ملفات خاصة

 
 
 

افتتاح مهرجان كان:

كوميديا تخلو من المتعة والعمق

أمير العمري- كان

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

شاهدت فيلم الافتتاح في قاعة “بازان”، لا في القاعة الرئيسية للصحفيين، حتى لا أضطر للجلوس لمدة ساعة على الأقل، لمشاهدة وصول النجوم إلى قصر المهرجان، على شاشة كبير للعرض قبل أن يبدأ عرض الفيلم، وهو ما أجده أمرا مرهقا، فهدفي هو مشاهدة كيف سيكون الفيلم الفرنسي الذي اختاره المهرجان هذا العام لافتتاح دورته السابعة والسبعين.

كانت هناك مجموعة صغيرة من الحاضرين من الصحفيين، يجلسون في أقصى اليسار، مجموعة لا تتجاوز 20 في المائة من مجموع الحضور، وكانوا يضحكون كثيرا على أشياء في الحوار لا يعتقد باقي الحاضرين أنها مضحكة، فلم يكن أحد في باقي أرداء القاعة يضحك بل كان الوجوم مخيم على الغالبية. وكنت شخصيا أتساءل عما يضحكهم، وكان استنتاجي أنهم من الفرنسيين، ولابد أن يكون الحوار بالفرنسية له مغزى ما عندهم، وهو ما لم يصل للآخرين، لكن الملاحظة الأكثر قوة هي أنهم كانوا يضحكون أيضا على أشياء تتميز بالسخف والقبح اللفظي بل وعلى مواقف لا يجب أن تضحك أحدا، منها مثلا كيف يستجدي شاب عشيقه الذي يقيم معه (الذي سنعرف بعد قليل أنه شخصية رئيسية في الفيلم) لكي يسمح له بالحصول على كلب بينما يصر صاحبنا على الرفض، ويتكرر الحوار مرارا وتكرارا من دون أن يتسم بالطرافة!  

إننا أمام عمل كوميدي من نوع الميتا- سينما (الفيلم داخل الفيلم)، للمخرج الفرنسي العابث الجامح كوينتين دوبيو (شاهدنا له العام الماضي في كان فيلما طريفا عن سلفادور دالي وكتبت عنه على هذا الموقع). والفيلم الجديد بعنوان “الفصل الثاني” حيث لا يوجد فصل أول ولا ثاني، بل هو اسم مطعم في الطريق إليه أبطال الفيلم الأربعة: أولا الثنائي الشاب “ديفيد” (لوي غاريل)، و”ويللي” (رافاييل كينار). وفي مشهد طويل يمتليء بالحوار، يقول ديفيد لصديقه إنه سيقابل حبيبته “فلورانس” (ليا سيدوكس) التي يصفها بأنها خارقة الجمال والجاذبية والأنوثة إلا أنه رغم ذلك لا يحبها بل يشعر بالقرف والتقزز منها، ولا يمكنه بالتالي مطارحتها الغرام، والخدمة التي يطلبها من صديقه الآن، هي أن يتولى هو أمرها، أي يجذبها إليه.

ويللي يتساءل ما إذا كانت فلورنس متحولة جنسيا ويصف المتحولات جنسيا وصفا يغضب ديفيد، ثم يغضبه تعليق آخر عن المثليين، ولكن ويللي لا يجد غضاضة فيما يقوله بحجة أن ميل غيبسون سبق أن أثار ضجة في هوليوود عندما هاجم اليهود (هذا التعليق أثار ضحكا صاخبا من جانب جماعة يسار القاعة!).

المشهد طويل ومليء بالثرثرة ولكن هذا هو طابع الفيلم كله، كما في المشهد التالي الذي يدور بين “فلورنس” ووالدها “غليوم” (فنسنت لندون)، فهي تريد أن تقدمه لحبيبها “ديفيد” دون أن تعرف أنه يريد التخلص منها، والرجل يوافق لكنه أيضا لديه أسبابه للتحفظ. وسيردد هو الآخر فيما بعد، عبارات مسيئة للمثليين، إلى أن نكتشف أنه مثلي الجنس. لكن هذا كله يأتي في سياق الخلط بين الحقيقة والخيال، بين واقع هذه الشخصيات وحقيقة أنها تشترك بالتمثيل في فيلم هو أول فيلم يكتبه ويخرجه شخصية من الشخصيات المبتكرة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وما يريد أن يوصله إلينا دوبيو هو أن حقيقة الممثلين داخل التمثيل تختلف كلية عن حقيقتهم في الواقع. فهل هي إدانة للممثلين أم لصناعة السينما أم للواقع نفسه؟

المشكلة أن الفارق بين الحقيقة والفيلم من داخل الفيلم لا يمكن ملاحظته، فالشخصيات تدخل وتخرج في أي وقت، ثم تدخل مجددا، من دون أن نعرف كيف نفرق بين هذا الجانب وذاك، وهو أسلوب مقصود بالطبع، فالفيلم العاطفي الكوميدي الساذج الذي يشتركون بالتمثيل فيه، هو تعليق من جانب دوبيو على تدهور السينما الفرنسية، وغليوم الذي يلعب دور والد فلورنس، يعترض على أسلوب الإخراج، ويحاول مناقشة مخرج الذكاء الاصطناعي الذي يظهر لهم بين حين وآخر عبر شاشة كومبيوتر محمول يحمله شاب من العاملين في الفيلم ويأتيهم به في موقع التصوير، لكن المخرج الافتراضي يرفض ويكرر أن رأي غليوم غير مقبول. وحتى عندما تمتدح فلورنس الفيلم يكرر نفس الرد.

وفلورنس هي الوحيدة التي ترى مستقبلا لهذا النوع من السينما في حين يتطلع غليوم للعمل في السينما الأمريكية، ويتيه فخرا وسعادة عندما يأتيه اتصال مفاده أن المخرج الأمريكي بول توماس أندرسون يطلبه للعمل في فيلمه، وهو ما يثير غضب ديفيد الذي يتظاهر برفض السينما الأمريكية، ثم يذهب ويتآمر للحصول على الدور لنفسه!

وبينما يتمرد الممثلون على أدوارهم ويعبرون عن هذا التمرد طوال الوقت وهم يخرجون عن السياق التمثيلي، يشتبكون ويتشاجرون معا بعنف (غليوم مثل يضرب رأس ويللي في المائدة فينزف بغزارة وهو ما يجده البعض مثيرا للضحك!!)، تشعر فلورنس بأهمية التمثيل رغم أن والدتها تعتبرها ممثلة فاشلة (الأم طبيبة جراحة تخاطبها عبر سكايب من غرفة العمليات، وتصفها بالممثلة الفاشلة، ثم تخاطبها ابنتها عبر سكايب أيضا وتتحدث إليها كما لو كانت روبوت من دون أي مشاعر!) وربما يكون هذا تعليقا آخر على ما فعلته التكنولوجيا الجديدة بالعلاقات الإنسانية!

