ملفات خاصة

 
 
 

رفعت عيني للسما”..

فتيات قبطيات يحلّقن في سماء أحلامهن

أمير العمري

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

مجموعة من الفتيات القبطيات في إحدى قرى الصعيد المصري، يتحدين قيود المجتمع الذكوري، ويؤسسن فرقة صغيرة لمسرح الشارع، للتعبير عن همومهن وإحباطهن المرتبط بقيم المجتمع الذكوري المهيمن، وأيضا عن أحلامهن في التحرر والتحقق الذاتي والخروج من القوقعة.

هذا موضوع الفيلم الوثائقي الطويل “رفعت عيني للسما” (2024)، الذي أخرجه الثنائي المصري ندى رياض وأيمن الأمير، وقد استُقبل استقبالا حافلا عند عرضه في تظاهرة “أسبوع النقاد” بمهرجان كان السينمائي الـ77.

شاركت في تمويل هذا الفيلم جهات عدة، منها مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وصندوق آفاق لدعم الثقافة والفنون. وقد قضى مخرجاه سنوات في متابعة شخصيات الفيلم وما حدث لهن من تطور، ورصد أكثر اللحظات خصوصية في حياتهن.

رصد اللحظات الحميمية البسيطة.. غوص في عالم الصعيد

هذا الفيلم عمل بديع، يفوق كثيرا من الأفلام التي تناولت موضوع المجتمع المغلق في الصعيد، سواء بمستواه الفني الرفيع، أو بالقدرة الفائقة لمخرجيه على الربط بين الخيوط المختلفة للموضوع، والسرد السلس الذي ينتقل بين الشخصيات، ويكثف أيضا محنتها وتشابك علاقاتها بالأب أو الآخر- السيد، البطريركي الذي يمتلك وحده سلطة أن يقرر لبناته.

في الفيلم لقطات بديعة كثيرة، وأداء تلقائي مدهش أمام الكاميرا، في تجسيد حي للجدال الذي يدور بين الفتيات والفتيان، وبين الآباء والبنات، من دون افتعال أو إعادة تجسيد تقليدية.

فقد نجح المخرجان كثيرا في رصد لحظات حميمية بسيطة، تتدفق من تلك الحوارات أو المواجهات والمشاجرات الصغيرة، وتصنع كل ذلك التراكم الدرامي في فيلم وثائقي يتميز بأنه يخلص لدور السينما الأساسي، أي رواية قصة مترابطة الأطراف، تثير الاهتمام بشخصياتها المتعددة وأجوائها الريفية المميزة، مع وحدة الموضوع والبُعد عن النمطية.

وكان المخرجان قد وجدا بطلات الفيلم في قرية البرشا بمركز ملوي في محافظة المنيا، وهن فتيات قبطيات يجسدن بشكل عام وقوي تمرد الفتاة الصعيدية عموما -سواء كانت مسلمة أو مسيحية- على الموروث والتقاليد الصارمة التي تفرض على البنات البقاء في داخل المنزل، والاكتفاء بالوظيفة التقليدية للمرأة، أي الزواج والإنجاب.

صورة الفيلم.. جمال طبيعي ورمزية تعج بالدلالات

نرى غالبية مشاهد الفيلم خارج المنازل، في الحقول والشوارع والحارات الضيقة التي توحي بالفقر، ومع ذلك فإن الطبيعة التي تتجلى في الحقول وعلى شاطئ النيل ساحرة، تقطع مسار الفيلم بين وقت وآخر، لتصنع مساحة من التأمل.

وكان شريط الصوت رائعا يميز الفيلم، فلا يبدو مفروضا على البيئة والمكان، بل يتسق مع تلك الطبيعة السرمدية الممتدة منذ عشرات القرون. لا شيء يتغير كثيرا في حياة الناس، لكن هؤلاء الفتيات قررن تغيير أنفسهن، وتوجيه صرخة من أجل تغيير الواقع أيضا.

في الفيلم مشاهد للجوء الفتيات إلى الكنيسة، لا سيما ماجدة، فربما كانت تبحث عن نوع من اليقين يشحذ همتها للمضي فيما أرادته لنفسها، وهي تتوقف أمام المذبح وتصلي وتبتهل، ولكننا نشعر أيضا بثقل الموروث الديني الذي يفرض سطوته على اختيارات الفتيات.

وفي لحظات أخرى، ترصد الكاميرا لقطات لنساء منتقبات من وراء النوافذ، أو تتوقف الكاميرا عند امرأة منتقبة تعبر سريعا على العرض المسرحي في الشارع، وتشير بيدها إشارة رفض واستهجان، ثم يتبدى لنا منظر قط يعتلي السور، أو يتطلع نحونا من وراء كوة في السور. والحضور الحي للشارع محسوس بقوة في الفيلم عموما، ومظاهر العيش ظاهرة، وتجمع مختلف الفئات.

فرقة بانوراما برشا”.. فتيات قبطيات يجتمعن لبناء الحلم

ينتقل الفيلم انتقالا سلسا بين شخصيات الفتيات القبطيات، ويتوقف أمام ثلاثة منهن بوجه خاص، إحداهن ماجدة مسعود، ويبدو أنها وراء تأسيس مشروع فرقة مسرح الشارع التي تطلق عليها “فرقة بانوراما برشا”، فهي التي تجمع الفتيات، ونراها في البداية تسعى لجمع دعم يكفل لفرقتها مكانا صالحا لممارسة التدريبات، وهي التي ستواصل حلمها حتى النهاية في الانطلاق إلى عالم المسرح الكبير، إلى القاهرة.

ومنهن مونيكا، وهي مغنية تروي أنها قيل لها في طفولتها أن لا تفتح فمها وتنطق بسبب خشونة صوتها، لكن ها هي الآن تتحدى نفسها وتتحدى الجميع، وتثبت أن لها صوتا بديعا قويا يجيد التعبير، فهي تغني كلمات عذبة موحية، تعبر عن الرغبة في التحقق، والتحرر من الوظيفة التقليدية التي تنتظر الفتاة في عمرها.

