ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان كانّ السينمائي الـ77:

حضور عربي ضعيف

كان – محمد هاشم عبد السلام

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

انطلقت مساء الثلاثاء الماضي في 14 مايو/ أيار فعاليات الدورة الـ77 لـمهرجان كانّ السينمائي الدولي المُستمرة حتى يوم 25 من الشهر نفسه، بعد مراسم افتتاح مُعتادة، حيث جرى التعريف بلجنة تحكيم “المُسابقة الرئيسية”، التي يتنافس فيها 22 فيلمًا، وتترأسها هذا العام المُمثلة والمُخرجة الأميركية جريتا جريويج، وأيضًا منح المُمثلة الأميركية المُخضرمة ميريل ستريب “السعفة الفخرية” للمهرجان تكريمًا لها ولمسيرتها السينمائية الحافلة، سلمتها لها المُمثلة الفرنسية المعروفة جولييت بينوش. وعقب حفل الافتتاح والاحتفاء بميريل ستريب، عُرض الفيلم الفرنسي الكوميديالفصل الثاني للمخرج كُنتان دوبيو.

ينتمي فيلم “الفصل الثاني” إلى نوعية الكوميديا الفلسفية، التي تحاول طرح ومناقشة عدد من الأفكار والموضوعات الراهنة، سياسيًا واجتماعيًا وإنسانيًا، دفعة واحدة، من خلال أربع شخصيات رئيسية تعاني وتحاول بذل أقصى جهدها للقيام بأدوارها السينمائية المعهودة إليها في فيلم قيد التنفيذ، يُخرجه الذكاء الاصطناعي. وذلك في خلط واضح وصريح ومُتعمد بين الواقع والخيال، الحقيقي والزائف.

يتناول “الفصل الثاني”، الذي تدور أحداثه في مكان وزمان غير مُحددين، رغبة فلورنس (ليا سيدو) في تقديم حبيبها ديفيد (لويي جاريل) المُغرمة به إلى والدها غيوم (فينسنت لاندون)، إلا أن ديفيد المُنزعج من مُلاحقة فلورنس له، ولا يشعر بانجذاب نحوها، يُريد من صديقه، غريب الأطوار ويلي (رافائيل كوينار) أن يتعرف عليها ويُصادقها. بعد مشهدين افتتاحيين طويلين، وحوارات لا تتوقف، يشرح فيها ديفيد طبيعة العلاقة لصديقه ويلي، وتقنع فيها فلورنس والدها غيوم بضرورة مُقابلة حبيبها وتقبل علاقتهما، تجتمع الشخصيات الأربع في مطعم “الفصل الثاني” لأول مرة، وجهًا لوجه، لتتعقد الأمور وتتأزم علاقاتها المُضطربة أصلًا.

من ناحية أخرى، افتتحت مساء يوم 15 الجاري، فعاليات مُسابقة “نظرة خاصة”، المُسابقة التالية في الأهمية لـ”المُسابقة الرئيسية” وتتنافس فيها الأفلام الأولى، أو الثانية، للمخرجين والمخرجات، بعرض الفيلم الرومانسي الإنساني الدافئ “عندما ينكسر الضوء” للمخرج الآيسلندي رونار رونارسون. سبق عرض الفيلم، ربما لأول مرة في تاريخ التظاهرة، حضور رئيسة المهرجان إيريس وبلوك، والمدير الفني تيري فريمون، لتقديم وعرض فيلم قصير بعنوان “أنا أيضًا” للمُخرجة جوديث جودريتش، لحركة “أنا أيضًا”، أو “مي تو”، يدعو لمُناهضة الاغتصاب!
في “عندما ينكسر الضوء”، نرى كيف تُصارع المُراهقة أونا (إيلين هال) مع مشاعر الصدمة المُباغتة التي ألمّت بها بعد وفاة حبيبها ديدي (بالدور إينارسون)، وزميلها في الفرقة المُوسيقية إثر حادثة فاجعة. المُثير أن العلاقة بينهما لم تكن مُعلنة للجميع. وفوق ذلك، كان على أونا أن تخفي مشاعرها وتتعامل مع من حولها بطبيعية، خاصة أمام كلارا (كاتلا نيالسدوتري)، رفيقة ديدي التي كان على وشك الانفصال عنها قبيل وفاته، ومصارحته لها بحبه لأونا، ورغبته في الارتباط بها لأنه منجذب إليها
.

الفيلم المُنتظر

يعود الأميركي المُخضرم فرانسيس فورد كوبولا بفيلمه الضخم “ميغالوبوليس” إلى مُسابقة المهرجان بعد 45 عامًا من حصوله على “السعفة الذهبية” الثانية له عن فيلم “القيامة الآن” (1979). سبقتها أوّل “سعفة ذهبية” له عن فيلمه “المُحادثة” (1974).

بلغت مُيزانية “ميغالوبوليس” 120 مليون دولار، ومن بين أبطاله آدم درايفر، وجون فويت، ولورنس فيشبرن، وشيا لابوف، وداستن هوفمان.

