أثار الحكم الذي أصدرته محكمة الهرم بحبس الزعيم عادل إمام ثلاثة أشهر
بتهمة
ازدراء الأديان ردود افعال متباينة بين الفنانين والمثقفين في مصر والعالم
فرأي
البعض أن هذا الحكم يضع قيودا علي حرية الابداع في مجالات الفن والثقافة.
ورأي البعض الآخر أن احكام القضاء لا يجوز التعليق عليها وأن الجميع يجب أن
ينتظر حتي تصدر المحكمة حكمها النهائي في القضية.
وقال عادل امام في تصريحات
خاصة لـ الاهرام المسائي إن هذا الحكم يعود بالساحة الابداعية
والثقافية الي الوراء
بما يساوي مائة سنة أو أكثر مشيرا الي أن
هذا الحكم المفاجئ جاء بمثابة صدمة علي
جبين الإبداع المصري والعربي لأنه سيحد
بالتأكيد من حرية الانتاج الفني
والثقافي.
وأضاف الزعيم أنه تقدم عن طريق محاميه بمعارضة استئنافية لأنه تم
قبولها وتحديد جلسة لنظرها يوم13 أبريل المقبل.
واضاف قائلا: رغم أني
متأكد من صدور حكم ببراءتي لكنني حزين جدا لأن يصدر هذا الحكم ضدي عن أعمال
عرضت
علي الجمهور منذ سنوات ولاقت نجاحا منقطع النظير, وعلي سبيل الحصر فيلمي
الارهابي
ومرجان أحمد مرجان وايضا مسرحية الزعيم التي استمرت بنجاح ساحق لعشر سنوات
متواصلة
أو أكثر ولم تصادف طوال العرض أي اعتراض أو رفض من النقاد والجماهير علي حد
سواء
لأن هذه الاعمال كانت تمس واقع المجتمع المصري في الصميم وتدعو الي ضرورة
الالتفات
الي بعض الظواهر السلبية والغريبة التي غزت المجتمع المصري علي مدي السنوات
الماضية.
واضاف قائلا: أن نسيج المجتمع المصري بدأ في التفكك الآن بشكل غريب
لم نره من قبل وعلينا جميعا كفنانين ومثقفين ومبدعين أن نتصدي بقوة لأي
محاولة تضر
بالوطن في كل المجالات.
واوضح إمام أنه تلقي كما هائلا من المكالمات من مثقفي
مصر والعالم العربي ومن دول الغرب ايضا
يؤكدون فيها تضامنهم معه بقوة ورفضهم بكل
قوة محاولات مسخ الابداع المصري الرائد.
الأهرام المسائي في
07/02/2012
ارفعوا أيديكم عن.. عادل إمام
كمال رمزي
لم أصدق، حتى الآن، خبر إدانة عادل إمام، فى قضية رفعت ضده، تتهمه ــ
والعياذ بالله ــ بازدراء الأديان، واتخذت من بعض أعماله، دليلا على ذلك،
مثل مسرحيته الكوميدية الجميلة، الفانتازية، «الزعيم» التى تنتقد، بسخرية
مليئة بالمفارقات، نمط حكام العالم الثالث، وحاشياتهم الفاسدة، ويقال إن
فيلمه المهم «طيور الظلام»، الذى يرصد، بوعى، تيارات المجتمع المتصارعة، فى
بدايات الألفية الثالثة.. وحسب ما جاء فى الصحف، أن فيلم «الإرهابى»
بالتحديد، هو الذى أثار حفيظة رافع القضية، الذى فيما يبدو ــ اكتشف فجأة،
بعد ثمانية أعوام من عرضه، علما أنه ــ الإرهابى ــ شأنه شأن «الزعيم»
و«طيور الظلام»، تحتفى به قنوات التليفزيون، ليس فى مصر فقط، بل فى معظم
البلدان العربية.. وبعيدا عن مسألة، أو فزورة القضية، وقاعات المحاكم، وجدل
القانونيين، يليق بنا أن ننظر لـ«الإرهابى» كعمل أصبحت ملكيته لكل من
شاهده، وأن نرى الأثر الذى يتركه فى قلوب وعقول المتلقين، من دون الدخول فى
تفاصيل الفيلم التى يعرفها المتفرج والقارئ.
