ملفات خاصة

 
 
 

"ومنين بيجي الشجن".. 

في وداع العمدة حسن أرابيسك

القاهرة -رامي عبد الرازق*

عن رحيل العمدة

صلاح السعدني

   
 
 
 
 
 
 

لم يكن قد مر عام واحد على بداية عقد الثمانينيات، حتى كان اللقاء قد تحقق بين قلم الكاتب أسامة أنور عكاشة، ووجه صلاح السعدني المنحوت من سمرة الريف، وخبرته التي كانت قد تجاوزت العشرين عاماً وقتها، منذ أن بدأ مشواره المبكر مع فن التشخيص في بداية الستينيات.

في عام 1981، يلتقي عكاشة في باكورة مشروعه الاجتماعي لقراءة تحولات الشخصية المصرية، من خلال مسلسل "أبواب المدينة"، مع السعدني صاحب الرصيد المتنامي والقوي في الدراما التليفزيونية المصرية، والتي كانت على وشك أن تعيش أوج عصور تألقها، بعد عقدين فقط من انطلاق التليفزيون العربي.

بعد 3 عقود من الصعود والهبوط السياسي، وما تبعه من تغيرات جذرية في طبيعة واحد من أقدم المجتمعات في العالم، تحول عكاشة، الذي كان مهموماً خلال تجاربه في السبعينيات، بشحنات من الأسئلة الوجودية ذات التوهجات الفلسفية متفاوتة المستوى، تحول إلى طرح همه الأكبر والأساسي خلال مشروعه الأصيل والأكثر وضوحاً في مشواره الزخم.

وبدأ مع "أبواب المدينة" في الغوص داخل تفاصيل المجتمع المصري، في محاولة لفك شفرة التحولات، والعثور على صيغة لعودة هذا المجتمع عفياً في تحضره، نقياً في صفاته المتفردة، التي جعلت من مصر على حد تعبير المفكر جمال حمدان، معدة ضخمة قادرة على هضم روافد الفكر والثقافة الإنسانية وخلاصة الحضارات المجاورة والبعيدة، ثم إعادة إنتاجها في صورة نسيج شعبي متجانس ومنسجم وقابل للتعايش والتطور، طالما كان له الخيرة من أمره، وهو التشبيه الذي سوف يأتي على لسان الأستاذ وفائي المثقف المستنير في مسلسل "أرابيسك".

ائتلاف الهوى

5 مسلسلات "أبواب المدينة" بجزئيه، ثم "وقال البحر" ومن بعده "ليالي الحلمية" بأسفاره الخمسة، يتخللهم "النوة" و"أرابيسك"، وفيلم واحد "تحت الصفر"، هي محصلة "ائتلاف الهوى" بين المشخصاتي المخضرم في عقد توهجه الكامل، وبين الكاتب صاحب الفكر والصنعة والأسلوبية المتفردة، والقدرة على رسم ملامح شخصيات لا تنسى، لأنها ذاكرة في حد ذاتها.

في بداية الثمانينيات كان السعدني قد وضع كلا قدميه الاثنتين (الموهبة والخبرة)، على سلم صاعد في مجال التمثيل، سواء في السينما أو التليفزيون، صحيح أن نصيبه من النجاحات أو الاختيارات السينمائية لم يكن على نفس درجة التألق والفوران والتنوع التليفزيوني، إلا أن هذا لم يمنع تواجده خلال سنوات الثمانينيات في أكثر من تجربة ذات ألق جاذب، ويكفي أن نشير مثلاً إلى فيلم "ملف في الآداب" مع عاطف الطيب ووحيد حامد، في دور ضابط الشرطة المريض بالسلطة، الذي يهيئ له شيطان المكانة الشرطية أن في مقدورة أن يتحكم في مصائر الآخرين، ويصيغ منها مصعداً إلى الترقية.

لكن ذروة نشاطه المفعم بالتنوع ومراكمة الخبرات وتأصيل الموهبة، تعدى حد الاعترافات بمدى صلابتها في مواجهة أي شخصية يقدمها، وجاء من خلال العدد الكبير من المسلسلات التليفزيونية التي قدمها، والتي توجت عام 1987، في مسلسل "ليالي الحلمية"، باللقب الذي سوف يٌمنح له ويستمر معه حتى النهاية، وهو (العمدة)، ونعني به أيضاً الأيقونة الخالدة "سليمان غانم" عمدة ميت الغانم، وصاحب واحدة من أروع علاقات العداء في تاريخ الدراما التليفزيونية، مع غريمه اللدود "سليم باشا البدري".

لماذا العمدة؟

على الرغم من العدد الكبير من المسلسلات والشخصيات، التي قدمها السعدني خلال سنوات الثمانينيات، وتنوعها إلى درجة لا يسهل استيعاب قدرة هذا الممثل الكبير أن يغير من جلده الأدائي بينها بهذه الصورة الفذة، (الطالب الريفي القادم للمدينة – الشيخ الأزهري- الكاتب المحبط- عامل الفندق الشهم- ابن العز الفاسد)، ومن خلال أعمال حملت توقيع كبار الكتاب والمخرجين في تلك الفترة، ومنهم على سبيل المثال حسن الإمام في تجربته التليفزيونية "قافلة الزمان"، عن رواية عبد الحميد جودة السحار، ناهينا عن نجيب محفوظ وروايته "عصر الحب" في تلفزتها الرائعة، ومحفوظ عبد الرحمن في "الفرسان يغمدون سيوفهم"، ووحيد حامد في رائعتين هما "سفر الأحلام"و"الجوارح"، إلا أن اللقب لم يأت إلى السعدني ويدمغه بكل ما هو مستحق وكامل، إلا عبر شخصية "سليمان غانم"، التي شاهدها الجمهور العربي لأول مرة عام 87 في الجزء الأول من الملحمة الاجتماعية الفذة "ليالي الحلمية".

