ملفات خاصة

 
 
 

"ايميليا بيرز" الأقرب للسعفة الذهبية في كان السينمائي

البلاد/ عبدالستار ناجي

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

جملة الترشيحات حتى الآن للفيلم الأقرب إلى السعفة الذهبية يأتي فيلم (ايميليا بيرز) للمخرج الفرنسي جاك أوديار والذي يتناول حياة زعيم أحد كبار العصابات الذي يقرر في لحظة التحول جنسيا من كونه رجلا عنيفا إلى امرأة جميلة عامرة بالأحاسيس الإنسانية.

ويحتل الفيلم حتى الآن مكان الصدارة بالنسبة لاستبيانات النقاد في جملة الصحف والمطبوعات التي تصدر خلال أيام المهرجان وبعدة لغات ومن بينها صحيفة (للفاريتي) و (سكرين) و (الفيلم الفرنسي) وغيرها.

في مرحلة تالية هناك ترشيحات لأفلام أخرى مثل فيلم (بيرد) و (الماس البريء) و (المادة).

ولكن يظل فيلم (ايميليا بيرز) في المقدم لأسلوبه في المزج بين الدراما والموسيقى والاستعراضات. وأيضا الأداء المدهش للنجمة زوى سلادانا وهي تبدو قريبة من جائزة أفضل ممثلة كنت كنت شخصيا أميل إلى ترشيح مواطنتها ديمي مور في فيلم (المادة) حيث يدخل الفيلم دائرة على على السعفة الذهبية وهذا يعن أننا حتى الآن أمام اسمين كبيرين هما الأقرب للسعفة الذهبية.

 

####

 

فيلم (بارثينوب) للإيطالي باولو سورنتينو.. تحفة

البلاد/ عبدالستار ناجي

يعود المخرج الايطالي القدير باولو سورينتينو إلى مدينة كان للمرة السابعة مع فيلم "Parthenope"، وهو يحمل للعالم رسالة حب إلى موطنه الأصلي نابولي، ولكنه أيضا، على حد تعبيره، فيلم عن "شبابه الضائع" الذي يأتي كمتابعة طبيعية لسيرته الذاتية "يد الله." ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أن فيلم "بارثينوب" الملحمة التي امتدت لعقود عديدة هو أول فيلم لسورنتينو يتمحور حول المرأة. لماذا؟ وهو يجيب علي هذا السؤال خلال الموتمر الصحفي للفيلم: "عند التفكير في بطل حديث، كان من الطبيعي بالنسبة لي أن يكون بطلة، وليس رجلا".

الفيلم من بطولة الصبية الجميلة سيليست يلي بورتا (بدور بارثينون – الشابة) وفي الفيلم أيضا بطولة غاري أولدمان، لويزا رانييري، ستيفانيا ساندريلي، داريو أيتا، سيلفيا ديجراندي، إيزابيلا فيراري، لورنزو جلاديس، بياجيو إيزو، مارلون جوبيتر، بيبي لانزيتا، نيلو ماشيا، سيلفيو أورلاندو، دانييلي رينزو، وألفونسو سانتاجاتا.

الفيلم صور بين نابولي وكابري في الخمسينيات من القرن الماضي حول حكاية بارثينون الصبية التي تظل تبحث عن الحب وسط أجواء أسرية أرستقراطية. حيث تأخذها المغامرة إلى ذات صيف ومجموعة العلاقات التي عاشتها والمناسبات التي مرت بها في كل من كابري ونابولي وان ظل الفيلم يمثل قصيدة عشق في مدينة نابولي تظل تنبض بالجمال والحب والتجارب.

والحديث عن باولو سورنينو يعني بالضرورة التأكيد على أننا أمام واحد من أهم صناع السينما الإيطالية في المرحلة الراهنة إلى جوار جوسبي تورنتوري.

وفي رصيد سورنينو مجموعة من التحف حيث لا يمكن نسيان تحتله الهامة (الجمال العظيم) الذي حصدت عنه الأوسكار وأيضا جائزة مهرجان كان السينمائي الكبرى.

وهو هنا يرحل بنا عبر حكاية بارثينون الشابة التي تكتشف الأجيال والجمال والعلاقات والحب والجنس وكم آخر من الدروس الكبرى التي تصقل شخصيتها وهي تتحرك بخط متواز مع جديته في الدراسة حتى تأخذ طريقها إلى أرفع المناصب الأكاديمية.

سينما سورنينو سينما التكامل الفني الرفيع المستوى حيث التصوير العالي المواصفات والتمثيل المتكامل كيف لا وفي الفيلم إحدى عبقريات التمثيل النجم البريطاني غاري والدمان وأيضا الإيطالية القديرة ستيفاني ساندرليي. بالإضافة لكم من الأسماء الشابة ونخص سيليست يلي بورتا الساحرة بجمالها وأيضا بفهمها للشخصية وأبعادها.

الفيلم قام بكتابتها سورنينو -كعادته- في جميع أفلامه وهو يكتب قصيدة عشق لتلك الأنحاء الإيطالية حيث الشمس الساطعة والبحر والأماكن التي تعود تواريخها إلى عصر النهضة ولربما قبل ذلك وفي الفيلم لغة سينمائية تنساب بدعة وهي ترصد شذرات التفرد في نابولي من إحيائها الفقيرة حتى ناديها العريق.

 فيلم (بارثينون) ليس بالفيلم التقليدي الذي تشاهده وتتجاوزه بل يذهب إلى عقلك وقلبك لأنها تحفة سينمائية ستظل السينما تتوافق عندها طويلا.

ونخلص سورنتينو مبدع أصيل.

 

####

 

في مهرجان “كان” السينمائي

إحتفال خاص لأبطال وصنّاع الفيلم السعودي “نورة”

البلاد/ مسافات

بعد ان تمكّن الفيلم السعودي “نورة” المدعوم من صندوق البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، من الوصول إلى القائمة الرسمية من مهرجان كان السينمائي، الذي يقام  في الفترة الممتدة من ١٤ إلى ٢٥ مايو الجاري. 

نظم “فيلم العلا” إحتفالاً خاصاً بهذه المناسبة لإستقبال أبطال وصنّاع  الفيلم، على هامش فعاليات اليوم الرابع لمهرجان كان السينمائي ، وذلك بحضور أبطاله عبد الله السدحان ويعقوب الفرحان وماريا البحراوي، إضافة الى مؤلف ومخرج العمل توفيق الزايدي، وكوكبة من صنّاع السينما السعودية.

كما شارك في الإحتفال الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي جمانا الراشد. والرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي محمد التركي، إضافة الى الممثلة السعودية آسيل عمران.

يُعرض فيلم “نورة”  ضمن مسابقة “نظرة ما”، ليكون أول فيلم سعودي يشارك في مهرجان “كان” السينمائي العريق بدورته الـ ٧٧ .

