ملفات خاصة

 
 
 

في كانّ أفلام نحبّها رغم عيوبها أو نبغضها رغم حسناتها

سورنتينو يمجّد الجمال وغوميز ينتقد الاستعمار البريطاني

هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

#باولو سورنتينو يضرب مجدداً مع "بارتينوبه". فهو في هذا الفيلم، وهو السابع الذي يعرضه في مهرجان كانّ(14 - 25 أيار)، يعيد ترتيب ما يعشقه في السينما، ضمن قوالب قديمة مستحدثة يصرخ بها إيطاليته العميقة، لا سيما في علاقته بالإستيتيك الذي تركه له أسلافه، لكن مع فرق كبير هذه المرة هو ان سينماه تشهد نزوحاً من فيلليني إلى أنتونيوني، وفي الانتقال من الأول الى الثاني، يجد ارتياحاً كبيراً (خصوصاً ان الفيلم بأكمله يطلّ على البحر)، لكن في الوقت نفسه نجد فيه تغريبة. فلا أحد يستطيع ان يمشي على خطى المعلمين، من دون ان يفترض فيه تسديد بعض الضرائب.

كلّ شيء يبدأ مع سيدة تضع مولودها في الماء، تحت شمس نابولي الضاربة. سيكون اسمها بارتينوبيه، تيمناً بإحدى الأساطير. بارتينوبيه ستكبر وتصبح شابة، وسنواكبها خطوة خطوة، أو تقريباً، في شيء أشبه بمراسم تطويب قديسة. لن يحمل الفيلم اسمها فحسب، بل ستطلّ في كلّ مشهد من مشاهد هذا العمل الذي يمتد على أكثر من ساعتين مكوّنتين، بشكل خاص، من تجوال كاميرا سورنتينو، الرومنطيقي الأنيق والبانورامي المليء بالشاعرية، وسط ركام الجمال وتضاريسه… الجمال الإيطالي مرة أخرى (لن تكفي المرات التي يجب التذكير بإيطالية كلّ ما هو في نطاق النظر)، بشراً وحجراً وأحداثا. سنشهد فصول حياتها من الخمسينات إلى صيف العام الماضي عندما فازت إيطاليا بإحدى مباريات الكرة. نعم، سورنتينو هو هذا أيضاً، يقحم الكرة في أفلامه، بلا عذر. من يحتاج إلى عذر عندما يحب؟!

انها عودة أخرى إلى الماضي، السبعينات على وجه التحديد، الحقبة المفضّلة لدى سينمائي هذه الدورة من كانّ، لكن في عين سورنتينو شيء آخر: تحديقة عاشق يستمتع بجرّنا إلى اللامتوقّع. تحديقة ستكون مخاضا طويلا، يتولّد منه أحد أكثر الأشياء التي سعت اليها السينما، عند الإيطاليين تحديداً: البحث عن جمال. أو بالأحرى البحث عن "الـ"جمال. وهو الحاضر أصلاً، في الوجوه والأماكن وفي اللقاء بينها. سورنتينو الحالم، هو في هذا الفيلم كل شيء يتراوح بين الميلانكوليا والباروك، إلى درجة ان رغبة ستدهمك في ان تصعد في أول قطار إلى كابري (يتموضع فيها بعض الأحداث في صيف 1968). لكن لا شيء يضمن أنك ستلتقي بواحدة على شكل بارتينوبيه. أشياء أخرى قد تشّكل تعويضاً عن هذه الخيبة.

لنعد إلى بارتينوبيه، ابنة العائلة الثرية التي ستكون محور الفيلم والشغل الشاغل للجميع، ستعبر الأماكن والأزمنة. هي نابولي، ونابولي هي، لا فرق. كلتاهما أرض عشق عند المخرج. انها لنابولي، ما كانته روما عند جب غامبارديللا في "الجمال العظيم". ستتحدّث في الأنثروبولوجيا والموت والحب وكلّ ما لا يعود لك القدرة على الاستماع اليه بعد أكثر من ساعة من الدوران الذهني العميق. رغم جمالها الذي يفتح لها الأبواب، تترفّع عن كلّ ما هو سطحي عابر. هذه هي بارتينوبيه.

كلمة قبل ان أنسى: تشيليسته ديللا بورتا هي التي تتولّى دورها. انها اكتشاف سورنتينو الذي أعطاها فرصة العمر، لعلّها تستغلّها. قد ننسى الفيلم كله، لكن هي ستصمد في الذاكرة كعلامة فارقة. كيف لا، والفيلم هو أولاً وأخيراً عن الجمال وعما هو قادر عليه وما يعصى عليه. الفيلم يتولّد من هذين التناقضين، بين الممكن والمتعذر.

في فيلم ذهني شديد الغرابة، شاركت في إنتاجه "سان لوران"، لا غرابة في ان نلتقي بشخصيات "فيللينية". من هؤلاء الكاتب الأميركي جون شيفر (يجسّده العظيم غاري أولدمان)، الذي يرفض دعوة بارتينوبيه بالقول: "لا أود سرقة لحظة من شبابك". هي الفكرة التي لو طبّقها سورنتينو على المُشاهد، لما أنجز هذا الفيلم. فهو سرق أكثر من ساعتين من حياتنا، بأنانية كبيرة، من دون ان نحتفظ بالكثير في مخيلتنا. فالجمال وحده لا يكفي، مهما كان بارزاً وضرورياً. مع ذلك، للفيلم قدرة مغناطيسية على اقناعنا بعظمة سورنتينو، عندما تكون كلّ الأسباب التي تجعلنا نعتقد العكس متوافرة. أما ما عدا ذلك، يا عزيزي المبحر في ثرثرات سورنتينو، فلا تدقّق في ما يُقال على الشاشة، بل اترك لرياح المتوسط أن تعصف بك إلى حيث يريد.

