ملفات خاصة

 
 
 

"رفعت عيني للسينما" في "كانّ 2024":

وثائقيٌّ عن أحلامٍ مُحرّمة وطموحات مُجهَضة

كان/ محمد هاشم عبد السلام

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

في الدورة الـ63 (15 ـ 23 مايو/أيار 2024) لـ"أسبوع النقاد"، المُقامة في الدورة الـ77 (الفترة نفسها) لمهرجان "كانّ"، عُرِضَ الوثائقي المصري "رفعت عيني للسما" لندى رياض وأيمن الأمير، المُثير لتساؤلات وقضايا شائكة وشديدة الحساسية، في أكثر من مستوى: ثلاث مراهقات في قرية "البرشا"، إحدى قرى مدينة "ملوي" (صعيد مصر)، ومحاولاتهن متابعة أحلامهن وتطلعاتهن الفنية غير المحدودة.

فيه امتدادٌ بين حكاية ماجدة وشخصيتها وأحلامها، التي ترغب في السفر إلى القاهرة لدراسة المسرح، لتُصبح مُمثلة. إنّها بمثابة قائدة وملهمة ومرشدة لرفيقاتها؛ وحكاية هايدي، عاشقة الباليه، التي تحلم بأنْ تصبح راقصة مشهورة؛ ومونيكا، التي رغم صوتها الجهوري الأجشّ تطمح بشدّة إلى غزو القاهرة وعالم الغناء العربي، لتصير مغنّية مشهورة، لها ألبومات غنائية وثروة ومعجبين.

في السينما الوثائقية العربية، المصرية تحديداً، يندر الاشتغال على موضوع وأفكار وشخصيات محدّدة في سنوات، من دون أنْ يتعلّق الأمر بأسباب تخصّ التمويل ومشكلاته، وصعوبات وعقبات تنفيذ واشتغال، بل برصدٍ مُتمهّل للشخصيات، والاهتمام ببلورة أفكار وتطوّرها وتتبّعها، ورصد تغيّرات طارئة على الفتيات.

هذا أنجزه الثنائي رياض والأمير قصداً، بتسخير وقتهما (عامان) للبحث والتنقيب والتطوير، وأربعة أعوام لتصوير الشخصيات ورصد أحوالها وتبدّلاتها. للأمر وجاهته طبعاً، وأهميته الفنية البالغة وضرورته في توثيق وإيصال فكرتهما بارزتان. وذلك رغم صعوبات وتحدّيات مُتخيّلة بخصوص كسب ثقة هذا المجتمع البسيط، المتحفّظ والمنغلق، والسماح بحضور الكاميرا وفريق العمل، والانخراط بينهم أعواماً عدّة.

الفيلم نظرة فاحصة وجريئة، تغوص في قضايا شائكة ومسكوت عنها في المجتمع المصري، وريف الصعيد تحديداً. هذا لا يقتصر على تناول قضايا متعلّقة بالمرأة، هيمنةً وقمعاً واستخفافاً، ومحاولات محو الشخصية والحضور والاستقلالية، ووأد الأحلام فقط، إذْ يتناول أيضاً شخصيات مسيحية، على قدر كبير من الإيمان والتديّن والالتزام، وفوق ذلك، ينتمين إلى عمق صعيد مصر، حيث التزمّت والانغلاق والتمسّك بالعادات والتقاليد والموروثات. إضافة إلى طبيعة المجتمع القروي، بما فيه من انغلاق وصعوبات عيش، وطبعاً غلبة فقر مُدقع وجهل وبؤس أحوال.

لذا، ركّز المخرجان، في أكثر من مشهد، على تصوير متكرّر لطرقات القرية والحقول، وللبيوت من الداخل والخارج، ولكيفية العيش في ظلّ أوضاع كهذه. وأيضاً، على الحضور القوي للكنيسة، والتردّد عليها، وانتشار صُور القديسين، وكيفية تغلغل الدين في حياة الشخصيات ومفرداتها وكلماتها وتصرّفاتها، وردود أفعال أهل القرية على ما تؤدّيه المُراهقات من فقرات مسرحية في الشارع، ما أثار مسائل إشكالية شديدة الحساسية، تمسّ صميم حياتهم المُتكلّسة. مثلاً: الزواج المُبكر، الإنجاب في سنّ المُراهقة، تربية الأطفال، الأعباء والمسؤوليات، مدى إمكانية الاستمتاع بالحياة في ظلّ عيش كهذا.

رغم وجود عديدات في الفرقة، يُركِّز الفيلم على ثلاثة منهن: المخرجة المسرحية ماجدة (ماجدة مسعود)، والراقصة هايدي (هايدي سامح)، والمغنّية مونيكا (مونيكا يوسف). كما يُرافقهن في خطوطٍ سردية متوازية، ترصد يومياتهن، وتتقاطع عند اجتماعهن معاً للتدريبات، أو لأداء الفقرات المسرحية، أو الجلوس في الحقول للدردشة والتحدّث عن أحلامٍ وطموحات ومستقبل. يظهرن في الشارع لأداء ما يُمكن، مجازاً، تسميته بـ"مسرحيات" أو "تمثيل"، بجسارة شديدة أمام أطفال وسيدات ورجال مدهوشين ومرتبكين ورافضين ما يرونه، وأساساً رافضين أفكاراً تعلن صراحة وبصدق أنّ جسد الفتاة ليست خطيئة، وعن رغبتها في ارتداء ما يروقها من ملابس، ومشكلات الزواج، وغيرها من قضايا استفزازية في ما يخصّ مجتمعاً كهذا.

في القسم الأول، تأسيسٌ للشخصيات والموضوع، والتعرّف على المراهقات الثلاث، وأحلامهن المختلفة، ومتابعة تكوين الفرقة والتدريبات. هناك أيضاً تعرّف على المكان البائس الذي يجرين فيه تدريباتهن، ومحاولاتهن تطويره، ونجاحهن في الحصول على طاولات يرتجلن منها خشبة مسرح بدائية. يتسم هذا الجزء بحيوية وصراع، ففيه شدّ وجذب بالغين بين طموحاتهن الفنية والقيود المجتمعية الصارمة، والرفض والسخرية في أفضل الأحوال.

منذ البداية، يُلاحَظ عبر الحضور الذكوري سمات عدة بارزة: سخرية شقيق ماجدة من حبّها للفن والتمثيل، ورغبتها في الذهاب إلى القاهرة لدراسة المسرح. حضور خطيب مونيكا، وزوجها اللاحق، وحديثهما معاً عن وعده لها بالذهاب إلى القاهرة ومساعدتها في احتراف الغناء، ومدى استهانته بحلمها وطموحاتها، وإيهامها بمساندتها، وفي النهاية يخدعها فنتبخّر وعوده، ثم إتمام الزواج وتنفيذ رغباته. في مقابل نقاشهما الهادئ، هناك نقيضه تماماً بين هايدي وخطيبها الجديد المُغرمة به، الذي شكّل ارتباطها به نقطة انقلاب في حياتها، ضد الفن وحب الباليه، وضد صديقاتها. المُثير للغاية أنّ والد هايدي بالغ الهدوء والانفتاح والتسامح، ومشجّع لها، ومؤنّب إياها لابتعادها عن المسرح والفرقة وصديقاتها ورغباتها وطموحاتها.

