ملفات خاصة

 
 
 

خاص "هي" مهرجان كان 2024 ..

فيلم "The Substance" أيهما أسوأ أن تواجه نفسك أو المجتمع؟

أندرو محسن

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

في فيلمه الأيقوني "الاختيار" (1971) يتساءل يوسف شاهين على لسان بطله "عارف الإنسان هيقابل مين في نهاية الرحلة؟ هيقابل نفسه". في فيلمها الطويل الثاني "The Substance" (المادة)، تقدم المخرجة كورالي فارجا تصورًا شديد الدموية والقسوة، لفكرة أن يقابل الإنسان نفسه، والأسوأ أن يواجه المجتمع مرتين! الفيلم المشارك في مسابقة مهرجان كان في دورته السابعة والسبعين، يعيد للأضواء النجمة الأمريكية ديمي مور، بجانب مارغريت كوالي، في فيلم انتزع الكثير من الإعجاب منذ انطلق عرضه الأول، رغم ما يضمه من مشاهد صادمة.

تتابع الأحداث الممثلة إليزابيث (مور) التي خفتت عنها الأضواء وهي في عامها الخمسين، وبينما يبحث منتج برنامجها الرياضي عن بديلة شابة لها، تقرر إليزابيث تجربة عقار مجهول المصدر يعرف باسم "المادة" يقدم لها ذاتًا بديلة شابة تتبادل معها حياتها بشكل منظم، وبالطبع يجب أن تتبع التعليمات بدقة لتحافظ على نفسها الحالية والجديدة، ولكن -كما نعلم دائمًا من التجارب المشابهة- لا تسير الأمور على ما يرام.

لا يضيع الفيلم وقتًا في استعراض تفاصيل التجربة العلمية ومن وراءها، فليس هذا هو الغرض. السيناريو يركز على زاويتين شديدتا الثراء: الأولى هي نظرة المجتمع للمرأة وحصرها في القالب الجسدي فقط، والثانية هي نظرة المرأة والإنسان بشكل عام إلى نفسه بناء على ما يراه أو يسمعه من المحيطين به. تستعرض مشاهد البداية بشكل شديد الذكاء والاقتصاد مسيرة إليزابيث من خلال متابعة النجمة التي تحمل اسمها على ممشى المشاهير في هوليوود، وعندما نشاهدها للمرة الأولى، نراها في برنامج رياضي تقدمه لعدة سنوات، يبدو عليها الحيوية والنشاط رغم ما تظهره التجاعيد على وجهها من تقدمها في السن، ولكن الحيوية وحدها لا تكفي للمنتج حتى وإن كان البرنامج في الأساس رياضي.

يختزل الحوار كل ما يمكن أن يُقال للتقليل من المرأة وحصرها في الجسد المثير فقط عندما يقول المنتج لبطلة برنامجه "في هذا السن لا يصبح الجسد قادرًا على.." ويصمت دون إكمال جملته، تاركًا لخيال إليزابيث والمشاهدين تصور ما يريده تحديدًا من جسدها. هذه الجملة تنهي أحلام الممثلة في أن تستكمل حياتها بشكل طبيعي، فهي ترى أنها انتهت تمامًا.

يجب أن نتوقف هنا عند جرأة ديمي مور على قبول هذا الدور، أولًا لأنها بالتأكيد كفنانة مشهورة تعاني أيضًا من الخوف من أن تتحول لإليزابيث حقيقية، وثانيًا لوجود الكثير من المشاهد التي تُظهر أثر الزمن على جسدها ولم ترفض تقديمها، وهي المشاهد التي لم يكن الفيلم ليصبح بنفس صورته النهائية دونها.

نعود إلى إليزابيث التي تخوض التجربة وتظهر ذاتها الأخرى فتاة شابة جميلة تسمي نفسها سو (كوالي)، تتجه إلى منتجي البرنامج لتحصل على مكان إليزابيث. وهنا تبدأ المخرجة في تصوير سو بكل الزوايا التي تظهر مفاتنها بشكل يعبر عن النظرة التي يراها بها منتجو البرنامج، وأغلب الرجال المحيطين بها بشكل عام. ربما كان الانبهار بسو مبالغًا فيه بعض الشيء، فكأنها ساحرة كل من يراها يقع تحت تأثيرها، وهو ما لم يكن منطقيًا تمامًا ولكن يمكن تمريره في الإطار العام للفيلم.

مع ظهور سو يبدأ صراع إليزابيث مع ذاتها الأخرى، ذاتها التي ترى أنها تحقق لها ما أرادته من عودتها للأضواء والشهرة ونظرات الإعجاب، ولكنها في الوقت نفسه ليست هي، ليست إليزابيث، وهكذا تنطلق الفكرة الثانية التي يعرضها الفيلم ببراعة، مواجهة النفس. هل ترضى بشهرة بديلة تراقبها من الخارج أم تواصل الكفاح في حياتك الحالية؟ انتبه فإن الإجابة أيًا كانت ستعني التضحية بعدة أشياء، وهو ما نشاهده بشكل شديد العنف في الفصل الأخير من الفيلم الذي رغم كونه طويل زمنيًا ويحتوي على الكثير من المشاهد المزعجة فإنه لم يصعب عدم الاستمرار في مشهادته وانتظار النهاية.

بالرجوع إلى المعجم فإن كلمة "Substance" من ضمن معانيها المختلفة، تعني: القدرة على أن تكون مهمًا وظاهرًا، وهي واحدة من أكبر أزمات الإنسانية عمومًا خاصة في الوقت الحالي الذي يعتمد على المشاهدات كمقياس للقيمة، وفي فيلمها تقدم كورالي فارجا رؤية لهذه الفكرة أيضًا، في ما يبدو أقرب لمشاهدة فيلمي "The Fly" (الحشرة) لديفيد كروننبرغ، مع فيلم "Black Swan" (البجعة السوداء) لدارين أرونوفسكي معًا.

الصور من حساب ديمي مور ومهرجان كان على انستجرام.

 

مجلة هي السعودية في

22.05.2024

 
 
 
 
 

أميركا وروسيا تجتمعان في مهرجان كانّ مع ترامب وليمونوف

هوفيك حبشيان

ان تجتمع روسيا وأميركا، من خلال #دونالد ترامب و#إدوارد ليمونوف، في بقعة واحدة ضمن مسافة زمنية لا تتعدّى اليوم الواحد، فوحده مهرجان كانّ السينمائي (14 - 25 الجاري)، قادر على ابتكار هذا "الإستثناء الثقافي". والمقصود بالبلدين المذكورين ليس قصص الناس العاديين، بل المفاهيم المرتبطة مباشرةً بثقافتهما واللتين تحضران سينمائياً من خلال شخصيات وقصص رمزية. هناك على الدوام في المهرجان الفرنسي، الكثير من الحوارات بين العديد من الأطراف، لكن أجملها هي تلك التي تجري بين الأفلام نفسها، وهي حوارات تخرج عن سيطرة صنّاع الأعمال أنفسهم. فمن غير المستغرب ان نجد الرد على بعض الأسئلة التي يطرحها فيلم… في فيلم آخر! هذا الترابط السينمائي أحد أكثر الأشياء التي يولدها عرض الأفلام جنباً إلى جنب، ويجمعها توقيت واحد وجغرافيا واحدة.

