ملفات خاصة

 
 
 

افتتاح مهرجان كانّ...

تكريم ميريل ستريب أولاً

كان/ محمد هاشم عبد السلام

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

مساء الثلاثاء، 14 مايو/ أيار 2024، افتُتحت الدورة الـ77 من مهرجان كانّ السينمائي، التي تنتهي في 25 الحالي، بعد حفلةٍ قدّمتها الفرنسية كاميّ كوتين، ثالث ممثلة على التوالي يُسند إليها تقديم حفلتي الافتتاح والختام، بعد البلجيكية فرجينيا إفيرا والفرنسية كيارا ماستروياني.

بعد فقرة موسيقية سريعة، والتعريف بأعضاء لجنة التحكيم، واحتفاء مُبالغ به جداً، وغير مسبوق، برئيسة لجنة التحكيم، الممثلة والمخرجة الأميركية غريتا غِرويغ، قدَّمَت المُمثلة الفرنسية جولييت بينوش "السعفة الفخرية" للممثلة الأميركية ميريل ستريب، تكريماً لمسيرتها الفنية الحافلة. بهذه المناسبة، قرأت بينوش كلمة مكتوبة، عميقة ومُؤثّرة وصادقة، عن حياة ستريب وأعمالها ودورها في تاريخ السينما. ثم شكرت الممثلة الأميركية المُخضرمة مهرجان كانّ والحضور لتصفيقهم الحارّ، والاحتفاء غير المسبوق بها بعد 35 عاماً على آخر وجود لها في المهرجان.

نُقلت الحفلة مباشرة عبر التلفزيون الفرنسي وقنوات خاصة، وفي دور عرض فرنسية عدّة، وهذا جديدٌ أطلقته إدارة المهرجان العام الماضي، بعرض حفلة الافتتاح في 870 دار عرض سينمائي، في 700 مدينة فرنسية، مباشرة على الهواء.

بعد حفلة افتتاح الدورة الجديدة هذه، عُرض الفيلم الكوميدي الفرنسي "الفصل الثاني"، للمُخرج كُنتان دوبيو (1974)، تمثيل ليا سيدو ولوي غاريل وفانسان لاندون ورافائيل كوينار. وكالعادة في السنوات الأخيرة، اختير "الفصل الثاني"، الذي بدأت عروضه التجارية الفرنسية بعد حفلة الافتتاح، خارج المسابقة الرئيسية. يُذكر أنّه العام الثالث على التوالي الذي تختار فيه إدارة مهرجان كانّ فيلماً فرنسياً في الافتتاح. في العام الماضي، اختير الفيلم التاريخي "جانّ دو باري" لمايوِن، وفي العام السابق عليه كان الفيلمُ كوميدياً سيئاً جداً: "القطع" لميشال أزانافيسيوس، المشارك في هذه الدورة بفيلم الرسوم المتحركة "أغلى السلع" (المسابقة).

عادة، يكون فيلم افتتاح مهرجان كانّ أو غيره، من النوع الفنيّ الخفيف، الذي يليق فعلياً بوصف "فيلم افتتاح". هذه المرة، ينطبق الأمر بحذافيره على "الفصل الثاني". أخيراً، تجلّت الغزارة الإخراجية لكُنتان دوبيو بإنجازه خمسة أفلام في الأعوام الثلاثة الماضية، آخرها "داااااالي (Daaaaaali)"، المعروض "خارج مسابقة" الدورة الـ80 (30 أغسطس/آب ـ 9 سبتمبر/أيلول 2023) لـمهرجان فينيسيا السينمائي، ونال استحساناً كثيراً آنذاك.

وبينما يجد البعض أنّ أفلام دوبيو، بنزعتها السوريالية الهزلية الخفيفة الكوميدية، غير مُلائمة لأذواقهم، حتّى أنّه ينفي صفة الكوميديا عنها، تبقى لدوبيو قاعدة جماهيرية كبيرة في فرنسا. مُقارنة بـ"داااااالي"، الذي له قدر كبير من الأهمية الفنية والأصالة، يحضر دوبيو في "الفصل الثاني" بأسلوبه المعهود، ونهجه السينمائي المعروف بطرافته وميله إلى التفلسف غير المباشر، ومحاولة التعمّق، فكرياً وإنسانياً وسينمائياً. هذه الخلطة لم تكن مقنعة أبداً في جديده هذا.

اللافت للانتباه، ربما أكثر من الحبكة والشخصيات، بدأ قبيل افتتاحية الفيلم، إذْ ظهر على الشاشة شعار المنصّة الأميركية نتفليكس، ما أثار ضحكاً كثيراً ودهشة بين الحضور، طارحاً في الوقت نفسه تساؤلات عدّة: هل تمّ حلّ المشكلة القائمة منذ سنوات بين المنصّة الشهيرة والمهرجان، التي يتعارض نهجها مع القوانين السينمائية الفرنسية، ما دفعها إلى الانسحاب من مهرجان كانّ والسوق الفرنسية؟ لماذا لم نسمع عن التوصّل إلى حلول بخصوص هذا الأمر؟ هل سنشاهد، في الأيام المقبلة، مزيداً من الأفلام بتوقيع المنصّة؟ إنْ لم يتمّ التوصل إلى حلول بعد، هل يُعتبر "الفصل الثاني" استثناءً؟ ولماذا هذا الفيلم تحديداً؟

ينتمي "الفصل الثاني"، الذي تتواصل عروضه في الأيام الأربعة المقبلة في المهرجان، إلى نوعٍ يتناول صناعة السينما، وتصوير الأفلام، وصعوبات التمثيل والتصوير، وغيرها من شؤون الصناعة، وإنْ حاول دوبيو إنجازه بطريقة مُغايرة للمعتاد في هذا النوع، إذْ اكتفى بكسر ما يُعرف بالجدار الرابع، بجعل الممثلين يتحدّثون إلى الكاميرا عن أنّهم يمثّلون في فيلم يُصوَّر، وعن ضرورة الالتزام بنصه وحواره، في كسر متكرّر ومتعمَّد للإيهام. مع مرور الوقت، نُدرك غرض هذا الخلط بين الخط الدقيق الفاصل بين الواقع والخيال، وعلاقة أحدهما بالآخر والتأثير المتبادل بينهما، ما تطلّب حواراً كثيراً، مُمتدّاً ومُسترسلاً بين الشخصيات، رغم أنّ الأمر برمته، بما في ذلك الحبكة، اتّضح منذ الدقائق الأولى.

