من بقي حتى نهاية فيلم “بدرس” وهو أمريكي من إخراج البرازيلية المقيمة
بنيويورك جوليا باشا والناطق باللهجة الفلسطينية، تكتمل عنده الصورة
والإجابة عن السؤال: لماذا ينحو فيلم وثائقي باتجاه ترويج ثقافة المقاومة
“السلمية”؟ عندما يتعرف إلى الجهة المنتجة للفيلم وهي “جست فيجن” . وتعمل
هذه الجهة، كما تعرف نفسها، كمؤسسة غير ربحية تعمل على إطلاع الجمهور
المحلي والدولي على الجهود الفلسطينية “الإسرائيلية” المدنية المشتركة
التي تعمل لحل الصراع بطرق سلمية والتي قلما وثقت .
إدارة المهرجان اختارت الفيلم لتفتتح به برنامج “الجسر الثقافي” وهو
يروج لثقافة اللاعنف حتى مع المحتل علها تجذب التعاطف والرأي العام
العالميين .
السرد الوثائقي للفيلم يصب بكامله في اتجاه واحد، وهو أن “بدرس”
القرية الصغيرة في الضفة الغربية استطاعت من خلال هذا النمط من المقاومة
ومن خلال أكثر من 40 مسيرة سلمية على مدى 10 أشهر تحويل مسار الجدار العازل
الذي أقامه المحتل ليفصلها عن بعضها بعضاً ويقتلع أشجار زيتونها إلى قرية
أخرى مجاورة داخل فلسطين المحتلة .
أبطال العمل الرئيسيون والذين يركز عليهم الفيلم بشكل كامل وعلى مدى
78 دقيقة هي مدة الفيلم عايد مرار وابنته التزام مرار وداعية السلام
“الإسرائيلية” كوبي سنيتز وجندية الحدود “الإسرائيلية” ياسمين ليفي .
ومن خلال التفاصيل التي يستعرضها الفيلم تأتي جمل تختم بها كل شخصية
مداخلاتها المتكررة مثل ما جاء على لسان عايد “نحن لا نعادي أحدا (قاصداً
دعاة السلام من الصهاينة) . . نحن نعادي الاحتلال” . وخطابه موجه لأطفال
الحجارة ولأسرة اعتقل ابنها كان يلقي الحجارة على الجنود الصهاينة “لا
ترجموهم . . لا تجبروهم على الرد” وأيضاً ما جاء على لسان ابنته التزام
كانت تظن “الإسرائيليين” غير هيك وأنها استطاعت أخيراً الإحساس بأن “السلام
يمكنه أن يأتي بشيء” . وشكلت التزاماً ضمن دورها في الواقع حركة طلابية ضمت
فتيات يقاومن الجدار ويخرجن في المظاهرات للمرة الأولى، حسب قولها، رغم أن
جدتها وأمها شاركتا في الانتفاضتين الأولى والثانية، فضلاً عن التنسيق بين
عايد الذي يعمل عسكرياً في السلطة الفلسطينية وأمين تنظيم شعبي في حركة
فتح، وبين المخابرات “الإسرائيلية” بشأن تهدئة المظاهرات، والمسموح لهم من
أماكن التظاهر والوقت الذي يتظاهرون فيه وهو ما ظهر من خلال مكالمات سجلها
الفيلم إضافة إلى عشرات الجمل والمشاهد التي توضح رغبة الفلسطينيين بما
فيهم أحد الموالين ل”حماس” المدرس “أحمد عواد” بتنظيم برنامج للتظاهر
السلمي . وليعبر الجسر عن السلام، ظهر الطرف الآخر متحدثاً وباتساع عن
“بدرس” ونمو التحليلات وازدياد رقعة الاحتجاجات على الجدار في أكثر من بقعة
بعدما أعطت “بدرس” على حد قول الضيف “الإسرائيلي” ما أسماه “النموذج” الذي
يمكن تعامل الاحتلال معه .