نموذجٌ غريب جداً في الفيلم، مُقارنة ببقية الشخصيات الذكورية المُنغلقة المُتسلطة، وبصفة عامة، باعتباري أباً ريفياً صعيدياً مسيحي، لا يهمّه سوى سعادة ابنته. هذا أوجد توازناً درامياً للسياق.

رغم أنّ المشهد الأخير يمنح عزاءً لماجدة وهايدي ومونيكا، إذْ تسير فتيات صغيرات أخريات على دربهن لتقديم عروض مسرح الشارع، والإيحاء أنّ هناك استمرارية وتواصل أجيال، لا تستند الخاتمة السعيدة على أي خلفية واقعية وحقيقة ملموسة، تتجاوز كونها مُجرّد أحلام مُتصَوّرة، ورغبات مرتجاة، وأمنيات جامحة لدى ندى رياض وأيمن الأمير.

 

العربي الجديد اللندنية في

22.05.2024

 
 
 
 
 

نظرة أولى | «إلى أرضٍ مجهولة» لـ مهدي فليفل قصيدة مريرة عن اللاجئين الفلسطينيين

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

إن المأزق المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون وما يتعرضون له حالياً في غزة، ينعكس في فيلم مهدي فليفل الروائي الأول «إلى أرض مجهولة» وإن كان مكان أحداثه مختلفة، هذا العمل الذي ينافس في أسبوعي المخرجين بمهرجان كان الـ 77، يدعو إلى التفكير والتأمل، بل والتحريض من أجل البقاء.

فلسطينيان يائسان تقطعت بهم السبل في أثينا، اليونان، في دراما المهاجرين المفجعة، حيث تدور الأحداث حول المصاعب القاسية التي يواجهها اللاجئون الذين غادروا وطنهم الخطر ليجدوا أنفسهم بلا وطن، وهي قصة مثيرة للاهتمام.

الفيلم الفلسطيني الوحيد الذي يُعرض لأول مرة في مهرجان كان، صُنع بعناية فائقة ويتميز بأداء بطلين قويين تم ترجمته بعناية إلى الشاشة بعدسة متعاطفة.

منذ أن وصل شاتيلا (محمود بكري) ورضا (آرام صباح) من لبنان إلى اليونان بدون أوراق، وهما يحاولان الهجرة إلى ألمانيا بحلم افتتاح مقهى. لكن إيجاد طريق إلى هناك ليس بالأمر السهل. كما أن شراء جوازات سفر مزورة يتطلب أموالاً طائلة، وهو ما لا يملكه ابنا العمين بعد. فيلجآن إلى طرق مختلفة بغيضة لتمويل وثائق سفرهما، السرقة من السكان المحليين المطمئنين في الحديقة، وسرقة الأحذية وبيعها في الشارع، وحتى اللجوء إلى الدعارة.

وبالطبع، من المستحيل أن تشاهد فيلم ”إلى أرض مجهولة“ ولا تفكر فيما يحدث حاليًا في غزة. يستكشف فليفل، الذي تناول مخيمات اللاجئين في لبنان في فيلمه الوثائقي ”عالم ليس لنا“عام 2012، ماهية الشعور بأن تكون بلا وطن، أن تكون عالقًا بين حدود ليست حدودك، بين الحياة التي عشتها ذات يوم والحياة التي تأمل أن تعيشها مرة أخرى. ينتهي بك الأمر بالتشبث بأقرب ما يذكرك بالوطن. بالنسبة لشاتيلا، الوطن هو رضا.

شاتيلا هو الأكثر مسؤولية من بين الزوجين، حيث يقوم بتخزين ما يكسبه من مال. كما أن لديه زوجة وابن يبلغ من العمر عامين لا يزالان في مخيم لبناني يأمل في إحضارهما بمجرد أن يكسب ما يكفي من المال في ألمانيا.

هذا الهدف يجعله جادًا وأحادي التفكير، وهي النبرة التي يصقلها بكري من خلال سلوكه الصارم وجسده المتوتر. أما رضا، من ناحية أخرى، فهو مدمن مخدرات متعافٍ من الإدمان، ونادراً ما تستمر لحظات إقلاعه عن المخدرات لأكثر من شهر. عمل شاتيلا جاهداً للحفاظ على سلامة ابن عمه غير المتزن. إلا أن شراكتهما تصل إلى ذروتها عندما ينفق رضا أموالهما على المخدرات، مما يعني أن عليهما البدء من جديد.

"إلى أرضٍ مجهولة" فيلم يتصاعد توتره بسبب النكسات العديدة التي يتعرض لها هذا الثنائي. يصادفون مالك (محمد الصرفا)، وهو صبي صغير تُرك في اليونان دون أهله، يحاول السفر إلى عمته في إيطاليا. ولفترة من الوقت، يخلق وجود مالك بعض المشاهد الدافئة بين الثلاثي والتي تمنح هذه القصة الكئيبة بعض لحظات البهجة القليلة التي تنطوي عليها. لكن هذه العائلة المؤقتة لا تدوم طويلاً، إذ يدبر شاتيلا خطة لجلب المال من خلال إعادة الطفل إلى عمته عن طريق تاتيانا (أنجيليكي بابوليا)، وهي امرأة يونانية عنيدة يواعدها. إنها خطة بسيطة مع الكثير من التعقيدات. والتعقيدات هي التي تمنح الفيلم روحًا لاذعة. لأنه في عالم تتكدس فيه الأوراق السياسية والعاطفية والقانونية ضد اللاجئين، ويكون الفشل حاضراً دائماً.

يحتل شاتيلا ورضا ركنًا مكتظًا بالسكان ومتهالكًا في أثينا حيث ينام الكثيرون من الشرق الأوسط، ويسكنه تجار مخدرات ومنفذو عمليات وشخصيات أخرى مشبوهة، ليتحول الفيلم فجأة، إلى عمل تشويقي مكثف عن الاختطاف.

لكن يمكن القول حتى مع هذا التغيير، يظل الفيلم متماسكًا وعاطفيًا، ويوازن بين تلك التصورات النوعية مع نزعة إنسانية ملحوظة، حيث نرى إلى أي مدى يرغب شاتيلا في الذهاب لتحقيق أحلامه خلال بحثه عن وطن بديل.

 

####

 

ينافس على السعفة الذهبية للدورة الـ 77 ..

«فندق ديستينو» لـ كريم عينوز .. فيلم مملوء بالرغبة للمتعطشين إلى الوجود

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

سلط مهرجان كان السينمائي الضوء مساء أمس على أفلام استثنائية من مختلف الأنواع والجنسيات، ويَعِدُ "فندق ديستينو" للمخرج البرازيلي من أصول جزائرية "كريم عينوز" باستكشافه الفريد لموضوعات الرغبة والصراع، أحد الأفلام المنافسة على السعفة الذهبية في الدورة السابعة والسبعين للمهرجان، ويظهر في الصور المرفقة طاقم العمل، فابيانو جولاني، كايو جولاني، فابيو أسونساو، ناتالي روشا، كريم عينوز، إياجو كزافييه، وجانينا برنارديس.