الفيلم السينمائي الطويل “نورة”، من اخراج السعودي توفيق الزايدي الذي كتب السيناريو الخاص به، تمّ تصويره في قرية صغيرة تابعة لمدينة العلا الأثرية. وكشف انه اختار العلا لتكون خلفية جغرافية لتصوير العمل لأنه يرى أن الفيلم والعلا التي تُعد متحفاً فنياً يحكي تراثاً إنسانياً عريقاً، يتشابهان في رواية علاقة الإنسان بالفن.

الفيلم من بطولة يعقوب الفرحان، ماريا بحراوي، عبد الله السدحان وآخرين. وتدور قصته بين “نادر” الفنان الذي تخلى عن الرسم وانتقل لتعليم أطفال قرية في غرب السعودية و”نورة” الشابة التي تعيش مع شقيقها الصغير “نايف” حياة مستقلة، بعيداً عن أولياء الأمر الذكور بعد أن تُوفي والداهما في حادث سير عندما كانت طفلة، وتكتشف “نوره” أن “نادر” فنان، ومن هنا تبدأ الأحداث.

 

####

 

بمهرجان كان السينمائي

"إلى أرض مجهولة" لمهدي فليفل.. يعزف على إيقاع فلسطين

البلاد/ كان – عبدالستار ناجي:

كلما حضر المخرج مهدي فليفل كانت فلسطين هي الحاضر المحوري حيث العزف على إيقاع فلسطين وبكثير من الفهم والموضوعية وأيضا الاحترافية وهو في أحدث أعماله (إلى أرض مجهولة) الذي يأتي ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي وضمن تظاهرة (أسبوعا المخرجين).

رغم الموضوع الذي يشتغل عليه فليفل ينخرط في إطار أفلام الهجرة. إلا أن فلسطين تظل النبض الحقيقي لإيقاع هذا العمل بكل مضامينه وأبعاده.

المتن الروائي للفيلم الذي كتبه مهدي فليفل بالتعاون معه فيصل بوليفة وجيسون وكالجان. يتحرك في إطار الثنائي شاتيلا ورضا (أبناء عمومه) الذين اجتهدوا من أجل تأمين مبلغ يمكنهما السفر خارج أثينا التي وجدوا أنفسهم قد حشروا بها ولا منفذ إلا عبر شراء جوازات مزورة تمكنهما من العبور إلى بقية الأنحاء الأوروبية.

إلا أن الرياح تسير بما لا تشتهي أحلام وطموحات هذا الثنائي حينما يؤدي إدمان رضا على المخدرات إلى خسارة كل شيء حيث يبدأ الحلم بالتلاشي والاختفاء. في إطار متواز يبدأ تحرك رفيقة شاتيلا للذهاب إلى خطة تحمل كل مفردات التطرف. ولا يجد رضا حل إلا الموافقة بعد أن دمر كل الأحلام عبر تعاطيه للمخدرات. وتتمحور فركت رضا حول الإعلان بأنهما مهربان محترفون يقومان بإيصال الذين تقطعت بهم السبل ويريدون الخلاص والعمل على خطفهم وسرقة أموالهم. وكأنه لا حل بتحقيق الحلم إلا بقتل أحلام الآخرين ولربما قتلهم.

منذ المشهد الأول يدفعنا مهدي فليفل إلى عمق الأزمة وكأنه يريد اختصار المسافات عبر تقديم وتحليل للشخصيات المحور. وفي الفيلم يدهشنا الفنان الشاب محمود بكري (بشخصية شاتيلا) وهو نجل الفنان الفلسطيني القدير محمد البكري وهو يسير على نهج والده وأشقائه ومن بينهم صلاح وآدم وزياد. وفي الفيلم أيضا آرام صباغ (بدور رضا) ومحمد الصرافة وإنجيليكي بأبوليا ومحمود غسان ومعتز الشلتوني.

رحلة تحقيق الحلم تبدو منذ اللحظة موءودة وكلما تمر اللحظات تتسع الهوة وتتوالى الخيبات والعثرات وتتعمق مضامين الغربة ولربما الضياع في تلك الأنحاء القصية التي لا تحمل نبضك أو إيقاعك الإنساني

 فيلم مصنوع بعناية ومتماسك مجموعة الشباب في الفيلم تشتغل باحترافية رغم أن بعضهم يقف أمام الكاميرا للمرة الأولى. ونتوقف عند اسم المخرج مهدي فليفل هو مخرج فلسطيني دنماركي تخرج من NFTS

في المملكة المتحدة. في عام 2012، تم عرض أول فيلم وثائقي طويل له "عالم ليس لنا" وحصد أكثر من جائزة من أنحاء العالم.

مهدي فليفل في فيلمه يتجاوز الكثير من الصيغ التقليدية والمستعادة عبر ذلك الإيقاع المحكوم والحوارات العفوية الخالية من الشعارات والتي تجعل المشاهد يدخل إلى عوالم تلك الشخصيات وأحلامها الباهتة التي أظلت الطريق إلى التحقيق.

رحلة تنطلق من أحد المخيمات في لبنان إلى أوروبا والتخطيط لأن تكون المحطة الأساسية هي ألمانيا فكيف يكون الطريق إليها بعد أن تبخرت تحويشه العمر وطوق النجاة الذي كان من المفترض أن يقودهم إلى الحلم.

في الفيلم كتابة ذكية حيث تلك الدوامة التي تظل تدور حولهم أولا ولكنها سرعان من تعصف بهما ليدخلا في لجتها وقسوتها والمها ووجعها الذي يحبس الأنفاس ونحن نعيش عذابات تلك الشخصيات التي تمثل شرائح حية للنسبة الأكبر من المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل إلى حيث المجهول...

فيلم شديد القسوة، ولكنه في الحين ذاته شديد الشفافية والوضوح. أدري دفته المخرج مهدي فليفل الذي يحقق نقلة إضافية في مسيرته السينمائية ونتوقع منه الأكثر.

 

####

 

The Apprentice الايراني.. عن سيرة دونالد ترامب في كان

البلاد/ مسافات

فيلم "ذي أبرنتيس" The Apprentice، عن سيرة دونالد ترامب المشارك في السباق لاستعادة رئاسة الولايات المتّحدة، في المنافسة الرسميّة ضمن مهرجان كان السينمائيّ، في عمل دفع بالرئيس الأميركيّ السابق إلى إطلاق إجراءات قضائيّة رفضًا لما اعتبره "تشهيرًا بحتًا".

ومن خلال هذا الفيلم الروائيّ، يخطو المخرج الإيرانيّ الدنماركيّ علي عبّاسي خطواته الأولى في هوليوود بعد إخراجه أفلامًا عرضت في المهرجان الفرنسيّ العريق ("حدود"، الحائز جائزة فئة "نظرة ما" عام 2018، و"عنكبوت مقدّس" الّذي عرض في المهرجان عام 2022). ويتتبّع العمل بداية مسيرة ترامب كقطب عقارات في السبعينيّات والثمانينيّات في نيويورك.