*****

يحتاج "جولة كبرى" للمخرج البرتغالي ميغيل غوميز المعروض في المسابقة، إلى نحو ساعة، كي يشهد بداية تقليعته الصريحة. هذا فيلم يحمل في داخله الكثير من النشاذ، لحظات ضياع كليّ، يضيع ويضيعنا معه، لكن في النهاية، يجد طريقه وسط الغابات. ومع كلّ الخضّات التي يمر بها، خرجتُ منه مسحوراً بعد ساعتين من القفزات بين الأسود والأبيض والألوان، بين التصوير في الاستوديو واللقطات التي أوهمنا غوميز بأنها أرشيفية، ثم بين "هو" الذي هرب و"هي" التي تتعقّب خطاه. في ساعته الثانية، ثمة أشياء نكون قد تآلفنا معها، ولا تعود لتشكّل عقبة بيننا وبين ما نشاهده. هذه ظاهرة لا تخص "جولة كبرى" فقط، بل تشمل العديد من الأفلام المعروضة هذا العام في كانّ. نحبّها رغم عيوبها، أو نبغضها رغم حسناتها. فالسينما لا تُقَاس بمقاييس جاهزة.

غوميز، الذي انطلق من برلين مع "تابو"، وتكرّس مع "ألف ليلة وليلة"، له عالمه الخاص، المتشعّب. انه صانع سينما خارج التيارات والظواهر والهواجس الحالية. تبدأ أحداث جديده في رانغون، العاصمة السابقة لميانمار الحالية. القصّة يرويها لنا شخصان بصوتيهما، وهي كالتالي: موظّف في الدولة البريطانية يُدعى إدوارد (غونتشالو وادينغتون) يهرب من خطيبته مولي (كريستا ألفايته) اذ لا يريد ان يتزوجّها، رغم اصرار الأخيرة على الموضوع، خصوصاً انها انتظرت سبع سنوات ليرتبطا.

هناك على الأقل فيلمان في "جولة كبرى"؛ الماضي الذي يحضر بجمالياته، وفيلم آخر صنعه غوميز متعقّباً خطى شخصياته، ملتقطاً الحياة اليومية للناس وسط بيئتهم الطبيعية. من هذا التضاد، يتولّد فيلم هجين، لا مرجعية له. انها حكاية رحيل، لا بقاء، وكأن شهرزاد انقلبت من فيلمه "ألف ليلة وليلة" على نفسها. "جولة كبرى" حكاية شجاعة وهروب إلى الأمام وتأجيل استحقاق، حيث الأصوات تتداخل، يصعب فصل الراوي عن الشخصيات، في خلطة مبتكرة تستحضر لاف دياز في "المرأة التي رحلت"، وهذا كله في النهاية ليس سوى ذريعة لنقد الماضي الاستعماري للغرب وادانته، من خلال شخصيات غائبة وحاضرة في آن واحد، علاقتنا بها كمشاهدين ستبقى محدودة.

 

النهار اللبنانية في

24.05.2024

 
 
 
 
 

«ليمونوف»: عن الغضب المجاني ضد العالم

هوفيك حبشيان

يقدّم «ليمونوف» للمخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف المُنافس على «السعفة الذهبية» في الدورة الحالية من مهرجان كانّ السينمائي (14 – 25 أيار)، سرداً مثيراً لقصّة شخص؛ الكلمة الأفضل لوصفه هي «سرسري». هذا الشخص هو الأديب الروسي إدوارد ليمونوف، الذي أراده مخرج «ليتو» انعكاساً لتقلّبات النصف الثاني من القرن الماضي، وهو في الواقع خير مَن يمثّل الوجه القبيح لذلك القرن. هذا الثورجي الذي تتسرّب أفعاله من بين أصابعه، يناقض نفسه في كلّ خطوة. حيناً يوظّف عقله وحيناً يلجأ إلى إحساسه، وفي الحالتين يُخلّف الكوارث. الفيلم يلتقط هذا التناقض الكارثي من دون أخذ مسافة فعلية منه. لا إدانة أو احتفاء، بل مجرّد توثيق مبني على أرض رمادية. ساعتان لن تكفيا لنحبّ ليمونوف، ولكن لن نكرهه أيضاً. فمن منّا ليس متناقضاً ليلقي بحجرة على التناقض

يأخذ سيريبرينيكوف سيرة ليمونوف إلى ذروة تجلياتها؛ ينظر في عمق تعقيداتها التي تشكّل ورشة عمل جادة لأي فنّان، من خلال سيرة غير تقليدية، تصطدم خاتمتها بنهاية التاريخ؛ وهي الفكرة التي تلقي بها على الطاولة مذيعة فرنسية خلال مقابلة معه. فليمونوف يجسّد فعلاً فكرة نهاية التاريخ، لا بحسب فوكوياما، بل بمعنى استهلاك كلّ التجارب، حدّ الخروج منها بمنطق الإنسان الانتهازي الذي يؤمن بكلّ شيء ولا يؤمن بشيء، حيث المصلحة هي العقيدة الأفضل. ليمونوف مرَّ بالكثير واختبر الكثير، لا هو منشق عن الشيوعية التي فرّ منها ولا موالٍ لها، بل أنهى حياته انعزالياً يؤمن بعظمة روسيا القياصرة. هذا القليل من سيرة شخص واهم اجتاز القرن العشرين ولم يعش ما يكفي لنعرف رأيه باجتياح بوتين لأوكرانيا. النقطة الأخيرة لا تحمل لؤماً، بل يمكن القول إنّ أسئلة الصحافيين الذين قابلوا سيريبرينيكوف دارت حولها.

