ملفات خاصة

 
 
 

رحيل صلاح السعدني:

المثقف العضوي شبه الهادئ شبه الصاخب

أحمد شوقي علي

عن رحيل العمدة

صلاح السعدني

   
 
 
 
 
 
 

رحل صلاح السعدني. والجملة الخبرية المجردة تكفي وحدها لرثائه، تمامًا مثل أن تقول أَفَلتْ الشمسُ، فتستدعي همًا وكآبة قد يفوقان نصًا يترصد غروبها، وتدفع لتأمل عميق في حركة الكون؛ تأمل أكثر عمقًا مما قد يثيره اختصار عطاء زاد عن 60 سنة في مفردة أو اثنتين يلخصان مشواره الفني.

يشبه صلاح السعدني الذي رحل الجمعة الماضي عن 81 سنة، بصيغة ما "نظرية الشبهية" التي كتب عنها في أحد مقالاته المعدودة المنشورة في نهاية التسعينيات، لولا أنه كان يصف من خلاله سلبًا ما نعيشه في أشباه دول تديرها أشباه حكومات، إذ خاض حياة فنية طويلة بين ما يشبه الهدوء والصخب الاختياريين، إيمانًا منه بأن غاية المبدع أداء وظيفته على أكمل وجه، والعزوف عما يحيد به عن ذلك، حتى تكاد لا تجد له حديثًا صحافيًا أو صورة فوتوغرافية يتفوقان في عددهما عمّا قد ينجزه فنان مبتدئ أدرك لتوه عملًا ناجحًا، لأنه لا يريد من المتأمل لمشروعه الانشغال بطرفة صاخبة أو ذكرى مؤلمة، شائعة أو مجهولة، عن حياته، وإنما يهمه استبصار ذلك المشروع وفق ما يتخذه من خيارات.

يظن البعض أن صلاح الذي ولد في عام 1943، وتكون وجدانه في حي شعبي تقليدي بوسط القاهرة في كنف مثقفي الخمسينيات والستينيات، أضرّه انشغال أخيه الأكبر بالسياسة وعداءه المعروف للرئيس أنور السادات الذي أدى به في الأخير إلى المنفى، غير أن الفنان الذي دفع ثمن توقيعه الشخصي عام 1972 على بيان المثقفين ضد حالة اللاسلم واللاحرب إبعادًا عن وظيفته الحكومية بمسرح الدولة وتلفزيونها لنحو ثلاث سنوات مؤثرة، استطاع بذكاء شديد تعويض ما فاته لاحقًا عبر عمل دؤوب في التلفزيون الذي انتشر في البيوت مع موجه الانفتاح، فصار منذ الثمانينيات وحتى اعتزاله الفن في 2013 عمودًا رئيسيًا للمنجز الدرامي المصري، وكأنه لم يغب أو يبتعد يومًا عنه.

يقول في حوار أجراه عام 1994 للتلفزيون التونسي، إنه يؤمن بأن الفن ليس للتسلية، وأن الدراما أخطر في تأثيرها من الكلمة المكتوبة بسبب انتشار الأمية في الوطن العربي: "لأن القراء قليلون... كان نجيب محفوظ الحاصل على نوبل إلى عهد قريب يطبع من كتبه ستة ألاف نسخة فقط لا غير، إنما المسلسل يصل إلى أعماق أعماق القرى والدساكر والدروب العربية من المغرب العربي وحتى الخليج".

ربما تغيرت اليوم النظرة إلى المنتج الفني، وصارت التسلية والإمتاع في حد ذاتهما قيمة فنية، لكن تلك المعرفة التي يعكسها تصريح الأخ الأصغر للكاتب محمود السعدني أحد صحافيي مصر البارزين عبر تاريخها، تنبع من فهم دقيق لمحيطه، ورغبة في تمثل مثقف غرامشي العضوي، الذي يؤمن بالوظيفة الاجتماعية للثقافة ويسعى لأدائها، يقول "أؤمن بأن للفن وظيفة اجتماعية، وأعي تمامًا هذا الدور، وبالتالي فإن اختياراتي نابعة من هذا الوعي، فأنا لست "أراجوز" ولا مهرجًا في سيرك، وأعتقد أن هناك درجة من الوعي في المجتمع، صحيح أن هناك من ينظر إلى الفن على أنه "أكل عيش"، ولكن هذه نسبة قليلة جدًا".

يحكي بلال فضل، الذي صادق السعدني لفترة غير قصيرة في حياته، أن الأخير قام رفقة عادل إمام في بدايتهما بتسجيل شريط كاسيت عن أهدافهما في المستقبل، فقال عادل إنه يريد أن يصبح أكبر ممثل في مصر، وهو الأمر الذي يستعيده السعدني -حسب فضل- بإعجاب من قدرة صديقه على تحقيق هدفه، لكنه حسب تلك الرواية لم يتوقف ليبين ما وشوش به الشريط، وأياً كان ما صرح به إلى المُسجل في ذلك الوقت، فإن الفنان الذي حاز ثقافة غنية واحتك باليسار المصري في أوج تألقه، ويزخر أرشيفه غير المنشور بمحاولات أدبية لم تنشر، كان يعرف كدارس للزراعة المجال الذي يجب الغرس والحرث فيه، ويترجمه إنتاجه الدرامي والمسرحي أكثر من إنجازه السينمائي الذي ربما التجئ إليه في السبعينيات والثمانينيات لتعويض غيابه القسري عنها وتدبير نفقاته المعيشية.

قد تبدو السينما مرحلة غير مضيئة كفاية في سجل السعدني الذي يؤكد رفضه إياها "لما تكون رديئة"، ولا يخجل في الوقت نفسه من أفلام المقاولات التي شارك فيها "الكثير منها أرضاني فنيًا"، ولكن يظل "جوهر" من "شحاتين ونبلاء" أسماء البكري إحدى القطع الفنية ثمينة القيمة في سجل السينما المصرية، ولعله يكفي المتلقي، أو يكفي السعدني نفسه الذي يرى أن الفنان قد يترك من منجزه كله "بصمة أو بصمتين".

في الواقع يزخر منجز الفنان الذي تخطى عدد ما أداه من شخصيات الـ200 شخصية، بأكثر من بصمة أو اثنتين تركهما في وجدان المتلقي المصري والعربي، الذين لا يكفي عند تأملهم الوقوف على قرب تلك الشخصيات من سمات رجل الشارع العادي حسبما توحي صورتها الأولى، فالثراء الذي تمتلكه تلك الشخصيات لا يكمن وحده في قصتها، وإنما في الصورة الساخرة التي قدموا وفقها.