ومنهن هايدي، وتبدو أشد خجلا من غيرها في التعبير عن نفسها، وهي التي ستختار الزواج استجابة لنداء الحب، مع صعوبة الاختيار وعدم يقينها من اختيارها، ومع خجلها وترددها تأتي لحظة ما عندما تشتد المواجهة مع والدها، فتعبر عن غضبها بقوة، وتتشبث بموقفها.

تحكمون على بناتكم بالموت البطيء خلف الجدران

نرى الأداء المسرحي وقد أصبح في الشارع أمام الجميع، وهو مجازفة خطرة، فالفتيات يشتركن في الرقص والغناء والتمثيل أمام حشد من أهالي القرية، فتنالهن الإهانة والإدانة والسباب، بل وإلقاء الحجارة عليهن أيضا، لكن العرض يستمر من غير مبالاة بغضب الكثيرين.

ولعل من أكثر مشاهد الأداء المسرحي تعبيرا مشهد المحاكمة الذي يحاكمن فيه النساء اللاتي يتفرجن في صمت:

لماذا تزوجت وأنت صغيرة؟

هل أنت راضية عن وضعك الحالي؟

وهل تجدين السعادة في الزواج؟

وهل كانت لديك حرية في الاختيار؟

أليس من حق المرأة أن تحب وتختار؟

إنكم جميعا المجرمون الذين تستحقون العقاب لا نحن.

أنتم (أيها الرجال) الذين تحرمون الحب، وتحكمون على بناتكم بالموت البطيء خلف الجدران، وأنتن أيتها النساء من تجنين على أنفسكن بالصمت والرضوخ والانصياع.

وربما لا تتردد هذه الكلمات حرفيا في العرض المسرحي، لكن هذه هي المعاني الواضحة التي تصلنا دون مواربة، من بين الكلمات.

عش الزوجية.. نهاية حتمية لكل الأحلام المحلّقة

من المشاهد البديعة المصاغة سينمائيا بلغة أقرب إلى الشعر، ما ترويه الفتيات عن الحلم الذي لا يفارق ذاكرتهن قط، وكلها أحلام تجسد الرغبة في التحرر، في التعبير عن الذات بالحب والانطلاق في عالم الغناء والرقص والمسرح، بعيدا عن أسوار العزلة في القرية.

في المنزل تندمج ماجدة في حوار مع أخيها حين يبدي اعتراضه على ما تفعله مع صديقاتها، ويصر على أن كل هذا سينتهي حتما إلى الزواج وملازمة البيت. إنه ليس عنيفا، لكن من الواضح أنه يتبنى الرؤية الذكورية المستقرة، ومع ذلك فنحن لا نعرف هل كان صادقا فيما يقوله، أم يؤدي دورا يشعر بأن عليه فعله، وهو يبرر موقفه أيضا بأنه لا يستطيع مواجهة أهالي القرية، إن اختارت ماجدة سكة التمرد على الموروث التقليدي.

تشترك مونيكا أيضا في جدال أكثر سخونة مع خطيبها، فيقول لها إن الحياة بعد الزواج تختلف تماما عن ما قبله، وإنه لن يسمح لها بالغناء، لكنه سرعان ما يتراجع، ويقول إنه كان يمزح معها فقط. لكن هل هذا صحيح؟ يبقينا الفيلم بين الشك واليقين.

ما يحدث فيما بعد هو أن مونيكا تزوجت هذا الشاب فعلا داخل الكنيسة، فرقصت وغنت في حفل كبير أمام أهالي القرية، وأصبحت زوجة ثم رُزقت طفلا أو أكثر، وظل الفيلم يتابع مصيرها بعد أن أصبحت أما. ويبقى السؤال هل سيظل الحلم القديم قائما؟

انفراط عقد الفرقة.. خضوع وتضحية بدافع الحب

يتشبث خطيب هايدي يتشبث بفكرته المتزمتة، بل يطلب منها محو أسماء صديقاتها أعضاء الفرقة من هاتفها، ونسيان علاقتها بهن نسيانا تاما، حتى أنه ينتزع هاتفها ويلقي به بين الحقول، مكررا أنه لن يسمح لها بعد الزواج بالاستمرار في التمثيل.

تستجيب هايدي بكل رضوخ، وتقطع علاقتها مع الفتيات، وتتوقف عن حضور تدريبات الفرقة، لكنها لا تبدو سعيدة، ويبدو والدها الذي يظهر في مشهدين يدخن النارجيلة، وهو يحاورها ويحاول أن يفتح عينيها على خطورة اختيارها، أي الانصياع لما يطلبه منها خطيبها، فهي تحبه كثيرا ولا تستنكف من التضحية للبقاء معه.

يتخذ الأب هنا موقفا منفتحا جدا، على عكس خطيبها نفسه، ويحذرها من تبعات اختيارها، مرددا “إننا نحن المسيحيين ليس لدينا طلاق”. لكنها لسبب ما تبدو منكسرة، تقطع علاقتها بالفرقة، لكن لسنا واثقين من أنها ستنجح في تلك المخاطرة.

يُشعر انفراط عقد الفتيات ماجدة بالإحباط، لكنها تبقى مصرة على المضي قدما في حلمها، فهي الأكثر تعبيرا عن ذلك الحلم منذ البداية، أي الحلم بالخروج من القرية والانطلاق إلى القاهرة، لدراسة التمثيل والعمل في المسرح الاحترافي الكبير، مع أن أخاها يحذرها من إمكانية الفشل، في مشهد حميمي يعكس رؤية قروي بسيط للعاصمة، ففيها قطارات الأنفاق السريعة، وأبوابها يمكن أن تغلق عليك فجأة، فتصعقك بالتيار الكهربائي، لكنها لا تكترث، وينتهي الفيلم وهي تغادر نحو مصير مجهول.. إلى القاهرة.