تدور أحداث الفيلم في سيارا؛ البلدة التي نشأ فيها المخرج، وهو مكان يتميز بحرارة مرتفعة تبلغ 30 درجة مئوية وسطياً، ويتتبع الشريط السينمائي شاباً وامرأة في أثناء خوضهما تجارب يفرضها نظام يسعى لقمعهما، لذلك يسعيان إلى تحدي هياكل السلطة التي تهدد وجودهما، محاولَين الوصول إلى شعورهما العارم بالاستقلالية والحرية.

"فندق ديستينو" هو فندق يقدم خدمات جنسية على جانب الطريق في ساحل شمال البرازيل، يديره "إلياس" الفظ وزوجته الجميلة المحبطة "ديانا"، وعندما يصل "هيرالدو"، البالغ من العمر 21 عاماً، نفسه إلى الفندق، بعد أن خانه الحظ، وهرب من الشرطة، ومن العصابة التي خذلهما معاً، تجد ديانا نفسها مفتونة به، وتسمح له بالبقاء.

وبينما يتنقل الاثنان في لعبة القوة والرغبة والتحرر، تظهر خطة خطيرة للحرية. في هذا الجو الاستوائي، تتشابك الولاءات والرغبات؛ ما يكشف عن أنّ المصير له تصميمه الغامض الخاص.

وقال عينوز، في بيان صحفي عن فيلمه الجديد: "إن العودة إلى كان بفيلم قريب جداً من قلبي هو فرحة هائلة، ورحلة مزدوجة إلى الوطن. "موتيل ديستينو" هو قصة لا تهدأ، وفيه الكثير من الإثارة الحسية. لقد أتيحت لي الفرصة للانغماس في استكشاف طرق جمالية ودرامية جديدة تحت شمس سيارا التي لا ترحم، غامرت باستحضار فيلم جديد، مملوء بالعرق والرغبة والابتهاج والحيوية الخام لأولئك المتعطشين حقاً للوجود".

وكان كريم عينوز شارك سابقاً في المسابقة الرسمية لمهرجان كان العام الماضي بفيلم "لعبة الملكة"، ويُعرف المخرج البرازيلي بنهجه السينمائي الذي يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية الحرجة من خلال روايات شخصية ومؤثرة، ومن ذلك ما قدمه في فيلمه "الحياة غير المرئية"، إذ استكشف الظلم الاجتماعي الذي عانته شقيقتان في ريو دي جانيرو في خمسينات القرن الماضي؛ ما أكسبه العديد من الجوائز الدولية، منها جائزة "نظرة ما" ضمن مهرجان كان.

 

####

 

تصدر ترشيحات النقاد للسعفة الذهبية ..

نظرة أولى | «المادة» للفرنسية كورالي فارجا رؤية متطرفة للتشكيك في كراهية النساء

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

قد يبدو أن الفيلم الثاني للكاتبة والمخرجة الفرنسية كورالي فارجا، يتناول مجازًا روائيًا مألوفًا - الجمال المتقدم في العمر الذي يعقد صفقة وهمية ليعود شبابًا مرة أخرى - لكن فيلم الرعب الجسدي القوي يتم تنفيذه بمهارة وتعاطف، حيث يقدم رؤى جديدة إلى جانب كمية كبيرة من الدماء على الشاشة.

يستقطب الفيلم الذي ينافس على السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي في دورته السابعة والسبعين، أداءً ممتازًا من ديمي مور في دور نجمة هوليوود التي كبرت في العمر ويتم الاستغناء عنها، وتقوم مارغريت كوالي في دور النسخة الأصغر والأجمل التي تم صنعها عن طريق حقنها بمصل يعيد الشباب.

وحتى لو كان الفيلم يخاطر في بعض الأحيان بالمبالغة في عرض ذلك، إلا أن فارجا تستمر في طرح الأفكار بشراسة - خاصةً حول كيفية قيام صناعة الترفيه بإحداث صدمة نفسية للنساء ودفعهن إلى القيام بأشياء فظيعة لأنفسهن من أجل البقاء في العمل واستعادة وهج النجومية وبريقها.

تؤكد فارجا من خلال فيلمها ”المادة، The Substance “ على مكانتها كمخرجة أفلام نسوية جريئة تستخدم أنواعًا متطرفة للتشكيك في كراهية النساء المنهجية، عُرض فيلمها الأول في عام 2017، وهو فيلم الإثارة والانتقام الوحشي Revenge.

تلعب مور دور إليزابيث سباركل، وهي ممثلة حائزة على جوائز والتي مع اقترابها من الخمسين من عمرها، عليها الآن أن تكتفي بتقديم برنامج تمارين رياضية، ولكن حتى هذا الأمر يُسلب منها عندما يطردها منتجها المخادع هارفي (دينيس كويد) بسبب كبر سنها. وبعد أن تشعر إليزابيث باليأس من حياتها المهنية، وهو الشيء الوحيد الذي تملكه، تعلم إليزابيث ببرنامج غامض يعرف باسم ”المادة“ الذي يعدها بمنحها نسخة أفضل وأكثر شباباً من نفسها.

وبعد يأسها، تقوم بالتسجيل في البرنامج، وتتبع تعليمات محددة للغاية حول كيفية تناول التركيبة والقواعد التي يجب أن تكون عليها هذه الوصفة.

ومباشرة بعد حقن نفسها، تنهار إليزابيث، وتخرج فقاعة مخيفة من ظهرها، وسرعان ما تتحول إلى امرأة شابة رائعة (كوالي) تسكن في نفس وعي إليزابيث، التي أصبحت الآن معطلة.

ووفقًا لتوجيهات المادة، يمكن لإليزابيث أن تكون هي نفسها لمدة أسبوع، ولكن بعد ذلك يجب أن تكون النسخة الأصغر سنًا، التي تسمي نفسها سو، مستيقظة لمدة أسبوع، وهكذا. متحمسة لهذه الفرصة الثانية، تستعد سو لاستعادة وظيفتها القديمة في مجال اللياقة البدنية.

ظاهريًا، يعتبر فيلم ”المادة“ إدانة لهوس هوليوود بالشباب، لكن فارجا تحفر باستمرار بشكل أعمق، ليس فقط لاستكشاف الموضوعات العرضية ولكن أيضًا لصياغة شخصية مركزية ثرية ذات معضلة متعاطفة. من المستحيل عدم التفكير في مسيرة مور المهنية الخاصة من خلال منظور إليزابيث - كانت مور نجمة منذ الثمانينيات، على الرغم من أنها لم تتمتع بأدوار سينمائية كبيرة في السنوات الأخيرة - وهي تجلب كلاً من الحس الفكاهي المؤثر والساخر في تجسيدها للشخصية، حيث تسخر من ضحالة هوليوود مع الاعتراف بمدى الضرر النفسي الذي يمكن أن تكون عليه المواقف المتحيزة جنسياً تجاه النساء ”الأكبر سناً“. وتؤدي كوالي الشخصية الأصغر من إليزابيث بنفس القدر من الجودة كنسخة ساخرة تقريبًا من ”الجاذبية“ الشبابية القاسية. (تجدر الإشارة إلى أن والدة الممثلة هي النجمة السينمائية المخضرمة أندي ماكدويل، مما يضيف مستوى آخر إلى ملاحظات الفيلم حول التقدم في السن).