ويصوّر الفيلم ترامب في بداية مسيرته بصورة مهنيّ ساذج إلى حدّ ما، لكنّ الرجل (الّذي يؤدّي دوره سيباستيّان ستّان، المعروف بدوره في فيلم "كابتن أميركا") ينحرف عن مبادئه عندما يكتشف حيل السلطة، جنبًا إلى جنب مع معلّمه المحامي روي كوهن (يؤدّي دوره جيريمي سترونغ المعروف بدوره في مسلسل "ساكسيشن")، المرتبط ارتباطًا وثيقًا بمافيا نيويورك.

ويبدأ الفيلم برسالة رفع مسؤوليّة تنصّ على أنّ الكثير من الأحداث المعروضة على الشاشة من نسج الخيال.
ويظهر أحد أقوى المشاهد في الفيلم، ترامب يغتصب زوجته الأولى إيفانا (تؤدّي دورها ماريّا باكالوفا). كما شوهد وهو يتناول حبوب الأمفيتامين أو يخضع لعمليّة شفط دهون وجراحة لزرع الشعر.

وقال عبّاسي لمجلّة "فانيتي فير" أخيرًا "أردنا أن نصنع فيلمًا تاريخيًّا بأسلوب +بانك روك+، ما يعني أنّه كان علينا أن نحافظ على طاقة معيّنة، وروحيّة معيّنة، و(ألا) نكون انتقائيّين للغاية بشأن التفاصيل وما هو صحيح أو خطأ".

وأثار الفيلم استياء شديدًا لدى دونالد ترامب الّذي أعلن فريق حملته الانتخابيّة "بدء إجراءات قانونيّة في مواجهة التأكيدات الكاذبة تمامًا لهؤلاء الّذين يسمّون أنفسهم سينمائيّين"، مندّدًا بما اعتبره "تشهيرًا خبيثًا بحتًا".

وقال ستيفن تشيونغ، الناطق باسم فريق حملة دونالد ترامب، في بيان أرسل إلى وكالة فرانس برس "هذا التجميع (من المشاهد) هو محض خيال يضخّم أكاذيب تمّ دحضها منذ فترة طويلة".

يحمل سيناريو فيلم "ذي أبرنتيس" The Apprentice توقيع غابرييل شيرمان، وهو صحافيّ تابع سوق العقارات في نيويورك في العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين وكان يتواصل بانتظام مع ترامب خلال هذه الفترة.

رسميًّا، هذا الفيلم مستوحى من أعمال رئيسيّة عائدة لتيّار "هوليوود الجديدة" السينمائيّ في أواخر الستّينيّات والسبعينيّات، بينها أفلام "تاكسي درايفر" و"نتوورك"، وخصوصًا "ميدنايت كاوبوي".

وردًّا على سؤال عمّا إذا كان يمكن لامرأة أميركيّة أن تكون موضوعيّة بشأن فيلم عن رئيس بلادها السابق، وعدت رئيسة لجنة التحكيم غريتا غيرويغ بمشاهدته "بعقل وقلب منفتحين، مع استعداد للمفاجأة".

وخارج المنافسة، منحت جائزة السعفة الذهبيّة الفخريّة إلى الاستوديو اليابانيّ غيبلي، الّذي شارك في تأسيسه عام 1985 هاياو ميازاكي (83 عامًا)، وهو مخرج حائز جائزة الأوسكار مرّتين عن أعماله المفعمة بالشاعريّة.

وقد حضر ابنه غورو، وهو أيضًا مخرج في "غيبلي"، لتسلّم الجائزة الّتي اعتبرها "تشجيعًا" لفترة "الأربعين عامًا المقبلة".

وهذه أوّل مرّة يحصل فيها استوديو على مثل هذه الجائزة، والّتي عادة ما تمنح لممثّل أو مخرج، مثل ميريل ستريب وجورج لوكاس هذا العام.

وتواصلت حفلة الاثنين بعرض أربعة أفلام قصيرة لم تعرض سابقًا خارج اليابان، بينها تكملة لفيلم "ماي نيبر توتورو".

بعد سبعة أيّام من العروض، أصبح فيلم "إميليا بيريز" من الأعمال الأوفر حظًّا لخلافة "أناتومي أوف إيه فال" للمخرجة الفرنسيّة جوستين ترييه، وتقديم السعفة الذهبيّة الثانية لمخرجه الفرنسيّ أيضًا جاك أوديار، بعد "ديبان" سنة 2015.

ومن الأفلام الروائيّة الأخرى الّتي لاقت استحسانًا كبيرًا، مع تصفيق من الحاضرين استمرّ 11 دقيقة، فيلم "ذي سابستنس" ("The Substance") النسويّ للمخرجة الفرنسيّة كورالي فارجًا مع ديمي مور.

ويترقّب جمهور كان أفلامًا عدّة في الساعات والأيّام القليلة المقبلة، بينها عمل جديد عن مدينة نابولي للإيطاليّ باولو سورنتينو الثلاثاء، وفيلم جيل لولوش الجديد بعنوان "لامور أوف" الخميس، و"دانه انجر مقدّس" (بالإنكليزيّة The Seed of the Sacred Fig أي "بذرة التين المقدّس") للإيرانيّ محمّد رسول آف الجمعة.

وتعلن قائمة الفائزين بجوائز المهرجان خلال الحفلة الختاميّة مساء السبت بحسب أ ف ب.

 

البلاد البحرينية في

22.05.2024

 
 
 
 
 

مخرجا «رفعت عيني للسما»: فيلمنا ينحاز للأحلام لكنه يلتزم الواقعية

احمد العياد

منذ ثمانية سنوات، وبصدفة بحتة، وُلدت فكرة “رفعت عيني للسما”، الذي عرض ضمن أفلام النسخة 63 من “أسبوع النقاد” بمهرجان كان السينمائي الدولي.

الفيلم الذي يشكل تعاوناً جديداً بين المخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، اللذان يتقاسمان إخراج الأفلام وعش الزوجية أيضًا، هو الثالث لهما معاً بعد فيلمي “الفخ”، وهو فيلم قصير شاركا به في كان عام 2019، وفيلمهما التسجيلي “نهايات سعيدة” الذي شاركا به عام 2016 بمهرجان أمستردام الدولي للأفلام التسجيلية.

رفعت عيني للسما” الذي يحمل الاسم الإنجليزي The brink of dreams (حافة الأحلام) يحملنا إلى قرية البرشا، إحدى قرى محافظة المنيا في صعيد مصر. هناك، يتتبع المخرجان فرقة مسرحية شكلتها مجموعة فتيات يقدمن عروضًا مسرحية في الشارع، تناقشن فيها مشاكل تلامس حياتهن كإناث في مجتمع مغلق ومحافظ يحاصر النساء في أزمات تخلقها مفاهيمه، كتأخر الزواج أو الزواج المبكر واختيار شريك الحياة وغيرها. تلتقط عينا المخرجين بذكاء تفاصيل حياة هؤلاء الفتيات ومشروعهن الفني، ويعايشان تلك التفاصيل على مدار أربع سنوات نرى فيها تعقيدات حياة هؤلاء الفتيات وما يواجهنه وما يواجهه مشروعهن الفني في الفيلم الوثائقي “رفعت عيني للسما”.