تريد فلورنس (سيدو)، تقديم حبيبها ديفيد (غاريل)، المغرمة به إلى حدّ الجنون، إلى والدها غييوم (لاندون). لكنّ ديفيد منزعج من ملاحقتها له، ولا يشعر بانجذاب إليها، ويريد رميها في حضن صديقه، غريب الأطوار، ويلي (كوينار). بعد مشهدين افتتاحيين طويلين، وحوارات لا تتوقف، يشرح فيها ديفيد لويلي طبيعة العلاقة، وتقنع فيها فلورنس والدها بضرورة مقابلة حبيبها وتقبّل علاقتهما، تجتمع الشخصيات الأربعة في مطعم "الفصل الثاني"، في مكان مجهول في قرية نائية، حيث لا يوجد أحدٌ آخر باستثناء النادل المضطرب بشدة، لكونه يُؤدّي أول دور سينمائي له في حياته كـ"كومبارس".

بخلاف طرح الفيلم للدور الخطر للذكاء الاصطناعي، ومدى كارثيّته في السينما تحديداً، مع أنّ إخراجه يتمّ بواسطة الذكاء الاصطناعي، في تناول مُقحم وغير عميق ولا أصيل، ليس هناك الكثير ليُقال عن الحبكة وتطوّر الأحداث والبنية والشخصيات. المُؤكَّد أنّ مُشاركة سيدو ولاندون وغاريل لأوّل مرة في العالم السينمائي لدوبيو لم تُضِف جديداً إلى مسيرتهم الفنية، في أي مستوى، بل ربما سَحَبَت الكثير من رصيدهم الفني.

 

####

 

فيلمان عربيان في "أسبوع النقّاد 2024": شابات يتمرّدن وهجرةٌ لخلاصٍ

نديم جرجوره

في الدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/أيار 2024) لمهرجان "كانّ" السينمائي، تُقام النسخة الـ63 لتظاهرة "أسبوع النقّاد"، التي أسّستها "النقابة الفرنسية للنقد السينمائي وللأفلام التلفزيونية" عام 1962، إنْ تُعتَمد هذه الترجمة العربية للأصل الفرنسي، الذي يتضمّن مفردة تُترجم باثنتين عربيتين. فالأصل الفرنسي يقول إنّ التظاهرة، كما النقابة، تستخدم كلمة Critique De Cinema، المُترجمة عربياً إمّا إلى "النقد السينمائي" وإمّا إلى "الناقد السينمائي". لكنّ المتداول عربياً كامنٌ في "أسبوع النقّاد".

هذا يُضفي إيجابية على مهنةٍ غير مُقدَّرة في الصحافة والإعلام العربيّين، كما في مهرجانات سينمائية عربية عدّة، تُقام في مدنٍ عربية وغربيّة. الاسم الرسمي السابق مختلفٌ: "الأسبوع الدولي للنقد/النقّاد". عام 2018، تُوقِّع التظاهرةُ، مع مهرجان "كانّ" و"أسبوعا المخرجين" (الذي يُصبح اسمه "أسبوعا المخرجين والمخرجات")، على "ميثاق التكافؤ والتنوّع في المهرجانات السينمائية، المدعومة من مجموعة 50/50". أي أنّها "تتعهّد بتوفير إحصاءات متعلّقة بالجنسين (ذكر وأنثى)، لا سيما بالنسبة إلى عدد الأفلام المُقدَّمة للاختيار"، وأيضاً التزام ما يؤدّي إلى "تحقيق التكافؤ الكامل".

لكنْ، هناك سؤال مُكرَّر: هل تحصل المساواة في العدد على حساب النوع وآليات الاشتغال واستيفاء الشرط الإبداعي؟ الإجابة غير محسومة، والعروض المقبلة تكشف شيئاً منها.

التظاهرة هذه تُفتتح بـ"الأشباح" للفرنسي جوناتان ميّيه (1985): منظّمة سرّية تلاحق مجرمي الحرب السوريين، الهاربين إلى دول أوروبية عدّة للاختباء فيها. لكنّ حميد، أحد أبرز أعضائها، ناشطٌ في هذا المجال، وتحقيقاته تقوده إلى "ستراسبور" الفرنسية، على خطى جلاّده السابق (مستوحى من أحداثٍ حقيقية). أمّا الختام، فمعقودٌ على فيلمٍ فرنسي آخر، بعنوان "حيوان" لإيما بينيسْتون (1988): تتدرّب نجمة بجدّية وقسوة كي تحقِّق حلمها: الفوز بسباق "كامارغ" في دورته المقبلة، الذي يتحدّى فيه المتنافسون الثيرانَ في الساحة. لكنْ، بينما تجرى التحضيرات للموسم الجديد، تحدث حالات اختفاء مشبوهة تُثير قلق السكّان. سريعاً، تنتشر إشاعة مفادها أنّ هناك وحشاً برّياً يتجوّل في الأمكنة كلّها.

في التظاهرة نفسها، هناك فيلمان عربيان أيضاً: "رفعت عيني للسما" للمصريّين ندى رياض وأيمن الأمير (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة)، و"البحر البعيد" للفرنسي المغربي سعيد حميش بن العربي (عروض خاصة).