في كتابه "حديقة المضحكين" يقول الروائي الراحل خيري شلبي عن صلاح السعدني "تُحس كأنه مخلوق ليضحك فحسب، كأنما هو في حالة إحساس دائم بالتفوق على الواقع والناس وحركة الحياة، لكن ضحكه في العادة لا يكون خالصًا أبدًا، تُحس وكأنه قد أدرك بعد طول تفوق على الواقع والحياة، أنه مجرد جزء ضئيل جدًا من هذا الواقع وهذه الحياة"، وهكذا جاءت جميع شخصيات الأعمال التي انفرد فيها بدور البطولة، رغم التراجيدية التي وسمت أغلب حكاياتها، فماذا يكون "حسن أرابيسك" غير نقيض لكل القيم التي آمن بها؛ فاشل في الحب، ومهزوم رغم انتصار أكتوبر، وفنان نزق لا يمارس فنه. ومثله نصر وهدان القط، الذي غادر الجنوب إلى الشمال بحثًا عن الإسكندر الأكبر بينما يعتمد على بردية مسروقة من مقبرة. وكذلك "الحسيني رضوان" الذي ظنّ أن مجرد حفظه لأشعار المتنبي وفؤاد قاعود سيسعفانه في زمن العولمة، أما "عبد الواحد" الذي كان يسكن حارة المواردي فتكفي رغبته في إطلاق اسم ماركس على وليده المنتظر كأكبر سخرية ممكنة من ماركس ذاته، تخيل الاسم "ماركس عبد الواحد"!

منذ الجمعة تبارت جميع الصحف في تكرار استخدام كليشيه "رحيل عمدة الدراما" عنوانًا لنعيه، وفي جنازته أحالت عدسات الصحف اللاهثة وراء التريند المراسم الحزينة إلى فوضى عبثية، وهما فعلان ربما حرص صلاح السعدني اجتنابهما طوال حياته، التي أراد لها أن تكون شبه هادئة شبه صاخبة، وربما يكون عزاؤه الوحيد من كل تلك "السوقية المفرطة"، أن يمثل رحيله دعوة لمحبيه لتأمل أكثر عمقًا لما تركه من "بصمة أو بصمتين"، لما تركه من بصمات كثيرة يصعب تلخيصها في مفردة أو اثنتين.

 

المدن الإلكترونية في

21.04.2024

 
 
 
 
 

خضوع الفن للسياسة!

عبدالقادر شهيب

الفنان الراحل صلاح السعدني الذى تبارى كثيرون في الإشادة به بعد موته هو مثال صارخ لخضوع الفن للسياسة.. فهو شقيق للكاتب الساخر الراحل محمود السعدني الذى تمت ملاحقته أمنيا فى بداية حكم السادات، لعلاقته بعدد ممن أطلق عليهم السادات مراكز القوى الذين الذين زُج بهم في السجون، وبعد خروج السعدني الكبير من السجن خرج من مصر حتى لا يدخل السجن مجددا.. 

وخلال سنوات هجرة السعدني الكبير، مصر صدرت التعليمات بحرمان السعدني الصغير من ممارسة عمله وهو التمثيل، فاختفى من الشاشة الكبيرة والشاشة الصغيرة أيضا، ولم يفرج عنه فنيا إلا بعد أن أصدر السادات شخصيا أوامره بالسماح للشقيق الأكبر محمود السعدني بالعودة للبلاد. والسماح لشقيقه الصغير صلاح بالعودة لممارسة التمثيل والتواجد على الساحة الفنية، ليتألق صلاح ويلمع ويحقق شهرة كبيرة فى مجال الفن خلال عهد مبارك.

وهكذا.. الفن يخضع للسياسة ويتدخل في شؤونه الحكام ورجال الأمن.. وقد دفع بعض الفنانين ثمنا لخضوع الفن للسياسة أو لتدخل الساسة والحكام في شئون الفن..  وقد حكى السعدني الكبير حكاية منع شقيقه من ممارسة عمله الفنى في بداية حكم السادات. وكيف عاد إلى ممارسة التمثيل بعد أن التقى السادات في الخارج وطلب منه العودة إلى البلاد وسؤاله عن شقيقه صلاح.

إن السياسة تتدخل في كل شئون الحياة.. الاقتصاد، والثقافة، والفن، وأيضًا الرياضة.. وإعادة قراءة تاريخنا وما شهده من وقائع تنطق بتلك الحقيقة.. وهذه الواقعة وردت تفاصيلها  بلسان محمود السعدنى فى فيديو مصور تضمن الكثير من الحكاوي التى برع في روايتها فهو أحد الحكائين الكبار.

 

####

 

زغلول صيام يكتب:

اعيدوا لمهنة الصحافة والإعلام وقارها قبل فوات الآوان!!

عندما فكرت أن أمتهن مهنة الإعلام والصحافة كنت أقرأ لكبار الكتاب وأعلم المكانة التي يحتلونها في المجتمع حيث كان الجميع يتودد إلى الصحفي أو الإعلامي من أجل أن يسلط الضوء عليه وبالتالي كانت العلاقة قائمة على الاحترام والتقدير في المقام الأول.. قرأت لقامات كان مجرد السلام عليهم هو مصدر فخر لأي شخص سواء كان سياسيا أو فنانا أو رياضيا أو أي نجم في مجاله.

بدأت العمل في الصحافة الرياضية وقد رأيت بأم عيني رئيس التحرير يؤنب زميلا لمجرد أنه لمحه في إحدى المباريات عندما جاءت الكاميرا عليه وهو يشجع فريقه في الدوري الممتاز بعد الفوز بالدوري وظل يقول له كلما قابله ولماذا لم تحمل اللاعب الفلاني على الأعناق كما كانت تفعل الجماهير!!

عملت في بلاط صاحبة الجلالة وأنا أذهب لتغطية المباريات في المكان المخصص للإعلاميين وكان عيب أن تظهر انتماءك ولكن مع مرور الزمن فوجئت بأن هناك مكانا مخصصا لإعلاميي الأهلي وآخر لإعلاميي الزمالك وتقريبا تحدث مناوشات ثم طغى على كتاباتهم وتحولت إلى دفاع بعيدا عن أنه يدافع عن حق أو باطل.

كنا شهودا على أمور كثيرة كان دخول ماسبيرو لمجرد الظهور في التليفزيون فخرا ما بعده فخر لدرجة أن بعض أدعياء الشهرة كانوا يدفعون من أجل الظهور في خلفية الصورة مع الكاميرا وللأسف أصبحوا الآن مقدمين برامج.

وقرأت كثيرا لكبار الكتاب كيف أن كبار الفنانين يسعون لصداقتهم بل إن أشهر الفنانين لا تندهش عندما تراهم في مقر الأهرام أو الأخبار للقاء الكاتب فلان أو علان.. نعم هذا ما كنا عليه في حقبة من حقب الزمن القريب ولكن الآن.