فلورنس تصف الممثلين بأنهم يشبهون عازفي الموسيقى في فيلم “تايتانيك” الذين ظلوا يواصلون العزف بينما كانت السفينة تغرق، وهو ما يرفضه غليوم ويسخر منه باعتباره من خيالات فيلم جيمس كاميرون.

هناك نقاط كثيرة غامضة في الفيلم مثل موقف دوبيو نفسه من التغيير الذي طرأ على صناعة السينما مع ظهور حركة Me too (أنا أيضا) النسائية، التي أصبحت تمثل سيفا على جميع الرجال العاملين في الصناعة، ففي أحد المشاهد يحاول ويللي تقبيل فلورنس، إلا أنها تصده بقوة وتهدده بفضح أمره للصحافة وأنه قد يفقد عمله في السينما، فيكون تعليقه: “وهل أنا اغتصبتك مثلا”؟ وهناك التعليقات الخاصة بالمثليين والمتحولين جنسيا التي لا نعرف أيضا هل هي تعبر عن موقف دوبيو أم انه يستهجنها.

سنعرف أن غليوم الذي كان يرفض المثلية ويستنكرها هو نفسه مثلي الجنس وعلى علاقة بشاب ترك من أجله العيش في منزل كبير في الريف الفرنسي وارتضى العيش معه في شقته الضيقة في باريس، وهو يريده الآن أن يضحي من طرفه ويقبل أن يأتي بكلب للعيش معهما وهو ما يرفضه غليوم بشدة!

وهناك شخصية الممثل الثانوي “ستيفان” الذي يلعب دور الساقي في مطعم “الفصل الثاني” ولكنه يرتبك ويشعر بالاضطراب الشديد فلا يستطيع أن يصب الخمر في كؤوس الأربعة الحاضرين فيسخرون منه كما أنه ينال عقابا من المخرج الافتراضي الذي يحرمه من جانب من أجره بسبب إفراطه في البدانة، وعندما يتكرر فشله في صب الخمر، يطلق الرصاص على رأسه في سيارته، لكننا سنكتشف أنه أيضا مشهد من الفيلم، وهو ما يتناقض تماما مع ما يصفونه به من أنه ممثل ثانوي التحق بالعمل في الفيلم (من داخل الفيلم للمرة الأولى!!) كما أنه سيعود في النهاية لكي يطلق الرصاص وينتحر فعلا وهو ما يوحي بأنه كان عاجزا بالفعل عن صب الخمر وأن شعوره بالإحباط والفشل دفعه لهذا المصير المأساوي (وكلها مجرد افتراضات بالطبع).

عموما، لا أحد يعرف، ولا أظن أن من المهم أن نعرف. فالفيلم بأكمله، يعاني من الاستطرادات، والحوارات الطويلة المرهقة التي لا تتميز بالطرافة بل بالغلظة أحيانا، مع المبالغة الشديدة في الأداء المسرحي الطابع، من جانب الممثلين الأربعة الكبار الذين يبدون غريبين وسط هذا العمل المرتبك، ولكن وجودهم كان ضروريا بهدف التسويق والترويج للفيلم.

افتتاح مخيب للآمال دون شك، لمهرجان كبير، ولكن المهم أن النجوم الأربعة كانوا حاضرين، والتصفيق المجامل الاحتفالي المجامل كان لابد أن يحظى به فريق الفيلم مع مخرجه، فنحن في فرنسا، وهذا ما يمكن للسينما الفرنسية أن تقدمه في الوقت الراهن، لكن لننتظر ونرى ماذا سيكشف عنه لنا المهرجان في هذه الدورة المليئة بالأسماء البارزة في عالم الإخراج.

 

موقع "عين على السينما" في

15.05.2024

 
 
 
 
 

مهاترات ومطالب عمّالية تضع مهرجان كانّ على صفيح ساخن:

تييري فريمو "يتوّعد" بدورة بلا جدال حيث السينما في المقدّمة!

هوفيك حبشيان

جدال ومهاترات ومطالب عمّالية وهروب من الظلم ورد اعتبار الى جيل الستينات وميريل ستريب… هذا بعض ممّا ينتظرنا في الدورة السابعة والسبعين ل#مهرجان كانّ السينمائي (14 - 25 الجاري) الذي تنعكس من خلاله أحوال العالم من شرقه إلى غربه. انطلق الحفل السينمائي الأكبر في العالم مساء أمس بـ"الفصل الثاني"، فيلم كوميدي فرنسي لكانتان دوبيو (خارج المسابقة)، يجمع شلّة من أشهر الممثّلين في #فرنسا، من بينهم فنسان لاندون ولوي غاريل وليا سايدو. 22 فيلماً طويلاً تنافس هذا العام على "السعفة الذهب"، وينبغي للجنة التحكيم التي ترأسها صاحبة "باربي" الممثّلة والمخرجة والمنتجة الأميركية غريتا غريوغ ان تختار الفائزين والفائزات من بينها. لا يقتصر المهرجان على مسابقته، فعدد كبير من الأعمال الروائية والوثائقية يُعرض في أقسام مختلفة في مقدّمها "نظرة ما"، وسيكون حديث الصحافة المتخصصة والإعلام وكلّ مَن يقصد كانّ للمشاهدة في الأيام المقبلة.

يصعب الحديث عن هذه الدورة الواعدة من دون ذكر عودة المخرج الأميركي العملاق فرنسيس فورد كوبولا، صاحب ثلاثية "العراب" وروائع سينمائية مثل "القيامة الآن" و"المحادثة"، الفائز بـ"سعفتين" في كانّ آخرها قبل 45 عاماً. مشاركة كوبولا في مسابقة كانّ هي الحدث الأبرز، على غرار ما كانته عودة سكورسيزي في الدورة الماضية مع "قتلة قمر الزهرة"، وقد شبهّها المدير الفنّي #تييري فريمو بعودة كبار مثل جون هيوستن وألان رينه إلى كانّ، بعد غياب طال أمده.

في لقاء جمعه بالصحافة بعد ظهر الإثنين الفائت للدردشة في شؤون متفرقة، تناول فريمو كوبولا بعبارات تحمل الكثير من الود والعاطفة. قال: "كان الجميع يتأمل مواصلة كوبولا إنجاز الأفلام. كان من المهم ان ينهي العمل على هذا الفيلم. شاهدته قبل فترة طويلة وكان وقتها نوعاً من مسودة. ثم، في شهر آذار الماضي، اتصل لب قائلاً: أعتقد لديّ شيء يستحق العرض. أحببتُ عبارته. في النهاية، نحن نتكلّم عن كوبولا. شاهدتُ الفيلم وعلى الفور دعوته إلى المسابقة. شيء رائع ان يتصرف مخرج مثله ابن الـ85 عاماً كفنّان مستقل، وهو ما كان عليه طوال حياته. مهرجان كانّ مهم بالنسبة لكوبولا، لكن كوبولا مهم أيضاً لمهرجان كانّ. لذلك، تشرّفنا حقا عودته إلى المسابقة بعد 45 عاماً. هناك عرض للفيلم بنظام أيماكس في إحدى صالات ضواحي كانّ. أما صالة "لوميير" الكبرى، فستشهد بهجة استقبال كوبولا خلال العرض الرسمي، التي ستذكّرنا بعودة جون هيوستن إلى كانّ، أو حينما عاد ألان رينه بعد سنوات غياب. دخوله الصالة كان أمراً مدهشاً. جيل جاكوب قال لي وقتها: أتذكّر هذا ما حدث أيضاً مع هيوستن".

