ملفات خاصة

 
 
 

"الجميع يحبّون تودا":

نبيل عيوش يُثير نقاشاً سينمائياً

كان/ سعيد المزواري

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

توقّعات كبيرة أحاطت بإعلان مشاركة "الجميع يحبّون تودا"، للمغربي نبيل عيوش، في قسم Cannes Premiere، في الدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/ أيار 2024) لمهرجان "كانّ". فيلمٌ طويل عاشر لمخرج "علي زاوا" (2000) و"يا خيل الله" (2012)، اللذين شكّلا محطتين بارزتين في السينما المغربية في القرن الحالي. في جديده، يتعاون للمرة الأولى مع الممثلة المغربية نسرين الراضي، مؤدّية دور البطولة في أول فيلم لرفيقته مريم التوزاني "آدم" (2019)، والأخيرة تشاركه كتابة السيناريو.

ملخّص يَعد بانكبابٍ على إرث ثقافي غنيّ، يرتكز على ثنائيّة الشيخة والعيطة. هذا المعطى الأخير حاضرٌ في لوحات مكتوبة تفتتح الفيلم، تربط ماضي العيطة والشيخات بثقافة معارضة السلطة، والوقوف في وجه الطغاة من القادة المحليين، وكيف أنّ هناك نساءً معاصرات يحاولن استلهام هذا الإرث ليجعلن من العيطة وسيلة للاسترشاد والمطالبة بحقوقهن.

لا يتأخر الفيلم عن وضع المُشاهد في قلب أجواء هذا التراث الشعبي، بمشهدٍ افتتاحي لحفل ضيّق (يطلق عليه "قصارة") في الهواء الطلق، تحييه تودا (الراضي) وسط الغابة، برفقة مجموعة رجال. مسحة من الحدّة "الفوفية"، تعكسها طريقة تصوير، تلتقط تفاصيل الشبقية الكامنة، التي ترافق غناء تودا من بين الأرجل المتشابكة بالرقص، والغبار المتصاعد، والخمر المتدفّق في الحناجر. وسيلة موفّقة في وضع المشاهد في قلب أجواء التحرّر، والتلميح للرغبة الجنسية التي تشكّل وجهاً آخر لعملة العيطة، وجزءاً لا يتجزأ من قوّتها الانتهاكية للتقاليد المرعية، السياسية والاجتماعية.

تتعرّض تودا لاغتصاب وحشي، يُصبح امتداداً لأجواء المشهد، فتخرج إلى الطريق في وضع مزرٍ، ليتلقّفها شيخ في شاحنته، ويسألها عمّا إذا كانت تحبّ أنْ يُشغّل لها موسيقى، فتهزّ رأسها بالرفض، في لمحة رائعة لوضع امرأة شغوفة بالموسيقى، وما تعرّضت له للتّو ينبئ بشرط رُزوح تحت ممارسات رجولية تقهرها، وتحدّ من قدرتها على بلوغ طموحٍ، لا تتأخّر في إعلانه صراحة: أنْ تصبح شيخة ملمّة بغناء العيطة الحقيقية، بعيداً عن القرية الصغيرة التي تعيش فيها مع طفلها الأبكم (جود شامحي)، في غياب تام للأب.

ما يلي أقلّ رهافة من نموذج لقطة الشاحنة، إذْ يغوص الفيلم في حكي مُكرّر، يكاد يراوح مكانه، أو يدور في حلقة مفرغة إلى حدّ ما، قوامه سعي تودا للإفلات من قبضة الحانات القروية، حيث ينحصر دورها في غناء مقطوعات شعبية تروّح عن الزبائن، أو تغريهم بالشراب، لقاء نسبة من مبيعات زجاجات الجعة. معضلة الشخصية الرئيسية وقوعها في وضعٍ مهني صعب وغير مُرضٍ لطموحها، وتربية طفل لا مدارس متخصّصة تتكفّل بتعليمه. منفذها الوحيد لحظات متعة تمضيها في فراش شرطيّ، تجمعها به علاقة جاذبية ونفور.

"الجميع يحبّون تودا" فيلمٌ بوجهين: أحدهما مؤثّر بإنسانيته، يدين بالكثير للأداء السخي لنسرين الراضي، خاصة في مشاهد الالتحام بالغناء كنوعٍ من التطهير لما تعيشه من صعوبات في حياتها، ولحظات توحّدها مع صبيها في حوار الإشارات، واللهو والقبل الحانية. والآخر حبكةٌ بحبال غليظة، تحدّ من تعاطفٍ مع سعي الشخصية الرئيسية لفرض رغبتها في ممارسة عيطة أصيلة، وبلوغ مرتبة شيخة مُعترف بها، خصوصاً أنّ هذا الطموح يتطوّر بقدرة قادر إلى طمع في أداء "روميكس" عصري يُلهي علية القوم، في طوابق "ستراتوسفيرية" لفنادق فاخرة.

بإشارة ذكية، يربط صوت المصعد ذلك بنوعٍ من الارتقاء. أي إنّ ما أعلن عنه في المقدمة، باعتباره فنّاً مناوئاً لكلّ أشكال السلطة والمال (خصوصاً في مغرب اليوم، حيث يمتزجان بشكل أكثر فتكاً من أي وقت مضى)، يغدو تمسّحاً بالأغنياء والحفلات المخملية، أو إنّ ترفيه الفنان على النافذين أعلى شأناً من ترويحه على أهالي القرى.