ماذا حدث؟

جرى على مهنة الصحفي والإعلامي ما جرى عليها في زمن الترند وبدأ البعض يبحث عن الأعلى  قراءة دون الاهتمام بوقار مهنة عظيمة.. البعض يزج بشباب الصحفيين في أتون معركة ليسوا طرفا فيها من أجل تصوير جنازة أو تصوير فرح لدرجة أن الناس ضجوا من هذه الفجاجة في التعامل مع الأمور وبالتالي قلت الهيبة وأصبحنا نرى عجب العجاب.

رأينا التعامل الجاف وبات الصحفي غير مرغوب فيه وهو معذور لأنه ينفذ ما يملي عليه وليست الجنازات وحدها وإنما وجدناه في الملاعب والمؤتمرات الصحفية والتطفل علي اللاعبين بشكل جعلهم يهربون من الإعلام وينظرون إليه نظرة في غير محلها.

أزعم أنني سافرت مع المنتخب الوطني سفريات كثيرة وفي بعضها كنت الصحفي الوحيد- يعني واكل شارب نايم معهم في نفس الفندق- ورغم ذلك لم أطلب من واحد فيهم صورة أو أن أطلب صورة من هذا المسئول أو ذاك وفي مرة كنت في مطار برشلونة ووجدت حالة هرج في المنتخب فسألت وأجابوني أن فريق برشلونة موجود في المطار والكل يلتقط الصور معاه ولكن وقفت صامتا وعندما عدت دُهِشَ أولادي من أني لم أتصور مع نجوم برشلونة وميسي علي وجه التحديد فاكتفيت بالصمت!!

نعم نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للإعلام عليه دور كبير في إعادة الهيبة لمهنة فقدت الكثير من بريقها ولا بد من الحفاظ على البقية الباقية..  ونقابة المهن التمثيلية عندما تصدر بيانا ترفض فيه استقبال الصحفيين في عزاء المغفور له الفنان صلاح السعدني هو بمثابة ناقوس خطر سبقه إنذارات كثيرة.

ربما أحلم ولكنه حلم جميل في عودة الوقار لمهنة أوشكت على الضياع.. كلنا أمل في أن تقوم النقابة بدورها في خدمة المهنة قبل الخدمات الاجتماعية الأخرى لأنه لو تحسنت المهنة ستعود أشياء كثيرة افتقدناها.

 

بوابة فيتو المصرية في

21.04.2024

 
 
 
 
 

وائل السمري يكتب.. في وداع صلاح السعدني أيقونة السؤال وجوهر المعنى .. في كل أدواره كان يبحث عن شيء مفتقد في ليالي الحلمية يبحث عن "الجدارة" وفي "أرابيسك" يبحث عن الأصالة وفي حلم الجنوبي يبحث عن الوطن

وينفلت من بين إدينا زمان  ...كإنه سَحبة قوس في أوتار كمان

و تنفرط الايام عود كهرمان... يتفرفط النور و الحنان و الأمان

لم يمت صلاح السعدني لكنه انفلت.

مثل نغمة ساحرة تسمعها مصادفة وأنت ساهر بالليل ولا تعرف من أين أتت.

مثل عطر غامض يغمر أنفك مباغتة فيجن جنونك، غير مدرك سبب الجنون، أهي فتنة العطر أم وجع الغياب؟

انفلت صلاح السعدني مثلما انفلت الزمان في تتر مسلسله الأشهر وشخصيته الأحب "أرابيسك" انفلت كأنه سحبة قوس في أوتار كمان، فغاب عن الأنظار سنينا، ثم أوجعنا بالرحيل المؤلم البتار.

انفلت وتسرتسب من بين إدينا مثلما تسرسبت السنين في تتر مسلسله الأروع "ليالي الحلمية" وانتهت ونحن لم نتجرأ على البدء.

الشر شرق و غرب داخل في حوشنا...حوشوه لا ريح شاردة تقشقش عشوشنا

حوشوا شرارة تطيش تشقق عروشنا...و تغشنا المرايات تشوش وشوشنا

سرى السعدني في قلوبنا ووقع بالحضور الأبي، وانفلت غير مأسوف علينا، سرى وتسرسب، في الحلم في الأمل في الخيبة واليأس، سرى وتسرسب، ثم قضى وعن ديارنا مضى.

"لا فيه إيده سيف ولا تحت منه فرس" كما يقول صلاح جاهين، لكنه كان بطلنا الأحب، ونجمنا الأعذب، لم يمتلك تلك الوسامة الأنثوية ليكون نجما للشباك تذاكر السينما، ولم يصعد إلى النجومية بسرعة الصاروخ، لكنه ألقى في قلوبنا الفن، بغضبه اليائس، وضحكته المجلجلة، وزهقه من الأيام التافهة والبوصلات التائهة، والقلوب الخربة.

وكأني أسمعه وهو يقول "يوووه يا عمارة" ساخرا من "أبو بكر عزت" في مسلسل أرابيسك، فأضحك من غباء المحيطين وعناد القدر، وكأني أسمه وهو يقول : المهم نعرف أحنا مين وعايزين إيه..فأتيقن من حيرتنا وبوصلتنا التي لم تغب عنا ولم تدل على مقصدنا.

نحن تائهون في زمن تائه، وكان صلاح السعدني أيقونة التائهين.

في أغلب الأدواء التي أداها كان صلاح السعدني يبحث عن شيء ما.

في ليالي الحلمية يبحث عن ثأره من ابن البشوات، وفي حسن أرابيسك يبحث عن الأصالة في زمن الزيف، وفي حلم الجنوبي يبحث عن الأثر ليعرف الطريق، وفي الغول يبحث عن العدالة في زمن قانون ساكسونيا.

يوووه يا عم صلاح..

الغش طرطش رش ع الوش بوية .. ما درتش مين بلياتشو أو مين رزين

شاب الزمان و شقيت .. مش شكل أبويا... شاهت وشوشنا تهنا بين شين و زين

للأسف.. كثيرون لا يعرفون مسلسل أرابيسك، وكثيرون لا يعرفون حسن النعماني، ونتيجة لهذا وذاك لا يعرفون كيف أثر هذا العمل الفني العظيم في قلبونا وعقولنا وكيف صاغ مشاعرنا وأهمنا بحب الوطن وشخصياته المركبة.

بالنسبة لي فحسن أرابيسك كان الوجه الحقيقى لإنسان مصر، هذا الإنسان الفاضل الكريم دون تزيّد، والعاشق المهزوم دون إذلال، والكبير دون مكابرة، والمعطاء دون حساب، يرضى بالفقر ولا يرضى بالهوان، ويقبل السجن ولا يقبل الكذب، يشغله سؤال الهوية «إحنا مين؟»، وحينما لا يجد إجابة يفضل أن يصمت على أن يزيف وجهة نظره، وحينما يوضع فى مفترق طرق ينحاز بتلقائية وشجاعة نادرتين إلى أصله العربى «الأرابيسك» لأنه يعرفه.