الفيلم الذي انتظر الجميع عرضه مساء أمس الخميس 16 مايو/ آيار، ويُعرض في نسختين، واحدة في “آيماكس” بمجمع الصالات الضخم بعيدًا عن قاعات المهرجان، ونسخة أخرى عادية في أماكن العرض المعتادة، هو المشروع الذي يُخطط له كوبولا منذ الثمانينيات، وأجهض تنفيذه مرات عدة، منها غداة أحداث 11 سبتمبر/ أيلول. هذه المرة، مَوَّلَ كوبولا الفيلم بنفسه من ثروته التي جناها من تجارة النبيذ. فيه، على حد قوله، وضع خلاصة ما تعلمه في السينما منذ مُراهقته، والمُفترض أننا سنشهد ذروة أسلوبه وطموحه الفني والفكري. فهل يتسنى هذا لكوبولا وهو في عمر الـ84؟

مع هذه العودة، الجميلة والمُفاجئة، للحضور “الكاني” وعُشاق السينما قاطبة، يتساءل المرء، أكان ثمة داع لأن يعود كوبولا للمُنافسة أو المُزاحمة في مُسابقة المهرجان، أو كان من الأفضل له أن ينأى بنفسه عن المزاحمة، لكونه صار أكبر من الجائزة نفسها؟ من ناحية أخرى، تُثار أسئلة أخرى حول الطموح الفني، والأنا، ونرجسية المُبدع، وغيرها، تصب في النهاية حول أسباب ألا يطمح كوبولا ليكون أول من يقص الشريط ويُدشن نادي أصحاب “السعفة الثلاثية”، أو الحاصلين عليها لثلاث مرات؟

على أية حال، سواء فاز كوبولا “بسعفة ذهبية” ثالثة، وسَطَّر اسمه لأول مرة في التاريخ بـ”هاتريك” مُستحق، أو خرج من دونها، فسوف تظل هذه الدورة، بصرف النظر عن مستواها وتقييمها على مُختلف المُستويات الفنية، هي الدورة التي مثَّلَت عودة العملاق الأميركي الكبير إلى “الكروازيت”، ومُسابقة “كانّ” بعد 45 عامًا، وغياب لأكثر من عقد عن الإخراج السينمائي. ستظل هذه الدورة خالدة في الأذهان تحت عنوان: “دورة كوبولا”، أو “دورة عودة كوبولا”.

مُشاركات عربية

من دون مُبالغة، يمكن وصف المُشاركة العربية ضمن فعاليات مهرجان “كانّ” هذا العام بالباهتة. وذلك مُقارنة بالعام الماضي مثلًا، إذ شاركت في أغلب أقسام المهرجان مجموعة من الأفلام المُهمة والرائعة والمُتميزة جدًا، القصيرة والطويلة، بلغت تقريبًا 15 فيلمًا، أو أكثر. بداية من “المسابقة الرئيسية” للمهرجان، وانتهاء بأفلام الطلبة. ناهيك عن المُشاركة في لجان التحكيم المُختلفة.

هذا العام، لا تقترب المُشاركات من مثيلتها في العام الفائت، حيث الغياب الملحوظ للأفلام الروائية الطويلة! ما يطرح علامات استفهام لا نهائية حول عشوائية المُشاركات العربية، المُتذبذبة من عام لآخر في مُختلف المهرجانات الدولية. وإن كانت هذه هي حال المُشاركات العربية في “كانّ”، وبعد حضور لا يكاد يُذكر أبدًا في مهرجان “برلين السينمائي الدولي” في فبراير الماضي، فإن الأمور لا تُبشر بالخير فيما يتعلق ببقية المهرجانات الدولية، خاصة مهرجان “فينيسيا السينمائي الدولي” بعد أشهر قليلة. المُثير في الأمر أن هذا التراجع يأتي رغم الدعم المُقدم من جهات عدة، على رأسها مُؤسسة الدوحة، وصندوق ومهرجان البحر الأحمر، ومهرجان الجونة، وميتافورا، وآفاق، وغيرها.

بداية، لا يوجد فيلم واحد ناطق باللغة العربية، أو يتناول موضوعًا عربيًا، داخل “المُسابقة الرئيسية” هذا العام. حتى فيلم المُخرج الجزائري الأصل، كريم عينوز، غير عربي. الفيلم برازيلي تمامًا، قلبًا وقالبًا، وناطق بالبرتغالية. ولولا إضافة اسم المخرجة اللبنانية نادين لبكي إلى عضوية لجنة التحكيم لما كان للحضور العربي من ذكر في ما يتعلق بالمسابقة. أما في قسم “نظرة ما”، والذي شهد في السنوات الماضية مُشاركات جادة ولافتة ومتميزة، أهلتها لانتزاع جوائز غير مُسبوقة في هذه التظاهرة، فليس فيه هذا العام سوى الفيلم السعودي “نورة” لتوفيق الزايدي، والفيلم الصومالي “القرية المُجاورة للجنَّة” لمحمد هراوي. ويشترك الفيلمان في كونهما أول سعودي وصومالي يُعرضان في فعاليات مهرجان “كانّ” على الإطلاق، وفي هذا القسم العريق الذي تأسس عام 1978.

نورة” هو الروائي الأول الطويل لتوفيق الزايدي، بطولة ماريا بحراوي، التي تقوم بدور شابة يتيمة أمية تعيش في قرية نائية، وتواجه تحديات زواج مدبر. يشاركها البطولة يعقوب فرحان، في دور رسَّام فاشل ترك الرسم وتحول إلى مدرس، يلعب دوره يعقوب الفرحان، ويساعد الفتاة الصغيرة على تحقيق أمنياتها في بيئة ريفية قمعية. كان الفيلم قد فاز بالجائزة الأولى في مسابقة للأفلام التي تنظمها هيئة الأفلام السعودية، ثم شارك في مسابقة الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، وفاز بجائزة أفضل فيلم سعودي. الفيلم هو أول فيلم روائي طويل سعودي مُصَوَّر بالكامل في “مدينة العلا”.

أيضًا، الفيلم الصومالي “القرية المجاورة للجنة”، من تأليف وإخراج محمد هراوي، هو أول فيلم يُعرض في مهرجان “كانّ” مُصَوَّر بالكامل في الصومال. تدور الأحداث حول عائلة تُواجه تحديات في تحقيق أهدافها الفردية، ومُواجهة تعقيدات الحياة الحديثة، مع تسليط الضوء على مشاعر الحب والثقة والمرونة، ودورها المحوري في توجيه مسار الشخصيات. الفيلم بطولة أكسمن كالي، وفاراكس كاناب، وأكسميد إبراهيمين، وأحمد محمود صلبان.