الأول (تشارك قطر في إنتاجه) يتناول واقعاً مصرياً يتمثّل بشابات، مُقيمات في قرية في جنوب مصر، يتمرّدن بتشكيلهنّ فرقة تعمل في "مسرح الشارع". كلّ واحدة منهنّ تحلم بأنْ تُصبح ممثلة أو راقصة أو مغنّية. معاً، يتحدّين عائلاتهنّ القبطية وسكّان المنطقة، بتقديم عروضٍ جريئة. مُصوّرٌ في أربعة أعوام، يتابع "فتيات النيل" (العنوان الفرنسي)، أو "حافة الأحلام" (العنوان الإنكليزي)، مسار هؤلاء الشابات، اللواتي يُصبحن نساءً راشدات.

أمّا الثاني (تُشارك قطر أيضاً في إنتاجه)، فيعاين حالة فردية متعلّقة بالهجرة: ببلوغه 27 عاماً، يهاجر نور بشكل سرّي إلى مرسيليا الفرنسية. مع أصدقائه، يكسب قوت عيشه بالاتّجار ببضائع صغيرة، وعلى نطاق ضيّق. يعيش حياة هامشي،. لكنّ لقاءه سيرج، الشرطيّ ذا الشخصية الجذّابة التي لا يُمكن التنبّوء بسلوكها ومسارها، يقلب حياته كلّياً، مع زوجته نعومي. بين عامي 1990 و2000، يعيش نور حبّاً، ويشيخ ويتمسّك بأحلامه.

 

####

 

المغرب في "كانّ 2024": حضور متواتر وتقاطعات بين جيلين

سعيد المزواري

مخرجان مغربيان يحضران في الدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/أيار 2024) لمهرجان "كانّ" السينمائي: أوّلهما نبيل عيوش، مع فيلمه الجديد "الكل يحب تودا"، في فئة "كانّ بروميير"، الذي تؤدّي فيه نسرين الراضي دور امرأة تحلم بشيءٍ واحد فقط: أنْ تصبح "شيخة"، تؤدّي عروضها كلّ مساء في حانات بلدتها الريفية الصغيرة، على أمل ضمان مستقبل أفضل لها ولابنها. لكنْ، بعد تعرّضها لسوء معاملة وإذلال، تقرّر ترك كلّ شيءٍ من أجل أضواء الدار البيضاء.

ملخّصٌّ كهذا حمّال أوجه، يصعب الحكم عليه انطلاقاً منه: هل ينتمي الفيلم إلى سياق أفلام عيوش المعتَمِدة على اختيارات إخراج قوية، وأبعاد إنسانية مؤثّرة، كـ"مكتوب" (1997) و"علي زاوا" (2000)؛ أمْ إلى أفلامٍ تطغى فيها مقاربة الثيمة، ما يجعلها أقل شخصانية، كـ"غزية" (2017) و"علّي صوتك" (2021).

يحضر نبيل عيوش للمرّة الرابعة في مهرجان "كانّ"، بعد مشاركة أولى في قسم "نظرة ما"، في الدورة الـ65 (16 ـ 27 مايو/أيار 2012) مع "يا خيل الله"، الفائز بجائزة "فرانسوا شاليه"، المُكرّسة لقيم الصحافة؛ ثم مع "الزين اللي فيك"، في "أسبوعا المخرجين"، في الدورة الـ68 (13 ـ 24 مايو/أيار 2015). هذه محطّة نتجت منها قضية رأي عام في المغرب، لا تزال تلقي آثارها على التصوّر الجماعي لكل مشاركاته في المهرجانات الدولية، إذْ أثارت صخباً إعلامياً ومجتمعياً غير مسبوق في علاقة المغاربة بسينماهم، بعد تسرّب مقاطع من الفيلم تزامناً مع عرضه في "كانّ"، فانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي سيلٌ لا ينتهي من التعليقات، جزءٌ كبير منها اتّهامات وتخوين وشتائم، وتهديدات بالقتل، بحقّ المخرج، وبحقّ الممثلة الرئيسية لبنى أبيضار، ما أدّى إلى منع عروضه التجارية المحلية.

المخرج الآخر يُدعى سعيد حميش بن العربي، وثاني فيلمٍ طويل له بعنوان "البحر البعيد"، في "أسبوع النقّاد"، بعد "عودة إلى بولين" (2018)، اللافت للانتباه إلى موهبة واعدة بنضجها واستبصارها. في 67 دقيقة، يرسم بورتريهاً غنياً ومؤثراً، لفرنسي من أصل مغربي (برع في أدائه أنس الباز) يعود إلى بلدته القديمة، بعد فترة عمل في أبو ظبي، ليجدها صورة شبحية لما كانته في الماضي، إذْ ترزح في قبضة حزب مشبع بالأيديولوجيا اليمينية. كعيوش، يزاوج بن العربي بين الإخراج والإنتاج، فهو خرّيج قسم الإنتاج في "المدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة والصوت" (باريس) المرموقة، لينتج عبر شركته "بارني برودَكشن" فيلمين مغربيين مهمّين العام الماضي: "الثلث الخالي" لفوزي بن السعيدي و"عصابات" لكمال الأزرق، وجديد عبد الله الطايع، المرتقب إطلاقه في الأشهر القليلة المقبلة: "كابو نيغرو".