جدير بالذكر أن شخصية "سليمان غانم" كان من المفترض أن تذهب إلى الممثل الكوميدي الكبير سعيد صالح، ولكنه اعتذر بحكم انشغاله في العروض المسرحية اليومية، وعدم قدرته على أن يوازن ما بين ليالي المسرح ومواعيد تصوير المسلسلات، وهو ما قاد الثنائي (عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ) للاستعانة بالسعدني، وقد صار نجماً تلفزيونياً مرموقاً في النصف الثاني من الثمانينيات.

وليس من الغريب أن تصبح شخصية سليمان غانم، كما أداها السعدني، صاحبة الفضل في دمغه بلقب العمدة، رغم كل الشخصيات التي قدمها خلال هذه الحقبة أو حتى ما بعدها، تحديداً حتى يمنح الإضافة الشعبية الخارقة على لقب العمدة، في ثاني أهم تعاون له مع عكاشة "أرابيسك: أيام حسن النعماني"

استطاع السعدني أن يتشرب سليمان غانم إلى ما بعد الثمالة، أدرك بعمق شديد أزمة الشخصية، ودرس تكوينها النفسي والاجتماعي بمهارة، ووضع يده على عقدة النقص الرهيبة، التي يعانيها عمدة ميت الغانم، جراء تفوق غريمه ابن البدري في جولات كثيرة، بعضها بدأ قبل أن يولد كلاهما، أي من وقت بداية الصراع بين والدي سليم وسليمان (مع ملاحظة الجناس غير المتطابق بين اسميهما)، ثم تراكم الهزائم التي كثيراً ما دفعت العمدة إلى إطلاق صيحته التي اشتهر بها (جاااي)، والتي كانت أشبه بزئير أسد مهزوم، لا يملك رفاهية الانسحاب ولا إرادة الاستسلام.

أخذ السعدني شخصية (أبو زُهرة)، كما كانت تتندر زوجته وصيفة عليه في لحظات استفزازه العديدة، إلى منطقة أكثر عمقاً بكثير من التي كان من الممكن أن يقودها إليها سعيد صالح، بأسلوبه البارد المنغمس في الانفعال المكبوت، وضحكته الساخرة من كل شيء، سليمان غانم شخصية انفعالية شكلاً موضوعاً بلا جدال، لغته الجسدية مفعمة بالغضب والسخونة الدائمة نظراً لما يشتعل في داخله من فحم الثأر، وفي نفس الوقت هو فلاح ماكر، صبور، قلبه يحتوي على خضرة لم تتمكن أدخنة المدينة من طمس خصوبتها، وهو شهواني عاطفي كنتيجة طبيعية لكونه انفعالي، وصاحب سطوة يمنحها له المنصب الرسمي كعمدة، ثم رتبة الباشوية وعضوية البرلمان، وأخيراً دخوله مجال المقاولات كرجل أعمال كبير وثري متخم بالمال.

هذه شخصية مترعة بالصفات الجذابة، سواء كخصم أو كبطل درامي في حرب شعواء، داخل إطار الإثارة الاجتماعية التي احترفها عكاشة، وهو صاحب إفيهات نابضة بالحياة، على رأسها جوهرته الاستدراكية (قوم إيه)، والتي وسمت الشخصية بخطوط كاريكاتورية لامعة، دون أن تهبط لابتذال التكرار أو يصيب المشاهد منها سأم النمطية.

وهو في لغته الفلاحية بألفاظ مثل "ابن البدري" و"نزاكه" دلع طليقته نازل السلحدار الأثير، وذروة انتصاراته القليلة على سليم، وارتباطه التراثي بغفيريه بهروز والمليجي، كما في الحكايات الشعبية عن الحاكم وتابعيه، وسبه الطريف أو تسبيخه (أي القاء السباخ والروث) على رأس وهدان صفيه الدرامي، بالإضافة إلى طول الفترة الزمنية التي دخل فيها إلى بيوت الملايين (1987-1995) كواحد من أطول مسلسلات الأجزاء في الدراما المصرية، كل هذه العناصر مجتمعة كما احتواها أداء السعدني ومحافظته على النمو العمري للشخصية، والكبر دون أن يمسها تفاوت في مستوى التشخيص أو التقمص، جعلت من الضروري أن يصبح اللقب قريناً باسمه ومكانته، حتى ولو لم يذكر، ويكفي أن يقلد أحدهم ضحكته الأيقونية الطريفة حتى يدرك الجميع أنه يقصد (العمدة).

أبو كيفه

هل كانت مفارقة قدرية، أو جزء من دراما المشوار المتقاطع، في الحياة وليس على الشاشات، أن يكون ثاني أهم دور للسعدني، في ثاني أهم تعاون بينه وبين عكاشة، يأتي من خلال اعتذر آخر أو لنقل اعتذارين بعد أن تقدمت السنوات قليلاً.

نحن في بداية التسعينيات، حيث يعتذر عادل إمام عن تقديم شخصية حسن النعماني، فنان الأرابيسك، والذي يمثل جزء من سؤال (المعدة الضخمة)، التي أشرنا إليها في البداية، ضمن مشروع أسامة أنور عكاشة، في رصد التحولات وقراءة الشخصية المصرية، ثم يعتذر محمود عبد العزيز نظراً لأنه سبق وقبل بشخصية "رأفت الهجان" التي اعتذر عنها إمام، وذلك حتى لا يقال إن عبد العزيز يقبل بالأدوار التي يعتذر عنها إمام، ليذهب الدور أخيراً إلى العمدة، صاحب الرسوخ التليفزيوني والرصيد الباذخ، والشعبية الهائلة خلال سنوات عرض "الحلمية".

