ملفات خاصة

 
 
 

مخرج إيراني يفتح أبواب مهرجان "كان" أمام ترمب

الرئيس ورجل الأعمال الملتبس يحضر سينمائيا في فيلم موضوعي لعلي عباسي

هوفيك حبشيان 

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ملخص

إحدى مفاجآت "مهرجان كان" في دورته الحالية فيلم بعنوان "المتدرب" يتناول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كرجل سياسة وأعمال، وصاحب خطط وألاعيب وخيانات. والمفاجئ أيضاً أن مخرج الفيلم هو علي عباسي الإيراني الدنماركي.

من كان يتوقع أن يحضر دونالد ترمب إلى مهرجان "كان"، ليس بلحمه ودمه وتسريحته المميزة، بل من خلال "المتدرب"، الفيلم المشارك في مسابقة الدورة السابعة حول رحلة صعوده إلى عالم المال والأعمال والنجاح في المفهوم الأميركي. وفي حين يواجه الرئيس الأميركي السابق المثير للجدال العدالة في بلاده، تبعاً لقضيتين لا تزالان عالقتين في المحاكم، شهد المهرجان الفرنسي أمس صعوداً من نوع آخر: صعود أفراد فريق الفيلم السجادة الحمراء لعرضه على الجمهور، يتقدمهم الممثل سيباستيان ستان، الذي يلعب دور "أبو إيفانكا" شاباً، على نحو هادئ لا يشبه ما رأيناه منه خلال سنوات عهده الرئاسي. ويمكن القول، على سبيل الدعابة، إنه في أدائه المتقن هذا، يتجاوز الأصل، حضوراً وصوتاً وكاريزما.  

الفيلم من إخراج علي عباسي الذي تألق اسمه بداية مع "حدود" (2018)، قبل أن يدخل المسابقة مع "عنكبوت مقدس" (2022)، عائداً به لإيران. هذا أول فيلم له ناطق باللغة الإنكليزية ومصور في أميركا. أما لماذا يختار مخرج دنماركي مقيم في السويد ومن أصل إيراني، تصوير فيلم عن ترمب، فهذا لغر من الألغاز، لكن أهمية السؤال تتبدد بعد المشاهدة، خصوصاً أن الفيلم يعد واحدة من مفاجآت المسابقة، وهو يضمن للمشاهد ساعتين من المتعة والتأمل في الوقت نفسه. 

نتابع حكاية ترمب مذ كان يستثمر في العقارات إلى المرحلة التي بدأ يذاع فيها صيته كرجل أعمال ناجح، مروراً بزواجه من إيفانا (تلعب دورها ماريا باكالوفا) عقب قصة حب. جزء كبير من الفيلم يدور على الكيفية التي حصل فيها على فندق متهالك اسمه "كومودور"، فرممه ليحوله إلى فندق خمس نجوم، وكيف استطاع الحصول على امتيازات تعفيه من الضرائب بحجة النهوض بنيويورك، التي كانت تعيش انتكاسة في وسط السبعينيات. 

هذا كله ليس فقط "قصة نجاح" على الطريقة الأميركية، إنما قصة طموح. فالطموح هو في قلب تجربة ترمب، يعيش منها ولها، بينما الصفقات هي الرئة التي يتنفس بها. يحاول الفيلم أن يفهم، فالفهم هو الطريقة الوحيدة لصنع فن، أية إدانة لترمب انطلاقاً من مواقف إيديولوجية واصطفافات سياسية. لا ينتصر الفيلم لترمب، بل ينظر إليه بموضوعية كظاهرة لا يمكن فصلها عن المجتمع والسياسة والاقتصاد. وهذه الطريقة الصحيحة للنظر إلى الأشياء. ويمكن التأكيد أن هذا واحد من أكثر الأفلام التي تنصف الشخصية التي تتناولها. صحيح أنه يرينا انتهازية ترمب، كـ"رجل لا يخجل من شيء"، كما تقول عنه زوجته، وعدم تردده في اللجوء إلى أساليب غير نزيهة لتحقيق أهدافه، لكن هذا كله يبقى في إطار المعقول والمنطق. لا أحد على مقدار من السذاجة، ليعتقد أن مسيرة أي رجل مال وسلطة خالية من التجاوزات للقانون والأخلاق. 

صعود ترمب

يصعب الحديث عن صعود ترمب، من دون ذكر المحامي المحافظ روي كوهن (أداء مدهش لجيريمي سترونغ)، الذي كان خلفه ودعمه طوال حياته قبل رحيله عن 59 عاماً في أواسط السنوات الـ80 بعد إصابته بالسيدا. في مقابلة، قال عنه ترمب: "إذا كنت في حاجة إلى شخص يستشرس ضد أعدائك، فعليك بروي". وهذا ما نراه في الفيلم: المحامي ذو الأساليب المشبوهة التي لا تخلو من البلطجة، الذي كان ذاع صيته في عهد السيناتور ماك كارثي (يقال إنه كان عقله المدبر)، استطاع أن يربح قضية التمييز العنصري التي كانت رفعتها الدولة الأميركية ضد والد ترمب، حين كان الأب والابن يعملان معاً في تأجير المساكن. وجلب لترمب امتيازات خاصة أسهمت في فتح أبواب النجاح أمامه، من خلال اللجوء إلى الابتزاز والرشاوى في بعض الأحيان. وعلى رغم أن ترمب لم يخطئ معه، لكنه أهداه مجوهرات مزيفة، في آخر حفلة ميلاد له قبل وفاته. هذا في واحدة من اللحظات التي نراها في الفيلم وتكشف شيئاً من عدم وفاء نزيل البيت الأبيض السابق، تجاه من أوصلوه. روي كوهن شخصية مهمة لفهم ترمب. كان تأثيره كبيراً فيه ومنه تعلم الخزعبلات، وفهم أن كل شيء للبيع والشراء، بل مده بعقيدة احتقار المؤسسات وعدم قيام أي اعتبار للحقيقة. وهذا الفكر مصيبة، إن بقي في مجال الأعمال، فكيف إذا انتقل إلى السياسة. 

هذا فيلم عن الأعمدة التي تسند أميركا. يتجاوز ترمب ليحكي عن علاقة المال بالسلطة والطموح. فلترمب ثلاثة مبادئ استوحاها من روي كوهن: الهجوم، والإنكار، والتظاهر بالانتصار حتى عند الخسارة. هذه المبادئ طبقها في سياسته، في تداخل صريح بين المال والسلطة. 

صحيح أن الفيلم لا يأتي في إطار شن حملة على ترمب، لكن هذا لا يمنع أنه ساخر. السخرية المبطنة واللئيمة هما ما ينطوي عليهما النص، بدءاً من عنوان الفيلم، "المتدرب"، الذي استعاره من برنامج "ذا أبرنتيس" الذي قدمه ترمب في مطلع القرن الحالي ولسنوات طويلة، وفيه كان المرشحون يتسابقون لإثبات قدراتهم على أن يكونوا رجال أعمال ناجحين. لا يأتي الفيلم بشيء من تأليفه، بل يعيد صياغة عالم ترمب وكل ما يتناسل من هذا العالم، ليوظفه عكس مصلحته. في عالم ترمب كل شيء استعراض باستعراض، وكل شيء قابل لتحويله إلى استثمار. أما تجربته فيراها تستحق أن تنقل إلى مواطنيه كنموذج يحتذى به. وهذا ليس تفصيلاً، إذ يختم عباسي فيلمه بلقاء بين صحافي وترمب، يستدعيه ليطلب إليه تأليف كتاب يتضمن وصفات جاهزة للنجاح من وحي تجربته.