وعلى لسان الطرف الآخر، يعرض الفيلم أن الجنود “الإسرائيليين” ما هم
إلا منفذون للأوامر العليا لجيش الاحتلال يعاقبون ويضربون مواطنيهم
المنضوين ضمن المظاهرات كما يضربون الفلسطينيين، كما يعرض الفيلم كيف يدافع
الفلسطيني عن المدني “الإسرائيلي” المتعاطف مع قضيته وينسق معه ويوجه له
الشكر، خاصة بعد أن يقضي 20 يوماً في السجن عقابا له على الانضمام لصفوف
الأعداء، في حين ينال أحمد عواد 6 أشهر بالتمام والكمال من دون أسباب إلا
انتماءه .
الندوة التي ناقشت الفيلم جاءت في منتصف اليوم أمس الأول في إحدى
قاعات فندق القصر لظروف المطر، شهدت خلافاً في الرؤى بين بعض أبطال العمل
والقائمين على إنتاجه . ومن هؤلاء رولا سلامة، وهي مسؤولة الاتصال للشرق
الأوسط في مؤسسة “سلام في سلام” وهي مؤسسة دولية غير ربحية، فضلا عن
عضويتها في جست فيجن، إضافة إلى كونها واحدة بين 4 سيدات أنتجن الفيلم،
والأخريات هن جوليا باشا وجيهان نجيم ورونيت أفني واللواتي حضرن الندوة .
وقالت سلامة إن “المقاومة تغيرت”، هناك مقاومة شعبية “لا عنفية” بخلاف
المقاومة المسلحة التي تستقطب فقط بين 2 إلى 3% من الشعب الفلسطيني، في
محاولة منها لاختزال المقاومة في هذه النسبة الهزيلة والتي قد تعبر فقط عن
ما تدعو هي إليه .
عايد قابل ذلك بقوله: الشعب الفلسطيني له الحق في ممارسة كل أشكال
المقاومة، لسنا مع أحد ضد أحد، بل نحن ضد الاحتلال، المنهج الذي اتخذناه في
المقاومة أجمعت عليه الفصائل في “بدرس”، ووجدنا أن المقاومة تجمع كثيراً من
الناس حولنا، الاحتلال له استراتيجية ببناء كل الأرض ولا يريد أن يرانا
عليها حتى ولو سكتنا ولم نقاوم، لذلك فإن قدرنا أن نقاوم وبكل الوسائل .
وأضاف: الفيلم جسر بين الفصائل الفلسطينية ونموذج نحتاجه اليوم، وبين
نساء ورجال فلسطين ضمن المقاومة الشعبية التي يشترك فيها الجميع، وبين
الفلسطينيين والعالم لاسيما من ساندوا حركتنا من أجل الانتصار لحق، وهو ما
استطعنا الانتصار له .
إنها دعوة سينمائية لا نعرف مدى استجابة الجمهور لها وخصوصاً في ظل
الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني .
الخليج الإماراتية
في
15/12/2009
"قرطاجنة"
رسالة حب إلى العالم
أكد صناع فيلم “قرطاجنة” انه يبحث في العلاقة الانسانية بين الناس،
وضرورة العمل على غرس بذور المحبة بين أفراد الأسرة، لنشرها في المجتمع
الذي لا يحدودنه بمكان، رغم ان كل الأحداث تدور داخل فرنسا .
جاء ذلك امس في المؤتمر الصحافي الذي عقد بقاعة الجوهرة في أرينا
بالجميرا بمناسبة عرض الفيلم في افتتاح برنامج “فرنسان في دائرة الضوء”
بحضور مخرجه ألان مون، وأبطاله كريستوفر لامبير، وصوفي مارسو، وتيري ونج،
وأدارت المؤتمر شيلا ويتاكر مسؤولة سينما العالم بالمهرجان .
في البداية أكد ألان مون ان قصة الفيلم بسيطة، لأنها تدور حول فتاة
جميلة تعيش أسيرة فراشها بعد حادث مروع، وملاكم في الاربعين ترك النجاح
ليغرق في الادمان وتتقاطع دروبهما حين يعمل طباخاً لدى الفتاة ويكسب ثقتها
.
ويضيف ان علاقة قوية تجمعهما فهي من جهة عازمة على تعليمه القراءة،
وهو يدفعها للاستمتاع بالعالم خارج جدران بيتها، مشيراً الى انه عمل مستوحى
من قصة حب رائعة حول اثنين يكملان بعضهما بعضاً .