يُذكر أن هذه التظاهرة التي يشارك فيها 18 عملًا هذا العام، من بينها 8 أفلام أولى، ويترأسها الممثل والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الكندي كزافييه دولان، تشارك في عضويتها المخرجة وكاتبة السيناريو المغربية أسماء المدير.

العروض الأولى والأفلام القصيرة

تشهد تظاهرة “العروض الأولى”، ضمن 6 أفلام تُعرض فيها، جديد المغربي نبيل عيوش، “الكل يُحب تودة”. وذلك، بعد آخر مُشاركة له قبل عامين بفيلم “عَلِّي صوتك”.

يروي فيلم عيوش الجديد قصة سيدة تُحارب من أجل ضمان مُستقبل أفضل لابنها الأصم الأبكم. الفيلم بطولة نسرين الراضي. أما أفلام “كانّ” القصيرة فخلت هي الأخرى من أي مُشاركة عربية، باستثناء إسناد رئاسة لجنة التحكيم إلى المُمثلة المغربية لبنى أزابال.

نصف شهر المخرجين

أما في تظاهرة “نصف شهر المُخرجين والمُخرجات”، أو “أسبوعا صُنَّاع السينما”، بعد التعديل الأخير للاسم، فتشهد عرض الفيلم الروائي الطويل الثاني للمصرية هالة القوصي، بعنوان “شرق 12”. تدور أحداث الفيلم في إطار من الفانتازيا الساخرة في عالم مُغلق خارج الزمن، يتمرد فيه المُوسيقار الشاب “عبده” على “شوقي البهلوان” الذي يُدير المكان بخليط من العبث والعنف، و”جلالة” الحكاءة التي تخفف عن الناس بحكايات خيالية عن البحر الذي لا يعرفه أحد، ويخطط “عبده”، مستعينًا بموهبته مع الشابة “ننة”، لكسر قبضة “شوقي”، ونيل الحرية في عالم أرحب. بهذا الفيلم تعود مصر إلى مُسابقة التظاهرة بعد 33 عامًا تقريبًا من عدم المُشاركة.

يُذكر أن الفيلم تم تصويره على خام 35 مم “ألوان”، و16 مم “أبيض وأسود”، في تجربة مُماثلة لفيلمهما السابق القصير “لا أنسى البحر”، وهي من التجارب الفريدة والقليلة في السينما المصرية والعربية، حيث لا يتم التجريب عادة في استخدام الخام الفيلمي، والدمج بين الألوان والأبيض والأسود، أو بين نوعين للفيلم الخام. وذلك لأمور عدة، من أبرزها الاحترافية الشديدة المطلوب تنفيذها من جانب المُخرج ومُدير التصوير، وتكلفة الخام نفسه وتوفره، ناهيك عن تكاليفه، ومخاطره، وصعوباته الكثيرة. ما يتطلب كثيرًا من الانضباط والصرامة والدقة، مُقارنة باستخدام الوسيط الرقمي مثلًا.

كما يُعرض، أيضًا، في التظاهرة نفسها الفيلم الفلسطيني “إلى أرض مجهولة”، لمهدي فليفل. يروي الفيلم قصة لاجئيْن فلسطينييْن من مُخيم “عين الحلوة” في لبنان تقطعت بهما السُبل في أثينا، خلال مُحاولتهما الهرب إلى شمال أوروبا. يقع الصديقان في خديعة يفقدان إثرها المبلغ المالي المُخصص للهجرة، لينجرفا في سلسلة من الأحداث غير المُتوقعة لاسترجاع المبلغ. كان فليفل قد قدَّمَ عددًا كبيرًا من الأفلام الوثائقية والتسجيلية القصيرة اللافتة، مُنذ أن بدأ مسيرته السينمائية قبل 20 عامًا، ومن أهم أعماله “عالم ليس لنا”، و”رجل يغرق”، و”إلى أرض مجهولة”، وهو أول أفلامه الروائية الطويلة.

ويشارك في مسابقة الأفلام القصيرة ضمن هذه التظاهرة الجزائري الفرنسي “بعد الشمس” لريان مسيردي، واللبناني “طهر” إخراج ليا صقال.

أسبوع النقاد

في تظاهرة “أسبوع النُقاد” التي تُنظمها جمعية النُقاد في فرنسا، يُعرض الفيلم المصري “رفعت عيني للسما”، من إخراج ندى رياض، وأيمن الأمير. الفيلم تدور أحداثه عبر قصص 3 مُراهقات ومُتابعة حلمهن في عالم الفن. بين حكاية “ماجدة” التي تحلم بالسفر إلى القاهرة لدراسة المسرح لتُصبح ممثلة، وحكاية “هايدي” التي تحلم بأن تصبح راقصة باليه، وحلم “مُونيكا” أن تصبح مُغنية مشهورة.

ضمن قسم “عروض خاصة”، يُعرض الفيلم المغربي “عبر البحر” لسعيد حميش بن العربي. يتناول الفيلم قصة الشاب “نور” (27 عامًا)، الذي هاجر بطريقة غير شرعية إلى مرسيليا. يكسب عيشه مع أصدقائه من العمل كتاجر صغير، ويعيش حياة احتفالية غير تقليدية. لقاء نور مع الشرطي الكاريزمي “سيرج”، وزوجته “نويمي”، يقلب حياته رأسًا على عقب. يرصد الفيلم محاولات “نور”، من عام 1990 إلى عام 2000، لمُغالبة الصعاب والنضج والتمسك بأحلامه. وفقًا للمُخرج، يدور الفيلم حول “مُوسيقى الراي، والحب والصداقة”، مُشيرًا بشكل خاص إلى الراي باعتباره بطلًا مُهمًا في الفيلم.