الفيلم بديع على المستوى الفني، وليس مجرد سيرة لشخصية معروفة. يعود بنا حرفياً للفترة التي تجري فيها الأحداث، أي منذ منتصف الـ70 إلى الـ80. ولإعادة تشكيل هذه الحقبة استعاد عباسي خامة الأفلام التي كانت تنتج في تلك الحقبة. هذا الخيار الجمالي عطفاً على تمثيل سيباستيان ستان، يمدان الفيلم بواقعية رهيبة، تسهم في أن نصدق ما نراه، خلافاً لعديد من الأفلام عن شخصيات حاضرة في يومياتنا، فنبقى على مسافة منها، لشدة ما تأتي مزيفة وكاريكاتورية.  

 

الـ The Independent  في

21.05.2024

 
 
 
 
 

نبيل عيوش لـ"النهار": لم أنتظر "مي تو" كي أتحدث عن النساء

هوفيك حبشيان

كلّ جديد ل#نبيل عيوش لا بد ان يرتبط بجدال ونقاش. "الجميع يحبّ تودا"، أحدث أعماله المشارك في #مهرجان كانّ السابع والسبعين (14 - 25 أيار)، لن يشذّ عن هذه القاعدة. قصّة أمّ (نسرين الراضي) تحاول ان تكون شيخة من شيخات موسيقى "العيطة" المغربية، تحملنا إلى جولة جديدة من جولات النقد الاجتماعي اللاذع الذي يبرع فيه مخرج "علي زاوا" ويعرف كيف يتناوله. في الآتي، مقابلة "النهار" معه من الـ"كروازيت".

·        هذا الفيلم الثاني لك، بعد "عليّ صوتك"، تتناول فيه الفنّ، الموسيقى تحديداً، كعامل مساهم في تطوير العقليات التي تسيطر على المجتمع المغربي. أنتَ من الفنّانين الذين يؤمنون في هذا.

- تماماً. بصراحة، لا أؤمن إلا بمساهمة الفنّ في إحداث صحوة ضمير عند المُشاهد. أؤمن بهذا لأني آتي من هذا المكان. تعلّمتُ كلّ شيء في مركز ثقافي في إحدى ضواحي باريس. هكذا تشكلّت نظرتي. تعلّمتُ ان أنظر إلى العالم وان أتخذ موقفا سياسيا من خلال الفنون. هذا كله غيّر الصبي الذي كنته، وأوصلني إلى إنجاز الأفلام. أؤمن بقوة التحوّل. نعم، توجد أوجه شبه بين "عليّ صوتك" و"الجميع يحب تودا"، حتى لو كنا في الحالة الأولى نتحدّث عن موسيقى عبرت القارات للوصول إلى العالم العربي لتصبح صوت الشباب، في حين يتعلق الأمر في الحالة الثانية بتراث موسيقي عريق.

·        الموسيقى في الحالتين تأتي من خلفية مقاومة.

- بالضبط. تعبّر "العيطة" عن نضال المغربيات منذ القرن التاسع عشر. في تلك الحقبة، قررن غناءها في الأماكن العامة، لأنها كانت قبل ذلك التاريخ ممنوعة عليهن وكانت وقفا على "الشيوخ" فقط.

·        قرأتُ الملّف الصحافي بعد مشاهدتي الفيلم وهو حافل بالمعلومات عن "العيطة"، مما أعطاني رغبة في معرفة المزيد عن هذا اللون الغنائي. أشعر ان هناك ما يكفي من مادة لفيلم كامل عن الموسيقى من دون اللجوء إلى أي حبكة…

- نعم، لكن تلك لم تكن رغبتي… (ابتسامة)

·        أدرك ذلك تماماً. أقصد ان ثمّة بُعدا وثائقيا في الفيلم محوره موسيقى "العيطة"…

انها موسيقى مدهشة إلى حد كبير، لسبب أساسي هو ان الأغاني لم يكتبها شعراء، بل هي أعمال مشتركة. كانوا يجتمعون في القرى مساءً، وكلّ شخص يروي قصّته وتجربته. هكذا كانت "العيطة" في البداية: روايات ملحمية. وبما ان الشيوخ والشيخات كانوا يتنقّلون لتقديم عروض غنائية، صارت النصوص ثرية، وأصبحت الأغاني أطول، بعد "العيطات" تبلغ الـ45 دقيقة. ثم، بدءاً من نهاية القرن التاسع عشر، بدأت النساء في غناء "العيوط"، للتحدّث عن الحبّ والرغبة الجنسية والجسد الخ، وكان هذا شيئاً "انقلابياً" في هاتيك الأيام. بعض الشيخات الشهيرات مثل الشيخة خربوشة، وجدن أنفسهن في صراع مع بعض الزعماء، وعشن قصص حبّ. الشيخات كن في البداية بطلات، يخضن المعارك ويحملن صوت الشعب المغربي وروحه في أصواتهن. عندما اضطررن للنزوح إلى المدن الكبرى، أصبحن يغنين في الكباريهات، وطُلب منهن أغاني أخرى كـ"الشعبي"، لأن "العيطة" لم تكن تهم أحداً في هذه الأماكن. فتبدّلت صورة هؤلاء النساء في المجتمع، انتقلن من بطلات معبودات إلى "عاهرات" منبوذات. فيلمي إعادة اعتبار إليهن. ودّدتُ ان أذكّر الناس مَن هن هؤلاء النساء ومن أين يأتين.

·        إنجاز بورتريه عن المرأة أصبح شيئاً رائجاً في أيامنا هذه. ألا تخشى ان تصعد الى القافلة كما لو كان ذلك مجرد موضة؟

- بالنسبة لي، ليست موضة. انه موضوع متأصل في السينما التي أنجزها منذ زمن بعيد. لم أنتظر "مي تو" كي أبداً الحديث عن المرأة. ثم انه لا يهمّني الحديث عن المرأة بطريقة مجردة. أتعامل مع شخصيات. وكان للشيخات مكان في أفلامي منذ "يا خيل الله"، حيث ان أم احدى الشخصيات شيخة ينعتها الآخرون بـ"العاهرة"! اني معجب بالنساء القويات، كوني نشأتُ على يد واحدة منهن: أمّي التي ربّتني وحدها. أعتقد انني بنيتُ رؤيتي على هذا النحو. أفلامي مليئة بالنساء، وكنت وددتُ منذ "يا خيل الله" ان أخصص فيلماً لهن. واللقاء مع الممثّلة نسرين الراضي هو الذي جعلني أرغب في هذا الفيلم. لولاها لما أنجزته.

·        تودا "ضحية" ومثابرة في الآن نفسه، على غرار العديد من المغربيات…

- يصعب عليّ الرد على تعميم، ولكن في حالة تودا، يمكن القول انها قوية في رغبتها في الارتقاء من خلال فنّها، هذا مع العلم انها تعيش في بيئة ترغمها على ان تكون مقاتلة ومقاومة. لكنها حتماً ليست بضحية. الضحية شخص يترك الأشياء تحدث، أي بخلاف ما هي عليه.

·        لعلها مرّت في مراحل كانت فيها ضحيّة. وصف "الضحية" ليس شيئاً حتمياً.

- أثناء الكتابة، التقيتُ الكثير من النساء وعلمتُ منهن إلى أي درجة يتأرجحن بين الجمال والقبح. والفيلم شُيِّد على هذا المنطق: بين الجمال والقبح. الجمال هو ابن تودا وفنّها، أما القبح فهو عالم الليل والرجال الذين يرونها سلعة، والمال والخوف…

·        لفتني مشهد النهاية عندما تنزل تودا بالمصعد وعلى وجهها كلّ المشاعر المختلطة.

- هذا النزول هو عبور لكلّ الانفعالات وتعقيداتها. انه الأمل وتبدد الأوهام. يعبّر عن استرداد الكرامة. الرفض. ان يسعك أخيراً قول كلمة "لا". لهذا السبب، وددتُ ان أصوّر المشهد بلقطة واحدة، وكانت عملية معقّدة للغاية.