من الضروري هنا أن نشير إلى حجم الاختلاف الفاصل بين شخصيتي "العمدة" و"حسن أرابيسك"، والتي كان من الممكن أن يكون سبباً في أن يظل السعدني محتفظاً فقط بلقب العمدة، دون أن يضيف عليه الجمهور اسم حسن النعماني بمختلف تجلياته (أبو كيفه- النعماني- ارابيسك)، ولا يمكن حتى لأجيال التلفزة التي نشأت أمام شاشات القنوات المصرية، خلال عقدي الثمانينات والتسعينيات، وحتى الأجيال الجديدة التي وصلها طرف من خبر الأعمال الذهبية، أن يٌذكر أمامها اسم أرابيسك أو النعماني دون أن تحدث إحالة مباشرة إلى صلاح السعدني، فكيف استطاع، رغم التباين الهائل بين الشخصيتين، أن يجمع اللقبين بانسجام شعبوي جميل.

أرابيسك عصبي لكنه حشاش، يدمن الجلسة الزرقاء منذ عاد من الحرب في منتصف السبعينيات، وطحنته التحولات الرديئة في مجتمع الانفتاح الاقتصادي العشوائي، الذي أفقد الكل بوصلته.

مرتبك وغير حازم وفاشل عاطفياً، ظلم موهبته وأضاع إرثه (كرسي السلطان الذي صنعه جده النعماني الكبير)، وترك حبل أسرته على غارب التقلبات المادية، لم يكن لديه هدف مثل العمدة ولا ثأر قديم، ولا خصم حقيقي سوى نفسه، التي كان عليه أن يروضها لكي يستعيد توازنه، وبالتالي يسترد مكانته كرمّانة ميزان ثمينة وسط مجتمع (خان دويدار)، النموذج المختصر والمكثف لواحدة من بؤر المجتمع المصري في فترة حساسة من تاريخه الحديث.

حسن صاحب لغة جسد خاملة، ثقيلة بحكم كونه يحشش طوال الوقت، صحيح أنه جندي سابق وصاحب قبضة قوية، لكنه يختلف في العمدة الانفعالي الذي يترجم غضبه لحركة مستمرة، والنعماني قاهري أباً عن جد، نموذج ابن المدينة كما يمكن أن يكون، وليس قادماً من جهة الريف الفلاحي بجيناته المميزة.

صحيح أن كلاهما "العمدة" و"أرابيسك" يجتمعان على خفة الدم ورقة القلب، والجدعنة والشهامة والشهوانية والميل العاطفي المشبوب بالهوس، لكن شتّان بين أصولهما وأهدافهما وحتى هيئاتهما، العمدة بشاربه الكلاسيكي وعباءته وطربوشه وعصاه، و"أرابيسك" بفوضويته وشاربه الخفيف وشعر رأسه الهائش، الذي يعطيه صورة فنان بوهيمي (على كيفه).

المبهر في السعدني أنه انتقل من "العمدة" إلى "أرابيسك"، وعاد إلى "العمدة" مرة أخرى – في اخر تعاون مع عكاشة عام 95 بنهاية الجزء الخامس من "الحلمية"- بسلاسة كبيرة ودون أن تطمس أي شخصية منهما الأخرى، لا في مستوى الأداء، ولا في حجم الاحتفاء الجماهيري بكليهما، فلم يرفض الجمهور عودة السعدني إلى دور "العمدة" بعد أن عشقه في "أرابيسك" ودمغه باللقب، بل كان سليمان غانم فاكهة الجزء الخامس، وعنصر جذب شديد القوة والأهمية، خاصة مع تقدم أعمار الشخصيات الأساسية وغياب خصمه المثير سليم البدري.

هاتان شخصيتان لن تسقطا بالتقادم، لأنهما صارا ذاكرة في حد ذاتها، وبالتالي لن تنتقل ألقاب "العمدة" و"أرابيسك" إلى أي ممثل آخر بعد رحيل صلاح السعدني، وهي التي سوف تحمل ذكراه حية ككل اصحاب مهنة التشخيص العظام، الذين كلما مر الزمن على عصيرهم الإبداعي تعتق وفاح بالفن والجمال.

* ناقد فني

 

الشرق نيوز السعودية في

22.04.2024

 
 
 
 
 

صلاح السعدني..

الفنان النبيل الذي رحل منذ سنوات عشر

أميرة خواسك

لم يكن صلاح السعدني مجرد فنان مجتهد أو متواجد على الساحة الفنية المصرية منذ ستينيات القرن الماضي وحتى سنوات قليلة مضت، ولا هو فنان يجيد تقديم الأدوار التي تعرض عليه فيتقن أداءها ويحسن تقديمها، لكن صلاح السعدني يمثل حالة مصرية فريدة، ففي بداياته، هو كل فتى أو شاب في العائلة وهو الابن الذي يمر بكل مراحل النمو والكبر، حتى تشعر أنه خالك الصغير أو آخر حبة في عقد الأعمام  والأخوال، هو جارك أو صديقك الذي تراه في هذا الشخص القريب من القلب، ويتصف بالمرح والسخرية، الفلسفة والتأمل، الطموح والتمرد، الأمل والعجز، كل شطحات الشباب وآمالهم وآلاهم، واستطاع خلال كل تلك المراحل أن يمثل أزمة شباب جيله، التي بدأت منذ الستينيات، ولا يكاد يبقى من جيلها سوى عدد ليس بالكثير - أمد الله في أعمارهم - وحين عبر عن جيل الستينيات عبر نماذج كثيرة مختلفة قدمها، بداية من الفتى الريفي الذي لا تسنده أرض ولا عائلة، لكنه يحمل من المكر ما يجعله منتشرا وموجودا في كل بيت، كما في فيلم الأرض، ومن قبله ثلاثية الضحية والرحيل والساقية، وكانت تلك بداياته، وصولا لما أطلق عليه عمدة الدراما المصرية.