 «ليمونوف» أفلمة لرواية الفرنسي إيمانويل كارير، كاتب ومخرج عرف ليمونوف خلال إقامته في باريس ووجد فيه مادة دسمة. هذا الكتاب بيع منه مليونان ونصف مليون نسخة. لعلّه الأفضل للحديث عن هذا الرجل الغامض الذي بقي غامضاً إلى حدّ كبير حتى رحيله عام 2020 عن 77 عاماً. يقول: «ليمونوف ليس شخصية خيالية. أنا أعرفه. كان فاسقاً في أوكرانيا، ومعبوداً في العمل السرّي السوفياتي في عهد بريجنيف، وصعلوكاً ثم خادماً لملياردير في مانهاتن، وكاتباً عن شؤون الموضة في باريس، وجندياً تائهاً في حروب البلقان، والآن، زعيماً في بيت الدعارة الضخم في روسيا ما بعد الشيوعية. قد يرى نفسه بطلاً، لكن يمكن أن يُنظر إليه أيضاً على أنه نذل: حياته خطيرة وغامضة. أعتقد أنها حياة تحكي قصّة. ليس فقط عن ليمونوف وعن روسيا، بل عن تاريخنا جميعاً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية».

إذاً، لا نخطئ إذا اعتبرنا أنّ خطاب الفيلم، وهو غير مباشر في أي شكل من الأشكال، يتخطّى ليمونوف؛ وهذه حالة الأفلام الكبيرة حيث حضور الشيء فيها يستحضر أشياء أخرى وينبشها. اختيار المخرج هذا الرجل لسرد تجربته قد لا يكون بريئاً تماماً، فهو أيضاً مثل ليمونوف عانى اضطهاد النظام، بعدما ألصقت به السلطات الروسية تهمة اختلاس أموال حين كان مديراً لأحد مسارح موسكو، فاختار المنفى هرباً من السجن، وهو الآن يعيش في باريس. عرف سيريبرينيكوف كيف يجعل من قصّة ليمونوف صدى لأبشع ما في القرن الماضي وأسوأ ما في تجّار الإيديولوجيات، وأن يقول أيضاً من خلالها شيئاً من تجربته، لحُسن الحظ من دون أي إشارة صريحة. في كانّ، تسنّت لي مقابلته، فطرحتُ عليه هذا السؤال عن التشابه. كان ردّه أنّ ليمونوف هو نقيضه في كلّ ما يؤمن به: «أنا ليبرالي وهو كان إمبريالياً يؤمن بروسيا القيصرية».

«يمونوف» لم ينجزه سيريبرينيكوف ناطقاً بالروسية بل بالإنجليزية، وهذه نقطة ضعفه الوحيدة. فهو رغبه فيلماً لجمهور غير روسي. عندما تسأله عن السبب، يرد: «هذه رؤيتي الخاصة لليمونوف. لينجز الروس نسختهم عنه». عدا ذلك، نحن أمام فيلم كثير الانشغال بالكادرات والتكوين والمونتاج والإدارة الفنية، من دون ترْك ذلك الانطباع فينا. فيلم سريع الإيقاع، يمضي لاهثاً داخل متتاليات بصرية لا تخلو من إبهار ودهشة، ولا يلتقط أنفاسه سوى لثوانٍ، قبل أن يمضي بنا مجدّداً إلى أقاصي التجربة الليمونوفية. والتجربة هذه تعني كيف تكون من روسيا وتعيش بعيداً منها، بلا سقف عقائدي يؤويك، بعد حياة في كنف نظام أبوي قاتل يؤسّسك ويهدمك في الحين نفسه. هذا أحد أهم المواضيع الذي يتسلّل إلى الفيلم، بهدوء تام، إذ لا يريده سيريبرينيكوف في الواجهة، لكن لا قدرة له على إنكاره، فهو في الحمض النووي للفيلم.

الفصل الحيوي الذي يحدث في نيويورك ويشهد على تسكّعات بطلنا الذي سيعرف أخيراً حجمه في العالم، ذروة الروعة السينمائية. إنها النار التي سيُطبَخ عليها ليمونوف. من هنا سيخرج ليمونوف جديد، بعد اكتشافه أنه ليس النقطة التي يدور عليها العالم. ماذا يحدث إذا ألقيتَ رجلاً هشّاً يعتقد أنه روائي فاشل في نيويورك السبعينات، حيث الحرّية تمتحن قدرات الكاتب؟ خصوصاً إذا كان كلّ أدبه يتناسل من مشاهداته، لا من مخيّلته؟ إنها نيويورك الممكن، التي سيبغضها ليمونوف وستعيد تشيكله إلى الأبد

 بصرياً، يعيدنا الفيلم إلى تلك الحقبة، بإيقاع وتسلسل وخامة صورية لا مثيل لها، واضعاً إيانا في الأجواء والألوان التي غلبت على أفلام تلك الحقبة. الأمر أشبه بأن تجد فيلماً ضائعاً وتعيده إلى الحياة. بهذه الواقعية، يزجّنا الفيلم في السبعينات؛ مختبر الأفكار الجديدة والقطيعة مع العالم القديم والغليان الثقافي، دائماً مع شحنة من الغضب المجاني ضد العالم، هذا الذي لا يكاد يفارق وجه ليمونوف

 

موقع "فاصلة" السعودي في

24.05.2024

 
 
 
 
 

فيلم (جميلة غزة) عندما يستغل الاسم

البلاد/ كان: عبدالستار ناجي

يذهب الفيلم الفرنسي الوثائقي (جميلة غزة) بعيدا في استغلال اسم (غزة) والأحداث العظيمة التي تعيشها حاليا حيث شهد الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي متابعة مكثفة رغم هامشية القضية، بل الخلل الصريح في نوعية القضية التي تقحم اسم غزة بنضالها وشهدائها وتضحياتهم.

أم فيلم (جميلة غزة) فيتحدث عن الرجال المتحولين، نعم الرجال الذين تحولوا جنسيا، من خلال حكاية شاب فلسطيني تحول إلى أنثى وواجهة مجتمعه المتحفظ والرافض.

في أحدث أعمالها، تحاول المخرجة الفرنسية يولاند زوبرمان تعقب امرأة متحولة غامضة يزعم أنها سارت من غزة إلى تل أبيب. رغم أن هذه المعلومة غير موثقة بل تظل نوعا من أنواع الادعاء.