رفعت عيني للسما”.. حصاد 4 سنوات من المعايشة وبناء الثقة

قضى المخرجان ندى رياض وأيمن الأمير أكثر من 4 سنوات في صنع هذا الفيلم، ولا شك أنه لم يكن ممكنا أن يأتي الفيلم على كل هذا الجمال وانسيابية الحركة والحديث، والتقاط أكثر اللحظات حميمية بعفوية كبيرة وصدق مدهش، إلا بعد المعايشة والاقتراب الوثيق من شخصيات الفتيات وأقاربهن، ونيل ثقة الجميع، وقبولهم جميعا بفكرة “البوح”، والتعبير الصريح عن ما يرونه، فجاء الفيلم مثالا للفتاة المصرية في الريف، لا نموذجا لمجتمع صغير مغلق من الأقلية القبطية في الريف الصعيدي فقط.

عُرض الفيلم في تظاهرة “أسبوع النقاد” بمهرجان كان، فاستُقبل بحفاوة كبيرة من جانب الجمهور، وكان الفيلم الوثائقي الوحيد داخل مسابقة هذه التظاهرة المميزة التي ينظمها اتحاد نقاد السينما الفرنسيين، وتضم 7 أفلام، بل كان أيضا أول فيلم وثائقي يدخل هذه المسابقة طوال تاريخها كله.

وكانت المفاجأة صعود الفتيات الست إلى المنصة، فتولت ماجدة مسعود الحديث عن تجربة الفرقة، وعن سعادتهن بالتواصل المباشر مع جمهور مهرجان كان، ورغبة الفتيات في مشاركة أحلامهن مع الجمهور. لقد جئن من أقاصي الصعيد إلى المهرجان الكبير، وكان هذا في حد ذاته اختراقا كبيرا للتقاليد المتزمتة المفروضة.

 

الجزيرة الوثائقية في

23.05.2024

 
 
 
 
 

هذا الفيلم... فأين إدوارد ليمونوف؟

رسالة كان/ شفيق طبارة

كان | كان إدوارد ليمونوف (1943 – 2020) كاتباً روسياً منفياً إلى الولايات المتحدة، شخصيةً إشكاليةً ومتناقضةً، هو الصبي الشرير المشاغب في الأدب السوفياتي. كانت حياة ليمونوف غريبة وغير عادية، ومثيرة للشفقة إلى حدٍّ ما. هذا ما يقوله لنا المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف في فيلمه Limonov: The Ballad، المشارك في المسابقة الرسمية لـ «مهرجان كان». الفيلم المقتبس عن رواية إيمانويل كارير (2011)، يأخذ كل الحقائق المتناقضة والتحوّلات في حياة ليمونوف، ليحكي قصة قد تلخّص تاريخ الاتحاد السوفياتي منذ الحرب العالمية الثانية حتى يومنا هذا. قدم المخرج الروسي ليمونوف كما يراه، ناشطاً، ثورياً، متأنّقاً، جانحاً، خادماً، مشرداً، مقاتلاً، محرّضاً سياسياً، وفي النهاية روائياً ناجحاً. الفيلم مثل معظم الأفلام الروسية (أفلام السِيَر بالتحديد) يمشي مثل قطار فائق السرعة، وفي حركة مستمرة. يدور محوره الرئيسي في حقبة السبعينيات التي قضاها ليمونوف إلى حد كبير في الولايات المتحدة، حيث بدأ بعيش حياة نجوم الروك، وزواجه من إيلينا (فيكتوريا ميروشنيشنكو)، التي يعرفها منذ زمن وجوده في موسكو، وتربطه بها علاقة عاطفية وجنسية تنتهي بطريقة عنيفة. في البداية، نلتقي بليمونوف (بن ويشوو ـــ بأداء يرشحه بجدارة إلى جائزة أفضل ممثل في المهرجان)، المولود في أوكرانيا – التي كانت آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفياتي – ثم انتقاله إلى موسكو في التسعينيات، ومن هناك نعود إلى الستينيات عندما كان شاعراً ومحرّضاً، ومحاولات انتحاره، ونفيه إلى الولايات المتحدة وحياته في باريس، ثم عودته إلى روسيا، وسقوط جدار برلين، ولمّ شمل عائلته، وسجنه، ثم التحولات السياسية الراديكالية التي اتخذها في العقد الثاني من حياته. ينتهي الفيلم في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتتلخّص بقية حياة ليمونوف، في بعض النصوص التي توضح كيف انجرف الرجل أيديولوجياً أكثر فأكثر.

لا يختلف الفيلم كثيراً من حيث البنية والنية والنهج عن أعمال سيريبرينيكوف السابقة. تتحرك الكاميرا دوماً في لقطات طويلة جنباً إلى جنب مع عرض مسرحي يقع في مكان ما بين ما يحصل وما يُستذكر. يوضح الفيلم أنّ ليمونوف مثير للاهتمام ليس لأنه كان مجنوناً، بل لأن جنونه هو جنون الجميع، جنون العصر الذي عاش فيه وشكّله. يتلاعب الفيلم بما هو حقيقي وخيالي طوال الوقت، فيأخذ المواقف إلى حدود معينة ثم يتراجع عنها ويظهر أنّها مختلَقة. بنية الفيلم السينمائية عظيمة فيها روح وثائقية، تمنحه درجة هائلة من المصداقية.
يركّز الفيلم على أن ليمونوف كاتب فاسق، مدمن على الكحول وإشكالي، ويقول هو بنفسه في أول الفيلم بأنه شيوعي مستقلّ، ويضيف أنّه لم يكن منشقاً، لكنه لم يكن كاتباً سوفياتياً أيضاً. يفضّل سيريبرينيكوف عدم القلق أو الخوض في مسار مؤسّس «الحزب البلشفي الوطني» ولا جانبه النضالي. صحيح أنّه حدّد بعض المواضيع السياسية، لكنّه لم يذكر مثلاً اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولا مرة، رغم معارضة ليمونوف له بشكل علني ومباشر. ولا تظهر تأمّلات ليمونوف حول خطايا الرأسمالية، إلا بشكل عابر. ركّز الفيلم أكثر على دفاع ليمونوف عن الثقافة السوفياتية الأصلية، التي ستكون في النهاية العنصر الحاسم في شعره السياسي. في الفيلم، اختُزل كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي مرّت مرور الكرام، مثلما حُذف تأسيس الحزب البلشفي الوطني مع ألكسندر دوغين
.