عيوش وبن العربي وُلدا وترعرعا في فرنسا. اهتم الأول بهويته المغربية منذ أفلامه القصيرة الأولى، المشاركة في الدورة الخامسة (1995) لـ"لمهرجان الوطني للفيلم بطنجة"، عندما فُتحت أبواب المشاركة لمغاربة المهجر، فبرز جيل من المخرجين أثرى مسار السينما المغربية، كنور الدين لخماري وإسماعيل الفروخي. أمّا بن العربي فموزّع بين رافدي ثقافتيه الفرنسية والمغربية، كما يبرز في فيلمه القصير "الرحيل" (2004): يمضي عادل صيفاً استثنائياً في مغرب 2004، مع أصدقائه، بانتظار دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة لممثله الأعلى العدّاء هشام الكروج. لكنّ وصول والده وشقيقه الأكبر من فرنسا، لتمضية أيامٍ في المغرب يترك أثراً لا ينمحي في حياته.

فيلمٌ مؤثّر، يُثير انطباعاً بمشاهدة فيلم طويل في ثوب فيلم قصير، ويصوّر الماضي برهافة ومسافة صائبة مع الأحاسيس رغم قوتها، خاصةً العلاقة حمّالة لأوجه بين عادل وأمه التي توحي باسترشاد قاسٍ وباكر يعيشه مهاجرون كثيرون. وهذا من دون سقوط في النوستالجيا السهلة. شارك "الرحيل" في نحو 100 مهرجان دولي، في نامور وروتردام وبالم سبرينغز، ونال 27 جائزة، وترشّح لـ"سيزار" الفرنسية (2022).

"البحر البعيد" فاز بجائزة التطوير (15 ألف يورو) في الدورة الخامسة لـ"ورشات الأطلس"، في الدورة الـ19 (11 ـ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2022) لـ"المهرجان الدولي للفيلم بمراكش": نور (27 عاماً) يهاجر بطريقة غير قانونية إلى مرسيليا، ويحاول مع أصدقائه الجزائريين تدبير أمورهم كما يستطيعون، ويعيشون حياة هامشية لكنها احتفالية. بين 1990 و2000، أحبّ نور، وتقدّم في السنّ، وتشبّث بأحلامه التي تضرّرت بفعل قسوة الهجرة. يتقاسم هذا الملخّص مع "الرحيل" في تموقعه في الماضي، إضافة إلى نَفَسٍ مينمالي، ينبئ بسيناريو يستقرئ، كـ"عودة إلى بولين"، دواخل الشخصية الرئيسية، ويتشبّع بأجواء الفضاء، أكثر من الاعتماد على انقلابات درامية أو حكي خطي، إضافة إلى نزوع نحو كونية الثيمات، وهذا يتقاسمه بن العربي مع كمال الأزرق وصوفيا العلوي ومخرجين شباب آخرين، ويبدو من أهمّ سمات السينما المغربية التي يصنعها الجيل الجديد.

إلى ذلك، تُشارك أسماء المُدير في لجنة تحكيم "نظرة ما"، برئاسة المخرج الكندي كزافييه دولان، بعد فوزها العام الماضي بجائزة أفضل إخراج في البرنامج نفسه (الأزرق نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة يومها)، و"العين الذهبية" لأفضل وثائقي عن "كذب أبيض". وهذا امتدادٌ لحضور مريم التوزاني في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في الدورة الـ76 (16 ـ 27 مايو/أيار 2023)، بعد عام على نيل فيلمها "أزرق القفطان" جائزة "فيبريسي" في "نظرة ما".

تواتر تمثيلية غير مسبوقة في المشاركة والتتويج والتحكيم في مسابقات أبرز تظاهرة سينمائية عالمية، يؤشّر إلى ديناميكية نسبية تُحرّك السينما المغربية، سيكون للأعوام القليلة المقبلة دور حاسم في تأكيدها، أو إعطائها تألّقاً عابراً واستثنائياً.

 

####

 

"كانّ 2024": عن أي سينما نتحدّث؟

أشرف الحساني

قبل عام 2006، لم يكن أحدٌ يعرف ممثلة سينمائية أميركية تُدعى غريتا غِرويغ. ممثلة لم تستطع لفت انتباه يُذكَر، رغم أدائها دور البطولة في أعمال عدّة. جمالها لم يفتح لها أفقاً في الأداء، إذْ تبدو في أكثر من فيلمٍ جامدة وغير مُحرّكة أفكاراً وأهواء ومشاعر.

لكنّ هذا لا يرتبط بها حصراً، إذْ يمتد إلى وجوهٍ نسائيّة كثيرة، تعتقد أنّ الجمال وحده سينقذ السينما. والأخيرة لا ترتبط بصناعة نجوم مزيّفين، يعانون هشاشة أداء وإبداع وابتكار، بل لأنّ الفن السابع مُركَّبٌ، يستطيع فيه ممثل أنْ يُعبّر في مشهدٍ وأداءٍ مُذهل عن قضية أو رأي سياسي معيّن. لكنْ، هناك نساء في هوليوود استطعن التعامل بذكاء مع جمالهنّ الطبيعي، محوّلين الجمال إلى طاقة تعبيرية لا تنضب، كأنجلينا جولي وجوليا روبرتس.

في كلّ فيلمٍ لها، تبقى غِرويغ (1983) على حالها، لا تتغيّر. صورة فتاة جميلة شقراء، تُطاردها فتاة موضة يستغلّها مخرجون عديدون في أداء مشاهد بلاستيكية، غير مُقنعة بأدائها. عام 2017، تتحوّل إلى الإخراج، مع Lady Bird. ورغم ما حقّقه من نجاح جماهيري، لم يكن تأثيره قوياً في النقّاد، إذْ لا يُذكر في تجربتها، ولا يُعترف بها مخرجة سينمائية واعدة.

هذا، بغضّ النظر عن الاعتراف بسينماها، الهشّة والمتصدّعة والترفيهية، لكونها مبنية على منطقٍ تجاري يحول دون تحقيق أي نهضة بصريّة. رغبة تطوير مهاراتها في الأداء غير موجودة، وقدراتها الإخراجية متواضعة، لا تُقدِّم جديداً. هذا مطبّ وجوه سينمائية كثيرة، انتقلت من التمثيل إلى الإخراج، من دون تفكيرٍ في البحث عن جماليّات جديدة، تُظلّل بها سيرتها الإبداعية.

