استضاف المهرجان في مؤتمر صحافي عقد عصر أمس النجم العالمي المصري عمر
الشريف، والذي يلعب دور البطولة في الفيلم الفرنسي “نسيت أن أخبرك” والذي
يشارك ضمن إبداعات السينما الفرنسية في برنامج “في دائرة الضوء” . وسجل عمر
الشريف ل”الخليج” بعض كلمات الاعجاب بالمدينة وبالمهرجان قائلاً: دبي بلد
جميل ورائعة جداً وأحبها جداً، وقال مخاطباً عبدالحميد جمعة رئيس المهرجان:
أحسنتم باختياراتكم لتكريم نجوم العالم ومنهم الفنانة فاتن حمامة، وهي
زوجته السابقة ووالدة ابنه الوحيد طارق، ثم أعتذر عن عدم مواصلة الكلام عن
فاتن حمامة بحكم أنها متزوجة ومن العيب الحديث عنها بحكم اتفاق بينهما .
ولفت الشريف على هامش حديث معه عن الفيلم أنه أصبح نباتياً بدرجة
كبيرة، وأنه يعيش حالياً في أوروبا بين فرنسا ولندن وكلما احتاج مالاً أرسل
إلى طارق الذي يمتلك بأموال أبيه نحو 15 مطعماً في مصر جميعها تكسب بشكل
جيد حسب تعبيره .
وأشار الشريف استكمالاً لحياته الشخصية أن لديه 3 من الأحفاد أحدهم من
أم كندية يهودية، وآخر من أم مصرية مسلمة ويدعى كارم، وثالث من أم روسية
ويدعى داني، والزوجات الثلاث هن بين مجمل 5 زيجات لابنه طارق .
وقال الشريف إنه ومنذ مولده وحتى اليوم كان إنساناً محظوظاً ولم يواجه
سوء الحظ في حياته مطلقاً، معتبراً أن أكبر حظ في حياته هو مولده لأسرة
مترابطة وأن والدته قررت يوم مولده أن يكون مشهوراً فأرسلته مبدئياً إلى
مدرسة فرنسية فسمن فيها وزاد وزنه وهو لا يزال في الثامنة من عمره فقررت أن
تحول مساره إلى مدرسة إنجليزية فخف وزنه فيها والتحق من خلالها بالمسرح
المدرسي والذي كان بداية انطلاقه .
وبعيداً عن حياته الشخصية، قال الشريف إن اختياره الفيلم الفرنسي يعود
إلى إعجابه بالسيناريو الذي يناقش قضية أحد أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان
في كبره وهو مرض الزهايمر الذي ينسي الرجل أهله وأبناءه، وأضاف: الفيلم
مؤثر في قصته جداً وقبله زرت المستشفيات الموجودة في فرنسا للتعرف إلى
طبيعة مرضى الزهايمر، ووجدتهم مختلفين تماماً عن أي أعراض المرض الذهني
الآخر وليس لهم عادات واحدة فتجد منهم الهادئ الذي يفضل الصمت وآخرين
عصبيين بدرجة عنيفة تصل إلى الشراسة .
وتابع: تجمع “جوم” وهو شخصيتي بالعمل ببطلة الفيلم ماري “إيملي داكان”
قصة حب بين رجل كبير وبنت صغيرة تهوى الرسم وتأتي إلى عجوز كان فناناً
تشكيلياً ورساماً للتعلم منه الرسم وتتعلق به وكأنها ابنته وتتعرض لعذابات
حبها له بسبب معاناته مع الزهايمر .
وأوضح الشريف أن أهم ما يعنيه في الفيلم أن العلاقات بين العاملين فيه
كانت جيدة، وكانوا أصدقاء ودودين، ولذلك كان سعيد جداً أثناء التصوير .
وفي إجاباته عن أسئلة الصحافيين أكد الشريف أنه لا يوجد دور يمكن أن
يسميه “حلم حياتي”، خاصة أنه كبر في السن وبلغ 78 سنة وأخذ عهداً على نفسه
ألا يفكر في شيء في الماضي أو في المستقبل بل يتمنى حالياً أن يعيش كل
دقيقة في حياته لا يحمل هما لشيء، وقال: وصلت لسن ممكن معه في أي دقيقة أن
يأتي الموت، لذلك قررت أن أعيش كل دقيقة وعلى أفضل وجه .
ولفت الشريف إلى أنه يتلقى وبشكل دائم سيناريوهات أفلام يقرأها بين
الحين والآخر ولكنه أكد أنه قرر ألا يقوم بأي عمل في ختام حياته إلا بعد
دراسة متأنية ملقياً خلف ظهره كل الاغراءات المادية التي يمكن أن تؤثر في
قراره .
وعن مستقبل السينما في العالم العربي قال الشريف إنه لا يستطيع أن
يتنبأ بالمستقبل غير المحدد، موضحاً أن المستقبل قد يكون خلال 10 أو 50 أو
100 سنة، ولكن يعنيه أن ينفذ أعماله التي تعرض عليه بشكل جيد ويختار بشكل
دقيق السيناريو والمخرج الجيد وفريق العمل المريح .