صلاح السعدني عندما مر بكل هذه المراحل الفنية فإنه كان يمر أيضا بمراحل تتطابق مع المراحل الاجتماعية التي مرت بها مصر، واستطاع ببساطته وابتسامته وأدائه السهل الممتنع أن يتغلغل إلى قلوب المصريين والعرب ويحصل على شهادة تصديقه والاقتناع بإدائه، بمصريته الصميمة وصدقه الحقيقي، وإذا ما نظرنا إلى حياة هذا الفنان الكبير، سنجد أنها ربما تنقسم إلى مراحل ثلاث، الأولى مرحلة الشباب المبكر، والتواجد والانتشار وهي أداور اعتمدت على خفة ظله وبساطته في الأداء، ولعل أبرزها في أفلام  الأرض وأغنية على الممر والرصاصة لا تزال في جيبي. ثم المرحلة الثانية، وهي مرحلة الثقل والتي اتسمت أعماله فيها بما يؤمن به من فكر وأيدلوچية تميل نحو الفكر اليساري، وهذا تحديداً هو ما كان يميز صلاح السعدني، أنه كان يؤدي ما يؤمن به، ومنها مسرحية الملك هو الملك وفيلم فوزية البرجوازية، وإنهم يقتلون الشرفاء والعودة والعصفور. وأما المرحلة الثالثة، وهي مرحلة النضج، فقد صال وجال فيها صلاح السعدني حتى التصق بالملاحم الدرامية في التراث المصري، والتي يشبهه بطلها كثيرا، أو ربما حين توحد هو مع كل ما هو مصري في ملامحه وصوته وقناعاته وايمانه أصبحنا نتقبله ونؤمن به كبطل شعبي صميم المصرية.

وقدم أروع أدواره التي انعكس عليها هذا النضج في الإداء وفي الفكر أيضا لعل أبرزها- في رأيي-حلم الجنوبي، والأصدقاء، والناس في كفر عسكر .

من المعروف أن الفنان الراحل صلاح السعدني هو الشقيق الأصغر للكاتب الراحل والساخر الكبير محمود السعدني، وربما يكون هذا قد تسبب في تعطل انتشار صلاح في بداية حياته بسبب ما تعرض له محمود السعدني من اعتقال في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ثم ما اختاره هو من هجرة ومعارضة في عهد الرئيس السادات، وبالتالي انعكست المواقف السياسية لمحمود السعدني على مشاركة وانتشار صلاح السعدني.

لقد تناول الكثيرون هذه الفترة وزايدوا وتحدثوا عنها، لكن صلاح السعدني هو الوحيد الذي لم يحاول أن يتاجر أو يدعي بطولات أو يحصل على مكاسب في أزمنة لاحقة باسم هذه المواقف، وهذه هي المواقف الحقيقية التي تسبغ احتراما كبيرا على أي فنان لا يتاجر بأفكاره ومعتقداته ومواقفه مهما كان مؤمنا بها.

سيظل صلاح السعدني فناناً متفرداً، أمتع الجمهور المصري بأدوار من دم ولحم أحبها الناس وعاشوا معها وصدقوها، وسيترحمون عليه كثيرا كلما شاهدوها وتذكروا هذا الفنان النبيل الذي رحل ، ليس في أيامنا تلك ولكنه هو من اختار الرحيل منذ سنوات عشر.

 

####

 

صلاح السعدنى وجيله..

الكوميديا والثقافة والتطرف فى الزمان والمكان

أكرم القصاص

بالطبع صلاح السعدنى كان فنانا شاملا، قدم كل الأدوار، لكنه ربما ارتبط بأدوار تحمل شكلا ومضمونا لمثقف أو إنسان مسؤول، ومع هذا يظل الكوميديان بالنسبة له الأيقونة المهمة ربما لأن الكوميديا كتابة وتمثيلا تحمل صعوبة وندرة وتتطلب إمكانات أعلى، خاصة بالنسبة للكوميديا القائمة على النصوص الأدبية أو السيناريو وليس كوميديا المضحكين التى تقوم على «الإفيهات» والكاركترات «المسخرة»، والتى ارتبطت لفترة ليست قصيرة بجيل من الشباب، ذهب إليه الرهان وإن كان تنوعا بين نجاح ومجرد أفلام محروقة من الثقل والادعاء.

ولهذا عندما نتحدث عن صلاح السعدنى، وجيله من الفنانين بتنوعاتهم مثل عادل إمام أو نور الشريف وأحمد زكى، نحن أمام من يمكن تسميتهم جيل الفنان المثقف، وذلك ضمن مفارقة كبيرة تصنعها علاقة الفن بالثقافة، حيث يرى البعض أحيانا أن الفنان المثقف يتعطل فى رحلته عن الفن، وأن الثقافة عموما تشكل نوعا من القيد أحيانا على الفنان، وأن الفنان الصنائعى أو المشخصاتى أفضل لأنه يكون موهوبا بدرجة تمنحه القدرة على التقمص بشكل كبير.

وطبعا فإن تقييم الشخص بأنه مثقف أو لا هو أمر نسبى ويخضع للكثير من المعايير، لكن الواضح أن المثقف الحقيقى لا يتحول إلى ببغاء أو يفخر دائما بما قرأه أو عرفه، وإنما الثقافة الحقيقية غالبا ما تظهر وحدها من دون جهد ولا محاولة للتفاخر، والفرق واضح ربما بين المدعى للثقافة وبين المثقف.

بمناسبة رحيل فنان بحجم وقيمة صلاح السعدنى، والذى يصفه البعض بأنه كان بجانب فنه وموهبته مثقفا، قارئا وساعيا للمعرفة التى تظهر عليه من دون أن يعلنها، والواقع أن صلاح السعدنى وعادل إمام ونور الشريف وأحمد زكى كانوا من أصحاب الحظ الجيد لأنهم شبوا فى مرحلة مهمة كانت الثقافة فيها تلعب دورا مهما بجانب وجود عشرات المثقفين من الكتاب والأدباء والشعراء الكبار وقتها والفنانين أيضا الكبار الدراسين والمتعلمين والذين تعلم بعضهم وعاد من بعثات بكبار الجامعات فى العالم، فقد عاصر هؤلاء لويس عوض وزكى نجيب محمود ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وصلاح جاهين والأبنودى وأحمد فؤاد نجم وفنانين كبارا مثل مدبولى وفؤاد المهندس وزكى طليمات ونعمان عاشور وعبد الرحمن الخميسى وكامل الشناوى ومطربين ومطربات كبارا وملحنين مثل عبدالوهاب وسيد مكاوى والسنباطى، إلى آخره.