الرغبة في التجديد لا تتحقّق بمعزلٍ عن التفكير، وألا يخضع كلّ شيءٍ للأهواء والمَشاعر، كحال السينما العالمية اليومأفلامٌ كثيرة متصدّعة وغير مقنعة، أداءً وكتابة وتصويراً وإخراجاً. أفلام "فاست فود"، تُنجز في الاستديو بمقادير بصريّة مُنتهية الصلاحية، كأنْ تُعيد صورة وكلاماً مُعتّقاً. هذا لا يُطيقه نقّاد يعشقون سينما المؤلّف، ويراهنون عليها، لكونها مدخلاً إلى سينما حقيقية، تنصت لقصص، وتسعى إلى إحساس بنبض. والمؤسّسات الإنتاجية تُراهن على هذا النوع من السينما الترفيهية، التي تُحقّق ملاذاً آمناً لها، تحتمي به من سخط الواقع السياسي، وهشاشة الوضع الاجتماعي، والأزمات المتكرّرة التي تُصيب اقتصادها.

اختيار غريتا غِرويغ رئيسة للجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/أيار 2024) لمهرجان "كان" السينمائي إعلانٌ حقيقي وصادق عن مفهوم السينما وواقعها. لم يعُد للغرب ما يُقدّم سينمائياً للمُشاهد، فغالبية الأفلام الجديدة تُعبّر عن منطلق يطبع الفنّ السابع، وطيف أضحى في نظر الأنظمة والدول والمؤسسات فنّاً ترفيهياً يخدم الجوانب الخارجية للبلد، من دون طرح أسئلة حقيقية. ركاكة أفلامٍ هوليوودية جديدة تتحكّم في أغلبها عوامل ذات صلة بمفهوم الإنتاج، وما يفرضه من طريقة معيّنة في تمثّل السينما. تمثّل سطحي بمعظمه، يخدم التجاري ومداخيل الصالات وتطلّعات الجمهور، لا السينما نفسها كفنّ بصري يقترح نمط تفكير حرّ، يرتبط بالواقع وتحوّلاته.

غِرويغ غير معنيّة برأي كهذا. لكنّ إدارة مهرجان "كان" تُمثّل ما تصبو إليه سينما اليوم. النجاح الكبير لفيلمها الأخير "باربي" (2023)، الذي حقّق ملياراً و445 مليوناً و638 ألفاً و421 دولاراً أميركياً إيرادات دولية، أعطاها شرعية دخول إلى مهرجان "كان". المخيف أنْ يتحوّل كلّ نجاح تجاري إلى تجاوز واختراق مهرجان تاريخي مثل "كان"، له وقعه وأثره في ذاكرة ناقد ومُشاهد، وعشّاق السينما.

ما مصداقية المهرجان بعد اليوم؟ عن أي نوعٍ من السينما نتحدّث؟ هل يتعلّق الأمر بهشاشة عالم يزداد تواضعاً وقبحاً وارتباكاً يومياً؟ أم أنّنا أمام تحوّل جديد، يجعل السينما أكثر شعبية وترفيهية من الفنون المعاصرة؟ السينما ليست بخير. هناك تحوّل كبير ينبغي نقده والمُساهمة دائماً في إغناء النقاش فيه، المتمثّل في انسحاب وتراجع "السينما المستقلّة"، بعد أنْ باتت مؤسّسات فنية تحرص دائماً على إنتاج أفلام ترفيهية، ودعم سيناريوهات استهلاكية، لا تُقدّم جديداً في النظرية السينمائية، ولا تفتح لها أفقاً مغايراً في التخييل. والمرء بات يجد نفسه أمام أفلام كثيرة مرتبكة وغير قادرة على تحقيق أبسط شروط المشاهدة.

في كلّ عامٍ تقريباً، هناك مفاجآت في مهرجانات عدّة، كبرلين و"كان" وفينيسيا، لكنّها تصطدم بأفلامٍ معطوبة، وتندهش أحياناً بفوز فيلم منها. ورغم أنّ هذه الأحداث، التي تبدو في ظاهرها عادية وعابرة، تكون عميقة النظر، وتستحقّ التفكير والتأمّل لمساهمتها في تغيير مفهوم السينما، المرتكزة على النظر لصالح سينما تجري وراء صيحاتٍ عابرة، وربحٍ آنيّ، تُؤجّج مداخيله جماهير هلامية متعطّشة لسينما "باربي" و"باتمان" وغيرهما.

 

العربي الجديد اللندنية في

15.05.2024

 
 
 
 
 

انطلاق مهرجان كان في دورته الـ77 محتفياً بحرية مخرج إيراني

كان ( جنوب فرنسا) - سعد المسعودي

بعد أن فُرشت السجادة الحمراء الشهيرة على سلالم قصر المهرجانات انطلق مهرجان كان السينمائي بدورته السابعة والسبعين بمشاركة كوكبة من نجوم الفن السابع بينهم أسطورة هوليوود ميريل ستريب البالغة 74 عاماً.

وتُعدّ ستريب (74 عاما) من أشهر الممثلات في تاريخ هوليوود، وفي رصيدها ثلاث جوائز أوسكار من 21 ترشيحاً.

وتزخر مسيرتها المهنية بالكثير من الأعمال الناجحة، بينها "ذي دير هانتر" "The Deer Hunter" و"آوت أوف أفريكا" "Out of Africa" و"كرايمر فرسس كرايمر" "Kramer vs Kramer"، فضلا عن أفلام محببة للعائلات مثل "ذي ديفل ويرز برادا" "The Devil Wears Prada" و"ماما ميا!" "Mamma Mia!".