لو اختير للفيلم عنوان آخر، لكان «قلب يتفتح للحياة»، فبقدر كبير من رحابة
الأفق، عالج «الإرهابى» موضوعه الجاد، الصعب. وهذا ما جعل الفيلم عملا
رقيقا، شفافا، برغم ما فيه من طلقات رصاص ودم وعنف. ابتعد كاتب السيناريو
لينين الرملى، عن الخطابية الرنانة، وعن الجفاف الذى كان من الممكن أن يقع
فيه إذا اتجه إلى إدانة هذا الطرف لحساب الطرف الآخر، فالكاتب الكبير، هنا،
يرد، بمنطق الحياة، وصدق العواطف، ودفء العلاقات الإنسانية، على التعصب
المقيت، والكراهية المرة، والنزعة الجنونية لتكفير الآخرين، ويحسب للفيلم
الشجاع، أنه جاء إبان انتشار الإرهاب، متجسدا فى السطو على محال الذهب،
وحرق دكاكين الفيديو، واغتيال أصحاب الأفكار المستنيرة، أو المختلفة مع
حاملى السكاكين والمسدسات، الذى قتلوا الشيخ الذهبى والكاتب فرج فودة،
وحاولوا ذبح أديبنا الأثير، المعبر عن ضمير مصر، نجيب محفوظ، بالإضافة
لإطلاق رصاصات الغدر، على السياح، فى القاهرة وأسوان.
على عبدالظاهر، بأداء موفق من عادل إمام، شاب فقير، أغلقت أمامه نوافذ
الأمل، والمستقبل، وبالتالى وجد بغيته فى جماعة تكفر المجتمع، ويضطر، فى
مأزق وعر، أن يختبئ عند أسرة مصرية طيبة، متحابة، دافئة العلاقات، وهنا
يكمن جوهر الفيلم، فالإرهابى، ليس مجرد وحش، أو كائن بلا قلب، فبطلنا، يدرك
شيئا فشيئا، أن الحياة متنوعة الألوان، والأفكار، وأن العنف ليس سيد
الأخلاق، ولكن اسوأها، ويتحول إلى إنسان جديد، بفضل حنان ربة البيت، وما
يعايشه من نزاهة الطبيب، رب البيت، الذى يخرج فى منتصف الليل، لإنقاذ
مريض.. وإذا كان ثمة بعض المآخذ الفنية التى قد تؤخذ على الفيلم، فإنها لا
تقلل من قيمته كعمل بنَّاء وممتع، حققه المخرج الكبير نادر جلال، يستحق
الاحترام، بصرف النظر عن مدى صحة الأخبار المبهمة، عن وقوعه فى قبضة غامضة،
حيث لا يستطيع المتابع إلا أن يعلن، بضمير مستريح: ارفعوا أيديكم عن..
«الإرهابى».
الشروق المصرية في
08/02/2012
فى قضية عادل إمام.. لا بديل عن الانتصار
خالد محمود
ليس تعليقا على الحكم القضائى، لكن بدون شك يأتى حكم المحكمة بحبس الفنان
الكبير عادل إمام ثلاثة أشهر بتهمة الإساءة للإسلام أو ازدراء الأديان فى
بعض أعماله السينمائية والمسرحية ليشكل عائقا كبيرا أمام جبهة الإبداع
المصرى، بل وربما يصيبها بصدمة وهى على مشارف مستقبل جديد تحاول فيه البحث
عن حقوق أصيلة لها فى صياغة وطن جديد.