صلاح السعدنى ونور الشريف وجيلهم من المثقفين بين الفنانين والقراء المداومين على قراءة الأدب والشعر والأفكار والفلسفة والمجلات والصحف وقتها، فقد كانوا أيضا يجالسون الكبار من المثقفين ويستمعون ويقرأون، ويتناقشون مع الأدباء والروائيين والشعراء الكبار، فقد كان العصر نفسه مليئا بالتفاصيل والعناصر، ولهذا لن يكون غريبا أن نجد عادل إمام وسعيد صالح وسمير غانم وصلاح السعدنى تخرجوا من كليات الزراعة أو جامعة القاهرة ولمعوا وهم لا يزالون طلابا بالجامعة على العكس من أجيال أخرى واجهت معارك لمجرد عرض مسرحيات أو أفلام، وعاصروا معارك ضد الفن تكفره، بل وفنانين وفنانات تركوا الفن وانسلخوا منه، بل وبعضهم وبعضهن وجهوا له خطابا عدائيا وتبرأوا منه، صحيح أن منهم من عاد بعد ذلك لكنهم كانوا ضمن عصر مرتبك شهد هجوما من المال والتطرف المعادى للثقافة عموما وللفن على وجه الخصوص، كان هناك من يكفر الأدب والأدباء، والكتب والأفلام وربما لهذا شبت أجيال لديها خلط بين الفن والإباحية، وبعض من العاملين بالفن يتركونه أو يتعاملون معه باعتباره شرا وأكل عيش.

أقول هذا لأن بعض ممن تناولوا سيرة صلاح السعدنى وجيله، أشاروا إلى أنهم جيل لن يتكرر، وأنه لا يوجد فى الأجيال التالية من هم بنفس الدرجة أو النوع من الثقافة، والواقع أننا نعود إلى نسبية الطرح، وأيضا فرق الأجيال والتوقيتات والظروف الذاتية والموضوعية، والاجتماعية، بل وحتى فترات الهجرة إلى المال شملت أجيالا أسبق من نفس أجيال الكبار الذين نتحدث عنهم، فقد كانت الهجمة أقوى وأطاحت وغيرت وتلاعبت، ورسمت أشكالا وأنواعا من الفن، هو ابن زمنه

وللمفارقة أن هذه القضايا وغيرها ناقشها كتاب وأعمال قام ببطولتها صلاح السعدنى وغيره، أعمال مثل حلم الجنوبى، من خلال شخصية نصر وهدان القط، معلم التاريخ المثقف الذى يحافظ على تاريخ بلده ويحاول من خلال مهنته تعريف الطلاب بحضارتهم وتاريخ بلادهم..أو فى أرابيسك أو حتى دوره المثقف فى شحاذون ونبلاء، وغيرها مع الأخذ فى الاعتبار أن الدور يرسمه الكاتب أولا، وإن كان يرتبط أكثر مع النجم إذا كان يقدمه بعمق ويعطيه من روحه.

 

اليوم السابع المصرية في

22.04.2024

 
 
 
 
 

أبعاد السطور

صلاح السعدني... الظلم والعزلة والنجاح

حسين الراوي

كل الشخصيات اللطيفة التي عرفناها منذ طفولتنا، ولازمتنا في مراحل متعاقبة من حياتنا، وصافحتنا روحياً وفكرياً، وكبرنا على القرب منها إعلامياً، من الطبيعي أن تنجح في إيجاد حيز لها في داخل عقولنا وقلوبنا وتاريخنا.

«كراكيب فيلم دراما، عائلي، كوميدي، مصري، للمخرج عمر عبدالعزيز، عام 1989، كتب القصة والسيناريو والحوار بهجت قمر. الفيلم من بطولة صلاح السعدني وآثار الحكيم وعبدالله فرغلي، وتدور الأحداث حول زوج وزوجة من الموظفين البسطاء ومحاولتهم الثراء بعمل بوليصة للتأمين على الحياة». ويكيبيديا.

أول دخول لي إلى السينما كان في عام 1998، لمشاهدة فيلم (كراكيب)، وذلك عندما كنت برفقة شقيقي الأكبر الذي يعشق أفلام (صلاح السعدني). حينها كنت صغيراً ولست مهتماً بعالم السينما والأفلام، لكن رغبة شقيقي المفاجئة لمشاهدة «كراكيب» كانت قد ولدت مباشرة عندما شاهد أفيش الفيلم مُعلّقاً كدعاية على واجهة ذلك المطعم الذي كان في ذات المبنى الذي يضم سينما الجهراء.

أذكر أني في تلك الليلة كنت مُندهشاً مما رأيت في داخل السينما، بسبب اتساع مساحتها والعدد الكبير لمقاعدها وحجم شاشتها وبسبب الصوت الضخم الصادر من سماعاتها! وأذكر أيضاً أنني ضحكت كثيراً في تلك الليلة ومُستمتعاً بشكل كبير بأحداث الفيلم.

الراحل صلاح السعدني، كان ضمن فرقة المتحدين المسرحية، التي تضم أصدقاءه عادل إمام وسعيد صالح، وكان صلاح يتفوق على عادل وسعيد، وباقي زملائه في الفرقة بالنجومية والشهرة، لكن علاقة شقيقه الكبير الكاتب محمود السعدني، كانت سيئة جداً بالرئيس أنور السادات، الأمر الذي جعل جميع المنتجين والمخرجين والكثير من الممثلين يتوقفون عن العمل مع صلاح السعدني، خوفاً من غضب السادات وسلطته، الأمر الذي جعل صلاح السعدني، يختفي لسنوات عديدة عن الظهور الفني والتأخر في منافسة باقي زملائه الممثلين إلى أن تم قتل السادات بمدينة نصر بالقاهرة في 6 أكتوبر 1981 أثناء احتفال عسكري.

