يسدل مساء اليوم الستار على الدورة السادسة من المهرجان بحفل ختامي ذي
طابع كرنفالي، كما وعد عبدالحميد جمعة رئيس المهرجان، خصوصاً مع الاحتفال
ضمن الختام بإعلان الفائزة بجائزة محمد بن راشد للدراما العربية .
ويعرض في الختام فيلم “أفاتار” للمخرج الأمريكي جيمس كاميرون، وهو
فيلم تدور أحداثه في الفضاء الخارجي، من خلال تفجير عالم من الطاقة
والابتكار، وبطله الجندي “جايك سولي” الذي أصيب خلال عمله في البحرية
بالشلل، ويحصل على فرصة ثانية في الحياة من خلال جسد صناعي مستنسخ، ويتم
إرساله إلى كوكب “باندورا”، البديع والخطير لسلالة “النافي” وهناك يخوض
مغامرة عنيفة لا تخلو من الحب والعواطف . والفيلم من بطولة سي سي إش بوندار،
وجيوفاني ريبيسي، وجويل ديفيد مور .
كما ستوزع في المهرجان جوائز المهرجان في مسابقاته وهي مسابقات المهر
العربي للأفلام الروائية الطويلة، والوثائقية، والقصيرة، بالإضافة إلى
جائزة مسابقة المهر الآسيوي - الإفريقي للأفلام الروائية الطويلة،
والوثائقية، والقصيرة .
وذكر عبدالحميد جمعة ل”الخليج” أمس أن الاحتفال بختام هذه الدورة
يختلف عنه في الدورات السابقة لأن طابعه سيكون كرنفالياً لمكانته بين صناع
السينما وضيوفه الكبار، وحتى يليق بتوزيع جائزة محمد بن راشد للدراما
العربية .
وأكد أن جائزة الدراما لا يمكن أن تسحب البساط من المهرجان لارتفاع
قيمتها المتساوية مع جوائزه، لأن المهرجان خاص بصناعة السينما التي لها
فنانوها، وهي خاصة بالدراما التي لها صناعها .
وأوضح جمعة أن قوة المهرجان خلال هذه الدورة بدت من خلال إضافة
فعاليات جديدة، وحضور نجوم كبار مثل عمر الشريف وروب مارشال وكريستوفر
لامبير وأميتاب باتشان، وغيرهم من النجوم، وعرض أقوى الأفلام التي تزامن
عرضها في المهرجان مع عرضها في بلدها الأصلي . واعتبر ذلك خير دليل على قوة
دبي، ودحضاً للشائعات التي تتردد عن الإمارة التي ستبقى شامخة بصاحب السمو
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ولفت
إلى أن هذا النجاح الهائل دفع إدارة المهرجان للتخطيط منذ ثلاثة أيام فقط
للبدء في التحضير للدورة المقبلة فور انتهاء الحالية، للظهور بثوب وفكر
جديدين “لأننا دائماً ننتهي من حيث انتهى الآخرون” .
ونفى رئيس المهرجان أن يكون عرض الفيلم الأمريكي “بدرس” الذي افتتحت
به فعالية “الجسر الثقافي” أحد أشكال التطبيع، مؤكداً أنه يحترم من يعتقد
ذلك لأنه يملك رؤية خاصة به . ولفت إلى أن البرامج التي قدمها المهرجان
أثارت كثيراً من الجدل، وهو ما يعتبره ظاهرة صحية .
وعن سيطرة الإنجليزية على الندوات والفعاليات، وغياب المترجمين عن
أغلبها، بدليل ترجمة النجم العالمي عمر الشريف كلمته من الإنجليزية إلى
العربية والفرنسية بنفسه، وتوضيح بعض الأسئلة بلغة ضيوف الندوة، ضحك جمعة
قائلاً: لأن عمر الشريف يعتبر المهرجان داره، وهو غيور عليه، لذلك قام بهذا
الدور الذي نشكره عليه . وأشار إلى أن كثرة الندوات والفعاليات ربما تكون
هي السبب في غياب بعض المترجمين .
النقاد يختارون “أفاتار” فيلم العام
منحت مؤسسة نقاد السينما على الانترنت في نيويورك “نيفكو” فيلم
“أفاتار” للمخرج جايمس كاميرون وهو فيلم ختام المهرجان لقب أفضل فيلم للعام
الحالي .