سيكون فيلم ختام “أسبوع النقاد”، بعنوان “أنيمال” للمُخرجة وكاتبة السيناريو الجزائرية الفرنسية إيما بينستان، ويُعرض خارج المُنافسة. الفيلم بطولة عليا عمامرة، المُمثلة المغربية الفرنسية الواعدة. تدور أحداث الفيلم في منطقة “كامارج” بفرنسا، حول الشابة نجمة، التي تتدرب للمُشاركة والفوز في بطولة لمُصارعة الثيران، يُهيمن عليها الذكور. لكن الأمور تنحرف بعد أن ينطلق ثور هائج ويتسبب في حوادث قتل غامضة للشباب في الجوار، ما يُرعب المُجتمع.

أفلام الطلبة

ضمن القسم المُخصص لعرض الأفلام القصيرة، من تنفيذ طلاب معاهد ومدارس السينما حول العالم، يُشارك “رجل الراب” للبناني يوحنا عبد النور، و”سن الغزال” للفلسطيني سيف حماش.

 

الـ cinarts24  المصرية في

18.05.2024

 
 
 
 
 

الخيمة السعودية تجمع كل العرب بمهرجان كان السينمائي الـ 77

ندوات وحوارات بين الشركات السعودية وكبريات الشركات السينمائية العالمية

كان (جنوب فرنسا) - سعد المسعودي

تحول الجناح السعودي المشارك في مهرجان كان السينمائي إلى مركز للقاء كبار صناع السينما في العالم من مخرجين ونجوم وكتاب سيناريو ونقاد وتقنيين من مختلف أنحاء العالم، لاسيما أن المملكة العربية السعودية تشارك هذا العام ولأول مرة في تاريخ المهرجان السينمائي الذي يحتفل بدورته الـ77 بفيلم "نورة" ضمن مسابقة "نظرة ما"، وهي مسابقة مهمة يتنافس بها كبار المخرجين في العالم.

كما تشهد الخيمة السعودية حراكا سينمائيا لافتا، حيث تشارك الحكومة والمؤسسات والهيئات السينمائية الأخرى كهيئة الأفلام ومؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي وشركة أفلام العلا، وجهات أخرى تعمل على ترويج صناعة السينما السعودية، والمساعدة على استخدام الطرق العلمية الصحيحة للدفع بعجلة النهوض بالسينما السعودية التي اهتمت كثيرا بإيفاد الشباب المهتم بصناعة السينما من مخرجين وكتاب سيناريو وتقنيين لدفع عجلة الصناعة السينمائية في قطاع الأفلام السعودية.

ندوات وحوارات بين الشركات السعودية وكبريات الشركات السينمائية العالمية

وتنظم هيئة الأفلام السعودية مجموعة من الندوات والجلسات الحوارية، منها جلسات يوم الخميس بعنوان "تجربة صُنّاع الأفلام في الأسواق الناشئة"، بمشاركة المنتج السعودي أيمن خوجة، والمخرج السعودي حمزة جمجوم، ومن زامبيا المخرجة رونغانو نيوني، والمخرج الصومالي مو هراوي، ومن الفلبين مديرة أستوديوهات كروما للترفيه، كما ستعقد جلسة ثانية تحت عنوان "صور في السعودية"، وتم عرض أهم الأماكن الجميلة التي يمكن استغلالها لأجواء التصوير السينمائي لطبيعة السعودية بمناظر الجبال والمناطق الشاطئية والعلا ونيوم وغيرها .

كما ستعقد ندوات أخرى طوال أيام المهرجان، منها يوم 17 مايو لهيئة الأفلام بعنوان "التواصل السعودي في منطقة بلاج ديس بالم"، كما ستعقد جلسة حوارية يوم 19 مايو عن "الصحة النفسية والرفاهية في قطاع السينما برعاية بيئة عمل صحية"، في منطقة سكرين تراس.

وتختتم هيئة الأفلام نشاطها يوم 20 مايو بحفل استقبال في الخيمة السعودية لمدة ساعتين بمشاركة منتدى الأفلام السعودية والشركات السينمائية العالمية .

4 مشاريع لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر

كما كشفت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي عن عرض 4 مشاريع مدعومة من قبل المؤسسة، ضمن عروض الدورة الحالية من المهرجان، وهي: فيلم "نورة" إخراج توفيق الزايدي، وهو أول فيلم سعودي يشارك في المسابقات الرسمية للمهرجان، حيث يُعرض ضمن قسم "نظرة ما".

الفيلم السعودي نورة نظرة ما

"نورة" هو أول فيلم سعودي يتم تصويره كاملاً في مدينة العلا، وسبق عرضه ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ونال جائزة أفضل فيلم سعودي في المهرجان.

وتدور أحداثه في فترة التسعينيات من القرن الماضي، حول "نورة" فتاة طموحة وحالمة، تحبُّ الحياة والفن، رغم عدم توفُّر الفرص الفنية المتاحة أمامها، وتتعرَّف خلال الأحداث على المعلم "نادر" الذي يأتي من المدينة، ويكشف لهم أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتواصل، وهو بطولة يعقوب الفرحان، وماريا بحراوي وعبد الله السدحان.

جُمانا الراشد ومحمد التركي في افتتاح مهرجان كان

كما يُعرض ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، الفيلم المصري "رفعت عيني إلى السماء" إخراج ندا رياض وأيمن الأمير، و"إلى أرض مجهولة" إخراج مهدي فليفل، و"أنيمال" للمخرجة إيما بينستان، إذ أبدت المؤسسة فخرها واعتزازها بدورها في تمويل ودعم هذه الأعمال التي وصفتها بـ"الاستثنائية".