مع "المتدرب"، الفيلم الرابع للمخرج الدانماركي من أصل إيراني، علي عبّاسي، المعروض في المسابقة، نحن إزاء فصل من سيرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. نعود إلى البدايات، لنكتشف حكاية صعوده الإستثنائي على حساب بعض التجاوزات الأخلاقية والقانونية. لا يشن الفيلم حملة على ترامب، بل يحاول تفكيك اسطورة رجل أعمال نقل إلى السياسة، مبادئ تشربها من عمله في العقارات، يوم تسلم إدارة أقوى بلد في العالم.

لا نعرف ما الذي دفع بعبّاسي إلى إنجاز هذا الفيلم، لكن، نظراً الى النتيجة المرضية على كلّ المستويات، يمكن القول انها فكرة موفّقة. ربما كان هناك حلقة مفقودة في قصّة ترامب، أراد عبّاسي القبض عليها: انتقاله من بزنس العقارات إلى السلطة. هناك بدايتان مهمتان للقصّة: كيف برأ ترامب ووالده نفسيهما من تهمة العنصرية التي ساقتها ضدهما الدولة يوم كانا يعملان معاً في تأجير البيوت، وكيف قاد صفقة شراء وترميم فندق كومودور المتهالك لتحويله إلى "غراند هيات"، وذلك في الحي الـ42 من مدينة نيويورك. سنكتشف أيضاً كيف ان ترامب استطاع نيل معاملة خاصة لاعفائه من بعض الضرائب، بعدما أقنع السلطات المحلية بأنه يعمل لمصلحة نيويورك التي كانت تعيش انهياراً كبيراً في منتصف السبعينات.

هذا كله ما كان ليحدث لو لم تلتقِ طريقه طريق المحامي المحافظ روي كوهن (أداء رائع لجيريمي سترونغ)، الذي ظلّ وفياً لموكّله حتى آخر حياته، واقفاً في صفّه دفاعاً عن مصالحه المالية. لهذا المحامي أساليب لا تتوافق مع أخلاقيات مهنة المحاماة، بل يمكن وصفها بالفاسدة، ولا يتوانى عن استخدام الابتزاز والرشوة. ورغم ان كوهن ظلّ وفياً لترامب في عالم حافل بالخيانات، فالأخير أهدى اليه مجوهرات، موهماً إياه بأنها من الألماس في حين هي من الزيركون، وذلك يوم أقام فيه حفل ميلاد له كان أشبه بوداع. كوهن هذا، محطة أساسية لفهم ترامب ومن أين جاء بفلسفته في السياسة وعدائه للمؤسسات، من بينها القضاء. تعلّم منه ثلاثة مبادئ: "الهجوم، الانكار وتحويل أي خسارة إلى نصر".

ظاهرياً، الفيلم لطيف مع ترامب، مدركاً، خلافاً للرئيس المثير للجدال، ان الهجوم لا يأتي بنتيحة ولا يصنع فنّاً. لذا، يدسّ خطابه السياسي في التفاصيل حيث يقيم الشيطان - كما يُقال. والأهم انه يربطه بسياق، محوّلاً إياه ظاهرة لا يمكن فصلها عن العقلية الأميركية التي تحتسب النجاح فقط انطلاقاً من نتائجه. ساعتان من الاستمتاع بقصّة ترامب، لا تلغيان نقده ودراسة شخصيته بأبسط الطرق. فهم عبّاسي جيداً انه من غير الضروري الاتيان بفيلم معقّد للحديث عن أخطار اسناد السلطة الى رجل لا يهمّه الا الوصول، وهو في النهاية صورة عن أميركا التي لديها وصفة جاهزة للنجاح.

*****

بطل "ليمونوف" للمخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف (ينافس على "السعفة")، لا يختلف كثيراً عن ترامب، وإن وقعت الأحداث في الإتحاد السوفياتي سابقاً وفي جزء من روسيا بعد سقوط الشيوعية. يشير اسم ليمونوف إلى الكاتب والشاعر الروسي الراحل إدوارد ليمونوف (1943 - 2020)، الذي يكبر ترامب بثلاث سنوات فقط، وكانا معاصرين أحدهما للآخر، عابراً كلّ تقلّبات زمنهما المضطرب حيث كانت للإيديولوجيات قيمة. حتى ان ليمونوف هاجر إلى نيويورك في السبعينات، الفترة التي شهدت "تدريب" ترامب على يد كوهن. ليمونوف هذا، مسبّع كارات، بدأ حياته عاملاً في مصنع في خاركوف، ثم انتقل إلى كتابة الشعر في موسكو، ففر من ظلم السوفيات إلى نيويورك حيث عاش حياة بوهيمية قبل ان يعمل مدبّراً وطبّاخاً عند أحد الأثرياء في المدينة نفسها، ثم ينتقل إلى باريس حيث عمل صحافياً وكاتباً، ومن هناك عاد إلى وطنه ليقود حزباً انعزالياً.

الفيلم أفلمة لرواية الفرنسي إيمانويل كارير، وكما الحال في "المتدرّب"، يحذو المخرج حذو التفاصيل، مموضعاً النصّ في منطقة رمادية، فلن نعرف حتى بعد صعود الجنريك اذا كان ليمونوف إنساناً ساقطاً انتهازياً أو ثائراً أو فاشياً، وأغلب الظنّ انه قليل من هذا كله. ولكن كيف نصوّر حكاية رجل يجسّد كلّ تناقضات جيله، مع أخذ مسافة منه في كلّ مرة؟ ما يلفت في الفيلم هو كيف ان سيريبرينيكوف يحوّل قصة ليمونوف إلى صدى لتجربته، هو الذي فر من نظام بوتين بعدما صدر حكم بسجنه (مقيم حالياً في فرنسا). ها انه يقول مرة جديدة كيف انه يصعب على أي روسي ان يتنصّل تماماً من هويته المركبة، خصوصاً اذا كان ينظر اليها بكليتها. العداء للنظام يوازي العيش في العراء، ويعني أيضاً العيش مشرداً في عواصم العالم، وهذا ما سيختبره ليمونوف قبل ان يعود إلى ناسه بعد سقوط الشيوعية، ليؤكد انه ليس لا منشقّاً عن النظام ولا موالياً له، بل طرف ثالث في فوضى الصراعات، لن يفهمه العالم الذي يعيش فيه. لكن مُشاهد الفيلم، سيفهمه أكثر من غيره، لأنه في النهاية، يأخذ وجه بن ويشا الكاريزماتي.

