تشارك المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري في المهرجان بفيلمها “واحد-صفر”
الذي جمعت فيه عدداً من الأبطال يستطيع كل منهم أن يقوم ببطولة فيلم وحده .
وهذا هو رابع فيلم تخرجه بعد “ملك وكتابة” الذي حقق نجاحا كبيرا، و”عن
العشق والهوى” و”سنة أولى نصب” . التقيناها في دبي وتحدثنا معها حول
مشاركتها في المهرجان وعن السينما وهموم أخرى عبرت عنها في هذا الحوار .
·
ما هي فكرة الفيلم؟ وكيف انطلقت؟
- كان الفيلم فكرتي وفكرة السيناريست مريم نعوم،
وانطلقت منذ أربع سنوات، حيث نحمل في داخلنا هما أردنا أن نعبر عنه من خلال
الفيلم، وهذا الهم هو وضع المجتمع المصري الذي أصبح كئيبا ومحبطا . وامتزجت
تجربتنا وخبرتنا معا لتثري الفيلم وتقدمه بشكل غني ومكتمل، وأحداث الفيلم
تدور في يوم واحد هو يوم مباراة مهمة يلعبها منتخب مصر، وفي هذا اليوم تظهر
8 شخصيات تختلف من حيث الطبقة الاجتماعية والديانة والثقافة، ونكتشف أنها
تمثل دائرة واحدة في مجتمع نعيش فيه، وللأسف هي دائرة محبطة ومتعبة، ورغم
الإحباطات والمشاكل التي تعاني منها تنسى كل شيء حين ينتصر المنتخب وتفرح
وترقص في الشوارع .
·
وهل صورتم لقطات حقيقية أم
سينمائية؟
- ما صورناه في آخر الفيلم كان واقعياً، وكنا على
استعداد لتصوير المشجعين بعد انتهاء المباراة رغم عدم علمنا بنتيجتها، ولكن
السيناريو كان مكتوباً من قبل، وقمنا بعمل مباراة افتراضية، وحين حصلت مصر
على كأس الأمم الإفريقية في 2006 أبقينا السيناريو على هذا الأساس، ورغم أن
النتيجة لم تكن “واحد-صفر” إلا أننا أسمينا الفيلم بذلك لأننا أحببنا
التسمية، وجاءت بعد ذلك مرحلة الإنتاج واختيار الممثلين التي طالت حتى موعد
كأس الأمم الإفريقية 2008 التي فاز بها الفريق المصري بالفعل بنتيجة واحد
صفر لنستقر على الاسم .
·
وهل ترين أنك عبرت فعلا عن الهم
الذي ينتاب المجتمع المصري؟
- رغم أن الفيلم عبارة عن مباراة لكرة القدم إلا
أنه لا يتحدث عن هذا الجزء بالتحديد، بل يحتوي على بعد آخر، فالجمهور الذي
ينزل إلى الشارع ويفرح، لا يفرح لأجل الكرة بل لرغبته في التمسك بأي أمل أو
مصدر للسعادة، فمجتمعاتنا تفتقد الأمل والهوية . وصحيح أن هناك مجتمعات
لديها قهر في جانب معين، ولكن مجتمعات كمصر والمغرب والجزائر وفلسطين
مقهورة من جميع الجوانب الاجتماعية والسياسية والمادية، وحين تتابعين
الفيلم ستجدين أن كل الشخصيات مذنبة ولكن في النهاية “حيصعبوا عليك” لأنك
ستجدين أن هناك مذنباً أكبر وهو الوضع الذي يحيط بها، فهو الذي أجبرها على
أن تفعل ما تفعل وتكون ما كانت .
·
هل للفيلم أي علاقة بالسياسة؟
- لا، ولكن ربما يشعر بها المشاهد فيما بين السطور
.
·
كيف اخترت الأبطال؟
- الأدوار اختارتهم، والفيلم يضم مجموعة كبيرة من
النجوم منهم إلهام شاهين وخالد أبو النجا ونيللي كريم وزينة وانتصار
وغيرهم، ورغم أنه قبل عرضه كان هناك شك في نجاحه لأن كتابة السيناريو فيه
مختلفة، فلم يسبق أن تمت كتابته بمصر بالشكل الذي كتب به، إلا أنه منتشر في
الخارج، فهو ليس عبارة عن بداية ووسط ونهاية بل جاء كله متوازياً في أحداثه
مع بعضه بعضاً، وكان الخوف الأكبر ألا يفهمه الجمهور، ولكني كنت متأكدة بأن
جمهورنا البسيط لديه وعي كاف، وحين نقدم له شيئاً بصدق وإحساس يصل إليه
بسرعة، وهنا أشكر الجمهور الذي ساعد كثيرا في نجاح الفيلم .
·
اختيارك له لينافس في مسابقة
المهر العربي هل لأنه أقوى أفلامك؟
- بل لأنه أحدث فيلم، وأعتز به كثيرا فقد تم
اختياره في مهرجان فينيسيا وكتبت عنه أكبر مجلات العالم والغريب أنه على
قدر ما هو مصري إلا أنه وصل لكل المجتمعات التي زرتها، فقد أحبه الإيطاليون
والفرنسيون والبلجيكيون، كما كان أملي منذ وقت طويل أن أشارك بمهرجان دبي
تحديدا بمجرد سماعي عن التحضيرات لانطلاقه .