إلى كوبولا، تضم المسابقة أحدث أفلام اليوناني يورغوس لانثيموس والفرنسي جاك أوديار والبريطانية أندريا أرنولد والأميركي بول شرايدر والكندي ديفيد كروننبرغ والبرتغالي ميغيل غوميز والصيني جا جانكه والروسي كيريل سيريبرينيكوف والإيطالي باولو سورنتينو وغيرهم، جنباً إلى جنب مع مواهب فتية مثل المخرجة البلجيكية أغات ريدانجيه أو الهندية بايال كاباديا أو السويدي ماغنوس فون هورن. مواهب تبحث عن اعتراف في أول امتحاناتها داخل المسابقة.

مساء أمس، كرّم المهرجان الممثّلة الأميركية ميريل ستريب بـ"سعفة فخرية" أُعطيت لها عن مجمل مسيرتها التي انطلقت قبل نحو نصف قرن، وقفت قبالة كاميرا كبار السينمائيين، بحيث لم تترك دوراً نسائياً لم ترسمه بروحها الشابة ونبضات قلبها المتسارعة ودمعتها السخيّة. "خيار صوفي" لآلن ج. باكولا و"خارج أفريقيا" لسيدني بولاك و"جسور مقاطعة ماديسون" لكلينت ايستوود وغيرها. أفلامها طبعت ذاكرة السينيفيليين من جميع أنحاء العالم. تكريم آخر بالجائزة نفسها سيحظى به المخرج الأميركي جورج لوكاس، صاحب سلسلة "حرب النجوم"، في آخر أيام المهرجان. كلاهما سيقّدمان درساً سينمائياً. مع حضور لوكاس وشرايدر وكوبولا في كانّ، الثلاثي المتحدّر من تيار "هوليوود الجديدة"، يوجّه المهرجان تحية غير مقصودة إلى آخر الرموز الأحياء لهذه الحركة التي أحدثت ثورة في الستينات.

*****

قضيتان تلاحقان المهرجان حتى قبل الافتتاح وقد تعكّران صفو الأجواء: لائحة بأسماء فنّانين فرنسيين مشاركين في أفلام تُعرض في المهرجان، متهمين بانتهاكات جنسية، وقيل ان موقع "ميديابارت" اليساري سينشرها خلال الدورة الحالية لاحداث بلبلة. أما القضية الثانية فهي محض مطلبية، تتجسّد في الاضراب الذي دعت اليه جمعية "تحت الشاشات، بؤس"، بمشاركة العديد من العاملين والعاملات في البرمجة والعلاقات العامة والعرض وسائر المهن المرتبطة بصناعة المهرجانات في فرنسا. هؤلاء يطالبون بما يعتبرونه حقوقهم، من شروط عمل أفضل واعتراف بصفاتهم الوظيفية كمياومين يعملون في مجال فنون الاستعراض. في هذا الصدد، أكّد فريمو: "لا يوجد مهرجان واحد في فرنسا، من الممكن ان يُعقد من دون مشاركة هؤلاء العمّال وجهودهم. وهم شباب في معظمهم، يتم التعاقد معهم لفترة وجيزة. سواء في كانّ أو في كليرمون فيران أو آنسي، الكلّ في حاجة إلى هؤلاء التقنيين المؤهلين. يوجد من هؤلاء في كانّ ولديهم مطالب تتعلّق بصفتهم الوظيفية. نحن لا نزال في محادثات معهم. لا تجري المفاوضات مباشرةً مع المهرجان، بل على نطاق أوسع من ذلك. قسم الموارد البشرية مكلّف هذه المحادثات، وهي انطلقت قبل فترة، أي قبل الدعوة إلى الاضراب. لكن، ما يحدث حالياً هو ان ثمة سقفت قد رُفِع إلى مستوى أعلى، والآن بالتعاون مع المركز القومي للسينما يحاول المهرجان بكلّ أقسامه اكمال المحادثات مع الزملاء كي نرى في أي ظروف ستستقبلهم وزارة العمل. حالياً، نبذل كلّ جهودنا، لا لكي نتفادى الاضراب، فحتى هم يريدون تفاديه، بل لأنها قضية مهمة. آمل ان تجد القضية تسوية في الأشهر المقبلة".

وفي الوقت الذي تتفاعل فيه هذه القضية وهي رهن المفاوضات ولا نعرف ماذا سيكون مصيرها في حال الفشل وكيف ستُترجَم على الأرض في حال قرر المنتفضون القيام بخطوات تصعيدية، فإن القضية الأولى، أي الاتهامات، تبين انها مجرد تهويل صادر من حسابات زائفة، لتعكير الأجواء، وقد أوضح "ميديابارت" انه لا ينشر لوائح مماثلة بل كلّ ما يقوم به هو إجراء تحقيقات موسّعة تماشياً مع سياسته في رصد حالات العنف الجنسي الممارس ضد المرأة. الكثير من الكلام نُشِر في الصحف وعلى وسائط التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية ممّا أحدث حالة من الهلع، لكن تبين ان هذا كله دخان بلا نار، وقد نفى فريمو خلال اللقاء أن تكون رئسية المهرجان إيريس كنوكلوب قد صرّحت أي شيء لجريدة "لو فيغارو" عن إجراءات خاصة ستّتخدها في حقّ المتّهمين، مؤكداً ان المهرجان لا يريد توفير مناخ ملائم لأي جدال هذا العام، بل يطمح إلى التركيز على الأفلام ووضع السينما في المقدّمة، بعد الدورة الإستثنائية التي قدّمها في العام الماضي.

مسألة أخرى كانت أحدثت بعض النقاش عند اعلانها: اختيار غريتا غرويغ الخارجة لتوها من نجاح "باربي" التجاري الكاسح لرئاسة لجنة التحكيم. كثر قالوا انه لا يزال مبكراً لها ان تكون في هذا الموقع لتحكم على أفلام كبار السينمائيين، هي التي في سجلّها بضعة أفلام قليلة. لكن لفريمو رأيٌ آخر، اذ قال: "أحببنا "باربي" جداً. وهذا أمر مهم لأنه عندما تكون رئيسة لجنة التحكيم، عليك ان تحكم على أفلام مهمة. لذا، يجب ان تكون لديك شرعية. فكّرنا فيها سابقاً، لكن انتظرنا مشاهدة "باربي"، ذهبتُ لمشاهدته وأعجبني جداً، وأُعجبتُ بعبور فنّانة شابة من السينما الأميركية المستقلّة إلى الـ"بلوكباستر" ذي النفس التأليفي. غرويغ هي المخرجة المثالية لما يجسّده المهرجان. أمس، تناولنا العشاء معاً، فهي شابة، لكن سينيفيلية جداً وتعرف السينما الكلاسيكية، لا ما يُعرض اليوم فقط. لم نتحدّث سوى سينما، حاضراً وماضياً. وأدركتُ كم كان خيارنا ممتازاً، لأن غريتا ستكون في كانّ كالسمكة في الماء. أصرت مراراً انها لا تريد ان تكون قاضية، بل القيام برحلة مع أعضاء لجنتها".