·        أفلامك تثير الجدال، لا سيما في المغرب. ألا يضايقك ان يساهم النقاش الموتور في حرف خطاب الفيلم عن مساره الأساسي؟

- عندي خوف دائم من هذا. أخشى ان يراني الآخرون كمخرج مواضيع. أفلامي أفلام شخصيات. لا يوجد موضوع واحد في "تودا". لكن الناس يحبّون لصق مواضيع. لديهم مخاوف ويرغبون في ان نتحدّث عن هذا أو ذاك.

·        فيلمك الأخير، "علّي صوتك"، نافس على "السعفة" هنا في كانّ، واليوم أنت تشارك في فقرة "كانّ بروميير" غير التنافسية. ما تعليقك؟

- إني سعيد بأن أكون في التشكيلة الرسمية لمهرجان كانّ. خصوصاً ان الفيلم عُرض مساء الجمعة في أول ويك أند، خلافاً لـ"علّي صوتك" الذي عُرض في آخر المهرجان. جوابي هو: هذا لا يزعلّني طبعاً.

 

النهار اللبنانية في

21.05.2024

 
 
 
 
 

أمريكا تسير نحو الانهيار..

مخرجون يصورون قلقهم نحو السياسة الأمريكية في السينما

الشيماء أحمد فاروق

تعد الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر السياسات المؤثرة في العالم منذ عقود، بعد أن انهارت حِقب الاستعمار التقليدي التي كانت تتزعمه بريطانيا وفرنسا، وانتهاء أسطورة ألمانيا مع سقوط أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية.

وتروج أمريكا لنفسها أنها معقل الديمقراطية الأبرز في العالم الحديث، وطالما روجت السينما الأمريكية لهذه المفاهيم، وصورت أمريكا كمنقذ للعالم، ولكن هل أتى الوقت التي تعكس فيه السينما أيضاً انهيار جمهوريتهم، ذلك ما يتضح في رؤى المخرجين مؤخراً وينعكس قلقهم على الشاشة.

وقال المخرج فرانسيس فورد كوبولا، خلال العرض الأول لفيلمه الأول منذ أكثر من عقد، إن الولايات المتحدة، التي حاول مؤسسوها محاكاة القوانين والهياكل الحكومية للجمهورية الرومانية، تتجه نحو الانهيار.

كانت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي في مهرجان كان السينمائي، وقال: "ما يحدث في أمريكا، في جمهوريتنا، في ديمقراطيتنا، بالنظر له نجده يتقاطع مع الماضي عندما فقدت روما جمهوريتها منذ آلاف السنين، لقد أوصلتنا سياستنا إلى النقطة التي قد نفقد فيها جمهوريتنا".

وأضاف كوبولا، "لقد تأسست أمريكا على أفكار الجمهورية الرومانية، لم نكن نريد ملكا، ولم تكن روما تريد ملكا، لذلك توافقوا على شكل جديد من أشكال الحكم أطلقوا عليه اسم الجمهورية مع مجلس الشيوخ والقانون الروماني ومع كل الأشياء التي نعتنقها حالياً، كان شعوري هو أن أصنع ملحمة رومانية تدور أحداثها في أمريكا الحديثة، ولم يكن لدي أي فكرة أن سياسة اليوم ستجعل ذلك ذا أهمية كبيرة، وبالنظر إلى الجمهورية الرومانية، التي كانت تتمتع بعناصر الديمقراطية الحديثة كما أمريكا، قد استسلمت في سنواتها الأخيرة للمشاكل الاقتصادية والفساد وصعود يوليوس قيصر كديكتاتور".

ويستمد فيلم Megalopolis، الذي تم عرضه لأول مرة في مهرجان كان مساء الخميس الماضي، إلهامه من مؤامرة كاتيلين للإطاحة بقواعد الجمهورية الرومانية في عام 63 قبل الميلاد، وتقع أحداثه في مدينة مستقبلية تشبه نيويورك، وهو من تأليف وإخراج وإنتاج كوبولا بميزانية بلغت 120 مليون دولار، تدور أحداث الفيلم حول مهندس معماري مثالي "يلعب دوره آدم درايفر" يحاول بناء مدينة فاضلة على أنقاض نيويورك، ضد رغبة العمدة "جيانكارلو إسبوزيتو" الذي يحاول الاستمرار على النهج القديم أياً كانت خسائره.

ويرى كوبولا أن الانحدار أصبح أسلوباً ضارباً في السياسة الأمريكية، وأيضاً على مستويات أخرى، منها صناعة السينما، وقال: "لقد أصبحت صناعة السينما مسألة توظيف أشخاص للوفاء بالتزامات ديونهم، لأن الاستوديوهات تعاني من ديون كبيرة، وليست صناعة أفلام جيدة".

هذه الرؤية غير المتفائلة لوضع الولايات المتحدة، ليست محل اهتمام كوبولا فقط، فقد عرض مؤخراً فيلم civil war والذي تنتهي أحداثه باغتيال الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض بعد حرب أهلية طاحنة، من إخراج أليكس غارلاند، وبغض النظر عن الميزانية المختلفة تماما لكلا الفيلمين حيث بلغت ميزانية حرب أهلية 50 مليون دولار، وأيضاً بعيداً عن التقييم السينمائي للنقاد حول كلاهما، حيث يختلف النقاد في تقييم الفيلمين، فهما مشتركان في نظرة الانحدار التي تتجه لها أمريكا.

ويستلهم فيلم حرب أهلية فكرته من المشهد السياسي الصادم الذي حدث في 6 يناير 2021 في الكونجرس، وكاد أن يتسبب بالفعل في اندلاع حرب أهلية، عندما اقتحم محتجون المكان وسادت الفوضى، ليخرج فيلماً يسرد تفاصيل حول رئيس أميركي تجاوز القانون بالسطو على الرئاسة لفترة ثالثة، وتجاوز الدستور، وأمر بإطلاق النار على المواطنين المعترضين ونتج عن ذلك حدوث تمرد في عدد من الولايات، حيث اتحدت ولايتان متناقضتان تماما وهما تكساس وكاليفورنيا، واختارت فلوريدا الانفصال بمفردها،

وفي هذا السياق المشتعل، تقرر المصورة الصحفية لي "كريستين دانست" ومعها زميلها المراسل الحربي جويل "فاغنر مورا" أن يخوضا رحلة وسط أهوال القتال إلى البيت الأبيض في العاصمة لإجراء حوار مع الرئيس الذي يتوقع أن يُقتل خلال وقت قصير على يد أحد الفصيلين المتمردين.

ويضع الفيلم الولايات المتحدة في حالة مساواة مع دول أخرى كثيرة انغمست في الحرب الأهلية، ويظهر ذلك من خلال ذاكرة الصحفية لي، التي تتقاطع ذاكرتها مع مشاهد عديدة رأتها في الماضي، أثناء تغطيتها الصحفية في دول الشرق الأوسط، كما يظهر ذلك في الحوار على لسانها عندما تقول: "كنت دائما أسعى لنقل ما يحدث هناك كتحذير لكي لا نصل مثلهم لنفس النقطة".

 

####

 

العلم الفلسطيني جزء من فستانها..

مواقف للممثلة كيت بلانشيت دعمت فيها ضحايا الحروب حول العالم

الشيماء أحمد فاروق

انتشرت صورة الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، على منصات التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها على السجادة الحمراء في الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي الدولي، مُرتدية فستان يضم ألوان العلم الفلسطيني، مما جعل الجمهور يُثني على تصرفها ويعتبرها تدعم القضية في واحد من أبرز الفعاليات السينمائية في العالم.