Limonov: The Ballad عبارة عن رحلة بين شوارع موسكو المزدحمة، وناطحات سحاب نيويورك، وأزقة باريس، إلى قلب سجون سيبيريا في النصف الثاني من القرن العشرين. رحلة تمر بسرعة بطريقة آسرة، لكن من المؤسف اختزال شخصية معقّدة وغامضة مثل إدوارد ليمونوف إلى صورة نمطيّة عن العبقري المجنون والفوضوي المتيّم بالحب.

 

الأخبار اللبنانية في

23.05.2024

 
 
 
 
 

«ترامب» تحت مرمى نيران «كان» بتوقيع مخرج إيراني!

طارق الشناوي

قبل نحو 20 عاما شاهدت فى (كان) الفيلم الأمريكى التسجيلى الطويل (9/11 فهرنهايت)، للمخرج الشهير مايكل مور، المقصود بالتاريخ ضرب البرجين، فى أمريكا، الفيلم حصل على (السعفة الذهبية)، الشريط لم يخف أبدا نواياه، هدفه هو التقليص من حجم فرص جورج بوش (الابن) لولاية ثانية، قدمه فى صورة هزلية، ولا يصلح أن يحكم مجددا أمريكا لفترة ولاية ثانية، وبرغم النجاح الطاغى للفيلم، والذى عرض أيضا جماهيريا فى مصر، وهى من المرات القليلة التى يحظى فيها فيلم تسجيلى بالعرض التجارى، فما بالكم وأنه يحمل الجنسية الأمريكية، تكرر أيضا نجاحه النسبى فى دور العرض المصرية، إلا أن بوش الابن فاز فى النهاية بولاية ثانيه ضد منافسه.

(كلاكيت ثانى مرة) ونحن على أبواب انتخابات قادمة، لو قفز فيها ترامب على كل الملاحقات القانونية، سوف يصبح منافسا شرسا للرئيس الحالى بايدن، خاصة أن الكثير من الدراسات أشارت إلى أن فرصته فى الفوز بالمقعد الرئاسى أفضل من بايدن.

خدعوك فقالوا، لا سياسة ولا رموز سياسية فى (كان)، بينما الحقيقة أن السياسة متوفرة.

الفيلم الأمريكى (المتدرب) للمخرج الإيرانى الأصل على عباسى، المغضوب عليه فى بلده، يحمل الجنسية الدنماركية، قدم قبل عامين أيضا فى كان (العنكبوت المقدس) يحكى عن الدعارة الليلية والمستترة فى إيران متناولا، اختراق القانون، ولهذا فهو ممنوع قطعا من العودة لوطنه تنتظره أحكام قاسية، مؤكد لن يفعلها ويجازف بالعودة.

عنوان الفيلم (المتدرب) ليس عشوائيا، هو اسم برنامج أشرف عليه ترامب، ومن خلاله يحكى أيضا مرحلة الشباب التى عاشها، والتى صنعت لنا فى النهاية هذا الرجل الشرس العنيف حتى عندما يعيش قصة حب، فهو يعيشها بعنف.

قبل نحو أربع سنوات كان رئيسا لأمريكا، وسقط فى التجديد لولاية ثانية، ولا يزال يحلم بالمقعد، وعندما تستعيد عقد السبعينيات الذى شهد بداية صعوده الاقتصادى والاجتماعى وكأنهما البنية التحتية للصعود السياسى، ستدرك أن من الطبيعى ألا يستسلم أو يعترف بأن للزمن أحكاما، من أهم المبادئ التى يؤمن بها ويطبقها الإنكار، حتى للحقائق، ولهذا لم يعترف ولايزال بخسارته فى الانتخابات الأخيرة أمام بايدن ويعتبر الجولة القادمة هى الحاسمة بينهما.

تستطيع أن ترى الشريط من عدة زوايا منها كيف نقدم الشخصية العامة؟، فى ثقافتنا العربية نخشى الاقتراب من كل ما هو سلبى، وفى العادة نقدم الشخصية بعد رحيلها عن الحياة، ترامب لا يزال برغم أنه فى نهاية السبعينيات من عمره، إلا أنه لم يفقد ابدا حتى انفعالاته المتهورة والساخرة، والسيناريو لم يخش أبدا الحقيقة، بل العكس كان مباشرًا فى تناولها.

الممثل الأمريكى سيباستيان ستان اقترب بالمكياج من ملامح ترامب، إلا أنه لم يخضع لهذا الإطار الشكلى، كثيرا ما كان يبدو أنه حريص على أن تعلو جبهته خصلات من الشعر ببضعة سنتيمترات، كما أنه لم ينس خوفه من الصلع ولجوؤه إلى عملية قاسية لاختصار جزء من فروة الرأس حتى يحافظ على الكثافة، كما أنه يتخلص من بروز الكرش بعملية استئصال لدهون البطن، المخرج قدم ذلك فى إطار كوميدى صارخ، يحمل مبالغات قد تتناقض حتى مع القواعد العلمية، لتلك العمليات إلا أنها ترسم ملمحًا كوميديا مقبولا ولا يبتعد عن الصورة التى صدرها ترامب عن ترامب للعالم.

علاقته بإيفانا فارقة فى حياته، ورغم ذلك كانت له نزوات بعيدا عنها، تؤدى دورها ماريا باكالوفا، والحقيقة أن الأصل أجمل من الصورة، إيفانا الحقيقية أكثر جمالا، كما أنها أكثر جاذبية وحضورا على عكس الممثل سيباستان الذى كان على المقابل أكثر حضورا من (ترامب) الأصل.

