عادل امام!
ويعتقد صالح ان التيار المستنير في المجتمع المصري والنخبة قادرة علي
التصدي لاي تجاوزات في حق حرية الابداع خاصة وان هذا التيار المستنير
لايستهان به وليس قليلا.
القوي المتنافرة
ويري الفنان التشكيلي وليد عبيد
وكيل مؤسسي حزب التحرير انه يجب لتحليل هذه القضية اولا ان نضع تعريفا
لماهية الحرية،
فالحرية هي أن يفعل كل انسان ما يحلو له دون أن
يأتي علي حريات الآخرين ولكن كل جهة تفهم هذا التعريف وتعمل به وفق ما يحلو
لها دون تنظيم..
فالبعض يري في الإساءة للدين شكلا من اشكال الحرية في حين يري
البعض الآخر في فهم حرية الابداع نوعا من الانحلال ومن هنا يأتي التصادم
بين افراد الفريقين،
ولا يخفي علي عاقل ان الولايات المتحدة الامريكية ومن ورائها الغرب
يحاولون بشتي الطرق التخديم علي اهدافهم المتمثلة في خلق حالة من الفوضي،
حتي ولو عن طريق ابراز وجود مشكلة سموها بالتعدي علي الحريات لوضع التيار
الديني موضع الشبهة والمساءلة وهنا انا لا أدفع عن التيار الديني بقدر ما
احاول توضيح ان الغرب لايهمه حرية الابداع والرأي للمصريين بقدر ما يحاول
اذكاء نار الفتنة والمجادلات في الشارع المصري.
صراع
مع الفوضي
ويؤكد الداعية الاسلامي الشيخ يوسف البدري انه لابد من التأكيد علي أن
الاسلام كشريعة قد حافظ علي الحريات حتي فيما يخص الاعتقاد بالذات الالهية
والايمان من عدمه فالاية القرانية تقول
»لا
اكراه في الدين«
وهذه المساحة من الاعتبار امام رب العالمين تنسحب علي كل شئ
»فمن
شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر«
وسيدنا عمر ابن الخطاب يقول متي استعبدتهم الناس
وقد ولدتهم امهاتهم احرارا..
ولكن الحرية ليست معناها التسيب والفوضي
والاساءة إلي الناس.
او معتقداتهم،
فالحرية التزام وتنتهي عند بداية حرية الاخرين والابداع لايكون في خدش
الحياء أؤ الاساءة إلي الاخلاق أو السخرية من الناس ولكل دولة الحق في ضبط
الحريات حتي لا تصل إلي حد الانفلات فالولايات المتحدة الامريكية واحة
الديمقراطية والحرية كما يراها البعض اصدرت فيها المحكمة الادارية العليا
عام
٦٨٩١
حكما بالاعدام علي اكثر من ٠٨
شخصا لأنهم طعنوا في مقومات ومقدرات الوطن الامريكي علي حد وصفهم..
وفي هذا الاطار يرحب الشيخ يوسف البدري بعودة نظام الحسبة فهو مبدأ ديني
مهم يقوم علي فكرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وضبط الاسواق والمدارس
والحقول والقري وكل مناحي الحياة حتي وأن ترتب عليها فتح اي باب من أبواب
الصراع كما يقول البعض لأن المبدأ يقوم علي عدم المساومة في ديننا وعدم
السماح بالفوضي والتسيب لأن تبعات ذلك ستنسحب علي حياتنا،
فالله لا يمنع رزقا الا بمعصية ولايمنحه الا بطاعة ونظام الحسبة الذي
يخشي البعض من العودة اليه قام الغرب باستخدامه والمفوض البرلماني هناك او
كما يسمونه »الامبوتس مان«
هو المسئول عن ذلك.
معركة اعلامية
اهتمام وسائل الاعلام الغربية بما
يسمي معركة حرية الابداع بين اهل الفن والفكر من ناحية والتيار الديني
من ناحية يراه البعض معركة مصطنعة هدفها اشعال المزيد من الحرائق في مجتمع
لايحتمل المزيد من الصراعات والمعارك ولكن هل الاعلام الغربي متهم فعلا
..
هنا يقول الخبير الاعلامي صفوت العالم:
الاعلام دائما متهم ولكن دعنا ننظر إلي
الامور من منظور آخر فالقاعدة دائما هي الاهتمام بالاخبار الجذابة والمثيرة
وخبر مثل حكم حبس عادل امام مثلا يتحقق فيه عناصر الجذب والمقروئية فهو
فنان معروف في مصر وخارجها وما يحدد نسبة قراءة الخبر هو القارئ الذي منح
هذا الخبر صفة الاكثر مقروئية وليس الاعلام الغربي هو من منحه ذلك.