في دورة يبدو انه سيتخللها العديد من الخضّات، كان من المتوقّع مشاركة المخرج الإيراني محمّد رسول آف بفيلمه "بذرة التين المقدّس" في المسابقة، الا ان سلطات بلاده أصدرت حكماً بسجنه خمس سنوات مع الجلد، متّهمةً إياه بصناعة أفلام تهدد الأمن القومي، هذه التهمة السخيفة التي تلاحق الفنّانين في الأنظمة الاستبدادية. لكن رسول آف الذي يتعرض للاضطهاد والمضايقات منذ عام 2011، قرر عدم الرضوخ لا بل فر الأول من أمس من إيران، لكن لا يزال غير معروف ما اذا كان سيحضر المهرجان أم لا.

*****

أخيراً، هل الصراع السياسي والعسكري الدائر في أوكرانيا والشرق الأوسط هو الذي أوصل الفيلمين "جميلة غزة" للفرنسية يولاند زوبرمان و"الاجتياح" للأوكراني سرغي لوزنيتسا إلى الاختيار الرسمي؟ سؤال طرحته صحافية. "طبعاً لا"، يقول فريمو: "نحن نواكب لوزنيتسا منذ سنوات. مثلما اعتاد المهرجان ان يواكب أعمال محمّد رسول آف منذ بداياته، وكما واكبنا في الماضي أندره فايدا. أما "جميلة غزة"، فهذا فيلم شاهدناه قبل نحو عام، أي قبل الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، ولا علاقة له بغزة، بل عن عابرة جنسياً من فلسطين تلجأ إلى تلّ أبيب كي تعيش حياتها بحرية، وهناك تكتشف أنها ليست الوحيدة في مثل هذه الحالة. نحن لا نختار أفلاماً كي نصبح مجرد صدى لظرف معين. نأخذها لأحقيتها الجمالية والفنية. لكن الفنّانين قد يريدون لأعمالهم ان تكون انعكاساً للواقع. مجدداً، نحن لا نجلس حول طاولة ونسأل ما هي الظروف الجيوسياسية في العالم ثم نقول لنأخذ أفلاماً عنها. لكن ما هو عظيم في الموضوع هو انه من حيث لا يدري، يتحوّل المهرجان - ويحدث هذا منذ العام 1946-، إلى مرآة لكلّ ما خضّ العالم. يحدث هذا لأن الفنّانين قرروا ذلك، لا نحن. السياسة في كانّ على الشاشة، لا في مكان آخر. لا مانع لدينا من اختيار فيلم كبير حتى لو تطرق إلى موضوع يجب الا يتطرق اليه بمفاهيم اليوم. باسم أي عقيدة ينبغي وضع الحدود هنا وليس هناك، ثم تطبيق هذه الحدود معياراً للاختيار؟".

 

النهار اللبنانية في

15.05.2024

 
 
 
 
 

هل بإمكان مخرجة "باربي" أن تترأس لجنة تحكيم مهرجان كان؟

ميريل ستريب المكرمة تبهر الجمهور برهافتها والفيلم الفرنسي "الفصل الثاني" ليس في مستوى الافتتاح

هوفيك حبشيان 

ملخص

انطلق مهرجان "كان" ليلة أمس مكرماً في حفلة الافتتاح الممثلة الأميركية الكبيرة ميريل ستريب التي غيرت النظرة إلى المرأة كما عبرت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش في كلمة الاحتفاء. أما الفيلم الفرنسي "الفصل الثاني" الذي افتتح المهرجان، فلم يكن على مستوى الحدث.

بنص شاعري لمّاح أشبه بتحية لما يعني ان يكون الإنسان في "حُمى" مهرجان "كان" طوال 12 يوماً، أطلقت الممثّلة الفرنسية كامي كوتان، مذيعة الحفلة، الدورة السابعة والسبعين من المهرجان الفرنسي الشهير (14 - 25 مايو/ أيار). كلام كثير قيل في الافتتاح الذي سيطرت عليه النساء والموسيقى والمجاملات. أمام حضور صالة "لوميير" التي كانت مكتظة بنجوم وشخصيات من عالم الفن، وجّهت هذه الممثّلة الأربعينية، العديد من الرسائل المبطّنة، داعيةً الحضور إلى الدخول في العالم الموازي للمهرجان. قالت: "في عالم "كان"، سيصبح المكان والزمان وحتى الصحّة مفاهيم غير واضحة، ولكن لا تقلقوا، فهذا أمر طبيعي. في هذا العالم، يندمج الليل والنهار في عالم واحد، تغادر في الصباح الباكر من دون أن تكون قد نمت، وتحدد مواعيد عملك في منتصف الليل على شاطئ يحمل اسم علامة تجارية، هذا أمر طبيعي. يجب أن أشير إلى أن اجتماعات العمل في وقت متأخّر من الليل في غرف الفنادق الخاصة بالسادة المحترمين لم تعد جزءاً من عادات وتقاليد "كان"، بعد اعتماد قانون "مي تو"، ونحن سعداء بذلك. كان ملتقى لعشّاق السينما من جميع أنحاء العالم، مكاناً للاجتماعات والحوار والنقاش والفكر والثقافة والدهشة، هذا كله في وقت تقلقنا فيه حالة العالم، بل وتقشعر لها الأبدان في بعض الأماكن، بسبب خطوط الصدع العميقة التي تفرق بين الشعوب. في كل عام في مهرجان "كان"، نأتي لأخذ لمحة من إنسانيتنا، نأتي لنمتلئ بالأمل".

حيز كبير من الاهتمام أُعطي للممثّلة والمخرجة الأميركية غريتا غرويغ، صاحبة "باربي" المثير للجدال، التي تترأس هذا العام لجنة تحكيم المسابقة، مع ثمانية آخرين، هم: الممثّلة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي والمخرج الياباني هيروكازو كوريه إيدا والمصوّرة وكاتبة السيناريو التركية إيبرو جيلان والممثّلة الفرنسية إيفا غرين والمخرج الإسباني خوان أنتونيو بايونا والممثّل الإيطالي بيار فرانتشيسكو فافينو والممثّل الفرنسي عمر سي. تسليم مهمّة كهذه لفنّانة لا باع طويلاً لها في السينما، خصوصاً أن عليها أن تحكم على مخرجين مخضرمين مثل فرنسيس فورد كوبولا، كان موضوع نقاش عند الاعلان عنه. غرويغ، 41 عاماً، أصغر فنّانة تتبوأ هذا المنصب (بعد صوفيا لورين)، كان الاحتفاء بها وبأعمالها، واضحاً في الافتتاح مع عرض مقاطع من أفلامها على شاشة صالة "لوميير". واستمر الاحتفاء بها مع أغنية "مودرن لاف" لديفيد بووي التي استعادتها المغنية الفرنسية زاهو دو ساغازان، كنوع من تحية لغرويغ التي تغنّيها في مشهد من فيلم "فرانسزها" وفيه مثّلت أشهر أدوارها تحت إدارة زوجها المخرج نواه بومباك.