تماماً كـ"المتدرّب"، يحملنا الفيلم إلى زمكان مُستعاد سينمائياً: نيويورك السبعينات. كلّ الفصل المتعلّق بمشاهدات ليمونوف الذي تحوّل من شاعر روسي إلى "مواطن من العالم" واختباره الحرية الأميركية، قمّة في الروعة السينمائية، الى درجة يخال للمُشاهد انه أمام فيلم ضائع من السبعينات عاد فجأةً إلى الحياة. سيريبرينيكوف واحد من أكبر صانعي الصورة الأحياء، والفيلم دليل على براعته، سواء من خلال توليفته السينمائية حيث تتداخل المَشاهد في ما بينها، تنصهر، لتولد في شكل جديد. أو من خلال الخطاب الكبير الذي يأتي به عن الوفاء للوطن وعن مكان الشاعر وسط فوضى التجاذبات. عمل مشبع بالموسيقى، يرتجف له البدن، ويسمّر المُشاهد في كرسيه من شدة احتكاكه بالبطل وابتعاده منه بشكل متواصل، مما يولّد شرارة لا مثيل لها. ليمونوف يؤمن بكلّ شيء ولا يؤمن بشيء، أفعاله تخالف أفكاره، واللحظة الحقيقية الوحيدة عندما يجد نفسه أمام ناشر يقول رأيه في أدبه بعيداً من المجاملات. عتب وحيد: خسارة ان يكون الفيلم ناطقاً بالإنكليزية بدلاً من الروسية.

 

النهار اللبنانية في

22.05.2024

 
 
 
 
 

رسالة كان السينمائي: "بارثينوبي"

سليم البيك - محرر المجلة

الفيلم صفاء تام نراه في وجه بارثينوبي. في الفيلم حب ومحبة، ورغبة وعشق وشغف، الفيلم المكتمل بجمالياته البصرية، كانت صوره نقلاً أميناً لقصائد منثورة على طوله، لتراجيديا متمثلة بحياة بامرأة تسر الناظرين، فما انتبه أحدنا إلى أن تراجيديا في حياة هذه الحورية تدور أمامنا.

السينمائي الإيطالي باولو سورنتينو روائي أيضاً، نرى ذلك، ونسمعه تحديداً، في أفلامه، بالأخص منها آخرها، وله اسم بطلته، ولها اسم حورية بحر في الميثولوجيا الإغريقية والرومانية، في الأخيرة تدخل الحورية علاقة حب فتعاقبها الآلهة بتحويلها إلى مدينة نابولي الإيطالية. هنا، نجد في الفيلم استعادة معاصرة ورمزية لا للأسطورة، بل لامرأة فائقة الجمال يمكن أن تكونها حوريةُ بحر بشرية، ولمدينة تماهت المرأة معها، هي نابولي.

الفيلم (Parthenope) قصيدة حب مزدوجة، تجاه بارثينوبي الشخصية، وبارثينوبي المدينة. في الفيلم يعود سورنتيتو إلى مدينته، ناسها وأمكنتها، وناديها لكرة القدم وإن سريعاً، أنهى به الفيلم محيلاً إياه إلى سيرة ذاتية لمدينة كانت في حياة سابقة حورية بحر، وسيرة جمالية ذاتية له، بتعلقه بمدينته، نسائها وبحرها وناديها، كما أرانا الأخير في "يد الله" (٢٠٢١).

تراثٌ إيطالي سينمائي حاضر هنا، عشق فديريكو فليني لروما رأيناه هنا في نابولي، وعشقه للنساء رأيناه كذلك هنا، مع امرأة بجمال خرافيّ، تظهر أوّل مرة خارجة من البحر، إلهةٌ فعلية، لا استيهاماً كما تخرج كلوديا كاردينالي في "8½" لفليني، كذلك تخرج الأخيرة كملاك من لا مكان. ورأينا التراث الجمالي للسينما الإيطالية في الصور الثابتة والبحرية، مستعيراً إياها من مايكلأنجلو أنطونيوني، أحد أجمل من نقل صوراً للبحر وقصصاً للنساء، وسورنتينو يستعيد ذاته هنا كذلك، ليكون الفيلم إحالة إلى الجماليات ذاتها، البصرية والسردية، بوصفه روائياً، كما كانت في "الجمال العظيم" (٢٠١٣)، و"شباب" (٢٠١٥).

هذه سينما إيطالية بأجمل صورها المعاصرة، تتقن سلاسة الحكاية ورهافة المحكيّ، بترميز يذهب إلى أساطير، مختلطة بعفوية الشخصية الإيطالية وصور خلابة لنابولي، للبحر، للبيوت، للحورية على شكل بشر، لقصص حب كان لعقاب الآلهة في الميثولوجيا ظلّه عليها، امرأة شديدة الجمال والذكاء أمضت حياتها فاقدة حباً جربته مرّة.

الفيلم هو بارثينوبي الحورية/المرأة، من ولادتها في البحر إلى عودتها، متقاعدة من عملها الجامعي، إلى نابولي، مروراً بعلاقات ومآسٍ عاطفية، ونجاح أكاديمي. يحوم الفيلم حولها، الأماكن تحوم حولها، وكذلك باقي الشخصيات. كأننا هنا أمام سفر مقدَّس هي رسولته، شخصية مكتملة لا عيب فيها ولا شرّ في محيطها.

الفيلم صفاء تام نراه في وجه بارثينوبي. في الفيلم حب ومحبة، ورغبة وعشق وشغف، الفيلم المكتمل بجمالياته البصرية، كانت صوره نقلاً أميناً لقصائد منثورة على طوله، لتراجيديا متمثلة بحياة بامرأة تسر الناظرين، فما انتبه أحدنا إلى أن تراجيديا في حياة هذه الحورية تدور أمامنا.

 

مجلة رمان الثقافية في

22.05.2024

 
 
 
 
 

فيلم عن سيرة ترامب في كان يثير غضب الرئيس الأميركي السابق

الرئيس الأميركي السابق أعلن عن إجراءات قضائية ضد صناع الفيلم رفضا لما اعتبره "تشهيرا بحتا".

كان (فرنسا)عُرض فيلم "ذي أبرنتيس" (The Apprentice)، عن سيرة دونالد ترامب المشارك في السباق لاستعادة رئاسة الولايات المتحدة، الإثنين في المنافسة الرسمية ضمن مهرجان كان السينمائي، في عمل دفع الرئيس الأميركي السابق إلى إطلاق إجراءات قضائية رفضا لما اعتبره "تشهيرا بحتا".

ومن خلال هذا الفيلم الروائي يخطو المخرج الإيراني – الدنماركي علي عباسي خطواته الأولى في هوليوود بعد إخراجه أفلاما عُرضت في المهرجان الفرنسي العريق ("حدود"، الحائز على جائزة فئة "نظرة ما" عام 2018، و"عنكبوت مقدس" الذي عُرض في المهرجان عام 2022). ويتتبع العمل بداية مسيرة ترامب كقطب عقارات في السبعينات والثمانينات في نيويورك.

ويصوّر الفيلم ترامب في بداية مسيرته بصورة مهني ساذج إلى حد ما، لكن الرجل (الذي يؤدي دوره سيباستيان ستان، المعروف بدوره في فيلم “كابتن أميركا”) ينحرف عن مبادئه عندما يكتشف حيل السلطة، جنبا إلى جنب مع معلمه المحامي روي كوهن (يؤدي دوره جيريمي سترونغ المعروف بدوره في مسلسل “ساكسيشن”)، المرتبط ارتباطا وثيقا بمافيا نيويورك.