كما جدد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، تعاونه مع مجلة فانيتي فير-أوروبا، باستضافته مبادرة "المرأة في السينما"، التي ستقام على هامش الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي، وسيتم تكريم 6 نساء، من بينهن أسيل عمران وأضوى فهد.

أسيل عمران، هي ممثلة ومغنية شهيرة، برزت منذ عام 2007. امتدّت مسيرتها الفنّية لتشمل العديد من أعمال الدراما، مثل مسلسل "غرابيب سود" على نتفليكس، و"قابل للكسر"، و"أكون أو لا"، بالإضافة لفيلم "ماذا لو؟" في مجال السينما، فضلاً عن نجاحها في المسرح الموسيقي، كما تُعد أول ممثلة سعودية تظهر في السينما المصرية.

أما أضوى فهد، فدخلت عالم التمثيل في 2019، حيث شاركت في العديد من الأفلام، منها فيلم "بين الرمال" الذي عُرض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2022، ففي رصيدها الفني 12 فيلماً مختلفاً بجانب عدد من المسلسلات التلفزيونية.

 

العربية نت السعودية في

18.05.2024

 
 
 
 
 

فرانسيس فورد كوبولا.. وتسليط الضوء على ما يحدث في العالم

البلاد/ طارق البحار

شارك المخرج القدير فرانسيس فورد كوبولا أفكاره حول نظام الاستوديو الحالي خلال المؤتمر الصحفي لمهرجان كان السينمائي لملحمته الممولة ذاتيا "Megalopolis"، قائلا إنها قد لا تكون موجودة لفترة أطول، وأضاف: "أخشى أن صناعة السينما أصبحت أكثر من مسألة أشخاص يتم توظيفهم للوفاء بالتزامات ديونهم لأن الاستوديوهات غارقة في ديون كبيرة وكبيرة، والمهمة ليست صنع أفلام جيدة، المهمة هي التأكد من أنهم يدفعون التزامات ديونهم“، قال كوبولا ردا على سؤال من فاريتي "من الواضح أن الشركات الجديدة مثل Amazon و Apple و Microsoft، لديها الكثير من المال ، لذلك قد تغيب الاستوديوهات التي عرفناها لفترة طويلة“.

كما انحرفت الصحافة إلى السياسة، حيث سئل كوبولا عما إذا كان الفيلم تعليقا على دونالد ترامب، مما دفعه إلى مشاركة أفكاره حول الوضع الحالي للسياسة الأميركية.

وقال كوبولا: "رجال مثل دونالد ترامب ليسوا مسؤولين في الوقت الحالي، ولكن هناك اتجاه يحدث في العالم نحو تقليد أكثر يمينية جديدة، وحتى فاشية، وهو أمر مخيف لأن أي شخص كان على قيد الحياة خلال الحرب العالمية الثانية رأى الفظائع التي حدثت ولا نريد تكرار ذلك، لذا مرة أخرى، أعتقد أن دور الفنان والأفلام هو تسليط الضوء على ما يحدث في العالم.“

كانت مراجعات "Megalopolis" مختلطة، حيث كتب كبير الناقد السينمائي في Variety بيتر ديبروج أن الفيلم "مذهل بشكل إيجابي في بعض الأماكن وفقير في أماكن أخرى، حتى تتراجع وتحاول استيعاب كل شيء".

يحاول كوبولا صنع فيلم "Megalopolis" منذ عقود، وفي النهاية استخدم 120 مليون دولار من أمواله الخاصة من إمبراطورية النبيذ الخاصة به لإنتاج الفيلم، وأحاط الجدل بالفيلم في الفترة التي سبقت عرضه الأول، حيث جعلت نفقاته والردود الصامتة على العروض المبكرة من الصعب تأمين التوزيع.

كما زعم تقرير لصحيفة الجارديان حدوث فوضى في موقع التصوير، بما في ذلك سلوك كوبولا تجاه النساء، والذي يزعم أنه يتضمن محاولة تقبيل الكومبارس "لجعلهم في مزاج" لمشهد ملهى ليلي، ولم يرد كوبولا على الادعاءات، لكن المنتج التنفيذي المشارك دارين ديميتر دافع عن المخرج في بيان لصحيفة الجارديان، قائلا إن كوبولا قبل بعض الإضافات على خده بطريقة ودية ولكن لم يعبر له أحد على الإطلاق أن سلوك كوبولا جعلهم غير مرتاحين.

يمثل فيلم "Megalopolis" أول فيلم للمخرج البالغ من العمر 85 عاما منذ أكثر من عقد، منذ فيلم "Twixt" عام 2011، ويتبع المهندس المعماري سيزار كاتيلينا (ادام درايفر)، الذي بعد حادث يدمر مدينة نيويورك، يعمل على إعادة بنائها كمدينة فاضلة مستدامة، ويتحدى العمدة الفاسد فرانكلين شيشرون (إسبوزيتو) سيزار ويريد التمسك بالوضع الراهن، لكن ابنته جوليا (ناتالي إيمانويل) تحول من ذلك.

 

####

 

كان: فيلم فرانسيس فورد كوبولا Megalopolis يحظى بحفاوة بالغة

البلاد/ طارق البحار

عرض فيلم الخيال العلمي الملحمي Megalopolis أو "المدن الكبرى" لفرانسيس فورد كوبولا الذي طال انتظاره والذي نوقش كثيرا ليلة الخميس في مهرجان كان السينمائي، واستقبل بحفاوة بالغة لمدة 10 دقائق داخل مسرح جراند لوميير، حيث عانق كل من نجومه الرئيسيين - من بينهم ناتالي إيمانويل وآدم درايفر وأوبري بلازا وجيانكارلو إسبوزيتو - وألقى قبعته على الحشد المبتهج.