في الملسل تتجلى عقدة الحبكة الدرامية حينما يتفق حسن مع الدكتور برهان على أن يتولى بناء فيلا «تحفة» تجمع تاريخ مصر الطويل، فسخر «أرابيسك» من هذا الاتفاق بينه وبين نفسه، وترك الفيلا التى يعرف أن أساسها متهاو لتسقط فى الزلزال، ولما حبسته السلطة بتهمة هدم بناء دون ترخيص، دافع عن نفسه بخطبة عصماء ألقاها فى السجن أمام المساجين، وكأنه يخاطب مصر كلها التى أصبحت بفعل فاعل داخل الزنزانة، لتتحول القصة كلها إلى رمز لحال مصر، بعد أن أتعبها المخربون وضاق أبناؤها الأوفياء بالزيف والمغالطة.

ويرفرف العمر الجميل الحنون ..ويفر و يفرفر فرفة قانون

وندور نلف ما بين حقيقة وظنون.. وبين قسى هفهاف.. وهفة جنون

يقول حسن أرابيسك أمام المساجين الذين يعتبرهم قاضيه الحقيقى «سواء كان أنا.. أو الزلزال.. أو التوابع.. فاللى حصل ده كان لازم يحصل، لأنه الترقيع مينفعش، السلطة متنفعش، البزرميط مينفعش، وبعدين الفن مهوواش طبيخ، الدكتور برهان جه وقال عايزين نعمل تحفة، ترمز لتاريخ مصر كله، بس تاريخ مصر كبير أوى وطويل، فرعونى على قبطى على رومانى على يونانى على عربى، ومن ناحية تانية بتبص ع البحر، لكن الذوق غير الذوق، الطعم غير الطعم واللون غير اللون، ومفيش حاجة جت وعجنت ده كله فى بعضه وطلعت فن مصرى نقدر نقول عليه الفن المصراوى اللى بجد، يبقى نعمل اللى إحنا عارفينه، وأنا لعبيتى إيه «الأرابيسك» يبقى نتكل على الله ويلا، واحد تانى يقول مصرى مصر دى طول عمرها ع البحر وزى ما الأوربيون عملوا إحنا نعمل، الجريك والفرنساويين واليونان أخدوا مننا وهضموا واتطوروا، نعمل زيهم ونطلع لقدام، ماشى مبقولش لأ مادام فاهم وبيحب مصر، والحمد لله إن الفيلا وقعت علشان نرجع ونبتدى مع مصر من أول وجديد على ميه بيضا، لكن المهم نعرف إحنا مين وأصلنا إيه، وساعة ما نعرف إحنا مين هنعرف إحنا عايزين إيه، وساعتها نتكل على الله».

دنياك سكك حافظ على مسلكك ... وامسك فنفسك لا العلل تمسكك

وتقع فخيه تملكك تهلكك..اهلك يا تهلك ..دنتا بالناس تكون

سألنى صديق: منذ متى وأنت تحب تراث مصر هكذا؟ فقلت: منذ ذلك اليوم الذى بكيت فيه بحرقة حينما سرق «كرسى النعمانى» من حسن أرابيسك

هذا أثر "صلاح السعدني" في حياتي، وإن بحثت سنجد لكل واحد من أبناء جيلي أثرا مثله، فقد جعلني «صلاح السعدنى» مؤمنا تماما أن عبقرية هذا البلد تتخفى حينا وتغيب حينا وتتوه حينا، لكنها تعلن عن نفسها بكل نصاعة فى الوقت غير المتوقع وأورثنى حسن أرابيسك عشقا مزمنا لهذه الأرض بما تحوى من جمال وبما يحيط بها من آلام وآمال.

بالنسبة لى صار ت شخصية ابن البلد متجسدة فيه، هو ابن البلد، بالألف واللام، شهامته، جدعنته، شجاعته، تصعلكه، أحلامه، خفة دمه، تهوره أحيانا، وتعقله أحيانا، ميله للصدق حتى ولو على حساب راحته أو حريته، استهزاؤه بالصعاب والمصائب، سخريته من التدنى والتكالب، حتى مشيته العابثة المترنحة، صورته وهو يمشى آخر الليل صارت بالنسبة لى معادلة أيقونية له، يخطو فى الشوارع وكأنه ملكها، يضرب أحجار التعثر فى الأرض وكأنه يؤدبها يربت على البيوت القديمة الدافئة بنظرة من عينه الحانية، يشق الهواء بصدره المفتوح كفارس لا يتهيب من غبار المعارك، يبتسم حتى تكاد تسمع صوت ابتسامته، ثم يتجهم فتكاد تسمع أصوات قبيلة من نحيب، أصله الشارع أو قل هو أصل الشارع.

ان درت ضهرك للزمن يتركك .. لكن سنابك مهرته تفركك

وإن درت وشك للحياة تسبكك.. والخير يجيك بالكوم وهمك يهون

كان صلاح السعدني مثل حسن أرابيسك تماما،  "واد عترة" ولقب عترة هذا كان يقال قديما على أولاد الأصول، واشتقاقها جاء من حالة الافتتان بعترة الرسول من آل البيت، في أحد لقاءاته التليفزيونية يقول صلاح السعدني لقد أسست نظرية أطلق عليها اسم نظرية "الشبيه" نحن لدينا مؤسسات شبيهة بالمؤسسات، ولدينا مناصب شبيهة بالمناصب، فإن اتخذت كرة القدم مثالا سترى كل شيء لدينا شبيها بكل شيء في الخارج، لكنك ستجد في الخارج "كرة قدم" لكن لدينا شيئا شبيها بها، ولا أعرف متى نتحول من خانة الشبيه إلى خانة الحقيقي"

رأيت هذا اللقاء مؤخرا فلم أعرف بأي لسان يتحدث صلاح السعدني؟ هل يتحدث بلسانه هو أم بلسان "حسن أرابيسك"؟ ثم أيقنت أن الاثنين سواء، وقد بقي صلاح السعدني في قلوبنا أيقونة للسؤال، أيقونة للبحث عن كل جميل والهرب من كل قبيح، يسير فى الأزمان كما هو سائر فى الشوارع، غير عابئ بشىء، غير مكترث بشىء، غير متأثر بشىء، وهو المؤثر لا المتأثر، هو هو، الباقى على حاله وإن تغير كل شىء، ثابت لا يتحول، صامد لا يلين، تحبه وإن عجزت عن الاقتداء به.