ثانيا والاهم ان مثل هذه القضايا تدخل في اهتمامات المجتمعات الغربية
ووسائل الاعلام الغربية بما يسمي تحقيق الديمقراطية في الشرق الاوسط بغض
النظر عن نواياهم من وراء هذه الديمقراطية..
ولكن د.
محمد خضر مدير البرامج في قناة دريم يري ان الفضائيات تم تحويلها إلي شماعة
يعلق كل طرف اخطاءه عليها ويتهمها بالمسئولية عن فشله أو كوارثه ولكن خضر
يتحدث هنا عن قناته بشكل خاص،
مؤكدا انه كمسئول يرفض الهجوم علي تيار بعينه أو الدفاع عن تيار بعينه
تحقيقا للحيادية ولكن فيما يتعلق باهتمامات المشاهد فالاعلام يسير وراء هذه
الاهتمامات ولايخلقها فالبعض يظن ان الاعلام هو الذي سيدفع الناس للاهتمام
مثلا بقضية الحكم علي عادل امام في حين أن الاعلام لو تجاهلها سيتهم
بالتضليل أو التراخي في اداء دوره المنوط به فهناك قضايا تحتوي علي كل
عناصر الجاذبية والاهتمام ولايمكن تجاهلها وفي نفس الوقت هناك اهتمام
بالقضايا الحيوية التي تهم الشارع مثل ازمة البوتاجاز والبنزين ورغيف العيش
فكلها قضايا تكمل بعضها البعض ولكن لا يوجد قضية تافهة أو
غير مهمة تفرض نفسها بقوة دفع الاعلام.
أخبار اليوم المصرية في
17/02/2012
الحگم علي عادل
إمام بالحبس.. أول اختبار أمام المجتمع لحرية الإبداع
جبهة الإبداع المصري تصف ما يحدث بتشتيت للرأي
العام ضد أهداف الثورة
تقرير: رانيا نبيل
أثار حكم المحكمة الصادر 2 فبراير الجاري بحبس الفنان عادل إمام ثلاثة
اشهر وكفالة 1000 جنيه لاتهامه بازدراء الدين الإسلامي خلال بعض اعماله
الفنية، ردود فعل بين الوسط السينمائي برفض الاتهام جملة وتفصيلا، مؤكدين
أن الاعمال التي استند إليها مقيم الدعوي لا تمثل استهزاء أو سخرية وإنما
تمثل واقعا حقيقيا وإذا كان عكس ذلك لكانت اوقفته الرقابة انذاك. ووصف
الفنانون هذا الإجراء بالاختبار الأول أمام المجتمع حيال حرية الابداع
والفن. ومن ضمن الاعمال الفنية المستند إليها المحامي مقدم الدعوي «مسرحية
الزعيم» أفلام
«مرجان أحمد مرجان ، الإرهابي، حسن ومرقص» ومن ثم
قام محامي عادل امام باستئناف الحكم وتحديد موعد للجلسة في 3 ابريل
القادم.مايحدث علي المستويين السياسي والاعلامي يؤكد ان هناك مؤامرة علي
البلد ولا غير ذلك، وهو ما أكده عبد الجليل الشرنوبي منسق عام "جبهة
الإبداع المصري"، وأكد الشرنوبي تضامن جبهة الإبداع مع إمام، وقامت
بالاتصال بالشبكة العربية لحقوق الانسان لدراسة القضية.
اما الناقد السينمائي أحمد الحضري فرفض وبشدة هذا الإتهام، قائلا :
كلنا كنا موافقين ومازلنا علي أعمال إمام، يبقي يحكموا علينا كلنا" مضيفا
ان إمام لم يقم بدور مسيئ إطلاقا للإسلام، إنما نقل لنا صورة واقعية في
فترات عاشتها مصر بالفعل من خلال اعماله السينمائية ولم ولن يكن عليها
خلاف.
ووصفت د. مني الصبان الأستاذ بالمعهد العالي للسينما، الدعوي القضائية
بأنها "تلكيك" ليس اكثر. ودعت الصبان كل من يعملوا في مجال الإبداع بالتوقف
"والإضراب عن العمل" لعدة أيام لمواجهة هذا المد ولإعلان رفضنا لهذه
التدخلات بتقييد الإبداع والمبدعين من أجل أرضاء تيار معين لم نسمع له صوتا
من قبل، وعلي النقابة أن تصدر بيان شديد اللهجة لرفض الحكم.