ففى الوقت الذى تسعى فيه الجبهة لفتح آفاق جديدة لحرية الإبداع، وعلاقة
صناع الفن بمنظومة الدولة الجديدة بعد أن عانت كثيرا من قوانين ونظم وتجاهل
أدت إلى الإحباط والتراجع فى عصر الرئيس المخلوع، يجىء الحكم على عادل
إمام، وعن أعمال مسبقة لتزداد المخاوف وتتسع دائرة القلق عما هو قادم.
نحن لا نعترض على حكم قضائى لكن هذا الحكم يتحدث عن أعمال قدمها الفنان فى
الماضى وكأنه يفتح مجالا لكشف حساب لأعمال الفنانين السابقة وبمثابة تحذير
لإبداعهم الجديد فى المستقبل.
وإذا نظرنا لما جاء فى الحكم من أن الفنان قد أساء إلى الدين فى أعمال مثل
فيلم «مرجان أحمد مرجان» ومسرحية «الزعيم» وربما «الإرهابى»، فإننا سنجد
أنها أعمال كوميدية خفيفة، ورغم أن المشاهد لم يشعر ولم يقف عند اى شىء من
قبل هذه الإساءة، فإنه تعامل مع عمل كوميدى ملىء بالمواقف الساخرة التى
تدين حقبة وعصرا وظروفا شملت اطيافا عديدة من المجتمع بما فيها بطل العمل
نفسه، ففى الفيلم هناك رجل الاعمال مرجان الذى استفاد من العصر وخطاياه
وانفتاحه بدون رابط أو قانون، وفى مسرحية الزعيم وجدنا المواطن البسيط الذى
ألقت به الظروف عبر رؤية ساخرة فانتازية يستحيل تحققها فى الواقع ليكون فى
مكان شخصية الرئيس. وبالقطع كانت هناك مواقف ساخرة من جميع الانماط
والنماذج التى تتلاعب بكل شىء وعلى حساب اى شىء من اجل تحقيق اهدافها
واستقرارها.
واقع الأمر ان ساحة الفن والإبداع المصرى سوف تواجه خلال المرحلة المقبلة
عقبات كثيرة مؤرقة، ربما تعمق من جراح الأزمة، وربما يخشى الكثيرون من
الإفراج عن احلامهم، لكنى أرى ان على المبدعين والفنانين ان يتمسكوا بهذه
الأحلام وألا يدعوا ظروف ملابسات قضية أو أكثر تؤثر على مزاجهم وطموحاتهم
وأن يحرروا أنفسهم من اى مخاوف، وان يهيئوا انفسهم لصراع لا بديل عن الخروج
منه منتصرين، ويجب ان يعقدوا العزم بحق على عودة مختلفة للفن المصرى تعيد
له بريقه ومكانته دون أى أفكار مسبقة من وجود حجر أو رقابة أو كيانات تحدد
لهم ما يجب ان يقدمونه وما لا يجب، فالفن لا يخضع لروشتة او لوصاية، فقط
ينتمى لرؤية المبدع وأفكاره، وحتى يكون لما يطرحونه دور فى استكمال مسيرة
واقع فنى حضارى، والكرة كلها فى ملعب شباب الفنانين الموهوبين وشيوخهم.
الشروق المصرية في
08/02/2012
حبس عادل إمام.. صُدفة أم كارت إرهاب?
تحقيق - صفوت دسوقي:
أثار صدور حكم قضائي بحبس الفنان عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان في أعماله
الفنية حالة من الخوف والحذر بين المبدعين.. يري فريق أن الحكم لا يستحق
الوقوف أمامه.. ويري آخر أن الحكم كارثة، خاصة في ظل صعود التيار الإسلامي
وسيطرته علي الحياة السياسية.
يقول الفنان عادل إمام: أرفض التعليق علي أحكام القضاء وأثق في عدالته إلي
حد بعيد وأن أعمالي التي قدمتها علي مدار مشواري الفني أعمال جادة تهدف إلي
ممارسة الإرهاب وتصحيح مفاهيم وأفكار خاطئة سادت وسيطرت علي العقول في فترة
مهمة كانت مصر فيها معرضة للانشطار والانقسام بسبب الإرهاب.