كما تصدر فيلما “أفاتار” و”اب ان ذي اير” الترشيحات للفوز بجوائز
“جولدن جلوب” .
وحصل الممثل جيف بريدجز على لقب أفضل ممثل عن دوره في فيلم “القلب
المجنون”، وحصلت الممثلة ميريل ستريب على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في
فيلم “جوليا وجوليا” .
ونالت كاثرين بيجيلو جائزة أفضل مخرج عن فيلم “ذو هيرت لوكر” ، وحصلت
الممثلة مونيك على جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلم “براشيس” .
وحصد فيلم “إنغلوريس باستردز” جائزتي أفضل سيناريو ومؤثرات سينمائية،
وحصل الممثل في الفيلم كريستوفر وولتز على جائزة أفضل ممثل بدور مساعد .
واختارت المؤسسة فيلم “الرباط الأبيض” أفضل فيلم أجنبي، وحصل “ذو كوف”
على جائزة أفضل فيلم وثائقي، و”أب” على جائزة أفضل فيلم كرتون .
وحصل فريق فيلم “إن ذو لوب” على لقب أفضل فريق عمل .
شراكة لتوزيع مختارات من المهرجان
دبي - “الخليج”:
أعلن المهرجان أمس عن شراكة جديدة مع كل من “فرونترو فيلمد
إنترتينمنت” و”ريل سينما” لتوزيع باقة خاصة سنويا تتكون من ثمانية أقراص
“دي في دي” لأفلام عرضها المهرجان في الأعوام الماضية وتحمل اسم “مختارات
مهرجان دبي السينمائي الدولي” عبر متاجر “فيرجن ميغاستورز” في منطقة الشرق
الأوسط وغيرها . ويتضمن القرص الأول فيلم “الرحلة الكبرى” الذي افتتح عروض
الدورة الأولى للمهرجان عام 2004 .
وتضم الباقة السنوية أفلاما عربية وآسيوية وإفريقية مع تركيز خاص على
الأعمال العربية، وقال مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني للمهرجان:
استوحينا هذه الفكرة من خلال تفاعلنا مع المهرجان وتواصلنا مع صناع الأفلام
والجمهور، ووجدنا أن توزيع الأفلام يعد أحد الأمور المهمة التي يحتاجها
صانع الفيلم ومبدعه، فالسنوات الطويلة التي يقضيها في كتابة السيناريو
وصناعة الفيلم وإنتاجه لعرضه في عدد من المهرجانات تستحق أن نحرر هذه
الإبداعات ونطلقها للجمهور ليستمتع بها . وأضاف: انطلقت هذه الفكرة لرفضنا
أن تبقى هذه الإبداعات حبيسة، كما أنه من واجبنا نشر هذه الثقافة
السينمائية لتبقى متداولة في الصالات السينمائية المحلية والعربية
والعالمية، وبدأ الاتجاه لنوعيات معينة من السينما “هوليوود” و”بوليوود”
والسينما العربية التجارية، ولكن الجمهور لا يعي الفرق بأن يشاهد نوعيات
أخرى من الأفلام تعرف بأفلام المهرجانات، وهي التي يجب أن يزداد الوعي
بأنها ليست مصنوعة للمهرجانات بل للناس . وعن مبادرة الشراكة مع “ريل
سينما” يقول أمر الله: هذه الشراكة تعمل على إطلاق الفيلم سينمائيا لعرضه
لأسبوعين تقريبا ويحصل الجمهور على فرصة مشاهدته في 3 عروض يومياً .
وأضاف: بوجود التوزيع لصالات السينما في المهرجان أرى أن الحلقة
اكتملت تماما، والتي بدأت ب”ملتقى دبي السينمائي للمشاريع الورقية”، ومن
بعدها “أفلام قيد الإنجاز” التي صورت ولكن لم تلق الدعم الكافي ونحن ندعمها
في هذه المرحلة، ثم عرضها في المهرجان نفسه بعد انتهاء الفيلم والتسويق ثم
توزيعه بصالات السينما ختاما ب”الدي في دي” . وهذه المبادرة تنبع أولا
وأخيرا من إيماننا بأن هناك مبدعين عرباً نعمل على إنجاز مشاريعهم المثمرة،
كما سيلقى المهرجان رد فعل إيجابياً من قبل صناع الأفلام، إذ يسعى بشكل
دائم لنشر الثقافة السينمائية .