وعلى ذِكر الكاتب محمود السعدني (الواد الشقي) فهو كاتب عظيم، أحببت كتاباته كثيراً بسبب عمقها وحسها الاجتماعي والسياسي الساخر.

ولقد قام محمود السعدني، بتأليف 28 كتاباً قرأتها كلها بشغف ولذة، وذلك في فترة انتشار فايروس كورونا، حيث حُبسنا في بيوتنا بلا شغل وبلا ارتباطات وبلا أي مواعيد مع الآخرين.

ولمحمود السعدني كتاب بعنوان (المضحكون)، تم نشره في عام 1967، تناول فيه شخصيات كوميدية عدة، وكان من ضمنها عادل إمام وسعيد صالح وصلاح السعدني. ولقد قال عنهم: «أكثرهم موهبة سعيد، وأكثرهم ثقافة صلاح، وأكثرهم ذكاءً عادل».

يحكي الكاتب محمود السعدني عن شقيقه صلاح في كتابه (المضحكون) وهو يتطرق لعلاقته السيئة مع الرئيس السادات التي امتدت للضرر بشقيقه: «ورث صلاح السعدني عداء كل السينمائيين بسببي، وأسدلوا عليه ستاراً من الإهمال والنسيان انتقاماً مني، ثم حالة الصياعة والضياعة التي يعيشها باختياره، وشلل الأنس التي تجري خلفه أو يجرها خلفه، ثم أزمته الشخصية بسبب الهوة السحيقة بين ثقافته الفنية والأعمال التافهة التي يقوم بها لدواعي أكل العيش، والتي جعلته يقف محلك سِر، ولكنه أيضاً معبود الشباب بين شلة المضحكين، وأكثرهم قدرة على تجسيد أي دور مثلما حدث في الضحية والرحيل».

ولد صلاح السعدني في 23 أكتوبر عام 1943، بمحافظة المنوفية بمصر، وكان تاريخ الوفاة في 19 أبريل 2024 عن عُمر (80 سنة).

بدأ صلاح السعدني رحلته الفنية عام 1960، بدوره في مسلسل الرحيل، ثم شارك بمسلسل الضحية عام 1964، ثم توالت نجاحاته الفنية الكبيرة وبالأخص عبر المسلسلات التلفزيونية، منها: ليالي الحلمية، النوّة، أرابيسك، صيام صيام، أبنائي الأعزاء شكراً، حلم الجنوبي، رجل في زمن العولمة، الأصدقاء، أوراق مصرية، وغيرها.

أنصح بمشاهدة حلقات «حكايات السعدني» في اليوتيوب، وهي تقريباً فيها ملخص حياة محمود السعدني، الحافلة بالمحطات المختلفة، والمملوءة بالأحداث المضحكة والحزينة والمجنونة وقوة الطموح.

أثبت صلاح السعدني للناس من خلال ما تعرض له في مسيرته الفنية أن الثقة بالنفس والشخصية الواثقة تجعلان الإنسان يتفوّق على الأعداء والعزلة والظلم.

رحم الله الأخوين صلاح ومحمود السعدني.

 

الراي الكويتية في

22.04.2024

 
 
 
 
 

أحمد صلاح السعدني يوجه رسالة شكر واعتذار.. وكلمات مؤثرة لوالده (تفاصيل)

كتب: بوابة المصري اليوم

وجه الممثل أحمد صلاح السعدني رسالة شكر لكل من قدم واجب العزاء في وفاة والده الفنان صلاح السعدني، سواء بالحضور أو الاتصال أو الرسائل.

وكتب أحمد صلاح السعدني عبر حسابه على منصة «إكس»، الإثنين: «شكر واجب لكل من قدم واجب العزاء سواء بالحضور أو الاتصال أو الرسايل».

وأضاف: «أعتذر بشدة عن عدم قدرتي على الرد وأسأل الله لأبي الرحمة، وكلي ثقة في المولى عز وجل أن يتغمده برحمته لأنه عاش طيلة عمره محبا للناس والحق والخير والجمال، أكثر من حبه لفنه وعائلته».

واختتم: «إنا لله وإنا إليه راجعون، أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون، بحبك يا أبي ومتشكر أنك أبويا».

وتوفي الفنان صلاح السعدني، صباح الجمعة الماضي، عن عمر يناهز 81 عامًا.

 

####

 

ماذا قال نجل شقيق صلاح السعدني بعد وفاة عمه؟

كتب: سعيد خالد

أكد الكاتب أكرم السعدني إبن شقيق الفنان صلاح السعدني، الذي يتواجد حاليًا في لندن في رحلة علاجية، أنه يعيش صدمة كبيرة لوفاة عمه صلاح السعدني وعدم تمكنه حضور صلاة الجنازة ووداع عمه، وكتب عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك:«ممنوع الإنفعال ازاي واللي فقدته حتة من الروح والنسيج والأورده والشرايين والدم، أنا مت مرتين مع أبويا ومع عمي».

معروف أن الكاتب أكرم السعدني هو نجل الكاتب الراحل محمود السعدني، الشقيق الأكبر للفنان صلاح السعدني.

نجوم الفن والإعلام والرياضة في جنازة صلاح السعدني

كانت جنازة الفنان صلاح السعدني قد شيعت من مسجد الشرطة بالشيخ زايد، وحرص عدد كبير من نجوم الفن والإعلام والرياضة من أجيال مختلفة على حضور الجنازة، ومن بينهم: محمود الخطيب، إنجي على، أحمد حلمي، منى زكي، محمد عادل إمام، رامي عادل إمام، سليمان عيد، صلاح عبدالله، ريهام عبدالغفور، أحمد السقا، أحمد رزق، أشرف زكي، هنا الزاهد، المنتج تامر حبيب، رامي رضوان، دنيا سمير غانم، هنادي مهنا، أوس أوس، محمد رياض، عمرو محمود ياسين، كريم محمود عبدالعزيز، محمد محمود عبدالعزيز، مجدي كامل، وفاء عامر، سامح الصريطي، عبدالرحمن توتا، حمزة العيلي.