وتوالت التعليقات الإيجابية على الصفحات الشخصية والعامة على منصات "فيسبوك" وإكس "تويتر سابقا"، كما شارك كثير من الجمهور مقطع لبلانشيت على منصة تيك توك وهي تتحرك على السجادة الحمراء، وتظهر الجزء الأخضر من الفستان الذي يبرز تصميمه كجزء من علم فلسطين بصورة أكبر.

وحضرت بلانشيت، 55 عاماً، العرض الأول لفيلم The Apprentice، يوم الإثنين، مرتدية فستاناً من الستان، من تصميم جان بول غوتييه والمصمم الكولومبي الفرنسي حيدر أكرمان.

ويعد هذا الموقف الذي تتخذه بلانشيت ليس حدثا عارضاً أو جديد، فهي ناشطة قوية في مجال حقوق الإنسان، والدفاع عن اللاجئين والنازحين، ولديها أكثر من خطاب حول هذا الشأن في الأمم المتحدة، ومناصرتها لحقوق المرأة، وهي أيضًا سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية منذ عام 2016.

كما شاركت في الجلسة النقاشية التي أقيمت فى إطار أنشطة المهرجان بعنوان "النزوح: وجهات نظر سينمائية"، والتي نظمتها الرابطة الدولية للمواهب السينمائية الصاعدة "IEFTA and UN Refugee Agency"، بالتعاون مع مركز السينما العربية، ومفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.

*دعت إلى وقف إطلاق النار

في خطاب سابق لها، 8 نوفمبر 2023، دعت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر. وقالت في خطابها: "أنا لست سورية، أنا لست أوكرانية، أنا لست يمنية، أنا لست أفغانية، أنا لست من جنوب السودان، أنا لست من فلسطين، ولست سياسية أو ناقدة، لكني شاهدة على ما يحدث".

وشددت على أنه "في وقت سابق دعت المفوضة السامية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين مع العديد من المنظمات الإنسانية الأخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج الفوري عن جميع المدنيين المحتجزين كرهائن" في غزة. وبينما أثنت على الاتحاد الأوروبي لمنحه اللجوء والحماية للنازحين بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، دعت إلى منح الجميع التعاطف.

وقالت: "لا ينبغي أن يقتصر هذا التضامن على مجموعة واحدة، بل يجب أن يكون ذلك متاحًا للجميع".

وفي أكتوبر 2023 انضمت بلانشيت إلى مجموعة Artists4Ceasefire، وهي مجموعة تضم كبير من فناني هوليوود، وقد وقعت المجموعة على رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحثه على الدعوة إلى وقف إطلاق النار .

وجاء في الرسالة: "إننا نجتمع معًا كفنانين ومناصرين، ولكن الأهم من ذلك كبشر نشهد الخسائر المدمرة في الأرواح والأهوال، نطلب منك، كرئيس للولايات المتحدة، أن تدعو إلى وقف فوري للتصعيد ووقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل قبل فقدان حياة أخرى".

*تدعم اللاجئين دون تفرقة

خلال جولات وخطابات بلانشيت ضمن سياق عملها الإنساني كسفيرة للنوايا الحسنة، دائماً تحس على أهمية توفير الدعم للاجئين والنازحين من كل أماكن الصراع دون تفرقة بين جنسياتهم.

وفي ديسمبر 2023، تحدثت بلانشيت عن أهمية تعليم اللاجئين ودعم البلدان المضيفة والاستماع إلى القصص الذاتية لأولئك الذين أجبروا على الفرار من ديارهم، ودعت أن يكون ذلك هو محور المنتدى العالمي الثاني للاجئين، وهو حدث يطقام كل 4 سنوات في شهر ديسمبر.

سافرت بلانشيت في عام 2023، إلى الأردن والنيجر وجنوب السودان، كجزء من عملها في دعم مخيمات اللاجئين، وقالت في تصريحات لرويترز، في نفس العام، "من التركيز على قطاع التعليم ودعم المجتمعات المضيفة لهؤلاء، لأن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ستفشل ما لم يكن اللاجئون في قلبها، لذلك أعتقد أنه سيكون من المهم حقًا أن يسمع الناس أصوات اللاجئين أنفسهم: ما يحتاجون إليه وكيف يمكنهم أن يكونوا جزءًا من الحلول".

وفي عام 2020، لعبت دور البطولة وأنتجت المسلسل الأسترالي "عديمي الجنسية" الذي تناول أزمة اللاجئين في مقرات الاحتجاز، وقالت بلانشيت: "الأعمال الفنية والأفلام توفر منصة وفرصة ولقاء للحديث عن أشياء يصعب الحديث عنها، ليس بالضرورة للعثور على إجابة ولكن للحفاظ على الحوار حيا".

وحاز العمل على إشادة نقدية، وقد كتبت عنه صحيفة الجارديان أنه دراما ماهرة مستندة جزئياً إلى أحداث حقيقية، يعمل على طرح الأسئلة واستجواب مراكز احتجاز اللاجئين السيئة والإجراءات غير القانونية التي يواجهها هؤلاء.

كما انتقدت في خطابات متتالية على مدار الأعوام السابقة السياسة الخارجية لأي دولة أوروبية تطالب بتقليص مساعدة اللاجئين والنازحين، وانتقدت هذه الدعوات ورأت أنها تزيد من الانقسام وتحدث اضطرابات كبيرة يواجهها هؤلاء، كما دعت إلى إنهاء العراقيل الضخمة للاجئين الذين لا يحملون أوراق تساعدهم على المعيشة.

وفي خطاب لها عام 2019، رفعت بلانشيت جواز سفرها وبطاقتها الائتمانية وبطاقة الرعاية الطبية الخاصة بها، وحثت الوزراء والمسئولين الحكوميين على تخيل مدى صعوبة الحياة " إذا لم يكن لديهم وثائق مثل هؤلاء".

 

الشروق المصرية في

21.05.2024

 
 
 
 
 

رسالة كان السينمائي: "إيميليا بيريز"

سليم البيك - محرر المجلة

الميزة السينمائية الأكبر لهذا الفيلم هي توازنه، ما يجعله فيلماً نموذجياً لما تكون عليه السينما الممتازة، لا الاستثنائية ولا المغامرة، بل الممتازة لأسباب يمكن شرحها، وجميعها سينمائي. أي فيلم آخر ينال السعفة يحتاج إلى تبرير، أما هذا الفيلم فتكفي مشاهدته.

عاد الفرنسي جاك أوديار إلى مهرجان كان السينمائي، من بعد سعفة أولى نالها عام ٢٠١٥ عن فيلمه "ديبان". ولمشواره تدرُّج مستقر مع المهرجان، فقبل الجائزة الأولى تلك نال جائزة لجنة التحكيم الكبرى عام ٢٠٠٩ عن فيلمه "نبي"، وقبله نال جائزة أفضل سيناريو عام ١٩٩٦ عن فيلمه "بطل عصامي". في مساره المتصاعد هذا، لا مكان سوى لسعفة ذهبية ثانية ليكون من نادي السعفتين، بأعضاء محدودين من سينمائيين معاصرين استثنائيين.

لو لم يكن في فيلمه المشارك في المسابقة الرسمية أسباب لنيل تلك السعفة لما كانت المقدمة أعلاه. في الفيلم كل الأسباب السينمائية ليأتي لصاحبه بسعفة أو بغيرها.

الفيلم (Emilia Perez) آمنٌ في سرده، كلاسيكي، خطّي، وهذه ليست قيمة زائدة أو ناقصة لأي فيلم. هي أسلوب سردي قد يُحسن إلى باقي عناصر الفيلم أو يسيء.