وأشاد زياد ياغي، مدير سوق دبي السينمائي، بهذه المبادرة ويقول:
انطلقت هذه المبادرة لفخرنا بالسينما العربية والآسيوية والإفريقية ورغبتنا
في أن نكون منصة لبيعها وترويجها عالميا، وهذه هي السنة الثانية لسوق دبي
السينمائي، وفي السنة الأولى كان لدينا 211 فيلماً وهذه السنة لدينا ،323
وينقسم السوق لأفلام المهرجان بالإضافة لبعض الأفلام من مهرجان الخليج
وأخرى يختارها السوق لترويجها وبيعها عالميا، وما نقوم به هو إيجاد بائعين
يشترون من جميع أنحاء العالم حيث ندعوهم ليشاهدوا الأفلام ويتم شراؤها على
الصعيد العالمي وتوزيعها لأنحاء العالم . وأضاف: مع أننا نركز على جميع
الأفلام، إلا أن تركيزنا الأكبر عربيا حيث نمتلك أفلاما نفخر بها وبالترويج
لها ك”دار الحي” و”زنديق” و”الدائرة” ونريد أن نمنح كل مشاهدي العالم
الفرصة لمشاهدتها لأنها تستحق المشاهدة فعلا، والمستفيد الأكبر من هذه
المبادرة هو المشاهد .
وقال اسماعيل فاروكي مخرج فيلم “الرحلة الكبرى” إن هذه المبادرة جيدة
جدا خصوصا أن المشاهدين يرغبون في مشاهدة هذه الأفلام التي لم يستطيعوا
متابعتها في وقت سابق ليفتح المهرجان الباب لترويج الأفلام العربية التي
كانت موجودة سابقا في الأدراج . واعتبر أن هذه المبادرة ستمكن المشاهد من
مشاهدة الأفلام التي نفخر بها .
وأوضحت شيفاني بانديا، المدير التنفيذي للمهرجان، أن هذه الخطوة جاءت
امتدادا لجهوده بما يضمن تحقيق الهدف المتمثل في توفير منصة قوية لصناعة
السينما في المنطقة عبر مبادرات حقيقية تتواصل على مدار العام . وقالت: لا
شك في أن العروض الشهرية والأفلام المختارة من بلدان معينة توفر نافذة مهمة
يطل منها صناع السينما الإقليميون على جمهور “الفن السابع” وبالعكس .
وسيقدم المهرجان قائمة بالأفلام المحتملة لتسهيل التعاون على صعيد
البرمجة وتأمين تراخيص العرض وإدارة العمليات اللوجستية وترويج الأفلام،
وفي المقابل سيتولى مجمع “ريل سينما” مهمة مراجعة وتدقيق نسخات الأفلام
ودعم التسويق المباشر لهذه الأعمال . وتستند عروض الأفلام المختارة من
بلدان معينة، إلى نفس النموذج الذي تعتمده “مؤسسة كاثاي” في سنغافورة شريك
“إعمار لتجارة التجزئة” في “ريل سينما” .
سينمائيون يرشحون أفلاماً للفوز
دبي - دارين شبير:
أفلام كثيرة شاركت في المهرجان، ونافس الكثير منها في مسابقة المهر،
وبعد أن بدأت الرؤية تتضح ويظهر مستوى الأفلام المشاركة زادت التوقعات لدى
الجميع، وزادت أمنيات أصحاب الأفلام المشاركة في الحصول على جوائز، ولكن
الأمر كما اتفق عليه الجميع يعتمد على ذوق لجان التحكيم، تحدثنا مع بعض
صناع السينما حول توقعاتهم للأفلام الفائزة .