قبل ذلك، ترحل تودا إلى الدار البيضاء، في إعادة وصل مع مجرى حكي تقليدي في السينما المغربية، يحمل فيه البطل آلامه وآماله من القرية إلى المدينة، اضطلعت بموجبه العاصمة الاقتصادية بنصيب الأسد من القصص. يقدّم الحوار الدار البيضاء غابةً لا رحمة فيها و"لا تتوقّف فيها سيارات الأجرة"، وفق مبالغة تمتّد من الإضاءة إلى الديكور، تعكس تمثّلاً غرائبياً، لا مبرّر له، يضرّ كثيراً بصدقية بعض أعمال عيوش. تفاصيل تُذكَر لأنّ هذا الأخير يعضّ بالنواجذ على طابع واقعي جاف وصلف، لا مكان فيه لأي قراءات أخرى. حتى عندما تأخذ أجواء مشهدٍ، يجمع تودا بعازف الكمان وسط دار بيضاء ليلية وشبحية، يُعتَقد أنّ المدرّب علّق كمانه وانتقل إلى الجانب الآخر من المرآة، خصوصاً أنّه أسَرّ في مشهد سابق أنّه يحسّ باقتراب موعده مع الموت، سرعان ما يعود الحكي إلى طبيعية خطية رتيبة وملتصقة بنموذج كتابة، نحسّ أنّه محسوم سلفاً.

هذا بعيدٌ عن طابع "علي زاوا"، الحالم بعالمٍ آخر ممكن، تعكسه اللوحات المتحركة؛ أو غنائية "يا خيل الله"، التي تلامس الميلودراما مُكثِّفةً خيبة الشخصيات، وانسداد الأفق التدريجي في وجهها. يناوب المخرج بين أفلام مع ممثلين محترفين وممثلين غير محترفين، لكنّه يفتقر في الحالة الأولى إلى رؤية الفضاء بعيون الشخصيات، فيغيب عنه استثمار الأماكن الأصلية والحقيقية التي يعيشون فيها، كفضاء "نجوم سيدي مومن" في "علّي صوتك" (2021) والأحياء الهامشية في "علي زاوا" مثلاً، فيسقط في نظرة يغدو بها سعي شخصياته منفصلاً عن الفضاء التي تعيش فيه، ويصعب بالتالي التعاطف مع مسارها. لعلّ "غزية" (2017) أبرز مثل على ذلك، إذْ يبدو في مشاهد ليلية في الدار البيضاء نسخة شبه مطابقة لـ"الجميع يحبّون تودا".

لا يمنع ذلك مشاهد بديعة تتخلّل الفيلم، كلحظة التحام تودا، في أثناء تدرّبها على الغناء، مع إيقاع أذان منبعث من مسجد مجاور، أو تمرينها على يدي عازف الكمان العجوز، الذي يبدو بقبعته البوب نسخة شعبية مغربية من بولي مدرّب رامبو. ومشهد آخر تنزاح فيه المغنية تحت ضغط المشاكل، وفراقها مع صبيّها إلى غناء شبه جاف، يحاكي المناجاة لمقطع عيطة حزينة، وسط زبائن كاباريه بيضاوي، يطالبون بأغانٍ ترفّه عنهم، فينشب نزاع بينها وبين مدير الكاباريه (عبد اللطيف شوقي، بأداء دقيق ومصيب كعادته) ترفض فيه التخلّي عن الميكروفون.

لم يفِ "الجميع يحبّون تودا" بكل وعوده، تحديداً لأنّ نبيل عيوش، حين لا يكون في أفضل حالاته، لا يكاد يأخذ أي مجازفة تُذكر، فيبدو إخراجه منقاداً بانبهار وراء سرد صارم، ومقاربة فضاء بلا روح، لا موطئ فيهما للارتعاشة التي تحيك نسيج الزمن، فتبدو أفلامه أقرب إلى مرافعة منها إلى عمل فنّي يختلج بروح الناس والأماكن.

 

####

 

"نوار" يفوز بجائزة أفضل عمل غامر في مهرجان كان السينمائي

(فرانس برس)

فاز فيلم "نوار" (Noire) الذي يتناول قصة كلوديت كولفين، وهي أميركية سوداء عانت من الفصل العنصري خلال خمسينيات القرن الماضي، بجائزة أفضل عمل غامر في مهرجان كان السينمائي، وهي مكافأة جديدة تُمنح في هذه الفعاليات.

وخلال مؤتمر عبر الفيديو يعود إلى العام 2023، روت كلوديت كولفين ما كانت تواجهه من فصل عنصري في ولاية ألاباما حيث كانت تقيم. قالت: "كانت الحافلة تسير في الشارع الرئيسي فيما يصعد عدد متزايد من الركاب البيض، وكان السائق يطلب إخلاء المقاعد لهم". أضافت: "بعد التوقف عند محطتين أو ثلاث محطات، طلب منّي أحد عناصر الشرطة أن أخلي مقعدي. فقلت له إنني دفعت ثمن تذكرتي وهذا حقي الدستوري. أكثر ما كنت أريده هو أن أتحدّاه، ورفضت ترك مقعدي".

وقال مدير مركز بومبيدو في باريس لوران لو بون، في بيان، إنّ "هذا العمل، الذي يمزج بشكل ممتاز الابتكار التكنولوجي والذاكرة التاريخية، أثّر في الحاضرين في مهرجان كان تماماً كما فعل بمَن شاهده خلال عرضه الأول أمام العامة سنة 2023 في مركز بومبيدو".

وتنقل زوّار مهرجان كان السينمائي بين عدد قليل من الجدران والأبواب والمقاعد، وهم يشاهدون صوراً مجسمة لكلوديت عندما كانت مراهقة وأخرى تظهر أفراداً من مجتمعها وأشخاصاً بيضاً، فيما يظهر الفصل العنصري بمختلف أشكاله. كما عايشوا مشاهد مختلفة من محطات بارزة في حياتها كموقف الحافلة وتوقيفها وإدانتها في المحكمة.