وفي نهاية المطاف، قاطع كوبولا، الذي فقد زوجته إليانور الشهر الماضي، التصفيق ليأخذ ميكروفونا ويقدم أفراد عائلته الذين كانوا معه، بما في ذلك ابنه رومان كوبولا وشقيقته تاليا شاير، وكلاهما عمل في الفيلم. ثم قال عن معاونيه الآخرين في الفيلم: "كانوا جميعا عائلتي. وفي الواقع، كما يقول “شخصية درايفر” سيزار في الفيلم، "نحن جميعا عائلة واحدة”.

وأضاف المخرج: "أهم شيء لدينا، أجمل كلمة أعتقد أنها في أي لغة، هي الأمل, وهذا ما أهدي إليه هذا الفيلم, الأمل والأطفال أجعلوا العالم اكثر صفاء للأطفال".

وكان من بين الشخصيات البارزة التي حضرت العرض ريتشارد جير، الذي عانق كوبولا قبل بدء الفيلم، بالإضافة إلى نجم تشالنجر مايك فايست وهانز زيمر.

وكانت آخر مرة شارك فيها كوبولا (85 عاما) في مسابقة مهرجان كان قبل 45 عاما بعنوان "نهاية العالم الآن" الذي حصل عنه على السعفة الذهبية للمرة الثانية بعد خمس سنوات من فوز فيلم "المحادثة" به.

مثل نهاية العالم الآن ، جاء Megalopolis يعد أن كان كوبولا يتحدث عن المشروع منذ عقود، وضخ 120 مليون دولار من ماله الخاص فيه.

ويعتمد الكثير على استقبال الفيلم في مهرجان كان، خصوصا وان هذا الأسبوع في المهرجان، تم بيع حقوق توزيع الفيلم للعديد من المناطق الأوروبية، لكنها لم تجد بعد موزعا أميركيا بعد.

بغض النظر عما يحدث، يمكن لكوبولا أن يقول إنه فعل ذلك بطريقته، كما افتتح الناقد السينمائي الرئيسي في هوليوود ريبورتر ديفيد روني مراجعته للفيلم، "الشخصية في Megalopolis التي لعبها آدم درايفر بشغف مثالي، سيزار كاتيلينا، هي عبقري ذو رؤية عازمة على إنقاذ مدينة نيويورك من خلال بناء مستقبل طوباوي، وإزاحة الطبقة الحاكمة النخبة في هذه العملية بحسب موقع hollywoodreporter، من نواح كثيرة، تبدو مهمة سيزار النبيلة والأنانية على حد سواء، انعكاسا مباشرا للتصميم العنيد لفرانسيس فورد كوبولا على إنتاج هذا الفيلم بأي ثمن".

 

####

 

نبيل عيوش في "الكل يحب تودا" يحتفي بفن العيطة والمرأة المغربية

البلاد/ عبدالستار ناجي

يحتفي المخرج المغربي نبيل عيوش في أحدث اعماله السينمائية ( الكل يحب تودا ) بفن العيطة وايضا المرأة المغربية الي ظلت تمثل نسبة عالية من الجدل ولربما الخلل في النسبة الاكبر من اعماله السينمائية حتى رغم حضورها الطاغي، ولكنها هنا في فيلمه الذي عرض في تظاهرة (كان بريمير – كان الاول) نسبة الى العروض الاولية للفيلم وهي المرة الاولى التي يعرض بها فيلم مغربي وعربي في مثل هذه التظاهرة التي تأتي ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته ال 77 لعام 2024 .

يأخذنا الفيلم الذي تعاون في كتابته نبيل عيوش مع زوجته المخرجة والممثلة المغربية مريم توزاني الى حكاية ( تودا ) العاشقة لفن العيطة المشبع بالألم والحنين والبوح، والتي درجت على الغناء في الافراح والمواسم الشعبية وهي تحلم دائما بان تصبح (شيخة) نسبة الى شيخات غناء العطية والفنون الشعبية .

رحلة مقرونه بالألم والتعب والتحديات اولا على صعيد اعاله طفلها المعاق على صعيد النطق والذي تضطر ان يذهب لاحدى المدراس العامة حيث يتنمر عليه زملاءه واقرانه، بينما تظل (تودا) مشغولة في العمل الليلي في الاندية والمرابع الصغيرة حيث يتصورها الجميع (جسدا) بينما ترفض هي هذا الامر جملة وتفصيلا، مصره على ان تقدم نفسها كمطربة لهذا الفن الرفيع والعريق .

تتعرض في جملة المراحل الى تمر بها الى التحرش بكافة انواعها تارة، والاغتصاب تارة اخرى، حتى المحطة الاخيرة حينما تنتقل للإقامة في الدار البيضاء الا ان معادلة الاغراءات والتحرش تظل حاضرة، وهي في المقابل تظل تمارس رفضها الذي يفقدها مكان عملها في نهاية مفتوحة على كافة الاحتمالات اقلها العودة الى مستنقع الفقر والعازة .

بخط متوازي هنالك منطقة جديدة في اشتغالات المخرج نبيل عيوش يتجاوز من خلالها (المنهج) التقليدي الذي عرف من خلاله حيث الموضوعات المثيرة للجدل بالذات تلك التي تتعلق بالمرأة ويبدو ان حضور رفيقة دربة مريم توزاني خلق حالة من التوزان بين الاشكال والنمطيات التي عرف بها والتي باتت كليشيهات ومن بينها مشهد الاغتصاب الاول وبعده مباشرة مشهد الجنس مع رجل الامن . ولكن هذا لا يمنع من وجود مشهديات كتبت بعناية وذات دلالات بعيدة، مثل مشهد المزج بين العيطة والاذان حيث القدسية المشتركة والحرمة العالية وقد تألقت الممثلة الرائعة نسرين الراضي في جملة المشاهد بالذات هذا المشهد ومشهد الصعود بالمصعد لتقديم الحفل في كازبلانكا مع الاشارة في عمق المشهد الى مسجد الحسن الثاني (رحمه الله).