عن هذا الفيلم، تحدثت فاصلة للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير.

اختلاف عن المعتاد 

لا يتبع “رفعت عيني للسما” الطريقة المعتادة لبناء الأفلام الوثائقية الشبيهة في العالم العربي، فلا يقدم بضعة مشاهد راصدة تتخللها المقابلات المباشرة التي يتحدث فيها الشخص أو الأشخاص موضوع الفيلم إلى الكاميرا، بل اختار المخرجان ندى رياض وأيمن الأمير أن ينقل فيلمهما واقع بطلاته عبر المعايشة الدؤوبة الممتدة لمدة 4 سنوات، وهو ما يفسره الأمير في حديثه إلى فاصلة قائلاً: “اعتدنا أن الفيلم التسجيلي يجب أن يتضمن مقابلات وحوارات وتعليق صوتي وما إلى ذلك، لكن من وجهة نظري أن تلك الصيغة خبرية وليست فيلمًا وثائقيًّا إبداعيًّا، كما أردنا أن نخرجه”.

يواصل: “وحتى نكون على مقربة من الشخصيات ونستطيع تصوير لحظاتهم الحميمية والخاصة جدًا، تطلب الأمر كل تلك السنوات للعمل على الفيلم، كنا نحتاج لأن تكون بيننا وبين الشخصيات وعائلاتهن، بل والقرى التي يسكنَّ بها مساحة مطمئنة من الثقة. وكذلك حتى يعتادوا على وجودنا ووجود الكاميرا فنصبح جزءًا من حياتهن اليومية ويتناسين وجودنا فنستطيع تسجيل حيواتهن بشكل طبيعي. كل تلك الأشياء حدثت على مدار 4 سنوات”.

قصص المدن الصغيرة والقرى ثرية

يؤكد المخرجان في حديثهما لـ فاصلة، أنه كان من الصعب في البداية إقناع الفتيات وأسرهن بتصوير الفيلم، خاصة في البيئة الصعيدية المحافظة

وتشرح لنا ندى رياض كيف تعاملا مع الموضوع، فتقول: “في أغلب أنحاء العالم أكثر الأفلام تحدث في المدن الكبرى والعواصم، رغم أننا سنجد قصصًا كثيرة جدًا وثرية جدًا خارجها، سواء كان في صعيد مصر أو مناطق بعيدة أخرى، وكذلك الأمر في السعودية مثلًا. لذلك من المهم أن يخرج صناع الأفلام من منطقة الراحة ويفتحون أعينهم على مجتمعات أخرى يتواصلون معها ويحكون عنها”. 

موضحة: “في النهاية تفهمت الفتيات وأهلهن ومجتمعهن سبب وجودنا في القرية لفترة طويلة، واستوعبوا جميعًا أننا نرغب في المعرفة أكثر عنهم ونريد الاستماع لما يروونه لنا وننقل حقيقة حياتهم”.

تتابع: “هناك نقطة أخرى مهمة ساعدتنا؛ وهي أن الفتيات في الأصل فنانات ومؤديات يقدمن فنون المسرح والفًرجة في الشوارع، وهن من اقترحن عمل فيلم عنهن وليس نحن من طلبنا، فهن كن يقدمن مسرح شارع، وانبهرنا به عندما شاهدنا العروض، وهن كن مبهورات أيضًا بالسينما كأداة يرغبن في التعبير عن أنفسهن من خلالها”.

الوضوح بداية رحلة الإقناع

وفي نفس السياق أوضح الأمير أن الإجابة على أسئلتهن كانت بداية طريق الإقناع، يقول: “كنا نذهب لمنازلهن من أجل التصوير وكن يوجهن إلينا كثير من الأسئلة لفهم ما ننوي تقديمه، فكانت أول خطوة في تلك الرحلة هي الإجابة على أسئلتهن وبناء الثقة معهن، وعندما تكونت علاقة الثقة أصبح كل شيء سهلًا بعد ذلك”.

واستطرد: “هذا الأمر كان يحدث كل فترة لأن الفيلم كان يتغير، ورحلة الفتيات كانت تتغير، فكانت رحلة النقاش مستمرة، وهذا ما جعل الناس تشعر بالراحة معنا. وأظن أننا عندما انتهينا من العمل الناس كانت لا ترغب في أن ننتهي منه لأنهم اعتادوا على وجودنا، لافتًا إلى أنه وندى بدآ تصوير الفيلم في نهاية عام 2018 أو أوائل 2019، قبل فترة تفشي فيروس كورونا”.

اختيار الشخصيات التحدي الأصعب

وعن كيفية اختزال 400 ساعة تم تصويرها مع الفتيات لتصير إلى ما أصبحت عليه في مدة الفيلم القصيرة، قال أيمن الأمير: “الفيلم يرتكز على قصص ثلاث فتيات بشكل أساسي، ولكننا صورنا 6 قصص لتتبع رحلة 6 شخصيات، لذا واجهنا تحديًا صعبًا في اختيار قلب الفيلم والشخصيات التي تعبر عما نريد تقديمه على الشاشة”. للوصول إلى البناء المرغوب فيه للفيلم، استعان المخرجان بآراء فناني المونتاج “نظرًا لأنهم لم يتواصلوا مع الفتيات ولم تولد بينهم وبينهن عشرة أو علاقة شخصية مثلنا، لذلك كانوا خير دليل ومساعد لنا في التصوير”.

تقديم شخصيات “لا ذكورية” كان ضروريًا

وإجابة على سؤال ما إذا كان العمل على فيلمهما جعلهما يرصدان انتشارًا واسعًا للذكورية في المجتمع الصعيدي الذي صور فيه الفيلم، قالت ندى رياض، إنهما – وشريكها المخرج أيمن الأمير- كانا مهتمين بأن يقدم الفيلم شخصيات متنوعة ومختلفة، حتى إن كانوا رجالًا، تابعت: “على سبيل المثال شخصية والد هايدي هو شخص قد يكون متفتحًا جدًا ومؤمن بابنته ويرغب في حصولها على حريتها وفرصها في الحياة، على عكس الصورة النمطية للرجل الشرقي بأنه منغلق فكريًّا ويفضل أن تقر النساء في بيوتهن خاصة، لو كان من بيئة صعيدية”.

نهاية العمل حالمة

ويرفض المخرج أيمن الأمير ما رآه البعض إحباطًا في نهاية الفيلم، مؤكدًا أنه “على العكس تمامًا، أراها مليئة بالأمل لأن المجتمع خانق، وذلك شيء لا يجب إنكاره، والقول عكس ذلك ادعاء”. متابعًا: “إذا هربنا من مواجهة الحقيقة سنظهر كأننا نتبنى وجهة نظر المجتمع الذكوري بأن كل شيء جيد، لذلك لا نستطيع إغفال الأمر، فهناك بعض المشاكل التي يجب تسليط الضوء عليها، ومع ذلك فنهاية العمل فيها جزء حالم وآمل لا نستطيع إغفاله”.