لكنها للمفارقة لم تشارك في مهرجان كان سوى مرة واحدة، مع فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "إيه كراي إن ذي دارك" عام 1989.

وستلتقي ستريب في كان مجدداً بغريتا غيرويغ التي شاركت النجمة الهوليوودية في فيلمها "ليتل ويمن" سنة 2019.

وتخطو غريتا غيرويغ، التي أصبحت أول مخرجة تحقق أكثر من مليار دولار من خلال فيلم "باربي"، خطواتها الأولى كرئيسة للجنة تحكيم مهرجان كان الثلاثاء، في مؤشر جديد إلى تبدل موازين القوى في عالم الفن السابع.

السعفة الذهبية لميريل ستريب

وبعد أن قدمتها الممثلة الفرنسية جوليت بينوش تعالى التصفيق حيث استقبلها صناع السينما في مهرجان كان السينمائي بالتصفيق الحار لمدة عشر دقاق وعبثا حاولت ميرل ستريب أن توقف تصفيق الجمهور لكنها في كل مرّة تفشل ويصر جمهور كان على الاستمرار بالتصفيق المستمر، وقالت لها الممثلة جوليت وهي تبكي "أنت تمثلين النموذج الخالد بالتمثيل لكل الأجيال وتعلمنا منك وسنظل نتعلم منك وقدمتِ صورة جميلة للمرأة وهي تقدم بكل اللهجات شخصيات مختلفة".

وتناولت الحديث ميريل ستريب وقالت وهي تخاطب كان المدينة والمهرجان "تغيبت عن الحضور عن كان 35 عاما وأعود إليها الآن وهي تحتفل بالسينما وشكرت إدارة المهرجان ثم سلمتها بينوش السعفة الذهبية وأعلنتا سوية افتتاح الدورة الـ77.

وتضم اللجنة أيضاً أسماء شهيرة أخرى، من أمثال الممثل الفرنسي عمر سي أو الممثلة الأميركية المنتمية إلى السكان الأصليين ليلي غلادستون التي لفتت الانتباه قبل عام في مهرجان كان من خلال مشاركتها في فيلم "كيلرز أوف ذي فلاور مون" للمخرج مارتن سكورسيزي، وأيضاً المخرجة اللبنانية نادين لبكي.

وسار على السجادة الحمراء أيضاً نجوم فيلم الافتتاح "لو دوزييم أكت" للمخرج كانتان دوبيو، والذي يُطرح في الوقت نفسه في صالات السينما، وهم الفرنسيون ليا سيدو ولوي غاريل وفنسان لاندون ورافاييل كينار.

أخبار سارة عن حرية السينمائي الإيراني رسولوف

وقد حمل افتتاح المهرجان أخبارا سارة لمحبي السينما، مع إمكانية وصول المخرج الإيراني محمد رسولوف، الذي حُكم عليه أخيراً في طهران بالسجن خمس سنوات، إلى المهرجان غداة إعلانه مغادرته إيران "سراً".

وقال تييري فريمو للصحفيين إن "وزارة الخارجية الفرنسية" تساعدنا في ضمان نقله إلى مهرجان كان، ونأمل أن يُعرض الفيلم بحضور مخرجه".

ومن المقرر أن يُعرض فيلمه دانه انجیر مقدس The Seed of the Sacred Fig أي بذرة التين المقدس في اليوم الأخير من المسابقة في 24 أيار/مايو الجاري، عشية حفلة توزيع الجوائز.

العنف الجنسي بالسينما

واحتل أيضا موضوع العنف الجنسي هذا العام موقعاً رئيسياً في النقاشات في عالم السينما، بعد سبع سنوات من انكشاف فضائح المنتج الأميركي هارفي واينستين، وبعد خمسة أشهر من إعلان الممثلة الفرنسية جوديت غودريش الصوت ضد الاعتداءات الجنسية في السينما الفرنسية.

وأكد المندوب العام للمهرجان تييري فريمو " العامة أن "جوديت غودريش تجعل من معركتها لفتة سينمائية وليست معركة شخصية".

وقد طالبت 100 شخصية، بينهم ممثلاث شهيرات من أمثال إيزابيل أدجاني وإيمانويل بيار وجولييت بينوش، بقانون شامل ضد العنف الجنسي في فرنسا.

حضور لافت لأول مرة للسينما السعودية في المسابقة

نخبة كبيرة من صناع السينما في العالم من مخرجين وممثلين ومنتجين أيضا يتنافسون في هذه الدورة حيث سيتم عرض 22 فيلما لمخرجين كبار، أبرزهم فرانسيس فورد كوبولا الذي يعود لهذا العرس السينمائي بفيلمه الضخم المثير للجدل "ميغالوبوليس". وتسجل هذه النسخة حضورا عربيا لعل أهمها أول مشاركة للسعودية بفيلم "نورة" ضمن "نظرة ما" وقد حضر طاقم الفيلم الذي سيحتفى به بعد عرض الفيلم الجمعة المقبلة من قبل صناع السينما الفرنسية والعالمية.

هذه الدورة تجري في ظروف غير عادية يمر فيها العالم نتيجة الحرب في أوكرانيا وغزة أيضا فيما أظهرت كل محاولات المجتمع الدولي فشلها حتى الآن في طي هذه المرحلة البالغة التوتر والانتقال لأخرى في أجواء من السلم والتعاون.

وهذا الوضع يفسر الاختيار الذي استقر عليه المهرجان في تبني ملصق رسمي، مقتبس من فيلم "رابسودي في أغسطس" للمخرج الياباني الكبير أكيرا كوروساوا، كشعار للدورة يحمل الكثير من الرمزية بلغة بصرية شاعرية، تحيلنا إلى حد ما إلى واقعنا الدولي.