في مكان ما في الفيلم الوثائقي المنتشر بشكل مفرط للمخرج يولاند زوبرمان، فيلم جميلة غزة، يوجد فيلم أكثر هشاشة والتباسا. يستغل أوضاع ومشاكل غزة في الوقت الحالي، فإن الفيلم، الذي عرض -لأول مرة- في مدينة كان، يمثل كتلة مترامية الأطراف من الموضوعات المقحمة التي تشوه الإنسان الفلسطيني وقضاياه المصيرية الكبرى وتنشغل بقضية رجل تحول إلى امرأة ويعيش في الحانات والبارات والمواخير الإسرائيلية.

يتتبع الفيلم بشكل فضفاض ومبالغ به مجموعة من النساء العربيات (المتحولات) في شارع حتنوفة، وهو شارع خلفي خافت الإضاءة في تل أبيب التقت زوبرمان بمواضيعها أثناء تصوير فيلمها الوثائقي. في هذا المشروع، الذي عرض -لأول مرة- في مهرجان لوكارنو السينمائي عام 2018، حققت المخرجة في الاعتداء الجنسي في مجتمع أرثوذكسي في إسرائيل. وفقا للملاحظات الصحفية الخاصة بمستندها، احتاجت زوبرمان إلى تصوير امرأة متحولة تبتعد عن الكاميرا. وافقت الفتيات اللاتي قابلتهن في حتنوفة على ذلك. لم يكن الأمر كذلك إلا في وقت لاحق، عندما عادت  زوبرمان إلى باريس، أخبرها شريكها وهو الفلسطيني سليم نصيب، الذي كان حاضرا في أغنية – جميلة غزة-، عن المرأة التي قالت إنها سارت من غزة على طول الطريق إلى تل أبيب.

تعود زوبرمان إلى كتنوفا بحثا عن هذه المرأة الفلسطينية. تدور أحداث الفيلم حول "جميلة غزة"، لكن مسألة الأراضي المحتلة تلوح في الأفق (تم تصوير الفيلم بالكامل قبل 7 أكتوبر 2023). تمثل غزة نوعا من الموضوع الذي لا يوصف في العلاقة بين المشاهدين وزوبرمان ورعاياها. تمثل هذه المنطقة تناقضا حيا للمثل الديمقراطية الإسرائيلية المعلنة، ويمكن الشعور بهذا التوتر في فترات الصمت والصمت وأخذ الأنفاس الحادة من قبل الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات، فضلا عن رفضهم للتعليق -من حين لآخر-. هناك أيضا سؤال ومعنى فرعي للسلامة. وحتى لو كان جمال غزة هذا حقيقيا، فإنها لا تستطيع أن تقول ذلك أبدا.

تواجه النساء المتحولات في- جميلة غزة- "لا بيل دي غزة" طبقات من القمع والرفض العائلي القاسي، وتبعيات التحول، والصدام بين الهوية الجنسية والإيمان، وهو أمر منطقي في مجتمع محافظ – عربي مسلم – ملتزم. فلماذا تريد المخرجة أن ننظر إلى الموضوع من زاوية تلك المتحولات رافضة وجهة نظر مجتمع كامل. بل لماذا يزج باسم (غزة) في هكذا موضوع هامشي مرفوض هل لاستغلال اسم غزة والعبور إلى التوزيع عالميا. وتقديم (غزة) والعرب والمسلمين على أنهم مجردون من الأحاسيس لا يحبون المتحولين.

تنتقل المخرجة زوبرمان بين قصص إسرائيل وتالين وبحثها عن الجمال الغزاوي. تعود إلى كتنوفا بذكرى هذه القصة وصورة ضبابية. وهنا تلتقي بدانييل وناتالي، وهما امرأتان متحولتان تقدم خلفيتهما أكثر مما يمكن لهذا الفيلم الذي تبلغ مدته 76 دقيقة أن يحمله. ومن أجل الحماية الذاتية، ترتدي ناتالي الحجاب أثناء المقابلات التي تجريها؛ على مدار الفيلم عادت إلى إيمانها. إن كيفية التوفيق بين تحولها وكونها مسلمة هو موقع تحقيقات غنية لا يتفاعل معها الفيلم الوثائقي كثيرا بسبب أسلوبه وبعده عن الحقيقة والموضوعية. إنه فيلم ينشغل بالهامش على حساب الأساس، بل إن الفيلم يظل يصور – إسرائيل – على أنها الحضن الآمن لحماية ذلك المتحولين وأيضا المتحولين من رفض المجتمع العربي والمسلم في غزة وفلسطين. فيلم غير حيادي وغير موضوعي وغير أمين في تحليل الظرف والحالة بل هو ومنذ اللحظة يمتطي على القضية ويستغل غزة لتقديم فيلم لا يتجاوز الحالة الفردية لتشويه قضية ومجتمع وإنسان.

يبقي أن نقول بأن فيلم (جميلة غزة) صنع للترويج لإسرائيل على أنها الحضن الآمن لحماية المتحولين (فقط) من أهل غزة!

 

####

 

عرض في مهرجان كان السينمائي

السينما الفرنسية تراهن على الحب في (الحب اوف)

البلاد/ كان: عبدالستار ناجي

يقدم المخرج الفرنسي جيل ليلوش (1972) فيلمه الروائي الثاني (الحب أوف – لامور أوف) ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته ال 77 لعام 2024 بعدا أن قدم من ذي قبل أفلام مثلا (ماركو – 2004) و (الألم الكبير – 2018).

ينطلق الفيلم إلى ثمانيات القرن الماضي وإلى شمال فرنسا حيث حكاية الثنائي جاكي (آيديل اكاربولس) وكلونير (فرانسوا سيفيل) حيث يكبران وتكبر علاقتهما بين ضفتي المدرسة وأرصفة الميناء. إنها دراسة، التدريب. ومن ثم فإن مصايرهم تتقاطع ويكون الحب ممتعا. الحياة لا تقوى على الانفصال أكثر من مرة، وهذان الثنائيان هما بمكانة البطينين الموجودين في نفس القلب.