أراك وقد تعبت من البحث والسؤال يا عم صلاح، فذهبت إلى عالم الأجوبة، لكنك أسئلتك وحيرتك وبحثك الدائم خلدت في قلوبنا بأعمال خالدة امتد أثرها في الزمان والمكان وشكلت أجيالا مثلك، تحب عن كرسي النعماني الكبير، وتحاول أن تصنع عالما حقيقيا، وليس شبيها.

 

اليوم السابع المصرية في

21.04.2024

 
 
 
 
 

حنان مطاوع: صلاح السعدني بكى بسببي

هبة الخولي

استرجعت الفنانة حنان مطاوع ذكرياتها مع الفنان الراحل صلاح السعدني، حيث تعاونت معه في أكثر من عمل بداية من مسلسل أرض الرجال عام 2005، ثم مسلسل أرابيسك، مشيرة إلى أنه كان بمثابة أب لها خاصة أنه كان يجمعه علاقة صداقة قوية بوالدها الراحل كرم مطاوع وكذلك بوالدتها سهير المرشدي.

وقالت حنان مطاوع في مداخلة هاتفية ببرنامج الستات ما يعرفوش يكدبوا: كان بمثابة أب بالنسبة لي من قبل ما اشتغل معاه، لأنه كان بيجمعه صداقة مع والدي كرم مطاوع الله يرحمه، وكان صديق مقرب لماما ربنا يديها العمر، ولجدتي، لأنه كان مع والدتي في المعهد وكان بيروح لهم الحلمية وجدتي كانت دايما بتحكي لي مواقف كتير بتجمعهم.

وأضافت حنان مطاوع: الله يرحمه أنا بحبه أوي وتجمعني علاقة صداقة وطيدة بأحمد ابنه، وهما عيلة راقية ومثقفة وليهم مواقف في كل حاجة، وكان رجل جميل وجاد جدا داخل العمل ودمه خفيف جدًا في الكواليس. واستعادت حنان مطاوع موقفًا طريفًا جمعها بـ صلاح السعدني قائلة: في البريك لما عرف أني بعرف ألعب طاولة، قال لي تعالي نلعب دور طاولة وأنا غلبته، لكنه بهدلني وكل بريك يقول اعملوا بريك علشان أغلبها.

كما روت حنان مطاوع موقفا أبكت فيه صلاح السعدني خلال تصوير أحد المشاهد التي جمعتهما قائلة: كان معروف أنه بيحفظ بسرعة شديدة وكان في المشاهد الحساسة واللي فيها مشاعر جياشة بيقدر يسترجع اللحظات ويستدعي لحظة دموع بسهولة، وكان فيه كام مشهد جمعنا كنت ادخل عليه المكتب واعيط وكنت منهارة وهو خلال التصوير بكى بكاء شديد وفي آخر المشهد ولأني كنت عاملة دور بنته خدني في حضنه وقعدنا نعيط وبعد ما عيطنا المخرج قال استوب وفضل باصص لي وقال لي انتي يا بنت كرم تغلبيني في طاولة وكمان تخليني أعيط؟، ودي شهادة منه ولذلك أنا بحبه أوي.

 

####

 

حنان مطاوع: صلاح السعدني كان مقربًا جدًا من والدي وصديقًا للعائلة

محمد أنور

قالت الفنانة حنان مطاوع، إن الفنان الراحل صلاح السعدني كان بمثابة أب لها ويجمعه صداقة كبيرة بوالدها الفنان الراحل كرم مطاوع ووالدتها الفنانة سهير المرشدي وكان صديق مقرب للعائلة.

وأشارت الفنانة حنان مطاوع، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة "CBC"، أنها شاركت مع الفنان الراحل صلاح السعدنى في مسلسل "أرض الرجال" في عام 2005 ، موضحة أن الفنان صلاح السعدني كان دائم الزيارات لبيت العائلة في منطقة الحلمية.

وأضافت حنان مطاوع:" الفنان الراحل صلاح السعدني كان جاد جدًا في عمله أثناء التصوير، وكان دمه حفيف جدا في كواليس التصوير، وكنا بنلعب طاولة خلال الكواليس وأنا غلبته في الطاولة"، مشيرة إلى أن صلاح السعدني كان لديه إمكانيات كبيرة في حفظ الأدوار، كاشفة عن مشهد بكاء صلاح السعدني معها خلال مسلسل "أرض الرجال".

 

####

 

مفيدة شيحة تنعى عائلة عمدة الدراما: وداعًا صلاح السعدني

محمد أنور

نعت الإعلامية مفيدة شيحة، الفنان القديرالراحل صلاح السعدني، والذي توفي أمس عن عمر ناهز 81 عامًا.

وقالت مفيدة شيحة:"وداعًا أكبر وأقوى مشجع أهلاوي في مصر، وهو حالة من العظمة لن تتكرر وهو قيمة وقامة كبيرة، وخسرنا حاجة كبيرة وهو موجود في قلبنا ورحمة الله عليه".

وأضافت مفيدة شيحة، مقدمة برنامج الستات، المذاع عبر فضائية النهار وان، مساء اليوم السبت، أن قدم صلاح السعدني عشرات المسلسلات التلفزيونية، من أشهرها "أبنائي الأعزاء شكرا"، "صيام صيام"، "الزوجة أول من يعلم"، "ليالي الحلمية"، "النوة"، "أرابيسك"، "حلم الجنوبي"، "الناس في كفر عسكر"، و"رجل في زمن العولمة"، و"أوراق مصرية"، و"الأصدقاء".

وتابعت مفيدة شيحة، أن أكثر من 200 من الأعمال الفنية قدمها صلاح السعدني للجمهور العربي، في مشوار امتد لنصف قرن، اختلطت فيها لغته الرصينة ذات المخارج العربية السليمة، باختياراته الفلسفية لأدوار تتناول هموم المجتمع، قدمها تارة بأداء جاد، وأحياناً أخرى بحسه الفكاهي.

https://www.youtube.com/watch?v=lqdh3l6AUeI

 

####

 

تعرف على موعد ومكان عزاء صلاح السعدني

محمد أنور

غيب صباح أمس الموت الفنان القدير صلاح السعدني، عن عمر ناهز الـ 81 عامًا، ليرحل تاركًا تاريخ طويل من الأعمال الفنية صاحبة البصمة الواضحة في تاريخ الدراما والسينما المصرية.

ومن المقرر أن يقام عزاء «عمدة الدراما» صلاح السعدني مساء غدًا الأحد في مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد.

وكان صلاح السعدني استطاع أن يقنع الجمهور بالشخصيات التي قدمها عبر الشاشة، حيث كان يعتمد على التحكم في تعبيرات وجهه وصرخاته، ما جعل الجمهور يحفظ لزماته، ويستمتع بحركاته العفوية.     