يحكي "إيميليا بيريز" عن زعيم عصابات في المكسيك، يطلب من محامية مساعدته ليتحول إلى امرأة ويُعلَن عن موته، يعود بصفته أختاً له، ليبقى، أو لتبقى قريبة من الزوجة والطفلين، وتؤسس جمعية لرعاية أهالي القتلى والمخطوفين في حروب العصابات التي شارك الرجل بها. كأن المرأة هنا تصحح من خطاياها حين كانت رجلاً.

تتطور الأحداث بكتابة مُحكمة، وبتصوير لا يقل إتقاناً. الفيلم متكامل الجماليات، هو موسيقّي، تراجيديّ، ممتلئ بالتقلبات والانعطافات وكلها كانت في محلها أو أفضل، لا يتساءل أحدنا عن تفصيل أو يتشكّك من صورة أو حوار. والفيلم نسوي في متنه وهامشه، مَشاهد عابرة تشي بذلك، وكذلك المشوار الأساسي لإيميليا في انتقالها من زعيم منتشٍ بذكوريته وعنفه، منظراً وسلوكاً، إلى امرأة انقلبت فيها العقلية والنفسية، لا الجسد وحسب، ترعى الآخرين، النساء منهن تحديداً.

شكلاً ومضموناً، هو الفيلم الأكمل والأسلم في هذه الدورة إلى حينه، ليس الأجمل، ولا الأشد وقعاً، ولا الأعمق، لكنه متواز سينمائياً في كافة عناصره. غرفَ من كل عنصر جمالي، أحسن الانتشال من هنا وهناك، من دون أن يتطرف في أي منها، من دون الإفراط في جماليات الصورة أو السرد، وكانت عناصر الفيلم كافة داعمة لبعضها ليخرج الفيلم بشكله المثالي.

مكمن القوة في هذا الفيلم المتماسك، كان أولاً في أن امتياز عنصر لم يكن على حساب آخر، بل رفع كل منها غيره، وثانياً في الإمساك جيداً بالانتقالات الدرامية وقد امتلأ بها، من المشهد الأول إلى الأخير. كثرت وتكثفت في الفيلم المتسارع بوتيرته. كل حدث في الفيلم كان مبنياً على السابق له، وكل حدث ترسّخ أكثر كلما تراكمت أحداث فوقه، أو تراصّت قبله.

الميزة السينمائية الأكبر لهذا الفيلم هي توازنه، ما يجعله فيلماً نموذجياً لما تكون عليه السينما الممتازة، لا الاستثنائية ولا المغامرة، بل الممتازة لأسباب يمكن شرحها، وجميعها سينمائي. أي فيلم آخر ينال السعفة يحتاج إلى تبرير، أما هذا الفيلم فتكفي مشاهدته.

 

مجلة رمان الثقافية في

21.05.2024

 
 
 
 
 

The Apprentice.. رحلة صعود ترمب بتوقيع مخرج إيراني تثير الجدل في "كان"

كان (جنوب فرنسا) -محمد عبد الجليل

حالة من الجدل أثارها فيلم The Apprentice، للمخرج الإيراني علي عباسي، والذي يتناول رحلة صعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كمطور عقاري طموح في نيويورك خلال السبعينات والثمانينات، وتم عرضه لأول مرة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي.

وحظي الفيلم بتقييمات إيجابية من عدد كبير من النقاد، لكنه أثار تهديداً قانونياً من الرئيس السابق، إذ وصف المتحدث باسم ترمب وصف الفيلم بأنه "قمامة" و"خيال محض" واتهمه بأنه محاولة من هوليوود للتأثير في الانتخابات.

الفيلم يبدأ بتحذير أن العديد من أحداثه مفبركة، ويتضمن مشهدًا مثيراً للجدل يصور ترمب وهو يغتصب زوجته الأولى إيفانا، وهو ما أثار استنكار المتحدث الرسمي لترامب، ووصفه بأنه "تدخل انتخابي" من قبل "نخبة هوليوود".

سباستيان ستان، الذي ظهر في عدة أفلام من سلسلة Marvel، يلعب دور ترمب، بينما يؤدي جيريمي سترونج دور المحامي روي كوهن.

النقاد وصفوا الفيلم بأنه يقدم صورة معقدة، ولكن غير متحفظة لترامب، حيث يروي كيف تآكلت نزاهته أثناء تعلمه لفنون الصفقات المظلمة وتذوقه للسلطة.

نسخة جريئة 

المخرج الإيراني-الدنماركي علي عباسي، قال إنه أراد تقديم نسخة جريئة وتاريخية من القصة، وعلق خلال المؤتمر الصحفي للفيلم في مهرجان كان، الثلاثاء، "الجميع يتحدث عن مقاضاة الفيلم، لكنهم لا يتحدثون عن نسبة نجاحه، أنا لم أعتقد بالضرورة أن ترمب سيحب الفيلم، وأتصور أنه سيكون مفاجئًا له، وكما قلت من قبل، سأعرض الذهاب لمقابلته أينما يريد والحديث عن سياق الفيلم، وعرض الفيلم ومناقشته بعد ذلك، إذا كان ذلك يهم أي شخص في حملة ترمب".

وعندما سُئل عن موعد محتمل لإصدار الفيلم، الذي لم يجد بعد موزعاً في الولايات المتحدة، قال عباسي: "لدينا حدث ترويجي قادم يسمى الانتخابات الأميركية سيساعدنا مع الفيلم، المناظرة الثانية ستكون في 15 سبتمبر، شيء من هذا القبيل، لذلك أعتقد أنه تاريخ إصدار جيد".

وفي العرض الأول لفيلم The Apprentice في مهرجان كان السينمائي، لم يكن جيريمي سترونج حاضراً بسبب انشغاله بأداء دوره في مسرحية "عدو الشعب" على مسرح برودواي، لكنه أرسل رسالة قرأها المخرج علي عباسي خلال المؤتمر الصحفي

كتب سترونج في رسالته: "عبارة 'عدو الشعب' استخدمت من قبل ستالين، ماو، جوبلز، ومؤخرًا من قبل دونالد ترمب عندما هاجم الصحافة الحرة، ووصف CNN وNBC وABC وCBS News وصحيفة نيويورك تايمز بـ'وسائل الإعلام الكاذبة' نحن نعيش في عالم حيث الحقيقة غير واضحة. هذا الهجوم على الحقيقة، إلى حد كبير، تحت تأثير ترمب من روي كوهن، كوهن وصفته مجلة National Law Journal بأنه متخصص في الهجوم، نحن نشهد ظل روي كوهن الطويل والمظلم - إرثه من الأكاذيب، والإنكار الصريح، والتلاعب، والاستخفاف الكبير بالحقيقة." 

الفيلم حصل على تصفيق استمر 8 دقائق بعد عرضه في كان، على الرغم من أنه يثير ردود فعل قوية من معسكر ترمب.

وأصدرت حملة ترمب الانتخابية لعام 2024 بيانًا طويلًا، الاثنين، قال فيه المتحدث الرسمي باسم الحملة، ستيفن تشيونج: "سنقوم برفع دعوى قضائية لمعالجة الادعاءات الكاذبة بشكل صارخ من هؤلاء المخرجين المزيفين. هذه القمامة هي خيال بحت يثير الأكاذيب التي تم دحضها منذ زمن طويل، كما هو الحال مع محاكمات بايدن غير القانونية، هذا تدخل انتخابي من نخب هوليوود، الذين يعلمون أن الرئيس ترمب سيستعيد البيت الأبيض ويهزم مرشحهم المختار؛ لأن لا شيء مما فعلوه قد نجح".

 

الشرق نيوز السعودية في

21.05.2024

 
 
 
 
 

اليوم .. عرض فيلم «شرق 12» في مهرجان كان

ميادة عمر

يعرض اليوم فيلم شرق 12  للمخرجة هالة القوصي ضمن عروض نصف شهر المخرجين التي تضم 21 فيلما والمقامة على هامش النسخة الـ77 لمهرجان كان الذي تستمر فعالياته حتى 24 مايو الجاري.