ليس من المدهش أن تختار إليزابيث تناول فيلم ”المادة“ - وليس من المدهش بنفس القدر أن يتسبب لها غرورها في كوابيس لا تعد ولا تحصى. ولكن في حين أن بعض هذه التعقيدات قد تكون متوقعة، إلا أن تحقيق فارجا المدروس في هذا التصور السينمائي المرعب لا ينفك يفجر مفاجآت صغيرة، ويعلق بحدة على الطرق التي نحسد بها أنفسنا الأصغر سنًا ونحتقرها، ونراها ككيان مختلف عن أنفسنا.

بالإضافة إلى ذلك، يتم فحص العلاقات بين الأم وابنتها، وعملة الجمال الزائلة، وفظاعة الرجال بشكل عام بتلذذ محموم وغير خفي في بعض الأحيان.

لكن لا يتم الحكم على إليزابيث أبدًا بسبب قرارها بخلق هذه الشخصية الثانية، ويوضح (المادة) مرارًا وتكرارًا كيف أن كارهي النساء الأقوياء مثل هارفي - الاسم بالتأكيد إشارة إلى واينستين - يدفعون النساء إلى هذا الحد.

ويصبح مصمم المؤثرات الخاصة بيير أوليفييه بيرسين هو السلاح السري للفيلم في نصفه الثاني، حيث يبدأ صراع إليزابيث مع ذاتها الأخرى، ذاتها التي ترى أنها تحقق لها ما أرادته من عودتها للأضواء والشهرة ونظرات الإعجاب، ولكنها في الوقت نفسه ليست هي، وتنطلق الفكرة التي يعرضها الفيلم ببراعة، مواجهة النفس، فهل ترضى بشهرة بديلة تراقبها من الخارج أم تواصل الكفاح لاستعادة حياتها الحالية من جديد؟.

على عكس الأفلام الأخرى التي تدعي أنها أفلام رعب الجسد، تقدم فارجا الفيلم بطريقة مذهلة ومضحكة ومثيرة تمامًا، وهو ما جعله يتصدر ترشيحات النقاد في الحصول على السعفة الذهبية، أو حصد بطلته ديمي مور لجائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان هذا العام.

 

####

 

في حواره الأول لـ «سكرين ديلي» من «كان» ..

المخرج الإيراني محمد رسولوف يتحدث عن رحلة فراره وصناعته لفيلمه «بذرة التين المقدس»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

كشف المخرج الإيراني محمد رسولوف أنه لم يكن أمامه سوى ساعتين فقط ليقرر إما البقاء في إيران ومواجهة الاعتقال أو الفرار من البلاد لضمان حريته.

وفي حديثه الأول إلى مجلة «سكرين ديلي» من مهرجان كان، حيث من المقرر أن يُعرض فيلمه الأخير ”بذرة التين المقدس“ في المسابقة الرسمية غداً (24 مايو)، بدا المخرج الإيراني مرتاحاً لتأمين سلامته الشخصية، ولكنه كان يفكر في المجتمع الذي تركه وراءه ومستقبله كمخرج.

وقال رسولوف الذي حُكم عليه بالسجن ثماني سنوات والجلد من محكمة الثورة الإسلامية الإيرانية بسبب إدلائه بتصريحات علنية وصناعة أفلام وثائقية اعتبرت ”أمثلة على التواطؤ بقصد ارتكاب جريمة ضد أمن البلاد“: ”لم يكن أمامي خيار آخر“.

وأضاف : عندما عرفت أن محكمة الاستئناف أكدت الحكم نفسه.. كنت أعلم أنه لن يكون أمامي سوى القليل من الوقت قبل أن يأتوا بالفعل ويعتقلوني، وكان أمامي ساعتين لاتخاذ قرار ما إذا كنت سأبقى في السجن أو أهرب وهذا ما فعلته.“

تخلص المخرج من جميع الأجهزة الإلكترونية وسار عبر الأراضي الحدودية الجبلية سيراً على الأقدام قبل أن يؤمن ملجأ في ألمانيا.

قال رسولوف، الذي فاز بجائزة الدب الذهبي في برلين عام 2020 عن فيلمه ”ليس هناك شر“ والجائزة الأولى في مهرجان كان عام 2018 عن فيلم ”رجل النزاهة“، إنه لا يزال متفائلاً بالعودة إلى وطنه الأم لأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر طويلاً في إيران وسيتغير“.

ومع ذلك، اعترف أيضًا بأن العديد من زملائه الفنانين لديهم نفس الأمنية لكنهم لم يتمكنوا من العودة بعد عقود من المنفى.

وأضاف عن خططه المستقبلية في صناعة الأفلام: ”أحاول فقط ألا أركز على هذا الأمر بل على البدء في الإبداع من جديد بقيود جديدة، لقد تدربت على العمل بالقيود لذلك أنا متأكد من أنني أستطيع التكيف مع القيود الجديدة التي ستُمنح لي في صناعة الأفلام خارج إيران.“

وفيما يلي جزء من نص المقابلة، يتحدث خلالها رسولوف عن سبب استمراره في إنتاج أفلام تثير غضب السلطات الإيرانية، وعن تصوير فيلم ”بذرة التين المقدس“، وأهمية اختياره في مهرجان كان.

** كيف تشعر الآن، بعد كل ما مررت به في الأسابيع الأخيرة؟

ـ حسناً، أنا بخير. أشعر بالسعادة لكوني في أمان، بعد أن مررت بهذه العملية الخطيرة للغاية حيث كان من المحتمل أن أسجن لسنوات عديدة، لذلك أشعر بالامتنان والسعادة لخروجي من إيران. ولكن، في الوقت نفسه، أشعر ببعض الألم لأنني بعيد عما كانت عليه حياتي اليومية في إيران، وهو ما كان يهمني كثيرًا. أنا من النوع الذي يكون قريبًا جدًا من الناس، وكنت أخرج إلى الشارع لأستقل سيارة أجرة أو أذهب للتسوق. قد يبدو هذا الأمر تافهًا للغاية ولكن بالنسبة لي كفنان وكصانع أفلام، من المهم للغاية أن يكون هذا التواصل مع الناس. ولكن لم يكن أمامي خيار آخر.

** هل أنت قلق من أن يتم نفيك الآن بشكل دائم بعد هروبك من إيران؟

ـ شعوري هو أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر طويلاً في إيران وسيتغير، وبالتالي سأتمكن من العودة. ولكن في الوقت نفسه، لا أعرف ما إذا كان بإمكاني الاعتماد على هذا الانطباع لأنني أدرك أن العديد من أبناء بلدي كانوا خارج إيران منذ عقود، ويعتقدون أنهم على وشك العودة ويجهزون حقائبهم. أحاول فقط ألا أفكر في ذلك أو أركز على هذا الأمر بل أحاول التركيز على حقيقة البدء في الإبداع من جديد.

** متى قمت بتصوير فيلم”بذرة التين المقدس“ ؟

ـ لم أتمكن من التصوير بشكل متواصل. كان لدينا بضعة أيام ثم نتوقف بعد ذلك. كان ذلك على مدار ثلاثة أشهر من أواخر ديسمبر إلى مارس. بدأت في إنجاز المونتاج خارج إيران، لكن بالنسبة للتصوير، ربما استغرقنا 70 يومًا متناثرة على مدار ثلاثة أشهر. جرت مرحلة ما بعد الإنتاج في ألمانيا.