من البداية أدرك ترامب أن المال يحتاج إلى سور عال بالحماية يستمدها من السلطة، وهكذا مع نهاية السبعينيات، بدأ فى التخطيط للصعود السياسى، وكأن المخرج على عباسى يستعد لجزء ثان، ولكنه فقط يترقب الانتخابات وفى الحالتين فاز أم خسر انتخابات الرئاسة فإن الأمر يستحق.

الحماية القانونية جزء حميم من صعود أصحاب رؤوس الأموال، وهكذا كان معه دائما، غطاء قانونى، من محام وكأنه (العراب) الذى يلقن تلميذه أصول المهنة وكيف يصل لذروة النجاح حتى لو لم يكن جديرا به، المحامى المثلى جنسيا يرحل فى النهاية بعد إصابته بالإيدز، ولكن كان من المهم أن نتابعه على الشاشة.

فهو كما يبدو هو الأستاذ الذى لقن تلميذه ترامب أصول اللعبة السياسية، والتى تبدأ دائما بالإنكار حتى للحقائق ثم الهجوم، لا يهم أن تنهزم، الأهم هو عدم الاعتراف بالهزيمة، وهو بالضبط ما طبقه حرفيًا ترامب، ولا يزال لا يعترف بالهزيمة السياسية.

الخصوصية، رغم أنها مصانة قانونا فى العالم كله، ولكن كما يبدو أن هناك فريق عمل حرص على أن يقدم هذا الشريط الأمريكى بكل هذه الجرأة بعد أن وضعوا كل أسلحة الدفاع المشروعة، لو أراد ترامب أم يدخل فى معركة، هناك تحذير مكتوب على الشريط يشير إلى وجود مشاهد على الشريط من محض الخيال، فهو منذ البداية أكد على تعاقد بينه والجمهور يقضى بألا يحاسبه تاريخيا، على كل التفاصيل، كما أن الفيلم من خلال العنوان لا يحمل اسم ترامب ولكنه (المتدرب)، ورغم ذلك فإن تلك التركيبة التى بطبعها تبادر بالهجوم قبل أن يهاجمها أحد، فما بالكم عندما تكتشف أن هناك من وجه إليه طعنات مباشرة.

هل الفيلم جزء من حملة مسبقة لتوجيه ضربة مباغته لترامب، أم أن شخصية ترامب تكفى جدا لكى تثير شهية السينمائيين لتقديمها؟ أنا أميل أكثر للتفسير الثانى، ولن أعترض على من يرجح كفة التفسير الأول!!.

 

####

 

هيفاء وهبي تخطف الأنظار بإطلالتها في مهرجان كان (فيديو)

كتب: إيمان علي

حرصت الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، على حضورها فعاليات الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي الدولي، وذلك بعد سنوات من الغياب، وظهرت بإطلالة خطفت بها الأنظار.

تفاصيل اطلالة هيفاء وهبي في مهرجان كان

وارتدت هيفاء وهبي فستانًا باللون الأسود بتصميم كلاسيكي بسيط من الساتان، ومزود عند منطقة الصدر بلون وردي وفيونكة كبيرة من الخلف، وجاء الفستان بذيل طويل بنفس اللون، وتركت شعرها منسدلًا على جانب واحد،واختارت مع اطلالتها مكياج متناسق.

هيفاء وهبي تستعد لأحدث أعمالها «جوري»

من ناحية أخرى تستعد الفنانة هيفاء وهبي لتصوير فيلمها الجديد الذي حمل اسم «جوري»، مع محمود الليثي، وكريم عفيفي.

ونشرت هيفاء وهبي صورة من الطائرة مع فريق عمل الفيلم على حسابها بموقع إنستجرام، وعلقت قائلة: «جوري فيلم جديد للمخرج دكتور مرقص عادل ومدير التصوير أحمد عاشور صيف 2024».

 

المصري اليوم في

23.05.2024

 
 
 
 
 

الأفلام الطويلة لا تسير على خطى الفيلم القصير في مصر

أحمد جمال

"عيسى" يحصد جائزة أفضل عمل عربي بمسابقة مركز السينما العربية.

بينما تخضع الأفلام الطويلة لضوابط السوق التجارية وجهات الرقابة، تحقق الأفلام القصيرة التي تمولها المهرجانات الكبرى وجهات مستقلة نجاحات كبيرة، شجعت على توسيع الاهتمام بهذا النوع من الأفلام عبر مهرجانات متخصصة.

القاهرةحققت الأفلام المصرية القصيرة نجاحات خلال السنوات الماضية وضعتها على منصة التتويج في العديد من المهرجانات، وأصبح هناك اعتماد عليها باعتبارها قادرة على تعويض غياب الأفلام الروائية الطويلة التي لم تحقق نجاحا دوليا منذ إنتاج فيلم “ريش” قبل ثلاث سنوات، وبدا أن ما أحدثه من ضجة بسبب موضوعه أثر سلبا على نوعية الأفلام التي تغوص في المشكلات الاجتماعية للمصريين.

حصد الفيلم المصري "عيسى" جائزة أفضل فيلم قصير في المسابقة التي أقامها مركز السينما العربية، على هامش مهرجان "كان"، وتتعلق بجوائر النقاد للأفلام العربية وكان العمل الوحيد الذي مثّل مصر في المسابقة وسط أفلام عدة من تونس ولبنان والأردن وفلسطين، وفاز الفيلم بجائزة “رايل الذهبية” في الدورة السابقة، وحصل على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان “ملبورن” السينمائي الدولي في أستراليا.

تدور أحداث الفيلم حول مهاجر أفريقي يعيش في مصر، يبلغ من العمر 17 عاما، يحاول أن يسابق الزمن لإنقاذ أحبائه مهما كلفه الأمر، وهو من بطولة عدد من الوجوه الشابة، بينهم كيني مارسلينو وكنزي محمد، وأخرجه مراد مصطفى الذي شارك في كتابة السيناريو مع سوسن يوسف.