الفيلم يتبع علاقة غير محتملة بين شخصين. فتاة من عائلة من الطبقة المتوسطة العليا وصبي من خلفية متواضعة يقعان في الحب ولكنهما يفترقان؛ يصبح في النهاية مجرم ويقضي 12 عاما في السجن.

هكذا هو المحور الذي تتأسس علية البناء الدرامي في تلك الأنحاء المشبعة بالهدوء أولا وأجواء وتقاليد الثمانيات والصور البهية التي حققها مدير التصوير الفرنسي لوران تانجي مع موسيقات جون بيرون والتمثيل الرائع للثنائي آيديل اكاربولس وفرانسوا سيفيل ومعهم في الفيلم أيضا ماليك فراكاح والآن شابات (بدور بابا جاكي) وفي المقبل كريم ليكلوز بدور والد والد كلونير بينما جسدت دور والدته إيلودي بوشيه.

رغم عذوبة الأحداث وإيقاعها إلا أن الفيلم يكاد يمر مرور الكرام وسط تطاحن الأسماء الكبيرة ونخص فرانيس فرود كابول وجاك أوديار وميجيل جوميز القادم بقوة صوب الحصاد في الحفل الختامي.

ونخلص، (الحب أوف) فيلم بسيط، ولكنه ثري بالقيم والدلالات التي يطرحها.

 

####

 

وصول المخرج محمد رسولوف الى مهرجان كان

البلاد/ طارق البحار

وصل المخرج الإيراني محمد رسولوف إلى مهرجان كان السينمائي الخميس بعد هروبه الدرامي من وطنه بعد الحكم عليه بالسجن ثماني سنوات.

«لا أصدق أنني أقف هنا»، سمعه صحافيو وكالة فرانس برس وهو يقول للمسؤولين في قصر المهرجانات، حيث يقام أكبر مهرجان سينمائي في العالم.

ورفض أسئلة الصحفيين قبل العرض الأول لفيلمه الجديد "بذرة التين المقدس" الذي ينافس على السعفة الذهبية وهي الجائزة الكبرى للمهرجان اليوم الجمعة.

يحكي قصة نضالات قاض وسط الاضطرابات السياسية في طهران. وكان رسولوف قد تعرض لضغوط لسحبه من مهرجان كان قبل افتتاح المهرجان.

وحكم على المخرج الحائز على جوائز - وهو ناقد صريح للنظام الإيراني - بالسجن ثماني سنوات بتهمة "التواطؤ ضد الأمن القومي" في وقت سابق من هذا الشهر. وكان قد قضى بالفعل حكمين بالسجن بسبب أفلامه وانتقاده للحكومة، وتم إلغاء جواز سفره في عام 2017.

ولكن عشية المهرجان الأسبوع الماضي، كشف رسولوف أنه هرب من إيران، وقال لصحيفة الغارديان إنه قام برحلة "مرهقة وخطيرة للغاية" سيرا على الأقدام.

"لقد تأثرنا بشكل خاص بالترحيب ب (رسولوف) هنا كصانع أفلام. فرحتنا ستكون فرحة جميع رواد المهرجان وجميع الإيرانيين المحبين للحرية"، قال فريمو لوكالة فرانس برس في وقت سابق من هذا الأسبوع.

"نود أن نؤكد مجددا دعم مهرجان كان السينمائي لجميع الفنانين في جميع أنحاء العالم الذين يعانون من العنف والانتقام في التعبير عن فنهم."

وقال رسولوف لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي إنه يخشى على "سلامة ورفاهية" زملائه المخرجين في إيران.

وقال في بيان "يجب على مجتمع السينما العالمي تقديم دعم قوي لصانعي هذه الأفلام".

فاز رسولوف بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي في عام 2020 عن فيلم "لا يوجد شر" وفاز بقسم Un Certain Regard في مهرجان كان عن فيلم "رجل نزيه" في عام 2017.

 

####

 

حضور نجوم Mbc Talent في مهرجان كان السينمائي وتكريم خاص لأضوى فهد

البلاد/ مسافات

كعادته في كل عام ، استقطب مهرجان كان السينمائي بدورته ال77 النجوم من كل أنحاء العالم الذين حضروا لمواكبة الحدث السينمائي والعالمي الأبرز، ومشاهدة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية. من هذا المنطلق، وحرصاً على تعزيز حضور نجوم وكالة Mbc Talent في مختلف المهرجانات العالمية والعربية الهامّة، تألّق نجوم الوكالة على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي أمثال، ميلا الزهراني، خيرية أبو لبن، ياسر السقاف، سمية رضا، أيمن مطهر، راكان وأجواء جودي اللذين قاما بتغطية خاصة لصالح برنامج السجاد الأحمر على قناة الثقافية.

وكان لافتاً هذا العام، تكريم الممثلة أضوى فهد (من نجمات وكالة MBC TALENT )، من قِبل مجلة "فانيتي فير" ومؤسسة البحر الأحمر السينمائي ضمن حفل Women In Cinema إلى جانب خمس شخصيات نسائية مؤثرة في عالم السينما. وشارك نجوم الوكالة أيضاً في فعاليات متنوعة بحضور كل من خيرية أبو لبن، هبة حسين، أيمن مطهر، هاشم النجدي، هناء الصومالي وياسين غزاوي، حيث زار فريق الوكالة الجناح السعودي في القرية العالمية في الريفييرا،  وحضروا حفل توزيع جوائز "سبسيال "Special Awards "، وحفلاً آخر بالشراكة بين وكالة Mbc Talent   والمنصّة الإعلامية المتخصصة في تغطية المهرجانات السينمائية والعالمية Screen Daily. وأعرب نجوم الوكالة عن فخرهم بحضور الفيلم السعودي "نورة" في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي هذا العام، مما اعتبروه علامة مضيئة في السينما السعودية وانتشارها عالمياً.