الفيلم مستوحى من أعمال رئيسية عائدة إلى تيار "هوليوود الجديدة" السينمائي في أواخر الستينات والسبعينات

ويبدأ الفيلم برسالة رفع مسؤولية تنص على أن الكثير من الأحداث المعروضة على الشاشة من نسج الخيال. ويظهر أحد أقوى المشاهد في الفيلم ترامب يغتصب زوجته الأولى إيفانا (تؤدي دورها ماريا باكالوفا). كما شوهد وهو يتناول حبوب الأمفيتامين أو يخضع لعملية شفط دهون وجراحة لزرع الشعر.

وقال عباسي لمجلة “فانيتي فير” مؤخرا “أردنا أن نصنع فيلما تاريخيا بأسلوب ‘بانك روك’، ما يعني أنه كان علينا أن نحافظ على طاقة معينة، وروحية معينة، وألا نكون انتقائيين للغاية بشأن التفاصيل وما هو صحيح أو خطأ".

وأثار الفيلم استياء شديدا لدى دونالد ترامب الذي أعلن فريق حملته الانتخابية "بدء إجراءات قانونية في مواجهة التأكيدات الكاذبة تماما لهؤلاء الذين يُسمّون أنفسهم سينمائيين”، منددا بما اعتبره "تشهيرا خبيثا بحتا". وقال ستيفن تشيونغ، الناطق باسم فريق حملة دونالد ترامب، في بيان له "هذا التجميع من المَشاهد هو محض خيال يضخم أكاذيب تم دحضها منذ فترة طويلة".

يحمل سيناريو فيلم "ذي أبرنتيس" توقيع غابرييل شيرمان، وهو صحافي تابع سوق العقارات في نيويورك في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكان يتواصل بانتظام مع ترامب خلال هذه الفترة. ورسميا الفيلم مستوحى من أعمال رئيسية عائدة إلى تيار "هوليوود الجديدة" السينمائي في أواخر الستينات والسبعينات، من بينها أفلام "تاكسي درايفر" و"نتوورك"، وخصوصا “ميدنايت كاوبوي".

وردا على سؤال عما إذا كان يمكن لامرأة أميركية أن تكون موضوعية بشأن فيلم عن رئيس بلادها السابق، وعدت رئيسة لجنة التحكيم غريتا غيرويغ بمشاهدته “بعقل وقلب منفتحين، مع استعداد للمفاجأة". وخارج المنافسة مُنحت جائزة السعفة الذهبية الفخرية للأستوديو الياباني غيبلي، الذي شارك في تأسيسه عام 1985 هاياو ميازاكي (83 عاما)، وهو مخرج حائز جائزة الأوسكار مرتين عن أعماله المفعمة بالشاعرية.

وقد حضر ابنه غورو، وهو أيضا مخرج، لتسلم الجائزة التي اعتبرها "تشجيعا" لفترة "الأربعين عاما المقبلة". وهذه أول مرة يحصل فيها أستوديو على مثل هذه الجائزة، والتي عادة ما تُمنح لممثل أو مخرج، مثل ميريل ستريب وجورج لوكاس هذا العام. وتواصلت حفلة الاثنين بعرض أربعة أفلام قصيرة لم تُعرض سابقا خارج اليابان، من بينها تكملة لفيلم "ماي نيبر توتورو".

وبعد سبعة أيام من العروض أصبح فيلم "إميليا بيريز" من الأعمال الأوفر حظا لخلافة “أناتومي أوف إيه فال” للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه، وتقديم السعفة الذهبية الثانية لمخرجه الفرنسي أيضا جاك أوديار، بعد “ديبان” سنة 2015. ومن الأفلام الروائية الأخرى التي لاقت استحسانا كبيرا، مع تصفيق من الحاضرين استمر 11 دقيقة، فيلم "ذي سابستنس" (The Substance) النسوي للمخرجة الفرنسية كورالي فارجا مع ديمي مور.

ويترقب جمهور كان أفلاما عدة في الساعات والأيام القليلة المقبلة، من بينها عمل جديد عن مدينة نابولي للإيطالي باولو سورنتينو، وفيلم جيل لولوش الجديد بعنوان "لامور أوف" الخميس، و"دانه انجر مقدس" (بالإنجليزية The Seed of the Sacred Fig أي "بذرة التين المقدس") للإيراني محمد رسول آف الجمعة. وستُعلن قائمة الفائزين بجوائز المهرجان خلال الحفلة الختامية مساء السبت.

 

العرب اللندنية في

22.05.2024

 
 
 
 
 

نظرة أولى | «شرق 12» تناول موضوعات محظورة

بخيال يحاكي الواقع

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

فيلم ”شرق 12“عمل سينمائي رائع يجسد قلق الشباب في ظل الحكم الاستبدادي، تدور أحداثه في مصر، حيث يتوق الموسيقي المراهق الطموح عبده (عمر رزيق الساحر) إلى مغادرة محيطه المسدود مع شريكته نونا (فايزة شامة).

يقع عبده المتمرد في مشاكل دائمة مع السلطات المحلية، مما تضطر جدته الحكيمة جلالة الحكواتية (منحة البطروي) إلى حمايته من العقاب.

وتكفي سريالية الفيلم المصممة بشكل رائع لتحويل قصة تمرد الشباب إلى رؤية ساخرة متقدة ومثيرة للذكريات وقادرة على تناول الموضوعات المحظورة.

تحاول المخرجة المصرية هالة القوصي في فيلمها الروائي الطويل الثاني (بعد فيلمها الأول ”زهرة الصبار“ عام 2017) الذي عُرض لأول مرة في مسابقة ”أسبوعي المخرجين“، أن تستحضر أعمال غوردار وفيليني في فيلم روائي طويل يحاكي الواقع وجريء شكليًا، وقد يكون له جاذبية خاصة في عالم الفن السابع.

تم تصوير الفيلم بالأبيض والأسود، ويضفي الملمس اللزج لفيلم كوداك 16 ملم نبرة خيالية قاتمة على قصة عبده. الذي يقضي معظم وقته إما محبوسًا في غرفته أو يؤلف الموسيقى باستخدام أدوات منزلية (أجهزة الراديو والأنابيب والصنادل والآلة الكاتبة وغيرها) أو يقوم بأعمال غريبة مثل حفر الخنادق بحثًا عن القبور والكنوز.

ولكن أينما كان، فإن أشخاصًا مثل شوقي الاستعراضي (أحمد كمال)، الذي يقدم عروضًا مسرحية تهدف إلى الترفيه وبث الخوف، يريدون إبقاءه تحت سيطرتهم. يستخدم عبده موسيقاه لإعادة مزج الإهانات التي تُوجّه إليه، ويسخر من مضطهديه من خلال كلماتهم المسجلة.