ولد الفنان الكبير صلاح السعدني، لأسرة ذات أصول ريفية، وحصل على بكالوريوس الزراعة، وهو الصديق المقرب للفنان عادل إمام، حيث تخرج معه وعمل معه في مسرح الكلية.

وأول أعماله كانت مسلسل «الرحيل»، عام 1960، وغاب عن التمثيل أربع سنوات ليعود عام 1964 في مسلسل «الضحية»، بينما في سبعينيات القرن العشرين كان نشاطه السينمائي أكثر، فشارك في عدة أفلام منها: الأرض، والرصاصة لا تزال في جيبي، ومدرستي الحسناء.

تميز الفنان الراحل صلاح السعدني، في الأعمال الدرامية بشكل ملحوظ، ومن أبرز المسلسلات التي قام ببطولتها لذلك يعتبر واحدًا من أبرز نجوم السينما المصرية، قدم أكثر من 200 عمل فني، حازت العديد منها على جوائز وتقديرات، حيث نجح في ترك بصمته في عالم الفن، ومن أبرز أعماله: "ليالي الحلمية"، "أرابيسك"، "رجل في زمن العولمة"، وغيرها .

وكان آخر أعمال الفنان صلاح السعدني مسلسل "القاصرات"، إنتاج 2013، دارت أحداثه حول زواج القاصرات الذي يعد من أكثر العادات الخاطئة التي مازالت تحدث في الصعيد.

 

####

 

يحيى الفخراني ناعيًا صلاح السعدني: رحل الفنان الأكثر ثقافة في جيل كامل

محمد طه

نعى الفنان يحيى الفخراني، رحيل الفنان صلاح السعدني، قائلًا: «أكثرنا ثقافة كفنان ومع ذلك لم تأخذ تلك الثقافة من موهبته كفنان وهذه مسألة مهمة جدًا حيث استطاع أن يطوعها وتبقى داخله لكن في ذات الوقت تظل خلفية لعمله».

وتابع خلال مداخلة تليفونية عبر برنامج «كلمة أخيرة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة «ON» :«كثير من المثقفين ثقافتهم بتظهر في أداؤهم على الشاشة وده ماينفعش لكن السعدني استطاع تطويعها كخلفية للشغل هذا سر النجاح».

وأكمل: «أول عمل جمعنا كان مسلسل حب وفرفشة، من إخراج كرم مطاوع وكتابة صلاح جاهين ومن يومها لم نفترق وقدمنا بعدها أعمالًا كثيرة جدًا وهذا من حسن حظي مثل ابنائي الاعزاء شكرا وصيام صيام».

تابع: «كل فنان أو مثقف أو أي دور عام لابد أن نفكر ونعي أن عمر الإنسان لا يحسب بالعمر الحيوي وكان يحسب ببعد الممات وماذا سوف يترك الفنانون وكل من لهم علاقة بالعمل العام لازم يعرف إن عمره الحقيقي مش بس بالسنين فأثر الإنسان الذي يعمل في العمل العام يبقى أكثر من عمره».

وعن دورهما في مسلسل ليالي الحلمية وهي من الأعمال الخالدة، قال: «دور العمدة غانم لم يكن ترشيحه الاول من نصيب صلاح السعدني وكان المرشح بداية له هو الفنان الراحل سعيد صالح وروحنا وقتها أنا وإسماعيل عبدالحافظ نقنعه بضرورة الانضامام للعمل وقال لنا إن ضيق الوقت لايسمح بآداء شخصية مهمة مثل العمدة غانم وكان من نصيبنا أن يكون من حظ سعيد صالح وعمله بكفاءة منقطعة النظير رغم أنه في أول لما نشوفه منتخيلش أنه ينفع العمدة سليمان غانم لأنه شخصيه مثقفة لكن عمله بكفاءة منقطعة النظير».

 

####

 

كيف لعبت الصدفة دورًا في كتابة شهادة نجاح صلاح السعدني الفنية؟

هناء حمدي

مسيرة فنية ممتدة لعشرات السنين قدم خلالها عمدة الدراما المصرية الفنان الراحل صلاح السعدني أبرز الأدوار التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الدراما المصرية والتي مازالت محتفظة بوجودها في ذاكرة ووجدان الجميع رغم مرور عشرات السنين وظهور أعمال أخرى أكثر تطورا.

فمن يمكن أن يتخيل مسلسل «ليالي الحلمية» دون صلاح السعدني في دور العمدة سليمان غانم أو مسلسل «أرابيسك» دون وجود صلاح السعدني «حسن ارابيسك» ورغم أن مجرد التخيل بأن الأدوار التي قدمها صلاح السعدني ببراعة ورسمت أبرز محطات نجاحه الفني يمكن أن يقدمها فنان آخر أمر صعب.

إلا أن كواليس صناعة هذه المسلسلات تثبت أن الصدفة لعبت دور كبير في تقديم الراحل صلاح السعدني هذه الأدوار التي كتبت له شهادة ميلاد نجاحه الفني فلم يكن الفنان صلاح السعدني هو المرشح الأول لصناع هذه الأعمال لتجسيد هذه الأدوار بل أوصلها القدر له بعد اعتذار عدد من النجوم عن تجسيدها.

فكانت البداية مع الجزء الأول من مسلسل «ليالي الحلمية» وشخصية العمدة سليمان غانم والتي كان المرشح الأول لتجسيدها هو الفنان الراحل سعيد صالح والذي اعتذر عن تقديم الدور بسبب انشغاله بتصوير أعمال أخرى أبرزها فيلم «سلام يا صاحبي» مع الزعيم عادل إمام.

وبعدها تم ترشيح النجم يحيى الفخراني لتجسيد دور العمدة سليمان غانم ولكن شخصية سليم البدري سحرت الفخراني وفضل تقديمها بدلا من شخصية العمدة ليقع الاختيار في النهاية على الفنان صلاح السعدني الذي قدم الدور ببراعة ليصنع نجوميته الدرامية كعمدة الدراما المصرية.

ومعها وعلى مدار 5 مواسم بدأت عام 1987 وانتهت عام 1995 ظل الجمهور مرتبطا بشخصيات المسلسل وحكايات «ليالي الحلمية» المسلسل من بطولة صفية العمري وإلهام شاهين وممدوح عبد العليم وهشام سليم ومحسنة توفيق وعبلة كامل من تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ.

أما شخصية «حسن ارابيسك» والتي قدمها صلاح السعدني ضمن أحداث مسلسل «أرابيسك» عام 1994 وشاركه البطولة أبو بكر عزت وهدي سلطان وهالة صدقي وسهير المرشدي وهشام سليم وكرم مطاوع ولوسي وحسن حسني والمنتصر بالله ولطفي لبيب من تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج جمال عبد الحميد.