وقد تنافست ثمانية أعمال غامرة على هذه الجائزة التي تُمنح للمرة الأولى في مهرجان كان، وتولّت لجنة تحكيم دولية مؤلفة من شخصيات سينمائية ومتخصصين في الفن الغامر منحها.

والأعمال الغامرة تجارب سينمائية تحاول إعادة إنتاج الواقع، عبر جعل المشارك منغمساً قدر الإمكان بعالم العمل من خلال الحواس المختلفة، وتعتمد بشكل رئيسي على التقنيات الحديثة التي تتنوّع بين الواقع الافتراضي (Virtual Reality) وتجارب الواقع المعزّز (Augmented Reality)، والخرائط الحية والأعمال ثلاثية الأبعاد.

وكان المخرج الأرجنتيني فيديريكو لويس قد فاز، الأربعاء الماضي، بالجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد الفرعية عن فيلمه الأول "سيمون دي لا مونتانيا" (Simon de la Montana).

ووصلت الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي إلى مراحلها الأخيرة، فبعد أسبوعين تخللهما عرض عددٍ كبيرٍ من الأفلام الروائية والوثائقية ضمن مسابقات وفئات متعددة، تستعد المدينة الساحلية لنهاية الفعاليات التي تختتم مساء السبت في 25 مايو/ أيّار الحالي بحفل توزيع الجوائز على الفائزين.

 

####

 

الجنسية للإنتاج الأوّل لكن الفيلم أهمّ

نديم جرجوره

مُجدّداً، يُطرح سؤال جنسية فيلمٍ سينمائي: أترتبط بجنسية المخرج ـ المخرجة، أم بجهة الإنتاج؟ ماذا لو أنّ الإنتاج مدفوعٌ من جهاتٍ عدّة: ألن تمنحُ الجهةُ الأكثر دفعاً جنسيتها للفيلم؟ ماذا عن النصّ وشخصياته وحكاياته، والأمكنة الشاهدة على أفعالٍ وحالاتٍ ومسارات، واللغة المستخدمة في الحوارات؟ والمخرج ـ المخرجة، إنْ يحصل كلّ منهما على جنسيةٍ أخرى، غير تلك المولودَين فيها أو المتحدِّرَين منها، أيظلّ فيلماهما عربيّين؟

المسألة، بالنسبة إلى كثيرين وكثيرات، محسومة: الجهة الإنتاجية التي تدفع أكثر تملك "حقّ" منح الفيلم جنسيتها. هذا بسيطٌ ومنطقي. لكنّ اختيار مهرجانٍ سينمائي دولي، إنْ يُصنَّف فئة أولى أو ثانية أو أي فئة أخرى، أفلاماً "عربية" تحديداً، يدفع إلى إعادة طرح السؤال نفسه، والإجابات مُكرّرة ومتشابهة، وتفقد كلّ جديدٍ، وتشي كأنْ لا أهمية إطلاقاً لإعادة طرح هذا السؤال.

لكنْ، فعلياً: إلى أي مدى يُمكن لجنسيةِ فيلمٍ أنْ تؤثّر في مشاهدته وقراءته نقدياً، ثم مناقشة مخرجه ـ مخرجته، وأي عامل ـ عاملة فيه؟ ألن يُعتَبر تحديد الجنسية قبل المُشاهدة "تلاعباً" في فعل المُشاهدة، فالقراءة والنقاش؟ هل يجعلُ إعلانُ جنسيةِ فيلمٍ في كتابةٍ أو تعليق (فيسبوك)، بمنحهما (الإعلان والجنسية) حيّزاً كبيراً أو صغيراً، كلَّ مشاهدةٍ وقراءة محكومة سلفاً برأي أو قرار (زملاء وزميلات يقعون في هذا المطبّ، أحياناً)، وإنْ يكمن الرأي والقرار في اللاوعي؟

غالباً، يُظهِر زملاء وزميلات عدم اهتمام بتلك الجنسية، إنْ تكن للمخرج ـ المخرجة أو لفيلمٍ لهما. لكنّ آخرين وأخريات يذكرون أسماء البلدان المشاركة في الإنتاج، والبعض غير منتبهٍ إلى أهمية الترتيب، لأنّ التسلسل يُفترض به أنْ يذكر الجهات بحسب حجم المشاركة الإنتاجية لكلّ جهة. أمّا الأفلام الـ"عربيّة"، فغالبيتها (لن أذكر الساحقة، رغم أنّها ساحقة) مُنتجةٌ بأموال غربيّة، أكثر بكثير من تلك التي تُدفََع في البلدان الأصليّة لمخرجيها ومخرجاتها.

أفلامٌ "عربية" معروضة للمرة الأولى دولياً في الدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/أيار 2024) لمهرجان "كانّ"، معظمها ذو إنتاج أجنبيّ. هذا غير لاغٍ اهتمامها بمسائل وحالات وأفراد وحكايات عربية، لكنّ السؤال المطروح يتعلّق بـ"جنسيةٍ" لا أكثر، إنْ تكن الجنسيّة مهمّة في المُشاهدة والقراءة والنقاش. الأهمية منبثقةٌ من كيفية جعل نصٍّ فيلماً متكاملاً، من دون تناسي أنّ الإنتاج الأجنبي إمّا يتدخّل في هذه الكيفية وإمّا لا، فهناك مخرجون ومخرجات عربٌ عديدون يرفضون كلّياً تدخّلاً كهذا، ويفرضون ما يبغون قوله سينمائياً على المنتج الأجنبي.