رحيل صلاح السعدني بعد غياب سنوات عن الشاشة

ورحل عن عالمنا صباح يوم الجمعة الموافق 19 أبريل الفنان صلاح السعدني، وذلك عن عمر ناهز 81 عامًا، إذ ابتعد السعدني عن الأضواء منذ عام 2013 وفضل الاستمتاع بوقته مع أحفاده في هدوء بعيد عن الإعلام، وكانت آخر أعماله مسلسل «القاصرات» الذي عرض في عام 2013، وشارك في بطولته عدد من نجوم الفن ومنهم: داليا البحيرى وياسر جلال ولقاء سويدان وهيثم محمد وخالد محمود وملك زاهر ومنة عرفة، وهو من تأليف الكاتبة سماح الحريري، والعمل من إخراج مجدي أبوعميرة.

 

المصري اليوم في

22.04.2024

 
 
 
 
 

الثلاثاء 23-04-2024 11:18 | 

بعد رحيل صديقه صلاح السعدني..

نبيل الحلفاوي يكشف عن موقف غريب تعرض له

كتب: هالة نور

«الحقني يا نبيل».. كشف الفنان الكبير نبيل الحلفاوي، عن موقفا حدث بعد عزاء الفنان الراحل صلاح السعدني، لافتا أن نجله حكى له حدثا غريبا بعد عودتهما من عزاء الراحل حيث أنه لم يكن متواجدا في المنزل.

وأضاف عبر حسابه على موقع «اكس» تويتر سابقا، قائلاً: «ابني بيحكي لي واحنا راجعين من العزا ما كنتش موجود في البيت، التليفون الأرضي رن ودارت الأنسر ماشين فسمع صياح عمو السعدني.. نبيييل الحقني يا نبيييل اللاب توب ابن الـ.. كاتبلي سيكينج فيروس.. بيدور على فيروس يجيبهولي.. نبيييل.. يرفع ابني السماعة.. بابا مش هنا يا عمو.. بس بيدور لو كان فيه فيروس في الجهاز عشان يمسحه.. يعني أسيبه؟ سيبه حضرتك».

ربطت كل من الفنان الراحل صلاح السعدني، والفنان نبيل الحلفاوي، علاقة صداقة قوية، ليتأثر الأخير بوفاة «السعدني» وظهر هذا خلال أداءه واجب العزاء والذي بكى خلاله بشكل مؤثر.

كما وصف «الحلفاوي» رحيل صديقه الفنان صلاح السعدني، قائلا: «ودعت جزءا كبيرا وجميلا وعزيزا من عمري، العمر يتآكل إن طال بنا العمر».

 

####

 

هل يتم منع تصوير جنازات الفنانين بعد واقعة «السعدني»؟

كتب: علوي أبو العلا

يبدو أن جنازة الراحل صلاح السعدني اشعلت فتيل الأزمات والمشاكل التي أحدثها عدد من مصوري اللايف ومن يطلق عليهم «مصوري الجنازات» بين الفنانين والصحفيين، حيث تعقد نقابة المهن التمثيلية ونقابة الصحفيين غدًا الأربعاء جلسة نقاشية من اجل وضع اتفاق ملزم بخصوص حضور وتصوير الجنازات.

نقابة المهن التمثيلية أصدرت بيانًأ تمنع فيه حضور الصحافة عزاء صلاح السعدني وما كان هذا البيان إلا «طوبة» كسرت الزجاح الهش في علاقة الصحافة بالفنانين فأصبح مجالًا للجدال بينهم.

الأمر الذي أحدث حالة من الجدل وجعل عضو برلماني في مجلس النواب يقدم تعديل تشريعي بإضافة فقرة المادة 88 من قانون العقوبات بمنع نشر أخبار الجنازات وتصويرها دن إذن مسبق.

النائب عبدالمنعم إمام عضو مجلس النواب تقدم بفقرة من قانون العقوبات وطلب تفعيلة وينص على التالي: «فى كل الأحوال يحظر نشر وإذاعة وبث أي صور أو فيديوهات للجنازات والعزاءات والسرادقات التي تقام بمناسبة وفاة، ويجوز لذوى الشأن من ورثة المتوفى السماح بالنشر بإذن مسبق مكتوب على أن يرفق بالنشر، وتضاعف العقوبة في حالة النشر أو البث على وسائل التواصل الاجتماعى من غير الصحفيين».

وأوضح جمال عبدالرحيم، سكرتير نقابة الصحفيين، أنه من غير المقبول وضع عقوبات إضافية على النشر في الوقت الذي يتم المطالبة فيه بمنع الحبس في قضايا النشر، كما أنه من غير المقبول أيضًا الحديث عن وقف تغطية الجنازات، لاسيما أن كل الشخصيات العامة هي ملك للمجتمع والشعب.

وأضاف «عبدالرحيم»: «النقابة بالتأكيد ستتصدى لهذا الطلب، لكننا كذلك لا نوافق على ممارسات البعض ممن يقومون بتغطية هذه الجنازات، خصوصًا أن 90% منهم غير صحفيين، وسنجتمع مع نقابة المهن التمثيلية وستضع النقابة ضوابط التغطية الإعلامية والصحفية في الجنازات».

بينما علق نقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف زكي لـ«المصري اليوم»، أنه يكن كل الأحترام للصحفيين ولكن من حضر جنازة الراحل صلاح السعدني ليسوا بصحفيين.

وأضاف أشرف زكي: «من حضر الجنازة هم مندسون وليسوا صحفيين حقيقين لذلك اجتماع نقابة الصحفيين من أجل وضع ضوابط لذلك الأمر داخل نقابة الصحفيين».