ميريل ستريب الساحرة

بيد ان لحظة الذروة في الافتتاح كانت حضور الممثّلة الأميركية ميريل ستريب لتتسلّم جائزة "سعفة فخرية" عن مجمل حياتها الفنية. عادت ستريب، صاحبة عشرات الأدوار التي طبعت ذاكرتنا، بعد 35 سنة من الغياب عن المهرجان، يوم فازت بجائزة التمثيل عن "صرخة في الليل" لفرد شيبيسي. حضورها بدا ساحراً، لطيفاً وخفيفاً على الروح، فصفّق لها الحضور وقوفاً لدقائق طويلة قبل أن تطلب إليهم التوقّف بسبب شعورها بالإحراج. الممثّلة الفرنسية جولييت بينوش هي التي كُلِّفت تسليم الجائزة لها. ثم قرأت لها نصاً من تأليفها، نصاً من صفحات عدة يستعرض مسيرتها من خلال محطاتها الأبرز. كانت لحظة مملوءة بالمشاعر الرقيقة، حد الاحراج في بعض الأحيان. بدا واضحاً ان بينوش التي تأثرت ودمعت عيناها، عاشقة لستريب. في رسالتها الطويلة، قالت: "أنتِ غيّرت النحو الذي ننظر فيه إلى النساء في السينما، وأعطيتنا صورة جديدة عن أنفسنا". ولم تتوانَ عن ممازحتها بالقول: "وفوق هذا كله أنجبت أربعة أطفال، كيف فعلت هذا كله؟". ستريب التي حيّت بدورها موهبة بينوش ذاكرةً أنها تأثّرت كثيراً بموت الشخصية التي تلعبها في فيلمها الأخير "شغف دودان بوفان"، قالت إنها شعرت بأنها تتفرّج على حياتها من قطار سريع، وهي ترى مقاطع الأفلام التي مثّلت فيها، ثم تذكّرت كلمة أمّها: "سترين، كل شيء يمر بسرعة". اعترفت كذلك أنها عندما جاءت إلى "كان" قبل 35 ستة، كانت في الأربعين وأماً لثلاثة، واعتقدت حينها أن حياتها المهنية أشرفت على نهايتها. كان هذا المنطق هو السائد في ذلك الحين. ختمت بالقول: "ولكن، لم تملّوا منّي، لم تملّوا من وجهي، لم تنزلوا من القطار". 

فيلم الافتتاح، "الفصل الثاني"، للمخرج الفرنسي كانتان دوبيو كان مخيباً لمن  توقّع منه أكثر ممّا جاءنا به. المخرج الغزير إنتاجاً والذي لا يتوقّف عن التصوير، سقط في فخ استظرافه في فيلم محدود جداً لا يليق بافتتاح، وانطلق في "كان" بالتزامن مع بدء عرضه في الصالات التجارية الفرنسية. في الأصل، كان اختياره خارج المسابقة عاملاً مطمئناً. عاملان قد حسما خيار إدارة المهرجان لضمّه إلى التشكيلة الرسمية: وجود ثلاثة من نجوم السينما فيه، هم فنسان لاندون وليا سايدو ولوي غاريل (يقدّمون أداء ممتازاً رغم بلادة الفيلم)، وحقيقة أنه يتحدّث عن السينما، لا بل عن التداخل بين التمثيل والدور والمسافة الضئيلة بينهما. 

يصعب اختزال الأحداث التي تقع في 80 دقيقة (رغم أن الفيلم بدا لي أطول من ذلك بكثير)، في حبكة، لشدّة بحثها عن الغرابة والعبثية، مهما كانت كلفة بلوغ تلك العبثية والغرابة عالية. إنه من نوع الأفلام التي إما تدخل في مزاجها أو تبقى خارجها مهما حاولت. دوبيو يعي ذلك جيداً، وهو أعلن في بيان أنّ لا رغبة لديه في الحديث عنه في حوارات اعلامية، ذلك أن "كل ما أراد قوله موجود في الفيلم". حتى على موقع المهرجان، لا يوجد أي ملف صحافي للفيلم في الزاوية المخصصة لذلك النوع من الملفات.

 من خلال شلّة من الأشخاص، يكرسون معظم وقتهم للمشي وترافقهم الكاميرا في خطواتهم، ثم يجلسون في مقهى. كل شيء خارج نطاق التحليل، يتطوّر في عالم مواز، عالم السينما، حيث الإدعاء والإيغو ليسا عملة نادرة. هل يتناول الفيلم النفاق المتفشي في الأوساط السينمائية؟ على الأرجح. المشكلة أن الدعابة ثقيلة الظل والنكت مستهلكة وخروج الممثلين من الدور للقول إننا في السينما فكرة ليست بجديدة. نَفَس كانتان قصير، وله قدرة عجيبة على عدم بلورة الفكرة التي يبدأ بها. من الذكاء الإصطناعي إلى ثقافة الإلغاء فالتحرش، يحاول الفيلم القاء أفكار أشبه برؤوس أقلام من وحي الزمن الذي نعيش فيه، مما يفتح المجال للالتباس وسوء الفهم، وهذا ما يعجب المخرج الذي يقهقه في زاويته. 

 

الـ The Independent  في

15.05.2024

 
 
 
 
 

ليا سيدو بطله فيلم افتتاح كان: حركة "me too” احدثت تغيير كبير

رانيا الزاهد

بدأ المؤتمر لفيلم افتتاح الدورة ال٧٧ من مهرجان كان السينمائي الدولي " the second act " او " الفصل التاني" بحضور مخرج الفيلم كوينتين ديبو وابطال العمل رافايل كوينارد وليا سيدو و رينان كروس ومانيومال جلوت وفينسينت لندو ولويس جارل وهوجو سيلناك ومجموعة من الصحفيين والنقاد من جميع أنحاء العالم

وقالت بطله الفيلم ليا سيدو عن شعرها تجاه الفيلم بعدما عرضه عليها المخرج :" شعرت بأنني متخوفة على الرغم من ان الفيلم يعبر عننا كممثلين وما نشعر به خلال مشاركة كل شيء مع الجمهور لكن في النهاية كنت متحمسة لهذه التجربة".

وعن ما إذا كانت ترى ليا نفسها في عمل آخر قالت:" في صباح اليوك كنت اتحدث لنفسي وقلت ما الذي افعله هل أنا سعيدة بهذا العمل وكانت الاجابة نعم أنا ممثلة وسعيدة انني ممثلة لان عملي هو عن الفن والحياة ولا اريد اي عمل آخر في الحقيقة ولم اتخيل نفسي اعمل في اي مجال مختلف على الرغم من انني شخص خجول جدا وها أنا مع الجمهور وهي مفارقة غريبة ."