ثم هناك مشهد الاتصال الهاتفي مع والدتها والتي تحول الهاتف الى ابنها (ياسين) الذي لا يجيد الحديث الى ببعض المفردات المتداخلة لتأتي ردة فعل تودا التي تحمل الاشتياق وعاطفة الامومة الجياشة .

في الفيلم الكثير من البحث في فن العيطة على صعيد المفردة واللحن والايقاع خصوصها تلك المشاهد التي جمعت تودا مع عازف الكمان والجملة اللحنية التب راحت تتكرر أكثر من مرة .

عانى فيلم (الكل يحب تودا ) من بعض الاشكاليات في المونتاج ( نيكولا رومبيل وياسر همامي) على صعيد الربط وايقاع المشاهد رغم كمية المشاهد التي حفل بها الفيلم والذي يتطلب جلسة معمقة من قبل فريق العمل لإعادة النظر في المونتاج بشكل يجعل الفيلم اكثر تماسكا.

مسيرة المخرج نبيل عيوش تعود للعام 1998 من خلال فيلم (مكتوب) مرورا بعدد من الاعمال السينمائية المثيرة للجدل والمشاكسة ومنها (علي زيوا ) 2000 وغيرها مثل (ارضي) و (خيل الله) و(ليس حبا) وصولا الى (رضية) 2017 . واليوم يأتي فيلم (تودا) .

ويبدو ان (تودا) حاضرة هذا العام بقوة في الفنون المغربية فبعد (تودا) للمخرج المسرحي الامين ناسور والتي حصدت جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي يأتي فيلم (الكل يحب تودا) لنبيل عيوش الذي يتنقل الى منطقة اضافية في تجربة تحمل الاحتفاء بالمرأة المغربية وتقديمها بصوره مغايرة لما هو دارج ومستهلك في الاعلام وايضا في اعماله السابقة . فشخصية ( تودا ) تظل رغم كل الظروف صامدة تعني تماما ما تمتلكه من فن واصاله تتجاوز تلك اللحظات الهامشية من المتعة المدفوعة الاجر . رغم ان الفيلم يعتمد على حضور الموسيقي بالذات ( العيطة ) و ( الغناء الشعبي ) الا انه لا توجد ايه اشارة الى صناع الموسيقي في الفيلم حتى في دليل المهرجان وبقية المفردات الاعلامية والصحفية .

ويبقي ان نتوقف بكثير من التقدير على التقمص العالي الكعب للفنانة نسرين الراضي التي استطاعت ان تحتوي الشخصية وتعيش النقلات والمراحل التي مرت بها من عاصفة تحقيق الذات وتحدياتها وسلام الذات مع وحيدها وشخصية رقية (جليلة تلمسي)، اما بقية الشخصيات فجملتها عابرة سرعان من تبذل دراميا امام هيمنه وسطوة (تودا) واداء نسرين الرائع لذا تظل واحدة من اهم رهانات المخرج.

ونخلص، نبيل عيوش في (الكل يحب تودا) أكثر توازنا من جميع اعماله حيث القضية اهم من كل الهوامش.

 

####

 

مشاركة سعودية كبيرة على مستوى الأفلام والندوات في "كان"

البلاد/ مسافات

تشهد الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي، المنعقدة حالياً حتى يوم 25 مايو الجاري، مشاركة سعودية كبيرة على مستوى الأفلام والندوات المختلفة عن قطاع السينما بشكلٍ عام.

وتشارك هيئة الأفلام السعودية في الدورة الحالية في الجناح السعودي، من خلال تنظيم عدد من الندوات والجلسات النقاشية، على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي، منها جلسة بعنوان “تجربة صُنّاع الأفلام في الأسواق الناشئة”، والتي تُعقد يوم 16 مايو بالمسرح الرئيسي، يديرها المنتج السعودي أيمن خوجة، وبحضورالمخرج السعودي حمزة جمجوم، ومن زامبيا: المخرجة رونغانو نيوني، والمخرج الصومالي مو هراوي، ومن الفلبين: مديرة أستوديوهات كروما للترفيه، بيانكابالبوينا.

كما ستُعقد جلسة أخرى، الخميس، كثاني جلسات الهيئة، تحت عنوان “صُوّر في السعودية: نورة”، وذلك بالجناح السعودي داخل المهرجان.

وتُنظم الهيئة، جلسة حوارية بعنوان “التواصل السعودي”، وذلك يوم 17 مايو، في منطقة بلاج ديس بالم، أما يوم 19 من الشهر ذاته، ستُعقد جلسة حوارية بعنوان “الصحة النفسية والرفاهية في قطاع السينما: رعاية بيئة عمل صحية”، في منطقة سكرين تراس.

وفي يوم 20 مايو، تُقيم هيئة الأفلام، غداء تواصل خاص بـ”منتدى الأفلامالسعودي”، حيث يستمر لمدة ساعتين، وذلك في الجناح الخاص بها داخل المهرجان.

وتأتي مشاركة الهيئة، بهدف زيادة الوعي بقطاع الأفلام السعودي، وتعزيز الشراكات مع الجهات العالمية في القطاع، وتسهيل التبادل الثقافي، ودفع عجلة التقدم في قطاع الأفلام.

كما كشفت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، عن عرض 4 مشاريع مدعومة من قبل المؤسسة، ضمن عروض الدورة الحالية من المهرجان، وهي: فيلم “نورة” إخراج توفيق الزايدي، وهو أول فيلم سعودي يُشارك في المسابقات الرسمية للمهرجان، حيث يُعرض ضمن قسم “نظرة ما”.

“نورة” هو أول فيلم سعودي يتم تصويره كاملاً في مدينة العلا، وسبق عرضه ضمن فاعليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ونال جائزة أفضل فيلم سعودي في المهرجان.