ويعد فيلم "عيسى" امتدادا لمجموعة من الأفلام المصرية القصيرة التي حصدت جوائز عالمية مؤخرا، أبرزها فيلم "ستاشر" الذي حصد جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان في العام 2020 من إخراج سامح علاء، وإنتاج مصري – فرنسي - بلجيكي، وهو أول فيلم مصري يشارك في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان "كان"، بجانب أفلام مثل “حنة ورد" و"ما لم تعرفه عن مريم" و"خديجة".

موني محمودتحرر الفيلم القصير من معايير السوق التجارية يمنحه التفوق

انعكست النجاحات التي حققتها هذه الأفلام على حجم ونوعية المهرجانات التي تولي اهتماما بالفيلم القصير، ولم يعد الأمر يقتصر على مهرجان الإسماعيلية للفيلم التسجيلي والقصير، أو مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، فهناك مؤسسات مختلفة تهتم بالفنون لديها رغبة في رعاية هذه الأفلام.

وقد دفع ذلك إلى تأسيس مهرجانات جديدة، مثل مهرجان “الفيمتو آرت”، الذي اختتم أعماله منذ فترة قصيرة ويسلط الضوء على الأفلام القصيرة جدا، لا تزيد مدتها الزمنية عن خمس دقائق، ومهرجان سلام للفيلم القصير وانتهت أعمال دورته الثانية قبل أيام، ومهرجان بردية لسينما الومضة وأقيمت دورته الأولى مطلع مايو الجاري، ومهرجان سينما زاوية.

من المقرر أن تنطلق الدورة الأولى من المهرجان الدولي للفيلم القصير جدا خلال الفترة من السابع إلى السادس عشر من يونيو المقبل بمدينتي الجلالة والعين السخنة (شرق القاهرة)، ويتضمن المهرجان مسابقات لكل نوعيات الفيلم القصير، من روائية ووثائقية وتسجيلية وسينما التحريك، شريطة أن لا تزيد مدة العمل عن خمس دقائق، بما فيها تترات تلك الأعمال.

قال المدير الفني لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير المخرج موني محمود إن تحرر الأفلام الروائية القصيرة من معايير السوق التجارية يمنحها تفوقا على الروائية الطويلة، ما يمنح مخرجيها حرية بعيدة عن آليات شباك التذاكر، ويظهر ذلك في تجارب التصوير والكتابة والتمثيل، وهناك حرية شديدة يتمتع بها صناع تلك الأفلام قادتهم إلى العالمية، وأسهمت رغبة صناع الأفلام في التخصص بالأفلام القصيرة بعيدا عن المكاسب التجارية التي تحققها الأفلام الطويلة في إثراء التجربة المصرية.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن صناع الأفلام القصيرة تمردوا على الثوابت الفنية مع الاتجاه على نحو أكبر للدراسات الحرة وتنظيم العديد من ورش العمل التدريبية التي بدأت في الظهور منذ أكثر من عقدين، بعيدا عن معهد السينما الذي لم يكن بمقدوره سوى تقديم عشرة مخرجين سنويا، وهو ما قاد إلى توسيع قاعدة الأفلام القصيرة المقدمة في مصر، وساعدت الطفرة التكنولوجية المرتبطة بالتصوير والمونتاج في هذا التطور، ففي البداية كانت هناك صعوبات لتصوير الأفلام بوجه عام.

يعتمد صناع الأفلام القصيرة على الدعم الذي يأتي من المهرجانات الدولية، ما يحفزهم على تقديم أعمال جيدة، باعتبار أن ذلك من أبرز وسائل الحصول على الدعم المادي، وأن توجيه تلك الأموال يسهم في صناعة المزيد من الأفلام ذات الجودة العالية وتوظفيها للحصول على جوائز تضمن استمراريتها، حال لم تكن هناك فرص متاحة لتقديم أعمال روائية طويلة، وهو ما يحافظ على وجود أعمال ذات قيمة فنية جيدة.

النجاحات التي حققتها الأفلام القصيرة انعكست على حجم ونوعية المهرجانات التي تولي اهتماما بالفيلم القصير

وشدد موني محمود في حديثه لـ”العرب” على أن الأفلام قليلة التكلفة أو ما يسمى بالأفلام المستقلة حققت نجاحات في المهرجانات الدولية، ومنذ عشرين عاما تقريبا أصبح وجودها دائما في المهرجانات المهتمة بالأفلام القصيرة، على رأسها مهرجان “كليرمون فيران” وهو أحد أهم المهرجانات المعنية بالأفلام القصيرة في فرنسا، والآن ثمة مشاركة لأكثر من 40 فيلم قصير في مهرجانات مختلفة، يحصد بعضها جوائز. ودائما ما تكون الأفلام الروائية الطويلة عرضة لآراء واتجاهات الرقابة التي تدفع المنتجين إلى التركيز على قضايا آمنة، ما أدى إلى سيطرة الكوميديا وأفلام الحركة على الأعمال التي قدمت السنوات الماضية، مع ندرة في أفلام الرعب والاستعراض، وتقلصت معدلات الأعمال التي جسدت أوضاعا وقضايا مجتمعية جادة.

تشير دراسات فنية إلى أن قرابة 300 شركة عملت في الإنتاج السينمائي منذ عام 2008 وحتى الآن، بينها 218 شركة أنتجت أو شاركت في إنتاج فيلم واحد، و39 شركة أنتجت فيلمين، بينما أنتجت شركة السبكي وحدها ما يفوق عن 90 فيلما، وشركة سينرجي التي دخلت سوق الإنتاج السينمائي عام 2018 قدمت نحو 20 فيلما.

وتشير تلك الوضعية إلى وجود ما يشبه الاحتكار الذي قاد إلى تراجع حجم التنوع الفني، والذي يمكن أن يفرزه تعدد شركات الإنتاج الفني، وترتب على ذلك اختيار عدد محدود من المخرجين والنجوم، وغياب القدرة على إفراز المواهب. ولعل عدم الاستعانة بمخرجي الأفلام القصيرة الناجحة في الأفلام الطويلة دليل على ذلك، وعندما تصبح الفرصة متاحة للجميع يمكن تطور الإنتاج السينمائي بوجه عام.