أمثلةٌ على ذلك؟ كريم عينوز برازيلي ذو أصل جزائري، وMotel Destino (المسابقة الرسمية) مُنتَجٌ بأموال برازيلية وفرنسية وألمانية. "الجميع يحبّون تودا" للمغربي الفرنسي نبيل عيوش، المُشارك في إنتاجه مع جهات فرنسية (Cannes Premiere). "شرق 12" للمصرية هالة القوصي مموّل من جهة هولندية، إضافة إلى مصر وقطر (نصف شهر السينمائيين)"رفعت عيني للسما" للمصريين ندى رياض وأيمن الأمير حاصلٌ على إنتاج من فرنسا والدنمارك، إلى قطر والسعودية. لكنّ "أسبوع النقاد" يضع مصر أولاً.

الجنسية للإنتاج الأوّل، لكنّ الفيلم أهمّ.

 

العربي الجديد اللندنية في

24.05.2024

 
 
 
 
 

أكثر من ٦ دقائق تصفيق وتحية نالها الفيلم السعودي

احتفاء تاريخي بعرض "نورة" في "كان"

 أحمد العياد

إيلاف من كانعرض صباح الخميس الفيلم السعودي "نورة" المشارك رسميا في مهرجان كان السينمائي الدولي بنسخته الـ77 وسط احتفاء إعلامي عالمي بالمشاركة الرسمية السعودية الأولى في المهرجان السينمائي البارز.

وكانت تذاكر جميع عروض الفيلم السعودي نفدت بعد وقت قصير من فتح باب الحجز لها .

وأقيم العرض في Debussy Theatre بحضور أكثر من 1200 شخص، ونال الفيلم تحية وتصفيقا ً لأكثر من ٦ دقائق كامل بعد نهاية عرض الفيلم .

وسيعاد عرض الفيلم ثلاث مرات لإتاحة مشاهدته باعتباره من الأعمال المجدولة رسمياً في المهرجان.

وشارك أبطال الفيلم بالحضور والتحرك على السجادة الحمراء، مع رئيسة مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، جمانا الراشد، والرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، محمد التركي، وسط اهتمام كبير من وسائل الإعلام العالمية بالفيلم الذي حصد جائزة أفضل فيلم سعودي في النسخة الماضية من مهرجان البحر الأحمر.

ويتنافس الفيلم مع 19 فيلم آخر من مختلف أنحاء العالم على جوائز المهرجان السينمائي الفرنسي الأشهر والأبرز والذي يعد واحد من أهم 4 مهرجانات سينمائية عالمية.

أحداث الفيلم

وتدور أحداث الفيلم في تسعينات القرن الماضي بإحدى القرى السعودية النائية من خلال قصة نادر المعلم الذي يصل للقرية ويقابل نورة الفتاة الشغوفة بالفن صور بالكامل في منطقة العلا. وهو من بطولة يعقوب الفرحان وماريا بحراوي، وإنتاج وكتابة وإخراج توفيق الزايدي.

تحية الجمهور لصناع فيلم نورة …

التصفيق استمر لأكثر من سبع دقائق pic.twitter.com/5NiVNQzwhC

وعلى هامش عرض الفيلم أجرى الزايدي وصناع الفيلم لقاءات إعلامية مع كبرى وسائل الإعلام التي سلطت الضوء على رحلة المخرج السعودي من المملكة إلى السينما العالمية، والصعوبات التي واجهته في فيلمه الجديد.

وصور الزايدي فيلمه بالكامل في "العلا" بممثلين سعوديين بالكامل مع طاقم عمل سعودي بنسبة 40 بالمئة خلف الكاميرا.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

24.05.2024

 
 
 
 
 

فيلم «المادة» لكورالي فارغا:

دماء وأحشاء ورغبة مدمرة للاحتفاظ بالجمال

نسرين سيد أحمد

كان ـ «القدس العربي»: على مرّ الأعوام فاجأنا مهرجان كان بأفلام صادمة، شهدت إغماءات، وخروج الحضور من القاعة ذعرا أو خوفا أو صدمة. ولا يمكننا أن ننسى صدمة الجمهور والخروج الجماعي للكثيرين عند عرض فيلم «المنزل الذي بناه جاك» للارس فون ترير عام 2018، أو ذعر الجمهور والإغماءات التي تعرض لها بعض الحضور عند عرض فيلم «نيئ» لجوليا دوكورنو عام 2016. ولا يمكننا أيضا أن ننسى صدمة الجمهور عند عرض فيلم «تيتان» لجوليا دوكورنو أيضا، الذي فاز بالسعفة الذهبية للمهرجان عام 2021.

وفي دورته الحالية، الدورة 77 (من 14 إلى 25 مايو/أيار) شهد المهرجان فيلم «المادة» للمخرجة الفرنسية كورالي فارغا، وهو فيلم صادم مجنون مخيف دام مضحك أحيانا، أشاح فيه الكثير بأبصارهم عن الشاشة ذعرا وتقززا، لكن بقدر ما سببه الفيلم من صدمة، بقدر ما شهد احتفاء من النقاد والحضور.