 

####

 

ممثلة هندية تدعم فلسطين في مهرجان كان السينمائي

البلاد/ طارق البحار

أدلت الممثلة وعارضة الأزياء الهندية كاني كوسورتي ببيان أزياء من خلال حمل حقيبة يد على شكل شريحة بطيخ والتي هي رمز دعم لفلسطين في الدورة الحالية من مهرجان كان السينمائي.

 وبرزت نجمة فيلم "كل ما نتخيله كضوء" من خلال التقاط الصورة مع قابض البطيخ، وظهر العديد من الصور ومقاطع الفيديو على الإنترنت منذ الساعات الأولى من اليوم الجمعة.

 أشاد بها الحضور ورواد الإنترنت لدعمها وقف إطلاق النار في غزة التي مزقتها الحرب.

في الصور ومقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن رؤية كاني وهي تحمل حقيبة يد من شرائح البطيخ مع بقية طاقم الفيلم، -خصوصا- وأصبحت الفاكهة في المهرجان والآونة الأخيرة رمزا للتضامن مع الألوان- الأحمر والأخضر والأسود- كونها مماثلة لألوان العلم الفلسطيني.

 

####

 

خلاف بين كيلي رولاند وحارسة أمن في مهرجان كان والسبب العنصرية

البلاد/ مسافات

اشتعلت السجادة الحمراء في مهرجان كان بخلاف ناري للنجمة الأميركية كيلي رولاند وهي تعنف إحدى حارسات الأمن أثناء وقوفها أمام الكاميرات والتقاط الصور، مما أدى لتحول الصدام إلى مشادة كلامية حادة بين الطرفين.

ونقلت بالفعل عدسات الكاميرات الكثير من اللقطات أثناء المشاجرة، لذلك وقعت كيلي رولاند في موقف محرج مع جمهورها ومحبيها من مختلف البلدان بعدما طلبت منها حارسة الأمن سرعة صعودها للمسرح لحضورها العرض الخاص لفيلم Marcello Mio.

وأثناء صعودها على السلم، بدأت كيلي في الصياح غاضبة على الحارسة، بينما حاول مساعدوها تهدئة الوضع بين الطرفين.

وقالت المغنية السمراء البالغة من العمر 43 عاماً بعد يوم من الواقعة، أثناء حضورها حفل amFAR على هامش المهرجان: “هي -حارسة الأمن- تعرف ما حدث، وأنا أعرف ما حدث”، مضيفة “أنا لدي حدود وألتزم بها”.

كما أضافت: “كان هناك غيري من النساء على السجادة ولم يشبهنني ولم يتم توبيخهن أو دفعهن أو يُطلب منهن النزول”.

إلى ذلك، كشفت خبيرة في قراءة الشفاه ما قالته كيلي خلال “الخناقة” مع السيدة الفرنسية. وقالت جاكي برس لصحيفة “ديلي ميل”، إنه بعد أن بدا أن حارسة الأمن داست على فستان النجمة، اعتذرت، لترد كيلي قائلة: “لا بأس”.

مع ذلك، قالت حارسة الأمن شيئًا آخر، مما تسبب في انزعاج كيلي، حيث ردت: “لا تتحدثي معي بهذه الطريقة”.

وبينما استمرت حارسة الأمن في اصطحابها إلى أعلى الدرج، استدارت كيلي وكررت العبارة عدة مرات.

وزُعم أن المشاجرة حدثت لأن الموظفين كانوا “عدوانيين” وأن كيلي كانت تعاني من طريقتهم معها.

 

البلاد البحرينية في

24.05.2024

 
 
 
 
 

قلم على ورق

غياب مهرجان القاهرة عن «كان»

محمد قناوي

يختتم مهرجان كان السينمائي الدولي مساء اليوم دورته الـ ٧٧ وسط حالة من الزخم فى برامجه وأفلامه وتكريماته وحضور قوى لصناع السينما فى العالم وايضا صناع المهرجانات السينمائية خاصة العربية منها التى اقامت اجنحة وفعاليات مهمة على هامش المهرجان الأول والأهم فى العالم لتعلن هذه المهرجانات عن برامجها وفعالياته فى دوراتها الجديدة وشهد مهرجان كان السينمائى نشاطات مهمة لرؤساء المهرجانات ومن خلال متابعتى لفعاليات المهرجان من خلال وسائل الاعلام والسوشيال ميديا لفت نظرى حالة غياب تام لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي؛ فلم يتم عقد المؤتمر الصحفى السنوى الذى يقيمه رئيس المهرجان للإعلان عن الدورة الجديدة التى تعقد منتصف نوفمبر القادم، ولم يعلن المهرجان عن أية اتفاقيات له مع صُناع السينما، حالة صمت رهيبة من القائمين على مهرجان القاهرة السينمائى باستثناء ظهور رئيس المهرجان الفنان الكبير حسين فهمى فى صوره اثناء حضوره عرض أحد الافلام العربية.

القاهرة السينمائى مهرجان كبير، ويحمل اسم دولة كبيرة فى صناعة السينما يبلغ تاريخها السينمائى أكثر من 125 عاما، علمت خلالها شعوبا ودولا ومبدعين ما هى السينما ؟ فماذا حدث له ؟ ولماذا يغيب عن التواجد الفعلى داخل أهم سوق لصناعة السينما؟، أين دور وزارة الثقافة ممثلة فى المركز القومى للسينما فى عودة هذا «جناح مصر»  فى سوق المهرجان ؟ أين غرفة صناعة السينما ؟ ونقابة السينمائيين التى تدعم سنويا مهرجانات سينمائية لا تفيد صناعة السينما من قريب أو بعيد ؟، لماذا لا نضع خطة تتشارك فيها وزارة الثقافة ممثلة فى العلاقات الثقافية الخارجية وغرفة صناعة السينما ووزارة السياحة وبعض رجال الأعمال المهتمين بالثقافة والسينما لعودة «الجناح المصري» بهدف أساسى وهو محاولة جذب بعض الأفلام والمخرجين والفنانين للتصوير فى مصر، من خلال منشورات دعائية وأقراص مدمجة تحمل عدداً من الأفلام الدعائية عن مصر والأماكن السياحية الموجودة بها، التى يمكن استغلالها للتصوير السينمائى؟ وفى نفس الوقت يكون فرصة لمهرجان القاهرة ليعلن عن نفسه من خلاله ويرفرف العلم المصرى على الريفيرا الفرنسية.