** لماذا تصنع هذه الأفلام التي تجلب لك الكثير من المتاعب؟

ـ ربما يجب أن أذهب لرؤية محلل نفسي لأن أكثر ما يهمني هو حريتي وحقوقي الإنسانية. هذا هو الشغل الشاغل الرئيسي في حياتي. أنا أحب السينما ولكنني سأستبدل السينما بحقوقي الإنسانية لأنني متأكد من أنه إذا استعدت حقوقي الإنسانية فسأستطيع صناعة الأفلام مرة أخرى.

** هل تصنع أفلاماً أيضاً للتعبير عن حالة المجتمع في بلدك؟

ـ أنا حساس للغاية ومتأثر بمحيطي وبما يجري في المجتمع الذي أعيش فيه. وبسبب هذا القلق وهذه الطريقة في التعاطي مع العالم، فقد وُضعت في السجن لسنوات. لقد كنت في الحبس الانفرادي، عندما تكون بمفردك ولا يمكنك فعل شيء سوى الاستلقاء والتفكير. لقد كنت في زنزانات جماعية تقابل فيها جميع أنواع الأشخاص المثيرين للاهتمام. كل هذا فقط لأنني استمر في كوني مهووسًا ومهتمًا بما يدور حولي.

** ماذا يعني اختيار فيلمك في المسابقة في مهرجان كان، سواء بالنسبة لك أو بالنسبة للفنانين الإيرانيين؟

ـ أنا سعيد أنه في مهرجان كان، يمكنك أن تحصل على صورة عن حياة الناس الحقيقية في إيران وما يحدث الآن في إيران - شيء تم إنتاجه بعيداً عن الرقابة، وهذه رسالة أمل للفنانين الإيرانيين، لإظهار أن الأمر ممكن، وأن بإمكانهم أن يحاولوا أن يعكسوا واقع إيران دون رقابة ويحاولوا الالتزام بهذا المسار.

** ما الذي تأمل أن يستخلصه الجمهور العالمي من الفيلم؟

ـ على الرغم من أن الفيلم تدور أحداثه في إيران، إلا أن الهدف منه ليس تقديم أي معلومات عن إيران أو إعطاء نظرة ثاقبة لما يجري في إيران تحديداً. سيساعد الفيلم الجمهور على التواصل مع حقيقة الشخصيات. هناك عدة مواضيع ولكن إذا كان هناك موضوع واحد يمكن استخلاصه فهو طاعة أو إخلاص بعض الناس لنظام ما. هذا هو انعكاس يمكن أن يكون لديك عن العديد من الأماكن والمواقف الأخرى غير تلك التي تجري في إيران.

 

####

 

قائمة الفائزين خاليه من «رفعت عيني للسما» ..

الأرجنتيني فيديريكو لويس يقتنص جائزة أسبوع النقاد في «مهرجان كان الـ 77»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

حصل المخرج الأرجنتيني فيديريكو لويس، أمس الأربعاء، على الجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد الفرعية، ضمن فعاليات الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي، عن فيلمه الأول "سيمون دي لا مونتانيا" (Simon de la Montana).

في الفيلم، يؤدي لورينزو "توتو" فيرو (25 عاماً) دور سيمون، الفتى الذي يصادق مجموعة مراهقين من ذوي الإعاقات العقلية في مدينة بجبال الأنديس. يضمّ طاقم عمل الفيلم ممثلين يعانون من إعاقات عقلية، شأنه في ذلك شأن الفيلم الفرنسي الناجح "أنبتي تروك أن بلوس" (Un p'tit truc en plus) لأرتوس، الذي صعد طاقمه سلالم مهرجان كانّ أمس الأربعاء.

وقال المخرج الأرجنتيني خلال تقديم فيلمه: "أرى أن التواصل مع أشخاص مختلفين عنك يستحق بذل الجهد، فبهذه الطريقة يمكن الوصول إلى أجمل ما في البشر، أي عظمتهم وتعقيداتهم اللامتناهية".

وترتدي مكافأة مخرج أرجنتيني أيضاً بعداً رمزياً، خصوصاً بعد أن رفعت الأوساط السينمائية في الأسابيع الأخيرة الصوت رفضاً للسياسات التي ينتهجها الرئيس الليبرالي المتشدد خافيير ميلي في المجال الثقافي.

وذهبت جائزة اللمسة الفرنسية للجنة التحكيم إلى دراما المهاجرين "Blue Sun Palace" للمخرجة الصينية الأمريكية كونستانس تسانغ.

وفاز بجائزة النجم الصاعد لمؤسسة لويس روديرر، الممثل البرازيلي ريكاردو تيودورو، عن فيلم "Baby" للمخرج ريكاردو كايتانو. وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير للمخرج الفرنسي جيل سيلا عن فيلم “Montsouris Park”.

فيما حصل فيلم “Julie Keeps Quiet” للمخرج البلجيكي ليوناردو فان ديجل، بجائزتي مؤسسة جان للتوزيع السينمائي، وجائزة جمعية المؤلفين “SACD”. ومنحت قناة “كانال بلس” جائزتها لأفضل فيلم قصير للمخرج التركي جيم ديميرير عن فيلم "Absent".

يذكر أن مسابقة أسبوع النقاد شهدت مشاركة مصرية بفيلم “رفعت عيني للسما” المخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، الذي خرج من دون جوائز..

يدور الفيلم في فلك قصص ثلاثة مراهقات ومتابعة حلمهن في عالم الفن بين حكاية ماجدة التي تحلم بالسفر للقاهرة لدراسة المسرح وتصبح ممثلة، وحكاية هايدي التي تحلم بأن تصبح راقصة باليه، في حين تحلم مونيكا بأن تصبح مغنية مشهورة.

وانطلق "أسبوع النقاد" عام 1962، وهو إحدى المسابقات الموازية لتلك الرئيسية في مهرجان كانّ السينمائي في جنوب فرنسا، ومخصص لاكتشاف المواهب الجديدة، ويضم برنامجه أفلاماً هي الأولى أو الثانية لمخرجيها.

وبلغ مجموع الأعمال المختارة في نسخة هذا العام 11 فيلماً، من بينها سبعة ضمن المسابقة. فيما تولى رئاسة لجنة تحكيم هذه الفئة الفرعية ضمن "كانّ"، رودريغو سوروغوين، أحد أبرز وجوه التجدد في السينما الإسبانية. إذ اشتهر هذا المخرج، البالغ 42 عاماً، في السنوات الأخيرة بأفلامه السوداء، على غرار "إل رينو"، ونال جائزة غويا لأفضل مخرج عام 2019.

وشكّلت هذه الفعاليات منصة انطلاق لمخرجين باتوا مهمين في عالم السينما، على غرار كِن لوتش الذي برز في "أسبوع النقاد" عام 1970 بفيلم "كيس"، والحائز جائزة السعفة الذهبية مرتين، إحداهما عام 2006 عن فيلم "ذا ويند رايزس" والثانية في 2016 عن "آي، دانيال بلايك". كذلك اكتُشفت من خلال "أسبوع النقاد" المخرجة جوليا دوكورنو الفائزة بالسعفة الذهبية عن فيلم "تيتان" عام 2021.