 الفيلم تأليف وسيناريو وحوار وإخراج هالة القوصي وأنتجته شركة فريزا وسيريوس فيلم "هولندا" بالتعاون مع نقطة للإنتاج الفني "مصر" بدعم من دي فيربيلدنج "الخيال" -وهي جائزة ممنوحة من قبل صندوق موندريان وصندوق الفيلم الهولندي- وألوان سي أي سي وفوندز 21 وصندوق أمستردام للفنون ومؤسسة الدوحة للأفلام،  

وتصوير عبد السلام موسى، وموسيقى أحمد الصاوي، وتصميم شريط الصوت عبد الرحمن محمود وجايم ساهوليكا، وتسجيل حوار محمد حسن، ومونتاج بوبي رولوفس وهالة القوصي، وتصميم رقصات شيرين حجازي، ورؤية فنية وملابس هالة القوصي، وديكور عمرو عبدو، ومخرج منفذ فاضل الجارحي، ومدير انتاج محمد جمال الدين.

وينتمي فيلم شرق 12 لنوعية الكوميديا السوداء، حيث يدور في إطار من الفانتازيا الساخرة في عالم مغلق خارج الزمن، يتمرد فيه الموسيقار الشاب عبدو "عمر رزيق" على شوقي البهلوان "أحمد كمال" الذي يدير المكان بخليط من العبث والعنف وجلالة الحكاءة "منحة البطراوي" التي تخفف عن الناس بحكايات خيالية عن البحر الذي لا يعرفه أحد. ويخطط عبدو، مستعينا بموهبته، مع الشابة ننة "فايزة شامة" لكسر قبضة شوقي ونيل الحرية في عالم أرحب.  

يذكر أن هالة القوصي هي فنانة بصرية ومخرجة تعمل في مصر وهولندا وقد أنتجت عدد من الأفلام القصيرة التي عرضت في مهرجانات ومعارض دولية. ويعد فيلم شرق 12 فيلمها الروائي الثاني، حيث عرض فيلمها الأول زهرة الصبار للمرة الأولى في مسابقة مهرجان روتردام الدولي وحصل على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان دبي الدولي وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان أسوان لسينما المرأة وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان القومي للسينما وجائزة أحسن ممثلة مساعدة في مهرجان جمعية النقاد.

 

####

 

«القرية المجاورة للجنة».. أول فيلم صومالي بمهرجان كان السينمائي

أحمد السنوسي

يعتبر فيلم "القرية المجاورة للجنة" أول فيلم تم تصويره في الصومال ويُعرض في مهرجان كان السينمائي على الإطلاق، وأول الأفلام الطويلة لمخرجه خريج برنامج مواهب برليناله مو هاراوي.

وينافس الفيلم على جوائز قسم نظرة ما في الدورة السابعة والسبعين من المهرجان المقامة من 14 إلى 25 مايو، ويمثل تعاونًا آخر بين MAD Distribution ومو هاراوي بعد شراكتهما الناجحة في عام 2020 بفيلمه القصير الحياة في القرن الأفريقي الذي حصل على تنويه خاص في مهرجان لوكارنو السينمائي وجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان قرطاج السينمائي.

تدور أحداث الفيلم في قرية صومالية عاصفة، حيث تضطر عائلة أُعيد لم شملها حديثًا التنقل بين تطلعاتهم المختلفة والعالم المعقد المحيط بهم. الحب والثقة والمرونة سيدعمونهم خلال مسارات الحياة.

الفيلم، الذي يقدم نظرة واقعية ومؤثرة للحياة اليومية في الصومال، يضم مجموعة من الممثلين الصوماليين الناشئين، بما في ذلك أحمد علي فرح، وأحمد محمود صليبان، وعناب أحمد إبراهيم، الذين بثوا الحياة بالسيناريو من خلال أدائهم المقنع.

الفيلم من تأليف وإخراج مو هاراوي وبطولة أحمد علي فرح ومونتاج جوانا سكرينزي، التي حصلت على جائزة أفضل مونتاج من مهرجان جائزة الفيلم النمساوي عن فيلمها Great Freedom الحائز على العديد من الجوائز وقامت بتصميم الإنتاج نور عبد القادر، مع مدير التصوير مصطفى الكاشف في ثاني أفلامه الروائية الطويلة بعد فيلم 19 ب للمخرج أحمد عبد الله السيد والذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي حيث شارك في المسابقة الرسمية وفاز بثلاث جوائز، منها جائزة هنري بركات لأفضل إسهام فني في التصوير السينمائي للكاشف.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

21.05.2024

 
 
 
 
 

الفيلم السينمائي "الجميع يحب تودا" يسافر بموسيقى العيطة خارج الحدود

هسبريس من الرباط

أشاد الناقد والإعلامي بلال مرميد بالشريط السينمائي “Everybody Loves Touda – الجميع يحب تودا”، موردا أن نبيل عيوش يصنع أفلاما ويسوقها في أفضل سوق، وذلك بعد عرضه العالمي الأول في فئة “Cannes Première”.

وقدم مرميد ضمن مقال توصلت به هسبريس، معنون بـ”نبيل عيوش يدعونا لأن نحب تُودا”، لمحة مختصرة عن الشريط الذي يدور حول “شيخة” عاشقة لفن العيطة، ويرصد كيف تصر على المقاومة لإثبات ذاتها فنياً، ضمن مسار لم يخل من اغتصاب واستنزاف جسدي ونفسي.

ووصف مرميد حياة تودا بـ”المأساة”، وإن كان الجميع يدعي حبها في فترات عابرة، مضيفا أن فن العيطة نحتفي به في الإعلام، لكن وضع فنان العيطة يثير الشفقة، وتودا خير مثال.

نص المقال:

في السينما لا يكفي أن تكون مبدعاً، من الضروري في زمننا هذا أن تعرف كيف تصنع شريطاً، وتخبر بالخصوص كيف تبيعه. من العسير أن تهضم أنك مبدع مجتهد في حين أن شريطك لن يشاهده سوى المقربون منك، ولن تصفق له سوى أمك وزوجتك، وبعض من المحيطين بك. نبيل عيوش يصنعُ أفلاماً ويبيعها في أفضل سوق، ويشاهدها من يقررون في أمور السينما العالمية، وهذا التفصيل يستحق أن يستهل به التطرق لعمله الجديد “الجميع يحب نودا” (Everybody Loves Touda)؛ لننطلق إذن.

يبدأ الفيلم الذي قدم في عرض عالمي أول في قاعة Debussy بحفل تتزاحم فيه أجساد بدويين يحيطون بتودا، التي تطمح إلى نيل لقب “شيخة” في فن العيطة باستحقاق؛ ودورها تلعبه نسرين الراضي. إنه تمهيد لإقحام تودا في أجواء العيطة، ينتهي بفرارها من الحفل، وملاحقتها في غابة من طرف رجال يرون في “الشيخة” جسداً يفترض دائماً أن يشبع غرائزهم في آخر كل سهرة. تتعرض تودا للاغتصاب، وتلملم جراحها، وتعود للبيت، لأن لها ابناً من ذوي الاحتياجات الخاصة ينتظر عودتها كل مساء، أو بالأحرى في الساعات الأولى من كل صباح؛ هو محفزها لكي تواصل، ولكي تناضل من أجل كسب قوتها اليومي.

في الفيلم يضع نبيل عيوش فن العيطة في الواجهة، لكن هذه الواجهة ليست بالضرورة مضيئة؛ هي واجهة يضع فيها تودا في مواجهة كل المحيطين بها. عالم الليل بمصائبه التي لا تنتهي، وفن لا يحسب له أحدٌ حساباً، واستنزاف جسدي ونفسي لتودا التي تصر على المقاومة، لأنها تحمل في داخلها تلك الرغبة في إثبات ذاتها فنياً، وأن تضمن لابنها ياسين فرصة للتعلم داخل مدارس لا تتوفر لأغلبها مناهج تخص الأطفال في وضعية صعبة.