غالبًا ما يذكرنا عبده بالعديد من شباب السينما القلقين. في الواقع، عندما يقترن عبده بـ”نونا“، وهي فتاة مراهقة أجبرها القاضي القمعي ”برعي“ (أسامة أبو العطا) على العمل في الجنس، فإنهما غالبًا ما يستحضران إلى الأذهان بول ومادلين في فيلم ”المؤنث المذكر“ (1966) لغودار. على الرغم من أنهما ليسا سياسيين متدينين مثل ثنائي غودار، إلا أن عبده ونونا كلاهما مستاءان من هيكل السلطة الحالي في بلدتهما.

تحاول جلالة في كثير من الأحيان تهدئة غضب عبده. تقول له: ”الصبر“. ويتابع: ”هو الموت“. ”أتمنى أن أغمض عيني وأكون بعيدًا.“ يُظهر عبده ألم الطفل الذي كبر في السن لدرجة أنه لم يعد يؤمن بالأمل والقصص الخيالية، ولكنه أيضًا صغير جدًا ليعرف أي المعارك يخوضها.

القوصي هي وراء هذا العالم القوي. وتوفر مجموعة غنية من المعلومات وراء كل تفصيلة - خاصةً متجر جلالة، حيث يمكن للناس إما الرهن أو التبادل مقابل العديد من الأشياء التي تزين جدرانها. وتمنح قطع مثل الساعات والألعاب والأجهزة المنزلية نسيجاً من الحياة اليومية.

حس القوصي المرهف في الإخراج يجعل لقطات عبد السلام موسى، تفيض بالإضاءة الأثيرية التي تمنح هذا الفيلم الخيالي إحساسًا.

وعلى الرغم من تصوير معظمه بالأبيض والأسود، إلا أن فيلم ”شرق ا12“ يحتوي على صدمات ملونة من حين لآخر، ومع غرائبيته، يظل العمل واقعيًا بشكل مدهش، حتى في تجاوزه للواقع. فهو يغطي قضايا الاغتصاب والإجهاض والعمل الجنسي بصراحة، بينما يطالب شخصياته بحرق حكومتهم المحطمة. لأن الحكام المستبدين في هذه البلدة الفقيرة لا يريدون فقط السيطرة على عبده - بل يريدون تحطيمه وإطفاء براءته الواثقة.

ويبدو أنهم قد يفعلون ذلك قبل أن يستعيد عبده إصراره بمساعدة نونا العنيدة. الفزع الأخير، وهو الانهيار الفوضوي للنظام الاجتماعي الذي يرى الشباب أخيرًا يحملون السلاح، من خلال صناعة أفلام قوية، تصدر مثل هذه الصورة جيدة الصنع، والتي تترك بصمة وأثرًا حقيقيًا.

 

####

 

نظرة أولى | «مارشيلو ميو» لـ كريستوف أونوريه

فيلم مزيف عن أشخاص حقيقيين

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

في فيلم كوميدي مضحك ومبتكر تماماً، تقرر النجمة الفرنسية كيارا ماستروياني في أزمة وجودية أن تتقمص شخصية والدها الشهير جداً الراحل مارشيلو ماستروياني. وفي رحلة بحثها عن هويتها الخاصة تكتشف المزيد عن نفسها وعن والدها وحتى عن والدتها كاثرين دينوف التي لا تقل شهرة عن والدها، والتي وافقت بشكل مفاجئ على تقمص شخصيتها وتكتشف حقائق عن علاقتها بوالدها السابق (توفي عام 1996) لم يتم الإعلان عنها من قبل.

الفيلم الذي عرض مساء أمس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، يقترب هذه المرة من منزل العائلة الشهيرة، ولكن بلمسة خفيفة حيث تتخلى كيارا عن شخصيتها وتذهب إلى المدينة كما لو كانت مارشيلو ماستروياني في فيلم 8½ لفيلليني. بدلة سوداء، وقبعة، وشارب، ونظارات كبيرة - إنها ترتدي كل شيء. تمامًا مثل فيلم فيلليني، وعندما تنظر كيارا إلى المرآة سرعان ما ترى صورة والدها ينظر إلى الوراء. إنه صيف التغيير والاكتشاف، لكنها جادة للغاية وهي تتخلى عن هويتها الخاصة.

كريستوف أونوريه، هو الكاتب والمخرج لهذه الحكاية التي تمزج بين الواقع السابق والحالي الذي تعيشه كيارا، ويجب على فريق العمل من الأصدقاء والزملاء الواقعيين أن يحاولوا التعامل معها بجدية أيضًا.

هل أصبحت مجنونة تمامًا؟، هناك مستويات مختلفة من التقبّل أثناء تفاعلها مع عائلتها وعشاقها السابقين وأصدقائها المقتنعين بأنها أصبحت والدها الآن. بالإضافة إلى الضحك المتأصل في مثل هذه الفرضية، فإن كوميديا (مارشيلو ميو) لديها الكثير لتقوله عن من هم آباؤنا وكيف نتعامل معهم، ولكن في هذه الحالة يكون الأمر فريدًا حقًا لأن والديها هما أبعد من مجرد نجمين، فهما أيقونتان سينمائيتان حقيقيتان، واحدة من إيطاليا والأخرى من فرنسا.

يبدو أن أونوريه، الذي يبدو أنه يستمتع بالمزج بين الواقعية السحرية والحياة الواقعية في صناعة هذا الفيلم، لا يضيع وقتًا في تهيئة الأجواء من خلال إعادة خلق مشهد نافورة تريفي الشهير من فيلم ”لا دولتشي فيتا“ الذي قام ببطولته ماستروياني وظهرت فيه أنيتا إيكبيرغ وهي تغطس في الماء هناك. لكن هذا ليس فيلمًا يكتفي بإعادة خلق مشاهد من أفلامه الشهيرة، بل يرفع القبعة لها في بعض الأحيان، والأهم من ذلك التركيز على حاجة ابنته إلى أن تصبح والدها من أجل التواصل الروحي.

وفي هذا السيناريو تدخل ”دينوف“ التي تعتقد أن الأمر كله مزحة عندما تواجهها ابنتها بما تعتقد أنه انطباع ابنتها عن حبيبها السابق. في الواقع، من المضحك جدًا رؤيتها وهي تحاول أن تستوعب وتقاوم إرسال كيارا إلى مصحة نفسية. وسرعان ما تستسلم لواقع شيء غير حقيقي، ولكن هل هو حقيقي؟.

يصف أونوريه الأمر كله بأنه ”فيلم مزيف عن أشخاص حقيقيين“. يجب على الآخرين أن يتكيفوا أيضًا بما في ذلك الممثل والموسيقي فابريس لوشيني والمخرجة نيكول غارسيا، وكلاهما يلعبان دور نسختين خياليتين من نفسيهما. هناك أيضًا بنجامين بيولاي، الزوج السابق لـ”كيارا“ ووالد طفلها، والذي ربما يكون الأكثر انزعاجًا وارتباكًا من هذا التحول في الأحداث.