قصصنا فريدة

واختلف المخرجان حول أكثر ما واجهاه من صعوبات في العمل، حيث رأى أيمن الأمير أنه “المونتاج” بينما ندى رياض كان ردها ضاحكة: “إنه ثاني عمل نقدمه ونحن متزوجين”.

وعن مشاركة فيلمهما في مهرجان كان، قال الأمير إنها ليست المرة الأولى لهما، ففي عام 2019، شاركا بفيلم “فخ” وهو الفيلم الأول في تاريخ مصر، الذي يشارك في مسابقة بالمهرجان.

وأضاف: “أرى أن فكرة مشاركة الفيلم مع جمهور عالمي، تثبت أهمية رواية قصصنا الخاصة، أن نحكي مشاكلنا والأمور الخاصة بنا. فتقديم عمل له علاقة بالقرى والصعيد في مصر؛ أمر أصيل ومتفرد ويمكن أن يصل للناس، وأن يشاركها الأشخاص على المستوى الإنساني”.

موضحًا أن المشكلات التي تعاني منها شخصيات الفيلم ليست مشكلات مصرية فقط، وإنما هي مشكلات يمكن أن تواجه العديد من الناس في بلدان وقرى عديدة. “كما أن الأمر يثير لدينا فكرة الوعي بتلك النوعية من الأفلام التي تستعرض المشكلات وكيف نعالجها ونقدمها، ودور الفن في التنوير بها، وهو نفس الأمر الذي تراه الفتيات في الفيلم فهن يرغبن في تغيير واقعهن من خلال الفن”.

عمل روائي منتظر في البرشا

في سياق آخر، قال المخرج إنه لم يواجه تحديات أمام عرض الفيلم، فهو ليس به أي شيء يمنعه رقابيًا، وتابع: “في النهاية العمل عن فكرة تمكين المرأة وإتاحة الحرية والمساواة بين الجنسين وأهمية التعليم والزواج المبكر، وكل تلك الأمور تتبناها جميع الدول”.

وفي ختام حديثه، قال أيمن الأمير، أنه وندى يستعدان للعمل على مشروعين لفيلمين روائيين جديدين، أحدهما عمل تدور أحداثه في نفس القرية “البرشا”.

 

####

 

«أوه كندا»… كيف يتحول تيار الحكاية من البطولة إلى الموت

حسام فهمي

حينما تتصفح برنامج المسابقة الرسمية لمهرجان كان في دورته 77، لا بد أن يستحوذ على اهتمامك الفيلم الأحدث للمخرج الأمريكي “بول شرايدر” والذي يحمل اسم “أوه كندا” Oh Canada.

اسم شرايدر يرتبط لدى محبي السينما بعدد من أجمل وأهم أفلام الموجة الهوليودية الجديدة التي شارك منذ بدايتها في السبعينيات في صناعة أيقونات سينمائية منها فيلمي سكورسيزي  “سائق التاكسي” Taxi driver و”الثور الهائج” Raging bull، وهذا وحده كاف لتتبع أحدث أعماله، لكن الفيلم “أوه كندا» كفيل في ذاته بإثارة الاهتمام بسبب من موضوعه، إذ يعدنا الفيلم بحكاية عن رجل أمريكي هرب من التجنيد في الولايات المتحدة أثناء حرب ڤيتنام وهاجر إلى كندا

قد تتوقع أن يركز الفيلم على البطولة في رفض الحرب، لكن الأمر مختلف تمامًا، فالفيلم يصحبنا في رحلة عن الموت، خلالها يعيد شرايدر اكتشاف “ريتشارد غير” كممثل.

الفيلم مأخوذ عن رواية للأديب الأمريكي الراحل راسل بانكس، وتدور أحداثها عن كاتب وصانع أفلام أمريكي يحمل اسم “ليونارد فايف”، يهرب من الولايات المتحدة ويعيش في كندا، الرواية كما الفيلم تدور عن مقابلة أخيرة يجريها “فايف” ضمن محاولة لصنع وثائقي يخلد حياته، هذا لا يحدث وتتحول المقابلة لاعتراف طويل يتعرى فيه “فايف” كاشفاً عن كل خطاياه

هكذا يصبح الفيلم اولاً هو محاولة لتحويل عمل أدبي إلى الفيلم، وهو في نفس اللحظة فيلم يدور عن محاولة صنع فيلم، يمتزج هنا الطابع الأدبي للنص بما يتطلبه من حضور صوت الراوي في مونولوجات يخبرنا خلالها “فايف” بما يفكر فيه، مع طابع “الميتا فيلم” حيث نصبح أمام كاميرا تنقل لنا كادر داخل كادر الفيلم

كل هذا يمكن أن يؤدي لفوضى، لكن شرايدر ينجح في معالجته بنجاح، فنستمتع بما تحمله الخلفية الأدبية من الحكاية بتعليقات كوميدية داكنة من “فايف” نسمعها كجمهور ولا يدري صناع الفيلم الوثائقي عنها شيئاً، كما نستمتع بمحاولات صنع الفيلم داخل الفيلم بجماليات بصرية كتغيُّر حجم الكادر وتوزيع الأضواء والظلال كلما أصبحنا داخل الصورة الوثائقية التي يعترف عبرها “فايف”. 

يستخدم شرايدر – الكاتب والسيناريست المخضرم قبل أن يكون مخرجًا- تقنيات سرد عادة ما يرتبك معها الحكي في كثير من الأحيان داخل الزمن الفيلمي، وهي تقنيتي تداعي الذكريات وتداخل الأزمنة

استخدام هذه “التكنيكات” مثير للاهتمام في “أوه كندا”، لكنه استخدام لا يأتي لغرض التجريب فقط، وإنما يستخدمه شرايدر في سرد حكايته، تتداخل الذكريات التي يحكي عنها “فايف” وهكذا نراه كهلاً في فلاش باك داخل زمن كان فيه شاباً والعكس. يعبر شرايدر عن اللحظات المشوشة التي يمر بها العجوز “فايف”، فالرجل الذي يعاني من السرطان المنتشر في جسده، يعيد تركيب ذكرياته ويحكيها بشكل لا ندرك من خلاله ما هو حقيقي وما هو خيالي، أو ربما جزء من حلم

بل إننا نراه أحيانا كعجوز ونرى انعكاس صورته في المرآه كشاب، هكذا ينقل لنا شرايدر ما يعانيه بطله من تشوش، فقط من خلال الصورة

