يرى المخرج السوري العالمي أنور القوادري أن مقاطعة مهرجان دمشق
السنيمائي من قبل مجموعة من الفنانين السوريين في دورته التي انتهت منذ
يومين «سلبية ولا تفيد السينما السورية في شيء لأن المهرجان حدث وطني مهم،
وهو مهرجان عريق ليس ملك فرد بعينه لأن الأفراد يذهبون ويبقى المهرجان
كحالة ثقافية مطلوبة»، ويدعو القوادري إلى طرح التحفظات والاعتراضات على
طاولة الحوار لتداركها مع الإدارة وليس الاكتفاء بالمقاطعة، وأثنى القوادري
المقيم في مدينة لندن على التظاهرات الموجودة في المهرجان فهي: «تظاهرات
مهمة للغاية وهناك أفلام عالمية مهمة وحديثة، كما حضر المهرجان نجوم
عالميون، أنا ضد المقاطعة رغم أني أتحفظ على بعض النقاط التنظيمية».
ويعتقد صاحب فيلم (عبد الناصر) و(كسارة البندق) أن الدراما
التلفزيونية السورية انبثقت أساساً عن السينما، ويرى أن الحالة التلفزيونية
التي حققت نجاحاً كبيراً هي في طريق العودة مرة أخرى إلى السينما، ويؤيد
القوادري الآراء التي تؤكد أن سورية على أعتاب نهضة سينمائية كبيرة «ولكن
الأمر يحتاج إلى بعض الوقت وأعتقد أن وجود مهرجان دمشق السينمائي يساعد
كثيراً على ذلك، والمشاكل التنظيمية تحصل في مهرجانات دولية مرموقة، وقد
لمستها في مهرجان (كان) ومهرجان (فينيسيا) ومهرجان (برلين) و(القاهرة) وأنا
شخصياً لي ذكريات جميلة مع هذا المهرجان وعُرض لي خلاله العديد من الأفلام»
ولدى سؤالنا عن غيابه السينمائي حيث لم يقدم أي منتج سينمائي بعد فيلمه
الشهير (عبد الناصر) منذ عدة سنوات أكد القوادري أنه عائد بقوة إلى الفن
السابع وأضاف: أنا الآن بصدد التحضير لعمل سينمائي كبير سيحمل عنوان (رقص
شرقي) وهو من تأليفي وأتناول من خلاله قضية الحجاب المثارة بقوة هذه الأيام
في أوروبا، وقد وجدت من واجبي كعربي ومسلم أن أتصدى لهذه القضية ولا أتركها
لهوليوود أو للسينما الغربية، وتدور أحداث الفيلم في باريس، وقد اتفقت مع
الشركة (العربية) للإنتاج السينمائي للفنانة إسعاد يونس وكان من المفروض أن
نشرع في تصويره في الصيف الفائت ولكن الأمر لم يتحقق لأسباب تتعلق بالأزمة
المالية التي ضربت العالم كله، ومن المفروض أن يرى النور في العام القادم
بإنتاج مصري- بريطاني وهو من الأفلام المكلفة فقد تصل الميزانية إلى 3
ملايين دولار.
وقد نال فيلم (ناصر) الكثير من النجاح أثناء عرضه في صالات السينما
ومازال الفيلم يعرض على الفضائيات العربية- وخاصة في المناسبات القومية
المهمة، وقد قدم المخرج السوري باسل الخطيب في العام الماضي مسلسلاً
تلفزيونياً عن الشخصية نفسها الأمر الذي اعتبره «خطوة جيدة ولكن رؤيته
مختلفة لأنني ركزت على العلاقة التي ربطت بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر
التي أدت إلى هزيمة 1967 وما تبعها من أحداث كبيرة وقد تسبب طرحي في الفيلم
بمشاكل مع أسرتي المرحومين ناصر وعامر.
وأنا أعتبر أن فيلمه يحمل قيمة فكرية وفنية ومن خلاله قدمت عدة ممثلين
مصريين أصبحوا بعد ذلك نجوماً وأبرزهم خالد الصاوي الذي أصبح من أهم نجوم
السينما المصرية.
وأنا لدي هاجس تقديم وجوه جديدة سواء في أفلامي العربية أو الغربية
فالفنانة نولا نيوز قدمتها في (كسارة البندق) وشاركت بعد ذلك في فيلم لجون
ترافولتا وسلفستر ستالون هو (البقاء حياً) وفي عام 1989 قدمت الممثل (حبيب
فاهي) في (سبات مع الزمن) وشارك بعد ذلك كليننت أيستوود في فيلم سينمائي
مهم، وفي مسلسل (سحر الشرق) قدمت اللبنانية تينا جاروس لذا أعتقد أن
رهاناتي كانت ناجحة وسأحاول أن أقدم وجوهاً جديدة في فيلمي (رقص شرقي) إلى
جانب محمود حميدة وهند صبري أو ياسمين عبد العزيز بالإضافة إلى غادة عبد
الرزاق.
وقد قدم القوادري في العام الماضي مسلسلاً تلفزيونياً هو (عرب لندن)
ويرى أنه حقق نجاحاً كبيراً في العالم العربي، وأبدى أسفه لأن بعض الممثلين
الذين شاركوا فيه لم يدافعوا عن العمل بل أسفوا للمشاركة فيه ومنهم الفنان
باسل خياط، وأكد أنه استغرب لأن خياط تبرأ من العمل وقال: لم يجبره أحد على
المشاركة وهذه مشكلته وليست مشكلتي.
وإذا كانت لديه مشكلة مع الشركة المنتجة فهذا الأمر لا يخوله التبرؤ
من العمل، ويعكف القوادري هذه الأيام على كتابة مسلسل تلفزيوني يحمل عنوان
(رجل من الشرق) يستعرض من خلاله تاريخ السينما في سورية ومصر إضافة إلى
الأحداث الكبرى التي مرت على المنطقة من عام 1944 وحتى 1990 من خلال قصة حب
تربط شاباً سورياً وفتاة مصرية يعشقان السينما، وكشف القوادري أنه سيتناول
تجربة فنانين سوريين ومصريين معروفين في تاريخ السينما السورية والمصرية من
خلال حكايا درامية جميلة.
ورداً على سؤال فيما إذا كان سيتناول تجربة والده المرحوم تحسين
القوادري من خلال هذا العمل أكد أنه من الممكن أن يكون هو أو نادر الأتاسي
أو صبحي فرحات أو صبحي النوري وهؤلاء كلهم رواد، ولكن دعنا ننتظر خروج
العمل إلى النور ونحن الآن في طور التباحث مع عدة شركات إنتاج سورية ومصرية
ولبنانية وأفضّل أن (أطبخه) على نار هادئة لأن هاجسي في الوقت الراهن يتجه
نحو السينما.
ولا يرفض القوادري مشروع عمل مع المؤسسة العامة للسينما في حال عُرض
عليه «بشرط أن يكون النص جيداً لأن أفضل المخرجين في العالم لا يستطيع رفع
نص رديء، ولا أخفيك أني أحب أن أكتب لنفسي».
الوطن
السورية
في
09/11/2009 |