تاريخ وجود «جناح» لمصر فى سوق مهرجان «كان» طويل جدا منذ أن تولى الراحل سعد الدين وهبة رئاسة المهرجان عام 1985 وهو قبلة للسينمائيين العرب والأجانب واستمر  حتى 2014 الذى أقيم وقتها بشعار»مصر فى انتظار كاميرات العالم» واقامته وزارة السياحة،بمشاركة غرفة صناعة السينما والعلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، ثم اختفى الجناح واصبح فى خبر «كان»؟.

 

####

 

في ختام دورته الـ 77 مهرجان «كان» ما بين الفن والسياسة

رانيا الزاهد

يختتم مهرجان كان السينمائي الدولي، الحدث السينمائي الأضخم في العالم، فعالياته غدا بحضور نخبة من كبار المخرجين ونجوم العالم وسط احتفاء بتكريم النجمة الأمريكية ميريل ستريب بالسعفة الذهبية هذا العام، وعرض المهرجان مجموعة متنوعة من الأفلام بعضها لكبار المخرجين وبعضها فرص لصناع أفلام يقدمون أعمالهم لأول مرة

هذا العام تواجه لجنة تحكيم مهرجان كان، برئاسة جريتا جروينج وبعضوية اللبنانية نادين لبكي، مهمة صعبة حيث يتنافس في هذه الدورة 22 فيلما لمخرجين كبار، أبرزهم فرانسيس فورد كوبولا الذي يعود بفيلمه الضخم المثير للجدل "ميجالوبوليس" وبول شريدر  بفيلمه "اوه كندا" وديفيد كروننبرج بفيلم" الأكفان" ويورجوس لانثيموس بفيلمه "أنواع اللطف" بالاضافة إلى ندريا أرنولد وشون بيكر، وعلي عباسي، وجيا زانجكي، وكريم عينوز، وباولو سورينتينو،  وانضم لهم الإيراني  محمد رسولوف بفيلم "بذرة التين المقدس"، ومن المتوقع أن يحضر العرض العالمي الأول  للفيلم بالمهرجان بعدما فر من أيران منذ أيام  بعد صدور حكم ضده بالسجن والجلد ٨ سنوات.

خارج المنافسة نجد جورج ميلر، وكيفن كوستنر، وليوس كاراكس، وغيرهم ممن يعرضون أفلامًا جديدة، كما يضم قسم  نظرة ما أول مشاركة للمملكة العربية السعودية بفيلم نورة بينما يتنافس صناع الأفلام  في أقسام أسبوع النقاد، ونصف شهر المخرجين بأعمالًا  تبحث عن فرص حقيقية.

هذا العام بشكل خاص يحاول المهرجان إخراج نفسه من دائرة السياسة التي دائما ما يتهم بانحيازه لها واختيار إداره المهرجان لأفلام بعينها بسبب التوجهات السياسية على حساب القيمة الفنية للعمل، حيث اعلن مدير المهرجان تيري فريمو، في المؤتمر الصحفي الذي عقد ليلة الافتتاح: "هذ العام قررنا أن يتركز اهتمامنا الرئيسي على السينما، بعيداً عن أي جدل سياسي".

جاءت كلمة فيرمو لتكون في حد ذاتها انحياز واضح وتجاهل لما يدور في قطاع غزة وقتل وتشريد آلاف الأطفال والأسر، على عكس موقف المهرجان الداعم لأوكرانيا والذي وصل لعرض كلمة لرئيس أوكرانيا أثناء الحرب الروسية

وجاءت حركة Me Too الشهيرة  التي كانت حاضرة في الافتتاح إذ أشارت مقدمة الحفل كامي كوتان إلى التغيرات التي أحدثتها الحركة في الوسط السينمائي قائلة: "الاجتماعات المهنية الليلية في غرف الفنادق مع الرجال ذوي النفوذ لم تعد جزءاً من عادات مهرجان كان"، لتحل محل الأزمات السياسية والإنسانية التي يشهدها العالم. ويعرض المهرجان، وسط احتفاء خاص، فيلماً قصيراً للممثلة جوديت جودريش بعنوان Me Too، والذي يسلط الضوء على ضحايا الاعتداء الجنسي، ليجد المهرجان لنفسة قضية بعيدا عن السياسة تكون محور النقاش والجدل.

لكن هذا التعنت من قبل المهرجان لم يمنع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي من إطلاق مبادرة بعنوان "من المسافة صفر" حيث عرض أفلام وعقد مناقشة بحضور صناع السينما من غزة لحكاية القصص غير المروية. اختار مشهراوي عرض الافلام داخل خيمة تشبه خيام المشردين بسبب الحرب في غزة لنقل جزء من شكل وحجم المعاناه التي يعيشها اهالي القطاع كل يوم.

وقال مشهراوي أنّ الحرب على غزة غيّرت نظرته إلى الغرب، واصفاً المواقف الغربية التي تتجاهل ما يحدث من قتل ودمار في القطاع بـ"خلل في الإنسانية يستعصي علاجه".

أما النجمة  كيت بلانشيت كسرت الحصار الذي يفرضه المهرجان على الضيوف من نجوم وصناع افلام ونقاد بالزامهم عدم ارتداء أي علامه خاصه بفلسطين، بارتدائها فستان تم تصميمه بذكاء فهو يحمل جزء من الوان العلم الفلسطيني الأخضر والأبيض والأسود، وتكتمل الوان العلم بوقوفها على السجادة الحمراء لتعلن النجمة الاسترالية عن دعمها للقضية الفلسطينيةأمام العالم بنعومه وسلاسة وذكاء.