«المادة» فيلم يوجه نقدا لاذعا لصناعة جراحات التجميل وللصورة النمطية الطاغية لما يجب أن يكون عليه جسد المرأة وقوامها، تلك الصورة النمطية التي تعتبر أنوثة المرأة منتهية فور ظهور التجاعيد في بشرتها، كما لو كان التقدم في العمر أمرا ليس بالطبيعي، أو من المحظورات والممنوعات. كما يوجه الفيلم أيضا نقدا لاذعا لعالم الترفيه والسينما والتلفزيون، الذي لا تعنيه موهبة الممثلة أو تاريخها الفني، بقدر ما يعنيه أن تكون ذات جسد فتي شاب مغوٍ. يدفعنا الفيلم إلى منطقة مظلمة من تأثير الصورة النمطية التي يروج لها الإعلام لجمال المرأة، وهي تلك المنطقة التي تكره فيه المرأة صورتها، حتى إنها تشرع في قتل نفسها أو تدمير نفسها ذاتيا. الشخصية المحورية في الفيلم هي إليزابيث سباركل (ديمي مور في واحد من أفضل أدوارها) وهي نجمة من أبرز نجمات هوليوود وحائزة جائزة أوسكار. كان هذا عندما كانت في ريعان شبابها، لكنها الآن في الخمسينيات من العمر، وتقدم منذ سنوات برنامجا للياقة البدنية والتمرينات الرياضية في التلفزيون. لكن الآن بدأت الأضواء تنحسر عنها، وبدأت أرقام المشاهدة في الانخفاض، ويعلمها منتج البرنامج عن رغبته في إنهاء تعاقده معها، والتعاقد مع وجه جديد شاب. ترفض إليزابيث قرار تخلي البرنامج التلفزيوني عنها وانحسار الشهرة والأضواء، في مشاهد تذكرنا أحيانا بفيلم «صانسيت بوليفارد» لبيلي وايلدر. وفي محاولة يائسة تتصل بشركة غامضة تدعى «ذا سابستانس» أو «المادة» وهي شركة تعد مستخدميها بالشباب الدائم، عن طريق استنساخ نسخة جديدة منهم لا تطابق صورتهم الحالية، بل الصورة المثالية الفتية الشابة منهم. تبقي الصورة على النسختين الحالية، والشابة ذات القوام المشدود والوجه الخالي من التجاعيد. تتغذى النسخة الشابة على مواد حيوية من جسد الجسد الأصلي، وشرط نجاح عملية الاستنساخ هو أن تبقى النسخة الشابة مستيقظة تمارس الحياة لمدة أسبوع، بينما يبقى الجسد الأصلي في حالة تشبه السبات الشتوي أو الغيبوبة لمدة أسبوع، ثم تتبدل الأدوار، ويجب عدم الإخلال بهذا الترتيب حتى لا تفسد العملية.

النسخة الشابة من إليزابيث هي سو (مارغريت كوالي) وهي ذات جسد ممشوق وعضلات مشدودة ووجه مغو في براءة. تجري تجربة أداء في برنامج إليزابيث، وتحصل على التعاقد المرجو كما كان متوقعا. لكن العلاقة بين النسختين، وهما في الأساس لفرد واحد، سريعا ما تصبح علاقة سو وإليزابيث علاقة سامة، تسودها الكراهية و الغيرة والأنانية. علاقة ترغب فيها النسخة الشابة من القضاء على النسخة الأكبر سنا، بل تتقزز منها وتخفيها عن الأعين في غرفة مغلقة لا منفذ لها، لتصبح النسخة الأكبر عمرا مجرد مصدر للطاقة والمواد الحيوية للنسخة الشابة. إنها علاقة مريضة بالذات، وعلاقة مريضة بالجسد، ورغبة في البقاء بصورة شابة، حتى لو كان ذلك يعني الفناء سريعا. تصور فارغا في الفيلم الفزع الذي تشعر به المرأة إزاء تحولات الجسد مع تقدم العمر، خاصة مع ثقافة تكاد أن تلغي وجود المرأة مع تقدم العمر.

«المادة» فيلم لا هوادة فيه، فهو يصل بما يعرف باسم «رعب الجسد» إلى ما يتعدى فيلم «الذبابة» لديفيد كروننبرغ. في فيلم «نيئ» لجوليا دكورنو، كانت البطلة تقتات على لحم البشر كوسيلة للاغتراف من الحياة، أما في «المادة» فكانت سو تقتات على ذاتها الأكبر سنا بهدف الاحتفاظ بالشباب، ولكراهيتها لجسدها المتقدم، في العمر. ما نراه على الشاشة هو خليط من الدم والأحشاء، والقيء الأشلاء المتناثرة، وقد يتسبب ذلك في خروج الكثيرين من القاعة، لكن الذين يبقون، فسيجدون فيلما ممتعا جريئا وأصيلا في طرحه.

وما كان للفيلم أن يكون بهذه القوة والتأثير إلا بالقوة التي تؤدي بها ديمي مور دور إليزابيث. تنغمس مور في الدور كليةً، لتجسد لنا التأثير الفادح الموجع المدمر للصورة النمطية لجمال المرأة على حياة إليزابيث وعلاقتها بجسدها وعلاقتها بنسختها الشابة. بينما كانت تعليمات عملية الاستنساخ واضحة وجلية، أن الجسدين الشاب والجسد الأصلي الأكبر عمرا هما شخصية واحدة ووعي واحد في جسدين يعتمد بقاءهما على الالتزام التام بالتعليمات، إلا أن نقمة إليزابيث على نسختها الشابة تتزايد كل يوم، وتشعر بأن هذه المرأة الشابة تستحوذ على مجدها وماضيها، وهي في الوقت ذاته تبغض جسدها الأصلي.