وتحديت ليا عن حركة "me too" وتاثيرها على النساء وقالت:" من الجيد ان تتحدث النساء ببراعه وحرية واشعر بالفخر وهذا ما عبر عنه الفيلم وتحدث عن ما تمر بيه النساء وكان هذا عمل اساسي وانا عن نفسي كممثلة ارى ان هناك تغيير كبير ولا اعتقد ان الرجال هنا يخالفوني الرأي. وكل هذا التغيير الذي شهده العالم عبر عنه الفيلم بشكل ساخر ورائع ومن الجيد ان تصدم الجمهور بعض الشيء بطريقة مختلفة وأعتقد ان من المهم ان نكون قادرين عن التحدث عن مشكلاتنا بطريقة خفيفة. "

الفيلم الذي افتتح الدورة ال٧٧ لمهرجان كان السينمائي الدولي هو أحدث فيلم كوميدي للمخرج وكاتب السيناريو الفرنسي كونتين ديبو ، وهو الفيلم الذي يعرض خارج المنافسة، ويدور الفيلم حول فلورنسا التي تريد تقديم الرجل الذي تحبه بجنون ويدعى ديفيد إلى والدها، لكن حقيقة الأمر أن ديفيد غير منجذب إلى فلورنسا ويريد أن يجعلها تقع في حب صديقه ويلي.

 

####

 

ميريل ستريب: لم أعتمد على شخصية حقيقة لتقديم رئيسة للولايات المتحدة

رانيا الزاهد

قالت النجمة الأمريكية ميريل ستريب خلال اللقاء المفتوح الذي أقيم لها ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي انها لم تعتمد على شخصية معينة  كمصدر لتقديمها شخصية رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية في فيلم "don’t look up” للمخرج ادم مكاي.

عندما سالها مضيف اللقاء عن اعتمادها على شخصية حقيقة لتقديم واحد من اسوأ نماذج رؤساء امريكا قالت :" لا لم اقصد الاشاره لشخصية حقيقية محددة بل كانت الشخصية مزيج من لمحات في شخصيات عديدة ولأنها شخصية سيدة الولايات المتحدة الاولى اعتمدت على استخدام الالوان الفاتحة والاسلوب المتكلف". 

وارجعت ستريب سبب نجاح الفيلم الي ان المخرج ادم مكاي رائع في استخدام السخرية لمواجهة الواقع.

عرض مهرجان كان السينمائي الدولي فيلم قصير مدته ٣ دقائق يحتوي على المشاهد الأيقونية للنجمة الأمريكية ميريل ستريب وذلك قبل تقديمها على المسرح الكبير لبدء لقاء خاص معها حول السينما ومشوارها الفني

منح مهرجان كان السينمائي الدولي مساء أمس خلال حفل الافتتاح، السعفة الذهبية للنجمه ميريل ستريب عن مجمل مشوارها الفني وسلمتها لها صديقتها النجمة الفرنسية جولييت بينوش في مشهد مؤثر

سار المشاهير على السجادة الحمراء في مسرح لوميير الكبير  لحضور حفل تكريم نجمة هوليوود ميريل ستريب قبل مشاهدة الفيلم الافتتاح " the second act” . وصفق الحاضرون لستريب لدقائق عندما اعتلت المسرح بفستان أبيض بسيط ونظارة سوداء، واستقبلتها الممثلة الفرنسية جولييت بينوش وهي ترتدي فستانا أحمر.وقالت بينوش، التي حاولت السيطرة على مشاعرها وهي تبكي خلال كلمتها "لقد غيرت ستريب الطريقة التي ننظر بها إلى النساء في عالم السينما". ووجهت ستريب الشكر لكل من ساعدها خلال مسيرتها الفنية، التي شملت قائمة أفلام طويلة.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

15.05.2024

 
 
 
 
 

يعرض في مهرجان كان..

محمد حفظي يفجر مفاجأة عن الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول»

كتب: سعيد خالد

حصل المنتج محمد حفظي على حقوق توزيع الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول» بمنطقة الشرق الأوسط، إخراج الفلسطيني الدانماركي مهدي فليفل.

والمقرر عرضه لأول مرة عالميًا في مسابقة أسبوعا السينمائيين المخصصة للأفلام الروائية الطويلة، يوم 22 مايو الجاري، في الدورة الـ 77 من مهرجان كان السينمائي.

يسلط الفيلم الضوء على الواقع المأساوي لحياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتحديدًا في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، «إلى عالم مجهول» يروي قصة المحاولات اليائسة لإثنين من أبناء العم الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل في أثينا لإيجاد وسيلة للوصول إلى ألمانيا، يدخر شاتيلا ورضا المال لدفع ثمن جوازات سفر مزورة للخروج من أثينا، عندما يخسر رضا أموالهما التي حصلا عليها بشق الأنفس بسبب إدمانه للمخدرات، يخطط شاتيلا لخطة متطرفة تتضمن التظاهر بأنهم مهربين وأخذ رهائن في محاولة لإخراجه هو وصديقه من بيئتهما اليائسة قبل فوات الأوان.

من جانبه قال محمد حفظي: «لقد تأثرت بشكل لا يصدق بقصة الشابين الباحثين عن أي سبيل ممكن لحياة أفضل، ونظرًا لحالة العالم ومنطقتنا التي تعاني من الصراعات بالتحديد، مما يجعل توقيت الفيلم مثالي، ونحن فخورون جدًا بأن نكون جزءًا من رحلة مهدي في جلب هذه القصة إلى العالم».

Vidverto Player

فيلم «إلى عالم مجهول» إنتاج أوروبي مشترك بين جيف أربورن، مهدي فليفل، وموريسيت من فرنسا وألمانيا، وماريا درانداكي اليونانية، وليلى ميجمان ومارتن فان دير ڤن الهولندي، وصندوق البحر الأحمر للإنتاج من المملكة العربية السعودية.

يُذكر أن مهدي فليفل مخرج فلسطيني – دانماركي يُعد من أهم المخرجين الفلسطينيين، له العديد من الأفلام التي تمحورت حول حياة الفلسطيني ومعاناته، أهمها فيلمه الوثائقي الطويل والأول "عالم ليس لنا" (2012)، الذي عُرض لأول مرة في "مهرجان تورنتو السينمائي"، وفي برلينالة عام 2013.

وشارك فليفل في Cinefondation كان عام 2013، وأخرج بعد ذلك عدة أفلام قصيرة: «عودة رجل»، الحائز على جائزة الدب الفضي في برلين عام 2016؛ مرشح مهرجان كان 2017 عن فيلم «رجل يغرق»؛ والفائز بجائزة IDFA 2018 «لقد وقعت على العريضة»، وفاز بأكثر من 30 جائزة مرموقة.