احترازات أمنية عالية

باتت التدابير الأمنية من ضمن أولويات إدارة مهرجان كان السينمائي كما هو الحال في الدورات السابقة لكن هذا العام مراعاة خصوصية الوضع العالمي العام في أوكرانيا وما يحصل في غزة ومستوى المخاطر المرتبطة أيضاً بالاهتمام الإعلامي الكبير بفرنسا قبيل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، كما تم في هذه الدورة السابعة والسبعين في كان "استخدام الذكاء الاصطناعي في استغلال صور الحراسة بالفيديو" والتي يسمح بها قانون الألعاب الأولمبية.

وأوضح أوبير أنه في كل يوم "تتم تعبئة ما يقرب من 400 شرطي" لتولي مهام الأمن خلال المهرجان، من الصباح وحتى "جزء كبير من الليل"، خصوصاً بهدف "تأمين عدد معين من الحفلات والأمسيات".

مخرجون كبار يحلمون بنيل السعفة الذهبية

عودة لكبار السينمائيين الذين نالوا جوائز مهرجان كان السينمائي يعودون من جديد ومنهم المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا، دخل مضمار السباق لنيل السعفة الذهبية والفرنسي جاك أوديار الحائز على السعفة الذهبية عام 2015، الذي يعود إلى البساط الأحمر بفيلم "إميليا بيريز"، وهو يمزج التشويق بالنوع الغنائي على خلفية عالم الاتجار بالمخدرات وتهريبها في المكسيك، من بطولة النجمتين سيلينا غوميز وزوي سالدانيا.

ومن الأفلام التي قد تقول كلمتها في هذا المهرجان أيضا "المتدرب" للمخرج السويدي من أصل إيراني علي عباسي. وبحسب ما نشرته وسائل الإعلام، فالعمل "يغوص في أعماق الإمبراطورية الأميركية من خلال سرد مشوق، راسما صعود الشاب دونالد ترامب إلى السلطة من خلال صفقة مع المحامي اليميني المؤثر روي كوهن، إلى جانب استكشاف العديد من جوانب الفساد والخداع التي رافقت جهود ترامب لبناء أعماله العقارية في نيويورك خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي".

ويدخل المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ المنافسة أيضا بفيلم "الأكفان"، وهو فيلم حداد من بطولة ديان كروغر وفانسان كاسيل. كما يقدم المخرج الروسي المقيم خارج بلده كيريل سيريبرينيكوف الدائم المشاركة في مهرجان كان فيلمه "ليمونوف" المأخوذ من كتاب للفرنسي إيمانويل كارير.

ويقتصر حضور المخرجات في مسابقة هذه السنة على أربع منهن، علما أن الرقم القياسي للنساء اللواتي شاركن بأفلامهن في المسابقة بلغ سبعا في النسخة السابقة لعام 2023، وعادت السعفة الذهبية لإحداهن وهي المخرجة الفرنسية جوستين ترييه عن فيلمها "تشريح جثة.

 

العربية نت السعودية في

15.05.2024

 
 
 
 
 

قائمة سرية تضم صناع ترفيه أساءوا معاملة النساء تظهر فى مهرجان كان

لميس محمد

مع انطلاق مهرجان كان السينمائي أمس فى دورته الـ 77، والتى تنعقد فى الفترة ما بين 14 إلى 25 مايو الجارى، من المتوقع أن يتم نشر إدعاءات جديدة حول إساءة معاملة النساء في صناعة الترفيه الأوروبية، حيث انتشرت شائعات على نطاق واسع في فرنسا حول وجود "قائمة سرية تضم 10 رجال" يقال إنها تضم ممثلين ومخرجين بارزين، يُزعم أنهم اعتدوا على النساء.

وكما ورد في صحيفة The Guardian، أن القائمة أُرسلت بشكل مجهول إلى المركز الوطني للسينما في باريس إلى جانب أسماء "شركات مالية رائدة أخرى في فرنسا".

تزعم كل من صحيفتي لوفيجارو ولو كانارد أنشيني أن منظمي المهرجان شكلوا فريقًا لإدارة الأزمات قبل نشر هذه المزاعم على الملأ، كما انه من المقرر عرض فيلم قصير عن الانتهاكات في الصناعة، بعنوان "Moi Aussi" اليوم 15 مايو الجارى، ومن المتوقع أن يحاسب قطاع الفن في فرنسا بشكل أكبر.

الفيلم من إنتاج المؤلفة والممثلة والمخرجة الفرنسية جوديث جودريش التي وُصفت بأنها "سفيرة #MeToo" الفرنسية بعد أن تحدثت عن الاعتداءات التي تدعي أنها تعرضت لها في بداية حياتها المهنية.

يتضمن الفيلم كلمات العديد من النساء العاملات في مجال الفنون، قالت جودريش (عبر صحيفة The Guardian): "فجأة، كان أمامي حشد من الضحايا، وهو واقع يمثل فرنسا، والعديد من القصص من جميع الخلفيات الاجتماعية والأجيال، ثم كان السؤال، ماذا كنت سأفعل معهم؟ ماذا تفعل عندما يغمرك ما تسمعه، من الحجم الهائل للشهادات؟".

وفي العام الماضي، عارض المتظاهرون في شارع الكروازيت ظهور جوني ديب في الفيلم الافتتاحي للمهرجان، Jeanne du Barry، عقب محاكمته مع طليقته آمبر هيرد، وكان قد بدأ الصراع بين ديب وهيرد في عام 2019، عندما رفع ديب دعوى قضائية ضد هيرد بتهمة التشهير، بعد مقال افتتاحي عام 2018 كتبته هيرد لصحيفة واشنطن بوست، زاعمًا أنها كانت ضحية للعنف المنزلي.

ثم قامت ممثلة Aquaman بمقاضاة ديب في العام التالي، وسرعان ما تصدرت القضية عناوين الأخبار بعد أن تم تقديمها للمحاكمة في عام 2022، وفي يونيو من ذلك العام، حكمت هيئة المحلفين أن هيرد شوهت سمعة ديب في المقال.