ثم هناك أيضًا شريك سابق آخر، وهو ميلفين بوبود، الذي ربما يكون الأكثر تقبلًا بطريقته الساحرة. وتدخل شخصية خيالية أيضًا في المعركة عندما تصادف كيارا/مارسيلو رجلًا يبدو يائسًا مستعدًا لإنهاء كل شيء على الجسر، في إشارة إلى نفس الموقف عندما صادق مارسيلو امرأة باكية لعبت دورها ماريا شيل في فيلم ”ليالٍ بيضاء“ عام 1957. أما هنا فهو كولين (هيو سكينر)، وهو جندي بريطاني يمكن أن يصبح حبًا أو ربما لا لـ كيارا مارسيلو.

كما أن الأب كان لديه كلب، وهناك كلب ساحر يتشبث بالأحداث هنا أيضًا، والكثير من الإشارات الأخرى التي يمكن التقاطها على طول الطريق بما في ذلك المشهد الأخير على الشاطئ في نهاية فيلم ”لا دولتشي فيتا“.

الفكرة بأكملها روحانية بشكل غريب، وليست حزينة أو كئيبة لمشاهدة شخص تعتقد أنه قد يكون قد ذهب إلى الحافة. إنه أخف بكثير من ذلك. كيارا تبحث، وهذا ما جعلها تعيد التواصل مع والدها ووالدتها وآخرين في حياتها أيضًا.

اللافت للنظر هو أنهم جميعًا وافقوا على أن يكونوا جزءًا من لعبة أونوريه، حيث دخلت الابنة في فيلم وغرست قدميها هناك لفترة من الوقت.

أحد المشاهد القوية للغاية حيث تجد نفسها تتنافس في برنامج واقعي إيطالي لا يأخذ هوية كيارا الجديدة على محمل الجد، بل يجعلها في موضع تخمينات مما يجعلها تهرب من الاستوديو إلى أبعد ما يمكن.

يتمكن أونوريه من الحفاظ على الإيقاع في مكانه ولكنه يتلاعب باللحظة الدرامية أيضًا. كما تظهر في هذا التسلسل أيضًا ستيفانيا ساندريللي التي شاركت في بطولة فيلم ”الطلاق على الطريقة الإيطالية“ عام 1961 مع مارشيلو ماستروياني.

«مارشيلو ميو» فيلم يجمع بين الواقع والمتخيل والمتناقضات والتضادات، لكنه يبقى بالفعل في الذاكرة.

 

####

 

بعد مشاركته بمهرجان كان ..

أيمن الأمير يحاضر في ورشة «من النص إلي الشاشة» لملتقى «ميدفست مصر»

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

أعلنت إدارة ملتقى "ميدفست مصر" أن آخر موعد للتقديم لورشة "من النص إلى الشاشة" يوم 25 مايو الجاري، وهي ورشة مجانية تهدف لكتابة وتطوير سيناريو الفيلم القصير على مدار ثلاثة أشهر، وسيتم اختيار 8 مشتركين من كتاب السيناريو وصناع الأفلام المحترفين والجدد من مصر.

وسيحصل فيلمان على منح إنتاجية تقدر بـ250 ألف جنية، وتستهدف الورشة بجانب شباب القاهرة، شباب من محافظات المنيا وسوهاج وبني سويف والدقهلية والبحيرة وبورسعيد، مع تحمل إدارة الملتقى تكاليف الإقامة والانتقالات.

يقدم الورشة المخرج السينمائي ومستشار السيناريو أيمن الأمير، الذي عمل على تطوير وكاستشاري للعديد من المشاريع السينمائية مثل السوداني "وداعا جوليا" واللبناني "كوستا برافا"، وهو أيضاً مخرج فيلم "رفعت عيني للسما" المشارك في المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد في مهرجان كان في الدورة المقامة حاليًا.

وعن برنامج "من النص إلى الشاشة" قال الممثل والدكتور مينا النجار الشريك المؤسس لميدفست مصر، أن الفكرة خرجت بسبب الاحتياج لأفلام تجمع الفهم الشامل للصحة النفسية والجسدية، أو بناء الشخصيات بشكل يعتمد على الأبعاد النفسية وتكون مرتبطة بأفكار لها علاقة بهذا المضمون، بداية من كتابة وتطوير وإنتاج قصص أصلية مبنية على أفكار مرتبطة بالصحة، نتابعها ونشهد تطورها إلى أن تصبح سيناريو كامل، وفي هذا البرنامج نعمل على تسهيل كل الفرص المرتبطة بإنتاج هذه السيناريوهات، بالإضافة إلى منح إنتاجية، وبالتالي أصبح هناك المساحة الحقيقية لخلق أفكار وأحلام جديدة لها علاقة ببرنامج "من النص إلى الشاشة".

وعن ما يميز برنامج "من النص إلى الشاشة" هذا العام قال النجار: "سيكون البرنامج متاح لجميع الكتاب خاصة من لديهم خبرة، كما سنعمل على خلق فرص لشباب المحافظات في مصر، أما الأفكار التي نتحرك من خلالها هذا العام، هي الأدوار المنوطة بالأنواع الاجتماعية وعلاقتها وتأثيرها على العنف بأشكال مختلفة، بالإضافة إلى زيادة المنحة الإنتاجية، وسيتم تسهيل مقابلات وعرض هذه الأفلام لمنتجين آخرين خلال المهرجان".

 

####

 

شاهد | تريلر «القرية المجاورة للجنة»..  أول فيلم صومالي بمهرجان كان السينمائي

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

يعتبر فيلم "القرية المجاورة للجنة" أول فيلم يتم تصويره في الصومال، ويُعرض في مهرجان كان السينمائي على الإطلاق، وأول الأفلام الطويلة لمخرجه خريج برنامج مواهب برليناله محمد هاراوي.

وينافس الفيلم على جوائز قسم نظرة ما في الدورة السابعة والسبعين من المهرجان المقامة من 14 إلى 25 مايو، ويمثل تعاونًا آخر بين MAD Distribution وهاراوي بعد شراكتهما الناجحة في عام 2020 بفيلمه القصير "الحياة في القرن الأفريقي" الذي حصل على تنويه خاص في مهرجان لوكارنو السينمائي وجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان قرطاج السينمائي.

تدور أحداث الفيلم في قرية صومالية عاصفة، حيث تضطر عائلة أُعيد لم شملها حديثًا التنقل بين تطلعاتهم المختلفة والعالم المعقد المحيط بهم. الحب والثقة والمرونة سيدعمونهم خلال مسارات الحياة.

الفيلم، الذي يقدم نظرة واقعية ومؤثرة للحياة اليومية في الصومال، يضم مجموعة من الممثلين الصوماليين الناشئين، بما في ذلك أحمد علي فرح، وأحمد محمود صليبان، وعناب أحمد إبراهيم، الذين بثوا الحياة بالسيناريو من خلال أدائهم المقنع.

 

####

 

إدارة «فيلم العلا» تحصد جائزتين عالميتين في مهرجان كان السينمائي

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

حققت إدارة "فيلم العلا"، التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العلا، جائزة الموقع الناشئ، وجائزة هيئة الأفلام في حفل توزيع جوائز الإنتاج العالمي الذي أقيم الليلة الماضية بمدينة كان الفرنسية.