ويعلق السيناريست الكبير وحيد حامد علي حبس عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان
قائلاً: أشعر بتشاؤم بعد سماع هذا الخبر، فهو من وجهة نظري لا يخص عادل
إمام بمفرده، لكن يخص كل المبدعين الذين يحاولون التعبير عن أفكارهم
وأحلامهم من خلال شاشة السينما.. وواصل وحيد حامد كلامه: الحكم يعتبر
إنذاراً خطيراً لقتل حرية الإبداع، خاصة أن نفوذ التيار الإسلامي هو الأعلي
والمسيطر في ذلك الوقت، الحكم في تصوري مسألة مفزعة وكارت إرهاب لكل
المبدعين، صحيح أن الحكم غيابي والدعوي هزيلة من الناحية القانونية لكن
المحامي الذي يحركها ويتابعها من جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر علي
الحياة السياسية الآن، وهذا يعني أننا أمام قوي جديدة هدفها كبت حرية
الإبداع وتحويل كل من يتجرأ لتقديم فكرة مختلفة المحتوي إلي مجرم يستحق
الحبس والعقاب.
وأكد وحيد حامد في ختام كلامه أنه لا يملك التعليق علي أحكام القضاء الذي
يحترمه إلي حد كبير، ويثق في عدالته.
ووصف الكاتب والسيناريست الكبير لينين الرملي الحكم بأنه شيء لا معقول..
وقال: كيف تعاقب مبدعاً علي أعمال فنية قدمها منذ 36 عاماً؟.. معني هذا أنه
خلال الأيام القادمة سوف نجد دعاوي قضائية ضد الممثلين الذين ظهروا في
أفلام الأبيض والأسود.
وطالب لينين الرملي الإعلام بالهدوء في تناول القضية وعدم التهويل منها لأن
تهمة الازدراء تهمة بالغة الخطورة فهي كمن يتهم شخصاً بالكفر.. وأكد
«الرملي» أنه لا يجب محاكمة الفنان لكن يجب محاكمة الرقابة علي المصنفات
الفنية التي سمحت وأجازت عرض العمل.. وأوضح أنه يرفض أن تكون لدينا رقابة
فوق الرقابة.
ويري المنتج محمد فوزي أن الحكم الصادر ضد عادل إمام لا يدعو للقلق أو
الخوف لأن أغلب أو معظم هذه الدعاوي القضائية يقف خلفها محامون «غاويين
شهرة»، ولا يجب الوقوف أمام مثل هذه الدعاوي لأن الاهتمام بها سوف يخلق
حالة من الإرهاب الفكري.
فودة: السينمائيون يرفضون الوصاية علي الإبداع
كتب - محمد شكر:
أكد مسعد فودة نقيب المهن السينمائية أن الحكم الصادر بالحبس ضد عادل إمام
حكم خطير يقف حائلاً ضد حرية الإبداع التي يجب علي الجميع احترامها، وأضاف:
أن نقابة المهن السينمائية عقدت اجتماعاً مع نقابة الممثلين وجبهة حرية
الإبداع للتنسيق فيما بينهم واتفقوا علي عدم اتخاذ أي إجراء إلا بعد
الاطلاع علي حيثيات الحكم ودراسته حتي يكون موقفهم جماعياً تجاه هذه
الأزمة.
وشدد «فودة» علي أن موقف السينمائيين والعاملين بالحقل الفني يرفض أي تدخل
أو وصاية علي حرية الإبداع وأن صدور حكم بهذه الصيغة في هذا التوقيت الصعب
علي مجمل أعمال فنان مؤشر خطير ونقابة السينمائيين ستساند أي مبدع قد يقع
عليه ضرر ولن تسمح بمحاولات وأد الإبداع التي يحاول البعض ممارستها.