«المادة» فيلم يعتمد على التفاصيل لإحداث تأثير كبير في نفسية المشاهد ووعيه. إليزابيث لا ترتدي طوال الفيلم سوى معطف واحد أصفر اللون، ويبدو لنا كما لو أن لونه وأناقته يخفتان مع كل مرة نرى إليزابيث ترتديه، ما يجعلنا ندرك أن هذا هو شعور إليزابيث إزاء جسدها وجلدها، فهي تشعر بأن جسدها يهترئ يوما بعد يوم. نرى مدير القناة التلفزيونية يلتهم القرديس التهاما ويلوكه في تلذذ مخلفا فقط الرأس والقشور، وهو ما يفعله مع إليزابيث، فهو يمتص نجاحها وشهرتها تماما ثم يلفظها في نهاية المطاف. تخلق فارغا أجواء من التقزز تتزايد وتتسارع في جنون، حتى نصل إلى المشاهد الختامية الدامية من الفيلم، التي يصل فيها رعب الجسد إلى ذروته. تذكرنا بعض المشاهد الدامية للفيلم بفيلم «كاري» لبرايان دي بالما.

«المادة» فيلم طويل نسبيا مقارنة بالعديد من أفلام رعب الجسد، لكن فارغا تمسك جيدا بناصية الأمور، وتطيل الفيلم بالقدر المطلوب لإحداث التأثير الذي تسعى إلى تحقيقه. على مدى ما يقارب الساعتين ونصف الساعة تبني فارغا رؤيتها وتسارع من إيقاع الفيلم ومن شدة تقزز المشاهد مما يراه. تخلق فارغا لدينا هذا التقزز الشديد إزاء السعي المحموم للاحتفاظ بالشباب وللخروج من جلدنا لنحصل على جلد بلا تجاعيد.

 

القدس العربي اللندنية في

24.05.2024

 
 
 
 
 

باولو سورنتينو... في عشق نابولي

رسالة كان/ شفيق طبارة

كانفي بلدة قريبة من البحر في نابولي الإيطالية، حيث تمتزج القصور الأرستقراطية المهيبة مع أحياء الصيادين المتواضعة، اشترى الجد، صاحب أحد هذه المنازل الكبيرة، عربةً تاريخيةً تعود إلى لويس الرابع عشر، وحوّلها إلى سرير. ابنته على وشك الولادة، تنزل إلى الشاطئ وتلد ابنتها في البحر. المولودة الجديدة الخارجة من البحر الأبيض المتوسط هي بارثينوبي (سيليستي دالا بورتا)، فتاة استثنائية، فاتنة، حوريّة بحر، وشخصية جميلة سنتبعها طوال حياتها منذ ولادتها عام 1950 إلى يومنا هذا. هكذا، يمزج المخرج الإيطالي باولو سورنتينو الأساطير اليونانية (بارثينوبي واحدة من الحوريّات في الأساطير الأغريقية)، والماضي الأسطوري، وحاضر مدينة نابولي. بارثينوبي هي نابولي، مرتبطة بموانئها وشواطئها وأزقّتها الضيّقة، وسنتحدث معها عن الحب، الموت، عن السعادة والأمل، عن العلاقات الغامضة بين الإخوة والأخوات، عن حبّ الشباب وعواطف المسنين، عن الطلاب والمعلّمين، عن الكهنة والأساقفة والحب والممنوع، عن الأنثروبولوجيا وطقوس معجزة سان جينارو. «بارثينوبي» المشارك في المسابقة الرسمية لـ «مهرجان كانّ السينمائي الدولي» الذي يختتم يوم السبت، ملحمة أنثوية خالية من البطولة، لكنها عاشقة للحرية ولنابولي والحب. الحب الحقيقي، الذي لا يوصف، الذي يديّنك الألم ولكن يجعلك تبدأ من جديد. في الفيلم، نتبع النابوليتانيين، ونابولي التي يحبّها ويكرهها المخرج، نرى فرحهم وخيبة أملهم، ونتبع انجرافات حزنهم، ومفارقاتهم المأساوية. هناك الصيف المثالي في كابري للشباب الخالي من الهموم رغم الأفق اليائس. ومع تقدّم الفيلم، يطلق ذخيرة كاملة من المشاعر، وهناك، في الخلفية، القريبة والبعيدة، هذه المدينة، نابولي، التي تسحر وتصرخ وتضحك ويمكن أن تؤذي. في «بارثينوبي»، هناك الشمس، والبيوت التي تجلس فيها بائعات الهوى، وهناك البحر ودواره المنوم، وجماله الأزرق، وأوكار العائلات الأكثر بؤساً، والمنازل القديمة المطلّة على البحر على بُعد خطوة من الفنادق التي يُقيم فيها الكتّاب الأميركيون التافهون، المدمنون على الكحول. نابولي بالنسبة إلى سورنتينو، ليست المدينة العظيمة والرومانية والفاسقة، بل المدينة الأكثر تجاعيد وخشونةً، هي المدينة التي يراها تُحتضر، لكنّها تستمر في العيش بعناد في شوارعها الخاصة.