 

المصري اليوم في

23.04.2024

 
 
 
 
 

نبيلة عبيد تهدى تكريم مركز راشد للراحل صلاح السعدنى: الحاضر الغائب

كتب محمود راغب - تصوير حسين طلال

عبرت الفنانة القديرة نبيلة عبيد عن سعادتها بالتكريم من  مركز راشد لأصحاب الهمم، وذلك خلال احتفالية المركز لتكريم عدد من الشخصيات والنشطاء الداعمين لأنشطة المركز طيلة الـ30 سنة الماضية.

وتحدث الفنانة القديرة عن دورها فى فيلم توت توت ، وأهدت التكريم إلى روح الفنان صلاح السعدني ، قائلة : أهدى هذا التكريم إلى الحاضر الغائب الفنان صلاح السعدنى ".

وتأسس مركز راشد لأصحاب الهمم عام 1994، يهدف إلى تقديم خدمات ذات معايير وتوقعات عالية للطلبة المقيمين داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، والذين يواجهون تحديات، وتنمية الوعي والفهم لقضايا الإعاقة في دول الخليج، كما يشجع الدمج التعليمي والاجتماعي، ويعمل المركز على تشكيل مستقبل أصحاب الهمم من خلال تقديم أفضل خدمات تعليمية وعلاجية متكاملة.

وتتعدد أهداف المركز ومن بينها تقديم برامج متخصصة تشمل جميع جوانب التعلم «اللغة، التواصل، الإدراك، المهارات الحركية، مهارات مساعدة الذات، التنشئة الاجتماعية واللعب».

ويعمل المركز على توفير خدمات مصممة لتلبية احتياجات كل طالب على حدة داخل الصف، ودعم التعاون الجماعي والتنشئة الاجتماعية، بالإضافة إلى توفير برنامج علاج الطفولة المبكرة، كجزء من إجراءاتنا لمن هم من خارج المركز، من الأطفال الصغار والرضع الذين لديهم أو معرضين لخطر تطوير تحديات في اللغة والتواصل والإدراك والمهارات الحركية ومهارات مساعدة الذات والتنشئة الاجتماعية واللعب.

كما يعمل على توظيف خبرات مجموعة من الموظفين المحترفين ضمن فريق متعدد التخصصات لتقديم البرامج الأكثر ملاءمة لكل طالب على حدة، وتعزيزوتطوير الممارسات المهنية ذات المستوى العالي.

ويعمل المركز على دعم وتمكين الأسرة، والاعتراف بدورها الفريد والرئيسي في حياة الطفل ونموه، وتقديم النصح والمشورة للعائلات والمهنيين والمؤسسات الأخرى.

ويهدف المركز إلى إقامة روابط مع الطلبة ودعمهم في المدارس العادية حيث يكون ذلك مناسباً، وتطويرمجموعة واسعة من العلاقات داخل المجتمع التعليمي.

كما يهدف إلى تعزيز التعاون بين المهنيين المختصين في مجالات مختلفة، على سبيل المثال الخدمات الطبية / العلاجية / التعليمية، بالإضافة إلى إقامةورش عمل وندوات لتنمية المعرفة والوعي بقضايا الإعاقة في منطقة الخليج.

كما يستهدف أيضا تقديم الخبرة العملية للطلبة في سن الجامعة، و توفير مواقع تدريب لطلبة الجامعات الذين يتخصصون بدراسات الاحتياجات التعليمية الخاصة أو العلاج الوظيفي أو العلاج الطبيعي أو علاج التخاطب واللغة والتواصل.

 

####

 

نبيل الحلفاوى يكشف تفاصيل رسالة صوتية من صلاح السعدني يستنجد به

كتب محمد زكريا

كشف الفنان نبيل الحلفاوى عن تفاصيل رسالة صوتية من صديقه الفنان الراحل صلاح السعدني على تليفونه الأرضي، وذلك في منشور على حسابه بموقع التغريدات القصيرة "x " – تويتر سابقاً.

وروى الحلفاوى ما جاء في الرسالة قائلاً:"ابني بيحكيلي امبارح واحنا راجعين من العزاء..ما كنتش موجود في البيت.. التليفون الأرضي رن ودارت الآنسر ماشين فسمع صياح عمو السعدني: نييل..الحقني يا نبيل.. اللاب توب ابن الـ.... كاتبلي سيكينج فيروس، بيدور على فيروس يجيبهولي".

وأضاف: "يرفع ابني السماعة: بابا مش هنا يا عمو.. بس ده بيدور لو كان فيه فيروس في الجهاز عشان يمسحه، يعني اسيبه؟ـ سيبه حضرتك.

الفنان الكبير صلاح السعدنى رحل عن عالمنا صباح يوم الجمعة الماضي عن عمر يناهز 81 عاماً، وهو من مواليد عام 1943 في محافظة المنوفية، والتحق بكلية الزراعة بعد حصوله على الثانوية العامة، وبدأ بتقديم عروض مسرحية على خشبة مسرح الجامعة لحبه الكبير للتمثيل، شاركه بهذه العروض زميله بالدراسة الفنان عادل إمام وتخرجا سوياً وانطلقا في عالم الفن وسلك كل واحد طريقه.

البداية الفعلية للفنان صلاح السعدنى في مشواره الاحترافى بالتمثيل كانت في أوائل الستينيات من خلال التلفزيون، فيما بعد توالت الأدوار التلفزيونية عليه بالإضافة إلى أدوار سينمائية كثيرة، كانت أول مسلسلاته هو الرحيل عام 1960، وانطلق بعدها ليقدم العديد من الأعمال التليفزيونية الخالدة في الدراما المصرية، وكان مسلسل "القاصرات" عام 2013 الظهور الأخير حيث قرر الاكتفاء بمسيرته الفنية المميزة بسبب ظروفه الصحية.

 

اليوم السابع المصرية في

23.04.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004