اقتصرت المشاركة المصرية هذا العام بالمهرجان على فيلمين لمخرجتين ندى رياض التي تشارك بفيلم "رفعت عيني للسما" بقسم اسبوع النقاد وهو وثائقي عن فرقة فنية من فتيات الصعيد يحاولن البحث عن أحلامهن خارج نطاق تقاليد صعيد مصر، اما المخرجة هالة القرصي تشارك بفيلم "شرق ١٢ " بقسم نصف شهر المخرجين بتجربة مختلفة خرجت للنور بعد ٨ سنوات من الاعداد. يشارك من السعودية فيلم "نورة" للمخرج توفيق الزايدي، ومن المغرب "من الذي لا يحب تودا" للمخرج نبيل عيوش، و"البحر البعيد" للمخرج سعيد بن حميش، والفيلم الصومالي "القرية إلى جوار الجنة" للمخرج مو هراوي.

وتشارك فلسطين بفيلم "إلى أرض مجهولة" للمخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل، بجانب الفيلم الجزائري القصير "بعد الشمس" للمخرج ريان مكيدري. بالإضافة لعدد من فعاليات مركز السينما العربية الذي يقدم مناقشات وجلسات لصناع الافلام والنجوم والنقاد على هامش المهرجان بحضور عدد من صناع السينما العربية، منهم يسرا وحسين فهمي، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي جمانا الراشد، ورئيس المهرجان محمد التركي، والمخرجة اللبنانية نادين لبكي عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، والمخرجة المغربية أسماء المدير عضو لجنة تحكيم  قسم" نظرة ما.

 

####

 

عرض فيلم «نورة» الدورة الـ77 لمهرجان كان السينمائي

أحمد السنوسي

عُرض اليوم الخميس فيلم "نورةضمن قسم "نظرة ما" في الدورة الـ77 لمهرجان كان السينمائي، ليصبح بذلك أول فيلم سعودي يتمكن من الوصول إلى القائمة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، محققًا بذلك إنجاز غير مسبوق للسينما السعودية، على يد مخرج الفيلم توفيق الزايدي، وبطولة كل من ماريا بحراوي، ويعقوب الفرحان.

حظي فيلم نورة بدعم من قِبل صندوق البحر الأحمر وصوِّر بالكامل في مدينة "العُلا" الواقعة شمال غربي المملكة العربية السعودية، وتكون طاقم العمل بنسبة 40% من السعوديين، في إشارة واضحة للدعم الكبير الذي تحظى به الصناعة السينمائية محليًا.

ومن المقرر أن يُعرض الفيلم الذي حصل على توزيع عالمي، في صالات العرض السعودية والعالمية بتاريخ20 يونيو 2024.

 

####

 

«رفعت عيني للسما» يحصل على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي بمهرجان «كان»

محمد طه

حصل فيلم "رفعت عيني للسما" من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير وإنتاج شركة فلوكة فيلمز على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي بمهرجان كان السينمائي الدولي بدورته 77، ليصبح بذلك أول فيلم مصري يفوز بالجائزة منذ تأسيسه.

يذكر أنه قد ترشح للجائزة 22 فيلم تسجيلي عرضت في كافة اقسام وبرامج مهرجان كان، من بينها أعمال لمخرجين كبار كأوليفر ستون ورون هوارد وكلير سيمون

وكان فيلم "رفعت عيني للسما" قد حاز على استقبال حافل في عرضه العالمي الأول بمسابقة اسبوع النقاد بمهرجان كان، بحضور المخرجين وفريق العمل وبطلات الفيلم من فريق بانوراما برشا، كما حصل على اشادات نقدية محلية وعربية وعالمية حيث كتبت عن الفيلم كبريات الصحف العالمية منها اللوموند وفرايتي وسكرين دايلي

وفيلم "رفعت عيني للسما" من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير وبطولة فريق مسرح بانوراما برشا، ماجدة مسعود وهايدي سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون ويوستينا سمير مؤسسة الفريق وإنتاج شركة فلوكة فيلمز.

وتدور أحداث فيلم "رفعت عيني للسما" حول مجموعة من الفتيات اللاتي يقررن تأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبي الصعيدي، بشوارع قريتهن الصغيرة لتسليط الضوء علي القضايا التي تؤرقهن كالزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات، بينما يمتلكن أحلاما تفوق حد السماء. وقد استضافت قرية البرشا في محافظة المنيا فريق عمل الفيلم على مدار العديد من الأعوام.

وقد سبق للمخرجان ندي رياض وأيمن الأمير عرض فيلمهم الروائي القصير (فخ) بمهرجان كان في عام 2019، وحصل فيلمهم على تنويه خاص من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نفس العام. كما عرض فيلمهم التسجيلي (نهايات سعيدة) عام 2016 بمهرجان أمستردام الدولي للأفلام التسجيلية، أحد أكبر وأهم مهرجانات الأفلام التسجيلية على مستوي العالم

(رفعت عيني للسما) من انتاج شركة فلوكة فيلمز، المنتج المنفذ محمد خالد، مساعدات الإخراج هاميس البلشي وضحي حمدي، مديرو التصوير دينا الزنيني وأحمد إسماعيل وأيمن الأمير، تسجيل الصوت مصطفي شعبان وسامح نبيل وأسامة جبيل وشدوي علي، موسيقى تصويرية أحمد الصاوي، مونتاج فيرونيك لاجوارد وأحمد مجدي مرسي وأيمن الأمير وندي رياض. وعلاقات عامة للفيلم في مصر والشرق الأوسط شركة كاروتس مروة الصاوي، تنسيق الملابس للفتيات خلال ظهورهم الإعلامي ندى حسام بالتعاون مع Mystic, La blanca, Cache, Indira, Rana Ghazy Jewellery.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

24.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004