وقالت شارلين ديليون جونز، المدير التنفيذي لـ"فيلم العلا" : "قبل أقلّ من 5 سنوات، تم تأسيس "فيلم العلا" بهدف تطوير صناعة سينمائية حيوية وناجحة، بما يتماشى مع تنويع الاقتصاد المحلي، وتوفير الفرص لصنّاع الأفلام المحليين وتعزيز التعاون العالمي في هذا المجال".

وتُكرم جوائز الإنتاج العالمي أعمال الإنتاج والمواقع المطلوبة لتصوير الأفلام والأعمال السينمائية والفنية الرائعة، وتركز هذه الجوائز في مهمتها على المبادرات والمشاريع والأعمال التي تأخذ في الحسبان أعلى معايير الاستدامة والتنوع، كما تضمن استفادة الاقتصادات المحلية من الأعمال التي يتم إنتاجها في أسواقها.

ويعدّ الفوز بهاتين الجائزتين تتويجاً لنجاح مشاركة "فيلم العلا" في مهرجان كان السينمائي، وإبراز جهودها الرامية لدعم قطاع السينما السعودي، وتمكينه من الاستحواذ على مكانة مرموقة على المسرح العالمي.

وحشدت "فيلم العلا" في وقت سابق من اليوم ذاته كوكبة من أشهر الأسماء في عالم السينما لعرض مقتطفات من الأفلام القصيرة للفائزات الأربع الأوائل ضمن مبادرة العلا لإنتاج الأفلام "العلا تبتكر" التي تدعم المخرجات السعوديات.

وخضعت الفائزات لبرنامج توجيهي مكثف أسهم في تحويل أفكار أفلامهن القصيرة إلى مشاريع جاهزة يمكن عرضها في المهرجان.

 

####

 

عن عمال النظافة في الحرم المكي الشريف..

فيلم سعودي يحصد جائزة الرسوم المتحركة بمهرجان كان

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

حصد الفيلم السعودي "واسجد واقترب" جائزة الرسوم المتحركة في مهرجان كان السينمائي لعام 2024، ليثبت قدرة السينما السعودية على إنتاج أفلام بجودة عالية لها تأثير في المجتمع.

والفيلم من إخراج وإنتاج ثريا الشهري، وابنتها الفنانة التشكيلية نبيلة أبو الجدايل.

وجاءت فكرة الفيلم بناء عن اللوحة الأصلية من رسم الفنانة السعودية نبيلة أبو الجدايل وعنوانها "واسجد واقترب" بتاريخ 1 أبريل عام 2020 في زمن جائحة كورونا.

وتحكي اللوحة عن الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها من قبل الحكومة السعودية في مواجهة الجائحة وتطويق أضرارها، حيث تمكن عدد قليل من عمال النظافة آنذاك من الصلاة في الحرم المكي الشريف من بين أكثر من مليار وثمانمائة مليون مسلم.

واستغرق العمل على هذا الفيلم قرابة سنتين.

وشارك الفيلم في عروض "Animation Day" أو "يوم الرسوم المتحركة" ضمن فعاليات سوق الأفلام في مهرجان كان 2024، وحصل على جائزة "Animation that matters" أو "الرسوم المتحركة ذات الأهمية".

وعبرت نبيلة عن سعادتها بالجائزة، في منشور عبر حسابها على إنستغرام، معلقة: "‏كلي فخر بنجاح هذه الرحلة الممتعة حتى الوصول إلى مهرجان كان مع والدتي الغالية ثريا الشهري وخواتي كاريمان أبوالجدايل وسلوى أبو الجدايل.. فكل الشكر لهما ولعملهما الذي أثمر كمستشارين فنيين في فيلم "واسجد واقترب".

 

####

 

«في كان السينمائي الـ 77».. كيلي رولاند توبّخ حارسة أمن

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

شوهدت النجمة كيلي رولاند وهي توبّخ حارسة أمن أمس على السجادة الحمراء خلال اليوم الثامن من مهرجان "كان" السينمائي الـ 77.

أطلّت النجمة الأميركية بفستان طويل أحمر اللون من أجل العرض الأول لفيلم "Marcello Mio"، ومشت على السجادة الحمراء والتقطت الصور قبل أن تتوجّه نحو الدرج.

وأثناء صعودها الدرج للتوجّه إلى المسرح، التفتت رولاند بضع مرّات لتحيي الجمهور والمتواجدين هناك، لكن أثناء قيامها بذلك، يبدو أنّ حارسة الأمن رفعت ذراعها خلف النجمة على ما يبدو، لتوجيهها بعيدًا من الحشد وتحثّها على متابعة سيرها.

ويبدو أنّ كيلي لم تكن مسرورة أبداً، إذ استدارت على الفور لمواجهة الموظفة، وظهرت في مقاطع الصور وهي توبّخها أمام الحاضرين وترفع اصبعها في وجهها.

 

####

 

بعد عرضه في مسابقة «نظرة ما» ..

إشادة بالفيلم الصومالي «القرية المجاورة للجنة»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

حظي الفيلم الصومالي «القرية المجاورة للجنة»The Village Next to Paradise للمخرج محمد هاراوي بإشادة وعروض مزدحمة في الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي المستمرة إلى 25 مايو الجاري، حيث أقيم عرضه العالمي الأول في قسم "نظرة ما" بحضور الممثلين وطاقم العمل.

توافد كبار الشخصيات والمشاهير والنقاد والشخصيات الإعلامية الدولية لمشاهدة الفيلم الذي طال انتظاره، حيث أشاد الجمهور العام بالفيلم ومخرجه، وحظي كلاهما بحفاوة بالغة بعد انتهاء العرض الأول.

كما حضر العرض الأول ضيوف مميزون وأصدقاء لطاقم العمل، مثل ريم العدل، مصممة الأزياء الأكثر إنتاجًا وتميزًا في الشرق الأوسط؛ ومدير التصوير عبد السلام موسى؛ والمنتجان أمجد أبو العلاء ومحمد العمدة الذين وقفا وراء الفيلم الشهير والفائز بجائزة الحرية بمهرجان كان العام الماضي، وداعًا جوليا.

حصل الفيلم على العديد من الإشادات النقدية المتميزة، وأبرز ما كُتب في مراجعة كريستوفر فورلياس لموقع (فارايتي) ، بدأ المخرج باستكشاف الحياة في البلد الذي تركه وراءه، مستخدمًا السينما لسد الفجوة بين ذكريات وطنه والطريقة التي تصورها العدسات الأوروبية عن الصومال، ويشير في مراجعته: "يقاوم المخرج الرغبة في تصوير الصوماليين على أنهم ضحايا لا حول لهم ولا قوة. ويهتم هاراوي أكثر بالتحقيق في الروابط الحميمة لوحدته العائلية غير التقليدية ولكن المتماسكة، بينما يستكشف كيف يتحمل الأفراد المسؤولية عن أفعالهم أو يتهربون منها".

