افتتح فيلم 'قرطاجنة' الروائي مساء الاثنين تظاهرة 'السينما الفرنسية في دائرة الضوء' التي
يقدمها مهرجان دبي السينمائي ضمن دورته
السادسة التي تختتم الاربعاء بإعلان جوائز المهر الخاصة
بالافلام العربية وجوائز
مهر الافلام الآسيوية - الافريقية.
وحضر كريستوف لامبير بطل فيلم 'قرطاجنة'
العرض الى جانب مخرج ومنتجي الفيلم اضافة الى عمر الشريف المشارك في فيلم
'نسيت ان
اخبرك' والنجمة الفرنسية جوزيان بالاسكو والمخرجة منى اشاش اللذين مثلا
فيلم
'القنفذ'
الذي يعرض ضمن التظاهرة التي تكرم السينما الفرنسية.
أحداث فيلم
'قرطاجنة'
الذي تؤدي دور البطولة فيه الى جانب لامبير شريكته الفنانة صوفي مارسو،
تدور في كولومبيا حول قصة حب غير عادية تنقل ملامح علاقة تنشأ بين ملاكم
سابق يدمن
الكحول وبين امرأة مشلولة كليا يتولى الاعتناء بها في مقابل
أجر.
ويصور الفيلم
بإحساس مرهف وبراعة قصة تتجاوز مآسي الاعاقة لتنقل المشاهد الى جماليات
العشق
الممكن رغم كل شيء.
ويأتي فيلم الافتتاح عبر السيناريو المقتبس عن رواية، ليؤكد
توجه السينما الفرنسية المتنامي في السنوات العشر الاخيرة الى الاعتماد على
قصص
وروايات مكتوبة في الافلام. وقد شهد العام 2009 توجها غير
مسبوق في عدد الافلام
المقتبسة عن الروايات ما دفع الى رفع حقوق الكتاب.
ويبدو المنتجون في فرنسا بصدد
إعادة اكتشاف الكتاب كمصدر اصلي للسيناريوهات بعدما كان التوجه
مختلفا في التسعينات
وما سبقها. وقد ظهر لاحقا ان عددا من الافلام الجدية التي لاقت صدى طيبا
لدى النقاد
والمشاهدين كانت تدين بنجاحها اولا لصلابة القصة المنشورة.
ويروي فيلم 'القنفذ'
سيرة عمارة برجوازية في باريس عن طريق حارسة العمارة وايضا العلاقات التي
تنمو
بينها وبين السكان. وفيه، تظل 'الناطورة' وفية للصورة العامة الشائعة عن
'النواطير'
من حيث القبح وعدم الاهتمام باللباس او
المظهر وبالتالي البقاء على الهامش خارج
حدود لفت الانظار.
وتؤدي الممثلة المخضرمة جوزيان بالاسكو دور الناطورة التي لا
يصبح لها وجود فعلا إلا حين يهتم بها احد السكان الياباني الاصل ويعاملها
على انها
انسانة.
وقدمت الشابة منى اشاش عبر 'القنفذ' اول تجربة سينمائية لها بعد عملين
قصيرين وآخر وثائقي لكنها تمكنت من النفاذ الى قلب المشاهد عبر القصة
البسيطة واداء
الممثلين الرائع. وقد حاز الفيلم في مهرجان القاهرة، حيث شارك في المسابقة
الرسمية
الشهر الماضي جائزة الهرم الفضي لافضل اخراج وجائزة لجنة
التحكيم الخاصة، اضافة الى
جائزة النقد الدولي.
ولعل من بين افضــــــل واهم افلام هذه التظاهرة التي تحمل
نظرة بانورامية على السينما الفرنسية المعاصرة وفنانيها، فيلم 'نبي' للمخرج
جاك
اوديار الذي يدور في أجواء السجن المغلقة الى حيث يقاد شاب
عربي يواجه فيه علاقات
القوة وحنكة العصابات التي تتحكم بمصائر ساكني السجن.
والفيلم الذي يتمتع بحس
واقعي عال حاز جائزة أفضل اخراج في مهرجان كان السينمائي هذه
السنة كما نال قبل
ثلاثة أيام 'جائزة لوي دولوك' لأفضل فيلم فرنسي.
ومن بين الأفلام الفرنسية
اللافتة شريط وثائقي للمخرجة انييس فاردا التي تبلغ الثالثة
والثمانين. وقد وضعت
فاردا في شريطها 'شواطئ آنييس' خلاصة عمر وتجربة تتقاطع فيها السينما
بالحياة في
تجاذب يظل طوال الفيلم مولدا للشعر والمعاني.
وتقدم انييس فاردا فيلما رائعا
اعتبرته شيلا ويتكر المسؤولة عن برمجة السينما العالمية في دبي
'فيلما يحتذى به في
مجال صناعة الافلام الوثائقية'.
ومن بين الافلام الفرنسية التي تقدم ضمن اطار
'الجسر
الثقافي' فيلم 'اهلا' للمخرج فيليب ليوريه الذي تناول مأساة المهاجرين غير
الشرعيين في فرنسا وبينهم أكراد من العراق، وحيث يتعرض من يؤوي هؤلاء بحسب
القانون
الفرنسي لعقوبات على اعتبار انه يخرق القانون.
ويصور الفيلم على نحو بسيط مأساة
هؤلاء عبر شخصية مراهق عراقي كردي يعيش في منطقة كاليه التي
اشتهرت بمركز الاستقبال
الذي اقفلته الشرطة الفرنسية من فترة ويحاول دائما وعبر شتى السبل الانتقال
الى
الجنة الموعودة في بريطانيا القريبة يساعده على ذلك فرنسي يتعرض للمتاعب
بسبب
ذلك.
ضمن التظاهرة أيضا شريط 'نسيت ان اخبرك' للمخرج لوران فيناس-ريمون حيث
يؤدي
النجم عمر الشريف دور رجل مسن يرتبط بعلاقة صداقة جميلة مع شابة خارجة للتو
من
السجن وتعيد اكتشاف العالم من حولها بمساعدته. ومن الافلام المعروضة ايضا
فيلم
'الملجأ'
لفرنسوا اوزون الذي يواصل عبره سبر المشاعر البشرية الدقيقة ويرصد غرابتها
وتعقيداتها من خلال معضلات اخلاقية وتحولات تمر بالمخدارت والموت والحمل
والعزلة.
ويضم البرنامج ايضا فيلم كريم دريدي 'الرحلة الاخيرة' وفيلم 'الغياب'
للسنغالي ماما كيتا وفيلم 'زنجبار ميوزيكال
كلوب' للمخرجين فيليب غازنييه وباتريس
نيزان وهو وثائقي باللغة السواحلية و'مولوك تروبيكال' للفرنسي
الهاييتي راوول
بيك.
القدس
العربي
في
16/12/2009 |