وأشار «فودة» إلي أن النقابات الفنية وجبهة حرية الإبداع ألغت اجتماعاً كان
مقرراً صباح أمس الأول مع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب نظراً للظروف
التي تمر بها البلاد بداية من أحداث بورسعيد وانتهاء بأحداث وزارة الداخلية
وهي فرصة لدراسة الأمر وطرح قضية عادل إمام ضمن قضايا الفن المصري التي يجب
مناقشتها مع مجلس الشعب.
وأوضح «فودة» أن نقابة السينمائيين ترفض أي وصاية علي الفن المصري وأن
المرحلة الحالية مرحلة تخبط في السياسة المصرية وهو ما يمس الفن المصري كما
يمس باقي مناحي الحياة ويجب أن تمر هذه المرحلة سريعاً حتي تستعيد مصر
استقرارها، وهو ما يتحقق بإعادة هيكلة وزارة الداخلية وضرورة الإسراع لوضع
دستور جديد وإجراء الانتخابات الرئاسية وإعادة تطوير وتطهير الإعلام وسرعة
الانتهاء من محاكمات قتلة الثوار حتي نستعيد الاستقرار مرة أخري.
فواز: الحكم فرقعة إعلامية وليس خطوة من الإسلاميين ضد الفن
كتب - علاء عادل:
وأكد صبري فواز - عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية - أن النقابة كلفت
المستشار القانوني بمتابعة إجراءات صدور الحكم والحصول علي نسخة منه
لدراستها قبل حضور جلسة الاستئناف.
وقلل «صبري فواز» من أهمية الحكم الصادر ضد عادل إمام، مؤكداً أن هذا الحكم
ليس له أي مرجعية قانونية، بالإضافة إلي أنه حكم غيابي وأي محام يستطيع
الحصول علي حكم بالبراءة من أول جلسة معارضة لأن الأحكام الغيابية تصدر
لعدم وجود الطرف الآخر للدفاع عن نفسه.
وأكد «فواز» أنه من العبث أن نحاكم شخصاً علي أعمال قدمها منذ ما يزيد علي
15 عاماً وهو ما يجعلني أري الأمر لا يزيد علي كونه مجرد «فرقعة إعلامية»
كالتي كان يقوم بها من قبل محام يرفع دعوي قضائية ضد هيفاء وأفلام خالد
يوسف وغيرهم.
ونفي «فواز» أن تكون هذه القضية خطوة من الإسلاميين ضد الفن لتقييد حرية
الإبداع، وأكد أن الأمر شخصي وقريب من «الخيابة» فمحاكمة عادل إمام علي
أعماله السابقة التي حصلت علي موافقات كافة الجهات الرسمية ولم يعترض عليها
لا الإسلاميون ولا غيرهم منذ سنوات كأن نقوم بمحاسبة الصحابة علي كفرهم قبل
الرسالة المحمدية وهناك ما هو أهم للخروج بمصر إلي بر الأمان حتي نستعيد
الريادة الفنية والثقافية من مطاردة الفنانين بأحكام الحبس.
لا عزاء للإبداع.. من نجيب محفوظ إلي عادل إمام!
كتبت - حنان أبوالضياء:
يبدو أن سلسلة تهمة ازدراء الأديان أضيف إليها حلقة جديدة من خلال الحكم
الذي حصل عليه «عادل إمام» مؤخراً، تلك السلسلة التي بدأت منذ سنوات عديدة
بالهجوم الشديد علي «نجيب محفوظ» واتهامه بالكفر والإلحاد ومنع رائعته
«أولاد حارتنا» واتهامه بالإساءة إلي الذات الإلهية، رغم أن «نجيب محفوظ»
نفي عن نفسه تلك التهمة البشعة عندما أعلن أن «أولاد حارتنا» عمل أدبي لا
يجب النظر إليه علي أنه كتاب، فهناك فرق كبير بين الإبداع الفني الذي يعطيك
الفرصة إلي الحرية وإطلاق العنان لأفكارك وصبغها برؤي مختلفة لتقديم شخصيات
لا تعبر عن تفكيرك أنت بل عن أفكار شخوصك التي تكتب عنها ومن خلالها، يمكن
التعبير عن المجتمع بكل طوائفه، أما الكتاب فهو آراؤك الشخصية التي تتحمل
ما يجيء به من أفكار ولكن للأسف أن هناك دائماً من يقف بالمرصاد لأي عمل
إبداعي ولا يفكر لدقيقة واحدة في الفرق بين العمل الفني الطارح لكل
الشخصيات وبين أن يكون رأيك الشخصي.