في الفيلم تثبت نسرين الراضي مرة أخرى أنها فعلاً واحدة من أفضل الممثلات عندنا، خصوصاً أن تودا هي الفيلم، والفيلم هو تودا.

نسرين الراضي التي رافقتها بعض الأسماء، من ضمنها جليلة التلمسي وعبد الحق بلمجاهد وأمين الناجي، هي التي افتتحت الشريط، وهي التي تمحورت حول يومياتها البئيسة أحداث الشريط، وهي التي اختتم بها الشريط من خلال لقطة متصلة (Plan-séquence) دامت دقائق كثيرة… مصعد ينقلها إلى طابق علوي، وتؤدي مقاطع في حفل بالدار البيضاء، ثم تغادره بدموع مرفقة بابتسامة. كل تلك الأحلام لكي تصير فنانة كبيرة في هذا الصنف أقبرتها التجارب الكثيرة. فن العيطة نحتفي به في لقاءاتنا الإعلامية، لكن وضع فنان العيطة يثير الشفقة، وتودا خير مثال.

في الشريط يكاد المشاهد لا يعثر على إيقاع إلا في الشطر الأخير، رغم حضور الموسيقى والغناء والرقص. وفي الفيلم كاميرا تقترب كثيراً من الوجوه، لأن الملامح تتكلم، وتقول كل شيء. ابتسامات مزيفة، وفرح عابر سرعان ما يمنح الفرصة للحزن ليفرض هيبته. علاقة تقابل تحضر في شطري الفيلم، سواء في الشطر الأول، الذي خصصه عيوش لنقل جزء من يوميات تودا، أو الشطر الثاني الذي تدخل فيه البطلة رحلة البحث عن إثبات الذات في الدار البيضاء.

تقابل في علاقة تودا مع شقيقها الذي يرفض وضعها، وتقابل في علاقتها مع رواد سهرات الليل، ومع مالكي الملاهي، ومع زميلاتها اللائي تبدأ علاقتها بهن كمنافسات، وتنتهي بعداوة تضطرّها للبحث عن مكان آخر تحاول أن تظهر فيه موهبتها الفنية.

تودا تبحث عن التعلم، وضبط أصول العيطة، وأن يعترف بها؛ أن تستحق لقب “شيخة” في فن العيطة الذي بدأ بصرخات نضالية تشق الجبال، وتقاوم المحتل، وصار الآن مجرّد صرخات ألم تحتضنها جنبات الكاباريهات، وبعض من الحفلات الخاصة والأعراس في أحسن الأحوال.

حياة تودا مأساة، وإن كان الجميع يدعي حبها في فترات عابرة. وفي الشريط انتقل نبيل عيوش من منح البطولة الجماعية لممثلين وممثلات كما فعل في أفلام سابقة إلى منح الثقة لممثلة واحدة هي نسرين الراضي، التي بينت مرة أخرى أنها قادرة على تنويع أدائها في المشهد نفسه، وفي كل مشهد من مشاهد الفيلم.

هل توفق المخرج في نقل الأحاسيس الصادقة للمشاهد؟ لا يمكن الحسم في هذا الأمر، وليس من الضروري أصلاً أن يتفق كل المشاهدين حول هذا الأمر. التفصيل المهم بالنسبة لي هو أنه طرق باباً، وزار فن العيطة، وخرج باستنتاجات نقل بعضها في شريط سينمائي سيشاهد على نطاق واسع حين سيبلغ مرحلة العرض في القاعات.

كتبت في السطور الأولى أنه في السينما لا يكفي أن تكون مبدعاً. من الضروري في زمننا هذا أن تعرف كيف تصنع شريطاً، وتخبر بالخصوص كيف تبيعه. نبيل عيوش عاد إلى مهرجان “كان” وقدم العرض العالمي الأول في فئة “Cannes Première”. الآن ستنطلق جولة تودا في المهرجانات العالمية، وستسافر ليشاهدها عشاق السينما. هناك من سيصفق، وهناك من سينتقد، وهناك من سيرحب، وهناك من سيهاجم، وسيختزل الشريط في لقطتين سيرى فيهما وقاحة، وسيرى فيهما مشاهد آخر جرأة.

بالنسبة لي هناك أمر مهم جدا، وهو أن نبيل عيوش يعرف كيف يشتغل في السينما، ويعرف كيف يصنع أفلامه بأسلوبه الخاص، ويعرف كيف يعرضها، ويعرف كيف يروج لها؛ هنيئاً له، وهنيئاً لنسرين الراضي على أدائها الكبير، وبالتوفيق لكل المخرجين المغاربة الذين يحاولون قدر المستطاع أن يصنعوا أفلاماً تُشاهد خارج حدودنا. نحتاج فعلا أن تسافر سينمانا خارج حدودنا، ونحتاج أن نسمع رجع الصدى من ذلك الآخر. ألا نجتهد ونصور ونوضب لنعرض أفلامنا لبعضنا البعض. نبيل عيوش يدعونا لأن نحب تودا، وشخصياً أحب فن العيطة، وسعيدٌ بتودا، وبأداء نسرين الراضي دور تودا، أما التفاصيل الأخرى فهي تحتاج نقاشاً طويلاً، والسلام.

 

هسبريس المغربية في

21.05.2024

 
 
 
 
 

"إثراء" يحتفي بـ"الأصوات الإبداعية" في مهرجان كان السينمائي الدولي

محمد حسين

في إطار حرص مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) على المشاركة السنوية في مهرجان كان السينمائي الدولي المقام حاليًا بدورته الـ77، نظّم إثراء جلسة حوارية بعنوان "الأصوات الإبداعية" ألقت الضوء على المواهب السينمائية السعودية الشابة، وذلك داخل الجناح السعودي التابع لهيئة الأفلام، وحظيت بحضور كبير من المهتمين بالقطاع السينمائي.

الأفلام السعودية تصل للعالمية

وألقت الجلسة الضوء على المشاريع الـ15 التي أعلن إثراء فوزها بدعم "برنامج إثراء الأفلام"، ما بين 11 فيلمًا قصيرًا و أربعة أفلام روائية طويلة، حيث أوضح منسق سينما إثراء منصور البدران أن هذا البرنامج نقل صناعة الأفلام المحلية إلى مستوى جديد، وأردف "أنتجنا فيلم (هجان) ضمن هذا البرنامج، الذي فاز حتى الآن بـ9 جوائز في مهرجانات سينمائية محلية وإقليمية، وأختير ليكون فيلم الافتتاح أو الختام في مهرجانات مرموقة، مما يجعل (هجان) مثالًا واضحًا للمشاريع السينمائية الناجحة التي يعمل عليها إثراء".

وأشار البدران إلى اهتمام المركز بالقصص السينمائية المستلهمة من عمق الثقافة السعودية، وتعزيز معايير التميّز في صناعة الأفلام المحلية من خلال عقد ورش العمل والندوات ضمن مبادرة مجتمع إثراء الأفلام، وكذلك شراكة إثراء مع جمعية السينما في تنظيم مهرجان أفلام السعودية الذي يعد الحاضن الأكبر للمواهب السينمائية الناشئة، وقد اختتم المهرجان دورته العاشرة بنجاح مطلع هذا الشهر، مع تقديم 35 جائزة سينمائية لصُناع الأفلام.