ومن المنتظر إعلان بقية الفائزين بجوائز مهرجان كانّ، بما في ذلك السعفة الذهبية، خلال حفل الاختتام مساء السبت المقبل.

 

####

 

في سوق مهرجان كان السينمائي الـ 77 ..

المخرج المغربي عز العرب العلوي يروج لفيلمه «أفريكا بلانكا»

كان (فرنسا)، الوكالات ـ «سينماتوغراف»

عرض المخرج المغربي عز العرب العلوي فيلمه الجديد "أفريكا بلانكا" في إطار سوق الأفلام بمهرجان كان، وهو عمل يتطلع العلوي إلى أن يشارك به في مهرجانات دولية مختلفة، لاسيما وأنه يعالج إشكالية الهجرة التي تهم العالم بأجمعه، والتي يقول المخرج إنه اتخذها كخلفية للحديث عن معاناة الألبينو (أو المهق) في دول أفريقية عديدة.

العمل يؤكد أن الشراكة الأفريقية-الأفريقية سينمائياً يمكن أن تكون لها نتائج مهمة، علماً أن هذا الفيلم المغربي شارك فيه 90 بالمئة من الممثلين الأفارقة وهي سابقة في تاريخ السينما بالمملكة، بحسب المخرج نفسه، ومن المنتظر أن تتواصل في السنوات المقبلة في أعمال أخرى.

يحكي الفيلم فرار أم وابنها الألبينو من الأخطار التي تلاحق هذا الأخير خاصة في أفريقيا، فقط لأنه لا يشبه الآخرين من أبناء القارة السمراء، أي لكونه من الألبينو. وحسب معتقدات محلية، فهناك من ينظر له أنه فأل شؤم يجب القضاء عليه، والبعض يرى فيه مصدراً للخير والصحة وغير ذلك، ما يمكن أن يعرضه للقتل أيضا والاتجار بأعضائه.

وكانت وجهة الأم ونجلها أوروبا، في مشوار صعب ومعقد، يعيد المشاهد إلى مآسي ومعاناة المهاجرين على دروب الهجرة السرية الخطيرة والقاتلة. لكن الارتباط بالقارة بقي أقوى بداخليهما، لأنها هي الحل بالنسبة للمخرج في كل الحالات، حتى عندما يكون وضع المهاجر في بلاده صعبا.

واستغل المخرج المغربي سيرهما في مشوار أفريقي محفوف بالمخاطر نحو "الجنة" الأوروبية، لخلق القليل من المتعة وسط الألم، بعرض مشاهد فاتنة من الصحراء، والسفر بالجمهور إلى مدينة فاس، إحدى المدن التاريخية في المغرب، وزيارة الزاوية التيجانية بها لما يشكله الارتباط الروحي بين المملكة وبقية الدول الأفريقية من أهمية.

والفيلم عميق ومؤثر، يحمل المشاهد إلى عوالم تأملية وشاعرية، حاول فيها المخرج تمرير رسائل، عبر الحديث أولا عن الألبينو ثم في الوقت نفسه عن أزمة الهجرة في أفريقيا وعذاباتها وأحزانها، وارتباطه الشخصي بهذه القارة رغم كل شيء، خاصة وأنه يؤكد أنه من السينمائيين الذين لا يؤمنون بالهجرة كحل، وأن مفاتيح هذه الأزمة توجد في أفريقيا أولاً وأخيراً.

 

####

 

ضمن فعاليات كان السينمائي الـ 77 ..

الفائزون في النسخة الـ 27 من مسابقة «لا سينيف»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

منحت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة و”لا سينيف“ التي ترأستها لبنى أزابال ومن عضوية ماري كاستيل منشن-شار، وباولو موريتي، وكلودين نوغاريت وفلاديمير بيريشيتش، جوائز مسابقة ”لا سينيف“ لعام 2024 اليوم خلال حفل أقيم في مسرح بونويل، تلاه عرض الأفلام الفائزة.

تألفت ”لا سينيف“ من 18 فيلمًا طلابيًا، تم اختيارها من بين 2263 فيلمًا مشاركًا من 555 مدرسة سينمائية حول العالم.

** وحصل على الجائزة الأولى، (دوّار الشمس كان أول من عرف).. لـ شيداناناندا س نايك، من معهد التكنولوجيا التطبيقية، بوني، الهند

** الجائزة الثانية مشتركة، ما بين (من النافذة عبر الجدار).. لـ آسيا سيغالوفيتش، من جامعة كولومبيا، الولايات المتحدة، و (الفوضى التي خلفتها وراءها) لـ نيكوس كوليوكوس، من جامعة أرسطو في ثيسالونيكي، اليونان

** الجائزة الثالثة، حصل عليها (بونيهود)، لـ منسي ماهيشواري، من جامعة NFTS، المملكة المتحدة

يخصص مهرجان كان منحة مالية قدرها 15,000 يورو للجائزة الأولى، و11,250 يورو للجائزة الثانية، و7,500 يورو للجائزة الثالثة.

 

####

 

تعرف على | جائزة «أفضل عمل غامر»  في مهرجان كان الـ 77

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

منحت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الغامرة في الدورة الـ77 لمهرجان كان اليوم في بلاج دي بالم، جائزة أفضل عمل غامر في مهرجان كان، حيث تم تقديم فائز واحد من بين 8 أعمال في المسابقة من الواقع الافتراضي والواقع المعزز وعروض الفيديو والأعمال الثلاثية الأبعاد.

ضمت لجنة التحكيم، التي ترأستها المخرجة وكاتبة السيناريو الفرنسية ماري أماشوكيلي، الكاتب والمخرج والمنتج الفرنسي ماتياس شليبورغ، والمنتجة والكاتبة والمخرجة الأمريكية فاسيليكي خونساري، والمخرج أوري كرانوت، والمخرج النيوزيلندي والأمريكي راقي سيد.

وقُدمت الجائزة لفيلم (ملونين، Colored) من تصميم تانيا دي مونتين وستيفان فونكينوس وبيير آلان جيرو.

وفي عامه الافتتاحي، حجز أكثر من 3000 تذكرة من قبل حضور المهرجان لتجربة هذه المسابقة الجديدة التي شهدها كان السينمائي في دورته الـ77.

 

####

 

نال استحسان النقاد بعد عرضه الأول في «كان» ..

«نيتفليكس» تقترب من إبرام صفقة لفيلم «إميليا بيريز»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

يقترب فيلم ”إميليا بيريز“، الدراما الموسيقية باللغة الإسبانية للمخرج جاك أوديار ومن بطولة زوي سالدانيا وسيلينا غوميز وكارلا صوفيا غاسكون، والذي نال استحسان النقاد بعد عرضه الأول في مهرجان كان، من إبرام صفقة مع نتفليكس للحصول على حقوقه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وقالت مصادر إن الصفقة، التي يمكن أن تشمل أيضًا مناطق إضافية، مقابل 12 مليون دولار تقريبًا، ولا يزال هناك احتمال أن تنهار المفاوضات الجارية.

تلعب سالدانا دور ريتا، وهي محامية لا تحظى بالتقدير الكافي وتميل شركتها إلى مساعدة المجرمين أكثر من سعيها لتحقيق العدالة. لكنها تجد مخرجاً غير متوقع عندما يجندها زعيم عصابة مخدرات مرهوب الجانب مانيتاس (غاسكون) لمساعدته في إتمام عملية تغيير الجنس خلسةً ليصبح المرأة التي لطالما أراد أن يكونها، وتلعب جوميز دور زوجته المطمئنة.