أكثر ما يبقى من “أوه كندا” هو إيقاعه المتمهل وتجسيده للحظات وأيام ما قبل الموت على الشاشة، والأهم التشخيص المميز من “ريتشارد غير”، النجم الهوليوودي الذي بنى مجده عبر الظهور في أفلام الثمانينيات والتسعينيات ببشرة ناعمة وقصة شعر أيقونية كنجم رومانسي، لكنه يظهر هنا بدون أي رتوش، ويملك من الشجاعة أن يذهب لأقصى مدى في التجسيد فيظهر بجسد عجوز مترهل ضعيف، يرتدي الحفاضات ويحتاج لمن يساعده حتى لقضاء حاجته. يتحرك بشكل بطيء، لكنه يملك في عينيه غضب هائل على كل الخطايا التي اقترفها أثناء حياته، يدعمها بسخرية لاذعة من نفسه ومن ادعاء من حوله، سخرية يشاركها معنا من خلال شريط صوت هادئ ومتأمل

يقدم كل من في الفيلم من ممثلين حضورًا هادئًا: أوما ثورمان في دور الزوجة، تحاول تجاهل حتمية الموت والتظاهر بالصلابة قبل أن تنفجر في البكاء بعد تصاعد تدريجي، “جاكوب إلوردي” الذي يؤدي دور “فايف” شاباً، ينقل لنا التحايل والاحتيال الذي صبغ حياته حتى أقنع من حوله بأنه هارب من الحرب وليس هاربًا من أجل المال والعلاقات النسائية التي تصبح في النهاية شبيهة بمتاهة من النساء.

يعيب البعض على “أوه كندا” إيقاعه البطيء، لكنه إيقاع يناسب تمامًا موضوعه الذي يتعامل برقه وصدق مع لحظات المصارحة مع النفس حينما يتوقف الجسد عن العمل ويصبح الموت ضيفًا مؤكد الحضور

يقدم “بول شرايدر” وهو في السابعة والسبعين من عمره فيلمًا مثيرًا للاهتمام والمناقشة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، فيلمًا متماسكًا يحمل تجريبًا في التكنيك وطريقة السرد، كما يسائل أحداث الماضي ويرفع هالة البطولة عنها. “أوه كندا” يقترب من الموت وينظر في عينيه من دون خوف، ودون رتوش وتجميل أيضًا

 

موقع "فاصلة" السعودي في

22.05.2024

 
 
 
 
 

مدينة المستقبل التي لم يتوقع أحدٌ أن يُدعى إلى العيش فيها

"ميغالوبوليس".. تباين كبير تجاه فيلم العبقري كوبولا

 أحمد العياد

إيلاف من كانكان حضور فرنسيس فورد كوبولا في الدورة المستمرة لمهرجان كانّ السينمائي استثنائياً للغاية، فالاستقبال الأسطوري الذي حظي به يوازي الاستقبال الذي يُكَرّس للمبدعين الكبار في تاريخ السينما، وهو واحد من هؤلاء دون أدنى شك.

ولم يكن عاديا العرض العالمي الأول لفيلمه الجديد، "ميغالوبوليس"، في أي شكل من الأشكال، وخصوصا أن كوبولا أنتجه على نفقته الخاصة، متخلياً بذلك عن جزء من ممتلكاته لتغطية ميزانيته التي وصلت إلى 120 مليون دولار.

انتصار للسينما

الرهانات الكبيرة التي تعكس رؤيته المميزة كمخرج، لم تكن وقفاً في الفيلم على جماليات النص والصورة والإيقاع والتمثيل فحسب، بل تخطت ذلك إلى مجمل النظرة إلى السينما ومكانتها ودورها وتأثيرها في خضم التحولات العظمى التي يشهدها عالم التكنولوجيا والتواصل والذكاء الاصطناعي.

مرشح للسعفة الذهبية

يتنافس الفيلم على الفوز بالسعفة الذهبية للمرة الثالثة في المسيرة الفنية لكوبولا الذي يحتفي بعامه الـ85، يستكشف المُشاهد تدريجياً على مدى أكثر من ساعتين، أسباب حماسة المخرج لتقديم الفيلم من إنتاجه، وجملة الأفكار والتفاصيل المختلفة التي يخوض فيها.

والصورة البصرية المميزة التي تشغل عين المتلقي وقلبه وعقله، وتظل تشغله حتى بعد الانتهاء من مشاهدة الفيلم، الذي سيكون واحدا من أهم أفلام 2024، وربما يكون من الأعمال الأكثر حظاً لقطف جوائز المهرجان، على الرغم من التفاوت النقدي الكبير الذي لقيه استقبال الفيلم بين معجب أشد الإعجاب أو متفاجئ أو مصدوم أو متحفظ.

أحداث الفيلم

تدور أحداث الفيلم حول المهندس المعماري سيزار كاتالينا (يضطلع بدوره آدم درايفر) صاحب الأفكار الثورية في الميدان المعماري والساعي لبناء مدينة ميغالوبوليس، بمادة "الميغالون" التي حصل على جائزة نوبل بسبب اكتشافه لها.

وهذه المادة من شأنها أن تمنح البشر فرصة كبرى ليتعايشوا بشكل سلمي أكثر، غير أن المشروع يواجه معارضة من أطراف عدة، بينهم عائلات المصرفيين الذين يمثلهم هاملتون دراسيوس (يؤدي دوره جون فويت)، والمريب كلوديو (شيا لابوف)، إلى جانب عمدة المدينة فرانكلين شيشيرو (جيانكارلو إسبوزيتو) الذي يرفض أي تصور عمراني غير تجاري في المدينة، مع سعيه إلى جذب المزيد من السائحين، في حين أن ابنته جوليا (ناتالي إيمانويل) تكن الاحترام والتقدير للمهندس وأفكاره، بل تنشأ بينهما علاقة تضعها في موقف حرج أمام والدها.

يعمل المهندس سيزار كاتالينا على تطوير المدينة بأفكاره المعمارية الجريئة والمتقدمة، ونرى الفيلم يلقي الضوء على رأس المال الذي يتحكم في القرارات المصيرية للبلاد، كما على خيارات الشخصيات والأفراد وآرائهم ومواقفهم وأفكارهم، وخصوصا ما له علاقة بالمفاضلة بين الماضي وإرثه، والحاضر وواقعيته، وكيفية مواجهة المستقبل وتأمينه.

التعمق في رسم ملامح الشخصيات

يتعمق كوبولا في رسم ملامح الشخصيات، مبلورا ما يعتمل في الدواخل النفسية، ومظهّرا الخيانات والحماقات والعداوات والصراعات، طارحا الأسئلة، رابطا بين الماضي والحاضر، ومحاولات استعادة الماضي ليحكم سيطرته على الحياة الراهنة، رابطا بين الولايات المتحدة اليوم وروما القديمة.

وكذلك متنقلا بين الأزمنة بصورة شيقة ومثيرة وشغوفة، من دون أن يخفي ذاتيته المتغلغلة في التفاصيل والوقائع والأحداث، بما يعبّر تمام التعبير عن فكره وفلسفته خارج أي إطار نمطي.

يعكس الفيلم الذي استمر لأكثر من ساعتين، مواقف واضحة أحيانا، ومضطربة في أحيان أخرى، إلا أن الفيلم كأنه في نهاية المطاف، ينطوي على وصية شيخ حكيم أشبه ما تكون برسالة وداع.

