أكد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما محمد الأحمد أن مهرجان دمشق
السينمائي «مهرجان للوطن بدأ قبل أن أتولى مسؤولية المؤسسة وسيبقى بعد أن
أذهب» وشدد في مؤتمر صحفي عقده أمس في صالة سينما الكندي على أن من قاطع
المهرجان من فنانين سوريين «قاطعوا مهرجان الوطن ولم يقاطعوا محمد الأحمد)
وجزم أن كل من وقّع على بيان المقاطعة له مشاكل شخصية معه ومنهم من طلب
تكريمه في المهرجان وهو لم يشارك بأي فيلم سينمائي ولم يسبق له لعب دور
بطولة في مسلسل أو مسرحية ومن ثم فإن موقفه كان كيدياً وقد ذكر الأحمد بعض
الذين نظروا إلى المهرجان من زاوية علاقتهم معه ومنهم المخرج عمر أميرالاي
والمخرج نبيل المالح ومحمد ملص مؤكداً أن الأخير حاول إظهار زوجته السابقة
بشكل مخز في سيناريو عرضه على المؤسسة «وعندما رفضته تحول إلى عدو
للمهرجان» وكرر الأحمد ما قاله سابقاً عن المخرج نبيل المالح الذي أجبرته
المؤسسة على دفع مبلغ 55 ألف دولار مستحقة عليه وطالب الأحمد الجميع «تغليب
الضمير والمنطق» وأثنى على موقف الفنان بسام كوسا الذي رفض التوقيع على
بيان المقاطعة معتبراً موقفه موقف «اللي يفهم» وهو «موقف محترم».
وقد أعلن محمد الأحمد خارطة مهرجان دمشق السينمائي القادم في عام 2010
ناسفاً بذلك (حتى الآن على الأقل) كل الأقاويل والشائعات التي تؤكد قرب
استقالته أو إقالته وكشف أن الدورة القادمة تتضمن تظاهرات لأهم ستة مخرجين
في العالم وتظاهرة للفنانة الفرنسية بريجيت باردو وتظاهرة رواية البؤساء في
السينما وتظاهرة الأب والابن في السينما العالمية إضافة إلى مقهى السينما
العالمية وتظاهرة دراما بإيقاع موسيقي وتاريخ السينما التسجيلية في سورية
بالإضافة إلى المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة والبرنامج الرسمي
وسوق الفيلم الدولي ودرر السينما الثمينة.
وأكد الأحمد أنه راض تماماً عن الدورة السابعة عشرة التي انتهت مساء
السبت الفائت وقد وفينا بكل ما وعدنا به وقد بذلنا جهوداً كبيرة لتوفير كل
الأفلام المطلوبة وخاصة أن الفترة الراهنة تشهد عشرات المهرجانات في
العالم» ولفت إلى أن لجنة تحكيم الأفلام الطويلة واجهت مشكلة حقيقية في منح
الجائزة الذهبية «لأن هناك سبعة أفلام تستحق هذه الجائزة» مبدياً استغرابه
الشديد من أن اللجنة لم تلحظ الفيلم المصري المسافر ولم تلحظ أداء الفنان
عمر الشريف وأداء المخرج أحمد ماهر معتبراً الفيلم (بديعاً ورائعاً وأعتقد
أن السينما المصرية تحتاج إلى سنوات حتى تنتج فيلماً مثله» وقد نفى الأحمد
وجود مجاملة للطرف المصري بمنح فيلم (واحد صفر) جائزة خاصة وأكد أنه لم
يتدخل إطلاقاً بعمل اللجان، مشيراً إلى أن الفيلم السوري «الليل الطويل» لم
يقبل بالمسابقة «لأنه فيلم بات قديماً وعرض في عدة مهرجانات دولية كما أن
مخرجه حاتم علي عضو في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة ولم نرد أن نخسر جهوده
وكل ما قيل عن تجاهلنا للفيلم غير صحيح» وأثنى الأحمد على تجربة المخرج
هيثم حقي في إنتاج أفلام سينمائية داعياً القطاع الخاص في سورية للدخول
بقوة في حفل الإنتاج وأعرب عن اعتقاده بأن خلو سورية من الصالات الجيدة
يحول دون ذلك مشدداً على أن الدولة قامت بما عليها في هذا المجال والكرة
الآن في ملعب القطاع الخاص. وأشار إلى أن هناك حالة وعي وإدراك بأهمية
السينما في سورية وإن الدولة تدفع ميزانية المهرجان بالكامل «ولم نلجأ إلى
القطاع الخاص بالتمويل كما يحدث في مهرجانات أخرى كمهرجان القاهرة الدولي».