 

المصري اليوم في

15.05.2024

 
 
 
 
 

نظرة أولى | (الماس الخام) فيلم في مسابقة «كان» يحذر من نجومية وسائل التواصل الاجتماعي

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

أجاث ريدنجر، واحدة من أربع مخرجات فقط في المسابقة الرئيسية بـ كان السينمائي الـ77، عرض اليوم الأربعاء فيلمها (الماس الخام، Wild Diamond)، وهو العمل الأول الطويل في مسيرة المخرجة الفرنسية، والذي حصل على مكان في المنافسة بمهرجان هذا العام، لكنه يبدو وكأنه عمل مخرجة تملك خبرة، وتعرف ما تريد ولديها فكرة جيدة عن كيفية عرضه على الشاشة.

استنادًا إلى فيلم ريدنجر القصير لعام 2017 بعنوان "J'attends Jupiter"، يحذر الفيلم الجديد من النجومية على وسائل التواصل الاجتماعي وتلفزيون الواقع كوسيلة للهروب والتحرر من حياة الفقر.

تدور الأحداث، حول «ليان»، التي تلعب دورها «مالو خبيزي» (أول ظهور سينمائي لها)، تبلغ من العمر 19 عامًا ولها خلفية فرنسية وإيطالية وتعيش في فريجوس في جنوب فرنسا. لقد تخلت عنها والدتها المضطربة ذات مرة من أجل الحضانة، ولكن تم إعادتها إلى المنزل وهي الآن مسؤولة عن مجالسة أختها الصغيرة، والتي تنشغل بتحويلها إلى نسخة مصغرة من صورتها.

تسرق «ليان» البضائع من المتاجر وتبيعها – حتى تقوم بدفع تكاليف عملية زراعة الثدي وإجراء عملية تجميل شفتيها أيضًا. تتسكع مع أصدقائها، وتشرب الخمر، لكنها شديدة الحساسية بشأن كيفية ممارسة الجنس ومع من.

لديها الآلاف من المتابعين على برنامج إنستا، لكنها تتمتع أيضًا بإحساس ديني مؤثر، نابع من سوء معاملتها على أيدي الكارهين والرجال عبر الإنترنت ووالدتها المروعة.

ثم تحدث معجزة، يريد منتج تلفزيون الواقع الذي أرسلت إليه مقطع فيديو بذيء أن تقوم بتجربة الأداء. وتعيش ليان حلم الصعود إلى عالم المشاهير والثروة، وتقتحم (الاختبار) الاستجوابي البارد الذي تجريه - وهي مجردة من ملابسها في مواجهة المنتج غير المرئي خلف الكاميرا - وهو الشيء الأكثر إثارة للاهتمام في الفيلم، وبعد الاختبار، تصبح ليان مبهجة، لأنها اقتربت من برنامج الواقع "جزيرة المعجزة"، وتتغير عاطفيًا بسبب انتصارها الوشيك. وتبتعد عن الصبي الذي يحبها - لأنه طفل آخر بالتبني وهذا يذكرها بكل شيء تريد أن تتجاهله.

لكن الأسابيع والأشهر تمر ولا يتصل بها المنتج التلفزيوني. فهل الفشل هو مصيرها؟ ليس بالضرورة. يعلم الجميع أن أشخاصًا مثل ليان أصبحوا بالفعل نجومًا في تلفزيون الواقع - لفترة من الوقت، ثم اختفوا.

يتعامل فيلم ريدنجر الأول مع موضوعها بتعاطف ملحوظ، حيث يأخذ ليان وفقًا لشروطها الخاصة ويركز على محيطها من خلال عينيها إلى حد كبير. وخبيزي، ممثلة غير محترفة لكنها حاولت الاقتراب من شخصية ليان الغريبة منذ طفولتها إلى عالم المراهقة، فهي عبارة عن مجموعة من الدوافع التي لا تتطابق مع بعضها البعض.

نص ريدنجر هو في الأساس صورة لليان. هي في كل مشهد. من الواضح أن هناك فجوة في التفاهم ستحدث بين ليان وأغلبية الأشخاص الذين من المحتمل أن يشاهدوا هذا الفيلم، مما يمنحه عنصرًا لا مفر من التلصص. تحارب ريدنجر ومصورها السينمائي نوي باخ هذا الأمر، باستخدام مسافات وظلال لتجنب إضفاء طابع جنسي على جسد ليان.

ومع ذلك، لا تبدو ليان أبدًا وكأنها ضحية؛ تشير النصوص التي يرسلها متابعوها، والتي تظهر على الشاشة في حالات خروج عرضية عن طبيعية الفيلم، إلى أن الكثيرين يعتبرونها كزعيمة دينية، وحارسة للشعلة المرأة.

وعلى الرغم من تلك المظاهر، استسلمت ليان لنوع من الكاثوليكية الخرافية؛ انتظاراً لمصيرها كنجمة واقع، تقول لعصابتها من الفتيات بكل جدية، هو في يد الله.

فقط في نهاية الفيلم، يشعر المتفرج أن حياتها الداخلية قد تكون أكثر تعقيدًا مما شاهدناه على الشاشة.

 

####

 

فيلم (أنا أيضاً) للمخرجة جوديث جودريش يفتتح مسابقة «نظرة ما»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

افتتح اليوم الفيلم القصير (أنا أيضاً،Moi Aussi ) للمخرجة جوديث جودريش، مسابقة «نظرة ما»، وتعتبر المخرجة النشطة، رئيسة حركة (مي تو) الفرنسية، وتتحدث في الفيلم عن تجربتها مع الاعتداء الجنسي في مواقع تصوير الأفلام، وتعمل الآن على تطوير فيلم يتناول موضوع تمكين المرأة ليتم تصويره باللغتين الإنجليزية. والفرنسية، لكنها تحافظ على سرية الحبكة المختلفة تماماُ عما تم عرضه في العمل القصير بمهرجان كان السينمائي الـ 77.

في الفيلم الافتتاحي لـ نظرة ما، قالت جودريش،امتلأ صندوق الوارد الخاص بها بأكثر من 5000 رسالة من أشخاص يشاركون معها قصصهم الخاصة.

انضم إليها ألف منهم في أحد شوارع باريس في شهر مارس الماضي لتصوير الفيلم القصير، الذي تلعب دور البطولة فيه ابنة جودريش، الممثلة والراقصة تيس بارتيليمي. العديد من أفراد الطاقم هم أيضًا ضحايا للإساءة أو العنف.

وتابعت جودريش: "لم أرغب في صنع فيلم عن نفسي". "يتعلق الأمر بتكريم كل هؤلاء الأشخاص الذين كتبوا لي. لقد كتبوا لأنني تحدثت ولأنني أريد أن تكون الأمور مختلفة لابنتي وجيلها.

وقالت جودريش إن وجود ابنتها كان حاسماً. "لا يمكننا إصلاح الماضي، ولكن يمكننا حماية الجيل القادم."

بالنسبة لجوديث جودريش، هذا المشروع هو أكثر من مجرد فيلم بسيط. إنها محاولة لتوفير صوت جماعي لضحايا العنف الجنسي. تم دمج آلاف الروايات المباشرة بشكل مجهول في الفيلم.