·
وهل تتوقعين الفوز ل”واحد-صفر”؟
- لا أعرف ولا أستطيع أن أتوقع أي شيء، لأن
الجائزة تعتمد على ذوق اللجنة، ولكن ما يهمني أن مجرد اختياره ليشارك في
مهرجانات كبيرة يعني أن تقييمه وضعه في مكانة معينة .
·
من المخرجون الناجحون بنظرك؟
- من مصر محمد خالد، ويسري نصر الله، ومن الخارج
أحب إيليا سليمان، وزياد دويري مخرج “بيروت الغربية”، ومخرجاً مكسيكياً
اسمه أليخاندرو، وأمير كوستاريكا، وألمو دوفار .
·
وماذا عن خالد يوسف؟
- هو زميل ومخرج ناجح استطاع أن يحقق نفسه ولا
نستطيع إنكاره، أحب بعض أفلامه وأعتقد أن الأمر نفسه بالنسبة له، ولكني
سعيدة بحالة النشاط وزيادة عدد المخرجين لأن هذا يصب في صالح السينما
العربية .
·
إلى من تلجئين لتأخذي رأيه في
أفلامك؟
- الإنسان والفنان يسري نصر الله، وعادة ما أعطيه
السيناريو ليقرأه ويعطيني رأيه فيه، كما أحرص على معرفة رأيه بعد عرض أي
فيلم لي .
·
تعتبرين نفسك تلميذته؟
- أعتبر نفسي من عشاقه وعشاق أفلامه .
·
ما هي شروط السيناريو الذي
تقبلينه؟
- أن اشعر به وأصدقه، وهذا ما يجعلني أحب التعامل
“عمري كله” مع مريم نعوم لأنها إنسانة وفنانة وليس همها أن تحصل على الشهرة
وأن تقابل الفنانين وتخرج معهم بل هدفها حب الكتابة، وهي محترمة جدا تحب
بيتها وتحترمه كما تحب الفن .
·
هل أنت راضية عن مستوى السينما
العربية؟
- أبدا، وأشعر بأننا أهم وأكبر وأقوى من ذلك
بكثير، فدول الشام والخليج وإفريقيا تستطيع أن تصنع سينما قوية معا ولكن
تفرقنا يضعفنا .
·
هل وصلنا لشيء مما وصلت إليه
السينما الأمريكية؟
- لم نصل لأي شيء مما وصلت إليه السينما الأمريكية
ولا حتى “الإسرائيلية” .
·
حتى السينما “الإسرائيلية”؟
- نعم، فهم يمتلكون سينما عظيمة ويعلمون أن
السينما أهم لغة وهي التي يفهمها الجميع، وحين تجدين فيلما عربيا مميزا فلا
بد أن يكون إنتاجا مشتركا، والطرف الآخر فيه غربي .
·
وماذا عن الإنتاجات العربية
المشتركة؟
- يا ليتها تحدث، ما نعرفه أن نتشاجر من أجل
مباراة حتى ضحك علينا العالم، حتى أن صديقتي الإيطالية قالت لي بصراحة
شكلكم مضحك أمام “إسرائيل”، وشعرت فعلاً بالضيق لما حدث . وأصبحت أسأل
نفسي: لماذا نفعل ذلك؟ ومن المستفيد؟
·
ما رأيك في السينما في الإمارات؟
- مهرجان دبي خطوة جيدة ستساهم في نشر ثقافة
السينما في الإمارات وهذه رؤية مسعود أمر الله ولكن لاتزال هناك حاجة
لخطوات أكبر لصناعة الفيلم، ولأن السينما الإماراتية في أولى خطواتها
والمصرية عمرها مائة سنة لماذا لا نتعاون لنقدم فيلماً إماراتياً مصرياً،
أو خليجياً سورياً مغربياً جزائرياً، هذا سيساعد في بناء سينما عربية قوية
جداً .
·
هل قمت بأي خطوات في هذا الجانب؟
- حاولت كثيرا وتكلمت مع مخرجين سوريين لإنجاز عمل
مشترك ونحضر ممثلين سوريين وفلسطينيين ومصريين وأتمنى أن يتم ذلك، وبرأيي
إذا عرف كل طرف نقاط قوته وتكاتفنا سنقدم عملا مميزا .
·
رسالة لوم، لمن توجهينها؟
- للإعلام المصري والجزائري، وعلى التفرقة التي
حدثت وعلى طريقة التفكير التي يجب أن تتغير، والتي تصب في نهاية الأمر في
مصلحة “إسرائيل”، وأملي أن ننظر لأوروبا وما وصلت إليه من إبداع، فقد أخذوا
من النهضة العربية كل الإيجابيات ووصلوا إلى ما هم عليه الآن من تقدم
وثقافة وسيادة وأكملوا المشوار، فيما وقفنا نحن في مكاننا حتى اليوم .
·
ما جديدك الذي تحضرين له؟
- أحضر لفيلم بعنوان “مسبحة الأبرياء” يتحدث عن
حرب 1967 وتقوم مريم نعوم بكتابته حالياً، ولا أستطيع التحدث عنه في الوقت
الحالي لأنني لا أمتلك أي تفاصيل إلا أنني أبحث عن الإنتاج والممثلين،
وفيلم آخر بعنوان “يوم للستات” وتكتبه هناء عطية وتشارك فيه إلهام شاهين،
ويتحدث عن حي شعبي فيه مسبح يخصص يوماً في الأسبوع للسيدات، ولكن موعد
التصوير لم يحدد بعد .
الخليج الإماراتية
في
16/12/2009 |