وعن مدى تعبير الفيلم عن التسامح، أوضح كريستوفر لامبير انه راض عن
نفسه في الفيلم، لأنه لأول مرة يقدم عملاً إنسانياً من خلال علاقة جميلة
وطريقة رائعة للتعامل بين الناس ورأى ان قصة الفيلم تحاول تمزيق التميز
الموجود ضد الأفراد الذين يعانون من بعض الحالات الخاصة سواء ولدوا بها أو
جاءتهم عن طريق حادث .
وقال: الطريقة التي ادى بها دور الرياضي السكير في الفيلم توضح فكرة
وجود ممثل جيد ورديء، لأننا كممثلين مثل بقية المهن الأخرى ولا نعيش في
نعيم دائم . وعن وجود سوق عربي للفيلم الفرنسي اجاب تيري ونج انه موجود في
لبنان والمغرب، ويتمنى وجوده في الامارات وبقية الدول العربية . وقال ان
الذي يتعلمه الجمهور من قصة الفيلم ان الحب لا حدود او فواصل فيه، وأن أية
فوارق لا تقف حاجزا بين الحب الذي يملك قوة تدفعنا لمعرفة العديد من القصص
الرومانسية . وأشار الى انه لا يحب العمل السياسي، ولكنه يهوى صناعة الحب
في السينما، ويحاول ان يعيشه في الأفلام .
مزيج من المعاناة والبهجة في الأفلام العربية
تستوحي الأفلام العربية التي يعرضها المهرجان هذا العام أحداثها من
الواقع العربي المعاصر، إذ تتناول قصص كفاح لم تضعفها الحروب والمعاناة،
وحكايا أمل بحياة يعم فيها السلام والوئام .
وقال عرفان رشيد، مدير البرامج العربية في المهرجان: “تتميز هذه
الأعمال الفنية بثراء مضمونها، وتستوحي أحداثها من الواقع، فضلاً عن أن
قصصها لا تقتصر على مواضيع الحرب والكفاح، والمقترنة عادة بالسينما
العربية، بل تسلط الضوء أيضاً على جوانب عديدة مبهجة من الحياة اليومية” .
ويروي فيلم “أمريكا”، العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة شيرين دعيبس،
قصة “منى”، وهي أم وحيدة تترك الضفة الغربية مع ابنها المراهق “فادي” حالمة
بحياة أفضل في ولاية إيلنوي في أمريكا . ويعرض الفيلم اليوم 15:2 ظهراً على
مسرح “فيرست جروب” . وعُرض “أمريكا”، أحد مشاريع ملتقى دبي السينمائي ،2007
لأول مرة في مهرجان سندانس السينمائي ،2009 وحصل على جائزة النقاد الدوليين
“فيبرسكي” المرموقة في مهرجان “كان” .
وتدور أحداث فيلم “وداعاً غاري”، العمل الروائي الأول للكاتب والمخرج
نسيم عمواش، والذي فاز بجائزة أسبوع النقاد في مهرجان “كان”، حول حياة
وآمال وأحلام أسرة تعيش في إحدى الضواحي الفرنسية في ظل الأزمة الصناعية،
ويؤدي أدواره فريق من الممثلين العرب والفرنسيين منهم جان-بير بكري،
ودومينيك ريموند، وياسمين بلماضي، وألكساندر بونين . يعرض الفيلم اليوم،
الواحدة ظهراً في سيني ستار 7 في مول الإمارات .
وتدور أحداث فيلم “كل يوم عيد”، باكورة أعمال المخرجة اللبنانية ديما
الحر، في بيروت، حيث تتقاطع حياة ثلاث نساء في حافلة تنقلهن إلى سجن الرجال
. في الطريق إلى السجن تواجه النساء الثلاث حادثة مأساوية مرعبة . وعرض
الفيلم في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي ،2009 وذلك ضمن برنامج
“اكتشافات”، ويعرض غداً 4 عصراً في سيني ستار 1 .
وتدور أحداث فيلم “الرجل الذي باع العالم” للأخوين سويل وعماد النوري،
في منطقة مزقتها الحرب، ويقدم ترجمة معاصرة للرواية الكلاسيكية الشهيرة
“قلب ضعيف” للكاتب دوستويفسكي، والتي تروي حكاية رحلة شاب ترك بيئته
الهادئة والجميلة لينتقل إلى دوامة من الكوابيس التي تصل به إلى الجنون .