وكأن كوبولا يجسّد في هذا الفيلم ما لطالما اختزنه وخبّأه وخمّره وخبره طوال ثلاثة عقود من التجارب والانتظارات.

الصدمة والتباين.. لماذا؟

يمكم تفهم التباين في التقييمات، وخصوصا أن الكثيرين كانوا يظنون أن كوبولا سيقدّم إليهم شيئا على نسق "العرّاب" أو "القيامة الآن" أو "المحادثة" وسوى ذلك، فإذا بهم يشاهدون فيلما خارجا على كلّ مألوف.

فبعض الكتابات النقدية التي تناولته وجهت إليه انتقادات عنيفة، مثل ما كتبه بيتر برادشو في "الغارديان" الذي وصف الفيلم بأنه "مشروع عاطفي من دون شغف"، في مقابل إشادات بالفكرة وطريقة المعالجة، على غرار ما كتبه ديفيد إيرليش في موقع "إندي واير" الذي وصف الفيلم بأنه "الأكثر جرأة وانفتاحاً" لمخرجه.

سيظل الجدال دائرا حول هذا الفيلم بعد إسدال الستار على مهرجان كان وجوائزه. هذا الجدال المحفّز للأسئلة الحارّة، هو أكثر ما يمكن أن يكون بمثابة تحية إلى هذا المخرج الذي لا يشيخ أبداً، بل كأنه يبدأ للتوّ مسيرته، شاقّا الطريق نحو المستقبل.

 

####

 

نبيل عيوش يأخذنا في رحلة إلى أعماق "ابنة الريف" عبر شاشة "كان 77"

"الكل يحب تودا".. مغنية مغربية لا تريد أن تكون عاهرة

 أحمد العياد

إيلاف من كانيأخذنا المخرج المغربي نبيل عيوش في فيلمه الجديد "الكل يحب تودا" في رحلة استثنائية في أعماق حياة تودا، ابنة الريف المغربي التي تجبرها الظروف على تغيير حياتها.

الفيلم ظهر ضمن العروض الأولى لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ77 والذي يمثل مشاركة مغربية جديدة في المهرجان الفرنسي الأهم الذي كان قد استقبل فيلمه السابق، "كازابلانكا بيتس"، قبل ثلاث سنوات.

قرية في الجبل

تتمحور الأحداث في الفيلم حول تودا، وتؤدي دورها نسرين الراضي، عن فتاة مغربية تعيش في قرية صغيرة بجبال أطلس، لكن معاناتها، والظروف الصعبة التي تواجهها، وبمسؤوليتها عن نجلها الأصم ذي السنوات التسع، وبصعوبة توفير حياة ملائمة له بعدما أصبحت مسؤولة عنه بشكل كامل؛ تدفعها الى الانتقال إلى الدار البيضاء، في محاولة لتحقيق حلمها بالعمل كمغنية وتوفير حياة لائقة وكريمة، لها ولنجلها.

لكن حياة تودا لا تمرّ من دون صعوبات؛ فشقيقها لا يساندها بل ينتقدها، بينما تعرض عليها والدتها أن ترعى نجلها الأصم، من أجل أن تنطلق هي في رحلتها لتوفير ظروف حياتية واجتماعية فضلى.

الانتقال إلى الرباط

هذه الصعوبات التي ترافقها في حياتها الجديدة مع انتقالها إلى الرباط، كانت أكبر من قدرتها على التحمل، بسبب تمسكها على وجه الخصوص بأن لا تكون عاهرة بل مطربة تغني بصوتها الجميل كفنانة حقيقية، في انتظار فرصتها المناسبة للانتقال من عالم البارات والملاهي الليلية إلى الأماكن الأكثر شهرة.

المغنية والعاهرة

تنفجر تودا، عندما تضيق السبل في وجهها، ولا سيما عندما يطالبها صاحب البار الذي تغني فيه، بأن تعطي من هذه (المغنية) ومن تلك (العاهرة)، لأن القليل من كل منهما لا يضر، علما أن غالبية ما تجنيه من أرباح في عملها الليلي ليس من أجر الغناء الذي تتقاضاه، ولكن من الأموال التي تحصل عليها، سواء كعمولة بناءً على طلب الزبائن، أو بوضع الأموال لها في ملابسها خلال الغناء على خشبة المسرح.

يقول المخرج نبيل عيوش لـ"إيلاف" في تصريح خاص، إن الفيلم يصحح أفكار البعض السلبية ضد "الشيخة"، من خلال شخصية تودا، فالنساء كن مجبرات قديمًا على العمل في بارات وغيرها من المحلات التي يرتبط فيها الغناء بالكحول والجنس.

يواصل عيوش في الفيلم تسليط الضوء على جوانب مختلفة من حياة النساء في المغرب، حتى وإن كان فيلمه الجديد يحمل بعدا صدامياً أكثر، بسبب مشهد الاغتصاب الجماعي الذي يبدأ به الأحداث.

إلا أن المعالجة التي يقدمها، تجيء بصورة تعكس معاناة إنسانة لا يشغلها سوى أنها تحاول العيش لنفسها وفي سلام، في ظل مجتمع لا يحترم الأنثى وينظر نظرة سلبية إلى المرأة التي تتحمل مسؤولية حياتها وحياة ابنها.

وتعليقًا على تضمين مثل تلك المشاهد في أعماله، يشدد المخرج على أنه حريص على أن يعطي الشخصيات حريتها الجنسية، فالمشاهد ضرورية في سياقها، والأمر نفسه كان في أعمال سابقة له، وهي الأعمال التي كانت واجهت قرارات المنع من العرض في موطنه المغرب.

في رحلة الفيلم، لا تجد تودا الدعم سوى من والدتها والموسيقار عازف الكمان في البار الذي تغني فيه، حيث يناقشها في شأن ما تقدمه من أغنيات، ويدربها على أناشيد "العيطة" المغربية التي تضفي مزيدا من الخصوصية على الفيلم مع الأداء المتميز لها.

نسرين.. أداء رائع

يتسم الفيلم بأداء لافت لبطلته نسرين الراضي التي تقدم أفضل أدوارها، عبر إظهار التحولات العميقة التي تمرّ بها تودا، خلال المراحل والتجارب المختلفة، إلى جانب التميز الواضح في حضور الصورة والموسيقى، مما يضفي صدقية وواقعية شديدتين على الفيلم، جعلتا الجمهور يستقبله بحفاوة في "كان".

وعن أداء نسرين الراضي في الفيلم، يقول المخرج نبيل عيوش، إنها خطفته منذ اللحظة الأولى التي شاهدها فيها قبل 15 عامًا، وكانت في ذلك الوقت لا تزال في المدرسة، ثم شاهدها في فيلم "آدم" وكانت واحدة من بطلي العمل، وقرر وقتذاك أنه لا بد أن يتعاون معها.

 

####

 

الممثلة العالمية ظهرت بألوان علم فلسطين في مهرجان كان

كايت بلانشيت: نعم ألواني فلسطينية!