يعود سورنتينو إلى نابولي بفيلمه الجديد، بعدما زارها في فيلمه «يد إلهية» (2021)، وأرانا «الجمال العظيم» (2013) لروما. يعود بالشباب المثالي، مجسّداً المدينة في جسد امرأة وعلاقتها مع مرور الزمن. امرأة أنجبها سورنتينو سينمائياً مثل إلهة أسطورية رائعة، لأنه يحب الأجساد، والتماثيل، مثل ذلك الوجه الرخامي المتكسّر الذي يركّز عليه في مشاهد عدة في الجزء الأول من الفيلم. في الفيلم، تحدث الأشياء، والاختيارات بشكل تلقائي، ويختفي الأشخاص، ويرحل العشاق، وينعزل الآباء. سورنتينو الذي لم يرد أن يروي، ولم يرو قصة امرأة من قبل، مقتنعاً بأن هذه ليست مهمة الرجال، انتهى به الأمر في فيلمه الجديد إلى النظر والشعور والتكلّم كامراة متوسطية، حسّية جنسية، جذابة تتحكم بالرجال بهزّة خصر، وتخرج من الماء بلا ريش ولا حراشف، وتجرّ الإنسان مثل نابولي إلى الهلاك والجنون. يُلقي سورنتينو نظرة حزينة وفاتنة على المتعة وخفة الشباب. بارثينوبي دوماً مع سيجارة على شفتيها، وشعر متطاير في الهواء بينما تحاول احتواء جسدها، تستمتع بالبحر والقراءة، والأيام الحارة، بين أكواب الشمبانيا وروايات جون شيفر (يلعب دوره غاري أولدمان). لكن بارثينوبي ليست مجرد جسد، فهي أيضاً لسان حاد وسريع، وعقل متلهّف ورغبة في المعرفة. إنها ليست مجرد مستهلكة للكتب ونثر الملعونين فقط، بل إنها مصمّمة على معرفة آليات الإنسان عبر الأنثروبولوجيا.

يحافظ «بارثينوبي» على إيقاع سورنتينو الأكثر استرخاءً واستنباطاً، ويتجوّل بلا هدف عبر نابولي وشخصياته. سورنتينو هو سورنتينو، بمشاهده المذهلة، ومرة أخرى يقدم ما نتوقع منه. مرحباً بكم في نابولي، وجمالها العظيم. في الفيلم، استقر كل شيء تحت الثرثرة والضوضاء والصمت والمشاعر والعاطفة والخوف، وومضات الجمال المنهكة والمتقلّبة، ثم البؤس والإنسانية البائسة. «بارثينوبي» رحلة ملحمية، خصبة، مثيرة، ومأساوية بشكل جميل. غالباً ما يبدو الأمر سوريالياً، لكن هذا هو الواقع. هذه هي نابولي ونحن محظوظون بما يكفي لرؤيتها عبر عينيّ بارثينوبي لمدة ساعتين وربع الساعة. في الفيلم كومة من القصص القصيرة المرتبطة بعقل الشخصية الرئيسية. اختلطت فيها الفكاهة الساخرة مع غمرة من الحزن. وفي النهاية، يخرج الفيلم وبارثينوبي وسورنتينو منتصرين على ملل الحياة. «بارثينوبي» ليس فيلماً واضحاً بقدر ما هي عيون تتجول في نابولي، وتدركها كما هي بالفعل، وليس كما تبدو.

 

الأخبار اللبنانية في

24.05.2024

 
 
 
 
 

رسالة كان السينمائي: "جولة كبرى"

سليم البيك - محرر المجلة

الفيلم المصور بالأبيض والأسود، بدخول، مقتطَع من السرد، لمشاهد ملونة من خارج الحكاية. داخلَ الفيلم بين أزمنة حديثة، راهنة، وأخرى من زمن الحكاية. كما يداخل بين راويَين، تبدأ المرأة تحكي عن خطيبها خلال مَشاهد رحلته، لتتبعها مَشاهد من رحلتها هي بكلام بصوت الرجل عنها.

واضح تأثر البرتغالي ميغيل غوميز بالأدب، بل بالحكايات الطويلة، الممتدة. بان ذلك في فيلمه "ألف ليلة وليلة" (٢٠١٥)، باستطالتِه لساعات وفي أجزاء. هنا، في فيلمه المشارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، كذلك بقي غوميز بالحكاية، وكذلك أطالها.

من العنوان، "جولة كبرى"، نخمن أن زماناً للقصة سيطول هنا، امتداد زماني ومكاني، فالفيلم يحكي عن رجل بريطاني، في الربع الأول من القرن الماضي، يطوف مدناً جنوب شرقي آسيا، من بانكوك إلى سنغافورة إلى غيرهما، تاركاً خطيبته التي قدمت إليه من لندن، وحيدة، لتبدأ هي في النصف الثاني من الفيلم بتتبّع طريقه ومحاولة إيجاده.

الفيلم المصور بالأبيض والأسود، بدخول، مقتطَع من السرد، لمشاهد ملونة من خارج الحكاية. داخلَ الفيلم بين أزمنة حديثة، راهنة، وأخرى من زمن الحكاية. كما يداخل بين راويَين، تبدأ المرأة تحكي عن خطيبها خلال مَشاهد رحلته، لتتبعها مَشاهد من رحلتها هي بكلام بصوت الرجل عنها.

في الفيلم الهادئ (Grand Tour) حكاية تُروى عن آخر، هي عن رَجلها أو هو عن امرأته. من هنا، من الصوت الخارجي غير المتعلق بالضرورة بالمَشاهد على الشاشة، استهل العنصر الأدبي حضوره، ليستمر على طول الفيلم، بصورة متقشفة، وبالأبيض والأسود، متوسطة في عمومها (اللقطة الأمريكية) لا مقرَّبة ولا مبعَّدة، أي أن لا تفاعل ضرورياً للشخصيات في الصورة القريبة، ولا سياق ضرورياً لجولتها في الصورة البعيدة، وذلك لسبب واحد كان تكفُّل الكلام بنقل الضروري، تعليقات وحوارات، ما جعل الفيلم البسيط والممتع، عملاً سينمائياً بروح أدبية.