لذلك فإن «عادل إمام» يحاسب علي ما يقوله في حواراته الفضائية أو في الصحف
إذا كان يطرح فيها ما يدور في عقله وما يؤمن به، أما محاسبته علي الشخصيات
التي يؤديها فمعني ذلك أن كل الفنانين الذين أدوا أدوار الكافرين في
الأفلام والمسلسلات الدينية يجب محاكمتهم أيضاً، خاصة أن ما يقولونه فيه
رفض لوجود الله.
وإذا كنا نقيم عليهم الحجة بتلك الأساليب الغريبة فقد يظهر بعد ذلك من يطلب
إقامة حد الردة عليهم، وبالطبع هذا الحكم ينسحب علي المبدعين الذين شاركوا
في تلك الأعمال بداية من كاتب القصة والسيناريو والحوار وانتهاء بالمخرج..
وبالتالي فإن مبدعاً مثل «وحيد حامد» عليه التفكير ألف مرة قبل الإمساك
بقلمه وكتابة أعمال مثل «الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام» و«المنسي»
و«الأولة في الغرام» و«احكي يا شهرزاد» لأن فيها أفكاراً قد يراها البعض
تحريضاً علي أفكار قد لا يقبلها الفكر المتطرف، وإذا كان هذا هو المنطق
الذي سوف يحكمنا والذي سيجعل الأعمال الإبداعية مثل «الحسين شهيداً» من
المستحيل خروجه إلي النور لأنه يقترب بشكل كبير من منطقة يجدها الكثيرون
محرمة، بداية من مناقشة قضية الخوارج وانتهاء بظهور الصحابة، وآل البيت في
أعمال فنية.. وقد نري مع الوقت قضية ترفع علي أي فنانة من منطلق تعدد
الأزواج لأنها ظهرت في أكثر من عمل زوجة لأكثر من ممثل.
وللأسف فإن هذا الباب إذا فتحناه لن نستطيع إغلاقه فهناك دائماً تهمة سابقة
التجهيز اسمها ازدراء الأديان يمكن وصمها علي أي مبدع، ولا عزاء للإبداع في
زمن اختلط فيه الحابل بالنابل ويؤخذ فيه المبدعون بالشبهات.
الوفد المصرية في
08/02/2012
عادل إمام يستأنف، مصر خائفة من نفسها!
محمد عبد الرحمن / القاهرة
رغم مواقفه السياسية الداعمة لنظام حسني مبارك، وغيابه عن الأضواء بعد
الثورة المصرية، إلا أنّ رقعة التضامن مع «الزعيم» اتسعت منذ صدور حكم
بسجنه، حتىّ شملت أشد معارضيه ومنتقديه
لم يتوقّع عادل إمام أن يصدر عليه حكم بالسجن بعد أكثر من أربعة عقودٍ من
دخوله عالم الفنّ، وتربّعه على عرش الكوميديا العربية. ولم يتوقّع أيضاً أن
يقف إلى جانبه أشدّ معارضيه، ممن يرونه من أبرز الداعمين لنظام حسني مبارك.
بعدما لجأ «الزعيم» إلى الظلّ منذ «ثورة 25 يناير»، عاد اسمه إلى التداول
إثر صدور حكم بسجنه لمدة ثلاثة أشهر وتغريمه مبلغ 166 دولاراً بتهمة ازدراء
الدين الإسلامي في أعماله الفنية. وجاء الحكم الابتدائي ضد النجم المصري
ليفتح باب التضامن معه حتى من أكثر المعارضين لآرائه ولأدائه الفني في
السنوات الأخيرة.