يُذكر أن جاك أوديار من المخرجين الذين يشاركون بانتظام في مهرجان كان السينمائي، حيث فاز بالسعفة الذهبية عام 2015 عن فيلم ”ديبان“. وقد اختير فيلمه الأول ”شاهد الرجال يتساقطون“ عام 1994 للمشاركة في أسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي وفاز بثلاث جوائز سيزار، بما في ذلك أفضل عمل أول. وقد شارك المخرج الفرنسي بستة أفلام في الاختيار الرسمي، بما في ذلك ”نبي“ و”عن الصدأ والعظام“ و”الأولمبياد“ و”إميليا بيريز“.

وقد حظي الفيلم بإشادة شبه إجماعية من النقاد، وبالإضافة إلى منافسته على السعفة الذهبية الثانية لأوديارد، فإن الفيلم مؤهل أيضًا للفوز بجائزة السعفة الذهبية التي تُمنح للأعمال التي تتناول موضوعات المثليين وتمنحها لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج البلجيكي لوكاس دونت.

 

####

 

كان 2024 | العرض العالمي الأول لفيلم «قلوب نابضة»  يحظى بتصفيق حار لمدة 15 دقيقة

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

استقبل مهرجان كان السينمائي هذا المساء العرض العالمي الأول لفيلم فرنسي طموح آخر، وهو ( قلوب نابضة ـ L'amour ouf)، وحظى فيلم المخرج جيل ليلوش المشارك في المسابقة بحفاوة بالغة لمدة 15 دقيقة داخل مسرح لوميير الكبير.

يشارك في بطولة حكاية روميو وجولييت الحديثة كل من فرانسوا سيفيل الذي أدى دور دارتانيان في فيلم الفرسان الثلاثة الذي أُعيد إنتاجه العام الماضي، وأديل إكزارتشوبولوس التي أدت دور ”أزرق هو اللون الأكثر دفئًا“. يلعب الثنائي دور حبيبي الطفولة السابقين من جانبين مختلفين.

بعد أن افترقت طرقهما، وتورط الصبي في عنف العصابات ودخل السجن بتهم قتل ملفقة، يعود الثنائي إلى بعضهما البعض رغم كل الصعاب بعد سنوات.

يضم فريق العمل الآخر رافاييل كوينارد وبينوا بويلفورد وإيلودي بوشيز وفنسنت لاكوست وآلان شابات وجان باسكال زادي.

الفيلم مقتبس عن رواية الكاتب الأيرلندي نيفيل تومبسون التي صدرت عام 1997 بعنوان ”جاكي يحب جونسون حسناً؟“ والتي تدور أحداثها على خلفية ضاحية باليفرموت القاسية في دبلن في الثمانينيات.

وقد نقل ليلوش القصة إلى فرنسا، وشارك في كتابة السيناريو مع أحمد حميدي الذي تعاون معه في الفيلم الكوميدي ”اغرق أو اسبح“ عام 2018، والفائزة بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية أودري ديوان.

 

####

 

ميلودراما تُنافس على السعفة الذهبية ..

نظرة أولى | «قلوب نابضة» لـ جيل ليلوش نهاية تعيسة لقصة حب متوهجة

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

الحب، يجعلك تفعل أشياء مجنونة. وأشياء سخيفة أيضًا، وأشياء متساهلة إلى حد كبير، وأحيانًا أشياء جميلة. يقوم المخرج الفرنسي جيل ليلوش بكل هذه الأشياء، وبكميات كبيرة، في فيلمه الميلودرامي ”قلوب نابضة“، الذي يأخذ حبكته من أفلام الماضي - حيث يتعاون الزمن والجريمة لإخراج الرومانسية الصافية بين شابين جميلين عن مسارها - وينفخها إلى مستوى كبير بشكل مذهل، مع روعة تصوير الكاميرا، وفواصل أحلام اليقظة الواقعية ودوامات متفرقة من تصميم الرقصات الموسيقية الهوليوودية القديمة. إنه انغماس مجنون، ولكنه أيضًا فيلم متناغم تمامًا مع عقلية شخصيتيه الرئيسيتين المجنونتين، عندما تقعان في الحب بالكامل للمرة الأولى (وربما الأخيرة).

هذه الأجواء، ستكسب فيلم ليلوش الكثير من الجمهور - خاصةً أولئك الذين يعيشون في فرنسا، حيث سيعرض الفيلم كمشروع تجاري ضخم وليس كعمل فني، على الرغم من اختياره في مسابقة مهرجان كان الـ 77، مع مدة عرضه التي بلغت

165 دقيقة، والتي تنقسم بشكل غريب ما بين عدة عقود، ومثقلة بشكل أغرب من حيث الدراما.

ومع ذلك، فإن فيلم ” قلوب نابضة“ لا تشعر معه بالملل أبدًا وأنت تشاهده، على الأقل عندما يؤدي فرانسوا سيفيل وأديل إكزارتشوبولوس دور العاشقين البالغين. الفيلم مقتبس عن رواية المؤلف الأيرلندي نيفيل طومسون ”جاكي يحب جونسير حسناً؟“ التي صدرت عام 2000، مع نقل الأحداث من دبلن التي تنتمي إلى الطبقة العاملة إلى بلدة مصنع ساحلية غير محددة في فرنسا، ويبدو أن الفيلم يبدأ من النهاية.

في تسلسل افتتاحي مصحوب بتوتر شديد، يقود زعيم العصابة الشاب كلوتير (سيفيل) الذي لم ينضج بعد فرقته من البلطجية في مواجهة مع عصابة منافسة تتحول إلى تبادل إطلاق نار مروع، لا يُرى إلا في ومضات صارخة من إطلاق النار من سيارة مهجورة، وينتهي المشهد بإصابة كلوتير في رأسه.

نعود إلى الوراء 20 عامًا تقريبًا إلى سبعينيات القرن العشرين، حيث كان كلوتير في مرحلة ما قبل المراهقة شخصًا جامحًا لا يمكن ترويضه، يعامله والده عامل الميناء (كريم لقليو) بقسوة ويتشاجر باستمرار مع شقيقه الأصغر كيكي المخلص. وبحلول منتصف الثمانينيات، تحول كلوتير البالغ من العمر 17 عامًا (الذي يلعب دوره الآن مالك فريكة، وهو ماكر ومثير للاهتمام) إلى شخص متبجح ومختال ومتعجرف، بدراجته النارية وقصة شعره القصيرة وسلوكه السيئ - ولكن مع لمعة صبيانية لجنوحه الذي يبدو ساحرًا إلى حد ما. على الأقل، هو كذلك بالنسبة لجاكي البالغة من العمر 15 عامًا (مالوري وانيك) من الطبقة المتوسطة، وهي فتاة جديدة في المدرسة بعد طردها من أكاديمية كاثوليكية خاصة بسبب العصيان. وبغض النظر عن هذا التفصيل، فهي في الأساس فتاة جيدة، ذكية وواعية ومخلصة لوالدها الأعزب (آلان شابات) - الذي يرى بشكل متجهم الكتابة على الحائط عندما تبدأ في مواعدة هذا المتمرد المتهور.