أعمال سينمائية مبتكرة

من ناحيته، أكد المخرج حمزة جمجوم خلال مشاركته في الجلسة الحوارية، أنه في الوقت الحاضر أصبحت فرص صُناع الأفلام السعوديين كبيرة وواعدة مقارنة بالسنوات السابقة، بما يساعد على تقديم القصص المحلية وسردها في أعمال سينمائية تنقل الثقافة السعودية إلى كل أنحاء العالم. ووافقته الرأي المخرجة رنيم المهندس التي سبق أن قدمت فيلمها الأول "أرجوحة" عام 2022 بدعم مركز إثراء، مؤكدة أن السعودية لديها مخزون كبير من الحكايات التي بالإمكان توظيفها في صناعة الأفلام وإعطاءها منظور عالمي، خاصة مع حرص الجهات الداعمة للقطاع على المشاركة في أهم المهرجانات السينمائية العالمية.

وتضمنت فعالية إثراء حفل غداء جمع ممثلي الجهات الداعمة لصُناع الأفلام في المملكة، تعزيزًا لبناء العلاقات ومشاركة التجارب السينمائية ما بين الممارسين والمهتمين. ومن الجدير بالذكر أن مركز إثراء أنتج 23 فيلمًا سعوديًا، تم عرضها في 90 مهرجانًا سينمائيًا وفازت بنحو 30 جائزة.

 

مجلة هي السعودية في

21.05.2024

 
 
 
 
 

"فيلم العلا" تحصد جائزتين عالميتين في مهرجان كان السينمائي

شروق هشام

لعبت إدارة "فيلم العلا" التابعة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، دوراً رئيسياً في تطوير صناعة السينما في المملكة العربية السعودية، ونجحت في جذب الإنتاجات السينمائية المحلية والعالمية إلى العلا، تلك الوجهة الفريدة بما تمثله من إرث حضاري ذي جاذبية تاريخية ومكانية وما تمتلكه من بيئة طبيعية ثقافية ساحرة، في ظل سعي فيلم العلا المستمر لدعم وتسهيل تصوير الأفلام في محافظة العلا، وتوفير أفضل الدعم والتوجيه لصانعي الأفلام وشركات الإنتاج للتصوير في العلا.. وهاهي الآن تعزز من مكانتها في الساحة السينمائية العالمية، وتحصد جائزتين في مهرجان كان السينمائي، الذي يعد من أبرز المهرجانات السينمائية حول العالم.

"فيلم العلا" تحصد جائزتين عالميتين في مهرجان كان السينمائي

العلا تعزز مكانتها في الإنتاجات السينمائية العالمية

حققت "فيلم العلا" جائزتين عالميتين في مهرجان كان السينمائي، وهما: جائزة الموقع الناشئ، وجائزة هيئة الأفلام في حفل توزيع جوائز الإنتاج العالمي الذي أقيم الليلة الماضية بمدينة كان الفرنسية.

ويعدّ الفوز بهاتين الجائزتين تتويجاً لنجاح مشاركة "فيلم العلا" في مهرجان كان السينمائي، وإبراز جهودها الرامية لدعم قطاع السينما السعودي، وتمكينه من الاستحواذ على مكانة مرموقة على المسرح العالمي.

وحول ذلك أشارت "شارلين ديليون جونز" المدير التنفيذي لـ"فيلم العلا": "قبل أقلّ من خمس سنوات، تم تأسيس "فيلم العلا" بهدف تطوير صناعة سينمائية حيوية وناجحة، بما يتماشى مع تنويع الاقتصاد المحلي، وتوفير الفرص لصنّاع الأفلام المحليين وتعزيز التعاون العالمي في هذا المجال". وأضافت قائلة: "منذ ذلك الحين، كرّسنا جهودنا لتطوير بنية تحتية عالمية للإنتاج السينمائي، ووضع السياسات وفرق العمل التي من شأنها أن تغير حياة جيل كامل من صنّاع الأفلام ورواد السينما".

جوائز فيلم العلا تعزز من مكانتها في الساحة السينمائية العالمية

تقدم إدارة فيلم العلا الدعم اللازم لصناع الأفلام

جاء حصاد فيلم العلا لهاتين الجائزتين المتميزتين في مهرجان كان، بتحقيقها جائزة الموقع الناشئ وجائزة هيئة الأفلام في حفل توزيع جوائز الإنتاج العالمي، دليلا على الجهود المتنوعة التي عززت من مكانتها في الساحة السينمائية العالمية، حيث أن جوائز الإنتاج العالمي تُكرم أعمال الإنتاج والمواقع المطلوبة لتصوير الأفلام والأعمال السينمائية والفنية الرائعة، وتركز هذه الجوائز في مهمتها على المبادرات والمشاريع والأعمال التي تأخذ في الحسبان أعلى معايير الاستدامة والتنوع، كما تضمن استفادة الاقتصادات المحلية من الأعمال التي يتم إنتاجها في أسواقها.

فيلم العلا في مهرجان كان 2024

نجحت فيلم العلا في جذب الإنتاجات السينمائية المحلية والعالمية

تشارك إدارة فيلم العلا" التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العُلا، في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 77، ضمن جهودها الرامية إلى دعم وتسهيل تصوير الأفلام في محافظة العلا، ولتوفير أفضل الدعم والتوجيه لصانعي الأفلام وشركات الإنتاج للتصوير في العلا، وذلك ضمن استراتيجيتها لتعزيز العلا كوجهة سياحية، وأكبر متحف حي في العالم، حيث تسهم "فيلم العلا" في الجناح السعودي في مهرجان كان السينمائي، في اكتشاف الإمكانيات التي توفرها العلا لصنّاع الأفلام، بدءًا من الاستديوهات الحديثة وانتهاءً بسحر الطبيعة الخلّابة، حيث أصبحت أرض الحضارات وجهةً رائدة لصناعة أفلامٍ عالمية المستوى.

ومن أبرز مشاركات فيلم العلا في المهرجان أن حشدت كوكبة من أشهر الأسماء في عالم السينما لعرض مقتطفات من الأفلام القصيرة للفائزات الأربع الأوائل ضمن مبادرة العلا لإنتاج الأفلام "العلا تبتكر" التي تدعم المخرجات السعوديات، والتي خضعت خلالها الفائزات لبرنامج توجيهي مكثف أسهم في تحويل أفكار أفلامهن القصيرة إلى مشاريع جاهزة يمكن عرضها في المهرجان.

ومن المنتظر أن يصبح فيلم "نورة" الذي تم تصويره كلياً في العلا مع طاقم عمل سعودي بالكامل في 23 مايو، أول فيلم سعودي يظهر ضمن الاختيار الرسمي في مهرجان كان منذ انطلاق دورته الأولى قبل 77 عاماً، وقد حصل الفيلم ذاته على حقوق التوزيع الدولية.

أبرز الإنتاجات السينمائية المحلية والعالمية في العلا

فيلم العلا تحصد جائزتين عالميتين في مهرجان كان السينمائي - تم استلامها من فيلم العلا

يُذكر بأن "فيلم العلا" باعتبارها وكالة أفلام الهيئة الملكية لمحافظة العلا، تلعب دوراً رئيسياً في تطوير صناعة السينما في المملكة العربية السعودية منذ العام 2020، حيث وفرت "فيلم العلا" المرافق والموارد والدعم لفترة تزيد على 700 يوم من الأعمال الإنتاجية.

وشملت المشاريع الأخيرة في العلا الموسم الثالث من المسلسل الدرامي "إمبراطورية من ورق "Paper Empire"، والفيلم الموسيقي "The Monolith"، إلى جانب الفيلم الروائي الطويل "سوار" للمخرج والمنتج السعودي أسامة الخريجي، وفيلم "هجرة"، وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سيبدأ أندرسون باك، الفنان الموسيقي الحائز على ثماني جوائز "غرامي"، تصوير فيلمه الأول بعنوان "كي كوبس" K-POPS بمحافظة العلا.

 

مجلة هي السعودية في

22.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004