إيلاف- متابعة

إيلاف من كان: البساط أحمر، وألوان فستانها الذي ظهرت به على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي تناغمت وتنوعت بين الأسود والأبيض والأخضر، فكانت المحصلة "علم فلسطين".

إنها النجمة السينمائية الأسترالية كايت بلانشيت التي أثارت جدلاً حول فستانها في مهرجان كان السينمائي.

وعلى الرغم من تشدد إدارةالمهرجان العالمي في منع أي رموز سياسية، أو جدل يتعلق بملف غزة واسرائيل، إلا أن كايت بلانشيت فعلتها بذكاء، وجعلت الرمز السياسي ودعم فلسطين يتجسد بصورة غير مباشرة في فستانها، ومعه استخدمت السجادة الحمراء لكي تكتمل ألوان العلم الفلسطيني.

رسالة تضامنية أو صدفة تصميمية؟

وعلى بساط "كان" الأحمر، وأمام عدسات الكاميرات وملايين المشاهدين والحضور والمتابعين، حضرت النجمة الهوليوودية كايت بلانشيت لحضور عرض آخر أفلامها في المهرجان، بلباس أسود وأبيض وأخضر، تماهى مع أحمر البساط، مما جعل البعض يسألون: "هل كا ن ذلك رسالة تضامنية مع الفلسطينيين من قبل بلانشيت، أم أنها محض "صدفة تصميمية"؟

خاطفة الأضواء

كالمعتاد، خطفت الفنانة والممثلة الأسترالية الشهيرة الأنظار في مهرجان كان السينمائي، قبيل حضورها العرض الأول لآخر أفلامها "ذا آبرينتس"، بإطلالة أثارت الكثير من الجدل وحملت طابعا سياسيا "غير معلن".

إضافة لاهتمام الصحافة والجمهور بحضور الفنانة العالمية، أثار فستانها دهشة الحاضرين والمتابعين، خاصة بعدما التفتت لتواجه الكاميرات، لتكشف بطانة الفستان الأسود والأبيض عن لون أخضر لم يتأخر المتابعون عن إقرانه بالعلم الفلسطيني.

ليس جديداً عليها

ووفقا لمتابعين المشاهير، فإن هذا الموقف ليس جديدا على بلانشيت، وإن كان جريئا لكونه حصل على السجادة الحمراء لأحد أضخم مهرجانات السينما في العالم.

ففي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ومع ارتفاع الضغوط على المشاهير والوجوه المعروفة للبقاء بعيدين عما يحصل في قطاع غزة، تحدثت كايت بلانشيت أمام البرلمان الأوروبي عن فظائع الحرب الإسرائيلية على القطاع، مطالبة في حينه بوقف لإطلاق النار، وفقاً لتقرير عبر موقع "مونت كارلو الدولية".

لست اسرائيلية ولا فلسطينية

وقالت الممثلة الأسترالية أمام البرلمان "أنا لست من إسرائيل أو فلسطين، أنا لست سياسية، أنا لست حتى ناقدة، لكنني شاهدة، وبعد أن شهدت التكلفة الإنسانية للحرب والعنف والاضطهاد أثناء زيارتي للاجئين من جميع أنحاء العالم، لا أستطيع أن أتجاهل ذلك".

كما كانت بلانشيت أيضا واحدة من ممثلي هوليوود الأساسيين، إلى جانب سوزان سارندون وجون ستيوارت، الذين وقعوا على الرسالة المفتوحة بعنوان "فنانين لوقف إطلاق النار"، التي وجهت إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن تدعوه إلى إنهاء الحرب.

نعم ألواني فلسطينية

وبالعودة للفستان، حسمت بلانشيت الجدل حوله وحول رمزيته، وقالت في منشور على حسابها على إنستغرام "اللباس من تصميم إليزابيث ستيوارت وبالألوان الفلسطينية".

 

موقع "إيلاف" السعودي في

22.05.2024

 
 
 
 
 

كيت بلانشيت تلفت الأنظار بـ«فستان التضامن» مع غزة

خلال وجودها في مهرجان «كان» بفرنسا

القاهرةيسرا سلامة

تفاعل متابعون مع ظهور الممثلة الشهيرة كيت بلانشيت في مهرجان «كان» بفرنسا، وعدُّوا أن فستانها على السجادة الحمراء يعبر عن التضامن مع فلسطين.

وشمل فستان بلانشيت معظم ألوان العَلم الفلسطيني، في خطوة فُسّرت على أنها إظهار للتضامن مع غزة.

وظهرت الممثلة الأسترالية، الحائزة على الأوسكار، على السجادة الحمراء، مساء الاثنين، في الدورة الـ77 لمهرجان «كان» السينمائي بفستان من خام الساتان، الذي صممه الفرنسي الكولومبي حيدر أكرمان.

وكتبت بلانشيت، عبر حسابها بموقع «إنستغرام»: «فستان بألوان فلسطينية».

وتميَّز الفستان بواجهة سوداء، وظهر وردي فاتح، وظهر باللون الأبيض في بعض الصور، كما يوجد بطانة خضراء زاهية كانت مرئية عندما رفعت بلانشيت الفستان، أثناء التقاط الصور في العرض الأول لفيلم «The Apprentice».

وقد فسر عدد من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين، عبر الإنترنت، قيام بلانشيت، على ما يبدو، برفع البطانة الخضراء المتعمد على لون السجادة الحمراء، على أنه عرض خفي للتضامن مع سكان غزة، حيث إن ألوان الفستان والسجادة الحمراء تشبه ألوان العَلم الوطني الفلسطيني.

وكانت مدينة كان قد حظرت بشكل استباقي الاحتجاجات السياسية، خلال أيام المهرجان، في خضم الحرب الإسرائيلية على غزة، وفقاً لمجلة «فارايتي» الأميركية.

وأدت الحرب وعمليات القصف والهجمات البرية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة إلى مقتل 35647 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ألقت بلانشيت، وهي أيضاً سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كلمة أمام البرلمان الأوروبي، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، لأسباب إنسانية.

وقالت بلانشيت، في كلمتها آنذاك: «في الأسابيع القليلة الماضية، نعيش في رعب بسبب مشاهدة العنف المستمر في إسرائيل وغزة، وقد حصدت الحرب - ولا تزال - آلاف الأرواح». وقد انضمت بلانشيت إلى دعوة «فنانون من أجل وقف إطلاق النار»، التي تضم مشاهير يحثّون الرئيس الأميركي جو بايدن على الدعوة لوقف إطلاق النار في القطاع.

وسبق بلانشيت، الممثلة الفرنسية الجزائرية ليلى بختي، حيث ظهرت على السجادة الحمراء وهي ترتدي دبوساً على شكل بطيخة على شكل قلب؛ في إشارة للتضامن مع الفلسطينيين.

ويستمر مهرجان «كان» السينمائي الدولي حتى 25 مايو (أيار) الحالي.

 

الشرق الأوسط في

22.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004