فلم يكن صلاح السعدني ثاني أو حتى ثالث المرشحين بل كان الخامس بعد أن أعتذر 4 نجوم عن تقديم الدور ليقدم السعدني أحد أبرز نجاحاته في الدراما المصرية.

فكان الفنان صاحب الترشيح الأول للدور هو الراحل أحمد زكي ورغم إعجابه بالدور إلا إنه اعتذر عن تقديمه بسبب انشغاله في تصوير فيلم «ناصر 56» ورغبة صناع المسلسل في بدء تصويره للحاق بالموسم الرمضاني.

لينتقل بعدها دور حسن ارابيسك إلى الزعيم عادل إمام وبسبب عدم اتفاقه مع صناع المسلسل على بعض النقاط ورغبته في إضافة تعديلات عن السيناريو انتقل الترشيح إلى النجم الراحل محمود عبد العزيز الذي اعتذر عن الدور لظروف خاصة.

وبعدها تم عرض الدور على الفنان الراحل نور الشريف والذي كان منشغلا بتصوير مسلسل «عمر بن عبد العزيز» والذي تم عرضه في نفس الموسم مع مسلسل «ارابيسك» لينتقل أخيرا دور حسن ارابيسك إلى الفنان الراحل صلاح السعدني والذي تمكن من تقديم الدور ببراعة حققت له نجاح درامي كبير.

ويذكر أن الفنان صلاح السعدني كان قد غيبه الموت أول أمس الجمعة عن عمر ناهز الـ 81 عام بعد تاريخ فني كبير تجاوزت الـ 200 عمل.

 

####

 

اليوم.. عزاء «عمدة الدراما» صلاح السعدني بمسجد الشرطة

هناء حمدي

تستقبل أسرة الفنان الراحل صلاح السعدني اليوم الأحد عزائه بعد أن غيبه الموت أول أمس الجمعة 19 أبريل الجاري عن عمر ناهز الـ 81 عام بعد مسيرة فنية طويلة تجاوزت الـ 40 عام قدم خلالها أبرز الأعمال الدرامية التي تركت بصمة في تاريخ الفن المصري.

ومن المقرر أن يقام عزاء «عمدة الدراما» الفنان الراحل صلاح السعدني في مسجد الشرطة بالشيخ زايد عقب صلاة المغرب.

وكان عدد كبير من النجوم والفنانين كانوا قد حرصوا على دعم الفنان أحمد السعدني ابن الراحل صلاح السعدني أثناء صلاة الجنازة على والده.

ويذكر أن أول أعمال الراحل صلاح السعدني كانت مشاركاته في مسلسل «الرحيل» والذي تم عرضه عام 1960 وبعد غياب 4 سنوات عاد مجددا في مسلسل «الضحية» حتى شهدت فترة السبعينيات نشاطه السينمائي فشارك في عدة أفلام منها: الأرض والرصاصة لا تزال في جيبي ومدرستي الحسناء.

ولكن ظل نجاح الفنان الراحل صلاح السعدني وتميزه في الدراما ومن أبرز المسلسلات التي شارك في بطولتها مسلسل ليالي الحلمية وأرابيسك ورجل في زمن العولمة والناس في كفر عسكر والقاصرات التي تعد آخر اعماله الدرامية والتي تم عرضها عام 2013.

 

####

 

"المهن التمثيلية" تعتذر للإعلام:

عزاء صلاح السعدني يقتصر على عائلته

محمد طه

قررت نقابة المهن التمثيلية، عدم استقبال السادة الصحفيين والمراسلين القنوات التليفزيونية في عزاء الفنان الراحل صلاح السعدني اليوم الأحد، وذلك احتراما لمشاعر أسرته ولتفادي ما حدث في جنازة الراحل.

وأكد الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، اقتصار العزاء على أسرة الراحل وأصدقاءه وزملاءه فقط وذلك لحين وضع ضوابط محددة لحضور الصحافة والإعلام في جنازات وعزاءات أهل الفن مع نقابة الصحفيين، مقدما الاعتذار لكافة وسائل الإعلام والصحفيين.

وكان عدد كبير من النجوم والفنانين كانوا قد حرصوا على دعم الفنان أحمد السعدني ابن الراحل صلاح السعدني أثناء صلاة الجنازة على والده.

ويذكر أن أول أعمال الراحل صلاح السعدني كانت مشاركاته في مسلسل «الرحيل» والذي تم عرضه عام 1960 وبعد غياب 4 سنوات عاد مجددا في مسلسل «الضحية» حتى شهدت فترة السبعينيات نشاطه السينمائي فشارك في عدة أفلام منها: الأرض والرصاصة لا تزال في جيبي ومدرستي الحسناء.

ولكن ظل نجاح الفنان الراحل صلاح السعدني وتميزه في الدراما ومن أبرز المسلسلات التي شارك في بطولتها مسلسل ليالي الحلمية وأرابيسك ورجل في زمن العولمة والناس في كفر عسكر والقاصرات التي تعد آخر اعماله الدرامية والتي تم عرضها عام 2013.

 

####

 

اجتماع بين نقابتي الصحفيين والمهن التمثيلية لوضع ضوابط تغطية الجنازات

محمد طه

نظرًا للأحداث المتكررة فيما يتعلق بتغطية جنازات المشاهير من الفنانين، والإعلاميين، والرياضيين، والشخصيات العامة، التى تشهد أحداثًا مؤسفة تحتاج إلى تدخل سريع وحاسم لحلها ومنع تكرارها، فقد تواصلت النقابة مع الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، وذلك لعقد اجتماع عاجل يوم الأربعاء القادم فى مقر نقابة الصحفيين، وبحضور أعضاء مجلسى النقابتين، والمكتب التنفيذى لشعبة المصورين الصحفيين لبحث القواعد والآليات اللازمة لتنظيم التغطية الصحفية.

وتدعو نقابة الصحفيين لوقف تغطية الجنازات لحين وضع ضوابط تحمي حرمة الحياة الشخصية للمواطنين، وتحفظ كرامة وهيبة الصحفيين.

 

####

 

طالب الباز بالاعتذار.. أشرف زكي:

المصورون بجنازة صلاح السعدني ليسوا صحفيين

محمد طه

في تطور جديد للأحداث المتعلقة بتغطية عزاء الفنان القدير صلاح السعدني، صرح نقيب المهن التمثيلية، الدكتور أشرف زكي، بأن الأشخاص الذين حاولوا تصوير الجنازة لم يكونوا من الصحفيين المعتمدين، وإنما كانوا ينتمون لمواقع إلكترونية غير رسمية.