كما كتب فابيان لوميرسيه لموقع (سينيوروبا)، يفرض هاراوي حسه الرائع في خلق صورة سينمائية على حكاية مؤثرة ومقتضبة توضح مصائب الشعب الصومالي وقدرته على الصمود، ويكمل قائلًا: "الفيلم يأخذ وقته ليرسم، من خلال عائلة صغيرة، صورة للصومال حيث الحاضر قاس للغاية، والماضي ثقيل بمن اختفوا، والمستقبل غامض".

وكتبت عنه ليلى لطيف لموقع (إندي واير)، تحت عنوان "بداية واعدة": "لقد أظهر العمل الروائي الطويل الأول لهاراوي بعض الإمكانيات المثيرة للغاية بالنسبة له وللقصص والمواهب التي لا تعد ولا تحصى داخل حدود الصومال".

فاز مشروع فيلم «القرية المجاورة للجنة» بعدد من المنح الإنتاجية من بينها منحة صندوق السينما العالمية في مهرجان برلين السينمائي، كما فاز مشروع الفيلم بمنحة ما بعد الإنتاج (20 ألف يورو) من ورش أطلس بمهرجان مراكش الدولي للفيلم، وقد عبر الحاضرون عن إعجابهم بالفيلم وأشادوا بشكل خاص بالتصوير السينمائي للمصور المصري مصطفى الكاشف.

 

####

 

نظرة أولى | «القرية المجاورة للجنة»  يصنع الأمل في مواجهة المجاعة والإرهاب

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

تتحرك الأحداث بوتيرة هادئة في فيلم ”القرية المجاورة للجنة“، الذي ينافس في مسابقة «نظرة ما»، بالدورة الـ 77 لمهرجان كان السينمائي، وهو عمل يدور حول رحلة وليس وجهة.

تدور أحداث الفيلم حول أخ وأخت يعيشان في قرية صغيرة تعصف بها الرياح على ساحل الصومال، وهو أول فيلم روائي طويل للمخرج محمد هاراوي، الذي يحاول العثور على ما هو طبيعي ودنيوي في مكان عادة ما يتم تصويره في وسائل الإعلام على أنه خطر ومؤذي وأهله يعانون المجاعة، والذهاب إليه عرضه لمواجهة الإرهاب.

وُلد هاراوي في مقديشو قبل أن يهاجر إلى النمسا في سن الثامنة عشرة ويدرس السينما في ألمانيا بعد ذلك، وقد سبق له أن أخرج أفلامًا قصيرة منها فيلمان تدور أحداثهما في الصومال؛ ”الحياة في القرن“ (2020) الذي عرض في لوكارنو و”هل سيأتي والداي لرؤيتي“ (2022) الذي عرض لأول مرة في برلين.

ويعد فيلمه الطويل الأول هو أول فيلم صومالي يُعرض في مهرجان كان، وهو أمر من شأنه أن يساعده على إيجاد جمهور من محبي السينما العالمية الأصيلة في مهرجانات أخرى بعد عرضه الأول في مهرجان كان.

يبدأ هاراوي فيلمه بنشرة إخبارية واقعية باللغة الإنجليزية عن هجوم أمريكي بطائرة بدون طيار في الصومال، مع رسومات توضيحية على الشاشة تجعل الحدث يبدو وكأنه نوع من ألعاب الفيديو. ثم ينتقل المحرر جوان سكرنزي مباشرةً إلى جانب طريق صومالي مغبر، حيث يحفر الرجال القبور في التراب؛ هذا التجاور بين الملاحظات التي يقدمها الغرباء الغربيون من الخارج والتجربة الحية للصوماليين هو الدافع السردي للفيلم.

أحد هؤلاء الرجال الكادحين هو مامارجادي (أحمد علي فرح) الذي أصبح عمله المعتاد في دفن الموتى - غالبًا ما يكون القتلى في هجمات الطائرات بدون طيار - أقل ربحًا، حيث تستحوذ شركات البناء الأكبر حجمًا بآلاتها الثقيلة الفعالة على كل الأعمال.

يعيش مامارجادي في منزل متواضع ولكن مريح من غرفة واحدة مع ابنه الصغير سيجال (أحمد محمد ساليزيان الجذاب) وشقيقته أرويلو (آنا أحمد إبراهيم) المطلقة حديثًا، وهي خياطة ماهرة تحلم بافتتاح مشروعها الخاص في الخياطة.

الحياة صعبة بالنسبة لهذه العائلة. فعلى مارماجادي أن يكافح من أجل لقمة العيش من خلال العمل الوضيع، وأراويلو تعيقها القوانين المحلية المتعلقة بالنساء العازبات، ومستقبل سيجال في خطر عندما تغلق مدرسة القرية. لكنهم ليسوا مجرد ضحايا للظروف. يقرر مامارجادي أن يبذل كل ما في وسعه لإرسال سيجال إلى مدرسة في المدينة، بينما تجد أراويلو التي لا تعرف الكلل ولا تعرف الصبر الذي لا ينتهي، طرقها المبتكرة لتحقيق طموحاتها.

هناك تسلسل ديناميكي في المستشفى، حيث تظل الكاميرا مركزة على سيجال، ويديه على عينيه، بينما تدور آثار هجوم بطائرة بدون طيار حوله، وهو أكثر إشارة علنية إلى التهديد الدائم للعنف في الصومال المضطرب (والذي من المفارقات أنه يبقي مارماجادي في العمل).

أما اللحظات الأخرى فهي أكثر يومية، إذ يُظهر سيجال لوالده مناورة الدفاع عن الطائرات بدون طيار التي تعلمها في المدرسة، وهناك احتجاج محلي ضد قوارب الصيد الأجنبية غير القانونية وإشارة قصيرة إلى تسرب كيميائي كارثي قبل بضع سنوات (وهو أيضًا محور فيلم ”الحياة في القرن“).

يتمتع الفيلم، الذي تم تصويره على مدار ثلاثة أشهر في الصومال، بمهارة بصرية مذهلة؛ وهو إنجاز خاص بالنظر إلى أن معظم طاقم العمل من الوافدين الجدد. يتمتع مصور الفيلم، المصري مصطفى الكاشف ببراعة، وغالباً ما يضع شخصيات العمل على حافة لقطة واسعة تظهر فيها وسائل الراحة في المنزل أو جمال المناظر الطبيعية الوعرة المحيطة بهم.

في حين أن قلة خبرة طاقم التمثيل غير المحترف إلى حد كبير واضحة في بعض الأحيان، إلا أنها تضيف الإحساس الطبيعي غير المتسرع لفيلم هاراوي.

القرية المجاورة للجنة“ قوي في كل مشهد، بدءًا من نهج مارماجادي الواقعي في دفن الموتى إلى تصميم أراويلو الهادئ على تحسين نظام تعرف أنها لا تستطيع تغييره، وقد لا يكون هذا المكان جنة بالمعنى التقليدي، لكنه مع ذلك مكان للأمل.

 

موقع "سينماتوغراف" في

22.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004