وتدور أحداثه، في فترة التسعينيات من القرن الماضي، حول “نورة” فتاةٌ طموحة وحالمةٌ، تحبُّ الحياة والفن، رغم عدم توفُّر الفرص الفنية المتاحة أمامها، وتتعرَّف خلال الأحداث على المعلم “نادر” الذي يأتي من المدينة، ويكشف لهمأن الفن يمكن أن يكون وسيلةً للتواصل، وهو بطولة يعقوب الفرحان، وماريا بحراوي وعبد الله السدحان.

كما يُعرض ضمن فاعليات مهرجان كان السينمائي،  الفيلم المصري “رفعت عيني إلى السماء” إخراج ندا رياض وأيمن الأمير، و”إلى أرض مجهولة” إخراج مهدي فليفل، و”أنيمال” للمخرجة إيما بينستان، إذ أبدت المؤسسة فخرها واعتزازها بدورها في تمويل ودعم هذه الأعمال، التي وصفتها بـ”الاستثنائية”.

كما جدد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، تعاونه مع مجلة فانيتي فير-أوروبا، باستضافته لمبادرة “المرأة في السينما”، التي ستقام على هامشالدورة ٧٧ من مهرجان كان السينمائي، وسيتم تكريم 6 نساء، من بينهن أسيل عمران وأضوى فهد.

أسيل عمران، هي ممثلة ومغنية شهيرة، برزت منذ عام ٢٠٠٧. امتدّت مسيرتهاالفنّية لتشمل العديد من أعمال الدراما، مثل مسلسل “غرابيب سود” على نتفليكس، و”قابل للكسر”، و”أكون أو لا”، بالإضافة لفيلم “ماذا لو؟” في مجال السينما، فضلاً عن نجاحها في المسرح الموسيقي، كما تُعد أول ممثلة سعودية تظهر في السينما المصرية.

أما أضوى فهد، دخلت عالم التمثيل في ٢٠١٩، حيث شاركت في العديد منالأفلام، منها فيلم “بين الرمال” الذي عُرض في مهرجان البحر الأحمرالسينمائي الدولي ٢٠٢٢, ففي رصيدها الفني ١٢ فيلماً مختلفاً بجانب عدد من المسلسلات التليفزيونية.

 

البلاد البحرينية في

18.05.2024

 
 
 
 
 

رسالة كان السينمائي: "الفتاة ذات الإبرة"

سليم البيك - محرر المجلة

الفيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية جرت في كوبنهاغن عام ١٩١٩، هذا لوحده يعطي قيمة للأحداث، في أنها معقولة وحصلت يوماً ويمكن، بالتالي، أن تحصل مجدداً في حياة المُشاهد الحيادي، مهما تطرفت الأحداث ومهما بعُد هو عنها مكاناً وزماناً.

وهي، الأحداث، اتخذت طابعاً عادياً، لقصة لا يهم فعلاً إن كانت حقيقة أم خيالاً، فلا تطرف ولا لاعادية في الحاصل، وذلك على طول النصف الأول من الفيلم، المتقدم كقصة لامرأة شديدة البؤس، تتعرض للظلم لكونها امرأة ولكونها فقيرة. ستبحث عن عمل وتجده عند سيدة تملك متجراً لبيع الحلويات، بانت، الأخيرة، طيبة.

حتى هذه اللحظة، هي قصة بؤس اجتماعي يمكن أن نجدها من دون تطورات درامية في أفلام "الواقعية الجديدة" الإيطالية وارتداداتها مثلاً. خاصة أن الفيلم صوِّر بالأبيض والأسود. ويمكن لعمل أتقن سرد القصة كلاماً وصوراً، أن يخرج بفيلم ممتاز مكتفياً بيوميات الشقاء لدى هذه المرأة.

لكن "الفتاة ذات الإبرة" (The Girl with the Needle) للسويدي ماغنوس فون هورن اتخذ منحى آخر عند ذروته التي ستعرف عندها المرأة، ونحن، أن السيدة التي كانت تساعد النساء الراغبات في التخلص من أطفالهن حديثي الولادة، في تقديمهم لعائلات ميسورة للتبني، مقابل المال، ستعرف المرأةُ أن الحقيقة في مكان آخر، في لحظة قلبت اليوميات البائسة إلى حدث مفصلي ودرامي ستتخذ المرأة فيه قراراً يخرجها من خضوعها، في حالة تمرد أتت أخيراً من غريزة الأم التي سلّمت يوماً طفلها إلى سيدة وستعرف أخيراً ما فعلت الأخيرة به وبالكثير غيره.

حاولتُ ألا أفسد القصة قدر الإمكان، فالفيلم المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، مبني، لواقعية قصته ودراميتها، على أسلوب سرد كلاسيكي، ويمكن لمعلومة هنا أو هناك أن تفسد شيئاً منه. وهذه الكلاسيكية السردية لم تكن في غير صالحه. كان تدرّج الحبكة فيه بطيئاً بالقدر اللازم، وكانت الذروة لحظة مشهدية ستغيّر كل ما يليها. وذلك كله ببراعة في الصورة، في استخدام الضوء والظل، كعنصر بصري خاص وكثيف، وأساسي في صور الأبيض والأسود.

من بين العديد من الأفلام الخارجة عن تقليدية العمل السينمائي في هذه الدورة من المهرجان، يعيدنا هذا الفيلم إلى تلك التقليدية، سردياً تحديداً، بامتياز، وإن لم يخلُ الفيلم، وقصته، من بعض التنميطات لقصة عن الظلم والعدل والثراء والفقر والنهايات المتوقَّعة لذلك في حكايات العبَر المروية للأطفال.

 

مجلة رمان الثقافية في

18.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004