وأضاف زكي في مداخلته الهاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، أن هؤلاء الأشخاص كانوا متخفين بين الصحفيين تحت مسمى "المواقع الوهمية".

وفي رده على تعليقات الدكتور والإعلامي محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور"، الذي انتقد منع التصوير، قال زكي: "نحن أساتذة جامعيون ولا نحتاج للتعلم من أحد، ولا يجب أن تثير الفتنة بيننا، وأتوقع منك الاعتذار".

من جانبه، رفض الباز الاعتذار، مشيرًا إلى أن الصفحات الشخصية والمواقع الوهمية هي التي أساءت للصحافة، وأن عزاء السعدني يعتبر حدثًا عامًا وليس خاصًا بالعائلة أو النقابة.

وأكد خلال مداخلته الهاتفية أن بيان النقابة يحتاج لمراجعة لأنه يحمل إهانة للصحفيين، وأن الإعلام يهدف لنقل الحقيقة والواقع، مضيفًا أنه لا يمكن تحميل الصحفيين جميعًا مسؤولية تجاوزات قليلة.

واختتم "الباز تصريحاته بتقديم التعازي لأسرة السعدني، مشددًا على أن الإعلام يجب أن يكون رسالة سلام وليس مصدرًا للفتنة، وأن النقابة هي من بدأت بإثارة الجدل.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

21.04.2024

 
 
 
 
 

بالفيديو - التعليق الأول من يحيى الفخراني بعد وفاة صلاح السعدني

القاهرة - "لها"

في تعليقه الأول على وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني قال الفنان القدير يحيى الفخراني، خلال مداخلة تليفونية عبر برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة "ONE": "أكثرنا ثقافة كفنان ومع ذلك لم تأخذ تلك الثقافة من موهبته كفنان وهذه مسألة مهمة جدًا حيث استطاع أن يطوعها وتبقى داخله لكن في ذات الوقت تظل خلفية لعكله".

وتابع: "كثير من المثقفين ثقافتهم تظهر في أدائهم على الشاشة وهذا لا ينفع، لكن السعدني استطاع تطويعها كخلفية للعمل وهذا سر النجاح".

وأكمل الفخراني: "أول عمل جمعنا كان "حب وفرفشة"، من إخراج كرم مطاوع وكتابة صلاح جاهين ومن يومها لم نفترق وقدمنا بعدها أعمالًا كثيرة جدًا وهذا من حسن حظي مثل أبنائي الاعزاء شكرا وصيام صيام".

واستكمل الفخراني: "كل فنان أو مثقف أو أي دور عام لابد أن نفكر ونعي أن عمر الإنسان لا يحسب بالعمر الحيوي ولكن يحسب بعد الممات وماذا سوف يترك الفنانون وكل من لهم علاقة بالعمل العام لابد أن يعرف أن عمره الحقيقي ليس فقط بالسنين فأثر الإنسان الذي يعمل في العمل العام يبقى أكثر من عمره".

وعن دوريهما في مسلسل "ليالي الحلمية" وهو من الأعمال الخالدة، قال: "دور العمدة سليمان غانم لم يكن ترشيحه الأول من نصيب صلاح السعدني، وكان المرشح بداية له هو الفنان الراحل سعيد صالح وذهبنا وقتها أنا وإسماعيل عبد الحافظ نقنعه بضرورة الانضمام للعمل وقال لنا إن ضيق الوقت لا يسمح له بأداء شخصية مهمة مثل العمدة سليمان غانم وكان من نصيبنا أن يكون من حظ صلاح السعدني وعمله بكفاءة منقطعة النظير رغم أنه في البداية لم نتخيل أنه يصلح لدور العمدة سليمان غانم لأنه شخصية مثقفة لكن قدمه بكفاءة منقطعة النظير".

رابط الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?v=IL13w1W7SOQ

 

####

 

سهير المرشدي تخصّ "لها" بالحديث عن ذكرياتها مع صلاح السعدني

القاهرة – حسناء شيحة

اختصت الفنانة الكبيرة سهير المرشدي "لها" للحديث عن علاقتها بالفنان الراحل صلاح السعدني، والذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي.

وقالت سهير المرشدي في تصريحها لـ"لها": "هو شخص لا يُعوض، وكان بالنسبة لي أخًا لم تلده أمي، والمسرح كان سببًا في تعرفنا معاً، وهو كان سندًا لي في بداية مشواري".

وتابعت: "كنا دائمًا في منزله وكان صديقًا مقربًا لزوجي كرم مطاوع، كما أنه كان مقربًا من عائلتي ووالدتي ووالدي".

وأضافت: "وجود أخ لي في الوسط الفني شيء صعب تحقيقه، ولكن ذلك الأمر تحقق في علاقتي بصلاح السعدني".

وعن ذكرياتها معه في مسلسل "أرابيسك"، قالت: "كان دائمًا يحرص على التواجد في اللوكيشن ومشاهدة مشاهدي، حتى يشجعني ويصفق لي، وأنا كنت أستشيره دائمًا".

وعن الفترة الأخيرة في حياته، قالت سهير المرشدي: "مرضه كان سببًا في ابتعاده عن الجميع، ولم أكن أرغب في أن أثقل عليه، ودائمًا كنت على تواصل مع نجله أحمد السعدني ونجل شقيقه أكرم السعدني".

 

####

 

حنان مطاوع تكشف تفاصيل علاقة والدها بصلاح السعدني

القاهرة - "لها"

خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة "CBC"، قالت الفنانة حنان مطاوع، إن الفنان الراحل صلاح السعدنى كان بمثابة أب لها وكانت تجمعه صداقة كبيرة بوالدها الفنان الراحل كرم مطاوع ووالدتها الفنانة سهير المرشدي وكان صديقًا مقربًا للعائلة.

وأشارت حنان إلى أنها شاركت مع الفنان الراحل صلاح السعدنى في مسلسل "أرض الرجال" في عام ٢٠٠٥، موضحة أن الفنان الراحل كان دائم الزيارات لبيت العائلة في منطقة الحلمية.

وأضافت مطاوع: "الفنان الراحل صلاح السعدني كان جادًا جدًا في عمله أثناء التصوير، وكان دمه حفيف جدا في كواليس التصوير، وكنا نلعب طاولة خلال الكواليس وفي مرة من المرات فزت عليه في الطاولة"، مشيرة إلى أن صلاح السعدني كان لديه إمكانيات كبيرة في حفظ الأدوار، كاشفة عن مشهد بكاء صلاح السعدني معها خلال مسلسل "أرض الرجال"، حيث بعد انتهاء المشهد قال لي "يعني يا بنت مكاوع تغلبيني في الطاولة وكمان تخليني أبكي".

 

مجلة لها السعودية في

21.04.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004