يعرض الفيلم اليوم 45:6 مساء في سيني ستار 5 .
وتتمتع دورة المهرجان لهذا العام بلمسة رياضية، من خلال فيلمين
يستمدان أجواءهما من عالم كرة القدم، وهما الفيلم المصري “واحد-صفر”، الذي
يعيد المشاهدين إلى ذكرى نهائي بطولة الأمم الإفريقية 2008؛ وفيلم “ضربة
البداية” الذي تدور أحداثه حول مباراة ودية لكرة القدم تتحول إلى مأساة .
تجارب سياسية وشخصية
يقدم المهرجان في هذه الدورة أفلاماً تتناول مجموعة من التجارب
السياسية والشخصية، وتروي قصصاً آسرة من بلدان مختلفة، وتسلط الضوء على
المشاعر الكامنة للبشر خلال مراحل التغيير .
وتتجول المخرجة جينا كيم في فيلمها “وجوه سيئول” في ذكريات طفولتها،
وتعيدها إلى الحياة في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول، واحدة من أكثر
المدن الآسيوية نشاطاً وحيوية . ويعرض الفيلم غداً الواحدة ظهراً في سيني
ستار 8 . وتدور أحداث فيلم “الأغنية الأخرى” حول رحلة لا تنسى عبر “ورانسي”،
تستطلع فيها المخرجة “صبا ديوان” عالماً شبه منسي لتراث غنائي مجيد . ويعرض
الفيلم اليوم 30:6 في سيني ستار 10 .
وتدور أحداث الفيلم الكازاخستاني الموسيقي “أبنائي الأعزاء” للمخرجة
زهانا اسابيفا، حول أم وأبنائها الخمسة، وخصوصاً مع ابنها الأصغر “إلدون”،
فعندما يعلن أنه وجد شريكة حياته، وأنه يريد الزواج بها، تنطلق أمه في رحلة
لزيارة أبنائها الأربعة وطلب مساعدتهم لدفع تكاليف العرس . ويعرض الفيلم
غداً 1 ظهراً في سيني ستار 11 .
الأفلام الآسيوية تنبض بالقضايا الاجتماعية
يعرض المهرجان باقة من الأفلام الآسيوية التي تسلط الضوء على القضايا
الاجتماعية والروابط الأسرية، بكل ما فيها من عواطف وأحداث درامية .
وأوضح ناشين مودلي، مدير برامج “آسيا-إفريقيا”، أن الأفلام المختارة
لهذا العام تعكس بوضوح مسيرة تطور صناعة السينما في بلدان آسيوية متعددة،
في ظل التغيرات الاجتماعية المتسارعة . وقال: “تتميز هذه الأفلام بأفكارها
الغنية التي تتمحور حول الروابط الأسرية، التي طالما كانت ولا تزال تمثل
الموضوع الأقرب إلى وجدان السينمائيين الآسيويين، نظراً لطبيعة التكوين
الاجتماعي والثقافي” .
ويروي فيلم “جنة ضائعة في طوكيو”، للمخرج كازويا شيرايشي، حكاية نابضة
بالأحاسيس حول العشق والطموح والروابط العائلية في طوكيو المعاصرة . ويعرض
الفيلم اليوم 30:3 عصراً في سيني ستار 10 في مول الإمارات . ومن بين
الإبداعات اليابانية الأخرى، الفيلم الوثائقي “حياة عادية، من فضلك”،
للمخرج توكاتشي تسوتشيا، والذي تدور أحداثه حول عصابة تهدد سائق شاحنة بطلب
من رب عمله بعد انضمامه إلى الاتحاد النقابي للعمّال . ويعرض الفيلم اليوم
30:7 مساء في سيني ستار ،8 وغداً 15:4 عصراً في سيني ستار 8 .
ويروي الفيلم الماليزي “في نهاية الفجر”، للمخرج “يوهانغ هو” قصة
معاصرة أبطالها الأخلاق، والعلاقات المحرمة . ويعرض الفيلم اليوم، الساعة
30:1 ظهراً في سيني ستار 8 .
الخليج الإماراتية
في
15/12/2009 |