 

مجلة رمان الثقافية في

24.05.2024

 
 
 
 
 

فيلم "نورة" يحصل على تنويه خاص في قسم "نظرة ما" بمهرجان كان السينمائي

كان (جنوب فرنسا) -محمد عبد الجليل

حصل الفيلم السعودي "نورة" لمخرجه توفيق الزايدي، على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة نظرة ما، في الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي.

و"نورة" هو أول فيلم روائي سعودي طويل يتم تصويره بالكامل في منطقة العلا، وأول فيلم سعودي يشارك في قسم رسمي بمهرجان كان.

وفي ديسمبر الماضي، خلال الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، فاز الفيلم بجائزة "فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي".

وتدور أحداث فيلم "نورة" في قرية بعيدة في المملكة العربية السعودية، في تسعينيات من القرن الماضي، حيث تقضي "نورة" معظم وقتها بعيداً عن عالم القرية، فيما يصل"نادر"، المعلم الجديد، إلى قرية نائية ويلتقيها، الشابة الشجاعة، التي تلهمه وتوقظ موهبته وشغفه بالفن، بالمقابل يقدم لها عالماً أوسع من الاحتمالات خارج القرية، وتدرك أنه عليها الآن أن تترك عالمها بعدما تكتشف أن "نادر" ليس فقط مدرس جديد في القرية، لتجد مكانًا تحقق فيه ما تريد.

الفيلم بطولة يعقوب الفرحان، وماريا بحراوي، وعبد الله السدحان، وكتابة وإخراج توفيق الزايدي، وقد سبق وحصل سيناريو الفيلم على جائزة من مسابقة ضوء للأفلام التي تنظمها هيئة الأفلام السعودية، وهي مبادرة أطلقتها وزارة الثقافة السعودية لدعم وتشجيع الجيل القادم من صانعي الأفلام السعوديين.

تهنئة خاصة

وحرصت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، على تقديم التهنئة لصُنّاع فيلم، حيث قالت في منشور عبر "انستجرام": "تفخر مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بدورها في دعم هذا الفيلم الاستثنائي من خلال صندوق البحر الأحمر".

كما قدّمت "فيلم العلا" التهنئة أيضاً، قائلة: "تهانينا للمخرج توفيق الزايدي، حصوله على تنويه خاص في مهرجان كان السينمائي. دخل فيلمه الطويل الأول (نورة)، الذي تم تصويره في العلا التاريخ، باعتباره أول فيلم سعودي يتم اختياره رسميا لجائزة نظرة ما في مهرجان كان 2024".

قائمة الجوائز

ونال فيلم Black Dog جائزة أفضل فيلم، فيما فاز فيلم The Story of Souleymane بجائزة لجنة التحكيم، أما روبرتو مينيرفيني فاز بجائزة أفضل مخرج عن فيلم The Damned، مناصفة مع المخرجة رونجانو نيوني، عن فيلم On Becoming a Guinea Fowl.

وحصلت أنسويا سينجوبتا، على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم The Shameless، وفاز أبو سنجاري عن دوره في فيلم The Story of Souleymane.

وترأس لجنة تحكيم مسابقة نظرة ما، الممثل والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الكندي كزافييه دولان، وعضوية كلّ من الكاتبة والمخرجة الفرنسية السنغالية ميمونة دوكوري، والمخرجة المغربية أسماء المدير، والممثلة الألمانية فيكي كريبس، والمخرج تود مكارثي.

 

####

 

"رفعت عيني للسما" يفوز بجائزة "العين الذهبية"من مهرجان كان

كان (جنوب فرنسا)-الشرق

حصل فيلم "رفعت عيني للسما" من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير علي جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي بمهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الـ77، مناصفة مع الفيلم الفرنسي “إرنست كول: فقد ووجد” للمخرج راوول بيك، ليصبح بذلك أول فيلم مصري يفوز بالجائزة منذ انطلاق المهرجان.

وترشح للجائزة 22 فيلماً تسجيلياً عرضت في كافة أقسام وبرامج مهرجان كان، من بينها أعمال لمخرجين كبار كأوليفر ستون ورون هوارد وكلير سيمون.

وكان الفيلم قد لقي استقبالاً حافلاً في عرضه العالمي الأول بمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان، بحضور المخرجين وفريق العمل وبطلات الفيلم من فريق بانوراما برشا، كما حصل على إشادات نقدية محلية وعربية وعالمية، إذ كتبت عن الفيلم كبريات الصحف العالمية منها لوموند وفرايتي وسكرين دايلي.

الفيلم من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير وبطولة فريق مسرح بانوراما برشا، ماجدة مسعود وهايدي سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون ويوستينا سمير مؤسسة الفريق وإنتاج شركة فلوكة فيلمز، وحاصل على منحة دعم من عدد من المهرجانات السينمائية العربية أبرزها البحر الأحمر والجونة ومراكش.

 وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الفتيات اللاتي يقررن تأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبي الصعيدي، بشوارع قريتهن الصغيرة لتسليط الضوء علي القضايا التي تؤرقهن كالزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات، بينما يمتلكن أحلاماً كبيرة. وقد استضافت قرية البرشا في محافظة المنيا فريق عمل الفيلم على مدار العديد من الأعوام.

وقد سبق للمخرجان ندي رياض وأيمن الأمير عرض فيلمهم الروائي القصير "فخ" بمهرجان كان في عام 2019، وحصل فيلمهم على تنويه خاص من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نفس العام. كما عرض فيلمهم التسجيلي "نهايات سعيدة" عام 2016 بمهرجان أمستردام الدولي للأفلام التسجيلية، أحد أكبر وأهم مهرجانات الأفلام التسجيلية على مستوى العالم.

 

الشرق نيوز السعودية في

24.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004