يدمج أسلوب جودريش الفني بين الموسيقى والرقص والخيال، مما يخلق مشهدًا عاطفيًا غنيًا ومؤثرًا، وبمشاركة مصممة الرقصات إيفا جالميل وأغنية أصلية من مجموعة Faux-Amis، يعيد الفيلم اختراع وتخصيص الأصوات التي غالبًا ما يفتقر إليها الضحايا.

تدور الأحداث، في فجر يوم جديد، حيث تجد فتاة صغيرة نفسها في مواجهة حشد من الناس، ويحمل كل فرد ثقل ماضيه. وتصبح الكاميرا وسيلة لهذه القصص المتنوعة، وتقدم صوتًا لإسكات الآلام المكبوتة.

ومن خلال الانغماس في قلب الروايات المباشرة الأكثر حميمية، والتي جمعتها الممثلة (تقف خلف الكاميرا لأول مرة)، سمحت لها بالازدهار.

يقدم الفيلم بالفعل، استكشافًا مؤثرًا للألم والمرونة والتحرر. العنوان الفرنسي هو بالطبع ترجمة لكلمة “أنا أيضًا”، ويشير بوضوح إلى الحركة التي تسعى إلى كسر صمت الضحايا في عالم السينما.

 

####

 

نظرة أولى | (فوريوسا : ملحمة ماد ماكس) رحلة مثيرة للانتقام الدموي

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

قد يكون عنوان الفيلم الفرعي «ملحمة ماد ماكس»، لكن «فوريوسا» العنوان الرئيسي الجانبي، ينتمي إلى بطلة الرواية التي تحمل نفس الاسم، والتي تحولت من بريئة ذات عيون واسعة إلى بطلة أسطورية في الأراضي القاحلة التي تغذيها بالانتقام في هذا الفيلم للمخرج جورج ميلر، والذي شهد عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي الـ 77 خارج المنافسة، وسيتم طرحه عالميًا اعتبارًا من 23 مايو الجاري.

«فوريوسا» أصبحت الآن «أنيا تايلور جوي»، (ولعبت دورها في فيلم ماد ماكس : طريق الغضب، تشارليز ثيرون عام 2015)، وعلى الرغم من أن أي فارق بسيط في السرد قد تم تركه في الغبار بسبب تركيز الفيلم الوحيد على الانتقام الدموي بأي ثمن، إلا أنه يمثل رحلة رائعة.

هذه السلسلة التي يبلغ عمرها 45 عامًا، شارك في كتابتها ميلر والكاتب المشارك لفترة طويلة نيكو لاثوريس – فهل يحقق الجزء الجديد ما حاز عليه (طريق الغضب)، من جوائز الأوسكار عبر ست فئات حرفية؟. (ننتظر ونرى).

في الأراضي القاحلة غير المضيافة لأرض نهاية العالم - يتحدث مقطع صوتي مختصر في العنوان التمهيدي عن تغير المناخ والأوبئة التي تؤدي إلى «نقطة فزع نهائية» - وقد تم تحويل البشر إلى وجود صعب المنال. إن التنافس على الموارد المحدودة يعني أن العنف هو العملة المتداولة، وأن عدداً قليلاً من أمراء الحرب الذين نصبوا أنفسهم يحكمون الأراضي القاحلة. مختبئة في جيب سري خصب ومحمي بشدة يُعرف باسم "المكان الأخضر للعديد من الأمهات"، لا تعرف الشابة فيوريوسا شيئًا عن هذه المشقة حتى يأتي يوم مصيري. تم القبض عليها من قبل عصابة دراجات نارية غازية ونقلها إلى زعيمهم ديمنتوس (كريس هيمسوورث).

تقوم والدة فيوريوسا بمحاولة إنقاذ مثيرة عبر الكثبان الرملية (الفيلم، مثل كل الأعمال السابقة باستثناء «طريق الغضب»، تم تصويره في أستراليا، وهذه المرة في نيو ساوث ويلز)، وهكذا فإن النصف الأول من الفيلم يسلم نفسه لتجارب الشابة فيوريوسا التي عاشت كأسيرة لعصابة ديمنتوس الشريرة - وهو نوع من العرض الموسع الأنيق حيث تمتص العنف بصمت وتخزنه لوقت لاحق.

ينجح هيمسوورث في دور الشرير ديمنتوس الذي يجمع بين أدائه الكوميدي الرائع وجاذبيته الطبيعية (ذو لحية كبيرة وأنف مزيف وأسنان صناعية)، باعتباره الزعيم الوحشي والأبله لعصابة راكبي الدراجات النارية البدو.

وبينما تجري أحداث «طريق الغضب» على مدار ثلاثة أيام فقط، مما يمنحها طاقة حركية متواصلة، فإن «فوريوسا» يمتد على مدار 15 عامًا، مقسمة إلى عدة فصول، مما يؤدي إلى إيقاع أبطأ وغير متساوٍ في بعض الأحيان.

نقضي وقتًا طويلاً مع الشابة فيوريوسا قبل أن تصادف قلعة أمير الحرب إيمورتان جو (لاتشي هولم). يقوم ديمنتوس على مضض بمقايضة فوريوسا مع جو مقابل إدارة عالم الغاز، وهو موقع مربح، ومن المتوقع أن تنمو لتصبح واحدة من «زوجات» جو، المكلفة بإنجاب أطفاله.

تهرب بعد ذلك فيوريوسا وتتنكر في هيئة صبي، وتختبئ في عربة الحرب المسكوكة حديثًا، وهي شاحنة مدرعة مهيبة تساعد في الدفاع عنها من الهجوم، وفي تسلسل ملحمي ممتد. تجذب أعمالها البطولية انتباه السائق البريتوري جاك (توم بيرك، قليل الكلام الساحر)، الذي وعدها بتدريبها على «حرب الطريق».

وبعد قطع سريع لاحقًا، تظهر فيوريوسا كمحارب مكتمل التكوين يتمتع بمهارات قيادة لا مثيل لها، وتعطش للدماء لا يمكن إشباعه إلا بموت الشرير ديمنتوس.

من هنا، ينطلق الفيلم بكامل طاقته نحو نهايته الواضحة، ولكنها ليست أقل إرضاءً، مع مطاردات المركبات المختلفة ومواجهة شاملة، والتي تعد، مثل جميع مشاهد الفيلم، مزيجًا مذهلاً من التأثيرات والأعمال المثيرة.

تظهر أنا تايلور جوي كشخصية ملفتة للنظر في الفيلم، وغالبًا ما يتم تصويرها كنقطة سكون وسط المذبحة. ومن خلال العمل بحوار محدود، تستخدم جسدها للتعبير عن قوتها المتزايدة وتصميمها وإحساسها بالعدالة، الذي يتجسد ويتوافق مع تجسيد ثيرون للشخصية في الجزء السابق، ويعزز مكانة فيوريوسا في أساطير ماد ماكس المذهلة.

 

موقع "سينماتوغراف" في

15.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004