يمضي ليلوش وقتًا طويلًا جدًا في أول تدفق للحب بين الاثنين، ويعطينا مونتاجًا متوهجًا من المشاهد تلو الأخرى، منها مثلاً، مشهد خيالي على أنغام أغنية ”غابة“ لفرقة ”ذا كيور“ المفضلة لدى ”جاكي“، يقتحم العاشقان باليه البوب المصمم بإتقان عبر أرض المدرسة التي خلت فجأة من السكان، حيث يتراقص جسداهما ويدوران ويندمجان تقريبًا في صورة ظلية زرقاء في منتصف الليل.

وهذه ليست المرة الأخيرة التي سيغازل فيها ”قلوب نابضة“ لغة الفيلم الموسيقي - دون أي أغانٍ مؤداة مباشرة - وكان يمكن للفيلم، أن يستفيد من الالتزام التام بهذه الفكرة.

تصبح الأمور أقل إثارة للاهتمام، وإن كانت لا تزال مقنعة تمامًا، عندما يعود ليلوش إلى سرد القصص من النوع الذي يتسم بالواقعية. يهرب كلوتير من المدرسة، ويقع كما هو متوقع في قبضة زعيم العصابة المحلية القاسي لو بروس (بينوا بويلفورد)، وينتهي به الأمر بتحمل المسؤولية عندما يُقتل رجل بريء على يد ابن لو بروس اللزج توني (أنتوني باجون الذي يؤدي دورًا ثانويًا) خلال عملية سرقة فاشلة - مما يؤدي إلى قضاء 12 عامًا خلف القضبان.

بعد خروجه من السجن في شكل أكثر بساطة بكثير، يعود إلى المنزل حاملاً مجموعة متنوعة من الحسابات التي يريد تصفيتها، وحباً لا يزال مشتعلاً تجاه جاكي (إكزارتشوبولوس)، التي تعيش الآن في زواج بلا عاطفة من المترف جيفري (فنسنت لاكوست)، ولم تتخطى حبها الأول الذي استغرقها بالكامل.

يمكنك أن تخمن بشكل أو بآخر كيف تسير الأمور والفيلم نحو نهايته التعيسة التي كانت مُسبقة، مع بقاء الكيمياء الملموسة عبر السنين بين أبطاله البالغين، حتى مع إبقائهم منفصلين على الشاشة لأطول فترة ممكنة.

تمثل (إكزارتشوبولوس) حضورًا قويًا ومكثفًا في عمل يمكن أن يطفو في الخيال، ومن خلال الحوار الأكثر انفعالاً وانكشافاً عاطفياً في السيناريو الذي كتبه ليلوش وأحمد حميدي والمخرجة أودري ديوان، ينقلون المتفرج إلى حفرة اليأس مع جاكي وهي تبكي على أنغام تسجيل لأغنية ”لا شيء يقارن"، والتي تنتهي بأخذ جاكي المحبطه قطعة علكة من فم حبيبها، وتبدأ في خفقها مثل قلب ينبض، لكنها تنجح في تقديم صورة الحب الذي يجعل الإنسان يفعل أشياء مجنونة.

 

####

 

نظرة أولى | «كل ما نتخيله كضوء»  حكاية مومباي الحديثة الشبيهة بالأحلام

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

هناك نضارة ووضوح عاطفي في فيلم المخرجة الهندية بايال كاباديا (كل ما نتخيله كضوء ـ All We Imagine as Light)، الذي اختارته للمشاركة في مسابقة مهرجان كان السينمائي الـ 77، بالإضافة إلى إنسانية ثرية ووداعة تتعايش مع الإثارة الحسية الرقيقة، وأخيراً شيء من الغبطة في المشاهد واللحظات الأخيرة الغامضة.

«كل ما نتخيله كضوء» هو قصة ثلاث ممرضات في مومباي خلال العصر الحديث، برابها (كاني كوسروتي)، وآنو (ديفيا برابها) وبارفاتي (تشايا كادام). جاءت كل واحدة منهن إلى المدينة الكبيرة من بلدات صغيرة. برابها وأنو الأصغر سنًا والأكثر طيشًا شريكتان في السكن، وتطلب أنو (التي انتقلت للتو) من برابها الأكثر رزانة وعقلانية أن تغطي حصتها من الإيجار. كما أنها تسبب بعض الفضائح بين العناصر الأكثر ثرثرة في المستشفى بسبب صديقها المسلم شياز (هريدو هارون). وفي الوقت نفسه، تتعرض بارفاتي، الأرملة الأكبر سناً، للتهديد بالطرد لأن مطور عقاري اشترى شقتها السكنية ولم يترك لها زوجها الراحل الوثائق التي تثبت حقها في البقاء أو على الأقل الحصول على تعويض.

تبدأ أحداث الدراما عندما تتلقى برابها عبر البريد جهاز طهي أرز جديد تمامًا، والذي تثبت أنو أن هذا الجهاز تم تصنيعه في ألمانيا، وتدرك المرأتان أنه لا بد أن يكون قد تم إرساله من قبل زوج برابها الغائب، الذي ذهب إلى ألمانيا بعد زواجهما مباشرةً تقريبًا ثم انقطع الاتصال به.

هل يقوم زوجها الآن بإحياء علاقتهما، أم أنه، كما تشك برابها بوضوح، ينهيها الآن بشكل نهائي بهذه الهدية المهينة؟.

في الوقت نفسه، يبدي الطبيب اهتمامًا رومانسيًا برابها ولا يهتم بأنها متزوجة، فهل عليها أن تقطع علاقتها بالماضي وتسمح لهذا الرجل الجديد أن يحبها؟، كما يتعين على أنو نفسها أن تقرر مدى التزامها بشياز؛ فقد اضطرت إلى إلغاء موعدها الأخير في منزل والديه، والذي اشترت من أجله برقعًا للتنكر.

يخيم جو من عدم الأمان الرومانسي والعاطفي على حياة هاتين المرأتين، ويصبح الأمر أكثر تعاسةً وتوترًا بسبب وقوعه في المدينة الكبيرة حيث يوجد الكثير من الناس ومع ذلك توجد الوحدة، ومن أجل الهروب من مومباي جزئيًا، وافقت برابها وأنو على مرافقة بارفاتي عندما تستقيل من عملها في المستشفى وتعود إلى قريتها على الساحل.

وبعيدًا عن المدينة، بكل همومها العقلانية والتجارية، تجد برابها راحتها، وعندما تُستدعى مهاراتها المهنية في أزمة ما، ويحدث لها نوع من وحي هلوسة، يُظهر لها ما يعنيه انفصالها عن زوجها لفترة طويلة وكذلك عن سعادتها ومستقبلها. ولكن يمكن أيضًا أن يُنظر إلي هذا الوحي كمعجزة حرفية، تعطي برابها نظرة ثاقبة لما كان عليه وجود زوجها وعدمه طوال السنوات الماضية، وطبيعة الظلام الذي كان عليهما أن يعيشا فيه.

فيلم «كل ما نتخيله كضوء» رغم ببساطه رائع وممتع، يشبه الحلم ويشبه أيضاً الاستيقاظ من حلم.

 

موقع "سينماتوغراف" في

23.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004