وبمقارنة بعض الجمل الحوارية في أعمال عادل إمام، سنجد ان إمام قدم
الحقيقة لافكار موجودة بالفعل. ففي فيلم "الإرهابي" الذي انتج في 1992،
فهناك مشهد بين البطل "الأخ علي" و"قائد الجماعة" يقول له بالنص :"في
جهادنا ضد الكفار أموالهم غنيمة حلال ونسائهم جواري لنا".علينا أيضا
تذكريكم بمحاضرة تم تداولها علي صفحات الفيس بوك للشيخ أبو إسحاق الحويني
أحد أقطاب السلفية، حول حل الأزمة الاقتصادية بمصر عن طريق "الرق"
و"الجواري"، والعودة إلي الجهاد، مما ادي لإتهامه بمحاولة أخذ المجتمع إلي
عصر الجواري مرة أخري. وكان قد قال الحويني في محاضرته المثيرة للجدل عن
الجهاد كونه مخرجًا للأزمة الاقتصادية في مصر: "هو الفقر اللي إحنا فيه ده
مش بسبب تركنا للجهاد؟، مش لو كنا كل سنة عمالين نقوم بغزوة ولا اتنين ولا
تلاتة مش كان هيسلم ناس كتير في الأرض"، معتبرًا أن الجهاد وما يعقبه من
حصول المجاهدين علي المغانم والسبايا حلاً للخروج من الأزمة! مضيفا "كل
واحد كان هيرجع من الغزوة جايب معاه تلات أربع أشحطة وتلات أربع "نسوان"
وتلات أربع ولاد، اضرب كل رأس في ستميت درهم ولا ستميت دينار يطلع بمالية
كويسة"، معددًا المزايا الاقتصادية للجهاد، ولو رايح علشان تعمل صفقة عمرك
ما هتعمل الأموال دي، واللي يرفض هذه الدعوة نقاتله، ونخدوا أسير وناخد
أموالهم ونساءهم وكل دي عبارة عن فلوس!".
وفي مشهد اخر يقول "الاخ علي": لا حل إلا إقامة المجتمع الاسلامي في
مصر، مش كفاية بيشغلوا النصاري، علي الاقل مايشتغلوش رؤساء علي المسلمين
واللي مش عاجبه يمشي". وهو ما قاله أيضا بالنص الشيخ "محمد حسنين يعقوب"
بوصفه الموافقة علي التعديلات الدستورية بالانتصار في "غزوة الصناديق"،
مشيرا ان"الدين هيدخل في كل حاجة، واللي يقول البلد مانعرفش نعيش فيه إنت
حر، ألف سلامة، عندهم تأشيرات كندا وأمريكا".
الأهالي المصرية في
22/02/2012
وفد من نقابة الممثلين حضر جلسة محاكمة
عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان
أحمد الريدى
رأوا أن الدعوى موجهة ضدهم بالأساس، وهو ما دفعهم إلى حضور الجلسة
للتضامن مع أحد أطرافها، وإيصال رسالة مفادها أن الفن لن تتم محاربته بهذه
الطريقة، حيث حضر أول من أمس الخميس، وفد من نقابة المهن التمثيلية، يضم
النقيب أشرف عبد الغفور، ووكيل النقابة سامح الصريطى، والسكرتير محمد أبو
داوود، جلسة من الدعوى المرفوعة ضد كل من عادل إمام والكاتبَين وحيد حامد
ولينين الرملى، والمخرجين شريف عرفة ونادر جلال ومحمد فاضل، التى تتهمهم
بازدراء الدين الإسلامى، والتى رُفعت ضدهم عن أعمال سابقة لهم قدموها منذ
سنوات طويلة، وهى الدعوى التى تم تأجيلها للنطق بالحكم فى السادس والعشرين
من أبريل المقبل، وحضر بها محامون للدفاع عن المتهمين، كما حضر المستشار
القانونى لنقابة المهن التمثيلية وكذلك المهن السينمائية، وأكد سامح
الصريطى فى تصريحات لـ«التحرير» أنهم حضروا بصفتهم النقابية للدفاع عن
أعضاء النقابة، كما حضروا بصفتهم مواطنين للدفاع عن قيمة الفن، خصوصا أن
«الأفلام التى تحدثت عنها الدعوى لم يكن بها أى ازدراء للدين الإسلامى، بل
كان بها ازدراء للإرهابيين الذين قاموا بأعمال إرهابية تحت ستار الدين، وإن
كان بها ازدراء للدين كما يقال فأين كان موجه الدعوى منذ عشرات السنين؟»
مؤكدا أن الغرض من الدعوى هو محاربة الفن، وهو ما سيتصدون له
التحرير المصرية في
10/03/2012 |