توجه شركات الإنتاج السينمائية جزءا كبيرا من اهتماماتها إلى البحث عن المكاسب المادية من دون التركيز على جذب مبدعين ورؤى خاصة، وهو ما يترجم تحقيق الأفلام المعروضة في مواسم الأعياد والإجازات نجاحات على مستوى الجمهور، مقارنة بالأفلام المعروضة في توقيتات أخرى على مدار العام، ودائما ما تكون الرغبة في دخول السينما لهدف الترفيه متفوقة على الحاجة إلى مشاهدة أفلام تخاطب العقل، وتقدم قضايا يهتم بها الجمهور.

أكد المخرج موني محمود في حديثه لـ"العرب" أن السر في نجاح الأفلام القصيرة يرتبط باستعداد صناعها تقديم قصص تتماشى مع هذا النوع من السينما، وهناك قناعة بأن طبيعة الدراما تتحكم في نوعية الأفلام، ما خلق سوقا للفيلم القصير ودفع صناع السينما إلى البحث عن المشاركة في مهرجانات تضمن جذب الجمهور، ويمكن للأفلام القصيرة أن تحقق انتشارا إذا تمت إتاحة عرضها على التلفزيون، وتوسعت المنصات الرقمية في التعاقد مع شركات الإنتاج والاتفاق على بثها.

صحافي مصري

 

####

 

فيلم سعودي يحصد جائزة مهرجان كان للرسوم المتحركة

فكرة الفيلم جاءت بناء على اللوحة الأصلية من رسم الفنانة السعودية نبيلة أبوالجدايل وعنوانها "واسجد واقترب".

كان (فرنسا)حصد الفيلم السعودي "واسجد واقترب" للمخرجة ثريا الشهري جائزة الرسوم المتحركة في مهرجان كان السينمائي لعام 2024، ليثبت قدرة السينما السعودية على إنتاج أفلام بجودة عالية لها تأثير في المجتمع.

والفيلم أيضا إنتاج ثريا الشهري، وابنتها الفنانة التشكيلية نبيلة أبوالجدايل. وجاءت فكرة الفيلم بناء على اللوحة الأصلية من رسم الفنانة السعودية نبيلة أبوالجدايل وعنوانها "واسجد واقترب" بتاريخ الأول من أبريل عام 2020 في زمن جائحة كورونا.

وتصور اللوحة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة السعودية في مواجهة الجائحة وتطويق أضرارها، حيث تمكن عدد قليل من عمال النظافة آنذاك من الصلاة في الحرم المكي لوحدهم من بين أكثر من مليار وثمانمئة مليون مسلم لم يتمكنوا من ذلك بسبب الإغلاق.

إنتاج الفيلم استغرق قرابة سنتين حيث بدأت ثريا الشهري ونبيلة أبوالجدايل في تطوير الفكرة وتحويلها إلى عمل سينمائي بعد فترة وجيزة من رسم اللوحة

استغرق العمل على هذا الفيلم قرابة سنتين حيث بدأت ثريا الشهري ونبيلة أبوالجدايل في تطوير الفكرة وتحويلها إلى عمل سينمائي بعد فترة وجيزة من رسم اللوحة. وشارك الفيلم في عروض “يوم الرسوم المتحركة” ضمن فعاليات سوق الأفلام في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان، وحصل على جائزة "الرسوم المتحركة ذات الأهمية".

وعبرت نبيلة عن سعادتها بالجائزة، في منشور عبر حسابها على موقع إنستغرام، معلقة “‏كلي فخر بنجاح هذه الرحلة الممتعة حتى الوصول إلى مهرجان كان مع والدتي الغالية ثريا الشهري وخواتي كاريمان أبوالجدايل وسلوى أبوالجدايل.. فكل الشكر لهما ولعملهما الذي أثمر كمستشارين فنيين في فيلم 'واسجد واقترب'".

ويعد فوز "واسجد واقترب" في مهرجان كان السينمائي مكسبا جديدا للسينما السعودية التي تسير بخطى متسارعة نحو الانفتاح العالمي، ويمثل خطوة هامة لها على الساحة الدولية، كما يبرز القدرة الإبداعية للفنانين السعوديين على تقديم أعمال فنية ذات جودة عالية وقيمة إنسانية كبيرة، ومدى نجاح السينما ذات البعد المحلي في إيصال صورة مغايرة عن السعودية إلى الخارج. وتشارك السعودية في الدورة الـ77 لمهرجان كان السينمائي التي تختتم يوم الخامس والعشرين من مايو الجاري، بفيلم "نورة" للمخرج توفيق الزايدي ضمن قائمة الأفلام المشاركة في مسابقة "نظرة ما"، ثانية مسابقات المهرجان الدولي من حيث الأهمية.

كما تشارك المملكة بجناح خاص للترويج للسينما السعودية وإمكانات الإنتاج على أرض المملكة، ويضم الجناح مؤسسات حكومية وخاصة منها الصندوق الثقافي الذي يستعرض فرص التمويل والاستثمار المتاحة في قطاع الأفلام السعودي، في إطار دور الصندوق كمُمكن مالي رئيسي للقطاع الثقافي ودوره الحيوي في تنمية قطاع الأفلام.

 

العرب اللندنية في

23.05.2024

 
 
 
 
 

رسالة كان السينمائي: "موتيل دوستينو"

سليم البيك - محرر المجلة

كأن لا اكتراث بتطورات الحاصل أمامنا، طالما أن صوتاً مسموعاً معظم الوقت، لممارسات جنسية، آتية من غرفة في الفندق أو من شاشة فيه، لنزلاء أو لأفلام بورنو لم يبتعد الفيلم كثيراً عنها في أجوائه.

من المشهد الأول حتى الأخير، وبتصوير محصور غالباً في الفندق المرمي على الطريق العام، الخالي معظم الوقت، ومرتادوه يمارسون الجنس فيه وحسب، إزعاجات بصرية وسمعية، وثلاث شخصيات تحوم حول بعضها البعض. مالذي يحصل؟ لا يهم.