إذ أطلقت «جبهة الإبداع المصري» التي تشكلت قبل أسابيع، بياناً رفضت فيه
سجن عادل إمام. وقال المتحدث باسم الجبهة المنتج محمد العدل، إن الخلافات
الشخصية والسياسية مع إمام لن تمنعه من دعوة أعضاء الجبهة إلى دراسة سبل
التضامن مع الفنان المهدد بالحبس. فيما أعلن الناقد طارق الشناوي المعروف
عنه حدة نقده لأفلام «الزعيم» الأخيرة أنّ الدفاع عن ازدراء الاديان غير
مقبول، لكنه يؤكّد أن صاحب «عمارة يعقوبيان» لم يقم بذلك، وبالتالي فإن
الدفاع عنه واجب.
لكن هل ازدرى عادل إمام الدين الإسلامي؟ أم أنّ ما قدّمه كان انتقاداً لكل
المتاجرين باسم الدين؟ عمد «الزعيم» في أعماله إلى السخرية من رجل الدين من
دون التطرّق إلى الدين نفسه، كما قال الشناوي. ولفت هذا الأخير إلى ملاحظة
أساسية وهي أن إمام يقدم ما يكتبه مؤلف ويوقّعه مخرج، فلماذا يعاقب هو دون
غيره على هذه التهمة لو صحت؟ وأضاف أنّ النجم المصري تعرض للموقف نفسه في
فيلم «الأفوكاتو» في مطلع الثمانينيات، وصدر وقتها حكم بسجنه مع مؤلف ومخرج
الفيلم رأفت الميهي بتهمة «إهانة المحامين». لكن الحكم عاد وسقط في محكمة
الاستئناف. كذلك حذّر الشناوي من تكرار هذه الأحكام ضد الفنانين في المرحلة
المقبلة خصوصاً «أنّ الدولة التي كانت تقف مع حرية الإبداع غير موجودة
الآن». وهنا يشير إلى أنّ النظام السابق كان يحمي عادل إمام ليس لأنه من
مناصريه فقط، بل لأنه كان يوجد في هذا النظام نفسه من يعرف متى يوقف
التصادم بين التيارات المختلفة حتى لا تتعرض حرية الإبداع للانهيار.
لكن بعد الثورة، تغيّرت الصورة بالنسبة إلى الناقد الشهير، هكذا اضطر
المبدعون للخروج وتكوين جبهة للحفاظ على حريتهم. وهو ما يفسر موقفهم
المساند لعادل إمام رغم مواقفه السياسية التي لم يتردّد يوماً في الإعلان
عنها قبل سقوط حسني مبارك، حتى وصل به الأمر إلى تزكية جمال مبارك لخلافة
والده. إذاً عرفت «جبهة الإبداع المصري» كيف تفصل بين حرية التعبير
والسياسة، ورفضت فكرة الحكم قضائياً على ممثل شهير بسبب أعمال قدّمها منذ
سنوات طويلة. ورأت الجبهة في هذه الخطوة أمراً مثيراً للقلق و«تجعل من
السهل تطبيق هذه الأحكام على فنانين آخرين». وهو ما يبدو ممكناً خصوصاً أن
هذه النوعية من القضايا ترتبط غالباً بالخلفيات السياسية والدينية للقاضي
الذي يصدر الحكم. هكذا قد يرى أحد القضاة أن فناناً ازدرى الأديان، فيما
يتعامل معها قاض على اعتبارها قضية فنية بحتة، ويحكم بالبراءة. وبين هذا
وذاك، يبقى الثابت الوحيد أنه في حال حكمت محكمة الاستئناف هي الأخرى على
إمام، فإن النجم الكبير سيدخل السجن ولن يحميه أحد.
الأخبار اللبنانية في
08/02/2012 |