وعن العالمية قال الشريف: العالمية في قاموسي ليس لها معنى فلابد
للعمل في السينما الغربية من مقومات أولها اتقان اللغة كأهلها وليس كما
يتقنها العرب، ولم أدرك ذلك فلم أكن أتحدث بشكل جيد الانجليزي الامريكاني،
ورغم ذلك اشتركت في “لورانس العرب” بسبب شكلي العربي ولإعجاب المخرج بي
أشركني في المسلسل الشهير “دكتور جيفاكو” حتى لا أصاب بالتنميط لدى بقية
المخرجين، ولا ابقى مجرد كادر عربي يستعان به في أي وقت .
من جانبه قال المخرج الفرنسي لوران فناس ريموند إن الفيلم يمثل دراما
دافئة تشهد عودة عمر الشريف إلى أحضان السينما الفرنسية، وان ما أعجبه فيه
على المستوى الإنساني بساطته وحبه لجو العائلة، فضلاً عن المستوى الفني
وامتلاكه لآليات التعامل بأدواته الفنية مع الكاميرا وفريق العمل .
الخليج الإماراتية
في
15/12/2009
في افتتاح ندوة "الجسر
الثقافي"
الملكة نور: الإعلام قادر على تغيير
السلوك
أكدت الملكة نور الحسين أهمية دور الفعاليات الفنية العالمية مثل
مهرجان دبي السينمائي الدولي، في تعزيز وعي الجماهير في مختلف انحاء العالم
بثقافة وتراث بعضها بعضا . جاء ذلك في الكلمة الرئيسية التي ألقتها كضيف
شرف في “ندوة الجسر الثقافي” التي نظمها المهرجان مساء أمس الأول .
في اشارة الى أهمية الاعلام في تشكيل الهوية، وتعزيز التواصل بين
الثقافات، قالت ان إمكانات الإعلام كوسيلة لبناء الجسور الثقافية، غير
مستثمرة بالقدر الكافي، وأوضحت ان أفلاماً متميزة تلعب دوراً كبيراً في
توسيع آفاق التواصل، كما تقدم مثالاً واضحاً عن مدى قدرة الاعلام على
التأثير فينا .
واستعرضت عدداً من الأمثلة والرؤى الشخصية، موضحة ان الاعلام قادر على
تغيير السلوك والتفكير، مؤكدة على دور السينما كوسيلة لتجاوز الفروقات
الثقافية، ونشر السلام والازدهار .
من جانبه، أوضح عبدالحميد جمعة، رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي، أن
“ندوة الجسر الثقافي” التي ترتبط ارتباطاً جوهرياً ووثيقاً بشعار المهرجان
“ملتقى الثقافات والابداعات”، تؤكد قدرة السينما على إزالة الحواجز
الثقافية، وقال ان الاعلام يلعب دوراً محورياً في تعزيز وتوسيع آفاق الوعي
بالثقافات المتنوعة وفهم خصوصياتها .
وشارك في الندوة كل من جوليا باشا، مخرجة فيلم “بدرس” والمنتج
الامريكي المعروف مايك ميدافوي، والبروفيسورة ريبيكا ساكس من “معهد
ماساشوستس للتكنولوجيا”، وتولى إداراتها شامل ادريس، الرئيس التنفيذي
لمؤسسة “سوليا” وناقش المشاركون التوجهات الحالية في قطاع الاعلام، بما
فيها بروز الإعلام الرقمي، مؤكدين أهمية الالتزام بتقاليد الكتابة الجيدة
من أجل الوصول الى تغيير حقيقي وله مغزى .
وأوضحت جوليا باشا انه لا ينبغي ان تشكل الأفلام الوثائقية صدمة
للجمهور، أو تركز على تغيير العالم فحسب، لدرجة تصبح معها رؤية السينمائي
ضبابية، وقالت: “القصص الجيدة فقط يمكن ان تغير الناس” . وتناول المتحدثون
احدث نتائج الأبحاث في مجالات علوم الاعصاب، وعلم النفس الاجتماعي، وأثروا
الحوار بأفكارهم وآرائهم البناءة .
وأتت الندوة مكملة لمبادرة مهرجان دبي السينمائي الدولي ،2009 الى
اعلان نتائج دراسة بعنوان “الاعلام والعلاقات بين المجتمعات دراسة حول
الاعلام والتغيير الاجتماعي”، التي تمثل ثمرة عامين من الأبحاث التي أجراها
الصندوق الاعلامي لتحالف الحضارات بهدف توفير فهم افضل للدور الذي يلعبه أو
يمكن أن يلعبه الإعلام في تعزيز التفاهم بين الثقافات والعلاقات بين
المجتمعات .
الخليج الإماراتية
في
15/12/2009 |