كأن لا اكتراث بتطورات الحاصل أمامنا، طالما أن صوتاً مسموعاً معظم الوقت، لممارسات جنسية، آتية من غرفة في الفندق أو من شاشة فيه، لنزلاء أو لأفلام بورنو لم يبتعد الفيلم كثيراً عنها في أجوائه.

الفيلم مبني على إفراط في مواده، ما أفقدها جماليات مفترضَة. إضاءات النيون مفرطة، وكذلك الجنس. الألوان المبالَغ في إظهارها في كافة نواحي اللقطات، فكل شيء ملوّن هنا، كانت مفتعَلة وبلا تنسيق. فقط القصة، التي أمكن لها بكل الأحوال أن تكتفي بفيلم قصير، كانت ببداية عالية، وأمضت باقي الفيلم بالنزول، رتيبة، قبل أن تتوتر قليلاً في النهاية، من دون قدرة على قتل ما أحدثه الفيلم، على طوله، من ملل.

الفيلم (Motel Destino) للبرازيلي من أصل جزائري كريم عينوز، ومشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، لحق فيلماً ممتازاً لعينوز في دورة العام الماضي. الفيلم، "موتيل دوستينو"، إفراط تام، وصل حد الإزعاج بصرياً والملل سردياً، وهو صورة كاريكاتورية من أفلام الأرجنتيني غاسبار نُوي، المبنية على الضوء والجنس تحديداً، وهو حال أفلام البورنو إن وضعنا جانباً عنصر اللون. وكلاهما نسخة رديئة من أفلام الدنماركي نيكولاس فنتينغ رفين.

في البرازيل، يهرب شاب من باحثين عنه لقتله، يلتقي بامرأة ويذهبان إلى الفندق، هناك يتقرب من مالكة المكان وزوجة شريكها فيه. يحسن العمل في الفندق، تنشأ علاقة بينه وبينها، يكتشف الزوج ذلك، فيحاول قتلهما.

كل ما في القصة متوقَّع، ما سيحصل تشي به، بصراحة فجّة، المشاهدُ السابقة، لا مفاجآت هنا، ولا جماليات بصرية تعوّص رتابة النص، الأولى كانت زائدة والأخيرة كانت ناقصة. لعله، وحسب، أداء الممثلين الثلاثة، وقد انحصر المُشاهد فيما بينهم، حال دون شعور بهدر ساعتين في مهرجان يضطر أحدنا فيه انتقاء أفلام للمشاهدة على حساب أخرى.

 

مجلة رمان الثقافية في

23.05.2024

 
 
 
 
 

مخرج أرجنتيني يفوز بجائزة أسبوع النقاد في مهرجان كان

(فرانس برس)

حصل المخرج الأرجنتيني فيديريكو لويس، الأربعاء، على الجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد الفرعية، ضمن فعاليات الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي، عن فيلمه الأول "سيمون دي لا مونتانيا" (Simon de la Montana).

في الفيلم، يؤدي لورينزو "توتو" فيرو (25 عاماً) دور سيمون، الفتى الذي يصادق مجموعة مراهقين من ذوي الإعاقات العقلية في مدينة بجبال الأنديس. يضمّ طاقم عمل الفيلم ممثلين يعانون من إعاقات عقلية، شأنه في ذلك شأن الفيلم الفرنسي الناجح "أنبتي تروك أن بلوس" (Un p'tit truc en plus) لأرتوس، الذي صعد طاقمه سلالم مهرجان كانّ الأربعاء.

وقال المخرج الأرجنتيني لوكالة فرانس برس خلال تقديم فيلمه: "أرى أن التواصل مع أشخاص مختلفين عنك يستحق بذل الجهد، فبهذه الطريقة يمكن الوصول إلى أجمل ما في البشر، أي عظمتهم وتعقيداتهم اللامتناهية".

وترتدي مكافأة مخرج أرجنتيني أيضاً بعداً رمزياً، خصوصاً بعد أن رفعت الأوساط السينمائية في الأسابيع الأخيرة الصوت رفضاً للسياسات التي ينتهجها الرئيس الليبرالي المتشدد خافيير ميلي في المجال الثقافي.

وانطلق "أسبوع النقاد" عام 1962، وهو إحدى المسابقات الموازية لتلك الرئيسية في مهرجان كانّ السينمائي في جنوب فرنسا، ومخصص لاكتشاف المواهب الجديدة، ويضم برنامجه أفلاماً هي الأولى أو الثانية لمخرجيها.

وبلغ مجموع الأعمال المختارة في نسخة هذا العام 11 فيلماً، من بينها سبعة ضمن المسابقة. فيما تولى رئاسة لجنة تحكيم هذه الفئة الفرعية ضمن "كانّ"، رودريغو سوروغوين، أحد أبرز وجوه التجدد في السينما الإسبانية. إذ اشتهر هذا المخرج، البالغ 42 عاماً، في السنوات الأخيرة بأفلامه السوداء، على غرار "إل رينو"، ونال جائزة غويا لأفضل مخرج عام 2019.

وشكّلت هذه الفعاليات منصة انطلاق لمخرجين باتوا مهمين في عالم السينما، على غرار كِن لوتش الذي برز في "أسبوع النقاد" عام 1970 بفيلم "كيس"، والحائز جائزة السعفة الذهبية مرتين، إحداهما عام 2006 عن فيلم "ذا ويند رايزس" والثانية في 2016 عن "آي، دانيال بلايك". كذلك اكتُشفت من خلال "أسبوع النقاد" المخرجة جوليا دوكورنو الفائزة بالسعفة الذهبية عن فيلم "تيتان" عام 2021.

ومن المنتظر إعلان بقية الفائزين بجوائز مهرجان كانّ، بما في ذلك السعفة الذهبية، خلال حفل الاختتام مساء السبت المقبل.

 

العربي الجديد اللندنية في

23.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004