يرى الناقد السينمائي طارق الشناوي أن هناك أفلاماً كثيرة تتميز
بمستواها المرتفع، وأكد أنه من خلال زيارته لعدة مهرجانات سينمائية وجد ان
مهرجان دبي حصل على أفضل حصيلة من الأفلام القوية والمميزة، وهذا ما يصعب
التوقعات للأفلام الفائزة . ويقول: الأفلام قوية جداً هذه السنة وهذا واضح
بشكل كبير، ومن الأفلام التي تستحق الجائزة الفيلم الفلسطيني “أمريكا”
لمخرجته الفلسطينية شيرين دعيبس والتي تشارك الكويت في إنتاجه، و”واحد
صفر” لمخرجته كاملة أبو ذكري، والفيلم الروائي “زنديق”، والفيلم الوثائقي
“أحلام الزبالين” الذي يتميز بإحساس عال جدا، و”العراقي”بعد السقوط”،
واللبناني المهم “اثنا عشر رجلاً غاضباً”، والفيلم الفلسطيني “حاجز الصخرة”
الذي يتواجد فيه المبدع محمود درويش، وهذه تعد نخبة من الأفلام المتميزة
ولكني متأكد بأن لجان التحكيم لها اعتبارات أخرى .
ويخالفه الرأي الناقد السينمائي محمد رضا ويرى أنه من الصعب توقع أي
الأفلام ستفوز بسبب التساوي بينها من حيث الجودة والمستوى العام . ويقول:
هناك فيلم مبهر أو ذو مستوى مرتفع جداً، وليس هناك فيلم رديء، ولذا
فالجوائز ستمنح على نحو شخصي بمعنى أن الأمر سيعتمد على نقاش لجنة التحكيم
قبل الوصول لحل يرضي الجميع، حيث لا يمكن الإجماع على فيلم معين، وعن
الفيلم الذي لفت اهتمامه يقول محمد رضا: فيلم “واحد صفر “لكاملة أبو ذكري
الذي أراه يستحق الجائزة ولا أدري إن كان سيحصل عليها أم لا، ولكنه حتى إن
لم يحصل عليها فلا بد أن ينال مكانة معينة، وأراه يستحق لقب أفضل فيلم أو
سيناريو ولكن التمثيل فيه تراوح بين الجيد والجيد نوعاً ما .
ولا تتوقع الفنانة المصرية عبير صبري أي نتيجة ولكنها تتمنى للفيلم
الذي تشارك به “عصافير النيل” أن يحصل على الجائزة كما تتمنى للفيلم المصري
“واحد صفر” كل النجاح، وتقول: لا أفكر إن كانت الأفلام المشاركة منافسة أم
لا، فما يحدد الفوز غالباً هو ذوق لجنة التحكيم، ومن الممكن أن يكون هناك
فيلم جميل ولكنه لا يمثل ذوق اللجنة لتختار فيلما آخر أقل مستوى للفوز
بالجائزة .
ولم يتابع المخرج السينمائي مجدي أحمد علي كل الأفلام على حد قوله
ولكنه يرى بأن هناك الكثير من الأفلام المهمة تشارك في مسابقة المهر
العربي، فهناك فيلم جزائري قوي، وآخر فلسطيني مهم، وآخر مغربي جيد . وعن
توقعاته للفيلم الفائز يقول: لدي إحساس أن السينما المصرية ستحصل على جوائز
ولكني لا أستطيع تحديد الفيلم الفائز، وبكل الأحوال سأكون سعيدا جدا لأن ما
يهمني أن تكون السينما المصرية ممثلة بشكل جيد في المهرجانات، و”عصافير
النيل” و”واحد صفر” يمثلان اتجاهين مختلفين بمعنى أن كل منهما يقدم جيلا
وصياغة مختلفة عن الآخر، ما يعطي تنوعاً يعبر عن أحوال السينما المصرية إلى
حد كبير، والأمر أولاً وأخيراً يعتمد على ذوق لجنة التحكيم، ولدي ثقة كبيرة
باللجنة وثقتي أكبر بأن من يستحق الجائزة سيحصل عليها .
ويتفق الفنان المصري فتحي عبدالوهاب مع الجميع بأن الفوز يعتمد على
ذوق لجنة التحكيم، ويقول: لم أر كل الأفلام ولا أستطيع أن أتوقع شيئا فهذا
الأمر يحدده ذوق اللجنة، ولكن الأفلام التي شاركت كانت جميلة وقوية ومنافسة
إلى حد كبير .
الخليج الإماراتية
في
16/12/2009 |