الوطن
السورية
في
09/11/2009
نابليون في مهرجان السينما
ثائر اللحام
يثار حول مهرجان دمشق السينمائي في كل عام الكثير من الجدل حتى بات
يحاكي جدلية البيضة والدجاجة وأيهما يأتي أولاً فهل يبيض المهرجان سينما أم
تفقس السينما مهرجاناً؟ كانت صيحة مهرجان هذا العام الأصوات الداعية إلى
مقاطعته سورياً! أما المؤسسة العامة للسينما فهي تواجه تهمة التحول إلى
مديرية مهرجان دمشق السينمائي، لست بصدد التفقيس على المهرجان ولا على
السينما إلا أن حفل الافتتاح أدهشني أو بالأصح أرعبني.
دون أن أبيض على أحد أستذكر من التاريخ أن نابليون بونابرت دخل على
ثلّة من ضباطه واتخذ لنفسه مكاناً بجانب الباب فتهافت الضباط على دعوته
ليتصدر المجلس احتراماً وتقديراً، غير أنه رفض بحزم قائلاً «صدر المجلس
يكون أينما يجلس نابليون»، وبالعودة إلى المهرجان الذي يستجدي في كل دورة
له حضور بعض الفنانين الأشقاء ويزين بهم الصفوف الأمامية في حفل الافتتاح،
وفي كل عام يحرد بعضهم ويغادر القاعة احتجاجاً على المقاعد المخصصة لهم
فيتراكض المعنيون طلباً للمغفرة وإتاحة لهم ما شاؤوا من مقاعد ليشغلوها
ممتعضين متكبرين، فإن أحد هؤلاء الأشقاء جاهر مؤخراً بانتقادات جارحة
لسورية، أما كليوباترا التي دعيت لتلقي كلمة في حفل الافتتاح باسم جميع
الفنانين تحدثت فقط عن وباسم مواطنيها وصرحت أن إدارة المهرجان في كل عام
تدعوها كضيفة شرف وتعتذر في كل عام إلا أنهم «أصرّوا» عليها هذا العام
فأتت! مع عظيم احترامي إلا أن دمشق ومهرجانها أكبر من أن تصر على فنان شقيق
أو تدعو آخر لا يحترمها.
في حفل الافتتاح جلس فنان سوري كبير في غير الصفوف الأمامية كغيره من
فنانينا، لهذا الفنان وحده رصيد أفلام يفوق في عددها مجموع أفلام مؤسسة
السينما منذ تأسيسها وشاهد كل واحد من أفلامه جمهور يفوق في عدده مجموع
مشاهدي جميع أفلام مؤسسة السينما، وليس في ذلك أي انتقاص للمؤسسة أوأفلامها
ولكن بيت القصيد أن هذا الفنان هو مؤسسة سينما بحد ذاته، وهو لا يكبر بمقعد
أمامي بل يكبر به المهرجان، إن أخلاق وقيم الفن متجذرة فيه ولذلك لم يحرد
ولم يغادر ولم يقاطع بل رد الدعوات للمقاطعة، كان حرياً بإدارة المهرجان أن
تعد لائحة جلوس لضيوفها بما يخدم المهرجان وبذلك تتجنب الحرد والحرج وحالة
كل مين إيدو إلو.
نظراً للعلاقة التي تربطني بفناننا السوري اتصل بي الكثير من المحبين
معربين عن أسفهم وتضامنهم معنا في مصابنا بل أن سيدة صديقة أخبرتني أنها
بكت لهذا المشهد! أطمئنهم شاكراً ومرتاح البال بقصة نابليون وبأن صدر
المهرجان هذا العام كان في الصف السادس.
الوطن
السورية
في
09/11/2009 |