في ديسمبرمن نفس العام، ومع اقتراب القضية من نهايتها، أفيد أن هيرد ستُجبر على دفع مليون دولار لزوجها السابق، وهو أقل بكثير من مبلغ 8.35 مليون دولار الذي أُمرت بدفعه لديب في يونيو.

في قضية التشهير في المملكة المتحدة، تبين أن ديب قد أخضع هيرد للعنف المنزلي العنيف، ولكن في حالة الولايات المتحدة، تبين أن ادعاءاتها غير صحيحة.

وسبق أن دافع مدير مهرجان كان السينمائي تييري فريمو عن قراره بضم ديب، وصرح قائلا:"لا أعلم شيئًا عن صورة جوني ديب في الولايات المتحدة، ولأقول الحقيقة، ليس لدي سوى قاعدة واحدة في حياتي، وهي حرية التفكير وحرية التعبير والتصرف ضمن إطار قانوني".

وأضاف فريمو: "لو تم منع جوني ديب من التمثيل في فيلم، أو تم منع الفيلم لما كنا هنا نتحدث عن ذلك". "إذا كان هناك شخص واحد في هذا العالم لم يجد أقل قدر من الاهتمام بهذه المحاكمة التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، فهو أنا، لا أعرف ما هو الأمر، ولكننى أهتم بجوني ديب كممثل".

 

اليوم السابع المصرية في

15.05.2024

 
 
 
 
 

هيئة الأفلام تعزز حضور السينما السعودية في مهرجان كان

الهيئة تنظم ندوات حوارية تتناول فيها أحدث تطورات الفن السابع، من بينها ندوة "خارطة الطريق إلى السوق السعودي".

الرياض – تشارك هيئة الأفلام السعودية في مهرجان كان السينمائي بدورته السابعة والسبعين التي تنعقد حتى الخامس والعشرين من مايو الجاري، وتتمثل المشاركة في تنظيم جناح للمملكة، بحضور شركاء قطاع الأفلام في المملكة.

وتهدف المشاركة إلى تعزيز حضور قطاع الأفلام السعودي في المحافل العالمية، وتسليط الضوء على الثراء الثقافي والسينمائي، وتعزيز فرص التواصل والتعاون، وتقديم الرؤى المتنوعة في عالم صناعة الأفلام، إضافة إلى الاحتفاء بالمواهب السعودية والقصص المحلية، وذلك في إطار سعي المملكة لأن تكون وجهة عالمية لصناعة الأفلام.

وتنظم هيئة الأفلام عددا من الندوات الحوارية على هامش المهرجان، تتناول فيها أحدث تطورات الفن السابع، حيث سيتم تناول عدد من المواضيع مثل “تجربة صناعة الأفلام في الأسواق الناشئة”، و”الصحة النفسية والرفاهية في قطاع السينما” و”جلسة مع فريق فيلم نورة” و”خارطة الطريق إلى السوق السعودي”، إلى جانب تنظيم برامج وفعاليات على هامش المهرجان تهدف إلى التواصل مع خبراء القطاع الدوليين المشاركين في المهرجان مع الوفد السعودي من الهيئة وصناع الأفلام، وتعزيز حضور قطاع السينما السعودي في أحد أكبر الأسواق العالمية.

وفي المشاركة السعودية الأولى بتاريخ المهرجان، يشارك ضمن مسابقة “نظرة ما” في المهرجان، الفيلم السعودي “نورة” للمخرج توفيق الزايدي، المدعوم من هيئة الأفلام عبر “ضوء لدعم الأفلام” الذي تم تصويره بالكامل في منطقة العلا في المملكة.

يحاول الفيلم البحث في علاقة الإنسان السعودي بالفن، وفهمها، انطلاقا من إيمان المخرج الزايدي بأن للفن قدرة عجيبة على مخاطبة العقل دون أي تدخل خارجي. وتدور أحداثه في قرية نائية في السعودية خلال التسعينات من القرن الماضي، حيث تقضي نورة معظم وقتها بعيدا عن عالم القرية حتى يصل نادر، المعلم الجديد، إلى تلك القرية فيلتقي نورة التي تلهمه وتوقظ موهبته وشغفه بالفن، في المقابل يقدم نادر لنورة عالما أوسع من الاحتمالات خارج القرية، وتدرك أنه عليها الآن ترك عالمها بعدما تكتشف أن نادر ليس فقط مدرسا جديدا في القرية.

وتأتي مشاركة هيئة الأفلام في مهرجان كان السينمائي 2024 امتدادا للنجاح الذي حققه الجناح السعودي في المهرجان العام الماضي، وضمن سياق مشاركتها بالمحافل السينمائية الدولية، مما يجسد التزام الهيئة بتطوير المشهد السينمائي المحلي، إلى جانب تحفيز وتمكين صناع الأفلام السعوديين، وتبادل الخبرات والتجارب، بما يقود إلى تطوير البيئة الداعمة لصناعة الأفلام.

ويضم الجناح السعودي الواقع في القرية الدولية مجموعة من أهم الجهات المحلية في قطاع السينما، ومن بينها صندوق التنمية الثقافي، ووزارة الاستثمار، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، وإدارة فيلم العُلا، وشركة نيوم، ومهرجان أفلام السعودية. كما يضم الوفد المشارك مجموعة من المواهب السعودية الواعدة في صناعة الأفلام التي أنهت إنتاج أعمالها الطويلة مؤخرا، وأسهمت في تطوير ثقافة صناعة الأفلام المحلية. كما عملت الهيئة هذا العام على توفير جناح خاص لشركات القطاع الخاص في المملكة بهدف تمكينها وتوسيع نطاق أعمالها دوليا.

 

العرب اللندنية في

15.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004